خبير عسكري لبلدي نيوز: واشنطن تفرض وجودها والروس يبحثون عن مخرج
=========================
الجمعة 16 حزيران 2017
بلدي نيوز - (حسام محمد)
تشير التقارير الرسمية للدول المتورطة في الأزمة السورية، إلى أن هذه الدول بدأت تسلك كل على حدى طريقاً مغايراً، بعد أن دأبت هذه الدول على دعم أحد الأطراف المتصارعة في سوريا، على مدار السنوات السبع الماضية.
إيران، أبرز الدول التي كان لها دور كارثي في سوريا، بعد أن أوغلت في دعم نظام الأسد ومساعدته بشتى الطرق والوسائل المُتاحة ضد الشعب السوري، لتكريس الفوضى التي تمهد الطريق أمام مشروعها الطائفي في دول الشرق الأوسط وأهما سوريا والعراق ولبنان.
الخبير العسكري والاستراتيجي "محمد العطار" قال في حديث خاص لبلدي نيوز: " المشروع الذي تعمل عليه إيران هو أخطر المشاريع التي تهدد أمن واستقرار الشرق الأوسط، كون الجغرافيا تلعب دوراً هاماً في مشاريعها، فهي تمتلك حدود برية مع الدول العربية، ولا حدود سياسية لمطامعها الطائفية في المنطقة، رغم وجود دول أُخرى مؤثرة تشارك في صياغة المشهد في العراق وسوريا".
أما الجانب الأمريكي، فيبدو جلياً أن واشنطن انتقلت من مرحلة القتال عبر الوكلاء إلى القتال المباشر مع الوكلاء الغير شرعيين، والمقصود هنا "قوات سوريا الديمقراطية"، حيث بدأت القوات الأمريكية منذ مطلع العام الحالي بإحداث تغييرات كبيرة في الملف السوري على وجه التحديد، فهي تريد دير الزور لها بخيراتها المائية، وكذلك الرقة بوفيرها النفطي الغير منتهي. وفق ما قاله "العطار".
أما مناطق البادية فيبدو أن واشنطن لن تسمح لأي قوة دولية أو إقليمية بالمساس بأكبر خام من النفط الاحتياطي لربما في منطقة الشرق الأوسط ككل، ومن المحتمل أن تعطي البادية السورية محتلها ينابيع وفيرة من الغاز والنفط لم تحلم به أي دولة من قبل، وهذا ما تعيه واشنطن بخطوطها الحمراء المعلنة، وبقواعدها الجديدة "الضخمة للغاية" في منطقة التنف وغيرها في البادية.
وأضاف الخبير العسكري، "واشنطن اختارت قواعدها بنفسها دون موافقة دولية ولا شراكة حقيقية لدول التحالف ضد الإرهاب، مما يعني أن واشنطن تريد هذا الخير الوفير لها فقط دون سواها، حتى وان اضطرت إلى تقليم أظافر الأذرع الروسية واحدة واحدة "الإيرانيون، الأسد، حزب الله".
أشارت تقارير استخباراتية بأن واشنطن نشرت منظومات (هيماريس) في منطقة التنف السورية، بالإضافة إلى بطاريات صواريخ جديدة بالغة التطور، ودوريات حدودية على الشريط الحدودي مع العراق، وهذا ما يعني بالضرورة أن واشنطن جادة إلى أبعد حد في تحجيم الإيرانيين والأسد والروس، ولكن هذا التحجيم هدفه دوافعها الاقتصادية لا محاربة تطرف تلك الدول، وهذا تؤكده التصريحات الأمريكية بأن ضربها لأهداف عسكرية تابعة للنظام جاء بهدف "الدفاع عن النفس"، أي بمعنى آخر هو دفاع عن مناطق النفوذ التي تعتبرها واشنطن خطوط حمراء لها.
القوات الروسية بدروها، بدا عليها التلعثم من التطورات المتسارعة في البادية السورية من قبل القوات الأمريكية، ومن يراقب الشأن السوري عن كثب يدرك تماماً أن الروس عندما يحشرون في الخانة الضيقة، يقومون بالتلويح بعصا الميليشيات الإيرانية الطائفية، وبنظام الأسد، والمتابع يدرك ذلك جيداً من خلال التصريحات "الكبيرة" لميليشيات "صغيرة" مدعومة إيرانياً والتي تتوعد من خلالها بضرب المصالح الأمريكية تارة وبالمواجهات المباشرة تارة، فيما تتغزل موسكو بالأسلحة التي بحوزة الأسد وكأن حال الأسد وقواته أفضل من حال هذه الميليشيات الصغيرة.
وعلى ما يبدو بأن الروس سيتجهون نحو الحلول السياسية مع الأمريكان بمحادثات سرية هنا أو هناك، حفظاً لمياه الوجه أولاً ومحاولة للظفر ببعض الغذاء النفطي من قبضة القوات الأمريكية، التي يبدو عليها السيطرة على المشهد بشكل آني، كما يبدو ايضاً أن القوات الأمريكية ستربح جولة البادية السورية ان لم يحصل هنالك متغير دولي كبير، وإن حصل فسوف يدفع نظام الأسد ثمنه مع الميليشيات الأجنبية، وتبقى واشنطن مسيطرة وروسيا باحثة عن مخرج لأزماتها من جديد، وفق قول المصدر.
روابط ذات علاقة