قرين الرجل الذي اتخذ بشار "ربّا"..
النظام ينهي مهام عراب تسليح "العمال الكردستاني" و"YPG"
=====================
محلي | 2018-01-02 20:57:25
ذياب في آخر ظهور علني له قبل أيام
وضع بشار الأسد حدا لسلطة رئيس اللجنة الأمنية والعسكرية ورئيس فرع الأمن العسكري بالحسكة "العميد علي ذياب"، عندا أمر بــ"إنهاء مهامه" في المحافظة التي تعد من أشد محافظات سوريا تعقيدا في تركيبتها القومية والدينية.
ولم يكن "ذياب" رجل النظام الأول في الحسكة وحسب، بل عراب معظم الاتفاقات والتفاهمات التي عقدها بشار مع مليشيا "العمل الكردستاني" و"وحدات الحماية"، بما في ذلك تسليح هذه المليشيات وتزويدها بأطنان من الذخائر والعتاد، لضمان تمددها على الشريط الحدودي الطويل بين تركيا وسوريا، ولجعلها -كالعادة- بمثابة "مخلب الأسد" في مواجهة أنقرة.
وقد تكرر اسم "ذياب" أكثر من مرة فيما يخص قيادة اجتماعات التنسيق مع "العمال الكردستاني" و"وحدات الحماية"، ما يعني بالإجمال أن الرجل كان مفوضا كليا من قبل بشار بترتيب أوراق هذه العلاقة بين المرتزقة المحسوبين على الصف الكردي وبين النظام.
وقد يبدو غريبا لغير المطلعين على ماضي "ذياب" أن يختاره النظام من بين جميع ضباطه المخابراتيين لهذه المهمة المعقدة (التنسيق مع مرتزقة العمال والحماية)، لكن العودة قليلا إلى الوراء توضح أن بشار اختار "الرجل المناسب في المكان المناسب"، لاسيما أن "ذياب" كان ضابطا مخابراتيا مسؤولا عن قسم من سهل البقاع في لبنان أيام "الوصاية السورية"، حيث كان هذا السهل "ملعبا" لمليشيا "العمال الكردستاني" وزعيمهم "أوجلان" يتلقون فيه تدريبات مكثفة على شن الهجمات وتنفيذ الأعمال الإرهابية.
ومع بروز الحاجة مجددا إلى "مخلب أسدي" في وجه أنقرة، كان لابد من الاستعانة بنفس المرتزقة المحسوبين على شعب أوقع به نظام الأسد (الوالد والولد) شتى أنواع المظالم، وكان لابد لهؤلاء من ضابط مخابرات "يضبط إيقاعهم" ولم يجد بشار أنسب من الوجه القديم والمعروف لمثل هؤلاء المرتزقة، فعيّن "ذياب" دون تردد.
وجاء تنصيب "اللواء جايز الموسى" خريف 2016 محافظا للحسكة ليضع أهل المحافظة بين فكي مجرمَين من طراز استثنائي، فـتاريخ "ذياب" موغل في خدمة الأهداف القذرة لنظام الأسد، ومثله "الموسى" الذي كان يترأس المطار الحربي الأشهر في عموم سوريا، مطار الضمير، حيث كان من أشد الضباط وأوضحهم قولا وعملا في محاولة سحق الثورة، وأشدهم تطرفا في إبراز ولائه الفج ولو من خلال التصريح بالقول : أني ربي بشار الأسد.
مكافأة من النظام أم اختيار روسي.. اللواء "جايز الموسى" محافظاً للحسكة
ومما زاد في استثنائية "ذياب" و"الموسى" أن كليهما محسوب على الطائفية السنية، فالأول يتحدر من القنيطرة والثاني من "حماة"، وكلتاهما منطقتان لهما ذكريات مأساوية مع نظام الأسد، كما إن من النادر إن لم يكن المستحيل أن يجمع النظام لشخصين من "السنة" منصبين حساسين في نفس المكان.
إلى أين؟
في صيف 2016 سرت شائعات (تبين لاحقا أنها غير صحيحة) عن عزل "ذياب" على خلفية اشتباكات مسلحة وقعت بين النظام ومليشيات وحدات الحماية، وصلت حد تهديد وجود النظام كليا في الحسكة، وخصوصا القامشلي، وأنذرت بفقدان سيطرته حتى على مربعه الأمني هناك.
ولا يعرف اليوم مع بداية العام الجديد وكف يد "ذياب" عن الحسكة من سيخلفه في رئاسة اللجنة الأمنية والعسكرية، وفي مهمة التنسيق مع المرتزقة المحسوبين على الأكراد، كما لايعلم مدى تأثير "رحيل" الرجل على ملف هؤلاء المرتزقة، الذين وصفهم بشار حديثا بـ"الخونة" وهو ما استدعى رد بعض قيادات المليشيات للرد عليه بعنف.
زمان الوصل