يروي إسماعيل شموط، الذي كان في الثامنة عشرة عندما نزح مع أهله من اللد، قصة معاناته في طابور الموت حيث توفي أخوه عطشاً، أُجبر الآلاف على المسير تحت شمس تموز الحارقة، لا يعرفون إلى أين هم ذاهبون، لكن العطش كان قاسماً مشتركاً بينهم جميعاً.
وربما كان محظوظا عندما رأى بعض الماء، فهرع ليملأ وعاء كان يحمله. وفي تلك اللحظة يظهر جيب عسكري على متنه ثلاثة جنود.
أحدهم، ضابط، يصوب بندقيته إلى رأسه ويأمره بوضع الماء جانباً. ولم يكن أمامه من خيار سوى الطاعة. لكنه يتمكن في النهاية من الحصول على بعض الماء بعيداً عن أعين الجنود.
وعلى الرغم من أن الماء كان قذراً وملوثاً، فإنه يشرب بعضاً منه، ويبلل ثيابه بهذا السائل الشبيه بالماء.
وعندما يحاول اللحاق بعائلته، تتبعه مجموعة من العطشى أملاً في الحصول على السائل الثمين، حتى أن إحدى النسوة تعصر قميصه المبلل لتحصل على بعض قطرات.
ولم ينسَ شموط مشهد الآلاف وهم يمضغون الحشائش للحصول على السوائل، بينما يضطر آخرون إلى شرب البول.
وعلى جانب الطريق نساء حوامل يلدن أطفالاً لم تكن لديهم أية فرصة في النجاة، فيكتفي الناس بتغطية الجثث بالأعشاب وتركها خلفهم.
الرحلات الفلسطينية