الاتفاق مع الروس يواجه انتهاكات النظام بتضييق الحصار على القلمون الشرقي
==============
محلي | 2017-09-14 14:21:07
عناصر النظام في منطقة القلمون - جيتي
تواصل قوات النظام المتواجدة على الحواجز المحيطة بمنطقة القلمون الشرقي الخاضعة لسيطرة المقاومة السورية، تضييقها على حركة عبور البضائع والسلع الغذائية الداخلة إليها، وسط ظروفٍ معيشية قاسية يعاني منها أهالي المنطقة، بفعل الحصار المفروض عليهم منذ منتصف العام 2013.
في هذا الصدد قال الناشط الإغاثي "أحمد الرحيباني" في تصريح خاص لـ"زمان الوصل" إن حواجز النظام زادت من وتيرة التضييق على حركة عبور جميع المواد الغذائية والتموينية والأدوية إلى مدينة "الرحيبة" منذ نحو أسبوعين، كما خفضت من شحنات الخضار، مؤكدا أنها (الحواجز) لا تسمح حاليًا سوى بدخول سيارةٍ واحدة من الخضار يوميًا من أصل سبع سيارات كانت تدخل إلى المدينة في وقتٍ سابق، وهي بالكاد تكفي لتغطية احتياجات أهالي المدينة.
وأضاف أن عمليات التضييق تشمل كل ما له علاقة بالتجهيزات الفنية والصحية الخاصة بمواد البناء، ولا سيما مادة "الاسمنت" التي انقطعت تمامًا عن المنطقة منذ حوالي 3 أشهر، ما تسبب بتوقف العشرات من المشاريع السكنية، وأدى كذلك إلى تضرر المئات من العائلات التي أصبحت بدون مورد مادي، بسبب ارتباط مهن أصحابها بهذه المادة الحيوية.
وأشار "الرحيباني" إلى أن مدن وبلدات المنطقة، بدأت تشهد في الوقت الراهن ارتفاعًا في أسعار معظم السلع الغذائية والخضار والمحروقات، نظرًا للإجراءات التعسفية الأخيرة التي قام بها النظام بحق المنطقة، وأرجع السبب وراء ذلك إلى محاولة النظام التشويش على اتفاق وقف إطلاق النار الموقع مع الجانب "الروسي" الأسبوع الفائت.
وبحسب المصدر نفسه فإن اتفاق وقف إطلاق النار الذي جرى التوصل إليه بين ممثلين مدنيين وعسكريين عن منطقة القلمون الشرقي من جهة، وبين "الروس" من جهةٍ أخرى، لم يحمل حتى اللحظة، أي تغييراتٍ تستحق الذكر على المستوى المعيشي في مدن وبلدات المنطقة، إلا أن أهلها المحاصرين متفائلون نوعًا ما بأن تشهد الأيام القليلة المقبلة انفراجًا ملحوظًا يُحسن من أوضاعهم الراهنة، وذلك عقب تطمينات حصلوا عليها من لجنة التفاوض تُفيد بقرب البدء بتطبيق شروط الاتفاق المبرم مع "الروس".
وقال "بدر الدين أحمد" أحد أبناء مدينة "جيرود" إن "الفرقة الثالثة" قامت بالفترة الأخيرة باستبدال بعض الضباط المسؤولين عن الحواجز العسكرية التي تحيط بمنطقة القلمون الشرقي، وطلبت إليهم تشديد الحصار على المنطقة، لإجبار القائمين فيها على الانصياع لمطالب النظام، بعيدًا عن الاتفاق "الروسي" الذي يرفض ممثلو النظام توقيعه إلى الآن.
وأضاف أن لجنة التفاوض عن المنطقة، طرحت خلال اجتماعها الأخير مع الوفد "الروسي" موضوع التجاوزات المتكررة التي ترتكبها حواجز النظام بحق الأهالي، لكن النظام لجأ إلى اتباع الحيلة أثناء فترة انعقاد جلسات التفاوض، منوهًا إلى أنه أوعز إلى مسؤولي الحواجز بتسهيل حركة العبور من وإلى مدن وبلدات المنطقة، ليعيد الحد منها بعد مغادرة "الروس" للمنطقة.
وأوضح في حديثه لـ"زمان الوصل" أن قلة المواد الاستهلاكية ونفاد قسمٍ منها، فرض على أهالي القلمون الشرقي أوضاعًا مأساوية للغاية، بسبب عجزهم عن تأمين أبسط مقوماتهم الغذائية اليومية، بالتزامن مع ارتفاع أسعارها في السوق المحلية بما يفوق قدرة الكثيرين منهم على تموينها أو شرائها بكميات جيدة.
ووفقًا لما أشار إليه "أحمد" فإن النظام يسعى عبر هذه الإجراءات إلى استفزاز فصائل المقاومة العاملة في المنطقة، عبر الضغط عليها شعبيًا وعسكريًا لإجبارها على اتخاذ تدابير مماثلة، خصوصًا بعد قصفه الأحد الماضي، لمواقع تمركزها الرئيسية في منطقة "البترا".
تضم منطقة القلمون الشرقي مدنًا كبيرة مثل "الرحيبة، جيرود، الضمير، الناصرية، العطنة"، ويقطن فيها حوالي 250 ألف مدني، نصفهم تقريبًا من النازحين، في حين تتواجد فيها عدة فصائل تتبع للمقاومة السورية أبرزها "جيش الإسلام" و"قوات الشهيد أحمد العبدو" و"فيلق الرحمن" و"جيش أسود الشرقية" و"جيش تحرير الشام".
وتحظى المنطقة بأهميةٍ بالغة لدى النظام السوري، لكونها تقع على مقربةٍ من طريق "دمشق- حمص الدولية" التي يستخدمها النظام استخدامًا رئيسًا في تنقلاته البرية، العسكرية والتجارية، كما تُعّد البوابة الرئيسة "للبادية السورية" حيث يتواجد تنظيم "الدولة الإسلامية"، فضلًا عن محاذاتها للطريق الدولية "دمشق- بغداد" ومطاري "الضمير" و"السين" الحربيين.
زمان الوصل
التعديل الأخير: