الفرق بين البراغماتية والميكافيلية البراغماتية
البراغماتية هي مدرسة فلسفية سادت في الولايات المتحدة الأمريكية في الربع الأول من القرن العشرين، بناءً على المبدأ القائل بأن الفائدة، والقابلية للتطبيق، والتطبيق العملي للأفكار والسياسات والمقترحات هي معايير قائمة على كفاءة هذه الأفكار والسياسات، ويؤكد هذا المبدأ على أولوية العمل على العقيدة، والخبرة على المبادئ الثابتة، ويرى أن الأفكار تستعير معانيها من نتائجها، وتستمد مدى صحتها من خلال التحقق منها، وبالتالي، فإن الأفكار هي في الأساس أدوات وخطط عمل.[١] بدأ جيلها الأول تشارلز بيرس الذي حدد وجهة النظر ودافع عنها لأول مرة، وصديقه المقرب ويليام جيمس الذي طور هذا الرأي ودافع عنه ببراعة، وعلى الرغم من أن زميل جيمس؛ جوشيا رويس، أثبت أنه متحالف رسميًا مع المثالية المطلقة، إلا أنه شارك في محاور مهمة للعديد من هذه الأفكار.[٢] كان جوهر البراغماتية كما تصورها بيرس في الأصل هو المبدأ العملي، تم اعتبارها بأنها قاعدة لتوضيح معنى الفرضيات من خلال تتبع نتائجها العملية وآثارها على التجربة، بالنسبة لبيرس وجيمس، كان أحد التطبيقات الرئيسية للحكم هو توضيح مفهوم الحقيقة، وضمن هذه النظرة الواسعة، انقسم البراغماتيون الأوائل بشكل كبير بسبب أسئلة حول الواقعية، ما إذا كان ينبغي للبراغماتية تصور نفسها كفلسفة علمية تتمسك بالوحدة حول الحقيقة، وهو ما اتبعه بيرس، أو أنها تعددية أخلاقية أكثر اتساعًا، وهو ما اتبعه جيمس وديوي.[٢]
الميكافيلية
تشير الميكافيلية في علم النفس إلى سمة شخصية، حيث ترى أن الشخص يركز بشدة على اهتماماته الخاصة بحيث يتلاعب بالآخرين ويخدعهم ويستغلهم مقابل تحقيقه أهدافه، وهي إحدى سمات ما يسمى "بالثالوث المظلم"، والسمتان الأخريان في الثالوث هما النرجسية والاعتلال النفسي، أما المصطلح نفسه يأتي من إشارة إلى سيئ السمعة نيكولو مكيافيلي؛ دبلوماسي وفيلسوف في عصر النهضة، كان أشهر أعماله هو "الأمير"، وقد شارك هذا الكتاب سيئ السمعة آراءه بأن الحكام الأقوياء يجب أن يكونوا قساة مع رعاياهم وأعدائهم، ويشير أيضاً إلى أن المجد والبقاء مبرران بأي وسيلة، وإن كان ذلك بفعل أفعال تعتبر غير أخلاقية أو وحشية. [٣] بالنسبة لمكيافيلي، لا يوجد أساس أخلاقي للحكم على الفرق بين الاستخدامات المشروعة وغير المشروعة للسلطة، فإن السلطة والقوة متساويتان في الأساس، من يملك السلطة له الحق في الأمر، لكن الخير لا يضمن القوة، والإنسان الصالح ليس له سلطة بحكم كونه صالحًا، وهكذا، يقول مكيافيلي العكس تماماً لما تقدمه النظرية الأخلاقية للسياسة، أن الشاغل الحقيقي الوحيد للحاكم السياسي هو اكتساب السلطة والحفاظ عليها، بالمعنى، يقدم مكيافيلي نقدًا لاذعًا لمفهوم السلطة من خلال القول بأن فكرة الحقوق المشروعة للحكم لا تضيف شيئًا إلى الامتلاك الفعلي للسلطة.[٤] يعتقد مكيافيلي أيضاً بأن السلطة تحدد بشكل مميز النشاط السياسي، وبالتالي من الضروري لأي حاكم ناجح أن يعرف كيف يتم استخدام السلطة، حيث يعتقد أنه فقط من خلال التطبيق الصحيح للسلطة، يمكن إخضاع الأفراد للطاعة، وسيكون الحاكم قادرًا على الحفاظ على الدولة في أمنها وسلامتها.[٤]
إقرأ المزيد على موضوع.كوم: https://mawdoo3.com/الفرق_بين_البراغماتية_والميكافيلية
إقرأ المزيد على موضوع.كوم: https://mawdoo3.com/الفرق_بين_البراغماتية_والميكافيلية