محتويات هذا المقال ☟
قمة الناتو أظهرت أن مركز الكون ليس سوى تضحية وجسر عبور
ما من شك أن قمة الناتو الأخيرة كانت مخيبة للآمال الأوكرانية بشدة . توقع زيلينسكي منها الكثير ولم يحصل إلا على الوعود و الغرب أقنع زيلينسكي بأنه مركز الكون وقمة الناتو أظهرت حجمه الحقيقي وما هو سوى وسيلة لتدمير روسيا . وكيف للغرب أن يضم أوكرانيا للناتو وهي في حالة حرب . فعندما تصبح أوكرانيا عضوا في الناتو يتوجب على الحلف تفعيل البند السابع . والذي سيجبرهم على الدخول بالحرب مباشرة .
وفي هذا السياق دعا ضابط الاستخبارات الأمريكي المتقاعد سكوت ريتر، الأوكرانيين إلى إدراك أن لا أحد مهتم بهم ولن تصبح أوكرانيا. أبدا عضوا في حلف الناتو، وأن الغرب يضحّي بالأوكرانيين في مواجهة روسيا.
وأضاف في تصريح صحفي أن (الرئيس الأوكراني فلاديمير) زيلينسكي أقنعوه بأنه مركز الكون لكن الواقع ليس كذلك. كان مقتنعا بأن أوكرانيا مهمة لحلف شمال الأطلسي والغرب… وهذا ليس صحيحا أيضا”.
وأكد أنه “يجب على زيلينسكي وأوكرانيا بأكملها إدراك أن الناتو يضحي بهم، ولا أحد مهتم بأوكرانيا التي لن تصبح عضوا . في الناتو أبدا، وأظهرت قمة الحلف في فيلنيوس الوضع على حقيقته”.
كما أعرب ريتر عن أمله في أن حلف شمال الأطلسي سيدفع كييف في نهاية المطاف إلى الرضوخ وطلب السلام من روسيا.
تجدر الإشارة إلى أنه على عكس ما سعى إليه زيلينسكي وما كان يعول عليه أصدر حلف شمال الأطلسي أمس الثلاثاء، بيانا أكد فيه . أن أوكرانيا يمكنها الانضمام إلى الحلف “عندما يتفق الحلفاء وتستوفي شروط العضوية”، وذلك بعد أن انتقد . زيلينسكي التأخير “السخيف” في التحرك نحو قبول انضمام بلاده.
ووفقا لقرار حلف شمال الأطلسي لن تستطيع أوكرانيا أو تكون عضوا في الحلف دون أن تفي بشروط العضوية، كما أن الدول الأعضاء . يخشون من أن يجدوا أنفسهم في مواجهة عسكرية مباشرة مع روسيا إذا قبلوا بانضمام كييف للحلف.
لماذا قبل “الناتو” فنلندا والسويد في صفوفه وصدّ أوكرانيا؟
شكل إعلان حلف “الناتو” بعدم دعوة أوكرانيا للانضمام له إلا “حين يقرر الحلفاء ذلك وحين تتوافر الشروط”، تساؤلات . عن سبب ذلك بينما قبل الحلف عضوية فنلندا والسويد.
تقدمت السويد وفنلندا بطلب للانضمام إلى الناتو في أبريل 2022، بعد شهرين من بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا. في البداية رفضت تركيا وهنغاريا الموافقة على عضوية السويد. واتهمت تركيا السويد باستضافة أعدائها.
ومع ذلك، قال الأمين العام لحلف “الناتو” ينس ستولتنبرغ إن السويد عالجت الآن “مخاوف تركيا الأمنية المشروعة”، . وأن الحكومة التركية ستطلب قريبا من البرلمان الموافقة على طلب السويد، وإن حكومة هنغاريا وعدت بفعل الشيء نفسه.
وبينما أصبحت فنلندا العضو الـ31 في “الناتو” في الرابع من أبريل 2023، لا يعرف متى ستصبح السويد رسميا جزءا من الحلف.
وستعمل السويد وفنلندا معا على تعزيز قوات الحلف بأكثر من 280 ألف جندي احتياطي ونظامي.
أما بالنسبة لأوكرانيا، فتعود القضية إلى عام 2008، عندما أعلن “الناتو” أن كييف يمكن أن تنضم إلى التحالف في موعد. لاحق، لكنه رفض طلبها في سبتمبر 2022 للحصول على عضوية “المسار السريع”.
وتنص المادة 5 من ميثاق “الناتو” على أنه إذا تعرض أحد الأعضاء للهجوم، فيجب على جميع الأعضاء الآخرين الدفاع عنه،. وبالتالي إذا انضمت أوكرانيا في الوقت الحالي، في ظل العملية العسكرية الروسية، فسيتعين على دول “الناتو” . من الناحية الفنية “إعلان الحرب” على روسيا.
وخلال قمة “الناتو” التي عقدت يوم أمس في فيلنيوس، العاصمة الليتوانية، حاول أعضاء الحلف إعطاء ضمانات لكييف . بتأكيدهم أن “مستقبل أوكرانيا هو في حلف الأطلسي”، وقبل صدور البيان الختامي، شن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي . هجوما حادا على التحالف ووصفه بالـ”ضعيف”.
الناتو تخلى عن أوكرانيا
بدورها، صرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، بأن دول حلف شمال الأطلسي تظهر اختلافا . بشأن مسألة انضمام أوكرانيا للحلف، وأنهم ببساطة “تخلوا عنها”، مضيفة: “أعضاء الناتو كانوا يجرون أوكرانيا إلى العالم الغربي،. وعندما طلبت أوكرانيا المساعدة تخلوا عنها وخذلوها”.
وقالت إن “الناتو لا يضم أوكرانيا إلى صفوفه لأن الجزء الغربي من أوكرانيا من وجهة نظر بولندا، يجب أن ينتمي إلى بولندا .وليست هناك حاجة لتكون أوكرانيا في الناتو”، مبينة أنه “إذا تم ضم أوكرانيا لحلف الناتو، فإن الحلف سيتعين عليه الاعتراف بحدودها”، وأن ذلك. لا يخدم وجهة النظر البولندية وأطماع وارسو.
من جهتها، أعربت رئيسة الوزراء الإستونية كايا كالاس عن تفهّمها التام لخيبة أمل الجانب الأوكراني في قرارات قمة “الناتو“. وقالت إن “هذا كل ما يمكن أن نقدمه”.
وأوضحت أن “أوكرانيا لا يمكنها الآن أن تصبح عضوا في الحلف بسبب مخاوف الدخول في حرب مع روسيا”.
أما “خطة عمل نيل العضوية” التي أعلن العام للحلف ينس ستولتنبرغ، إعفاء أوكرانيا من إجراءاتها، فهي برنامج . مفتوح للإصلاح السياسي والعسكري يهدف إلى جعل أعضاء “الناتو” المحتملين يتماشون مع معايير التحالف.
وقد يستغرق إتمام وإكمال خطة العمل سنوات، إلا أن ذلك لا يضمن العضوية في الحلف.
“بيان هام” حول الدعم العسكري لكييف
أعلنت مديرة شؤون أوروبا بمجلس الأمن القومي الأمريكي أماندا سلوت، أن الرئيس جو بايدن وزعماء مجموعة السبع . والرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، سيصدرون إعلانا مهمّا اليوم.
وأضافت سلوت أن “القرار سيعلن أيضا عن نية دول مجموعة السبع مساعدة أوكرانيا في إنشاء قوة مسلحة يمكنها الدفاع عن نفسها . وردع الهجمات المستقبلية”، مع التركيز على “الاستثمار طويل الأمد” في المجالين العسكري والاقتصادي.
وبينما لم يتم الإعلان عن تفاصيل المساعدة المقدمة بعد، قالت سلوت إن كل دولة ستدخل في محادثات ثنائية خاصة بها مع أوكرانيا. حول كيفية “تحويل ذلك إلى حقيقة”، مشددة على أنه “لا تزال هناك حاجة لأوكرانيا لإجراء مزيد من الإصلاحات. الديمقراطية والإصلاحات في قطاع الأمن”.
وأضافت: “بايدن كان واضحا أننا نعتقد أن أوكرانيا يمكن أن تصل إلى المطلوب، لكن هذا لا يزال. شرطا لأوكرانيا للانضمام كما كان شرطا لجميع الأعضاء الذين انضموا إلى التحالف”.
وسيجتمع بايدن وقادة آخرون من مجموعة السبع (بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والولايات المتحدة). مع زيلينسكي في وقت لاحق اليوم الأربعاء في نهاية قمة “الناتو” في فيلنيوس للإعلان عن الخطة.
الموقع العربي للدفاع والتسليح | Facebook