الوحدة 8200 ودورها في زعزعة استقرار المنطقة العربية

سلمت يداك
 
الوحدة 8200 ودورها في زعزعة استقرار المنطقة العربية

GpdNo3pW0AAL6_q


مقدمة:


الوحدة 8200، هي وحدة لجمع المعلومات الرقمية والإشارات وفك الشيفرات، وتتبع قسم الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان"، وبدأت عليها في الماضي عدة أسماء، وتشمل الوحدة (515) وكذلك الوحدة (848)، وبعد حرب أكتوبر 1973 تم تغيير اسمها إلى 8200، وذلك بالتوافق مع رقم البريد العسكري الذي كانت تحمله الوحدة في ذلك الوقت. وتعتبر هذه الوحدة من أكبر الوحدات الاستخبارية بالجيش الإسرائيلي، ويرأسها ضابط برتبة عميد، وتتحفظ الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية على نشر اسمه.

وتعتمد الوحدة 8200 على تكنولوجيا متطورة جدًا للتجسس وتفكيك الشيفرات ومراقبة الاتصالات، وتولي أهمية كبيرة لشبكات التواصل الاجتماعي، وتطوير برمجيات لأغراض مواكبة تطورها وتحليل بياناتها والعمل على استخدام المضامين فيها لأهداف استخباراتية.

تاريخ إقامة الوحدة:

كانت الاستخبارات اليهودية قبيل قيام دولة الاحتلال تعتمد بشكل كبير على المصادر البشرية في "اليشوف اليهودي" (الأحياء اليهودية)، وبعد حكم الانتداب البريطاني على فلسطين برز اهتمام المنظمات اليهودية، إلى ضرورة استخدام التجسس على الهواتف في أرجاء فلسطين حيث أولى جهاز "شاي" الاستخباري التابع لمنظمة هاغاناة" أولوية كبيرة إلى التجسس على البريطانيين وتفكيك شيفرات الاتصالات الخاصة بهم، وكانت تتم هذه العملية برئاسة الضابط في جهاز "شاي" مردخاي الموغ، وخلال حرب عام 1948، تم استيعاب عناصر "شاي" في صفوف الاستخبارات العسكرية في ضمن قسم الاستخبارات (٢) بالجيش الإسرائيلي، والذي كان مسؤولاً عن التنصت وتفكيك الشيفرات، وتولى قيادة هذا القسم في الاستخبارات العسكرية بعد قيام دولة الاحتلال، أيضاً مردخاي الموغ، وكانت مهمة هذا القسم في تلك الفترة الحصول على معلومات استخبارية حول الفلسطينيين والعرب من خلال التنصت على الاتصالات وتفكيك شيفرات الاتصالات اللاسلكية، وأولى إلى هذا القسم تفكيك شيفرة الجيش المصري خلال حرب عام ١٩٤٨، والتنصت على المكالمات المصرية التي تتعلق باتفاق وقف إطلاق النار في نهاية حرب عام 1948.

بعد إقامة جيش الاحتلال عام ١٩٤٨، وضعت قيادة الوحدة في تل أبيب، وبعدها تم نشر مجموعة من مراكز التنصت في أغلب المناطق في دولة الاحتلال، بينها مركز للتنصت في القدس المحتلة، في منطقة "محانيه شنلر"، ووضع مرکزین آخرين للتنصت في حيفا، وبئر السبع، وعدة مراكز متحركة أخرى للتنصت كانت مرافقة للقوات العسكرية التابعة للاحتلال، وتم إضافة عدد آخر من الضباط ليرافقوا مردخاي في عمله، ومن بينهم "أفراهام إيلوني"، و"أفراهام شاروني"، و"يوسف غيليس"، وكان عدد أفراد الوحدة خلال حرب 1948حوالي 205 عنصراً، وانتقلت إلى العمل في مبنى مهجور في منطقة يافا.


في أعقاب وجود اشتباه لدى أفراد الأمم المتحدة في لجان وقف إطلاق النار، في أن إسرائيل تقرأ وتتجسس على البرقيات المشفرة التي كانوا يتراسلون بها، قامت الأمم المتحدة باستخدام جهاز تشفير من إنتاج (Boris Hagelin) لمنع ذلك ، ولم يستطع غيليس فك شيفراته، إلا

بعد أن تم امتلاك جهاز معالجة بيانات من إنتاج IBM. في مايو 1956، تم تغيير اسم الوحدة إلى (515)، وفي عام 1955، بدأ تشغيل الحاسوب الأول في معهد فايتسمان للعلوم، وكانت الوحدة ٥١٥ ، تستخدم هذا الحاسوب مرتين في الأسبوع، ساعتين في كل مرة، وفي عام ١٩٥٩ امتلك قسم البرمجة في الوحدة برئاسة مائير شابيرا، كمبيوترا خاصا للوحدة تم وضعه في مدينة "رحوفوت"، وكان ذلك الكمبيوتر يحمل اسم "فايتسك"، وكان الهدف المعلن من امتلاك ذلك الحاسوب، أنه يستخدم الأهداف أكاديمية، والهدف غير المعلن كان لفك شيفرات الرسائل المشفرة التي كانت تعترضها الوحدة، وفي عام 1961، منحقسم البرمجة في الوحدة 515 جائزة أمن إسرائيل.

وفي عام 1964، تم تطوير الوسائل التكنولوجية التي تمتلكها الوحدة، وأقامت الوحدة محطة للتنصت في شمال إسرائيل، أمنت فيه وسائل للتنصت على كل من سوريا ولبنان.

وفي عام ١٩٦٧، كانت تتكون الوحدة من ١,٨٩٤ جندي نظامي واحتياطي، وأسهمت مساهمة كبيرة في حرب ١٩٦٧، إذ تم تزويد الجيش بمعلومات دقيقة تم اعتراضها عبر وسائل الاتصال حول تحركات أسلحة الجو العربية وخاصة سلاح الجو المصري.

دور الوحدة في حرب عام ١٩٦٧:

في السادس من يونيو ١٩٦٧، وفي اليوم الثاني للحرب سجلت الوحدة مكالمة هاتفية بين الرئيس المصري جمال عبد الناصر، والملك الأردني الحسين بن طلال، وفيها كان يريد ناصر من الملك حسين، أن يتدخل في الحرب وتم بث المكالمة المسجلة من قبل إذاعة صوت الجيش" بأمر من موشيه ديان، وكان الهدف من بثها كشف القدرات الإسرائيلية في التعقب والتصنت، ومحاولة إيقاف المحاولات المصرية لزج الاتحاد السوفييتي في الحرب، بالإضافة إلى ذلك حاولت الاستخبارات الإسرائيلية ضرب العلاقات بين مصر والأردن.

في أغسطس عام ١٩٦٨، تم تغيير اسم الوحدة إلى (848) وفي عام 1969تم وضع حاسوب متطور في الوحدة من نوع 44/360 IBM، ، والذي كان في تلك الفترة فائقاً في معالجة البيانات.

دور الوحدة في حرب أكتوبر ١٩٧٣:

فشلت شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان" في التحذير من اندلاع حرب في عام ۱۹۷۳ ، وفي التقدير الاستخباري الذي قدمته شعبة "أمان" في الخامس من أكتوبر ۱۹۷۳، قبل يوم من الحرب، قالت إن احتمالية أن ينوي المصريين فتح حرب مع إسرائيل هي منخفضة"، وهذا أدى إلى أكبر فشل في تاريخ "أمان"، ونُسب هذا الفشل إلى وحدة البحوث في شعبة "أمان" وإلى رئيس "أمان" في تلك الفترة، إيلى زاعيرا.

وكانت الوحدة ،838 في تلك الفترة تحتفظ بوسائل تجسس وتعقب قامت بزرعها في عدة مناطق مصرية، وكانت هذه الوسائل من شأنها أن تقدم معلومات موثوقة حول نية المصريين الخروج إلى حرب، وفي الأيام التي سبقت الحرب، توجه ضابط الوحدة 848، يوئال بن بورات، ورئيس قسم الجمع مناحيم ديغلي إلى رئيس "أمان" زاعيرا، وطلبوا منه الأمر بتفعيل الوسائل الخاصة، بهدف استيضاح حركة القوات المصرية، وهل هي بنية الاستعداد للحرب أم تدريب عسكري فقط، ولكن طلبهم جوبه بالرفض من قبل ،زاعيرا ورفض زاعيرا أيضا طلبا مشابها لرئيس وحدة البحوث، آريه شاليف.

وفي نهاية المطاف، أعطى زاعيرا الضوء الأخضر لوحدة 848 بالعمل على استخدام الوسائل الخاصة بالتجسس في مصر، في صباح السادس من أكتوبر 1973، أي في نفس يوم الحرب وقبل ساعات قليلة من اندلاعها. لقد كان لدى متخذي القرار رئيس هيئة الأركان العامة للجيش دافيد أليعازر، ووزير الأمن موشيه ديان،

انطباع من أنه تم استخدام الوسائل الخاصة بالتجسس قبل أيام، لذلك كانوا يثقون جدا بتقديرات زاعيرا أنه لا يوجد حرب في الأفق.

وقال آریه شاليف، في كتابه الذي نشر في عام 2006، أنه في الرابع من أكتوبر 1973، سجلت وحدة الجمع معلومات ذات أهمية تحذيرية، ولكنها لم تصل إلى وحدة البحوث إلا بعد ثلاثة أشهر.

وقال يوئال بن بورات، في كتابه "نعيلاه"، أن الضابط رؤوفين يرود، كان قد فك تشفير برقية في الخامس من أكتوبر وقبل اندلاع الحرب بـ 21 ساعة ، وكانت تشير إلى قرب اندلاع الحرب، وكانت هذه البرقية قد أرسلت من سفير العراق في موسكو، إلى وزارة الخارجية في بغداد، وفيها ذكر أنه تم إخلاء مواطني الاتحاد السوفييتي من سورية ومصر، وأن هذا جاء في أعقاب نية سورية ومصر الدخول في حرب مع إسرائيل، ولكن هذا التحذير تم تأخيره في شعبة "أمان" ولم يصل إلى رئيس هيئة الأركان إليعازر من الجدير ذكره أنه بعد حرب أكتوبر 1973 تم تغيير اسم الوحدة إلى 8200.

في أعقاب توقيع اتفاق سلام مع مصر في عام 1979، وفي إطاره قام جيش الاحتلال بإخلاء قواتها من شبه جزيرة سيناء، قامت الوحدة بنقل مراكزها إلى الحدود القريبة بحسب الاتفاق، لضمان التغطية الاستخبارية للمنطقة. في نهاية سنوات التسعينيات من القرن العشرين، أجرت الوحدة 8200 أول عملية هجوم سيبراني، وأطلق عليه في تلك الفترة اسم "العملية 102" ، وكانت تتركز على مهاجمة أهداف عبر السايبر لكي تتمتع الوحدة بمزايا عالية في عصر الحروب الرقمية.

GpdM43NXAAAxSLm


الوحدة ٨٢٠٠ خلال القرن الـ ٢١:

في مارس عام 2004 نشرت "لجنة التحقيق في منظومة الاستخبارات في أعقاب حرب "العراق" في دولة الاحتلال، تقريراً وفيه اقترحت بإخراج الوحدة 8200 من إطار شعبة الاستخبارات "أمان" وتحويلها إلى جهاز استخباري رقمي مستقل، وبإدارة مدنية كما هو حاصل في الولايات المتحدة وبريطانيا، ولكن هذا المقترح لم يطبق. وتم إصدار توصية عبر لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، واللجنة الفرعية المنبثقة عنها التي تختص بالأجهزة السرية بأنه "يجب إبقاء الوحدة ضمن شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان".

من الجدير بالإشارة أنه خلال تولي عاموس يدلين رئاسة شعبة الاستخبارات العسكرية في نهاية التسعينيات، نجحت الوحدة في أن تكون رأس الحربة في الحروب الإلكترونية الهجومية، وطوّرت برمجيات دفاعية وهجومية. هذا وحصلت الوحدة 8200 على عدة جوائز في مجال التمييز من قبل قيادة جيش الاحتلال، ففي يوليو 2013 ، منح رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال بيني غانتس، "شارة التقدير" إلى الوحدة على دورها غير العادي وفقاً لتصريحاته حول عملیات سرية قامت بها الوحدة في السنوات (2011-2013).

في مايو ٢٠١٧، منح رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال، غادي آيزنكوت الوحدة "شارة التقدير" في أعقاب عمليات متنوعة قامت بتنفيذها وخاصة في مجال السايبر والحرب الإلكترونية، بالإضافة إلى استحداث برمجيات لهذا الغرض. ومن الإنجازات التي نشرتها وسائل الإعلام العالمية عن نشاط هذه الوحدة، والذي اعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي به هو إحباط هذه الوحدة عمليات في خارج حدود إسرائيل، ومن بينها إحباط عملية لداعش في أستراليا، كما أن هذه الوحدة أحبطت ما يزيد عن 30 عملية تفجيرية في أوروبا، وعدة مناطق أخرى في آسيا.

وخلال فترة "كورونا" في عام 2020، أقامت الوحدة مركزاً للمعلومات الوطنية لمكافحة كورونا، بهدف البحث والتحليل، واعتمدت حكومة الاحتلال على تقارير هذه الوحدة في بلورة سياسة الحكومة، وفي إطار عملها أشركت الوحدة علماء ومحللين من الوحدة.

فضلاً عن ذلك، خلال فترة كورونا والإغلاقات، قامت الوحدة بالتعاون مع وزارة التعليم الإسرائيلية، بتطوير منظومة مساعدة للتعليم الإلكتروني، وساهمت في تسهيل عمل وزارة التعليم وبلورة سياسة تعليمية سلسلة باتجاه الطلاب والدارسين.

في فبراير ٢٠٢١ حظيت منظومتان قامت الوحدة بتطويرهما في مجال الذكاء الصناعي وتحليل البيانات على جائزة رئيس شعبة الاستخبارات والمنظومتين هما "الخيميائي"، وهي منظومة تختص في الإنذار المبكر على الحدود، وتحدد طبيعة التهديد وأية أسلحة يمكن استخدامها، وأي معلومات يمكنها تحييد التهديد، وهذه المنظومة تستطيع أن تتصل بكافة منصات الجمع، وباستطاعتها مراسلة الجنود بشكل آلي. أما المنظومة الثانية فهي " SHADOW" ، وهي أداة بحث طورتها الوحدة 8200، وهي مؤهلة لتزويد أي ضابط بكافة التفاصيل الخاصة بأي هدف وحتى في وسائل الإعلام.

وفي بداية عام 2021 أقامت الوحدة منظومة باسم "هبسورا"، وهذه المنظومة على شكل تطبيق لتوصيات أوتوماتيكية للأهداف، وتم استخدامه لعملية عسكرية واحدة في الأراضي الفلسطينية لمدة أربعة أيام فقط.

فى 28يونيو 2022 ، كشف قائد الوحدة ،۸۲۰۰، عن أن الوحدة قامت بإحباط هجوم إلكتروني في إسرائيل، يستهدف منظومة المياه المركزية، واستطاعت الوحدة الإحباط عبر التعاون مع الوحدات الاستخبارية النظيرة في الولايات المتحدة الأمريكية.

GpdNEtiW4AA5iJZ


المبنى الهيكلي للوحدة:

القواعد العسكرية للوحدة:
الوحدة مسؤولة عن عدد من القواعد العسكرية المختصة بالعمل الاستخباري ومن بينها قاعدة "حرمون" جبل الشيخ، ويقع المركز الرئيسي لقيادة الوحدة في "غليلوت" بالقرب من تل أبيب، وبالقرب من كيبوتس "أوريم" في النقب تتواجد القاعدة الأكبر للتنصت في العالم. الوحدات الفرعية في الوحدة 8200 .

وحدة العمليات "ابتغاريم" (musan nin-אתגרים):

تختص هذه الوحدة في توفير المعلومات الاستخبارية المحدثة، ونقلها للقوات المقاتلة، ويتلقى الضباط في هذه الوحدة تدريبات جمع عسكرية وميدانية وتصنت واعتراض مكالمات هاتفية، وعمليات سايبر، بالإضافة إلى تأهيلهم عسكرياً، للتأقلم في جميع الظروف الجوية المعقدة، وهذه الوحدة توفر المعلومات الاستخبارية للوحدات الخاصة في الجيش الإسرائيلي، كـ "شايتت 13" (الكوماندو البحري)، و"سييريت متكال"، ولدى هذه الوحدات أهمية بالغة في النشاط العسكري الإسرائيلي، وكان لها دور كبير الحروب على قطاع غزة.

وحدة "ماعوف راحاف" (חידת מעוף רחב):

أقيمت هذه الوحدة في عام 2016، ومقرها الرئيس في قاعدة "نفاتيم " الجوية، في النقب، وهذه الوحدة هي وحدة عملياتية متعددة الأذرع تشترك في توفير المعلومات الاستخبارية لسلاحي الجو والبحرية، وتختص جمع المعلومات ومعالجتها على أساس التخصصية، بالإضافة إلى التصنت ومهمات السايبر. وأحد أهم مهام هذه الوحدة، الحفاظ على الدفاع الجوى، والتأكد من وجود تفوق جوي وبحري وتأمين القوات في الجو والبحر. وتزود هذه الوحدة سلاحي الجو والبحرية بكافة المعلومات الاستخبارية المطلوبة، وتخضع الوحدة من الناحية الإدارية لإدارة سلاح الجو، لكنها تتبع مهنياً بشكل مباشر للوحدة ،8200، وأبرز الطائرات التي تستخدما الوحدة هي من طراز (Gulfstream V) ، كما تستخدم طائرات تجسس أخرى.

الوحدة 7190:

هي وحدة سرية تتبع للوحدة ،۸۲۰۰ ، وتختص في التطوير التكنولوجي وعمليات الابتكار في السايبر، وحصلت الوحدة في عام 2015، على جائزة شعبة الاستخبارات في الابتكار.

وحدة حتساف:

وهي وحدة مختصة بجمع المعلومات الاستخبارية، من المصادر العلنية من البث التلفزيوني، والراديو، والصحافة المكتوبة، ومنصات التواصل الاجتماعي والإنترنت، ولدى الوحدة قسم خاص لتتبع ومراقبة وسائل التواصل الاجتماعي، والمدونات الخاصة وهناك قسم خاص بالترجمة في الوحدة لترجمة جميع المضامين إلى اللغة العبرية وتحليلها.

وتتابع الوحدة بشكل متواصل الخطابات السياسية للقادة والمسؤولين في الدول الهدف، بالإضافة إلى متابعة البيانات العسكرية الرسمية، ومتابعة التقارير الاقتصادية الرسمية، والأبحاث الأكاديمية في الدول الأعداء، ومتابعة مستوى المعيشة ومستوى البطالة ومستويات الجريمة، وتتواصل هذه الوحدة مع مصادر غير رسمية من الدول الأعداء، كالصحفيين والمحامين والأكاديميين، حتى تستطيع أن تخرج بمعلومات دقيقة حول الأوضاع في الدول الأعداء، وكانت تتم أغلب هذه الاتصالات ضمن جهات ومؤسسات وهمية ولم يكن يعرف أغلب الصحفيين والمحامين والأكاديميين أن من يتواصل معهم هم ضباط من شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان". وفضلاً عن ذلك تتابع الوحدة تقارير حقوق الإنسان والحريات وتقارير المؤسسات غير الربحية الفاعلة في هذه الدول لاستكمال الصورة الاستخبارية، وإعطاء تقدير موقف واضح حول كل دولة.

هذه الوحدة تم إلغاؤها كوحدة مركزية في العام 2021، عبر تغيير هيكليتها ونقل الأفراد فيها للعمل ضمن تخصصاتهم وفقاً للتقسيمات الجغرافية، فعلى سبيل المثال تم نقل الأشخاص المختصين في كل ملف وفقاً للتقسيم الجغرافي بدلاً عن الوحدة المركزية، الأمر الذي يراه ضباط "أمان" أنه يسهم في التخصصية في العمل، وتقليل الوقت في نقل المعلومات ومعالجتها في عصر وسائل التواصل الاجتماعي.

مهام الوحدة ٨٢٠٠:

1-
التنصت على الهواتف ويتم عبر برامج تجسس تقوم الوحدة باستخدامها للتجسس على الهواتف الثابتة والمحمولة، وحتى وإن كانت هذه الهواتف في دولة العدو، فقد استخدمت الوحدة وسائل تكنولوجية يتم عبرها اختراق خطوط الهواتف الأرضية والمحمولة.

2- التنصت عبر الطائرات : تقوم الوحدة بتشغيل طائرات تجسس خاصة تقوم بالتحليق في المناطق المراد استهدافها وتلتقط كافة الإشارات والمكالمات الهاتفية، وتقوم بتسجيلها، وقد استخدمت إسرائيل سابقاً طائرات كهذه خلال سنوات الثمانينيات، من طراز "توباز"، وتستخدم إسرائيل مؤخراً طائرتين للتصنت من طراز - إيتان ( HeroTP) ، وطائرة هرمس 540، وتم استخدامهما أيضاً لتنفيذ عمليات اغتيال.

3- التصنت بعيد المدى (البحري): إذ تقوم الوحدة بتنفيذ عمليات تصنت وتعقب للسفن في منطقة الشرق الأوسط، عبر منظومات ،رادار ومنظومات تصنت مركبة على السفن الحربية الإسرائيلية، وإحدى المنظومات التي استخدمتها الوحدة في هذا المجال، منظومة بات" كول"، والتي تشخص الرادارات الخاصة بمنظومات الأسلحة لدى العدو.

4- الرادارات الإلكترومغناطيسية: وتقوم الوحدة عبر رادارات تثبتها في الجبال العالية، بكشف رادارات الطائرات، وتحركاتها في منطقة الشرق الأوسط، وتنقل المعلومات إلى سلاح الجو الإسرائيلي. ونشرت الوحدة راداراتها هذه في جميع أرجاء إسرائيل، وبشكل يسمح لها أن تغطي كافة منطقة الشرق الأوسط، ومنظومة الرادارات المستخدمة من قبل العدد الوحدة في هذا المجال هي منظومة "رونيت" المتطورة.

5- التنصت عبر البالونات منذ عام ١٩٦٧، اعتمدت إسرائيل على استخدام البالونات الطائرة بهدف جمع المعلومات الاستخبارية والتصدى لإشارات الاتصالات، واستخدمت الوحدة عدة منظومات من البالونات الطائرة وهي: "بيزا" و"تامي" و"يعاريت"، وتستخدم الوحدة حالياً بالونات تنصت وتجسس من طراز "SkyStar" .

6- هجمات سایبر تقوم الوحدة بتنفيذ عمليات قرصنة إلى الدول والتنظيمات الهدف، عبر استخدامها برامج تجسس واختراق، علاوة على ذلك تنفذ الوحدة هجمات سایبر ضد الأهداف، وتنسق الوحدة هذه الجهود بالتعاون مع الأجهزة الاستخبارية الأخرى (الشاباك) و(الموساد)، وقد نجحت الوحدة في زرع فيروس "ستاكسنت" في إحدى المفاعلات النووية الإيرانية في عام ٢٠١١ ، كان سيؤدي إلى انفجار المفاعل النووي.

7- جمع معلومات استخباراتية عبر وسائل الإعلام، وشبكات التواصل الاجتماعي، وتحليلها حول اتجاهات الرأي العام في الدول، والعدوان، والخلافات، واستطلاعات الرأي، ودراسات في الدول، بهدف التوصل إلى تقدير موقف واضح حول الأوضاع فيها.

8- تصنيع برمجيات تجسس تقوم الوحدة بصناعة برمجيات تجسس وبرمجيات عملياتية لتنفيذ عمليات استخبارية في جميع الجبهات، وتستقطب الوحدة شخصيات مهنية وتقنية من المجتمع المدني بغية الوصول إلى مستويات عليا في هذا المجال.

التأهيل والاختصاص في الوحدة ٨٢٠٠:

1-
يقدر عدد المنتسبين للوحدة ٨٢٠٠ في الخدمة والاحتياط بحوالي أكثر من ٢٠,٠٠٠ ضابط، وهم مختصون في عدة مجالات والخدمة الإجبارية للضباط الثابتين المنتسبين في الوحدة عشر سنوات على الأقل.

2- تضم الوحدة مسارين للتخصص، الأول تحت اسم مسار "أوفيك"، ويسلكه المرشحون ذوو القدرات العالية والبيانات المناسبة، ويتلقى من يريد أن يسلك هذا التخصص تدريبات قبل بدء الخدمة العسكرية، فضلاً عن تعلم اللغتين العربية والفارسية اللتين تُظهر الوحدة اهتماماً خاصاً بهما من بين اللغات، كما أنه ليس هناك شرط المعرفة المسبقة بهذه اللغات، حيث تشمل التدريبات لغات ربما لم يعرفها المرشح من قبل.

3- أما المسار الثاني هو مسار "ماتان"، ويتعامل هذا المسار مع البحث وتطوير المصادر، وسيكون المرشحون المناسبون مؤهلين لشغل منصب يجمع بين العمل التكنولوجى والعمل الاستخباري.

4- يخضع ضباط وأفراد هذه الوحدة إلى جملة من التدريبات، من بينها التدريبات العسكرية المتنوعة، البحرية والجوية والبرية، كما يتم تدريبهم على وسائل جمع المعلومات الاستخبارية الميدانية.

5- يخضع منتسبو هذه الوحدة إلى دراسة عامين لغات ولهجات في معهد التدريب الخاص بالوحدة، وخلال هذه الفترة يتم تدريب المنتسبين على الثقافات المختلفة، العربية والفارسية والأجنبية.

6- يتدرب منتسبو الوحدة على تحليل البيانات الإلكترونية وخاصة فيما يتعلق بوسائل التواصل الاجتماعي، وكيفية تحليل توجهات وسائل التواصل الاجتماعي في كل بلد، وتوجهات الشعوب في الإقليم.

7- يتم تدريب الأفراد في هذه الوحدات على البرمجيات الفائقة، وبرامج معالجة البيانات وتستمر الدورة التي يخضع لها الضباط في هذا المجال تسعة أشهر، كما يتلقى المتدربون تدريبات على برامج التجسس والتنصت، والإحباط والدفاع الإلكتروني.

منهجية عمل الوحدة ٨٢٠٠ في دراسة المجتمعات وتوجهاتها في المنطقة:

1- الأقسام :
يتم التعامل مع الإقليم والقارات وفقاً للدولة الواحدة بحسب درجة الأهمية والتهديد، ويتم التعامل مع كل دولة بشكل منفرد ضمن إطار عمليات الجمع الاستخباري والتحليل.

2- وسائل الجمع: تستخدم الوحدة عدة وسائل جمع للحصول على المنتج الاستخباري، وهي كالآتي:

أ- المعلومات المفتوحة تتابع الوحدة المعلومات المفتوحة من وسائل الإعلام المختلفة (المسموعة والمقروءة والمرئية)، بالإضافة إلى المواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي، ولهذا الغرض فقد طورت الوحدة برمجيات تختص برصد وتعقب المواقع الإلكترونية ووسائل الإعلام، وكذلك وسائل التواصل الاجتماعي، وفي الوحدة قسم مختص لفحص توجهات الرأي العام في كل دولة، والتوجهات الآنية التي تشغل بال المواطنين في أي دولة .كانت ولتحقيق هذا الهدف يعمل في هذا الاختصاص مترجمون يتحدثون كافة اللغات، ويخضعون الدورات متخصصة في مجال المعلومات المفتوحة والتعامل معها وتحليل البيانات الإلكترونية ودراسة توجهات الجماهير.

ب- المعلومات السرية يحصل ضباط الوحدة على المعلومات السرية من المنظومات الإلكترونية المركزية التي تغذى عبر الوحدات الاستخبارية الأخرى، ومعلومات أخرى يتم الحصول عليها من أجهزة الاستخبارات الأخرى في الدولة، مثل (الموساد، والشاباك، ومماد).

ج- معلومات من أجهزة استخبارات دولية لدى الوحدة ۸۲۰۰، علاقات استخبارية جيدة مع العديد من الأجهزة الاستخبارية الدولية، ومن خلال هذه العلاقات تحصل الوحدة على معلومات مهمة تستخدمها لاستكمال الصورة الاستخبارية.

GpdNLnuWYAEzUcp


كيف تقوم الوحدة ۸۲۰۰ باختراق الشعوب العربية:

في بداية الأمر تركز الوحدة على دراسة المجتمعات العربية من النواحي الثقافية والاجتماعية والعادات السائدة في كل مجتمع، والمبادئ الرئيسة التي يرتكز عليها المجتمع
في حياته الخاصة وفي تعامله مع الشعوب الأخرى.

تدرس الوحدة النظام السياسي في البلاد من حيث المتانة والديمقراطية، وطبيعة الحكم في البلاد، هل هو حكم ديكتاتوري، أم ملكي، أم ديمقراطي... إلخ، وترتكز الوحدة في دراسة هذا الأمر على ثلاثة جوانب الأول: هو التقارير من المنظمات الدولية حول هذا البلد بما في ذلك التقارير الاقتصادية، وتقارير حقوق الإنسان، وتقارير الفساد والنزاهة. أما الجانب الثاني: فإنه يتعلق بدراسة هذا البلد عبر الحصول على المعلومات من مصادر مفتوحة من الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، ويبقى الجانب الثالث، وهو الجانب الاستخباري، الذي يعتمد على المصادر الاستخبارية، والذي يمكن أن يكون عبر معلومات من مصادر مجندة داخل الدولة الهدف، بما في ذلك معلومات عبر أدوات تجسس، أو أن يكون عبر معلومات تتسلمها الوحدة من أجهزة أجنبية.

إن النظام السياسي في الدولة الهدف، وطبيعة المصلحة الإسرائيلية من هذه الدولة، تحدد طبيعة المنهجية التي تستخدمها الوحدة في اختراق الشعب، إما لهدف تغيير التوجه والرأي العام، وإما لإحداث تغيير سياسي في هذا البلد، وكلا الأمرين ،خطيرين فعندما تنجح الوحدة في اختراق المجتمع في أي جانب كان، فإن ذلك يعني أنها أصبح لها تأثير على هذا المجتمع وتستطيع من خلال نشاطها من التأثير على مسار الأوضاع في هذا البلد.

ومن ها هنا- فإننا نرى أن الوحدة ٨٢٠٠، ساهمت وتساهم بشكل كبير في تغيير التوجهات والرأي العام في البلاد العربية لخدمة المصالح الإسرائيلية، وتستخدم الوحدة عدة آليات لغرض اختراق الشعوب العربية، والتأثير فيها وزرع الفتنة بين شعوب المنطقة بهدف تحقيق هذه المصالح، ومن بين هذه الآليات نذكر الآتى:

1- الاختراق التكنولوجي: ترى الوحدة ٨٢٠٠ في أجندتها العملياتية أنه يجب اختراق شبكات الاتصالات في الدول الهدف، لغرض التجسس البعيد ،والآمن، والحصول على أكبر قدر من المعلومات دون أن يشكل ذلك خطراً على عناصر الاستخبارات على الأرض. وفي هذا المجال نرى أن الوحدة تقوم بتهريب أجهزة وبرمجيات تجسس لاختراق الاتصالات للدول الهدف.

2- العنصر البشري: الاستخبارات الإسرائيلية، ما زالت تؤمن حتى هذا اليوم بأهمية المصادر البشرية، ودورها في الحصول على معلومات مركزية، حول الأوضاع في الدول الهدف، لهذا فإن أحد ركائز المعلومات لدى الوحدة ٨٢٠٠ سيكون على المصادر البشرية، من أجل استكمال الصورة الاستخبارية.

3- السيطرة على الشعوب وتوجهاتها: تولي الوحدة ٨٢٠٠، أهمية بالغة لدراسة المجتمعات وتوجهاتها، لهذا فإن لديها وسائل جمع وتحليل بيانات لوسائل التواصل الاجتماعي، فضلاً عن ذلك تمتلك الوحدة الآلاف من الضباط المدربين والمتحدثين للغة العربية وللغات أخرى ويتم استخدامهم كذباب إلكتروني في جمع المعلومات وفي توجيه الرأي العام، بما في ذلك خلق الأزمات وإثارة الشائعات ،والنعرات ولغرض السيطرة على الشعوب وتوجيهه تقوم الاستخبارات الإسرائيلية بالتالي:

أ- دراسة عميقة للشعوب العربية وما تعاني منه من أزمات: ويتم ذلك عبر جمع معلومات دقيقة عن ثقافة الشعب الهدف، ومبادئه الاجتماعية وتقاليده، ومستوى الانفتاح الثقافي فيه، وهل المجتمع وفقاً للتصنيفات العامة، هل هو شعب قبلي، أم شعب منفتح، أو شعب تقليدي، أم شعب معقد ومتنوع الأعراق.

ب- دراسة توجهات الشعب عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ويتم هذا الأمر عبر استخدام برمجيات داخلية تم تصميمها في الوحدة ،۸۲۰۰ ، وعبر برمجيات عالمية لدراسة توجهات الشعوب على الشبكة، وهذه البرمجيات توفر البيانات مقابل الأموال، ونسبة المصداقية فيها عالية جداً.

ج- دراسة اهتمامات الشعوب، فبعض الشعوب تشجع كرة القدم، والبعض الآخر يشجع الفن، وأمور أخرى، لهذا فإن الاهتمام أحد ركائز التعامل مع الشعوب، واختراقها، وخاصة لتحضير المادة المراد ترويجها وبثها.

د- دراسة مواقع التواصل الأكثر استخداماً لدى الشعوب، وهذا الأمر يساعد في فهم التوجهات لدى الشعوب عبر تحليل المضامين في هذه المواقع، واستغلال البيانات.

هـ- اختراق الشعوب عبر صفحات ومواقع مزيفة، تبث الأخبار التي توافق اهتمامات الشعوب وتوجهاتها، وتبقى هذه الصفحات والمواقع ملتزمة لفترة معينة بنهج دون الإفصاح عن ماهيتها، أو تبالغ في نشر مضامين وطنية ودينية.

و- اختراق الشعوب عبر حسابات مزيفة على وسائل التواصل الاجتماعي، والعمل على جمع المعلومات من الدول الهدف، وتمرير إشاعات ونعرات لغرض ضرب الشعوب، وإرباك الساحة الداخلية.

ز- استقطاب شخصيات مؤثرة إعلاميين سياسيين، صحفيين، مدونين، يوتيوبر، ناشطين شبابيين لغرض تمرير الرسائل بشكل مباشر، وهذا الأمر يتم من خلال بناء علاقات مع شخصيات مؤثرة في البلد الهدف بهدف الترويج للأفكار الإسرائيلية والتي تصب في مصلحة إسرائيل، وخلق سجال مجتمعي من أجل زيادة نشرها.

ح- التركيز على إثارة النعرات ،والإشاعات، وخلق العداوة بين الشعوب العربية، عبر استخدام كافة الوسائل أعلاه، من أجل تحقيق المصالح الإسرائيلية ومن ضمن ذلك، استخدام حسابات مزيفة وذباب إلكتروني في مجال الانتخابات والحملات الانتخابية أو زرع فتنة بين أبناء المجتمع الواحد بناء على العرق أو الدين أو المذهب، وحتى ما بين الشعوب بين الدول العربية وتعزيز هذه الفتنة لخدمة الأهداف الإسرائيلية.

دور الوحدة ٨٢٠٠ في بث السموم بين الشعوب العربية الشقيقة:

زادت الوحدة ٢٠٠ من نشاطاتها خلال ما يسمى "ثورات الربيع العربي"، وأولت أهمية كبيرة لوسائل التواصل الاجتماعي ودراسة توجهات الشعوب العربية، كما نفذت دراسات ميدانية عبر مؤسسات دولية ووهمية في الدول ،العربية وأجرت استطلاعات للرأي حول استقرار الأوضاع السياسية فيها، ومستوى الرضا السياسي عن الأنظمة فيها.

وقامت الوحدة خلال ما يسمى بثورات الربيع العربي، بإقامة جيش إلكتروني لجمع المعلومات الاستخبارية، ولغرض التأثير على مسار الاحتجاجات في الدول العربية، فضلاً عن مشاركة عدد من ضباط هذه الوحدة في التظاهرات التي نظمت في الدول العربية.

إن نشاط الوحدة يتركز في مسارين خلال ما يسمى بـ "ثورات الربيع العربي"، أولها التركيز على معرفة توجهات الشعوب في المنطقة والتنبؤ بها، والثاني: العمل على التأثير في توجهات الشعوب العربية، في المنطقة عبر بث

الرواية الإسرائيلية وخلق النزاعات وتعزيز النعرات بين البلدان العربية الشقيقة، ومن بين جملة هذه العمليات فإن الوحدة كانت نشيطة في بث السموم ووضع الفجوات ما بين الفلسطينيين والدول العربية، وخاصة ما بين الدول الأكثر اهتماماً بالقضية الفلسطينية، والمتمثلة بالمملكة العربية السعودية، فعلى - سبيل المثال – بثت الوحدة فيديوهات لأشخاص تدعي أنهم فلسطينيون، وينتقدون المملكة العربية السعودية، وتم تعزيز هذه الفيديوهات بتحليلات وشخصيات إسرائيلية لغرض توجيه الرأي العام السعودي ضد القضية الفلسطينية، كما قامت الوحدة باستغلال المسيرات التي نظمتها حركة حماس في قطاع غزة، في فترة اغتيال قاسم سليماني، وكتبت على الصور أن الفلسطينيين مع إيران ضد السعودية بهدف ضرب النسيج القومي العربي، وتغيير توجهات المواطن السعودي، ولغرض نشر هذه الفكرة، قامت الوحدة بالترويج إلى هذه المضامين على عشرات الآلاف من الحسابات الوهمية التي تستهدف الخادم المزود للإنترنت في المملكة.

فضلاً عن ذلك لم يقتصر الموضوع على الفلسطينيين والمملكة العربية السعودية، بل انتقل إلى مصر والأردن ولبنان وسورية، وبث النعرات ضد الفلسطينيين، وضد هذه الدول، وخلق الأزمات بينها وبين الفلسطينيين لإضعاف الموقف الفلسطيني على الشبكة، وتحويل المواطن الفلسطيني من ضحية للاحتلال" إلى "مجرم غير إنساني". كما تستغل الوحدة العلاقات العربية - العربية في الخليج العربي، ومن بين هذه زيادة النعرات بين المملكة العربية السعودية والإمارات والمملكة العربية السعودية واليمن، والإمارات والمملكة العربية السعودية وقطر، وأيضاً بينها وبين الكويت.

أما في المغرب العربي، فثمة مصلحة إسرائيلية، في بث السموم بين المغرب والجزائر وبين ليبيا ومصر، ومصر والسودان، وفي النهاية فإن المستفيد الأكبر من هذه النعرات هي دولة الاحتلال، ومخططاتها لإبرام صفقات جديدة من التطبيع مع هذه الدول. بالإضافة إلى ذلك تخلق الوحدة أزمات داخلية في نفس البلد، عبر بث الإشاعات، وزيادة النعرات القبلية والطائفية والعرقية بين أبناء المجتمع الواحد ، وعملت دولة الاحتلال بشكل كبير في هذا المجال داخل لبنان، وحاولت قدر الإمكان توسيع الفجوات بين مكونات الشعب اللبناني. كما تقوم الوحدة بتعزيز المشاكل الداخلية بين الشعوب والأنظمة لغرض زعزعة استقرارها وتغيير نظامها السياسي بما يتوافق مع مصالحها.

إن المخطط الذي تعمل به الوحدة، هو تفكيك أواصر الدول العربية، وتخفيف الترابط فيما بينها عبر مخططات دقيقة، من أجل فصل كل دولة عن الأخرى ، وإظهار الفجوات لغرض السيطرة على الرأي العام فيها، والذي ترى فيه الوحدة ٨٢٠٠، أنه جداً لتغيير الرأي العام العربي باتجاهها، وتعزيز الرواية الإسرائيلية على شبكات التواصل الاجتماعي.

المصدر : مركز الرياض للدراسات السياسية والإستراتيجية.
تأثير هذه الوحدة يوازي 1% من تأثير رؤساء الجمهوريات العربية المدمر لدولهم .

تفكيك المجتمع يكون من الداخل فقط .
 
عودة
أعلى