بين إنكار الواقع.. وتجاهل التاريخ
تسليح الجيش المصري.. وفتاوي بلا علم
المفاوض العسكري المصري عنيد في إبرام صفقات السلاح .. ولا يعرف التنازلات أو التفريط
عبدالرازق توفيق
فتاوي كثيرة وبدون علم حول تسليح الجيش المصري ومزايدات شهدتها الفترة الأخيرة خاصة التي صاحبت الزيارة التاريخية والناجحة للمشير السيسي لروسيا للدرجة التي تصور فيها البعض أن القوات المسلحة المصرية التي تمتلك قوة هائلة للردع كانت قبل ثورة 25 يناير تحصل فقط علي ما يمنحه لها الأمريكان من سلاح وتؤمر بتعليماتهم وكأنها فرقة عسكرية في الجيش الأمريكي وهذه مغالطات وأكاذيب وأحاديث بدون علم أو معرفة أو سند.فقد ذهب البعض وهو أحد خبراء السياسة للقول إن أمريكا كانت تمنح المقاتلة إف 16 الهجومية لإسرائيل والدفاعية لمصر وكأن ال إف 16 تضرب صواريخ للأمام فتكون هجومية أو للخلف لتكون دفاعية وكأن الجيش المصري يؤمر فيطاع أو لا يدرك مسئولياته الوطنية واعتبارات الأمن القومي المصري وحجم التهديدات والتحديات أو لا يحصل علي سلاح إلا من واشنطن.
هناك من يعشق جلد الذات وإنكار الواقع وتجاهل التاريخ وأيضاً هناك من لديه ..ذاكرة الأسماك ينسي التاريخ بسرعة ولا يعرف قيمة ورصيد ووطنية ومواقف جيش مصر العظيم لذلك غابت الحقيقة وظهرت علي السطح أحاديث التهوين من قدرات الجيش المصري العظيم وحتي نعرف الحقيقة ولا احتكرها بطبيعة الحال ولكن بناء علي خبرات السنين والمعرفة عن قرب.
* بداية الجيش المصري.. جيش محترف مهني صاحب تاريخ وهذه الاحترافية نابعة من عقيدة وإدراك للموقع والمكانة والمطامع والتحديات والتهديدات التي تواجه بلداً محورياً مثل مصر ويكفي أن نقول إن عمر الكلية الحربية الذي يزيد علي 203 أعوام يقترب من عمر الولايات المتحدة الذي لا يزيد علي ثلاثة قرون.
* ثانياً.. الجيش المصري العظيم لديه من الخبرات والدروس المستفادة ما يمثل لديه قيمة من مخزون القوة والفكر العسكري والاستراتيجي والقدرة علي التعامل مع مختلف المواقف والتهديدات بحرفية وتفرد وقدرات لا تمتلكها جيوش كثيرة في المنطقة مثل القدرة علي خوض حرب في أكثر من اتجاه استراتيجي والقدرة أيضاً علي الفتح الاستراتيجي بإمكانيات وفكر عال وعصري.
* ثالثاً.. تسليح الجيش المصري لم يقتصر يوماً علي السلاح الأمريكي فالقوات الجوية وإن كانت مقاتلات إف 16 هي الطائرة الرئيسية إلا أن هناك طائرات مقاتلة أخري لا تقل كفاءه عنها الفرنسي مثل ميراج 2000 والميج والتي خاضت حرب الكرامة في 1973 وهي طائرة مختلفة تماماً الآن بعد التطوير والقدرات التكنولوجية الجديدة التي تواكب العصر ثم الفاجيت ثم طائرات مي 8 ومي 17 الهليوكبتر وشبنوك وبلاك هوك وطائرات النقل سي 130 وبافلو وأدكيه 8 وهي طائرة نتائج تعاون مشترك مع الصين تم تصنيعها بمصنع الطائرات التابع للهيئة العربية للتصنيع بنسبة تصنيع محلي زادت علي ال 80% وكانت هناك مشروعات أخري مع الصين لإنتاج مقاتلات حديثة وهليوكبترات مقاتلة توقفت بسبب ثورة 25 يناير وطائرات التدريب بالكلية الجوية "توكافو" وال 59 وغيرها من الطائرات التي تشكل منظومة قوية ويداً طولي وتعد زيارة المشير السيسي لروسيا وما أسفر عنها من نتائج مبهرة في مجال التعاون العسكري إضافة كبيرة وقوية للقوات الجوية المصرية توفر لها إمكانيات أعلي بكثير وإن كنت أري أن الجانب السياسي في الزيارة التاريخية لا يقل أهمية وفائدة من الجانب العسكري والاقتصادي.
* رابعاً.. القوات البحرية المصرية تمتلك أيضاً منظومة من المدمرات والقطع البحرية والغواصات والتسليح ما يشكل كوكتيلاً دولياً فهناك قطع بحرية أمريكية وألمانية وصينية مثل الغواصات وأيضاً مصرية خالصة ومصنعة بمصر بالكامل وكان هناك تعاون مصري تركي في مجال التصنيع البحري بالإضافة للتعاون مع الجانب الأمريكي في مجال القطع الصغيرة وصواريخ ساحلية وبحرية وطوربيدات من دول شتي وتعد الغواصات الدولفين أيضاً إضافة كبيرة ويتم تسلم الأولي منها في عام 2016 والثانية في العام التالي والعقد تم توقيعه مع الحكومة الألمانية وليس مع الشركة المنتجة وبشروط ومواصفات مصرية خالصة تحقق مهامنا البحرية بنجاح.
* خامساً.. وفي مجال الدفاع الجوي أيضاً لدينا منظومات متطورة متعددة الجنسيات تشكل نمطاً حديثاً وعصرياً ومتطوراً لشبكة دفاع جوي حصينة ومعقدة منها ماهو روسي وصيني وفرنسي وأمريكي وتشيكي وغيرها من الأنظمة ومنظومة قيادة وسيطرة علي أعلي مستوي في العالم إضافة إلي استمرار عمل مركز القيادة والسيطرة الذي خاضت به مصر حرب أكتوبر ويعمل بكفاءة إلي جانب هذه المنظومات المتطورة وتمتلك مصر نظاماً للدفاع الجوي غير قابل للاختراق وهو من أقوي النظم في المنطقة إن لم يكن هو الأفضل وما لا يعرفه الكثيرون أن مصر رفضت النظام الروسي الصاروخي المضاد للطائرات والصواريخ إس 300 بعد موافقة بوتين في عهد مبارك لأسباب موضوعية أن النظام نفسه خرج من الخدمة في روسيا ثانياً أن لدينا الأفضل ثالثاً أن مصر طلبت إس 500 وهذا يؤكد أن مصر لا تقف عند دولة بعينها في أمر يتعلق بأمنها القومي أو قدراتها الدفاعية.
* سادساً.. في مجال القوات البحرية أيضاً مصر لديها قدرات هائلة من الأسلحة والدبابات والمدرعات والمركبات متعددة الجنسيات وأيضاً نظم المدفعية وتمتلك قدرات نيرانية هائلة ورادعة سواء بتصنيع محلي أو أمريكية الصنع أو روسية متطورة.
* سابعاً.. المفاوض المصري أو صاحب القرار المصري في إبرام صفقات السلاح عنيد للغاية ويبحث كل صغيرة وكبيرة في التسليح ولا يتنازل عن شيء بداية من إجراء العمرات والصيانة وحتي إضافة أي تطوير أو جديد علي السلاح نفسه بعد سنوات ولا يوقع العقد ثم يرحل ليتسلم السلاح ولا يعرف عنه شيئاً بل يأني دور القوات المسلحة في التطوير والتحديث ولديها قدرات هائلة في هذا المجال وهناك العديدمن الأسلحة ومنظومات التسليح في شتي التخصصات التي شهدت تطويراً وإضافات كبيرة مختلفة عن بلد أو جهة السلاح نفسه "المنشأ".
* ثامناً.. أن السلاح الحديث والمتطور أمر لا يمكن تجاهله لكنه ليس هو الفيصل في الحسم وتبقي أمور أخري تؤخذ في الاعتبار سواء العقيدة أو كيفية توظيف السلاح واستخدامه ولعل ما حدث في أكتوبر 1973 ليس ببعيد عن ذاكرة المصريين فقد حذرت القوي الكبري وعلي رأسها الاتحاد السوفيتي آنذاك من محاولة عبور أو اقتحام خط بارليف وأنه سيكون بالنسبة للجيش المصري مقبرة وأنه يحتاج لقنبلة ذرية لتجاوزه واقتحامه ولكن الإنسان أو المقاتل المصري وبأفكار بسيطة مثل خراطيم المياه والسلالم الخشبية نجح بامتياز وعبقرية في عبور أكبر مانع مائي وساتر ترابي في العالم وبأقل خسائر يمكن أن تحدث في حرب.
* تاسعاً.. أن مصر دولة تبني استراتيجية دفاعية ولا تعتدي علي الآخرين وتمتلك السلاح لحماية أراضيها وحدودها وسيادتها علي البر والجو والبحر في نطاقها الجغرافي وتبني استراتيجيتها الدفاعية والتسليحية بناء علي ذلك ان الجانب المهاجم يحتاج لاضعاف كثيرة للمدافع حتي يتفوق عليه لذلك تحرص مصر علي عدم المساس بمعادلة توازن القوي في المنطقة من خلال بناء قدرات توفر عملية ردع تجبر أي قرار بالاعتداء عليها بالتراجع والتفكير مليون مرة.
* عاشراً: الحرب الحديثة لم تعد خسارة في المطلق أو مكتسباً في المطلق.. وقرار الحرب يبني علي حجم الخسائر والمكاسب والهدف منها.. لذلك تحرص مصر علي امتلاك أدوات الردع والحاق الخسائر بالعدو ودراسة مسرح العمليات جيدا بالاضافة إلي نقاط الضعف في الخصوم خاصة العمق الاستراتيجي لهم والاستعداد والجاهزية وتجنب المفاجأة.. فالعدو ربما يرتكب الفعل لكنه يفكر كثيرا في رد الفعل طبقا لحسابات تتعلق بقوة الآخرين أو حجم الخسائر التي تلحق بهم عسكريا أو في نطاق العمق الاستراتيجي الضيق لهم وهذا أمر لا يحتاج لتفسير خاصة في النطاق المحلي المحيط بمصر.
* الحادي عشر: مصر وجيشها بتاريخه وقدراته وخبراته المتراكمة ليست لقمة سائغة أو فريسة سهلة في أيدي الآخرين وبطبيعة الحال القوي الاقليمية والدولية عندما تقرر الاقدام علي خوض معركة مع طرف آخر يتم ذلك طبقا لحسابات دقيقة تتعلق بالخسائر والمكاسب ومن هنا فالجيش المصري بقدراته أيضا قادر علي الحاقه خسائر فادحة في الآخرين لا يستطيعون تحملها وهذه القدرات ليست وليدة اليوم ولنا أن نتذكر مقولة الرئيس السادات الردع بالردع وهذا الردع لم يتوقف عند حد معين بل شهد تطويرا مذهلا منذ 1973 من خلال الكوادر والعقول المصرية ورجال القوات المسلحة وهم عملة نادرة.
* الثاني عشر: الجيش المصري وان كان ترتيبه في أقوي عشرة جيوش في العالم فإنني أري ان الجيش المصري في هذا التصنيف تعرض لظلم كبير لأن آلية هذا التصنيف اعتمدت علي الإعداد والقوي الظاهرة والشكلية ولم تلتفت إلي القوي الكامنة والقدرات الخاصة وفي اعتقادي ان الجيش المصري يدخل ضمن الست أو الخمس جيوش الأولي في العالم.
ورغم ان التسليح موجود والحديث منه ولكن هناك عوامل ومعايير أخري لم تؤخذ في الاعتبار أولها العقيدة التي يكمن جوهرها في الفداء والتضحية والشجاعة والبسالة وعدم مهابة الموت ثم الانضباط والالتزام الشديد للمقاتل المصري وهو ميزة كبري توفر قدرة هائلة علي السيطرة في ميادين المعارك وتنفيذ المهام بالاضافة إلي امتلاك قدرات خاصة تتعلق بالبشر والمقاتل ربما لا تتوفر للآخرين هي القدرة علي التكيف والعمل باحترافية في مختلف مسارح العمليات والبيئة والمناخ والقدرات الرهيبة علي التحمل والجلد بالاضافة إلي سرعة التصرف في المواقف الطارئة بذكاء وتاريخ العسكرية المصرية ملييء بالمواقف الكثيرة من هذا النوع.
* الثالث عشر: يمتلك الجيش المصري قدرات هائلة وخاصة للمقاتلين مثل قوات الصاعقة الأفضل في العالم وهي عامل حسم في المعارك لان الحرب تبقي عبارة عن أرض وفرد إذا تحرك الفرد أو المقاتل للأمام فهذا هو الانتصار وإذا تراجع فهي الهزيمة.. ولعل قوي دولية مثل أمريكا وإسرائيل وأوروبا لا تملك هذه الميزة وهناك خوف مفرط من هذه الدولة من فكرة الموت لذلك يلجأون إلي القوي الجوية والصاروخية عن بعد وكما أكد خبراء العسكرية البارزين ان القوات الجوية رغم أهميتها البارزة لا تحسم حربا وتظل مفاتيح النصر موجودة علي الأرض وإذا نجحت قوات المشاة في تفادي هذه الضربات وحماية مراكز القيادة والسيطرة والأهداف الحيوية والحفاظ علي الاتصال والسيطرة فالضربات الجوية في هذه الحالة تكون غير ذات فائدة.
ولكن البعض ربما يذهب للحديث عن الحالة العراقية ويقول ان الطائرات الأمريكية حسمت معركة العراق وأقول ورغم الخسائر الفادحة التي لحقت بالجيش العراقي جراء الضربات الجوية والصاروخية من البر والبحر إلا ان الخيانة التي تعرض لها الجيش العراقي من كثير من قادته والطابور الخامس بالاضافة إلي نجاح عملية الحصار التي دامت 12 عاما هي السبب الرئيسي في خسارة معركة بغداد قبل ان تبدأ ولو لم تحدث الخيانة لكانت أمريكا وحلفاؤها يجبرون علي النزول للقتال علي الارض في حرب مدن معقده يدفع فيها الامريكيون ثمنا باهظا لان في حرب المدن يتم تحييد الاسلحة الحديثة والثقيلة والقوات الجوية وتظل الغلبة لخبرة اهل البلد ودرايتهم بدروب وشوارع وسراديب مدينتهم ويحتاج المهاجم ليكون ثلاثة او اربعة اضعاف المدافع وهنا كانت المعركة التي خطط لها صدام ولم تنجح بسبب الخيانة المبكرة لان ما كان يحتاجه مقاتل الجيش العراقي هو البندقية فقط.
* الرابع عشر: السؤال لو كان الجيش المصري كما يروج ويزعم البعض مستأنساً ووديعاً لماذا سكت الاسرائيلون وحَلفائهم كل هذه السنوات وتجنبوا الاحتكاك بالجيش المصري او حتي استفزازه.. ولماذا تصر بعض القوي الدولية علي محاولة استدراج الجيش المصري واستنزافه وإضعافه.
ببساطة لان هؤلاء جميعاً يدركون حجم القوة والقدرة والردع التي يمتلكها هذا الجيش العظيم وخبراته الكثيرة ومحاولات الاخرين الاستفادة منها والتعلم منها ايضاً.
* الخامس عشر: ان الجيش المصري منذ اتفاقية السلام لم يدخل في دائرة ما يتردد عن الارتماء ف ي الاحضان الامريكية واعتقد ان هناك مبالغات جرت في هذا الشأن لكن علي أي حال لم تكن القوات المسلحة طرفاً فيها وهناك اتذكر عندما قال المشير حسين طنطاوي وزير الدفاع السابق في احدي مناسبات وانشطة القوات المسلحة.. اياكم ان تعتقدوا ان علاقتنا بامريكا علاقة بتبعية بل هي علاقة مصالح واذا كان علي المعونة فهي لا تشكل لنا اهمية كبري فعلاقة مصر بامريكا هي علاقة مصالح تقوم علي الندية هذه الكلمات التي قالها وزير الدفاع السابق والعدو اللدود لامريكا تشكل طريقاً لمعرفة ما تتحلي به القوات المسلحة من وطنية وندية وشموخ وكبرياء ولعل زيارة المشير السيسي يستمر في نفس الطريقة ايضاً وادراك هذا القائد العظيم لحجم ومكانة وقيمة مصر وجيشها وانه لايمكن ان يستطيع اي من كان لي ذراع مصر او ابتزازها او المزايدة علي ارادة شعبها ولا افشي سراً ان تبني التقارب مع روسيا وغيرها من القوي الجديدة الفاعلة هو اتجاه تتبناه القوات المسلحة المصرية وهي رسالة لمن يدعي ويزعم ان رجال وقيادات المؤسسة العسكرية لا يفهمون في السياسة وهذه اكاذيب فالعقلية العسكرية والاستراتيجية التي ترتبت علي دراسة الامن القوي وقوي الدولة الشاملة واحتياجات الامن المصري واستقلال القرار الوطني.
لايمكن ان تتهم بذلك واذا كانت لاتمارس السياسة رغم انها تفهمها بعبقرية وتخطيط استراتيجي عن طيب خاطر فهذه قناعات وطنية حفاظاً علي اقوي واعظم مؤسسة في مصر هي القوات المسلحة.
* السادس عشر.. حاول الامريكيون مراراً وتكراراً الضغط علي المشير حسين طنطاوي بتغيير عقيدة الجيش المصري القتالية لجيش نظامي محترف إلي جيش او مجرد فرقة لمكافحة الارهاب بحجة ان هناك سلاماً مع اسرائيل لكن الرجل رفض بقوة وصرامة وتصدي ومعه القيادات الوطنية للقوات المسلحة للمشروع الامريكي الذي فشل في ذلك فبحث عن مخططات اخري حاول تنفيذها منذ 25 يناير 2011 الا انه فشل ايضاً علي يد الشعب المصري والقوات المسلحة بقيادة المشير السيسي.
* السابع عشر: لا اذيع سراً ايضاً.. عندما اقول ان نص المكالمات بين المشير عبدالفتاح السيسي وتشاك هاجل وزير الدفاع الامريكي يدعو للفخر والشموخ والتقدير للمشير السيسي والمؤسسة العسكرية فقد تصدي هذا القائد الوطني العظيم لمحاولات الابتزاز والضغوط ورفض ادني تغيير في ارادة المصريين او الخضوع للضغوط الامريكية بل زاد علي ذلك عندما لقن وزير الدفاع الامريكي دروساً في كيفية احترام السيادة المصرية والارادة الشعبية للمصريين ولم يخضع رغم التهديد بقطع المعونة وقالها بشموخ افعلوا ما تريدون وما ترونه في صالح بلدكم ونفعل نحن المصريين ما نراه في صالح وطننا لا احد يملي علينا شيئاً.. كرامة المصريين اعز علينا من ارواحنا القوات المسلحة.. لم ولن تتغير مواقفها الوطنية سواء قبل 25 يناير او بعدها وهناك من المواقف والاسرار ما لايصح قوله دون الاستئذان من اصحابه هذه المواقف تعبر بوضوح عن المعدن النفيس والنادر لجيش مصر وقياداته الوطنية.
الثامن عشر: الجميع في الداخل والخارج اقليمياً ودولياً يعرفون قدر ومكانة وقوة الجيش المصري وهذه المكانة ليست وليدة اليوم فجيش بهذا التاريخ والمعجزات العسكرية ليس بالسهل ان تتجاهله وهو جيش يرعي ويحافظ علي قضية عادلة هي حق الحياة بكرامة وعزة جيش لايتعدي علي الاخرين ولكن يحمي حدود وارض وسيادة شعبه عليها.. ينحاز لارداتهم ويصون مقدراتهم فلا داعي ان نجلد انفسنا ونكيل الاتهامات لرموز انسحبت من المشهد واعطت الكثير لهذا الوطن ليواصل الابناء من عظماء هذا الوطن وعلي رأسهم المشير عبدالفتاح السيسي هذا العطاء والحفاظ علي شموخ وكبرياء مصر.
* التاسع عشر.. اياكم ان تنسوا مقولة المشير عبدالفتاح السيسي "من يمس المصريين سنمحوه من علي وجه الارض" فهذه الرسالة لم يتوقف عندها الكثيرون وهي رسالة بالغة الدقة والمعني وتعني الكثير ولم تخرج من القائد العظيم عن طيش او عدم ادراك ولكنها جاءت مستندة لواقع وقدرات موجودة علي الارض وثقة نابعة من الايمان بالله والوطن وهذا الشعب العظيم "العشرون".. علينا جميعاً بالعقل والمنطق وليس حتي بالعواطف ان ندرك ان مفتاح قوة ونجاح هذا البلد يكمن في قوات مسلحة ومؤسسة عسكرية قوية وفتية تأخذ بيد الجميع من باقي مؤسسات الدولة لتتقدم مصر ولعل الشرطة المدنية المصرية مثال ليس ببعيد فالقوات المسلحة التي تدرك قيمة هذا الكيان الامني هي التي اتخذت بيدها ولعل ما قاله اللواء محمد ابراهيم في احتفال عيد الشرطة عن المشير السيسي والقوات المسلحة قليل من كثير.
* الواحد والعشرون: كفانا اطلاق الشعارات والاهانات والتجرع وجلد الذات وانكار الواقع.. فالقوات المسلحة لاتدخر جهداً في تطوير قدراتها بما يحقق لها ولاتتواني عن تنفيذ المشروعات القومية والعملاقة التي تجاوزت 200 مشروع في عام واحد لصالح هذا الشعب ناهيك عن المساهمات الاخري في شتي المجالات حتي مياه الشرب النقية التي نشربها هناك دور للقوات المسلحة فيها.
* الثاني والعشرون: القوات المسلحة تدرك من هو عدو مصر الحقيقي وتدرس قدراته ولاتسمح بازدياد الفجوة إلي الحد الذي يهدد امنها وعلي المصريين الا تغريهم المظهرية والاستعراض الواهي بالاسلحة والمعدات فهي اكذوبة ويبقي الانسان هو الفيصل بايمانه بربه وقدراته وثقته وانتمائه للوطن وترابه.
http://www.algomhuria.net.eg/algomhuria/today/gov/
تسليح الجيش المصري.. وفتاوي بلا علم
المفاوض العسكري المصري عنيد في إبرام صفقات السلاح .. ولا يعرف التنازلات أو التفريط
عبدالرازق توفيق
هناك من يعشق جلد الذات وإنكار الواقع وتجاهل التاريخ وأيضاً هناك من لديه ..ذاكرة الأسماك ينسي التاريخ بسرعة ولا يعرف قيمة ورصيد ووطنية ومواقف جيش مصر العظيم لذلك غابت الحقيقة وظهرت علي السطح أحاديث التهوين من قدرات الجيش المصري العظيم وحتي نعرف الحقيقة ولا احتكرها بطبيعة الحال ولكن بناء علي خبرات السنين والمعرفة عن قرب.
* بداية الجيش المصري.. جيش محترف مهني صاحب تاريخ وهذه الاحترافية نابعة من عقيدة وإدراك للموقع والمكانة والمطامع والتحديات والتهديدات التي تواجه بلداً محورياً مثل مصر ويكفي أن نقول إن عمر الكلية الحربية الذي يزيد علي 203 أعوام يقترب من عمر الولايات المتحدة الذي لا يزيد علي ثلاثة قرون.
* ثانياً.. الجيش المصري العظيم لديه من الخبرات والدروس المستفادة ما يمثل لديه قيمة من مخزون القوة والفكر العسكري والاستراتيجي والقدرة علي التعامل مع مختلف المواقف والتهديدات بحرفية وتفرد وقدرات لا تمتلكها جيوش كثيرة في المنطقة مثل القدرة علي خوض حرب في أكثر من اتجاه استراتيجي والقدرة أيضاً علي الفتح الاستراتيجي بإمكانيات وفكر عال وعصري.
* ثالثاً.. تسليح الجيش المصري لم يقتصر يوماً علي السلاح الأمريكي فالقوات الجوية وإن كانت مقاتلات إف 16 هي الطائرة الرئيسية إلا أن هناك طائرات مقاتلة أخري لا تقل كفاءه عنها الفرنسي مثل ميراج 2000 والميج والتي خاضت حرب الكرامة في 1973 وهي طائرة مختلفة تماماً الآن بعد التطوير والقدرات التكنولوجية الجديدة التي تواكب العصر ثم الفاجيت ثم طائرات مي 8 ومي 17 الهليوكبتر وشبنوك وبلاك هوك وطائرات النقل سي 130 وبافلو وأدكيه 8 وهي طائرة نتائج تعاون مشترك مع الصين تم تصنيعها بمصنع الطائرات التابع للهيئة العربية للتصنيع بنسبة تصنيع محلي زادت علي ال 80% وكانت هناك مشروعات أخري مع الصين لإنتاج مقاتلات حديثة وهليوكبترات مقاتلة توقفت بسبب ثورة 25 يناير وطائرات التدريب بالكلية الجوية "توكافو" وال 59 وغيرها من الطائرات التي تشكل منظومة قوية ويداً طولي وتعد زيارة المشير السيسي لروسيا وما أسفر عنها من نتائج مبهرة في مجال التعاون العسكري إضافة كبيرة وقوية للقوات الجوية المصرية توفر لها إمكانيات أعلي بكثير وإن كنت أري أن الجانب السياسي في الزيارة التاريخية لا يقل أهمية وفائدة من الجانب العسكري والاقتصادي.
* رابعاً.. القوات البحرية المصرية تمتلك أيضاً منظومة من المدمرات والقطع البحرية والغواصات والتسليح ما يشكل كوكتيلاً دولياً فهناك قطع بحرية أمريكية وألمانية وصينية مثل الغواصات وأيضاً مصرية خالصة ومصنعة بمصر بالكامل وكان هناك تعاون مصري تركي في مجال التصنيع البحري بالإضافة للتعاون مع الجانب الأمريكي في مجال القطع الصغيرة وصواريخ ساحلية وبحرية وطوربيدات من دول شتي وتعد الغواصات الدولفين أيضاً إضافة كبيرة ويتم تسلم الأولي منها في عام 2016 والثانية في العام التالي والعقد تم توقيعه مع الحكومة الألمانية وليس مع الشركة المنتجة وبشروط ومواصفات مصرية خالصة تحقق مهامنا البحرية بنجاح.
* خامساً.. وفي مجال الدفاع الجوي أيضاً لدينا منظومات متطورة متعددة الجنسيات تشكل نمطاً حديثاً وعصرياً ومتطوراً لشبكة دفاع جوي حصينة ومعقدة منها ماهو روسي وصيني وفرنسي وأمريكي وتشيكي وغيرها من الأنظمة ومنظومة قيادة وسيطرة علي أعلي مستوي في العالم إضافة إلي استمرار عمل مركز القيادة والسيطرة الذي خاضت به مصر حرب أكتوبر ويعمل بكفاءة إلي جانب هذه المنظومات المتطورة وتمتلك مصر نظاماً للدفاع الجوي غير قابل للاختراق وهو من أقوي النظم في المنطقة إن لم يكن هو الأفضل وما لا يعرفه الكثيرون أن مصر رفضت النظام الروسي الصاروخي المضاد للطائرات والصواريخ إس 300 بعد موافقة بوتين في عهد مبارك لأسباب موضوعية أن النظام نفسه خرج من الخدمة في روسيا ثانياً أن لدينا الأفضل ثالثاً أن مصر طلبت إس 500 وهذا يؤكد أن مصر لا تقف عند دولة بعينها في أمر يتعلق بأمنها القومي أو قدراتها الدفاعية.
* سادساً.. في مجال القوات البحرية أيضاً مصر لديها قدرات هائلة من الأسلحة والدبابات والمدرعات والمركبات متعددة الجنسيات وأيضاً نظم المدفعية وتمتلك قدرات نيرانية هائلة ورادعة سواء بتصنيع محلي أو أمريكية الصنع أو روسية متطورة.
* سابعاً.. المفاوض المصري أو صاحب القرار المصري في إبرام صفقات السلاح عنيد للغاية ويبحث كل صغيرة وكبيرة في التسليح ولا يتنازل عن شيء بداية من إجراء العمرات والصيانة وحتي إضافة أي تطوير أو جديد علي السلاح نفسه بعد سنوات ولا يوقع العقد ثم يرحل ليتسلم السلاح ولا يعرف عنه شيئاً بل يأني دور القوات المسلحة في التطوير والتحديث ولديها قدرات هائلة في هذا المجال وهناك العديدمن الأسلحة ومنظومات التسليح في شتي التخصصات التي شهدت تطويراً وإضافات كبيرة مختلفة عن بلد أو جهة السلاح نفسه "المنشأ".
* ثامناً.. أن السلاح الحديث والمتطور أمر لا يمكن تجاهله لكنه ليس هو الفيصل في الحسم وتبقي أمور أخري تؤخذ في الاعتبار سواء العقيدة أو كيفية توظيف السلاح واستخدامه ولعل ما حدث في أكتوبر 1973 ليس ببعيد عن ذاكرة المصريين فقد حذرت القوي الكبري وعلي رأسها الاتحاد السوفيتي آنذاك من محاولة عبور أو اقتحام خط بارليف وأنه سيكون بالنسبة للجيش المصري مقبرة وأنه يحتاج لقنبلة ذرية لتجاوزه واقتحامه ولكن الإنسان أو المقاتل المصري وبأفكار بسيطة مثل خراطيم المياه والسلالم الخشبية نجح بامتياز وعبقرية في عبور أكبر مانع مائي وساتر ترابي في العالم وبأقل خسائر يمكن أن تحدث في حرب.
* تاسعاً.. أن مصر دولة تبني استراتيجية دفاعية ولا تعتدي علي الآخرين وتمتلك السلاح لحماية أراضيها وحدودها وسيادتها علي البر والجو والبحر في نطاقها الجغرافي وتبني استراتيجيتها الدفاعية والتسليحية بناء علي ذلك ان الجانب المهاجم يحتاج لاضعاف كثيرة للمدافع حتي يتفوق عليه لذلك تحرص مصر علي عدم المساس بمعادلة توازن القوي في المنطقة من خلال بناء قدرات توفر عملية ردع تجبر أي قرار بالاعتداء عليها بالتراجع والتفكير مليون مرة.
* عاشراً: الحرب الحديثة لم تعد خسارة في المطلق أو مكتسباً في المطلق.. وقرار الحرب يبني علي حجم الخسائر والمكاسب والهدف منها.. لذلك تحرص مصر علي امتلاك أدوات الردع والحاق الخسائر بالعدو ودراسة مسرح العمليات جيدا بالاضافة إلي نقاط الضعف في الخصوم خاصة العمق الاستراتيجي لهم والاستعداد والجاهزية وتجنب المفاجأة.. فالعدو ربما يرتكب الفعل لكنه يفكر كثيرا في رد الفعل طبقا لحسابات تتعلق بقوة الآخرين أو حجم الخسائر التي تلحق بهم عسكريا أو في نطاق العمق الاستراتيجي الضيق لهم وهذا أمر لا يحتاج لتفسير خاصة في النطاق المحلي المحيط بمصر.
* الحادي عشر: مصر وجيشها بتاريخه وقدراته وخبراته المتراكمة ليست لقمة سائغة أو فريسة سهلة في أيدي الآخرين وبطبيعة الحال القوي الاقليمية والدولية عندما تقرر الاقدام علي خوض معركة مع طرف آخر يتم ذلك طبقا لحسابات دقيقة تتعلق بالخسائر والمكاسب ومن هنا فالجيش المصري بقدراته أيضا قادر علي الحاقه خسائر فادحة في الآخرين لا يستطيعون تحملها وهذه القدرات ليست وليدة اليوم ولنا أن نتذكر مقولة الرئيس السادات الردع بالردع وهذا الردع لم يتوقف عند حد معين بل شهد تطويرا مذهلا منذ 1973 من خلال الكوادر والعقول المصرية ورجال القوات المسلحة وهم عملة نادرة.
* الثاني عشر: الجيش المصري وان كان ترتيبه في أقوي عشرة جيوش في العالم فإنني أري ان الجيش المصري في هذا التصنيف تعرض لظلم كبير لأن آلية هذا التصنيف اعتمدت علي الإعداد والقوي الظاهرة والشكلية ولم تلتفت إلي القوي الكامنة والقدرات الخاصة وفي اعتقادي ان الجيش المصري يدخل ضمن الست أو الخمس جيوش الأولي في العالم.
ورغم ان التسليح موجود والحديث منه ولكن هناك عوامل ومعايير أخري لم تؤخذ في الاعتبار أولها العقيدة التي يكمن جوهرها في الفداء والتضحية والشجاعة والبسالة وعدم مهابة الموت ثم الانضباط والالتزام الشديد للمقاتل المصري وهو ميزة كبري توفر قدرة هائلة علي السيطرة في ميادين المعارك وتنفيذ المهام بالاضافة إلي امتلاك قدرات خاصة تتعلق بالبشر والمقاتل ربما لا تتوفر للآخرين هي القدرة علي التكيف والعمل باحترافية في مختلف مسارح العمليات والبيئة والمناخ والقدرات الرهيبة علي التحمل والجلد بالاضافة إلي سرعة التصرف في المواقف الطارئة بذكاء وتاريخ العسكرية المصرية ملييء بالمواقف الكثيرة من هذا النوع.
* الثالث عشر: يمتلك الجيش المصري قدرات هائلة وخاصة للمقاتلين مثل قوات الصاعقة الأفضل في العالم وهي عامل حسم في المعارك لان الحرب تبقي عبارة عن أرض وفرد إذا تحرك الفرد أو المقاتل للأمام فهذا هو الانتصار وإذا تراجع فهي الهزيمة.. ولعل قوي دولية مثل أمريكا وإسرائيل وأوروبا لا تملك هذه الميزة وهناك خوف مفرط من هذه الدولة من فكرة الموت لذلك يلجأون إلي القوي الجوية والصاروخية عن بعد وكما أكد خبراء العسكرية البارزين ان القوات الجوية رغم أهميتها البارزة لا تحسم حربا وتظل مفاتيح النصر موجودة علي الأرض وإذا نجحت قوات المشاة في تفادي هذه الضربات وحماية مراكز القيادة والسيطرة والأهداف الحيوية والحفاظ علي الاتصال والسيطرة فالضربات الجوية في هذه الحالة تكون غير ذات فائدة.
ولكن البعض ربما يذهب للحديث عن الحالة العراقية ويقول ان الطائرات الأمريكية حسمت معركة العراق وأقول ورغم الخسائر الفادحة التي لحقت بالجيش العراقي جراء الضربات الجوية والصاروخية من البر والبحر إلا ان الخيانة التي تعرض لها الجيش العراقي من كثير من قادته والطابور الخامس بالاضافة إلي نجاح عملية الحصار التي دامت 12 عاما هي السبب الرئيسي في خسارة معركة بغداد قبل ان تبدأ ولو لم تحدث الخيانة لكانت أمريكا وحلفاؤها يجبرون علي النزول للقتال علي الارض في حرب مدن معقده يدفع فيها الامريكيون ثمنا باهظا لان في حرب المدن يتم تحييد الاسلحة الحديثة والثقيلة والقوات الجوية وتظل الغلبة لخبرة اهل البلد ودرايتهم بدروب وشوارع وسراديب مدينتهم ويحتاج المهاجم ليكون ثلاثة او اربعة اضعاف المدافع وهنا كانت المعركة التي خطط لها صدام ولم تنجح بسبب الخيانة المبكرة لان ما كان يحتاجه مقاتل الجيش العراقي هو البندقية فقط.
* الرابع عشر: السؤال لو كان الجيش المصري كما يروج ويزعم البعض مستأنساً ووديعاً لماذا سكت الاسرائيلون وحَلفائهم كل هذه السنوات وتجنبوا الاحتكاك بالجيش المصري او حتي استفزازه.. ولماذا تصر بعض القوي الدولية علي محاولة استدراج الجيش المصري واستنزافه وإضعافه.
ببساطة لان هؤلاء جميعاً يدركون حجم القوة والقدرة والردع التي يمتلكها هذا الجيش العظيم وخبراته الكثيرة ومحاولات الاخرين الاستفادة منها والتعلم منها ايضاً.
* الخامس عشر: ان الجيش المصري منذ اتفاقية السلام لم يدخل في دائرة ما يتردد عن الارتماء ف ي الاحضان الامريكية واعتقد ان هناك مبالغات جرت في هذا الشأن لكن علي أي حال لم تكن القوات المسلحة طرفاً فيها وهناك اتذكر عندما قال المشير حسين طنطاوي وزير الدفاع السابق في احدي مناسبات وانشطة القوات المسلحة.. اياكم ان تعتقدوا ان علاقتنا بامريكا علاقة بتبعية بل هي علاقة مصالح واذا كان علي المعونة فهي لا تشكل لنا اهمية كبري فعلاقة مصر بامريكا هي علاقة مصالح تقوم علي الندية هذه الكلمات التي قالها وزير الدفاع السابق والعدو اللدود لامريكا تشكل طريقاً لمعرفة ما تتحلي به القوات المسلحة من وطنية وندية وشموخ وكبرياء ولعل زيارة المشير السيسي يستمر في نفس الطريقة ايضاً وادراك هذا القائد العظيم لحجم ومكانة وقيمة مصر وجيشها وانه لايمكن ان يستطيع اي من كان لي ذراع مصر او ابتزازها او المزايدة علي ارادة شعبها ولا افشي سراً ان تبني التقارب مع روسيا وغيرها من القوي الجديدة الفاعلة هو اتجاه تتبناه القوات المسلحة المصرية وهي رسالة لمن يدعي ويزعم ان رجال وقيادات المؤسسة العسكرية لا يفهمون في السياسة وهذه اكاذيب فالعقلية العسكرية والاستراتيجية التي ترتبت علي دراسة الامن القوي وقوي الدولة الشاملة واحتياجات الامن المصري واستقلال القرار الوطني.
لايمكن ان تتهم بذلك واذا كانت لاتمارس السياسة رغم انها تفهمها بعبقرية وتخطيط استراتيجي عن طيب خاطر فهذه قناعات وطنية حفاظاً علي اقوي واعظم مؤسسة في مصر هي القوات المسلحة.
* السادس عشر.. حاول الامريكيون مراراً وتكراراً الضغط علي المشير حسين طنطاوي بتغيير عقيدة الجيش المصري القتالية لجيش نظامي محترف إلي جيش او مجرد فرقة لمكافحة الارهاب بحجة ان هناك سلاماً مع اسرائيل لكن الرجل رفض بقوة وصرامة وتصدي ومعه القيادات الوطنية للقوات المسلحة للمشروع الامريكي الذي فشل في ذلك فبحث عن مخططات اخري حاول تنفيذها منذ 25 يناير 2011 الا انه فشل ايضاً علي يد الشعب المصري والقوات المسلحة بقيادة المشير السيسي.
* السابع عشر: لا اذيع سراً ايضاً.. عندما اقول ان نص المكالمات بين المشير عبدالفتاح السيسي وتشاك هاجل وزير الدفاع الامريكي يدعو للفخر والشموخ والتقدير للمشير السيسي والمؤسسة العسكرية فقد تصدي هذا القائد الوطني العظيم لمحاولات الابتزاز والضغوط ورفض ادني تغيير في ارادة المصريين او الخضوع للضغوط الامريكية بل زاد علي ذلك عندما لقن وزير الدفاع الامريكي دروساً في كيفية احترام السيادة المصرية والارادة الشعبية للمصريين ولم يخضع رغم التهديد بقطع المعونة وقالها بشموخ افعلوا ما تريدون وما ترونه في صالح بلدكم ونفعل نحن المصريين ما نراه في صالح وطننا لا احد يملي علينا شيئاً.. كرامة المصريين اعز علينا من ارواحنا القوات المسلحة.. لم ولن تتغير مواقفها الوطنية سواء قبل 25 يناير او بعدها وهناك من المواقف والاسرار ما لايصح قوله دون الاستئذان من اصحابه هذه المواقف تعبر بوضوح عن المعدن النفيس والنادر لجيش مصر وقياداته الوطنية.
الثامن عشر: الجميع في الداخل والخارج اقليمياً ودولياً يعرفون قدر ومكانة وقوة الجيش المصري وهذه المكانة ليست وليدة اليوم فجيش بهذا التاريخ والمعجزات العسكرية ليس بالسهل ان تتجاهله وهو جيش يرعي ويحافظ علي قضية عادلة هي حق الحياة بكرامة وعزة جيش لايتعدي علي الاخرين ولكن يحمي حدود وارض وسيادة شعبه عليها.. ينحاز لارداتهم ويصون مقدراتهم فلا داعي ان نجلد انفسنا ونكيل الاتهامات لرموز انسحبت من المشهد واعطت الكثير لهذا الوطن ليواصل الابناء من عظماء هذا الوطن وعلي رأسهم المشير عبدالفتاح السيسي هذا العطاء والحفاظ علي شموخ وكبرياء مصر.
* التاسع عشر.. اياكم ان تنسوا مقولة المشير عبدالفتاح السيسي "من يمس المصريين سنمحوه من علي وجه الارض" فهذه الرسالة لم يتوقف عندها الكثيرون وهي رسالة بالغة الدقة والمعني وتعني الكثير ولم تخرج من القائد العظيم عن طيش او عدم ادراك ولكنها جاءت مستندة لواقع وقدرات موجودة علي الارض وثقة نابعة من الايمان بالله والوطن وهذا الشعب العظيم "العشرون".. علينا جميعاً بالعقل والمنطق وليس حتي بالعواطف ان ندرك ان مفتاح قوة ونجاح هذا البلد يكمن في قوات مسلحة ومؤسسة عسكرية قوية وفتية تأخذ بيد الجميع من باقي مؤسسات الدولة لتتقدم مصر ولعل الشرطة المدنية المصرية مثال ليس ببعيد فالقوات المسلحة التي تدرك قيمة هذا الكيان الامني هي التي اتخذت بيدها ولعل ما قاله اللواء محمد ابراهيم في احتفال عيد الشرطة عن المشير السيسي والقوات المسلحة قليل من كثير.
* الواحد والعشرون: كفانا اطلاق الشعارات والاهانات والتجرع وجلد الذات وانكار الواقع.. فالقوات المسلحة لاتدخر جهداً في تطوير قدراتها بما يحقق لها ولاتتواني عن تنفيذ المشروعات القومية والعملاقة التي تجاوزت 200 مشروع في عام واحد لصالح هذا الشعب ناهيك عن المساهمات الاخري في شتي المجالات حتي مياه الشرب النقية التي نشربها هناك دور للقوات المسلحة فيها.
* الثاني والعشرون: القوات المسلحة تدرك من هو عدو مصر الحقيقي وتدرس قدراته ولاتسمح بازدياد الفجوة إلي الحد الذي يهدد امنها وعلي المصريين الا تغريهم المظهرية والاستعراض الواهي بالاسلحة والمعدات فهي اكذوبة ويبقي الانسان هو الفيصل بايمانه بربه وقدراته وثقته وانتمائه للوطن وترابه.
http://www.algomhuria.net.eg/algomhuria/today/gov/