حقد "شيطاني".. بعد تهجير الأحياء النظام يهجر "شهداء" حلب
==================
بلدي نيوز-(عمر يوسف)
قالت مصادر محلية من مدينة حلب، إن نظام الأسد يجهز لنقل رفات شهداء وموتى الثورة، من حدائق حلب الشرقية إلى مناطق نائية قرب المنطقة الصناعية بالشيخ نجار، تحت مسمى "تجميل المدينة".
وبحسب المصادر فإن معظم الرفات تابعة لشهداء وأموات من أهالي الثوار، حينما كانوا يسيطرون على معظم أحياء المدينة الشرقية منذ تحرير تلك الأحياء عام 2012، حيث تحولت تلك الحدائق إلى مقابر نتيجة حصار النظام للمنطقة، وعدم توافر قبور في الأحياء الشرقية، إضافة إلى صعوبة التنقل جراء القصف.
ومن المرجح أن يتسبب هذا النقل أو (التهجير) العشوائي إلى فقدان العديد من الجثامين وصعوبة التعرف على مكانها الجديد، نتيجة خروج ذوي الشهداء والأموات نحو الريف الغربي، بعد عملية التهجير القسري التي قام بها نظام الأسد بحق أهالي الأحياء الشرقية، بعد إعادة احتلاله المدينة، نهاية العام الماضي، بدعم روسي إيراني.
في سياق ذلك، قال الصحفي السوري وعضو مجلس ثوار حلب القديمة تمام حازم "احترام الموتى والقتلى مصان بجميع الديانات وتصونه كذلك الأعراف، وتشتهر في المجتمع السوري مقولة (إكرام الميت دفنه)، ولكن فيما يبدو إن صح القول لهذا العمل من نقل رفات وجثامين القتلى والشهداء إلى مقبرة أخرى دون موافقة الأهل أو المسؤولين عنه، فإن هذه الخطوة تناقض القانون والأعراف وتجسد حقدا شيطانيا".
وأضاف (حازم) لبلدي نيوز: "إن كان الزعم تجميل المدينة، فأي تجميل هذا الذي ينزع وجه القبح عن نقل جثامين موتى لقوا حتفهم في مواجهة براميل وقذائف تتطاير كالشرر، وإن كان تجميل المدينة الخربة الأركان، فلماذا يستهدف مناطق محددة دون غيرها إلا ليعبث مستقبلا بالتاريخ ويغير الصفات والمسميات".
ورأى (حازم) أن هذه الجريمة تتم وسط صمت وزارة أوقاف النظام المعنية بالأمر، والتي هي نصيرة للنظام أساساً، معتبرا أن حقوق الأحياء تضيع في حكم الأسد فما بالك بالأموات! على حد تعبيره.
يذكر أن نظام الأسد سيطر على مدينة حلب نهاية العام 2016 بدعم روسي إيراني، ضمن حملة عسكرية شرسة لم يشهد التاريخ مثيلا في الإجرام وانتهاك حقوق الإنسان، حيث استشهد وأصيب عشرات آلاف المدنيين، ودمرت البنى التحتية ومعظم أحياء حلب الشرقية.