الأحد 22 أكتوبر / تشرين الأول 2017
تواصل القوات التركية عملياتها العسكرية في محافظة إدلب شمال غرب سوريا، مقيمة مزيداً من النقاط العسكرية هناك، استكمالاً لتطبيق اتفاق إقامة منطقة لـ"خفض التصعيد" فيها، في حين تشير أنباء إلى وجود مشاورات بين روسيا وتركيا لترتيب شكل الخارطة العسكرية في ريف حلب الشمالي.
وتهدف تركيا إلى إقامة 8 قواعد عسكرية لها في إدلب، حددت مواقع 4 منها حتى الآن، فيما ينتظر تحديد المواقع الأربع المتبقية، بحسب ما كشفته صحيفة "
يني شفق (link is external)" التركية القريبة من الحكومة.
وأشارت الصحيفة إلى أن أحد أماكن القواعد العسكرية التركية سيكون في منطقة جبل بركات ذات الأهمية الاستراتيجية، والتي تطل على مناطق في عفرين إدلب.
وزادت الصحيفة في حديثها مؤشرات تسلّم القوات التركية مطاري تفتناز وأبو الظهور العسكريين في إدلب، حيث قالت إن الجيش التركي سيُسيطر عليهما وأنه سيستخدمهما لإدارة عملياته في إدلب.
وفي هذا السياق، قال مصطفى سيجري رئيس المكتب السياسي في "لواء المعتصم" - أحد أبرز فصائل درع الفرات المدعومة من تركيا - يوم الجمعة الفائت لـ"السورية نت": أن "عملية الحصول على نقاط لتكون مركز مراقبة للجيش التركي في إدلب ما زالت مستمرة وتمضي بالاتجاه الصحيح".
وفي رده على ما أُشيع حول سيطرة القوات التركية على المطارين العسكريين في إدلب، قال سيجري: "حتى اللحظ لا يوجد أي تسليم للمطارين".
وتُعد مدينة عفرين التي تسيطر عليها الميليشيات الكردية هدفاً محتملاً للتحركات العسكرية شمال سوريا، ورجحت وسائل إعلام تركية قيام عملية عسكرية فيها للسيطرة عليها، بهدف منع الأكراد من وصل المناطق التي يسيطرون عليها على طول الحدود بين سوريا وتركيا.
وكانت تركيا خلال الأيام القليلة الماضية عززت من انتشارها في محيط مدينة عفرين فيما بدت أنها محاولة لتطويق المدينة.
ريف حلب الشمالي
=========
وبالموازاة مع هذه التطورات، ذكرت صحيفة "
الوطن (link is external)" المحلية المؤيدة لنظام الأسد، اليوم الأحد، نقلاً عن مسؤول في ميليشيا وحدات "حماية الشعب" الكردية في عفرين، قوله أن "مباحثات لم تتوصل إلى نتائج نهائية وحاسمة، تجري بين ممثلين عن وحدات الحماية وتركيا بوساطة روسية، لضم ريف حلب الشمالي إلى مناطق تخفيف التوتر الأربع المتفق عليها في مباحثات أستانا".
وتنقسم السيطرة في ريف حلب الشمالي بين ميليشيا "وحدات الحماية"، وقوات النظام، وفصائل من المعارضة السورية.
وفي تطور ملفت، أزالت روسيا أعلام الميليشيات الكردية من مطار منغ العسكري الواقع بالريف الشمالي لحلب، ورفعت بدلاً منها العلم الروسي، بحسب ما أظهره مقطع فيديو نشرته وكالة "سمارت".
https://www.youtube.com/embed/VS4yLeAQm8k
وفي هذا السياق، قال المصدر الكردي للصحيفة إن "ما حدث في مطار منغ العسكري الجمعة، حيث أزالت قوة روسية رايات حماية الشعب منه، يندرج في إطار الجهود والمساعي الروسية لتقريب وجهات النظر بين تركيا والقوات المتحالفة معها من جهة والوحدات الكردية من جهة أخرى".
وزعم المصدر أن اجتماعاً عُقد بين وفدين من الأتراك والأكراد في مطار منغ، وفي بلدة تل رفعت جنوب إعزاز بهذا الشأن، ونفى الأنباء التي ترددت عن نشر قوة عسكرية روسية في المطار أسوة ببلدة تل رفعت المجاورة، "لكنه لم يستبعد مثل هذا الإجراء مستقبلاً في حال التوصل إلى اتفاق في اجتماعات مقبلة"، وفقاً لـ"الوطن".
وظل ريف حلب الشمالي نقطة خلاف وتصعيد، بسبب سيطرة الميليشيات الكردية على قرى كانت تحت سيطرة قوات المعارضة السورية العام الماضي، وجاءت سيطرة تلك الميليشيات بدعم روسي، مستغلة انشغال قوات المعارضة آنذاك في معاركها مع قوات النظام و"تنظيم الدولة" على حد سواء.
وكان "لواء المعتصم" أعلن في مايو/ أيار 2017 أن التحالف الدولي فوضه لاستلام 11 قرية في الريف الشمالي من الميليشيات الكردية، لكن ذلك لم يتحقق حتى الآن.
ولم يصدر تأكيد رسمي تركي عن المشاورات والمفاوضات الجارية بخصوص بلدات ريف حلب الشمالي.
يشار إلى أن وكالة رويترز قالت في وقت سابق أن الهدف من العملية التركية في إدلب، إقامة "منطقة عازلة" تمتد من باب الهوى إلى مدينة جرابلس غربي نهر الفرات، وجنوبا حتى مدينة الباب، لتوسعة المناطق التي تسيطر عليها فصائل المعارضة شمال سوريا والمدعومة من أنقرة.