لم يتبين لنا بعد صحة سيطرة مليشيات قسد على حقول العمر، ان صح ذلك فالمحور الوحيد الممكن حسب الوضع الراهن هو من جهة النميلة، او بانزال جوي في الحقول. أيضا من الصعب السيطرة على كامل الحقول والتي تمتد على عشرات الكيلومترات خلال ساعات، علما ان قسد قامت بحذف بيانها باللغة الانجليزية حول سيطرتها على الحقل.
سيطرة قسد على حقول العمر ستأجج الوضع مرة اخرى بين قسد ومليشيات الاسد والتي تضع حقول العمر النفطية كأحد أهم اهداف حملتها في دير الزور لدعم اقتصادها المتهاوي.
أبرز ما قاله مدير المخابرات الجوية المجرم اللواء جميل الحسن (( 2009 -- للآن)) للاعلام :
"لم أكن أتوقع أن يحدث ذلك بهذا الشكل الكبير، إلا أنني كنت أقاتل التطرف تحت الأرض، هؤلاء في عصر الرئيس حافظ الأسد، تلقوا ضربة موجعة في الثمانينيات وكانت شبه قاضية، خاصة في حماة ونحن في هذه المرحلة لو حسمنا الموقف منذ البدايات لما وصلنا إلى هنا، ولكن هذا هو قرار القيادة".
"لو لم تحسم الدولة الصينية فوضى الطلاب لضاعت الصين وضيعها الغرب".
"مستعد لمواصلة عملي في سوريا حتى وأن تم سوقي إلى محكمة الجنايات الدولية".
لو كان هناك رد فعل أكثر قسوة على الإرهاصات الأولى للثورة في سوريا لكان من الممكن سحق جميع المعارضة المسلحة فورا".
هكذا فشلت الفصائل الثورية والحركات الجهادية في سوريا =====================
بقلم: سهيل مصطفى / ناشط ثوري وإعلامي من دير الزور
حتى نستخلص الدروس والعبر من لحظة الإخفاق التي نعيشها في ثورة الشام، علينا محاكمة كل ما حدث بعيداً عن العواطف والميول والانتماءات.
بداية، لابدّ من أن تعترف كل الأطراف بانحرافها عن المشاريع والأهداف التي جاهرت بها في الثورة، ابتداء من الفصائل الثورية وانتهاء بالحركات الجهادية.
فشلت الفصائل الثورية في قيادة الثورة، وأصبحت عصابات مسلحة همها السلب والنهب وارتهنت لأجندات الداعم الإقليمي وفرطت في تضحيات الثوار الأوائل. كما فشلت في التوحد وتنظيم نفسها وصناعة مؤسسات تدير المناطق المحررة، مما أشاع الفوضى وساهم بخلق الخلافات والضغائن في المناطق المحررة.
في ظل هذا الفشل الذريع للفصائل الثورية، سطع نجم الحركات الجهادية التي (كانت) تتمتع بالنزاهة في بدء ظهورها فمال بعض الناس لها. وعلى مبدأ "إن هبت رياحك فاغتنمها"، ولم تفوت الحركات الجهادية فرصة فشل الفصائل الثورية وبدأت في التوسع والتمدد وكسب قاعدة شعبية كبيرة .
وحرصت الحركات الجهادية في بداية بروزها وتمددها على الظهور بوجه أخلاقي كانت تتوق له المناطق المحررة، وكانت تنتقي أفرادها بعناية وضمن شروط محددة
ولكثرة ما عانى الناس من فقدان القيم الإخلاقية من قبل الفصائل الثورية، فقد أقبلوا بنهم وشغف على الحركات الجهادية بغض النظر عن مشاريعها وخلفياتها. وحسبما لمست بنفسي، فقد رأيتهم ينضمون للحركات الجهادية لنزاهتها وشراستهاوإصرارها على قتال النظام، ولم يكن هؤلاءالشباب يهتمون بخلفيات تلك الحركات. ولم يكن يهتم الشباب المنضمون بالبغدادي أو الجولاني أو خلافة أو إمارة، بل كان جُلّ اهتمامهم أن هذه الحركات لاترتبط بدول داعمة وأنها تقاتل النظام.
وبعد انهيار معظم الفصائل الثورية سعت الحركات الجهادية لإكثار سوادها، فتخلت عن القواعد الصارمة في انتقاء عناصرها وبدأت تقبل بكل من هب ودب! ولم تهمل الحركات الجهادية نشاطها الدعوي في المساجد سعياً لإنشاء جيل عقدي، ولكن تخليها عن القواعد الصارمة بقبول الجميع بصفوفها كان هدّاماً!!
كنت من أشد المعجبين بالحركات الجهادية وشراستها في قتال النظام وقواعدها الصارمة في اختيار عناصرها في البدء، ولكني شعرت بالإحباط عند تخليها تلك القواعد. فقد أصبحت أرى لصوص الفصائل ومجرميها والانتهازيين وأتباع النظام النصيري في صفوف الحركات الجهادية، وكانت هذه بداية النهاية لإنجازاتها الرائعة.
وكنت كغيري من الشباب لايهمني البغدادي ولا الجولاني، وأعلم علم اليقين أن تحقيق خلافة أو إمارة ضرب من ضروب الخيال لعدم تحقق الظروف والشروط. وجُلّ ما كان يهمني كباقي الشباب هو نشر الأخلاقيات الإسلامية التي ترتقي بالمجتمع وقتال النظام النصيري، وكانت هذه هي الأمنيات نفسها مع الثورة والفصائل.
ما وقعت فيه الفصائل من أخطاء ابتداء وقعت فيه الحركات الجهادية لاحقا، وزادت عليه بظهور أفراد أو أطراف تكفر المجتمع على جهله وتتسرع في إطلاق الأحكام القضائية.
ظهور تلك الأخطاء في الفصائل الثورية والحركات الجهادية لاينفي وجود حالات نزيهة ومحبوبة وعلى خلق، ولكنهم أصبحوا قلة مقارنة بالغالب. ولا يعني هذا أن العدو النصيري كان أفضل أخلاقياً، ولكنَ حلفاءه أقوياء وصادقون في دعمه، كما كان النصيري واحداً موحداً مُنظماً وهذه قوة.
كما إنه لايخفى على المطلع أن الدنيا كلها تكالبت على الشعب السوري، ومعه الفصائل والحركات الجهادية، بطرق وأساليب شتى، مما أضعفها وأنهكها.
وفي خضم كل تلك الظروف بدأ الناس يغادرون مناطق الفصائل والحركات الجهادية، فلا شيء يشجع على البقاء مع انحرافها الكبير وشدة القصف ووحشيته. ولو بقيت تلك الفصائل والحركات الجهادية على استقامتها وأخلاقياتها التي بدأت بها، لما غادرها الناس ولفضلوا الموت معها تحت القصف والفقر والجوع.
وكل من سخر ممن كان يدعو للحفاظ على القاعدة الشعبية كان مخطئاً والدليل أن الفصائل والحركات الجهادية لم تعد تجد من ينظم للقتال معها ويساندها. فقد يصمد مئات المقاتلين وثلة قليلة أمام جيوش جرارة، ولكن صمودها لن يطول، وخاصة بعد انحرافات خلقية وشرعية كبيرة نخرت ودمرت كل ماهو جميل.
ربما كانت هذه الأخطاء هي ذاتها التي وقع فيها أجدادنا الأوائل، والتي تسببت في انهيار امبراطورية إسلامية ودول قوية ذات شأن، ولكننا لم نتعلم مما سبق.
والطامة الكبرى أننا نعرف الداء والدواء، ولكننا عاجزون عن الفعل والتغيير،ولانعرف كيف نترجم تلك الرغبة الجامحة بالتغيير، ربما لأننا فوضويون!!
وفي ظل فساد الفصائل واستحالة إصلاحها كان أمام الناس خيارين لا غير:
1- العودة إلى حضن النظام.
2- ظهور فصيل قوي موحد يعيد ترتيب الأمور، وهذا ما كان، ولكن الفصيل الذي ظهر وسيطر وقع في أخطاء أعادت الأمور إلى لمربع الأول، وهكذا خُذلت ثورة المسلمين من الجميع دون استثناء.
تقديرات: وجهة مقاتلي "تنظيم الدولة" الأجانب بعد "اتفاق" الخروج من الرقة =========================
مجلة العصر..
أوضح الصحفي والمحلل في قناة "فرانس 24"، "وسيم نصر"، أن ما جرى في الرقة يطرح عدة تساؤلات. وأفاد أن هناك اتفاقا من 10 أيام، على الأقل، سمح بمغادرة جميع من تبقى من مقاتلي "تنظيم الدولة"، من أجانب ومحليين، من مدينة الرقة، بوساطة من العشائر، حقنا للدماء وتسهيلا لخروج المدنيين، وهو ما لم يلق تجاوبا، في البداية، من قبل التحالف الدولي، بقيادة أمريكا، وحتى من قبل السلطات الفرنسية (تأكيداً لما أفاد به المحلل المتابع للتنظيمات الجهادية وسيم نصر، منذ عشرة أيام، كشف وزير خارجية فرنسا عن حصول اتفاق محلي سمح بخروج آخر جهاديي "تنظيم الدولة" من الرقة)، ويقال هنا إن هناك حوال 4 إلى 6 جهاديين فرنسيين خرجوا بمقتضى هذا الاتفاق.
وتحدث الصحافي والخبير في شؤون الجهاديين أن صفقة الرقة لم تكن هي الأولى، حيث حصلت سابقا في العديد من مناطق المواجهة، من الفلوجة بعد قتال طويل ووساطة من الوجه إلى القلمون مع حزب الله ومرورا بمنبج مع المجموعات الكردية والباب مع الجيش التركي، ولكل مرحلة موجباتها العسكرية، حيث يوافق الطرفان المتقاتلان على إجراء اتفاق مؤقت لحل أزمة ما.
وأما عن الجهاديين الأجانب، الغربيين تحديدا، في سوريا والعراق، تفضل الدول الغربية التخلص منهم، أي أن يُقتلوا خلال المعارك أو باستهدافهم، بطريقة أو بأخرى، ومن سيعود سيُسجن، فهذا مصير حتمي.
ربما قد يتمكن واحد أو اثنان من الوصول إلى أوروبا تهريبا، لكن الأمر اليوم صعب جدا، فالوضع مختلف تماما عما كان عليه في 2013 و2014 وحتى 2015، فقد بات اليوم الجهاديون محصورين في منطقة صحراوية على امتداد نهر الفرات ما بين مدينة رواة في العراق وحتة تخوم مدينتي الميادين ودير الزور في سوريا.
وعلى هذا، فقد تكون تحركاتهم في هذه المنطقة الصحراوية سهلة، وفقا لتقديرات الصحفي في "فرانس 24"، لكن الخروج منها، وخصوصا للمقاتلين الغربيين، بات أمرا صعبا اليوم، لكن السؤال المهم الآخر: ماذا عن الجهاديين الأجانب من عير الغربيين؟ (الشيشان وبلدان القوقاز وشرق آسيا وإفريقية والمغرب العربي)، وهؤلاء أكثر تعدادا من الجهاديين الغربيين الذين لا تتجاوز نسبتهم 3 إلى 4 بالمائة من أعداد الجهاديين ككل في سوريا والعراق، وهؤلاء ليسوا متابعين بدقة من قبل سلطات بلادهم..