أرسلت "سليماني" للربط بين أجزائه: إيران مستيتة في تأمين طريق "طهران - الضاحية الجنوبيّة"
==================
2017-6-12 | خدمة العصر
تتحدث تقارير عن وصول قوات الأسد، مدعومة بحلفائها من الميلشيات الشيعية إلى الحدود السورية العراقية شمال نقطة العبور في منطقة "التنف" بعد محاولة القوات الأميركية فرض "منطقة عازلة" لمنع "التلاحم" السوري العراقي عبر ضرب هذه القوات 3 مرات على فترات متقاربة.
ويرى متابعون أنه بوصول القوات السورية وحلفائها شمال "التنف"، تكون قد قطعت الطريق على المقاتلين المدعومين من أمريكا -المتمركزين على هذه الحدود- عن الشمال السوري ومنعتها من التوجه إلى المنطقة الممتدة من مدينة دير الزور المحاصَرة مروراً بالميادين وحتى المنطقة الحدودية في البوكمال - القائم.
ووفقا لبعض التقديرات، فإن طهران تحدت الولايات المتحدة بإرسالها الجنرال قاسم سليماني، قائد "فيلق القدس" في "الحرس الثوري"، إلى الحدود السورية ليشرف على العمليات ويصل ما حاولت أمريكا قطعه.
ويتوقع مراقبون أن نشهد في الأشهر القادمة توسّع قوات النظام إلى شمال مدينة تدمر نحو مدينة السخنة التي يسيطر عليها "تنظيم الدولة" لتكمل طريقها نحو توسيع خط خناصر ومن ثم تتجه نحو دير الزور إلى البوكمال - القائم. ويحدث هذا بالتزامن مع تقدم قوات النظام في مناطق البادية السورية وتأمين محيط درعا - السويداء.
ويشير محللون إلى أن أحد أهم أهداف الالتفاف الذي نفذه حلف دمشق هو قطع طريقين أمام المجموعات المقاتلة التابعة للأمريكيين: من "التنف" نحو دير الزور (شمال) أو نحو البوكمال (شمال شرق).
ويرجح البعض أن الولايات المتحدة كانت قد سلمت سلفاً بأن معركة السيطرة على "دير الزور" وريفيها الجنوبي والشرقي هي معركة النظام وحلفائه. وربما يدفعها إلى ذلك انعدام وجود كيان مسلّح يمكن الاعتماد عليه لخوض معركة من هذا الوزن.
وكتب أحد المحللين أنه وخلافاً لما عليه معارك الرقة التي وجدت واشنطن في "قسد" حصانها الأسود، لم تتوفر المواصفات الملائمة في "جيش مغاوير الثورة" لأداء هذه المهمة في دير الزور، رغم أنّه أنشئ لهذه الغاية وتلقى تدريبا مكثفا.
وغياب "الذراع البريّة القويّة"، وفقا لما كتبه المحلل ذاته، جعل الخيارات العسكرية الأميركية مقصورةً على اثنين، أوّلهما: دخول بري مباشر على الخط بغية منع الجيش وحلفائه من الوصول إلى الحدود العراقيّة، وهو خيار يتطلّب تغييراً كليّاً في التعاطي العسكري الأميركي مع الصراع في سوريا (حتى الآن تدير واشنطن انخراطها في الملف السوري وفق مبدأ النزاعات منخفضة الحدّة). وثانيهما الاكتفاء بفرض منطقة نفوذ قرب المثلث الحدودي بين سوريا والعراق والأردن (التنف).
ويقول إن الرهان الأميركي استقر على الخيار الأخير (في المرحلة الحاليَة على الأقل). ويأتي التشبث الأميركي بالتنف بفعل دافعين أساسيين: الإبقاء على أوراق ضغط عسكريّة يمكن استخدامها لمحاولة قلب المشهد في أي لحظة، أما الدافع الثاني فهو تحويل التنف إلى "نقطة مراقبة وتدخل سريع" تعترض طريق "طهران، الضاحية الجنوبيّة". ثم إن المعركة في الأخير لا تزال في بدايتها. وقد تتحول "دير الزور" إلى بؤرة استنزاف لقوات النظام وحلفائها إذا قررت "تنظيم الدولة" من شن هجوم معاكس. وقد تحدثت أخبار عن هجوم مرتقب لمقاتلي "داعش " في مدينة دير الزور، وهنا، يرى أحد الباحثين المطلعين أنه ما لم يحاول تنظيم الدولة استباق تقدم النظام من تدمر فالسخنة إلى الدير بعملية مضادة ببادية شرق تدمر وبالهجوم على مواقع النظام بالمدينة، فان الأمور ستتعقد
ويتوقع مقربون من نظام الأسد أن يحاول جيش النظام وحلفاؤه تقسيم معركة الحدود الجنوبيّة إلى معركتين: يسعى في أولاهما إلى توسيع نطاق سيطرته في محافظة درعا، ويحاول تأجيل الثانية (معركة التنف) إلى مرحلة لاحقة لتعزيز القبضة على الحدود العراقيّة.
Criteo.DisplayAd({ "zoneid": 387784, "async": false});