السفير فورد: الأكراد سيدفعون غاليا ثمن ثقتهم واشنطن،
وإيران ستدفع أمريكا للانسحاب من شرق سوريا
================
2017-6-20 |
خدمة العصر
في حواره مع الصحفي السوري، إبراهيم حميدي، رأى آخر سفير أميركي لدى سوريا، روبرت فورد، في أن الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما لم يترك الكثير من الخيارات للرئيس دونالد ترامب كي يغير قواعد اللعبة لتقليص نفوذ إيران في سوريا. ووفقا لتقديراته، فإن الإيرانيين سيدفعون الأمريكيين إلى الانسحاب من شرق سوريا كما انسحبوا من بيروت العام 1983 والعراق.
وقال فورد إن الأكراد سيدفعون غالياً ثمن ثقتهم بالأميركيين، وإن الجيش الأميركي يستخدمهم لقتال "داعش"، وفقط، ولن يستعمل القوة للدفاع عنهم ضد قوات النظام السوري أو إيران وتركيا.
في نهاية 2013، يقول السفير "فورد"، كنت أعتقد أن حرب الاستنزاف ستكون قاسية على النظام وسيفاوضون على صفقة. بعضهم سيطلبون عفواً ويذهبون إلى الجزائر أو روسيا أو كوبا وسيكون هناك حكومة ائتلافية تضم ربما (رئيس مكتب الأمن القومي) علي مملوك أو (رئيس المخابرات العامة) محمد ديب زيتون تحت قيادة شخص مثل (نائب الرئيس السابق) فاروق الشرع مع المعارضة والمستقلين.
لكن، لأن جيش النظام السوري سيكون ضعيفاً، فإن النظام سيقبل بإنقاذ نفسه مقابل التخلي عن عائلتي الأسد ومخلوف.
وكشف أنه لم يكن يتوقع أن ترسل إيران و"حزب الله" آلاف المقاتلين، و"هذا أكبر خطأ سياسي ارتكبناه. لم نكن نتوقع ذلك مطلقا".
ورأى أن "ما نقوم به مع الأكراد ليس غباء سياسيا، وفقط، بل غير أخلاقي. الأميركيون استخدموا الأكراد لسنوات طويلة خلال حكم صدام حسين. هل تعتقد أن الأميركيين سيعاملون "الاتحاد الديمقراطي" و"وحدات حماية الشعب" بشكل مختلف عما عامل (وزير الخارجية الأسبق) هنري كيسنجر الأكراد العراقيين (عندما تخلى عنهم). بصراحة، مسؤولون أميركيون قالوا لي ذلك. الأكراد السوريون يقومون بأكبر خطأ لثقتهم بالأميركيين".
وأوضح أن الأمريكيين يستخدمون الأكراد بطريقة تكتيكية ومؤقتة ولن يستخدموا الجيش الأميركي للدفاع عن "غرب كردستان" إقليما مستقلا في مستقبل سوريا.
وعن دفاع الجيش الأميركي، لأول مرة، عن حلفائه في البادية السورية" ومعسكر التنف ضد حلفاء إيران، أجاب بأنهم لم يفعلوا ذلك لدفع الأسد للوصول إلى حل سياسي وتفاوضي بل للدفاع عن مقاتلي المعارضة الذين يقاتلون "داعش"، وهناك فرق بين محاربة "داعش" والسعي للحصول على تنازل من الأسد حول مستقبل سوريا. الأمر الأخير، لن تقوم به إدارة ترمب.
وعن أولويات إدارة ترامب في سوريا: محاربة "تنظيم الدولة" وتقليص نفوذ إيران بالسيطرة على شرق سوريا، قال إن هناك بعض المسؤولين في واشنطن يعتقدون بذلك، لكنَ الأميركيين سيعرفون قريبا أن إيران ستصعد وأن أميركا لن يكون لديها الصبر والقوة العسكرية للقيام بتصعيد مقابل. و"سينسحب الأميركيون"، كما انسحبوا من بيروت في 1983 ومن العراق أيضا.
وقال إن "الهلال الإيراني" موجود ولا يمكن هزيمته شرق سوريا. النفوذ الإيراني يأتي في سوريا من غرب سوريا ومطار دمشق والعلاقة بين طهران ودمشق والدعم الذي تقدمه إيران إلى النظام في دمشق.
ورأى أن الإيرانيين يريدون إنهاء المعارضة السورية مرة واحدة وللأبد. الحل العسكري فقط. هم يفضلون طريقاً يمر بغرب كردستان والرقة ثم حلب ثم إلى لبنان. إذا استسلم الأكراد السوريون سيكون الأمر مقبولاً. لكن شرط الاستسلام الكامل وأخذ التعليمات من دمشق، وإلا فإن الأكراد سيُدمرون وسيكون الأتراك سعيدين بذلك ويتعاونون مع إيران ضد الأكراد.
وعن الهدف النهائي لترمب، قال السفير "فورد": "يريد تقليص النفوذ الإيراني هكذا سمعت من أحد مستشاري ترمب قبل أسابيع، لكن لا يعرف أن اللعبة انتهت. تأخروا كثيراً. أوباما لم يترك لإدارة ترمب الكثير من الخيارات لتحقيق هدفها"