قوات النظام تتقدم بسرعة في ريف إدلب:
اتفاق "أستانة" يطبق على الأرض، فهل من رادع؟
================
كتب مراسل صحيفة "المدن" في الشمال السوري، خالد الخطيب، أن قوات النظام والمليشيات الموالية لها حققت تقدمت سريعا في مناطق ريف إدلب الجنوبي الشرقي، على جانبي سكة الحجاز، خلال الساعات 48 الماضية. وأوضح أن التمهيد الناري والهجمات البرية التي شنتها المليشيات بشكل متواصل تسببت في انهيار دفاعات المعارضة و"تحرير الشام"، بسرعة مفاجئة في المنطقة. وتمكنت المليشيات من السيطرة على عدد كبير من القرى والمزارع شمال شرقي أبو دالي، في محور متجه نحو سنجار-أبو ضهور.
وتعرضت المناطق المستهدفة لقصف جوي عنيف بالقنابل العنقودية والفراغية. وشنت الطائرات الحربية أكثر من 100 غارة جوية استهدفت معظم القرى في محور التقدم شمال شرقي أبو دالي المتجه نحو سنجار، كما ألقى مروحي البراميل عشرات البراميل المتفجرة مستهدفاً القرى والمزارع ذاتها.
ويتوقع الصحفي "الخطيب" أن تُكثّف مليشيات النظام خلال الأيام القليلة القادمة هجماتها البرية في محور شمال شرقي أبو دالي-سنجار-أبو ظهور، مروراً بعشرات القرى والبلدات التي هجرها معظم سكانها بسبب القصف الجوي المركز على مدى أسبوعين تقريباً. وسيمر خط تقدم المليشيات كما هو مفترض وسط مناطق نائية لا تحوي مراكز عمرانية كبيرة يمكنها تأمين الحماية لمقاتلي المعارضة و"تحرير الشام" الذين ينحدرون في معظمهم من شمال وغرب إدلب وريف حلب، وبنسبة أقل من المناطق المستهدفة بالهجوم. وهذه المناطق تعتبر أقل تضامناً مع الثورة مقارنة بغيرها، وأقل تصديراً للمقاتلين المشاركين في القتال في صفوف الفصائل في الوقت ذاته.
ونقل المراسل عن أحد إعلاميي الثورة أن مليشيات النظام ركزت قتالها الحربي خلال اليومين الماضيين على محور عرضه لا يتجاوز 10 كيلومترات، بهدف التوغل في ريف إدلب الجنوبي الشرقي وصولاً إلى مطار أبو ضهور العسكري. وفي الوقت ذاته، تعرضت تلك المنطقة لقصف عنيف بالطيران الحربي والمروحي، الذي استهدف منازل المدنيين والطرق والمرافق الصحية والتعليمية بهدف إجبار الأهالي على النزوح.
وتتبع ميلشيات النظام الأسلوب الجديد-القديم في تقطيع الأوصال وعزل المناطق والالتفاف على مواقع الخصم في ريف ادلب الجنوبي الشرقي بغية الوصول بسرعة إلى هدفها البارز: مطار أبو ظهور العسكري. وتعتمد بشكل رئيس على التغطية النارية المدمرة لمواقع الخصم وإتباع سياسة الأرض المحروقة في محاور التقدم المرسومة مسبقاً والضغط بنيران هائلة على المناطق التي يتم عزلها بشكل جزئي لدفع الخصم للانسحاب.
وكشف المراسل الصحفي من الشمال السوري، الخطيب، أن مليشيات النظام عززت قدرات ثكناتها ومواقعها المتقدمة جنوبي الحاضر بالمدفعية الثقيلة وقواعد الصواريخ ومقاتلين من مليشيات "لواء الباقر" و"كتائب البعث" و"لواء القدس. ورأى أن نجاح مليشيات النظام في مخططها المفترض، والتقدم في المحورين الشمالي والجنوبي والتقائهما في مطار أبو ظهور، سيعزل منطقة واسعة تسيطر عليها فصائل المعارضة و"تحرير الشام" شرقي سكة الحجاز، وهي منطقة ربما تتساوى مساحتها مع مساحة منطقة "درع الفرات" في ريفي حلب الشمالي والشمالي الشرقي التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة.
ووفقا لتقديرات مراسل صحيفة "المدن"، فإن تشتت فصائل المعارضة المسلحة وعدم توصلها حتى الآن إلى إجماع في الميدان واستمرار خصومة الفصائل الكبيرة منها مع "تحرير الشام"، سيسهل المهمة حتماً على مليشيات النظام، ويريحها من مواجهة كبيرة محتملة، وربما يعجل في تحقيق هدفها بالوصول إلى مطار أبو ظهور العسكري والسيطرة على كامل المنطقة شرقي السكة.
وبدا واضحا اليوم أن إدلب تواجه خطرا حقيقيا، وميلشيات النظام تتقدم دون رادع باتجاه مطار ابو ظهور. وتساءل الناشط الثوري، الأسيف، المدرب العسكري السابق في الجيش الحر والمقرب حاليَا من الهيئة، مالذي يحصل. وأجاب قائلا: "نحن أمام ثلاث احتمالات لا رابع لها : 1- المجاهدون يتبعون أسلوبا جديدا لإدخال العدو في شراك "فك الكماشة" وسحبه للعمق وامتصاص "الصدمة" ثم الانتقال لمرحلة القضم والاستنزاف عبر (إغارة ، كمين) ونسأل الله أن يكون ذلك.
2- تطبيق فعلي لما اتفق عليه في أستانة من دون تصريح علني وتهيئة جو ملائم ليتقبله الجميع عبر إظهار الضعف بالمقارنة مع قوة العدو. أرجو أن يخيب ظن.
3- دخول القيادات العسكرية في اضطراب بسبب نجاح العدو بتأثير"الصدمة"، نتج عن الأمر ترهل عسكري وهزيمة نفسية لعدم الخبرة والكفاءة عند قادة المجموعات والله أعلم".
وكتب "أبو يزيد الإعلامي" السوري قائلا: "من الأخير: الفصائل: لا نريد قتالا ويكفينا أن نعود لحضن الوطن بضمانات دولية ولنا ثأر مع الهيئة لن ننساه. الهيئة: إن التفت إلى النظام فسأفنيه وأُستنزف ويكشف ظهري. الفصائل: إما أن تنهي الهيئة النظام ونحن ننهيها أو لا تقاتل فنقول إنها تطبق أستانة مثلنا".
ويُذكر أنه في خلال يومين نزحت أكثر من 2000 عائلة من قرى جنوب شرق إدلب والنظام يتقدم في أكثر من 7 قرى نحو سنجار على طريق السكة الحديدة نحو مطار أبو الظهور: الهدف الإستراتيجي لقوات النظام وعشرات الشهداء من ثوار "هيئة التحرير" والمجموعات المؤازرة لها وضعفهم من الجرحى خلال معارك ريف حماة الشرقي لمدة 70 يوما وأكثر من 250 ألف مدني تشردوا جراء سقوط قراهم بقبضة النظام بعد تخاذل منقطع النظير لفصائل الثورة، وفقا لتقديرات متابعين مطلعين.