Follow along with the video below to see how to install our site as a web app on your home screen.
ملاحظة: This feature may not be available in some browsers.
بالأسماء: أمراء في «داعش» باتوا قياديين في «قسد»
يكتنف الغموض مصير الكثير من قياديي وعناصر تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، التنظيم الذي كان يسيطر على نحو ثلثي مساحة سوريا، بات اليوم محاصراً في جيوب مهمشة في الصحراء، أسئلة تراود الجميع: كيف؟ وأين ذهبت كل هذه الكوادر والإمكانيات العسكرية؟
بعد دحر تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” باتت مليشيا قوات سوريا الديمقراطية “قسد” تسيطر على ريف محافظة دير الزور الغربي (جزيرة) وقسم من الريف الشرقي، في حين تسيطر قوات الأسد مدعومة بقوات إيرانية وروسية على المدينة وباقي الريف الشرقي (شامية)، ولم يعد تحت سيطرة التنظيم سوى بعض القرى جنوب وشمال نهر الفرات في الريف الشرقي.
وقد كشفت مصادر خاصة ومتقاطعة لحرية برس السياسة التي تتبعها مليشيا قوات سوريا الديمقراطية “قسد” لإحكام قبضتها في المناطق التي استولت عليها بحجة محاربة تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، والتي توضح حقيقة “التحرير” وطبيعة هذه القوات التي تطلق على نفسها لقب الديمقراطية.
أمراء التنظيم باتوا قياديين لدى “القوات الديمقراطية”
بعد التقدم الكاسح الذي حققته “قسد” بفضل ضربات التحالف الدولي من جهة، وتقدم قوات الأسد ومليشياته من جهة أخرى، انحسر مقاتلو تنظيم “داعش” في رقعات جغرافية محدودة، وبادر المئات من مقاتلي التنظيم المحليين في الريف الشمالي والغربي بتسليم أنفسهم لمليشيات “قسد” خوفاً على أرواحهم، مصادر حرية برس أكدت أن مدة اعتقال معظم هؤلاء لا تتجاوز عشرة أيام، وحال خروجهم انضم كثير منهم لصفوف “قسد” بل أن بعضهم أصبحوا يشغلون مناصب قيادية في المليشيا، ومن بين هؤلاء أمراء وشرعيون وعناصر اشتهروا بشدة إجرامهم في ظل حكم “داعش”، وفيما يلي نستعرض بعضهم بالاسم:
هايس السلمان: يعرف محلياً باسم (حاج هايس) وهو من بلدة خشام بريف دير الزور الغربي، كان من أوائل المبايعين لتنظيم “داعش” وكان يرأس “ديوان الشرطة الإسلامية” في قرية الزغير قبل نقله إلى مسقط رأسه بلدة خشام وتوليه قيادة قسم “الشرطة الإسلامية” هناك.
يشغل (حاج هايس) اليوم منصباً قيادياً في مكتب الاستخبارات التابع لمليشيا “قسد” في ريف دير الزور الغربي ولديه صلاحيات واسعة باعتقال أي شخص وتلفيق التهم له.
عبد الكريم العساف: يعرف باسم (كروم الأمني) وهو أمني سابق سابق لدى التنظيم، متورط بقضايا كثيرة أبرزها تسليم ناشطين إعلاميين للتنظيم ليقوم التنظيم بإعدامهم فيما بعد، يشغل العساف اليوم منصباً في مكتب استخبارات “قسد” بمدينة الحسكة.
سلمان البلال: يعرف باسم (أبو سلمان الأمني) وهو من قرية حطلة، كان من كبار الأمنيين لدى التنظيم في الريف الغربي، سلم نفسه للمليشيات الكردية في قرية الجزرة وبات يعمل في صفوف “قسد”.
حنيش العمر: يعرف باسم (أبو معاوية محيميدة) أمير شرعي لدى التنظيم كان يمنع المدنيين من النزوح إلى مناطق سيطرة المليشيات الكردية في ريف الحسكة بحجة أنها (ديار كفر) ولا يجوز للمسلم الذهاب إليها، هرب من مسقط رأسه بلدة “محيميدة” إلى مناطق سيطرة مليشيا “قسد” في ريف الحسكة وقام بتسليم نفسه.
محمد تركي الشهاب: يعرف باسم (أبو بكر محيميدة) وهو شرعي سابق لدى التنظيم وكان أيضاً يمنع المدنيين من النزوح إلى الحسكة بذات الحجج وقد سلم نفسه إلى المليشيات الكردية برفقة أميره الشرعي حنيش العمر.
إضافة لمن سبق ذكر أسمائهم، بات المئات من مقاتلي التنظيم السابقين يعملون في صفوف “قسد” بعد تسليم أنفسهم، ويرتكبون ذات الممارسات بحق الأهالي، لكن هذه المرة بصبغة علمانية.
حيث أكدت مصادرنا وجود الكثير من عناصر التنظيم في الحواجز الأمنية التابعة لمليشيا “قسد” في الريف الغربي، يقومون بإهانة الأهالي والتعرض لهم، وتحدثت مصادر محلية لمراسلنا عن حادثة جرت منذ أسبوع على حاجز قرية الجزرة التابع لمليشيا “قسد”، حيث قام عناصر سابقون لدى “داعش” باحتجاز حافلة ركاب مع السائق، ولم يسمحوا لهم بالعبور إلا بعد إجبار الرجال على حلق لحاهم، المفارقة تكمن أن هؤلاء ذاتهم كانوا يأمرون الرجال بإطالة لحاهم إبان فترة حكم “داعش” هناك.
تجنيد الرصاد “المخبرين”
اعتمد تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” في إحكام قبضته الأمنية على المخبرين بالدرجة الأولى، حيث كان هؤلاء بمثابة عيون التنظيم وآذانه التي تكتم أنفاس الأهالي، اعتقل الآلاف وأعدم المئات بتقارير هؤلاء التي كان كثير منها كيدي الطابع، وكان التنظيم حريصاً على قمع أي بادرة تحرك ضده.
في قرية “حوايج بومصعة” قام الرصاد بتلفيق عدة تهم ضد أبناء القرية أثناء حكم التنظيم من بينها تشكيل خلية تابعة للمليشيات الكردية، اعتقل التنظيم الشبان وقتل اثنان منهم تحت التعذيب، وبعد فترة جرى إطلاق سراح الباقي لعدم ثبوت تهم ضدهم. يعرف من هؤلاء الرصاد المدعو “ميسون” والمدعو “أبو محمود بومصعة” وقد أصبحا اليوم مخبرين لصالح “قسد” يرفعان التقارير ويلفقان التهم ومثلهما الكثير من المخبرين السابقين، حيث يتواجد في كل قرية من قرى الريف الغربي شخصان أو ثلاثة على الأقل يعملون في الوشاية لصالح “قسد”، وتتضمن التقارير الأمنية التي يرفعها هؤلاء إلى استخبارات “قسد” تهماً مختلفة بحق مدنيين أبرياء منها التواصل مع تنظيم “داعش”.
ممارسات “قسد” المفضوحة أثارت استياء الكثير من أهالي المنطقة، الذين يطالبون باستمرار بمحاسبة المجرمين من تنظيم “داعش” المتورطين بدماء أهالي دير الزور، أما رد القيادات الكردية على تلك المطالب فيتلخص بكل سخرية: “لم نأت للانتقام”، والنتيجة: المجرم واحد والضحايا هم المدنيون