الأسد وخسائر الروس وإدلب: 3 تفسيرات لاجتماع "شويغو" السري والمفاجئ ببشار
================
2017-9-18 |
خدمة العصر
كتب محرر الشؤون الروسية في موقع "المونيتور"، مكسيم سوتشكوف، أن الأسبوعين الماضيين كانا أكثر فترة صاخبة روسيا في منطقة "الشرق الأوسط". ففي 12 سبتمبر قام وزير الدفاع الروسي، سيرجى شويجو، بزيارة مفاجئة إلى دمشق. وفي زيارته الثانية للمنطقة خلال الأسبوعين الماضيين زار وزير الخارجية، سيرجى لافروف، السعودية والأردن. واستقبل الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، ووزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، في منتجع سوتشي الجنوبي. كما اجتمع كبار ممثلي كل من خليفة حفتر من الجيش الوطني الليبي وفايز السراج من المجلس الرئاسي الليبي مع نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، في موسكو.
كل هذا النشاط يثير التكهنات حول خريطة طريق روسيا في الشرق الأوسط. لكن ما جعل زيارة وزير الدفاع الروسي، شويغو، لسوريا استثنائية من بين كل هذا الزخم، هو السرية التامة التي أُحيطت بالزيارة، حتى إن الصحافة لم تعلم بها إلا بعد أن تحدث "شويغو" مع بشار الأسد.
وبعد مرور عدة أيام من الاجتماع، لا يزال الخبراء وصانعو السياسات غير واثقين مما يمكن استخلاصه منها، وما إذا كانت موسكو تعتزم الإقدام على خطوة كبيرة وجديدة قد تترك تأثيراً كبيراً في سوريا.
هنا، عرض الكاتب ثلاثة تفسيرات محتملة لهذه الزيارة السرية والاستثنائية والمفاجئة:
الأول، رأى الكاتب أن الزيارة ذات بعد رمزي، فروسيا أرادت أن توجّه رسالة إلى الأسد والعالم تفيد بأنّه ما زال القائد الشرعي الوحيد لسوريا. بينهما رأى خبراء روس أنّ زيارة شويغو ترمي إلى رفع معنويات الجنود السوريين الذين يقاتلون في معركة دير الزور بغطاء جوي روسي، وإثبات صحة التصريح الذي أطلقه في أغسطس الماضي حين أعلن أن الحرب السورية انتهت.
الثاني، أشار الكاتب "سوتشكوف" إلى أنّ "شويغو" زار سوريا ليتفقد وضع القوات الروسية فيها، ناقلاً عن مصدر مقرب من الدوائر الدبلوماسية الروسية أنّ القوات الروسية تكبدت خسائر فادحة خلال الأسابيع الأخيرة، وأن وزير الدفاع الروسي توجه إلى سوريا لـتسوية بعض الأمور الداخلية.
أمّا التفسير الثالث، فهو أن "شويغو" التقى الأسد لمناقشة انتشار الشرطة العسكرية الروسية في منطقة خفض التوتر في منطقة إدلب.
لكن المحلل السياسي والعسكري الروسي، أندريه فرولوف، استبعد أن يكون "شويغو" قد اجتمع بالأسد لمناقشة هذه المسألة، مبرراً بأنّ نشر شرطة روسية في إدلب لا يستدعي زيارة من وزير الدفاع الروسي، إذ يمكن القيام بذلك بسهولة على الأرض دون تدخله الشخصي.
وهنا، أشار "فرولوف" إلى تقرير نشره موقع "إنتليجانس أونلاين"، الاستخباري الفرنسي،
كشف عن خلاف بين رئيس غرفة العمليات في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، سيرغي رودسكوي، وقائد فيلق القدس الجنرال، قاسم سليماني، حول تركيبة الجيش السوري المستقبلية.
ونقل الكاتب عن "فرولوف" قوله: "أعتقد أن المحادثات حول مستقبل سوريا ستصل إلى اعلي المستويات الآن"، ورأى هذه المسألة كانت من بين القضايا المحتملة المُدرجة على جدول الأعمال خلال زيارة شويجو.
بينما رأى مصدر روسي آخر أنّ شويغو زار الأسد لضمان عدم اقتراب الإيرانيين والميلشيات التي تدعمها طهران أكثر من 40 كيلومتراً من الحدود مع الأردن وإسرائيل، وعدم تحقق ذلك يهدد بمواصلة تل أبيب حملاتها الجوية في سوريا.
ونقل المصدر أن أهم مسألة على جدول الأعمال هي "ما إذا كان يجب على الروس عبور نهر الفرات وسط تحذيرات أمريكية بأن قصفت القوات السورية والقوات الموالية لإيران". فالولايات المتحدة تدعم "قوات سوريا الديمقراطية، وغالبيته من المقاتلين الأكراد، في الوقت الذي تتقدم فيه نحو دير الزور في محاولة للسيطرة على نهر الفرات. وأوضح قائلا: "هناك فهم مفاده أنه من أجل السيطرة على دير الزور بنجاح، يجب على الروس أن يبدأوا بقصف شمال نهر الفرات، ولكن موسكو لا تزال مترددة في القيام بذلك، وأنا لست متأكدا من أنهم توصلوا إلى أي قرار في الاجتماع".
في ختام التقرير، نقل الكاتب "سوتشكوف" عن عسكري روسي متقاعد قوله إن نتائج اجتماع شويغو-الأسد ستترجم في ميدان المعركة.
** رابط التقرير الأصلي:
http://www.al-monitor.com/pulse/ori...st-trips-aim-speculation-shoigu-damascus.html