الــثــورة الــســوريــة ( متجدد )


تقديرات: صواريخ إيران استعراض للقوة وأمريكا لن تتورط أكثر في سوريا وإسرائيل تستعد للضربات
==============



2017-6-20 |
fb54544f441c41153499625df1067654.jpg


يربط مراقبون بين الصمت إزاء الرد الايراني بإطلاق صواريخ أرض- أرض من القواعد الصاروخية لقوات جو فضاء في حرس الثورة في محافظات كرمانشاه وكردستان غرب إيران، على مواقع تابعة لتنظيم "داعش" في دير الزور، بمعلومات متداولة تفيد أن اسرائيل، لاعتبارات استراتيجية، لا تمانع أن يكتمل التواصل بين ايران وسوريا وربما جنوب لبنان عبر العراق، وتأمين التواصل بين الحرس الثوري الايراني وقوات النظام السوري، لأن التضخم الايراني في هذه المناطق يوفر لها لاحقا ذريعة قوية لتوجيه ضربة مؤثرة لهذا الوجود على حدودها الشمالية منعا لتعريض أمنها للخطر، فتشن عملية عسكرية عنوانها تنظيف الحدود.

ولا يستبعد متابعون ضربة إسرائيلية إزاء الحاصل قرب حدود كيانها من الجانب السوري وحتى ربما من لبنان، ويحذر مراقبون من الخسائر الفادحة التي قد تلحق بلبنان، اذا ما قررت اسرائيل اعتماد نهجها الحربي السابق للقضاء على كل منظمة أو تنظيم يشكل تهديدا لأمنها قرب حدودها في سوريا.

**

وفي السياق ذاته، كتب المعلق السياسي الإسرائيلي، اليكس فيشمان، في صحيفة "يديعوت" أن التقارير الأولية التي التقطت في منظومة الاقمار الصناعية الامريكية حددت سقوط أربعة صواريخ ايرانية في الصحراء العراقية وسقوطين في منطقة دير الزور في سوريا.

أُطلقت ستة صواريخ، ولكن اثنين منها، فقط، وصلا الى الهدف، وليس واضحا بعد ما هو مستوى دقة الإصابة وما هو مدى الضرر الذي لحق بذاك الهدف.

ووفقا لتقديراته، فإن القوة الإستراتيجية الإيرانية ليست نمرا من ورق، ولكنها بعيدة عن أن تشكل ذاك التهديد الخيالي الذي حاول أن يرسمه قادة الجيش الإسرائيلي في بداية العقد كي يمنعوا القيادة السياسية من مهاجمة القدرات النووية الايرانية.

ومع أن أثر إصابة طائرات كبير، دقيق ومثير للانطباع أكثر بكثير، ولكنَ الإيرانيين حبذوا استخدام صواريخ أرض – أرض، وذلك لأن كل محاولة من جانبهم لإدخال طائرات إلى الساحة السورية كانت ستنتهي بإسقاطها من التحالف الأمريكي. وهنا تنكشف نقطة الضغط الإيرانية: أسطول الطائرات الحربية لديهم قديم. كما استغرق الإيرانيون وقتا طويلا للرد على عملية داعش في البرلمان في طهران، ومعقول الافتراض بأن سبب ذلك يعود إلى قدرة جمع المعلومات الاستخبارية وعملية اتخاذ القرارات في القيادة الإيرانية.

**

ووفقا لتقديرات الكاتب والصحفي الإسرائيلي، يوسي ميلمان، فإن الرد الايراني، أكثر مما كان يستهدف معاقبة داعش، جاء لنقل رسالة للاعتبارات الداخلية: رفع المعنويات المهانة لمواطنيها بعد الهجوم على رموز حكم واضحة لإيران. وقد أعلنت ايران أن اطلاق الصواريخ جاء بالتنسيق مع نظام الأسد، مع العراق ومع روسيا. ولكن لعل الأهم من كل هذا، وفقا لتقديراته، هو أنه بمجرد إطلاق الصواريخ تحاول إيران الظهور في صورة قوة عظمى إقليمية، ولا تتردد في زيادة مشاركتها في الحرب السورية، إذا وجدت من الصائب عمل ذلك.

وأوضح أن إطلاق الصواريخ يعقد أكثر فأكثر الحرب المعقدة في سوريا. ولكن لعل الحدث الأهم الذي وقع هذا الأسبوع في سوريا هو البيان الروسي بأنها ستعمل على اسقاط كل طائرة للتحالف الدولي غربي نهر الفرات. هذا رد موسكو على إسقاط طائرة سورية قصفت ثوارا يتماثلون مع الغرب من طائرة تعود للأسطول الأمريكي. صحيح أن الحديث يدور حاليا عن تصريحات فقط، ولكن يتعاظم الخطر بتوتر العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة في سوريا.

**

ورأى محلل الشؤون العسكرية في صحيفة "هآرتس" العبرية، عاموس هارئيل، أنه ينبغي النظر إلى إطلاق الصواريخ الإيرانية ضد مواقع "داعش" على أنّه عرض قوة، وبالإضافة إلى ذلك، فإن إطلاق الصواريخ هو بمثابة رسالة إلى كلٍّ من أمريكا وروسيا والكيان العبري أيضًا، بأن إيران مستعدة لزيادة المراهنة في سورية لحماية ما استثمرته في حماية مصالحها الإستراتيجية هناك، عبر دعم الحكومة واستمرار تثبيت تأثيرها في العراق وسوريّة ولبنان.

ونقل المحلل الإسرائيلي، هارئيل، عن مصادره الأمنية قولها إن الولايات المتحّة الأمريكية ما زالت تعيش أزمة حرب فيتنام، وتخشى أكثر من كل شيء أن يقودها التدخل العسكري في سوريا إلى مهمة مُتدحرجة، أي التورّط في حرب مثلما تورّطت في حرب فيتنام في الستينيات من القرن الماضي.
 

موسكو تقدم مسودة اتفاق لواشنطن لتقاسم النفوذ في سوريا
====================


crop,750x427,2498864998.jpg

(​
  • الثلاثاء 20 حزيران 2017​


بلدي نيوز - (خاص)

تجري مفاوضات سرية بين مندوبين عن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ومسؤولين روس بحضور مسؤولين أردنيين في عمان، للتفاهم على مناطق النفوذ، ويعتقد مسؤولون في الولايات المتحدة الأمريكية، أن درعا قد تكون المنطقة الأنسب لبدء تنفيذ تفاهم بين واشنطن وموسكو لتخفيف التصعيد، عبر وقف القصف على ريف درعا قرب الحدود مع الأردن والسماح بإيصال المساعدات وتفعيل دور المجالس المحلية.

وكشفت صحف غربية أن موسكو تقدمت بمسودة اتفاق تتضمن ما يلي: "تمنع روسيا تقدم قوات الأسد من جهة معبر التنف في المثلث الحدودي لسوريا والعراق والأردن الواقع تحت السيطرة الأمريكية، كما تضمن موسكو للقوات الخاصة الأمريكية والمعارضة السورية تثبيت مكاسبهم في الجنوب بما فيها معبر التنف، وعدم قيام النظام وداعميه بأي عمل عسكري".

وأضافت الصحف "مقابل تنفيذ موسكو للبندين السابقين، توافق أمريكا على سيطرة نظام الأسد على مدينة البوكمال التي تبعد ٢٥٥ كم عن التنف".

وأوضحت الصحف أن البند الرابع لمسودة الاتفاق ينص على "موافقة الولايات المتحدة وروسيا على تمركز قوة صغيرة من النظام في معبر نصيب بين الرمثا ودرعا، وهو ما يتيح للنظام فتح معبر تجاري مع الأردن".

وأوضح مصدر مطلع من المعارضة السورية لبلدي نيوز أن الجانب الأمريكي غير مقتنع بالطرح الروسي، ولا بالضمانات المقدمة لمغادرة عناصر "الحرس الثوري الإيراني وحزب الله"، وخاصة بعد اقتحام قاسم سليماني الحدود السورية العراقية برفقة لواء "فاطميون"، إضافة إلى استمرار قوات النظام والميليشيات الإيرانية بالتقدم نحو معبر التنف على الرغم من التحذيرات الأمريكية والتي وصلت إلى حد القصف ثلاث مرات.

وأضاف المصدر، إن المقايضات على تقاسم تركة تنظيم "الدولة" ما تزال مستمرة، حيث تتحدث موسكو عن مناطق "خفض التوتر"، في حين تتحدث واشنطن عن "مناطق معزولة أمنياً"، وتصر على أن تشمل تلك المناطق حوض نهر اليرموك والمثلث الصحراوي بين العراق وسوريا والأردن وبادية الشمال وجنوب هضبة الجولان.

وكان مكتب المبعوث الدولي إلى سوريا، ستفيان دي مستورا، أعلن يوم السبت، أنه يريد إجراء جولة جديدة من المفاوضات بين المعارضة السورية ونظام الأسد في ١٠ تموز/يوليو المقبل.

وقال المكتب إن دي مستورا، يتمنى أن يعلن عن عقد جولة سابعة من المفاوضات السورية التي ترعاها الأمم المتحدة، على أن يصل المدعوين إلى جنيف في ٩ تموز وتبدأ المفاوضات في اليوم التالي، مشيرا إلى المبعوث الدولي يأمل في عقد جولات أخرى في آب/أغسطس وأيلول/سبتمبر أيضاً.



روابط ذات علاقة
 

الأسد" يحرق شبيحته في حمص
=======


crop,750x427,2872555488.jpg

  • الثلاثاء 20 حزيران 2017​


بلدي نيوز - (ميار حيدر)

جمّدت الأمانة العامة لميليشيا "الدفاع الوطني" في محافظة حمص الدعم المالي والمرتبات الشهرية المخصصة للعناصر ، وتعويضات الجرحى وذوي القتلى، في سابقة هي الأولى من نوعها، في إشارة إلى إنهاء عمل هذه العصابة ولجانها الشعبية بالتزامن مع الانتهاء من تهجير أهالي مدينة حمص إلى مناطق سيطرة الثوار في الشمال السوري.

القرار بحسب مصادر مطلعة، هو سحب للبساط من تحت "الدفاع الوطني" ولي لذراعه، التي اضطر النظام إلى الاستعانة بها لمساندته في قمع الثورة منذ ولادتها، إلا أنها ومع مرور السنوات وإغراق تلك المليشيات بالمال والسلطة، بات النظام عاجزا عن كف يدها وتحجيم دورها بالتزامن مع تضاؤل الحاجة إليها، مقابل الاعتماد على القوات الإيرانية وميليشياتها الشيعية، فعمد النظام على تجميد عمل عناصر شبيحة "الدفاع الوطني" بالرغم من حمايته لهم طيلة سنوات الثورة الست.

يقول الخبير العسكري "محمد العطار" في تصريح لبلدي نيوز "عصابة الأسد وعندما نقول عصابه فإننا لا نهاجم أحدا إنما نوصف حالة، أوقفت رواتب ما يسمى الدفاع الوطني" بحمص بعد أن سحبت منهم البطاقات الأمنية كي لا تتحمل أعباءهم، وهم من حمى هذه العصابة بالوقت الذي كانت في أمس الحاجة للدفاع عن نفسها أمام الثوار، هل هذا الفعل يأتي إلا من عصابة".

وذهب الناشط الإعلامي "علي رحال" إلى أن ميليشيا الدفاع الوطني كما تُعرف اليوم بين الموالين للنظام، كانت تعرفها بقية مكونات الشعب السوري منذ عام 2011 باسم "اللجان الشعبية"، وأن الدفاع الوطني أو اللجان كانوا البوابة الفعلية والممر الحقيقي لبدء شرارة الحرب في سوريا، والتي نجح النظام السوري عبر هذه الميليشيات بجعل الثورة السورية "حرباً أهلية بين السنة والعلويين".

وأضاف "هذه الميليشيات لم تقاتل بجانب الأسد فحسب، فضلا عن أنها قتلت ما قتلته من السوريين طيلة الأعوام السابقة، بل إنها دمرت النسيج الاجتماعي السوري بشكل مرعب لمن بقي على قيد الحياة، سواء داخل سوريا أو خارجها، وما فعلته هذه الميليشيات ستعيشه الأجيال القادمة بأقسى صوره، وترميم النسيج السوري قد يحتاج لعقود طويلة".

وكان وزير دفاع النظام السوري ونائب رئيس مجلس الوزراء، العماد فهد الفريج، قد قررا سحب البطاقات الأمنية للعناصر المتطوعة بشكل اسميّ فقط في مليشيات الدفاع الوطني، مستثنياً البطاقات الأمنية الصادرة عن مكتب الأمن الوطني في دمشق.

وجاء في القرار "إلى كافة الجحافل والتشكيلات والإدارات والحواجز العسكرية، اعتباراً من تاريخه يتم سحب كافة بطاقات تسهيل الأمور وحمل السلاح من كافة الجهات العسكرية والمدنية وتتلف من قبلهم أصولاً، ويسمح باعتماد البطاقات الصادرة عن مكتب الأمن الوطني فقط لتسهيل المرور وحمل السلاح على الحواجز العسكرية".


روابط ذات علاقة
 

الحر" يُفشِل هجوما للنظام وميليشيات إيران في البادية السورية
=====================


crop,750x427,3585625607.jpg


  • الثلاثاء 20 حزيران 2017​


بلدي نيوز - (حذيفة حلاوة)

أعلنت فصائل الجيش السوري الحر العاملة في البادية السورية، عن صدها محاولة تقدم لقوات النظام مدعومة بالميليشيات الإيرانية، باتجاه محوري الهيجانة وتل دكوة.

وقالت الفصائل إنها دمرت دبابتين وعربة مصفحة ومدفع 23 وسيارة هايلوكس، اثناء محاولة قوات النظام وميليشيات إيران التقدم في منطقة بئر القصب من محوري الهيجانة ودكوة بريف دمشق الشرقي، كما قُتل وجُرح عدد من عناصر قوات النظام أثناء الاشتباكات.

وتستمر قوات النظام برفقة الميليشيات الإيرانية وجيش "التحرير الفلسطيني"، بمحاولات التقدم باتجاه مواقع الثوار في البادية السورية بتغطية جوية من الطيران الحربي الروسي والتابع للنظام.

يُشار إلى أن محاولة قوات النظام وميليشيات إيران للتقدم في مناطق البادية، جاءت عقب أسبوعين من الهدوء، بعدما استهدفت طائرات التحالف الدولي لأرتالها بالصواريخ.


روابط ذات علاقة
 

الحر" يُفشِل هجوما للنظام وميليشيات إيران في البادية السورية
=====================


crop,750x427,3585625607.jpg


  • الثلاثاء 20 حزيران 2017​


بلدي نيوز - (حذيفة حلاوة)

أعلنت فصائل الجيش السوري الحر العاملة في البادية السورية، عن صدها محاولة تقدم لقوات النظام مدعومة بالميليشيات الإيرانية، باتجاه محوري الهيجانة وتل دكوة.

وقالت الفصائل إنها دمرت دبابتين وعربة مصفحة ومدفع 23 وسيارة هايلوكس، اثناء محاولة قوات النظام وميليشيات إيران التقدم في منطقة بئر القصب من محوري الهيجانة ودكوة بريف دمشق الشرقي، كما قُتل وجُرح عدد من عناصر قوات النظام أثناء الاشتباكات.

وتستمر قوات النظام برفقة الميليشيات الإيرانية وجيش "التحرير الفلسطيني"، بمحاولات التقدم باتجاه مواقع الثوار في البادية السورية بتغطية جوية من الطيران الحربي الروسي والتابع للنظام.

يُشار إلى أن محاولة قوات النظام وميليشيات إيران للتقدم في مناطق البادية، جاءت عقب أسبوعين من الهدوء، بعدما استهدفت طائرات التحالف الدولي لأرتالها بالصواريخ.


روابط ذات علاقة
 

روبرت فورد في تصريحات غير مسبوقة :

الأسد انتصر و سيسيطر على البلاد و لن يحاسب على جرائمه .. أمريكا ستنسحب من سورية و الأكراد سيدفعون الثمن غالياً !
================




قال آخر سفير اميركي لدى سوريا روبرت فورد في حديث إلى «الشرق الأوسط» في لندن، إن الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما لم يترك الكثير من الخيارات للرئيس دونالد ترمب كي يغير قواعد اللعبة لتقليص نفوذ إيران في سوريا، لافتا إلى أن الإيرانيين سيدفعون الأميركيين إلى الانسحاب من شرق سوريا كما انسحبوا من بيروت العام 1983 والعراق.

وقال فورد إن الأكراد سيدفعون غالياً ثمن ثقتهم بالأميركيين، وإن الجيش الأميركي يستخدمهم فقط لقتال «داعش» ولن يستعمل القوة للدفاع عنهم ضد قوات النظام السوري أو إيران وتركيا، وقال: «ما نفعله مع الأكراد غير أخلاقي وخطأ سياسي».

وكان فورد غادر دمشق في 2012، لكن بقي مبعوث أميركا إلى سوريا إلى أن استقال في 2014 وأصبح باحثاً في «مركز الشرق الأوسط» للأبحاث في واشنطن ومدرساً في جامعة ييل.

نص الحديث الذي أجرته الشرق الأوسط مع فورد في لندن :

* لنبدأ بنقطة مفصلية، هي زيارتك إلى حماة في يونيو (حزيران) 2011. لماذا ذهبت؟ هل تعتقد أن القرار كان حكيماً؟

– السؤالان مشروعان. لماذا ذهبت؟ الجواب سهل. توفرت لدينا معلومات أن حماة محاصرة والجيش يطوق المدينة وكنا قلقين من حصول عنف في المظاهرة في اليوم التالي. ذهبت الخميس كي أكون شاهداً على العنف إذا حصل كي أعرف من بدأه لأن السؤال في واشنطن سيكون: من بدأ العنف؟ المتظاهرون أم الحكومة؟ في حال سألوني من واشنطن وقلت إني لا أعرف لأني في دمشق لن يقبلوا جوابي. كما أني اعتقدت أنه لو أرسلت دبلوماسيين من السفارة لن يكون ذلك مؤثراً كما لو أني ذهبت بنفسي.

كما أن زيارتي تتضمن رسالة إلى الحكومة السورية أننا نأخذ المسألة جدياً ويجب ألا ترسلوا الجيش إلى المدينة. لحماة تاريخ مأساوي كما هو معروف. لم أطلب موافقة من الخارجية الأميركية. فقط قلت إنني ذاهب. أرسلت إلى جيفري فيلتمان (مساعد الوزير) الأربعاء وقلت إنني ذاهب إلى حماة الخميس والمظاهرات يوم الجمعة.

* أبلغت الحكومة السورية؟

– أرسلنا مذكرة قلنا فيها إننا سنرسل سيارة دبلوماسية مع أربعة دبلوماسيين. لم نقل إنني سأكون بين الدبلوماسيين. والترتيبات مع الخارجية السورية، تتضمن وجوب إبلاغهم قبل 48 ساعة وفي حال لم تعترض نمضي في تنفيذ ما قلنا. لذلك، سافرت مع أني لم أتوقع أن يسمح لنا بالدخول إلى حماة.

* أيضا كان هناك السفير الفرنسي اريك شوفالييه؟

– نعم في سيارة مختلفة.

* هل كان قراراً حكيماً؟

هناك جانبان. إيجابي وسلبي. إيجابي، زيارتي أظهرت للسوريين أننا مهتمون بقضايا حقوق الإنسان. إلى الآن، عندما ألتقي بسوريين يقولون لي: ذهبت إلى حماة، شكراً. أيضاً، عرفت الكثير عن المعارضة من الزيارة. قبل ذلك، لم نكن نعرف كم هم منظمون. لديهم أمنهم الخاص، قيادة موحدة، وهيئة إغاثة اقتصادية للعائلات. هذا لم يكن سبب ذهابنا، لكني تعلمت.

وهناك سلبيتان لذهابي. الأولى، الحكومة السورية استعملت زيارتي لدعم دعايتها أن الثورة السورية مؤامرة خارجية. الثانية، أحد طلابي في جامعة ييل يكتب أطروحة عنها: زيارتي وأعمالي الأخرى في سوريا في 2011. شجعت الحركة الاحتجاجية لتنمو، لكن الأميركيين لم يكونوا على استعداد لإرسال الجيش لمساعدة السوريين. ما يعني، أننا أعطينا السوريين أملاً زائفاً.

* أمل زائف؟


– هل تعرف قصة هنغاريا في 1956؟ في الحرب الباردة. (الرئيس دوايت) أيزنهاور والرئيس السوفياتي (نيكيتا) خرتشوف. وقتذاك، تظاهر الهنغاريون في بودابست. قبل ذلك، كانت هناك دعاية أميركية لمساعدة الشعوب والتظاهر ضد الشيوعية في أوروبا الشرقية بما فيها هنغاريا. الغرب كان متعاطفاً معهم. الهنغاريون انتفضوا في نوفمبر (تشرين الثاني) في 1956 خلال أزمة قناة السويس. بالطبع، الأميركيون لم يقوموا بأي شيء.

الهنغاريون سحقوا بالجيش السوفياتي وكان هناك ضحايا واعتقالات واختفاء. بالنسبة إلى الهنغاريين، كانت تجربة مريعة. بعض الناس يقولون إن الزيارة التي قمت بها و(السفير) شوفالييه، كانت كما حصل في هنغاريا: أعطينا الناس أملا ثم تركناهم. لم تكن أبدا نياتنا. وكما تعرف أنني كنت أقول دائما في دمشق، إن الجيش الأميركي لم يأت. تناقشت كثيراً مع معارضين. قلت للجميع: بعد حرب العراق، لن يأتي الجيش الأميركي لمساعدتكم. قلت للناس في حماة: ابقوا سلميين. لو حصل عنف لن يأتي الجيش الأميركي.

بعض الناس سمع رسالتي، لكن ليس كل شخص. ما يعني كان هناك تشجيع حتى لو لم يكن مقصودا. جوابي، لا أظن أن السوريين تظاهروا وانتفضوا لأنهم أرادوا مساعدة أميركا بل خروج الأسد من السلطة. تظاهروا في الشوارع ليس بسبب أميركا، بل بسبب ما شاهدوه في مصر وتونس.

* بعد ذلك وفي أغسطس (آب) حصل نقاش في البيت الأبيض، ثم أعلن الرئيس باراك أوباما أنه على الأسد أن يتنحى. ماذا حصل؟

– لم أتأكد في اللقاء، لكن اتصلوا بي من واشنطن لإبلاغي في دمشق. النقاش استمر أسابيع قبل ذلك. وكنت ضد تصريح أوباما.

* لماذا؟


– إذا ذهبت إلى السجلات، تجد أن آلان جوبيه وزير الخارجية الفرنسي كان في واشنطن في نهاية يوليو (تموز) بداية أغسطس، وعقد مؤتمرا صحافياً مع نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون. فيلتمان أبلغني بالإيميل أن كلينتون ستعلن أنه على الأسد أن يتنحى. قلت: لا تقوموا بذلك. لن يغير أي شيء هنا في دمشق، وسيعقد عملي في دمشق الذي هو معقد بما يكفي، أيضا أن المتظاهرين سيعتقدون أن الأميركيين سيقومون بشيء وهم لن يقوموا بشيء. قلت له: رجاء أبلغ الوزيرة بعدم قول ذلك. وفعلاً، لم تقل ذلك. غيروا خطابها قبل ساعة من المؤتمر الصحافي.

لكن الضغط السياسي على أوباما في واشنطن كان رهيباً. كان هناك انتقاد من الجمهوريين والديمقراطيين، وانتقاد من السوريين الأميركيين، انتقاد من دول عربية ودول أوروبية ومن الإعلام الأميركي. فيكتوريا نولاند الناطقة باسمه، كانت تسأل يومياً: هل الأسد شرعي؟

كان هناك عشرات اللقاءات. أرسلوا لي في دمشق جدول أعمال اللقاء عشية خطاب أوباما. بعد اللقاء، مسؤول رفيع المستوى في البيت الأبيض اتصل بي. حاول الاتصال على التليفون الآمن، لكن لم يكن يعمل في دمشق. كان معطلاً. ثم اتصل بي على هاتف عادي غير آمن. قال: روبرت، تتذكر الموضوع الذي كنا نناقشه في شكل منتظم؟ قلت: نعم. قال: أجرينا لقاءات أخرى ونعتقد أن الموضوع حول القرار الخاص سنقوم به. هل تعرف عن ماذا أتحدث؟

قلت: نعم. قال: ماذا تعتقد؟ قلت: لن يغير أي شيء هنا في الحكومة. قد يغير الحركة الاحتجاجية، لكن قطعاً لن يؤدي إلى تغييرات كبيرة سياسيا. لم أستطع القول: إن الأسد لن يتنحى لأني أعرف أن المخابرات السورية تسمع اتصالي.

قال: هل ستكون في وضع آمن لو قمنا بالفعل؟ قلت: أكيد سأكون على ما يرام. كرر قوله: هل أنت متأكد. قلت: بسبب حق النقض (الفيتو) الروسي، لن تكون هناك مشكلة ولن تتعرض حياتي لخطر. أضفت: أنت تعرف أن هذا الموقف سيعقد في النهاية تحقيق الهدف الذي جئت إليه، أي الحديث مع الحكومة. قال: نحن نفهم ذلك.

هذا الخطأ الذي قمت به. كان يجب أن أقول: لا، يجب ألا يقول أوباما ذلك. لكن لأني أعرف أن هناك ضغطاً سياسيا في واشنطن، قلت له: نعم سأكون في وضع آمن، امضِ بالقرار.

* مسؤول أميركي قال لي إنه كان في الاجتماع وعارض أن يقول أوباما إن على الأسد تنفيذ قراره عسكرياً بوجوب التنحي؟

– كان يجب أن أقول للمسؤول الرفيع: إذا لم تكونوا قادرين على تنفيذ التصريح، يجب التزام الصمت.

* بعد ست سنوات، هل توقعت أن يبقى الأسد في الحكم رغم كل ما جرى وحصل في البلاد؟

– نهاية 2013. كنت أعتقد أن حرب الاستنزاف ستكون قاسية على النظام وسيفاوضون على صفقة. بعضهم سيطلبون عفواً ويذهبون إلى الجزائر أو روسيا أو كوبا وسيكون هناك حكومة ائتلافية تضم ربما (رئيس مكتب الأمن القومي) علي مملوك أو (رئيس المخابرات العامة) محمد ديب زيتون تحت قيادة شخص مثل (نائب الرئيس السابق) فاروق الشرع مع المعارضة والمستقلين.
لكن، لأن الجيش النظامي السوري سيكون ضعيفاً، فإن النظام سيقبل بإنقاذ نفسه مقابل التخلي عن عائلتي الأسد ومخلوف.

* هل كنت فعلاً تعتقد أن النظام سيفاوض على نهايته؟

– نعم. هذا أكبر خطأ سياسي ارتكبته. لم أكن أتوقع أن ترسل إيران و«حزب الله» آلاف المقاتلين. لم أكن أتوقع أن يضحي «حزب الله» بسمعته في العالم العربي لأجل الأسد. كنت أعتقد أنهم سيفاوضون على ائتلاف سياسي أولا. هذا أكبر خطأ سياسي ارتكبناه. لم نكن نتوقع ذلك مطلقاً.

* هل كنت تظن أن عسكرة الحراك كان قراراً صحيحاً؟

– إلى حين تركت دمشق في مارس (آذار) كنت أطالب بالحوار السياسي. بل إنني كنت أعتقد أنه بسبب موقفي في خريف 2011، سأتعرض لمشاكل في الكونغرس. سأقول لك كيف بدأ الحديث عن العسكرة. حتى عندما أغلقت السفارة وعدت إلى واشنطن في مارس 2012، كنا نقول: الحوار والحوار ولا عنف. وكنا نتمسك بمبادرة كوفي أنان (المبعوث الدولي الأسبق) ذات النقاط الست. وهي لم تكن تدعو للعنف وقف التفاوض. طبعاً، فشلت.

ثم، فريد (هوف المبعوث الأميركي) ذهب إلى الكونغرس لتقديم شهادته. في ذاك النقاش بينما كان يتحدث، سئل من عضو في الكونغرس عن العنف: هل تعتقد أنه مبرر للسوريين والحركة الاحتجاجية والمعارضة استخدام العنف؟ فريد قال: عندما يأتي شخص إلى منزلكم ليعتقلك ثم ستعذب وتقتل، الأمر الطبيعي أن تستخدم العنف ضد الهجوم على عائلتك. هذا أمر مفهوم.

كانت تلك المرة الأولى لمسؤول أميركي ليقول: إنه «أوكي» لاستخدام العنف ضد النظام. فوجئنا عندما سمعناه يقول ذلك. بدا أننا تجاوزنا خطاً أحمر. هذا جعل الكونغرس سعيداً لأنهم سمعوا ما أرادوا سماعه. لكن، من جهة أخرى، لم يكن ممكنا الاستمرار بالقول: لا للعنف، فقط الحوار خصوصاً مع استمرار التصعيد و«البراميل المتفجرة» والكيماوي. هذا بعض حمص التي دمرت.

* استقلت من منصبك في نهاية فبراير (شباط) 2014. قبل ذلك كان هناك نقاش في واشنطن حول تسليح المعارضة و«الجيش الحر» في نهاية 2012؟


– عندما تجاوز فريد هوف الخط، بدا لي أنه علينا القيام بما يمكن به للضغط على النظام وخصوصاً بعد فشل خطة أنان. وفي مايو (أيار) فشلت بعثة المراقبين الدوليين روبرت مود. وقتذاك، ذهبت إلى واشنطن وزرت (مدير وكالة الاستخبارات المركزية) ديفيد بترايوس في مايو 2012. كنت أعرفه من العراق وعملنا سوية. قلت: يجب بذل جهد أكبر في سوريا ويجب الانتباه إلى تسلل الإرهابيين من العراق. ويجب أن نفكر بمساعدة المعتدلين والضغط على النظام ووقف تقدم المتطرفين. هذا يعني، يجب مساعدة المعتدلين. بترايوس نظر إلي. هو ذكي وليس غبياً. لم يقل الكثير، فقط قال: دعني أتحدث إلى جماعتي في «سي أي إيه» حول هذا الأمر.

* ثم قدم اقتراحا لتسليح المعارضة؟

– بعد شهرين تحدثت إلى كلينتون وأجريت لقاءات مع «وكالة الاستخبارات الأميركية» (سي أي إيه). وكان هناك اتفاق حول ما يجب فعله. يجب مساعدة المعتدلين.

* بالسلاح؟

– نعم، بالسلاح. في يونيو (حزيران) ويوليو (تموز) تحدثت إلى كلينتون حول الأمر. توقعت أن ترفض ذلك ولن نسلح المعارضة لأن هذا تغيير كبير في سياستنا ونريد الحوار و«بيان جنيف» وحل تفاوضي وهيئة انتقالية وطنية. كنت أتوقع أن يكون اللقاء صعباً مع كلينتون، لكن الواقع أنها وافقت فوراً لوضع حد لـ«جبهة النصرة» ودعم المعتدلين بالسلاح والمساعدات لدعم المواطنين كي نضغط على النظام ليقبل «بيان جنيف».
تعرف ماذا قالت؟

* ماذا؟

– قالت أيضا: سيكون لنا نفوذ أكثر على المعارضة لقبول حل تفاوضي سياسي. كان الاجتماع مع كلينتون سهلاً. لم أكن أعرف التفاصيل. هناك صحافي أميركي قال: كلينتون التقت بترايوس في يونيو وتحدث معها عن الأمر قبل أن تلتقي به. إذن، لم يخبرني أي منهما عن الأمر.

* أوباما رفض توصية كلينتون وبترايوس بتسليح المعارضة؟

– لم يرفض، بل وضع التوصية في الدرج. في الثقافة الأميركية يعني ذلك الرفض.

* البرنامج السري لـ«سي أي إيه» بدأ بعد ذلك؟

– يجب أن أكون حذرا. لا أستطيع التحدث عن البرنامج السري. ما يمكن قوله: النقاش استمر في مناسبات عدة في الأشهر اللاحقة إلى العام 2013. وقتذاك، ظهرت تقارير أن النظام استعمل السلاح الكيماوي بكميات صغيرة في محافظة حلب وريف دمشق. وكانت هناك تقارير أن «القاعدة» و«النصرة» تزداد انتشاراً. و(جون) كيري حصل على موافقة أوباما في 2013. أول لقاء له كان عن سوريا. وتحدثت معه حول تسليح المعارضة ورفض أوباما. كيري قال: يجب القيام بذلك. قلت: الرئيس لم يوافق. ذهب إلى أوباما وتحدث عن الأمر. وعاد وقال لي: لدي موافقة من أوباما لتقديم مساعدات غير قاتلة للمعارضة. غذاء واتصالات ودواء ولباس، لكن ليس سلاحاً. سألت: ماذا عن السلاح؟ كيري قال: السلاح، لا. لكن طلب مني البدء فوراً. ثم أعلن كيري في اجتماع لـ«أصدقاء سوريا» في روما مع رئيس «الائتلاف» معاذ الخطيب. أول دفعة وصلت في نهاية مارس (آذار) وجاءت من الكويت.

* ماذا عن التسليح؟ متى بدأ؟

– أول تقرير صحافي في «واشنطن بوست» حول برنامج «سي أي إيه» ظهر في سبتمبر (أيلول) 2013. سأقول فقط إن مصادري الصحافية كانت ممتازة. لم أقرأ في المقال شيئا بدا خطأ بالنسبة إلي. ثم المقالات بدأت تظهر بعد سبتمبر. ثم بن رودس (مسؤول البيت الأبيض) قال بعد استخدام الكيماوي في 2013، إن الرئيس أوباما قرر «اتخاذ خطوات إضافية» من دون تحديدها.

* لكن الأسد بقي إلى 2017؟

– لا، توقعت أن الجيش (النظامي) سينكمش ويعود إلى خطوط دفاعية ثم في حرب الاستنزاف، فإن بعض الجنود سيترك ثم سيحصل التفاوض. حصل بعض الشيء. بل إنهم تركوا الحدود في 2012. كنا نعتقد أنه كلما زاد سوء الوضع العسكري، فإن بعض الناس ضمن النظام سيقولون: دعونا نبدأ بالتفاوض.

* هل وضعتم قائمة بالمقبولين بأي حل؟

– وضعنا قائمة، لثلاث دوائر في النظام: الحلقة الضيقة، الدائرة الثانية، والدائرة الثالثة. طلبت من المعارضة إعداد قائمة. ليس مهماً إذا كان للأميركيين قائمة. المهم هو أن يكون للمعارضة قائمة. تحدثت لمعارضين لتقديم «قائمة سوداء» لأشخاص تعتقدون بوجوب رحيلهم. انزعجت كثيرا، لأن المعارضين يسافرون كثيرا وعندما نطلب القائمة، كانوا يقولون: نريدكم أن تتدخلوا ونريد حظراً جوياً. كنت أقول: نحن لا نتحدث عن حظر جوي، بل حل تفاوضي مع النظام.

* لم تكن واشنطن تريد تغيير النظام بل حلاً تفاوضياً؟

– في 2013، قلت للمعارضة السورية: يجب أن تكونوا منفتحين إزاء الأسد. إذا أقنعتم الأسد بتغيير رئيس المخابرات الجوية والعسكرية والأمن السياسي والاستخبارات العامة. إذا تغير رئيس المصرف المركزي ووزير المال، ثم يُعين مستقلون بدلاً منهم من دون سيطرة الأسد يمكن قبول بقائه. يا إلهي!. كانوا يقولون: هذا مستحيل.

* إذن، كانت واشنطن تقبل بقاء الأسد في 2013 على عكس التصريحات؟


– نعم. لأن مفاوضات جنيف كانت لا تحقق أي تقدم. توقعت أن مفاوضات جنيف محكومة بالفشل خصوصاً بسبب الدعم الإيراني. لم أكن أتوقع الدعم الروسي. ومع الدعم الإيراني توقعت بقاء الأسد، لذلك تركت منصبي.

* في سبتمبر 2013، شاركت في مفاوضات كيري مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في جنيف حول الاتفاق الكيماوي. هل كانت صفقة: الأسد يبقى مقابل تخليه عن الكيماوي؟

– لا، بالعكس. حصل لقاء بين كيري ولافروف حول الكيماوي وكنت حاضراً. الموضوع لم يكن الكيماوي بل مفاوضات جنيف والانتقال السياسي. نحن طلبنا اللقاء وقبل الروس حصول اللقاء. كيري قال: لا نريد انهيار الدولة. هذا ليس هدفنا. فقط نريد حكومة انتقالية ومستعدون للتفاوض. لافروف قال بطريقة مهينة وعامل كيري كطفل: جون، ما نريد للجيش السوري والجيش الحر أن يعملوا سوية لمحاربة الإرهابيين مثل «النصرة» والإرهابيين. كيري قال: سيرغي. هذا ما نريده أيضا. لافروف: إذن متفقون. كيري: لكن لا يمكن فعل ذلك بوجود الأسد ويجب أن تكون هناك هيئة انتقالية عبر التفاوض. لكن لا يمكن توقع «الجيش الحر» أن يضم الجيش السوري من دون تغيير في الحكومة. هذا مستحيل. لافروف: إذا حاولت تغيير الأسد، فإن كل النظام سينهار. قلنا: حسنا، هذا الأمر يخص التفاوض بحيث نحقق الهدف من دون ذلك. لافروف: إذا كنت تعتقد أننا سنأخذ الأسد ونعرض اللجوء، أنت مخطئ. كيري قال: لا نريد ذلك بل نريد حلا تفاوضيا وانتقالياً.

* هل اعتقدت أن لافروف كان يستخدم كيري؟

– نعم. قلت لكيري بعد توقيع الاتفاق الكيماوي: الحكومة السورية ستغش. أنت تعرف أنهم سيخدعوننا. هم (في دمشق) ليس نزيهين، ودائما يغشون. كيري قال: هذا يعود للروس. إن الروس سيمنعون النظام وأهم شيء هو نظام التحقيق والرقابة. وكيري قال: الروس وافقوا على عملية شفافة للتحقيق. قلت لكيري: تفاصيل التحقق أمر مهم لأن النظام السوري سيغش.

* ماذا تغير؟

– في بداية 2013 توقعت ذهاب الأسد ثم حصلت معركة القصير ودخل «حزب الله» في شكل كبير وغير دينامية الحرب ثم استعملوا الكيماوي وهي إشارة للضغط العسكري. وفي نهاية 2013، ماذا حصل؟ رئيس أركان «الجيش الحر» سليم إدريس والأركان تلاشوا وظهرت «أحرار الشام» و«النصرة». و«الجيش الحر» في الجنوب لم يحقق أي تقدم. والكيماوي استعمل. والإيرانيون يرسلون ميليشيات أكثر. والعراقيون يأتون إلى سوريا. كان هناك ركود كبير.

في المقابل، لم يكن هناك تصعيد أميركي. لذلك، فإن الموقف الإيراني سيتقدم. قد يتراجع الأسد، لكن سيبقى في دمشق والساحل. كنا نعتقد أن في وضع الركود فإن الأسد سيحتفظ بدمشق والساحل وحمص وحماة، لكنه لن يأخذ حلب ولن يذهب شرقاً. أي، كنا نتوقع تقسيم أمر واقع. الذي لم نكن نتوقعه، في 2014 و2015. المزيد من الإيرانيين والعراقيين والأفغان و«حزب الله» ثم روسيا ترسل قواتها الجوية.

* خطأ بالحسابات؟

– نعم كان علينا توقع ذلك. كان خطأ جسيماً. لم نكن نتوقع الركود لأنه لصالح الأسد.

* لماذا لم تغير واشنطن حالة الركود؟

– الأسد ربح. إنه منتصر، أو هو يعتقد ذلك. ربما خلال عشر سنوات سيأخذ كل البلاد. لن يحاسب النظام على السلاح الكيماوي والقتال والتعذيب و«البراميل المتفجرة» واللاجئين والنازحين. لا محاسبة. ربما الأسد لن يزور باريس أو لندن، لكن لن يذهب أحد إلى دمشق لأخذ مسؤولي النظام إلى (محاكمة في) لاهاي؟ لا أحد. ربما سيأخذ النظام بعض الوقت كي يستعيد درعا. عاجلا أو آجلا سيذهب إلى إدلب. سيساعده الروس وسيذهب إلى القامشلي ويعقد اتفاقا مع إيران وتركيا لتدمير الأكراد.

* ماذا عن الأميركيين؟ لن يحموا الأكراد؟

– هل تعتقد أن الأميركيين سيحاربون في القامشلي؟

* الأميركيون يدعمون الأكراد لتحرير الرقة من «داعش»؟

– هل سمعت مسؤولا أميركيا أو قرأت تصريحا أميركيا يقول: سندافع عن «غرب كردستان» بعد هزيمة «داعش»؟

* لا؟ ماذا يعني؟

– هل هذا بالصدفة؟ لن يدافعوا عن الكرد ضد قوات الأسد.

* يستخدمون الكرد لتحرير الرقة من «داعش» فقط؟

– نعم. لذلك، أعتقد أن ما نقوم به مع الأكراد ليس فقط غباء سياسيا، بل غير أخلاقي. الأميركيون استخدموا الأكراد لسنوات طويلة خلال حكم صدام حسين. هل تعتقد أن الأميركيين سيعاملون «الاتحاد الديمقراطي» و«وحدات حماية الشعب» في شكل مختلف عما عامل (وزير الخارجية الأسبق) هنري كيسنجر الأكراد العراقيين (عندما تخلى عنهم). بصراحة، مسؤولون أميركيون قالوا لي ذلك. الأكراد السوريون يقومون بأكبر خطأ لدى ثقتهم بالأميركيين.

* تعتقد أن المسؤولين الأميركيين يستخدمون الكرد؟


– نعم بطريقة تكتيكية ومؤقتة ولن يستخدموا الجيش الأميركي للدفاع عن «غرب كردستان» كإقليم مستقل في مستقبل سوريا.

* لكن لأول مرة الجيش الأميركي دافع عن حلفائه في «البادية السورية» ومعسكر التنف ضد حلفاء إيران؟

– لماذا فعلوا ذلك؟ ليس لدفع الأسد للوصول إلى حل سياسي وتفاوضي بل للدفاع عن مقاتلي المعارضة الذين يقاتلون «داعش». هناك فرق بين محاربة «داعش» والسعي للحصول على تنازل من الأسد حول مستقبل سوريا. الأمر الأخير، إدارة ترمب لن تقوم بذلك.

* قيل إن لإدارة ترمب أولويتين: محاربة «داعش» وتقليص نفوذ إيران وإن السيطرة على شرق سوريا ستحقق الأمرين؟

– هناك بعض المسؤولين في واشنطن يعتقدون بذلك، لكن الأميركيين سيعرفون قريبا أن إيران ستصعد وأن أميركا لن يكون لديها الصبر والقوة العسكرية للقيام بتصعيد مقابل.

* ماذا يعني؟

– سينسحب الأميركيون. كما تعرف انسحبنا من بيروت في 1983 وانسحبنا من العراق أيضا.

* هل تعتقد أن «الهلال الإيراني» سيتراجع؟

– هناك «هلال إيراني» وهو موجود ولا يمكن هزيمته شرق سوريا. النفوذ الإيراني يأتي في سوريا من غرب سوريا ومطار دمشق والعلاقة بين طهران ودمشق والدعم الذي تقدمه إيران إلى النظام في دمشق.

* كيف يمكن هزيمة «الهلال الإيراني»؟

– عبر فرض حل تفاوضي على الأسد والمعارضة. لكن إيران وروسيا تقدمان الدعم للنظام وهو أخذ حلب وتدمر. لأول مرة منذ 2012، قوات الأسد على حدود العراق وليس الأكراد.

* إنها قوات تابعة لإيران؟

– صحيح، أفغانيون وإيرانيون وعراقيون….

* ما هو هدف إيران؟

– الإيرانيون يريدون إنهاء المعارضة السورية مرة واحدة وللأبد. الحل العسكري فقط. هم يفضلون طريقاً يمر بغرب كردستان والرقة ثم حلب ثم إلى لبنان. إذا استسلم الأكراد السوريون سيكون الأمر مقبولاً. لكن شرط الاستسلام الكامل وأخذ التعليمات من دمشق وإلا فإن الأكراد سيدمرون وسيكون الأتراك سعيدين بذلك ويتعاونون مع إيران ضد الأكراد.

* ما هو الهدف النهائي لترمب؟


– يريد تقليص النفوذ الإيراني هكذا سمعت من أحد مستشاري ترمب قبل أسابيع، لكن لا يعرف أن اللعبة انتهت. تأخروا كثيراً. أوباما لم يترك لإدارة ترمب الكثير من الخيارات لتحقيق هدفها.

ابراهيم حميدي – الشرق الأوسط
 
الصور: 1 ـ صورة الاجتماع في القامشلي ممثلي مخابرات عربية وقادة حزب ب ي د الكردي ، التي نشرتها الصحيفة التركية

2 ـ خارطة من مركز أبحاث بريطاني تشير إلى الجهة التي قرر حزب "الاتحاد الديمقراطي" اقتطاعها من الشرق السوري



تقريبا امريكا تخلت عن هذه الخطة
-تركت الهلال الشيعى يتكون
-اردوغان كذلك نجى من الانقلاب

لكن ايضا الامريكان بـ التنف لا يريدون الرحيل
يمكن ان يزيحوا اردوغان ويطبقوا الخطة فعلا
ويمكن يستخدموا القوات هناك كتهديد
 
التحالف الدولي يعلن عن مقتل البحريني - تركي البنعلي -
للأسف فقدت الرابط سيتم إدارجه في وقت لاحق
 
مركز نورس للدراسات‏
المزيد
الرقة:
استعاد تنظيم الدولة معظم حي البتاني بعد كمين الامس.. كما سبق لها استعادة اجزاء واسعة من حي الصناعة
 
نورس
الدبابة المغتنمة "تي 72" عليها نظام سراب والذي يحمي الدبابة من القذائف الصاروخية، وهو تطوير مركز البحوث

DCxSh76W0AATWzK.jpg
 
خبر من قناةالجزيرةالقطرية: البنتاغون:أحد أسباب متابعتنا الأوضاع في قطر عن كثب أن معظم الإسناد الجوي في حملاتنا ضد تنظيم الدولة ينطلق من هناك

DCww92aXcAAoJuw.jpg
 
عودة
أعلى