تسريع التنوع الاقتصادي في المملكة العربية السعودية، من الطيران إلى الخدمات اللوجستية
شبكة أخبار صندوق الاستثمارات العامة
29 أبريل 2025الرياض، المملكة العربية السعودية
ارتفع عدد الوافدين جواً إلى المملكة العربية السعودية شهرياً بنسبة
73% في يوليو 2024 مقارنةً بالفترة نفسها من عام 2019، مما يُبرز مكانة المملكة كمركز عالمي للسفر. وقد ساهم افتتاح وجهات سياحية عملاقة، مثل البحر الأحمر، في زيادة أعداد زوار المملكة العربية السعودية، كما يعكس التزامها بتنويع اقتصادها بعيداً عن النفط.
ومن المتوقع أن تشكل السياحة بحلول عام 2030 ما يصل إلى
10% من الناتج المحلي الإجمالي الوطني ، مع قيام صندوق الاستثمارات العامة - أحد أكبر صناديق الثروة السيادية في العالم - بتطوير مشاريع البنية التحتية الهامة لدعم هذا الهدف.
يقول محمد عويس يوسف، رئيس قطاع الطيران والأمن، قسم استثمارات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في صندوق الاستثمارات العامة: "إذا أردنا تنويع الاقتصاد والاستثمار في قطاعات أخرى، فإن قطاع الطيران - والخدمات اللوجستية ككل - يُمثل العمود الفقري". ويضيف: "لذلك، طورنا استراتيجية صندوق الاستثمارات العامة للاستثمار في قطاع الطيران لدعم هذه الأهداف الاقتصادية والاجتماعية الأوسع، مع تحقيق عوائد مجزية في الوقت نفسه".
بوابة عالمية جديدة للمملكة العربية السعودية
تبدأ هذه الاستراتيجية على أرض الواقع، بتطوير مطارات جديدة ومراكز لوجستية أخرى. ومن أكبر هذه المطارات مطار الملك سلمان الدولي، المدعوم من صندوق الاستثمارات العامة، وهو عبارة عن مدينة مطارات بستة مدارج تضم المحطات الحالية في مطار الرياض الدولي. ويهدف إلى خدمة ما يصل إلى 120 مليون مسافر سنويًا بحلول عام 2030، و185 مليون مسافر بحلول عام 2050.
سيزور العديد من هؤلاء الوافدين المملكة العربية السعودية للعمل أو الترفيه، لكن عددًا كبيرًا منهم سيكونون مسافرين بين الشرق والغرب. ولتلبية الطلب المتزايد، أطلق صندوق الاستثمارات العامة في عام ٢٠٢٣ شركة طيران الرياض، بهدف ربط المملكة بـ ١٠٠ وجهة دولية بحلول عام ٢٠٣٠؛ ومن المقرر أن تبدأ رحلاتها هذا العام. ستستفيد شركة الطيران الوطنية الجديدة من الموقع الجغرافي للمملكة العربية السعودية بين آسيا وأفريقيا وأوروبا، مما يُمكّن الرياض من أن تصبح بوابةً للعالم.
يقول يوسف: "تتمتع طيران الرياض بشراكات متينة مع خطوط دلتا الجوية، والخطوط الجوية السنغافورية، والخطوط الجوية الصينية، وشركات طيران أجنبية أخرى". كما استثمر صندوق الاستثمارات العامة في شركة "السعودية التقنية"، الشركة الرائدة في قطاع صيانة وإصلاح وتجديد الطائرات في المملكة العربية السعودية. ويضيف يوسف: "للحفاظ على نمو أعداد المسافرين، نحتاج إلى الانتقال من قطاع الصيانة الأساسية إلى قطاع عالي القيمة".
يلتزم صندوق الاستثمارات العامة بمواجهة بعض أكبر تحديات القطاع. ولعلّ أبرزها الاستدامة، حيث التزمت شركات الطيران الأعضاء في الاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA) بتحقيق صافي انبعاثات صفرية من ثاني أكسيد الكربون في قطاع النقل الجوي بحلول عام 2050.
في أكتوبر 2024، وقعت شركة طيران الرياض وشركة أرامكو السعودية للطاقة مذكرة تفاهم للتعاون المحتمل في مجالات مثل إمدادات الوقود منخفض الكربون والاستدامة.
يقول محمد عويس يوسف، رئيس قطاع الطيران والأمن في إدارة الاستثمارات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بصندوق الاستثمارات العامة: "نرغب في أن نصبح مكتفين ذاتيا من حيث الوقود البديل".
يُعدّ خفض البصمة الكربونية للطيران أمرًا بالغ الأهمية لخطط المملكة العربية السعودية لتصبح مركزًا للتجارة العالمية. وتشير
توقعات الاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA) إلى أن أسطول الشحن الجوي العالمي سينمو بنسبة تصل إلى 70% مع تزايد الطلب على التجارة الإلكترونية عبر الحدود. ولدعم ذلك، يهدف مطار الملك سلمان الدولي إلى استيعاب 3.5 مليون طن من البضائع بحلول عام 2050.
يستثمر صندوق الاستثمارات العامة أيضًا في شركة أڤيليس، وهي شركة تأجير طائرات تجارية متكاملة الخدمات تأسست عام ٢٠٢٢. وتعمل أڤيليس، المملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة، على توسيع أسطولها من طائرات الجيل الجديد. ومن بين شركاء أڤيليس شركة طيران الهند إكسبريس، التي وافقت على
استئجار ست طائرات بوينج ٧٣٧-٨ (إحدى أكثر الطائرات كفاءة في استهلاك الوقود) من أڤيليس، وذلك في إطار برنامجها لتحديث أسطولها.
تُشكّل البنية التحتية للطيران في المملكة العربية السعودية، إلى جانب التقدم المحرز نحو استخدام وقود منخفض الكربون، أساسًا متينًا لتحقيق اقتصاد دائري. وهناك هدف وطني للسياحة يتمثل في توفير 1.6 مليون فرصة عمل بحلول عام 2030، كما أن نمو الأجور يُعزز الطلب على السفر. ويؤكد يوسف أن هناك طلبًا محليًا كافيًا لنمو قطاع الطيران في المملكة العربية السعودية بما يكفي لتحقيق الاكتفاء الذاتي، مشيرًا إلى أن عدد السياح المحليين بلغ 81.9 مليون سائح في عام 2023.
نموذج مختلف لشركات الطيران الوطنية
يُعدّ التحوّل التكنولوجي مفتاحًا لسوق السياحة المزدهر. وبصفتها شركة طيران تُولي اهتمامًا بالغًا بالتقنيات الرقمية، تُوظّف طيران الرياض أحدث التقنيات - من حجز الرحلات إلى الترفيه على متن الطائرات - دون أي قيود على الأنظمة القديمة. ويوضح يوسف: "حتى بين أكثر شركات الطيران ربحية، تكمن أكبر مشكلة في اعتماد بنيتها التحتية الرقمية على موردين رئيسيين. ولكن من خلال بناء شركة طيران من الصفر، نأمل أن نتمكن من إحداث نقلة نوعية في هذا المجال وتحويل بنيتنا التحتية الرقمية إلى ميزة تنافسية على شركات الطيران التقليدية".
يُتيح دمج الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الرقمية في تجربة الطيران للمسافرين تحكمًا أكبر في رحلاتهم، مما يسمح لهم بتنظيم رحلاتهم أو إقامتهم بناءً على أحدث معلومات الرحلة. وهذا لن يُعزز سمعة طيران الرياض فحسب، بل سيضمن، والأهم من ذلك، مستويات الكفاءة اللازمة لتحويل الرياض إلى مركز أعمال عالمي.
يقول توني دوغلاس الرئيس التنفيذي لشركة الرياض للطيران: "هدفنا هو تقديم مستوى من الخدمة والابتكار وتجربة الركاب التي تجذب المسافرين من جميع أنحاء العالم".
يقول توني دوغلاس، الرئيس التنفيذي لشركة الرياض للطيران: "إن تخطيط مساراتنا المبني على البيانات يحدد الأسواق التي تعاني من نقص الخدمات مع ارتفاع الطلب على السفر من وإلى الرياض واحتياجات السفر غير الملباة، مما يضمن ربط العاصمة بأهم وجهات الأعمال والسياحة العالمية".
لتحسين هذا الربط، يستثمر صندوق الاستثمارات العامة أيضًا في النقل المؤسسي. وقّعت شركة المروحيات، التي تعمل منذ عام ٢٠١٩،
اتفاقية في فبراير ٢٠٢٤ لشراء ما يصل إلى ١٢٠ مروحية من إيرباص لتوفير خدمات النقل الجوي داخل المملكة العربية السعودية. سيدعم هذا الأسطول أيضًا عمليات الشركة الأوسع نطاقًا، والتي تشمل خدمات الطوارئ الطبية، وحتى توفير فرصة مشاهدة سباق جائزة فورمولا ١ الكبرى في جدة من الجو للجماهير.
مع استعداد المملكة العربية السعودية لاستضافة معرض إكسبو الدولي 2030 وكأس العالم لكرة القدم 2034، ستكون الروابط الجوية محركًا أساسيًا وواضحًا للتحول الاقتصادي في البلاد. يقول دوغلاس: "يُحقق الطيران التجاري مكاسب اقتصادية ثانوية وثالثية، وله تأثير مضاعف".
حتى دوغلاس نفسه فاجأه عدد الراغبين في المشاركة في طفرة قطاع الطيران في المملكة العربية السعودية. يقول: "منذ إطلاق موقع riyadhair.com وصفحة طلبات التوظيف قبل 18 شهرًا، استقبلنا 1.4 مليون متقدم من 143 جنسية مختلفة. هذا أمرٌ مذهل. وأفضل تفسير منطقي لذلك هو أن الأمر يتعلق بالمملكة العربية السعودية. شركة طيران الرياض مملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة، وهذا يعني أن الأمر ليس "محتملًا، ممكنًا، يجب أن يحدث"، بل سيحدث."
يطمح صندوق الاستثمارات العامة إلى أن يُسهم تحسين الربط في زيادة رحلات العمل والترفيه من وإلى المملكة العربية السعودية، بينما سيعزز التوجه نحو سفر جوي وخدمات لوجستية أكثر نظافة الطلب على شركات الشحن الجوي في المملكة، وقطاع الصيانة والإصلاح والتجديد (MRO)، وخدمات تأجير الطائرات. وسيضع هذا التكامل بين هذه العناصر المملكة العربية السعودية على مسار نمو أكثر تسارعًا، مما يُسهم في تنويع الاقتصاد الوطني ووضع معايير جديدة لقطاع الطيران محليًا ودوليًا
تم إنتاج هذه المقالة بواسطة EI Studios لصالح PIF، وقد نُشرت في الأصل على Economist Impact في 20 ديسمبر 2024
As the world transitions to cleaner energy sources, demand for the minerals and metals critical to that shift is accelerating. Clean energy technologies such as solar panels, wind farms and electric vehicles (EVs) require between four and 10 times more mineral resources, from copper to silicon...
www.pif.gov.sa