معلومات لا تعرفها عن قرية أبو دالي بريف إدلب
عضو مجلس الشعب احمد دوريش يتناول القهوة المرة في مضافته 2009 (انترنت)
شنت “هيئة تحرير الشام”، صباح الجمعة 6 تشرين الأول، هجومًا على قرية أبو دالي، بين ريف حماة الشرقي وريف ريف إدلب الجنوبي، وطوقتها من ثلاثة محاور.
الهجوم يعتبر الأول من نوعه على القرية منذ سنوات، كونها منطقة استراتيجية فاصلة بين مناطق النظام السوري والمعارضة.
وتتبع أبو دالي إداريًا لناحية التمانعة في منطقة معرة النعمان بريف إدلب الجنوبي، ويبلغ عدد سكانها 8075 شخصًا، بحسب الإحصاء الصادر في 2011 عن وزارة الإدارة المحلية في حكومة النظام السوري.
وتعرضت لعدة هجمات من قبل فصائل المعارضة خلال الثورة السورية، خاصة بعد تمركز مقاتلين فيها يتبعون لميليشيا “الدفاع الوطني” الرديفة لقوات الأسد، عام 2014، لكنها حيدت بعد ذلك عن المعارك.
سيطرة عشائرية عالقرية
وتخضع القرية لسيطرة عشائر موالية للنظام السوري، برئاسة عضو مجلس الشعب السابق، الشيخ أحمد درويش، الذي لعب دورًا كبيرًا في الحفاظ على القرية بعيدًا عن أي معارك بسبب علاقاته مع النظام، إضافة إلى علاقته مع فصائل المعارضة.
درويش من مواليد أبو دالي 1959، ويحمل شهادة ثانوية فقط، ونجح في انتخابات مجلس الشعب في دورة 2012، عن فئة قطاع العمال والفلاحين.
وفي بداية الثورة السورية أعلن درويش ولاءه للنظام، في مقابلة نشرتها قناة “الدنيا” الموالية، وتمكن من تشكيل ميليشيا خاصة به ساندت قوات الأسد في معاركه بريف حماة.
منطقة حرة
وتوصف القرية بالـ “منطقة الحرة”، كونها تعتبر أهم الحواضن التجارية الفاصلة بين مناطق النظام السوري والمعارضة، إذ كانت مملوءة بالبضائع التي تستفيد منها مختلف القوى على الأرض.
ويعد طريق “حماة- أبو دالي- المناطق المحررة”، شريان حياة للتجار والمهربين على حد سواء، ويعمل بموجب تنسيق واتفاقات متبادلة بين مختلف الأطراف لتسهيل الحركة، ويستخدم الطريق لعددٍ من الأغراض، أهمها التبادل التجاري بين مناطق النظام والمناطق “المحررة”، وذلك بدخول المواد الغذائية من طرف المعارضة، يقابلها دخول المحروقات من جهة مناطق النظام.
ولا يمكن لأحد أن يعترض هذه القوافل على طول الطريق، بحسب مصادر عنب بلدي، التي أكدت أن هناك عملية مقايضة تجارية، للاستفادة بتعويض نقص السلع والمواد الأساسية لدى كل طرف.
ممرًا لتهريب
القرية أصبحت ممرًا لتهريب البضائع التي تدخل من تركيا إلى داخل مناطق النظام السوري، ويمكن لأي تاجر إدخال بضاعته إلى قرية (أبو دالي) ومنها لمناطق النظام، دون أي مساءلة من الحواجز الأمنية، عن طريق ترفيق حمولته بسيارات حماية من عناصر الشيخ أحمد درويش، لمنع الحواجز من تفتيشها، مقابل دفع مبالغ مالية.
كما تحولت إلى مناطق تهريب المواطنين المطلوبين أمنيًا للنظام إلى داخل مناطق المعارضة مقابل مبالغ قد تفوق ثلاثة آلاف دولار.
مساحة للتفاوض
كما تحولت القرية إلى مكان للتفاوض بين أشخاص ممثلين أو مقربين عن المعارضة والنظام حول عدة قضايا في المنطقة.
واجتمع قيادون من “جبهة النصرة” (المنضوية في هيئة تحرير الشام) مع الجانب الروسي، بحسب ما قاله الباحث الأكاديمي، الدكتور أيمن هاروش.
وأوضح هاروش عبر حسابه الرسمي في “تلغرام”، في 13 أيلول الماضي، أن “النصرة تعقد لقاءات مع وفد روسي في بيت أحمد الدرويش بقرية أبو دالي”.
وأضاف أن “الاجتماع تحت الأضواء وعلى العلن”، مضيفًا “خيانة.. أما في السر والخفاء أمانة (…) أليست هذه خيانة وبيع لدماء الشهداء على قواعدهم؟”.