أهلا بك مرة أخرى أخي "محب اظطلاع".
أهلا بك اخي الكريم ولك تحياتي
في الواقع وكي يصل العقل البشري إلى الحكم بأن دينه هو الدين الصحيح، فعليه أولا التجرد من كل الأفكار المسبقة حول الأديان الأخرى، وعدم اعتبار ما يؤمن هو الحقيقة المطلقة.
أنا والحمد لله ولدت مسلما مؤمنا ان شاء الله تعالى ولكن ومع ذلك فحين بلغت مبلغ الرجال أردت أن ازداد يقينا ليطمئن قلبي كما أراد سيدنا ابراهيم عليه السلام أن يطمئن قلبه وبعد رحلة بحث ومقارنة أديان طويلة(أخوك مولع بمقارنة الأديان وقد دخلت سواء في النت أو في الواقع في حوارات عميقة مع المسيحيين واللادينيين والملحدين) ازداد والحمد لله يقيني بالاسلام لأمور طويلة أستطيع أن ألخصها لك بجمل مختصرة.
أولا الالحاد لا يتقبله عقلي فكل ما حولي يدل على وجود صانع مدبر للكون وخالق للبشر ومنطق العدالة يجعلني أؤمن بوجود من يحاسب البشر سواء في الدنيا وسواء في الأخرة.
ثانيا لا يتقبل عقلي اللادينية التي تؤمن بوجود الله ولا تؤمن بالأديان لأن ما أؤمن به أن وجود ذلك الاله يتطلب وجود رسل منه يخاطبون البشر فالعقل البشري لا يكفي وحده للوصول للحقيقة فالعقل البشري ينتج الخير والشر وهو من أتى بنظريات مدمرة كالنازية مثلا اضافة الى أن عقول البشر مختلفة فلذلك تحتاج الى مبلغ لها بالحقيقة وحاكم فيما تختلف فيه وتحتاج الى من يبلغها الطريق الى الله وكيفية عبادته ومن يبلغها قوانين معيشتها وصلاح أمورها وما هو محرم عليهم ومحلل لهم فالحلال والحرام لا يدرك بمجرد العقل البشري.
ثالثا طالما آمنا بوجود الله وبالحاجة لوجود أديان فبقي البحث عن الدين الحق فالأديان الوثنية أظن أن العقول ترفضها لأسباب طويلة وكلما تطورت البشرية كلما أدركت استحالة صحة تلك الأديان ولا دليل أكبر على كون الأديان الوثنية اندثرت في معظمها.
بقيت الأديان السماوية فلا أستطيع أن أؤمن بأن الله وضع الشريعة ليصطفي عرق على باقي الأعراق ويجعل منه الشعب المختار ويجعل رسالة أنبياء ذلك الشعب قيادته الى الملك والسلطة على باقي الشعوب لا هدايتها وتبليغها الرسالة الالهية كما هي فكرة الدين اليهودي.
ولا أستطيع أن أقتنع بفكرة تعدد الأقانيم ولا يمكن أبدا أن أقتنع أبدا بفكرة أن أبو البشرية ارتكب خطيئة على البشر أن يتوارثوها(فلا يقبل المنطق وراثة الخطيئة عن الأباء) ثم ولكي يتم تكفير تلك الخطيئة البشرية يتجسد الله والعياذ بالله وينال هو العقوبة ليكفر عن البشر خطيئتهم المتوارثة(فكيف يخطأ البشر وعلى الله أن يكفر خطيئتهم والعياذ بالله).
فالدين الصحيح هو الذي يؤمن بوجود اله واحد بيده كل شيء لا يحاسب نفسا الا بما اكتسبت وجازيها على نتائج أعمالها وفتح لها في نفس الوقت باب التوبة ان أخطأت ويجعل الواجب عليهم أن يتطهرو بأنفسهم من ذنوبهم وفي نفس الوقت وضع للبشر شريعة فصل فيها المور الثابتة التي لا يجب أن يحيدو عنها وترك لهم الباقي كمساحة يجتهدون فيها.
أعرف أنني أطلت كثيرا أخي الكريم ولكن أخبرتك بانني لم ازدد يقينا بديني الا عن دراسة وليس لمجرد الوراثة.
بطبيعة الحال أومن بأن الدين الاسلامي هو الصحيح، والأديان الأخرى باطلة أو محرفة، لاكن مسألة الحقيقة المطلقة فهي تلغي العقل وهذا أمر غير محمود، ففي الإسلام اليوم أحاديث موضوعة أو غريبة قد تتعارض مع المنطق السليم.
الأحاديث الموضوعة ترد وليست بحجة وأما الأحاديث الصحيحة فما يستغرب منها فانه مشروح بأحاديث أخرى أو أن فيها ما لايفهمه البشر الا مع التطور العلمي.