صراع روسي إيراني..
إقالة وسجن ضابطين في الحرس الجمهوري وتخبط على جبهات جوبر
===================
محلي | 2017-11-22 21:08:13
عناصر من الجيش الروسي وفي الكادر مارد - زمان الوصل
لم يعد نفوذ الدول الفاعلة في الحرب السورية يقتصر على ولاءات الجماعات المقاتلة أو الفرق العسكرية، والمليشيات المساندة فحسب، بل أصبحت الولاءات الفردية في الجماعة الواحدة مختلفة بين موالٍ لإيران وآخر موال لروسيا في تحدٍ غير علني بين القوتين المتصارعتين للسيطرة على زمام الأمور في البلاد ولو بشكل غير علني.
في آخر صوره له ظهر ذلك الصراع المتنامي جلياً في حادثة حصلت مؤخرا، بحسب مصدر مطلع كشف لـ"زمان الوصل" عن افتعال إيران "المنزعجة" من طرد قوات "الفرقة الرابعة" من حي "جوبر" الدمشقي بقرار روسي، مشكلة كانت تهدف من خلالها إلى إفساح المجال لسقوط خط من خطوط المواجهة في "جوبر" يمتد على مسافة 3 كم ترابط عليه قوات "الحرس الجمهوري" إحدى أقوى تشكيلات جيش النظام بهدف الانتقام من قرار طرد "الفرقة الرابعة" من المنطقة، وذلك في مسعى إيراني لإثبات عدم صوابية القرار المذكور، حسب المصدر.
المصدر نفسه كشف أن أوامر إيرانية أيضا صدرت للعقيد "مارد محمد" قائد "كتيبة السطع" في قوات "اللواء 105" التابع لـ"الحرس الجمهوري"، تقضي بإجراء تحرك عسكري على إحدى جبهات "جوبر"، ولكن العقيد "مارد" رفض تلك الأوامر لأنه رآها "تحقيق نتائج عكسية".
وأضاف المصدر "الرفض كلف الضابط المذكور (مارد) اعتقاله مباشرةً بعد أقل من 4 ساعات على رفضه للأمر الإيراني، وذلك بقرار اللواء طلال مخلوف قائد قوات الحرس الجمهوري في سوريا".
وعزا اللواء "مخلوف" سبب الاعتقال إلى أن الضابط المذكور رفض أوامر عسكرية وعليه سيتم اعتقاله وزجه في السجن.
وتابع المصدر مجريات الأحداث مؤكدا أن "الخطوة المفاجئة" من قبل قائد قوات الحرس الجمهوري كانت بالتعاون مع العميد "أيمن سليمان" قائد "اللواء 105" سابقاً (قائد العقيد مارد)، والذي تم عزله (سليمان) بقرار روسي بتهمة الخيانة والتهاون بحادثة تفجير مواقع قواته في الخط الفاصل بين "جوبر" و"عين ترما" والتي راح ضحيتها أكثر من 49 قتيلا.
قرار اعتقال العقيد "مارد محمد" تم تنفيذه بالفعل واقتيد العقيد المذكور إلى السجن بأمر من قائد قوات الحرس الجمهوري اللواء "طلال مخلوف"، ولكن مفعول القرار انتهى قبل مرور ساعتين ونصف على اعتقاله، حيث تم الإفراج عنه بقرار (غير رسمي) من قيادة القوات الروسية في سوريا، ولكن مع الاحتفاظ به بعيداً عن قيادة قواته لحين البت في أمره بشكل رسمي، حسبما أكد المصدر.
هذه التطورات التي شهدتها قيادة قوات الحرس الجمهوري ترجمت بشكل واضح من خلال تضامن العسكريين المرؤوسين من قبل العقيد "مارد" معه، حيث أطلق العسكريون حملة إعلامية عبر مواقع التواصل الاجتماعي أبدوا فيها تضامنهم معه وتأييدهم له ضد من أسموهم بـ"المتآمرين".
فيما كتب العقيد على صفحته في "فيسبوك" بعد خروجه من السجن مباشرةً وعلمه بخسارة زملائه لمواقعهم في إدارة المركبات في حرستا وسحب كتيبته إلى "حرستا"، كتب أبياتا من الشعر: "وقائم سيفي فيهم اندق نصله ... واعقاب رمح فيهم حطم الصدر ... سيذكرني قومي اذا جد جدهم ...وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر".
وظهر العقيد في صور جديدة باللباس المدني مع عائلته في "صيدنايا"، فيما تخوض قواته معارك ضمن مدينة "حرستا" بعد استدعائهم لمؤازرة قوات "الحرس الجمهوري" المتواجدة في إدراة المركبات التي احتلت فصائل المقاومة السورية مساحات واسعة منها.
تطورات توقيف العقيد "مارد" قبل إعادته إلى عمله، تمت الإشارة إليها عبر قناة "حميميم" الروسية والناطقة بصفة غير رسمية عبر منشورين تعهدت فيهما بوقوفها إلى جانب العقيد المذكور، وذلك رداً على رسائل وصلت إليهم حسبما تحدثت القناة المركزية.
زمان الوصل