تقديرات: صواريخ إيران استعراض للقوة وأمريكا لن تتورط أكثر في سوريا وإسرائيل تستعد للضربات
==============
2017-6-20 | خدمة العصر
يربط مراقبون بين الصمت إزاء الرد الايراني بإطلاق صواريخ أرض- أرض من القواعد الصاروخية لقوات جو فضاء في حرس الثورة في محافظات كرمانشاه وكردستان غرب إيران، على مواقع تابعة لتنظيم "داعش" في دير الزور، بمعلومات متداولة تفيد أن اسرائيل، لاعتبارات استراتيجية، لا تمانع أن يكتمل التواصل بين ايران وسوريا وربما جنوب لبنان عبر العراق، وتأمين التواصل بين الحرس الثوري الايراني وقوات النظام السوري، لأن التضخم الايراني في هذه المناطق يوفر لها لاحقا ذريعة قوية لتوجيه ضربة مؤثرة لهذا الوجود على حدودها الشمالية منعا لتعريض أمنها للخطر، فتشن عملية عسكرية عنوانها تنظيف الحدود.
ولا يستبعد متابعون ضربة إسرائيلية إزاء الحاصل قرب حدود كيانها من الجانب السوري وحتى ربما من لبنان، ويحذر مراقبون من الخسائر الفادحة التي قد تلحق بلبنان، اذا ما قررت اسرائيل اعتماد نهجها الحربي السابق للقضاء على كل منظمة أو تنظيم يشكل تهديدا لأمنها قرب حدودها في سوريا.
**
وفي السياق ذاته، كتب المعلق السياسي الإسرائيلي، اليكس فيشمان، في صحيفة "يديعوت" أن التقارير الأولية التي التقطت في منظومة الاقمار الصناعية الامريكية حددت سقوط أربعة صواريخ ايرانية في الصحراء العراقية وسقوطين في منطقة دير الزور في سوريا.
أُطلقت ستة صواريخ، ولكن اثنين منها، فقط، وصلا الى الهدف، وليس واضحا بعد ما هو مستوى دقة الإصابة وما هو مدى الضرر الذي لحق بذاك الهدف.
ووفقا لتقديراته، فإن القوة الإستراتيجية الإيرانية ليست نمرا من ورق، ولكنها بعيدة عن أن تشكل ذاك التهديد الخيالي الذي حاول أن يرسمه قادة الجيش الإسرائيلي في بداية العقد كي يمنعوا القيادة السياسية من مهاجمة القدرات النووية الايرانية.
ومع أن أثر إصابة طائرات كبير، دقيق ومثير للانطباع أكثر بكثير، ولكنَ الإيرانيين حبذوا استخدام صواريخ أرض – أرض، وذلك لأن كل محاولة من جانبهم لإدخال طائرات إلى الساحة السورية كانت ستنتهي بإسقاطها من التحالف الأمريكي. وهنا تنكشف نقطة الضغط الإيرانية: أسطول الطائرات الحربية لديهم قديم. كما استغرق الإيرانيون وقتا طويلا للرد على عملية داعش في البرلمان في طهران، ومعقول الافتراض بأن سبب ذلك يعود إلى قدرة جمع المعلومات الاستخبارية وعملية اتخاذ القرارات في القيادة الإيرانية.
**
ووفقا لتقديرات الكاتب والصحفي الإسرائيلي، يوسي ميلمان، فإن الرد الايراني، أكثر مما كان يستهدف معاقبة داعش، جاء لنقل رسالة للاعتبارات الداخلية: رفع المعنويات المهانة لمواطنيها بعد الهجوم على رموز حكم واضحة لإيران. وقد أعلنت ايران أن اطلاق الصواريخ جاء بالتنسيق مع نظام الأسد، مع العراق ومع روسيا. ولكن لعل الأهم من كل هذا، وفقا لتقديراته، هو أنه بمجرد إطلاق الصواريخ تحاول إيران الظهور في صورة قوة عظمى إقليمية، ولا تتردد في زيادة مشاركتها في الحرب السورية، إذا وجدت من الصائب عمل ذلك.
وأوضح أن إطلاق الصواريخ يعقد أكثر فأكثر الحرب المعقدة في سوريا. ولكن لعل الحدث الأهم الذي وقع هذا الأسبوع في سوريا هو البيان الروسي بأنها ستعمل على اسقاط كل طائرة للتحالف الدولي غربي نهر الفرات. هذا رد موسكو على إسقاط طائرة سورية قصفت ثوارا يتماثلون مع الغرب من طائرة تعود للأسطول الأمريكي. صحيح أن الحديث يدور حاليا عن تصريحات فقط، ولكن يتعاظم الخطر بتوتر العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة في سوريا.
**
ورأى محلل الشؤون العسكرية في صحيفة "هآرتس" العبرية، عاموس هارئيل، أنه ينبغي النظر إلى إطلاق الصواريخ الإيرانية ضد مواقع "داعش" على أنّه عرض قوة، وبالإضافة إلى ذلك، فإن إطلاق الصواريخ هو بمثابة رسالة إلى كلٍّ من أمريكا وروسيا والكيان العبري أيضًا، بأن إيران مستعدة لزيادة المراهنة في سورية لحماية ما استثمرته في حماية مصالحها الإستراتيجية هناك، عبر دعم الحكومة واستمرار تثبيت تأثيرها في العراق وسوريّة ولبنان.
ونقل المحلل الإسرائيلي، هارئيل، عن مصادره الأمنية قولها إن الولايات المتحّة الأمريكية ما زالت تعيش أزمة حرب فيتنام، وتخشى أكثر من كل شيء أن يقودها التدخل العسكري في سوريا إلى مهمة مُتدحرجة، أي التورّط في حرب مثلما تورّطت في حرب فيتنام في الستينيات من القرن الماضي.