قتلى بلا جثث.. روسيا تقول إنها قتلت 60 ألفاً من تنظيم "الدولة"!
بلدي نيوز
–
(كنان سلطان)
أعلنت روسيا القضاء على تنظيم "الدولة" في سوريا عموما، وشرقي سوريا بشكل خاص، واستطردت لتقول إنها قتلت 60 ألفاً من عناصر التنظيم في سوريا خلال الفترة الممتدة بين عامي 2015 و2017.
جاء الإعلان الأخير على لسان رئيس الأركان الروسية العامة "فاليري جيراسيموف"، حيث قال إن بلاده قضت على 60 ألف مسلح من تنظيم "الدولة" في سورية منذ عام 2015، لافتا إلى أن هدف بلاده (روسيا) هو القضاء على (جبهة فتح الشام) خلال سنة 2018 .
وأوضح "جيراسيموف" في تصريحات صحفية لصحيفة (كومسومولسكايا برافدا) اليوم الأربعاء، أنه "حتى 30 (أيلول) 2015، كان هناك 59 ألفا من (داعش) من جميع التشكيلات في سورية، وفي غضون عامين تمكن (التنظيم) من تجنيد عشرة آلاف مسلح آخرين".
وأشار في تصريحه إلى أنه "في غضون هذين العامين تم القضاء على نحو 60 ألفا منهم".
روسيا التي نجحت بتواطؤ أمريكي، في إخماد جبهات المعارضة المسلحة، في مواجهة النظام، وخلصت إلى لعبة مناطق خفض التصعيد، وترحيل المقاتلين وتجميعهم شمال البلاد، أتاح لها الوقت الكافي لفرض وقائع جديدة، تجلت في استعادة أراض جديدة لصالح النظام، والقضاء على المعارضة بشقيها السياسي والعسكري، واختصارها في بعض التنظيمات الجهادية.
وحددت خيارها القادم لتكون إدلب ساحة لمعركتها القادمة، والتي ستعمل خلال السنة القادمة للقضاء على "جبهة فتح الشام"، آخر ما تراه يهدد ويقوض جهودها التي اشتغلت على إنجاحها طوال سنتين.
إعلان روسيا القضاء على قرابة 60 ألف عنصر من تنظيم "الدولة"، يفتح الباب للتساؤل حول إمكانية إحصاء مثل هذا العدد من القتلى، وهي التي تفرغت طوال المدة التي قادت المواجهات في سوريا، لقتال فصائل المعارضة، وتناوبت مع مجموعة من مقاتلي التنظيم في السيطرة على تدمر، وبعض المواقع الأخرى، وهذا يحيل بالضرورة إلى السؤال الأهم، وهو أين اختفت جثث 60 ألف قتيل؟.
الكاتب الصحافي (فراس علاوي) يقول "إعلان روسيا القضاء على 60 ألف (داعشي) يأتي في سياق التبرير لسياسات روسيا الخارجية، وهي رسالة للداخل الروسي، ولحلفاء روسيا، وكذلك لدول العالم، بأن الروس هم من قضوا على داعش".
ويضيف (علاوي) في تصريح لبلدي نيوز "الرقم الذي تعلنه روسيا حول قتلى التنظيم، مبالغ به بشكل كبير، ويعود ذلك لعدة أسباب أهمها أن المناطق التي سيطر عليها الروس، والخاضعة لسيطرة "داعش" تتمثل بمناطق (تدمر والبادية ودير الزور)، وهي أقل من نصف المساحة التي سيطر عليها التنظيم في سوريا، وبالتالي فالعدد يصبح كبيراً جداً قياسا إلى ذلك".
ويشير (علاوي) في حديثه إلى أنه "لم يشاهد أحد جثثاً لمقاتلي التنظيم تمثل هذا الرقم، بل لم تشاهد جثث سوى بأعداد قليلة، تكاد لا تذكر، كما أن التنظيم لا يزال موجودا في مناطق كثيرة، رغم إعلان الروس انتهاء المعارك والقضاء عليه، فهو موجود في (ريف حماة وأرياف البوكمال)، وهو لايزال يشتبك مع قوات النظام المدعومة من روسيا هناك".
تخطت روسيا حدود المعقول في إعلانها هذا العدد الكبير من قتلى التنظيم، في مقابل ما أعلن عنه في مناطق أخرى، فعلى سبيل المثال قال التحالف إنه قتل 900 للتنظيم، في معركة (الموصل) التي قتل فيها من المدنيين ثلاثة أضعاف قتلى التنظيم، حيث أإن روسيا دخلت في سباق مع التحالف حول إظهار نفسها في موقف المتفوق في حربها على "الإرهاب"، بصرف النظر عن المبالغة التي تشوب تصريحاتها!.