هؤلاء أحفاد المؤسس
د. أميمة بنت أحمد الجلاهمة
@OmaimaAlJalahma اكاديمية سعودية في جامعة الدمام
شبابنا في عاصفة الحزم هم أبناء من كان لهم -بعد الله- اليد الطولى في استرداد الكويت، هؤلاء من رد تدخلاتكم في البحرين، وهم من جمعوا العرب وتوجهوا -بحول الله سبحانه- لرد تطلعاتكم التوسعية في اليمن والخليج
هناك في الجنوب جنود عاهدونا بعد الله على حماية حدودنا ممن تسول له نفسه إلحاق الأذى بنا.. وفي كل بقعة من بلادي يقف رجال أمن يظلون مستيقظين لننام في أمان.. وعلى مدار الساعة يستقطب العالم متحدثين باسم وطني موضحين سياستها وإلى أين ستتجه؟ هدفهم توضيح معالم سياسة حكومتنا المتوازنة للأمور، في حين لا أملك أمام هذا الحراك النشط إلا كلمات قد تكون ضعيفة وغير مؤثرة، ولكنها أقصى ما أملك بعد التوجه إلى ربي الله الوهاب أن يهب جنودنا وجنود حلفائنا النصر والعزة، ويسدد رميهم، ويرفع شأنهم ويحفظهم.
اليوم سأعلق على ذاك الذي وقف في الجزء الشرقي من الخليج العربي يتشدق بكلماته ويحاول التطاول على أبطالنا ويقلل من قدرهم بدعوى أنهم شباب قليلو الخبرة، ولهذا المشتدق أقول: إن شبابنا يتحركون تحت قيادة قائدنا وولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حفظه الله.. هؤلاء الشباب يذكروننا بالقائد الصحابي أسامة بن زيد رضي الله عنه الذي ولاه النبي صلى الله عليه وسلم قيادة الجيش وكان عمره حينها يقارب ثمانية عشر عاماً، فغزا الروم وانتصر عليهم ولله الحمد والمنة -وهم منتصرون بإذن الله- وله أقول أيضا: هؤلاء الشباب هم أبناء وأحفاد المؤسس القائد الملك عبدالعزيز الذي استرد الرياض وهو شاب وليس بجواره إلا العدد القليل من الرجال رحمهم الله أجمعين، واستطاع بفضل الله أن يوحد البلاد والعباد، هؤلاء أبناء من كان لهم -بعد الله- اليد الطولى في استرداد الكويت كجزء أساسي من التحالف الدولي آنذاك، هؤلاء من رد تدخلاتكم في البحرين، وهم من جمع العرب وتوجهوا -بحول الله سبحانه- لرد تطلعاتكم التوسعية في اليمن وفي الخليج وفي غيرهما، والتي لم تتمكنوا من إخفائها على مدى عقود.
إن عداءكم لكل ما هو عربي يستطيع المار بطهران الوقوف عليه، وذلك من خلال زيارته لمكتبتها العامة. إذ سيجد في واجهتها صفحة من كتاب تراثي طولها متر وعرضها كذلك ووضعت في صندوق زجاجي مكتوب فيها: (كيف للعرب الأنذال أن يسقطوا الإمبراطورية الفارسية، علينا أن نعيدهم إلى الصحراء من جديد).. هذا ما أكده الدكتور "أنور عشقي" رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والقانونية، كما أشار إلى أن إيران منذ الخميني وضعت خطة لتصدير الثورة، ومن هنا بدأت تشكل لها ميليشيات داخل العالم العربي والإسلامي، بغرض إعادة الحياة للإمبراطورية الفارسية البائدة، وهم يعتقدون أنهم لن يتمكنوا من ذلك إلا إذا وصلوا إلى شواطئ البحر الأبيض المتوسط، وسيطروا على باب المندب!!
وفي هذا الصدد أود الإشارة إلى ما كتبه الأستاذ "أحمد المرشد" منذ عدة أشهر وبالتحديد يوم السبت الموافق 1/1/ 1436 فقد نشرت صحيفة الأيام البحرينية مقالا له بعنوان (أطماع إيران وأوهامها بإسقاط الخليج)، وهو من وجهة نظري مقال في غاية الأهمية، ولذا سأعمد إلى نقل أجزاء منه، فقد جاء فيه:
"يعيش الإيرانيون حالة من النشوة السياسية بسبب ما يحدث في المنطقة، وتحديدا في اليمن بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء، وتسابق المحللون الإيرانيون في وصف الموقف الجديد بأنه انتصار لإيران في المنطقة ويقربهم من السيطرة على البحر الأحمر، بل تتمادى التحليلات وأحلامهم بأن اليمن الجديد سيتحكم في المملكة العربية السعودية وسيكون سيدها في الحقبة المقبلة في القريب العاجل"... هؤلاء يحلمون بالسيطرة على المملكة العربية السعودية عن طريق الحوثي!
ألا تعتقدون أن أحلامهم تدعو إلى الضحك!!
وكما أشار الكاتب فإنه يلتزم بنقل تفاصيل جاءت على ألسنة سياسيين إيرانيين، ومن ذلك قولهم: "إننا نحن الإيرانيين أصحاب عقيدة واضحة وضوح الشمس، فالسيد الخميني قال نحن نسعى إلى تدشين وحدة سياسية وليست وحدة دينية، ونحن الشيعة لدينا طموح كبير وليس له حدود، فنحن نسعى إلى التمدد على كل الآفاق". إذًا فإن ما تسعى إليه إيران (وحدة سياسية) لا علاقة لها بالمذهب الذي يتشدقون برفع رايته في كل الميادين، وحدة سياسية تتجه للقضاء على العرب، فهل يجهلون أن اللغة العربية لغة القرآن الكريم؟! وأن خاتم الأنبياء والرسل محمد عليه الصلاة والسلام عربي! وأن فاطمة بنت محمد وعلي والحسن والحسين رضي الله عنهم أجمعين عرب!
كما ذكر الكاتب عن أحدهم: "إن بلادنا لديها اليوم العراق وهناك مواقع أخرى عديدة نسعى لتكون لدينا وضمن أملاكنا، ونحن لا نعرف الملل أو الكلل، ونحن سيطرنا على اليمن اليوم، وموعدنا مع الخليج غدا لأننا نحكم الطوق على المنطقة!"
هذا المقال أجده في غاية الأهمية فقد أصاب في بيان العداء الإيراني للخليج العربي، وأشار كيف أن إيران بعد أن كانت تنكر جملة وتفصيلا تمويلها للحوثيين بالسلاح والتدريب تراجعت عن نفيها هذا بعد أن احتل الحوثي العاصمة اليمنية صنعاء "ليؤكدوا.. كيف كان لهم اليد الطولى في إمداد الحوثيين بكل أنواع الدعم المالي والعسكري واللوجستي". كما نقل الكاتب على لسان السياسي الإيراني نفسه قوله: "سنرأس الأمة الإسلامية والذي يعجبه يعجبه والذي لا يعجبه لا يعجبه، فبغداد لنا اليوم وغدا نجد!"
أعتقد أن عاصفة الحزم ردت على هؤلاء بحزم.. حزم شباب ألجم الأعادي عن الحراك.. اللهم انصرنا واحم جنودنا وسدد رميهم، إنك ولي ذلك والقادر عليه.