دمشق..النظام يوسع عمليات هدم وتجريف المنازل في "القابون" و"تشرين"
================
من البلد | 2017-09-18 15:37:44
جزء مما فعله النظام في القابون - ارشيف
يواصل النظام إحداث تغييرات جذرية في المناطق التي سيطر عليها في الآونة الأخيرة شرقي العاصمة "دمشق"، حيث وسع حاليًا من عمليات الهدم والتجريف التي طالت عشرات المنازل السكنية في أحياء شرقي "دمشق"، تحت ذريعة تهيئة المنطقة للبدء في تنفيذ مخططٍ تنظيمي عقاري جديد.
في هذا الصدد، قال "نور الشامي" مدير المكتب الإعلامي في حي "تشرين"، إن عملية التجريف قائمة منذ مدة طويلة، إذ يقوم النظام بتنفيذ مخططٍ قديم وُضِع (قبل الثورة السورية)، يهدف إلى إنشاء أوتوستراد يربط مشفى "تشرين"، بأوتوستراد "دمشق -حمص" الدولي، إضافةً إلى إنشاء عقدة من جهة "البعلة" في منطقة "القابون"، باتجاه شارع "الحافظ"، وانتهاءً بالطريق الواصل إلى مشفى "تشرين" العسكري.
وأضاف في تصريح خاص لـ"زمان الوصل" أنه من المقرر حسب المخطط إنشاء أبراج سكنية من جهة حي "تشرين" باتجاه "القابون" ومشروع "علوان"، لذلك فإن الآليات التابعة لقوات النظام مستمرة في هدم وجرف المنازل المطلة على الطريق الدولي "دمشق -حمص"، بعمق 150 متر من معمل "سيرونيكس" ووصولاً إلى شركة "بردى" المطلة على الطريق الدولي.
وأوضح "الشامي" أن النظام كان قد أعلن منذ نحو أربعة أشهر تقريبًا، عن منطقة عسكرية بالكامل تضم حيي "القابون" و"تشرين"، بعد معارك ضارية خاضها مع فصائل المقاومة هناك، استمرت لثلاثة أشهر، ركز خلالها النظام على قصف المنطقة بمختلف أنواع الأسلحة وخصوصًا بصواريخ أرض –أرض من نوع "فيل" وخراطيم الـ( tnt) شديدة التدمير، الأمر الذي ألحق دمارًا بالمنطقة بنسبة 90%.
من جانبٍ آخر، أكدّ مصدرٌ خاص -فضل عدم الكشف عن اسمه- لـ"زمان الوصل" أن غاية النظام من وراء استمرار عمليات الهدم التي يشهدها حي "القابون"، ما هي إلا لاستكمال التحضيرات الفنية الأولية اللازمة لإنشاء أبراج سكنية حديثة في المنطقة، عقب الانتهاء من هدم جميع المنازل الواقعة على الطريق الدولي.
وأشار المصدر، إلى أن المنطقة التي تمّ تجريفها سيتم إعادة إعمارها في وقتٍ قريب، بعد توقيع عقود لإنشاء أبراج فيها من قبل بعض رجال الأعمال في "دمشق" بالاشتراك مع عددٍ من الضباط المتنفذين في صفوف النظام.
ووفقًا للمصدر ذاته، فإن منطقة شرقي "دمشق" وخصوصًا منطقة "القابون"، تحظى بأهميةٍ استراتيجية بالغة لدى النظام، بسبب قربها من مركز مدينة "دمشق" ومنطقة "العباسيين" وامتدادها على طول أوتوستراد "دمشق -حمص" الدولي، فيما تعدّ المنطقة الآن خالية من سكانها بسبب التهجير القسري الذي فُرض بحق أبنائها في شهر أيار/ مايو الماضي.
يرى الكثيرون من أبناء "القابون" أن لدى النظام أهدافًا أخرى ترتبط إلى حدٍ كبير بالعمليات العسكرية التي تشهدها "الغوطة الشرقية" عمومًا، وحي "جوبر" على وجه الخصوص، ولا سيما أن النظام لا يزال يخشى من أي هجمات محتملة من قبل المقاومة في تلك المناطق على قواته التي أعادت تموضعها في أحياء شرقي "دمشق"، ويخشى النظام أيضًا من القيام بأي حملة عسكرية واسعة النطاق على فصائل المقاومة المتمركزة فيها.
وكانت صفحات موالية للنظام السوري، قد نشرت عبر صفحاتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أن الهدف من التجريف العسكري، يأتي في إطار العمليات الوقائية لمنع حفر الأنفاق، علمًا أن قوات النظام تقوم بتفجير البيوت أولاً، ثمّ تباشر بتجريفها.
الجدير بالذكر أن النظام منع الأهالي من العودة مجددًا إلى منازلهم التي تقع ضمن مناطق المشروع آنفة الذكر، وفي الوقت الذي تعرضت فيه المنطقة إلى عمليات سرقة ممنهجة و"تعفيش" لكامل ممتلكاتها لحظة دخول قوات النظام إليها، لم يتبقّ فيها سوى 600 نسمة، يعيشون ظروفًا معيشية قاسية في بيوتٍ غير صالحة للسكن، كما أنهم ممنوعون من مغادرة المنطقة بأمرٍ من النظام.
دمشق - زمان الوصل