بعد انسحاب باكستان.. مصر تلقى بثقلها فى «عاصفة الحزم» برا وبحرا وجوا
عاصفة الحزم
كتب- أحمد سيد
على عكس التفسيرات المضللة للغرب، فالقوة التي تشهدها بعض الدول العربية المتمثلة في «عاصفة الحزم»، أحدثت تطورًا نوعيًا في المشهد الإقليمي والدولي، وغيرت كثيراً من المعادلات الصهيوأمريكيا.. فظهرت «داعش» في سوريا والعراق، وجماعة «الحوثيين» في اليمن، نتاج الأوضاع العربية المتردية، وهيمنة القوى الكبرى على مقدرات الأمة، لذلك يمر النظام العربي بمرحلة حرجة جداً، وقد لا يخرج منها سلمًا، وأن ما يحدث به ما هو إلا نتيجة لنظرية "الفوضى الخلاقة" الأمريكية.
فبين ضغوط من الدول العربية، في الوقت الذي تدخل فيه الحرب في اليمن أسبوعها الثالث، لا تزال المعارك تنتظر حسم "عاصفة الحزم" بقيادة السعودية، وسط ترجيحات تائهة من بعض الدول مثل "باكستان" بشأن الموقف الواضح من الأزمة فى اليمن.
-باكستان تخذل السعودية وتتحدى الإرادة العربية:
منذ بداية «عاصفة الحزم»، أعلنت باكستان دعمها الكامل للملكة العربية السعودية، وسط تردد الأنباء بين الحين والآخر عن مشاركتها الفعلية بقوات عسكرية، إلا أن إسلام آباد كانت تنفي في كل مرة مشاركتها عسكريًا، وأن كانت تدعم أرض الحرمين، وأنها على أتم استعداد لبذل كافة جهودها للزود عنها، بعد أن طلبت السعودية منها الانضمام إلى عملية "عاصفة الحزم" التي تشارك فيها أيضًا "الإمارات والكويت وقطر ومصر والأردن والمغرب والسودان والبحرين".
وفي تطور ملحوظ، بعد أن عقد البرلمان الباكستاني جلسة لمناقشة الطلب السعودية بدعم حملة «عاصفة الحزم» العسكرية، والذي استمرت تلك المناقشات لمدة خمسة أيام، تخللها زيارة وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، إلى طهران استجابة لدعوة نظيره الباكستاني، نواز شريف؛ للمشاركة في صنع القرار الحاسم بأمر المشاركة من عدمه.
وكان رد البرلمان الباكستاني، هو إلتزامه الحياد ورفض طلب المملكة العربية السعودية بإرسال المقاتلات الجوية والسفن الحربية والجنود، وبالتالي عدم الانضمام إلى «عاصفة الحزم».
حيث قال البرلماني المعارض، غلام أحمد بيلور في البرلمان "إذا تدخلنا في اليمن سيندلع حريق كبير في بلادنا من جديد... جيشينا ليس جيشا للإيجار".
-موقف مصر بعد رفض باكستان المشاركة في "عاصفة الحزم":
بعد رفض باكستان المشاركة في «عاصفة الحزم» والتي جاء بمثابة «الصدمة» للسلطات السعودية، التي راهنت دائمًا على الحليف الباكستاني كقوة عسكرية يمكن الاعتماد عليها في وقت الأزمات، نتوقع أن المرحلة المقبلة ستشهد المزيد من الانخراط العملياتي المصري، في الحرب القائمة، وأننا على صدد تحديد موعد نهائي بالتدخل بريًا، بحيث سيكون للقوات العسكرية المصرية دور أساسي في المرحلة المقبلة، مع إسناد وغطاء جوي من باقي دول التحالف.
فمصر فى وضع حرج، لسببين، الأول لأنها ملتزمة بواجبها تجاه الأشقاء العرب بحماية أمن الخليج من التمدد الشيعى.. والثانى بعد أول إعلان رسمى عن مشاركة طائرات مصرية فى الضربات العسكرية الموجهة لمعاقل الحوثيين.
قرار باكستان أربك حسابات السعودية، التى كانت تعوّل على القوات الباكستانية والمصرية فى مهمة التدخل البرى لحسم المعركة، التى أجمع الكثيرون أنها لن تحسم بضربات الطيران المتواصلة الآن.
-إيران تسعي لحياد عسكري:
حاول وزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف، تسويق رؤية بلاده لحل للأزمة اليمنية، والتى تتمثل فى وقف إطلاق نار غير مشروط ثم "حوار يمنى خالص".
إلا أن هذا الرؤية لم تجد أصداء إيجابية فى إسلام أباد، حيث طالب سرتاج عزيز، مستشار رئيس الوزراء الباكستانى للشؤون الخارجية، بخروج مسلحى جماعة الحوثى من المدن الرئيسية، وعودة الحكومة الشرعية والرئيس عبد ربه منصور هادى، ومن ثم إطلاق حوار يضمن تمثيلا عادلا لكل القوى السياسية.
وجاءت زيارة ظريف لإسلام أباد بعد يومين من دعوة رئيس الوزراء الباكستانى نواز شريف، إيران لمراجعة سياساتها فى الدول المحيطة بالسعودية.
-مجلس الأمن والأزمة الإنسانية في اليمن:
تعطلت مظاهر الحياة في عديد المدن اليمنية لاسيما صنعاء، في ظل دخول الحرب في اليمن أسبوعها الثالث واحتدام القتال على الأرض، حيث شهدت موجة نزوح كبيرة من الأحياء القريبة من المواقع العسكرية التابعة لجماعة الحوثي، التي تتعرض لقصف كثيف من قوات تحالف عاصفة الحزم.
ازمة إنسانية أكدتها المنظمات العالمية، إذ لفتت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر سيتارا جابين إلى أن الأوضاع في اليمن تظهر وجود مؤشرات على احتمال حدوث كارثة إنسانية في البلاد، مع غياب الكهرباء والماء في مناطق كثيرة، ما اضطر السكان إلى النزوح.
وأفادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» أن 74 طفلا على الأقل قتلوا وجرح 44 منذ اندلاع المعارك في اليمن، مشيرة إلى أن العدد الحقيقي للأطفال القتلى أكبر بكثير، علما أن النزاع شهد تصاعدا ملحوظا خلال الأسبوع الأخير.
http://www.tahrirnews.com/news/details.php?ID=397904