الــثــورة الــســوريــة ( متجدد )





"لن ينتهي الصراع السوري إلا عندما تسيطر الميليشيات الشيعية المؤيدة لإيران، بما فيها حزب الله، على سوريا مثل سيطرتها على العراق"؟؟​
 


لماذا سقطنا؟ لاننا تعاملنا مع انفسنا كسلع دنيوية فاصبح الاعلامي تاجرصور معاناة والشرعي تاجر فتاوى فصيله والعسكري تاجر ذخيرة ولم نبع نفسا لله​
 

روسيا وإيران بذات الخندق لوقف معركة "الأرض لنا" والتحالف يقف على الحياد
==========================

crop,750x427,3458024041.jpg

(​
  • الخميس 1 حزيران 2017​


بلدي نيوز – (عبدالعزيز الخليفة)

أطلقت فصائل الجيش السوري الحر، معركة باسم "الأرض لنا" ضد ميليشيات إيران وقوات النظام في بادية الشامية، أمس الأربعاء، ونجحت الفصائل بكسر خطوط دفاع الميليشيات الإيرانية بمنطقة البادية على الرغم من الدعم الجوي الروسي، وغياب الدعم الجوي للتحالف الدولي الذي يمنع الميليشيات الطائفية من الاقتراب من قواته في التنف على المثلث الحدودي بين سوريا والعراق والأردن.

وحسب مدير المكتب الإعلامي في فصيل أسود الشرقية، يونس سلامة، فإن أهداف معركة الأرض لنا، فتتمثل "بإيقاف تقدم المليشيات الإيرانية وقوات النظام في البادية السورية، واستعادة النقاط التي كان الجيش الحر خسرها لصالحهم في وقت سابق، إضافة "إفشال المشروع الإيراني الروسي في فتح طريق إمداد ايراني بري لدعم نظام الأسد يمتد من دمشق إلى بغداد ومن ثم إلى إيران".

وكشف سلامة في حديثه لبلدي نيوز، إن الفصائل المشاركة بمعركة "الأرض لنا" تمكنت من إيقاف تقدم الميليشيات الطائفية وقوات النظام في أوتوستراد دمشق- بغداد، ومن جهة "تل دكوة" و"بير القصب" وجبل مكحول بريف دمشق التي يسيطر عليها الحر، بينما تم النجاح بإيقافه تقدمه عند سد الزلف ومنطقة الرصيعي بريف السويداء الشرقي حيث يسطير عليهما.

وأشار إلى أن فصائل الحر، نجحت بكسر خطوط الدفاع الأولى للنظام في منطقتي ظاظا والسبع بيار بريف حمص، رغم التغطية الجوية الكثيفة من طيران النظام وروسيا.

وشدد على أن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، لم يقدم أي دعم لفصائل الجيش الحر ضد ميليشيات إيران، موضحا أن تدخله السابق جاء لحماية قواته المتواجدة في التنف حيث يتركز هناك مع فصيل مغاوير الثورة، وأن منشوراته التحذيرية التي القى بها على الميليشيات الطائفية كانت تصب في تحذيرها من الاقتراب من قوات التحالف وحلفائها.

ولفت إلى وجود قوات روسيا بالمنطقة تقاتل مع النظام تتركز شرق السويداء، إضافة إلى ميليشيات (حزب الله اللبناني، والحشد الشعبي العراقي، وتجمع القوى الجعفرية، وحركة الإبدال الإيرانية) وجميعها تخضع لقيادة إيرانية.

ويقود هذه المعركة جيش "أسود الشرقية" وهو اتحاد من فصائل الثوار تشكل بعد سيطرة تنظيم "الدولة على دير الزور، ويهدف هذا التشكيل لإسقاط نظام الأسد وتنظيم "الدولة" وحماية المدنيين من هجماتهما، ويشترك معه تجمع "أحمد العبدو" وهو فصيل من أبناء منطقة القلمون الشرقي ومهين والقريتين في ريف حمص الشرقي
 

موسكو تؤكد اتفاق تنظيم "الدولة" مع "ب ي د" على الخروج من الرقة
=======================


crop,750x427,1515134700.jpg

(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});​
  • الخميس 1 حزيران 2017​


بلدي نيوز – (متابعات)

قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إنّ وزارة دفاع بلاده تؤكد ما تناقلته وسائل إعلام حول تفاهم بين ميليشيات حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي " ب ي د" وتنظيم "الدولة"، بخصوص خروج الأخير من محافظة الرقة السورية وانسحابه نحو تدمر دون قتال.

وأوضح لافروف في مؤتمر صحفي عقده بالعاصمة موسكو، أمس الأربعاء، أنّ وزارة الدفاع الروسية تسند نبأ الاتفاق بين "ب ي د " وتنظيم "الدولة" إلى معطيات موثوقة، حسب وكالة الأناضول.

وأشار إلى أنّه سمع بنفي "ب ي د" صحة الاتفاق، مبيناً أنّ المعلومات المتوفرة لدى موسكو تشير عكس ذلك.

وتابع قائلاً "وزارة الدفاع الروسية تؤكد هذه المعلومات وتسندها إلى معطيات موثوقة، والأكثر من ذلك فإنّ عناصر داعش بدأوا بالتحرك من الرقة نحو تدمر بعد انتشار هذه الادعاءات، وكما تعرفون فإنّ القوات الروسية قصفت مواكبهم".

وأعلن مصدر في وزارة الدفاع الروسية، السبت الماضي، أن لدى روسيا معلومات تفيد بتوصل القيادات الكردية في ميليشيات قوات سوريا الديمقراطية "قسد" وتنظيم "الدولة"، إلى اتفاق يُمنح بموجبه مقاتلو التنظيم ممرا آمنا للخروج من مدينة الرقة، باتجاه الجنوب.

ونقلت إنترفاكس عن المصدر، أن موسكو لن تسمح بتطبيق هذا الاتفاق وأن سلاح الطيران الروسي والقوات الخاصة الروسية على الأرض ستمنع خروج مقاتلي التنظيم من الرقة باتجاه الجنوب.

وكانت ميليشيات "قسد" التي تقودها ميليشيا الوحدات الكردية، تعهدت في بيان لها بوقت سابق، بألا يلحق أي ضرر بمقاتلي تنظيم الدولة بالرقة، إذا ما استسلموا قبل نهاية أيار/ مايو، ودعتهم إلى إلقاء أسلحتهم قبل الهجوم المتوقع على المدينة.
 

 

 

 
القوات المسلحة في عهد الاحتلال الفرنسي لسورية 1920-1946
====


كان من المتوجب على فرنسا بموجب صك الانتداب أن تعد جيشاً محلياً للدفاع عنالجمهورية السورية الحديثة عقب استقلالها, ولكن سلطة الانتداب عمدت إلى بناءمؤسسة عسكرية تدين لها بالولاء.

وقبل تحليل السياسة الفرنسية العسكرية لا بد من تفصيل تركيبة القوات المسلحة خلال فترة الانتداب والتي تم تقسيمها على النحو التالي:

١− جيش الشرق الفرنسي: تطلبت عملية إحكام السيطرة على سورية الاعتماد على جيش الشرق الذي بلغ تعداده ٧٠.٠٠٠ عام ١٩٢١ , وكان يتألف من المغاربة والفرنسيين والأفارقة. وبحلول عام ١٩٢٤ تم تخفيض هذه القوات إلى15000 فقط, حيث تم دعمها بالقوات الخاصة للشرق.
ويخلط الكثير من الكتابالمعاصرين بين جيش الشرق الذي يتكون من عناصر خارجية, وبين القوات الخاصة للشرق والتي تم تأليفها من العناصر المحلية, وأصبحت نواة الجيشين السوري واللبنانيفيما بعد.

2-القوات الخاصة للشرق: استخدمت السلطات الفرنسية القوات الخاصة للشرق كفرق أمن داخلية مهمتها حفظ النظام وقمعالثورات داخل المدن.

وقد كان تعدادها عندما تأسست عام ١٩٢٤ نحو 6500 مجند من المخطط لها أن تتكون من عشر كتائب من المشاة, وعشرين فصيل خيالة, وفصيلين أو
ثلاثة من المدفعية الثقيلة ووحدات تدعيم, ولذلك فقد استمرت القوات الخاصة في توسع حتى عام ١٩٣٥ عندما أصبح تعدادها ١٤.٠٠٠ , ثم أخذت تتناقص بعد ذلكحتى بلغ مجموعها ١٠.٠٠٠ جندي, وكانت القوات الخاصة تتألف من متطوعين منالأقليات الدينية والعرقية, إلا أن الفرنسيين حافظوا على جميع المناصب القيادية حتى( انتهاء فترة الانتداب.

3- القوات الإضافية : تم استحداث القوات , الإضافية لدعم القوات الخاصة للشرق في قمع الثورة السورية الكبرى التي اندلعت سنة ١٩٢٥
وقد غلب طابع الهمجية وسوء التنظيم على هذه الفرق الإضافية, مما اضطر السلطات الفرنسية لتسريح معظم أفرادها بعد استتباب الأمور عام ١٩٢٨ , وضمت الفرق المتبقية. منها إلى القوات الخاصة في مارس

4- قوات الدرك: تألفت قوات الدرك من ٣.٠٠٠ جندي, وكان أغلب ضباطها من السوريين ولكن ضابطاً فرنسياً برتبة مقدم ضم إليها كأركان حرب. وكانت تخضع هذه القوات لوزارة الداخلية, وشملت واجباتها حفظ الأمن في الريف وتنفيذ العقوباتالقضائية والإشراف على احتكار التبغ وحراسة السجون.

5-جهاز الشرطة: يعتبر جهاز الشرطة قوة صغيرة مقارنة بالفرق الأخرى, وقدتغلب فيها العنصر الفرنسي. وبالإضافة إلى جهاز الاستخبارات الفعال كانت مهماتالشرطة تشمل كذلك العديد من المسؤوليات الإدارية ومكافحة الجريمة.

كما تم استبدال الأكاديمية العسكرية التي سبق تأسيسها في دمشق خلال العهدالفيصلي بكلية أخرى في مدينة حمص سنة ١٩٣٢ , وكان أغلب خريجيها من السنةوالنصارى بينما كان تمثيل الأقليات الأخرى ضعيفاً بسبب تدنى المستوى العلمي لديهم.

ويمكن القول بأن القوات الخاصة للشرق كانت أكثر هذه الفرق أهمية لأنها كانتتتألف في غالبيتها من السوريين, وكانت السلطات الفرنسية تعتمد على هذه القواتلتكسب بها الشرعية وتحتكرها ورقة أساسية للتفاوض مع القوى الوطنية, في المراحل الأخيرة للاستقلال.

أما القوات التي جاءت بها فرنسا − والتي كانت تسمى جيش الشرق− فقد غادر معظمها بحلول ١٩٢٤ , وبقيت فرق قليلة استخدمت في مقاومة الثورة التي استمرت مابين ١٩٢٥ و ١٩٢٧ , وقد وقع الخلط لدى كثير من المؤرخين بين جيش الشرق والقوات الخاصة للشرق, بسبب تشابه الأسماء وتداخل المهام المتعلقة بحفظ الأمن وقمع حركاتالتمرد في أنحاء البلاد.

ولذلك فإن السطور القادمة ستركز على القوات المحلية بسبب الدور السياسي والعسكري الذي لعبته طوال فترة الانتداب.


تطور القوات الخاصة للشرق
==============


يعود تاريخ الجيش المحلي التابع لفرنسا إلى فترة سابقة لمرحلة الانتداب وتحديداً عام 1916 عندما كانت قيادة القوات الفرنسية المتمركزة في مصر تعمل على تشكيل الكتيبة(Détachement Françasis du Palestine et Syrie) الفرنسية لفلسطين وسورية (( كانت تسمى في بعض المصادر بالجيش السوري)) ضمن الحملة التي كانت تعد لها قوات الحلفاء لاحتلال البلاد العربية بعد طرد الجيوش العثمانية منها.

وكان الهدف من هذه الكتيبة إنشاء قوات محلية ينتمي أفرادها إلى المناطقالتي ينوي الفرنسيون احتلالها فيما بعد بحيث يمكن الاعتماد عليهم في تثبيت الأمنوتوفير الشرعية المطلوبة للقوات الغازية.

وفي مناورة سياسية بارعة استطاع الجنرال أللنبي, بدعم من جهاز الاستخباراتالعسكرية البريطانية, أن يكسب تأييد الجيش العربي بقيادة الأشراف الذين تمردوا على الدولة العثمانية وأخذوا يحاربون جنباً إلى جنب مع الحلفاء لإخراج الجيوش التركية منبلاد الشام.

وفي المقابل لم يكن الفرنسيون يحظون بتعاطف العرب واحترامهم وذلك بسبب تحالفهم العقائدي مع الموارنة في لبنان ونشاطهم التجاري والتعليمي الذي كانيهدف إلى خدمة الأقليات المسيحية دون غيرها في المنطقة. كما أن الأطماع الفرنسية في سورية كانت تتعارض مع طموح الأشراف بتأسيس دولة عربية كبرى على أنقاض الإمبراطورية العثمانية.

وبينما نجح الإنجليز في كسب الحركة القومية العربية وتظاهروا بتأييدها المطلق كان الفرنسيون يبحثون عن بديل يضمن لهم السيطرة على الإقليم, وكان هذا البديل يتمثل فيحلفائهم العقائديين من الأرمن الذين اشتركوا معهم في مشاعر الضغينة ضد الدولة العثمانية وضد الثورة العربية على حد سواء.

وكانت مذابح الأرمن وما تعرضوا له منالتشريد عقب تمردهم على الدولة العثمانية كفيلة بجعلهم ينتمون إلى طلائع الكتيبةالفرنسية لفلسطين وسورية, والانضواء تحت راية الفرنسيين للقضاء على الدولة العثمانية ووأد مشروع الدولة العربية التي لم تكن لتحقق لهم الكثير.

وفي نفس العام توصلت القيادة الفرنسية في مصر إلى اتفاق مع البطريرك الماروني في لبنان لتزويد القوات الفرنسية بالمتطوعين المحليين, وإرسالهم إلى قبرص عبر جزيرة أرواد السورية مقابل طرطوس حيث كان هناك مركز لتدريبهم وإعدادهم عسكرياً للانضمام إلى القوات الفرنسية المحاربة.

وبالتالي فإنه لم ينقض عام ١٩١٦ حتى تشكلت فرقة جديدة من الموارنة الذين تعود أصولهم إلى منطقة كسروان في وسط لبنان تم انتقاؤهم من قبل الكنيسة المارونيةوبمباركتها, وكان الموارنة يكنون شعوراً مماثلاً بالضغينة تجاه الدولة العثمانية ومشروعالدولة العربية الكبرى التي كان يبشر بها فيصل بن الحسين.

وقد هبت الكنيسة المارونية لتأييد المشروع الفرنسي منذ مرحلة مبكرة نظراً لما كان يتمتع به الموارنة من اهتمامالفرنسيين وعطفهم. وكان الجنود الموارنة على درجة عالية من التدريب والتسلح والانضباط, وكانوا كذلك يتمتعون بعلاقات ممتازة مع الضباط الفرنسيين بخلاف المقاتلين الأرمن الذين
كانوا ينزعون إلى الفوضى والتمرد, ونتيجة لهذا التضارب بين الفريقين فقد وقعت بينهم مواجهة عام ١٩١٧ مما أدى إلى فصل الفرقة المارونية عن الفرقة الأرمنية مع بقائهما تحت قيادة فرنسية موحدة .

وقد سجلت القوات الفرنسية لفلسطين وسورية أول إنجاز عسكري من خلال مشاركتها في حملة الجنرال أللنبي ضد القوات العثمانية في سبتمبر ١٩١٨ , وكان أداء هذه الكتيبة مرضياً للقيادة الفرنسية التي تمركزت بعد ذلك في بيروت وسيطرت على المنطقةالساحلية بأسرها.

ولكن تكرر الاعتداءات من قبل الأرمن على المواطنين المحليين في لبنان أدى إلى إعادة تقسيم هذه القوات إلى فرقتين; فرقة محلية من المتطوعين اللبنانيين والسوريين قوامها ٦٩٨ رجلاً بقيت في لبنان, وفرقة أرمنية قوامها ٤١٢٤ رجلاً تمركزت في كلكيليا جنوب شرق تركيا, وبقيت هناك حتى سرحت بعد حركة تمرد قامت بها عام ١٩٢١ , ولم تنشأ بعد ذلك فرقة أرمنية أخرى.


لقد تميزت فترة نشوء القوات الفرنسية لفلسطين وسورية ( 1916-1920) بتغلب النزعة العقدية التي لم يكن من الممكن تجاهلها, فقد كانت عملية التجنيد محصورة فيالنصارى من الأرمن والموارنة الذين لم يجمعهم سوى الضغينة الكامنة في نفوسهم ضد السلطة العثمانية والأغلبية المسلمة في الأقاليم العربية على حد سواء.

وكانت هذه العمليةتتم بإشراف الكنيسة المارونية وبمباركتها, حيث تحدث العديد من المؤرخين حول ظاهرةبعث الروح الصليبية في نفوس الضباط الفرنسيين الذين كانوا ينظرون إلى دخول البريطانيين, تؤازرهم سرية فرنسية, عاصمة بني أمية عام ١٩١٨ بأنه أول عودة للسيادة النصرانية في مدينة القديس بطرس .

وقد بلغت هذه النزعة الصليبية أوجها عندما احتلت القوات الفرنسية مدينة دمشق عام ١٩٢٠ ودخل الجنرال هنري غورو دمشق المدينة المقدسة في مواكب النصر ولم يتمالك نفسه عندما وقف على قبر صلاح الدين الأيوبي ليصرخ بأعلى صوته « ها نحن صلاح الدين »

ولم يكن الجنرال غورو وحده مسكوناً بهاجس انتصار الصليب على الهلال وانتهاك حرمة الأرض المقدسة بل شاركه عدد من المفوضين والضباط الذين أرسلتهم فرنسا لحكم بلاد الشام, وقد تحدثت عن هذهالظاهرة العديد من الصحف الفرنسية المعاصرة, ومن أبرزها صحيفة اللوموند التي انتقدت انبعاث « الروح الصليبية في القرن العشرين »

ونتيجة لهذه النزعة الصليبية فقد نظر السوريون إلى القوات المحلية التي جندتها فرنسا نظرة ريبة وحذر وعزفت الأغلبية عن المساهمة فيها طوال فترة الانتداب, في حين أسهمت السياسة الفرنسية غير المسؤولة في تعميق الهوة بين الأغلبية السنية والأقليات الدينية والعرقية بتمزيق الإقليم على أسس طائفية إلى خمس دويلات متناحرة, محدثة بذلك شرخاً اجتماعياً عميقاً على طول الساحل السوري.



القوات الخاصة للشرق خلال السنوات الأولى من الانتداب الفرنسي
=========================


شهدت السنوات الأولى من فترة الانتداب تغيراً ملحوظاً في السياسة الفرنسية تجاه سورية ولبنان, حيث توجب على الفرنسيين إقامة سلطة بديلة عن الحكم العثماني ومن ثم الفيصلي, وقد أدرك الجنرال غورو من خلال حركات المقاومة التي اندلعت في سائر أنحاء سورية بأن نزعته الصليبية وجيشه العقائدي على صورته القائمة لا يمكن أن يضمن السيطرة على هذه المنطقة التي تمثل عصب المصالح الفرنسية في الشرق.

فعمل غورو على إنشاء جهاز إدارة ذات صبغة مدنية في بيروت يرأسه المفوض السامي ويعاونه عدد منالمندوبين والممثلين في كل من الدويلات الطائفية الوليدة. ولإحكام سلطة الانتداب دأب غورو على توسيع القوات المحلية ليضمن تمثيل فئات المجتمع الموالية والتي لا تشكلخطراً مباشراً على المصالح الفرنسية في المنطقة.

ولكن السياسة الفرنسية في إدارة القوات المسلحة لم تكن متجاوبة بأي حال مع تطلعات السوريين وآمالهم, فقد اعتمد غورو ( 1919 -1923) وبعده ويغان ( 1923- 1925) على العنصر الجبلي أي سكان الجبال من الأقليات وتم تجنيد أعداد كبيرة من جبل النصيرية وجبل الدروز وجبل لبنان,وأصبح غالبية المنتمين إلى القوات الخاصة من الفلاحين العلويينوالدروز والموارنة بالإضافة إلى تشكيل فرق جديدة من الأقليات الإسماعيلية والأكراد
والشراكسة.

ويعزو المؤرخ البريطاني مالكولم ياب ظاهرة تجنيد الأقليات الطائفية في سورية إلى السياسة الفرنسية التي كانت متبعة في المغرب العربي, فقد جاء أغلب الضباط والموظفينالفرنسيين إلى سورية بعد أن تلقوا خبرتهم في شمال إفريقيا حيث كان اعتماد السلطاتالفرنسية فيها على قبائل البربر لتشكيل الفرق العسكرية الموالية وقمع المشاعر الوطنية فيالمدن الرئيسة.

وكان أفراد هذه القبائل يتمتعون بمزايا عسكرية بالفطرة ويبغضونالسلطة المركزية ولديهم رغبة جامحة بالانفصال عنها وتكوين كياناتهم الخاصة.

فقد دأبت القوى الاستعمارية على ترسيخ حالة انعدام التوازن الطائفي والاجتماعي من خلالإقامة مؤسسات الحكم المدنية والعسكرية التي تدين للمستعمر بالولاء, ولذلك فقد هدفت سياسة التجنيد إلى تجنب المدن الرئيسة واستقطاب العناصر الأكثر بداوة في المناطق التي تعاني من التخلف العلميوالاقتصادي بحيث يصبح أبناؤها أكثر الفئات انتفاعاً من السلطة الاستعمارية, ولا يتأثرون في الوقت نفسه بالعواطف القومية المتأججةفي سائر أنحاء الأقاليم المستعمرة.

إن مشاعر التعاطف التي أظهرها الفرنسيون مع المطالب الانفصالية التي قدمها العلويون والنصارى والدروز شبيهة إلى حد ما بالتعاطف الذي أبداه الإنجليز معالقوميين العرب الذين أرادوا الانفصال عن الدولة العثمانية, وفي حين أخلف الإنجليز وعدهم للأشراف وتملصوا من جميع الالتزامات التي تعهدوا بها أثناء الحرب العظمى (1914-1918) كانت السلطة الفرنسية البديلة في بلاد الشام أقدر على تحقيق مطالب أنصارها فأنشأت لهم دويلاتهم المستقلة وميزتهم في سياسة التجنيد والضرائب والخدمات العامة عن الأغلبية السنية.

وعندما شعر الفرنسيون باستتباب الأمور في سورية وتحقق هدوء نسبي في السنواتالأولى للانتداب; قاموا بتخفيض قوات جيش الشرق. بينما عمدت سلطة الاحتلال إلى إنشاء فرقة جديدة باسم: القوات الخاصة للشرقوكان قوامها من الأقليات الطائفية التي تخضع لقيادة فرنسية.

وقد أثبتت هذه الفرقالطائفية بأنها أقدر من القوات الفرنسية على إخماد الثورات وقمع المظاهرات الوطنية,وأثبتت في الوقت نفسه ولاء كاملاً لسلطة الانتداب, مما شجع الفرنسيين على استحداث عرفت باسم الفرق الإضافية − قوة عسكرية طارئة خلال سنوات الثورة (1925-1927) يتكون غالب أفرادها من الأكراد والشركس والاسماعيليين والدروز والعلويين .

جدول بعدد منتسبي القوات الاضافية من الطوائف

الطائفة ....1925 ....1930....1944

نصارى ... 1633 .....3291 ....6952

نصيريون....933.......2505.....5124

دروز .....45.........809......1958

اسماعيلي ....58.......207......352

شيعة .......3 .........38...... 788

========
========


وكان لهذه القوات سمعة سيئة بسبب جهل أفرادها والوحشية التي كانوا يعاملون بها أبناء المدن وما سجلته المصادر العديدة من تعديهم على المواطنين.

وقد تحدث القنصل البريطاني سمارت عن هذه الظاهرة, في خطاب وجهه إلى الخارجية البريطانية 23/2/1926 بقوله:

(( يشرفني أن أفيدكم بأن الفرنسيين قد جندوا حوالي ٢٠٠ إسماعيلي من السلمية شمال غربي حمص حيث يوجد تجمع إسماعيليهناك. لقد جيء بهؤلاء الرجال إلى دمشق تحت قيادة أحد زعمائهم …إن صاحب العقل الرومانسي سيسر لاكتشاف ربط تاريخي بين الفرنجة والحشاشين أيام الحروب الصليبية ضد الإسلام. ولكنالمعنيين بالوضع السوري اليوم سينظرون إلى هذه المسألة بتخوف فقد جر الفرنسيون الأرمن واللبنانيين [الموارنة] والشركس والأكراد والإسماعيليين وجميع الأقليات للمواجهة ضد الإسلام العربي. ومن المتحقق أن العرب لن ينسوا هذه الحقبة المفجعة))

وقد بلغت السياسة الطائفية أوجها في الجيش خلال الفترة ١٩٢٤مثل العلويون والنصارى وحدهم ٤٦ بالمائة من مجموع القوات الإضافية. وبسبب ما
كانت تتمتع به هذه القوات من سمعة سيئة وسوء إدارة وتنظيم فقد سرح الكثير من فرقها وضمت البقية منها إلى القوات الخاصة في مارس ١٩٣٠ , حيث شهدت فترة الثلاثينيات تغيراً في سياسة التجنيد.


قائمة تحدد نسبة الطوائف في المجتمع وفي القوات الإضافية في سورية ولبنان خلال الفترة 1924-1928:

الطائفة ......في المجتمع .......في القوات الاضافية التابعة لفرنسة

السنة ......71.3 % .........51.7%

النصارى ....12.6% .........26.6%

العلويون .....10.7% ........19.5%

اسماعيلي ....1% .........1.3%

دروز..........3.1% ........0.7%

شيعة .........1.3%..........1 %

====
====

أغلب أبناء السنة في القوات الإضافية ينتمون إلى الأقليات العرقية كالأكراد والشركس.

فقد ذهب ستيفن لونغريغ وألبرت حوراني وفيليب خوري وعدد من الكتاب الذين أرخوا لهذه المرحلة إلى أن سلطة الانتداب قد عمدت إلى إنشاء جيش طائفي لضرب المقاومة السنية ضد الحكم الفرنسي, وذلك من خلال تجنيد الأقليات من الأرمن والموارنة (1916-1920) ومن ثم النصيريين والدروز والإسماعيليين والأكراد والشركس (1921-1928) استخدمتهم في قمع ثورات السنة ضد الحكم الفرنسي التي اندلعت في عموم سورية

وركز أصحاب هذا الطرح على إبراز العنصر العقدي فيالمواجهة بين المسلمين السنة والأقليات الدينية والطائفية من جهة, والدور الفرنسي في
تأجيج الخلاف بين الفريقين من جهة أخرى.

وفي مراجعة لهذه النظرية السائدة حاول بوناكلي أن يثبت بأن السلطة الانتدابية لم تكن تسعى إلى توظيف العنصر العقدي بقدر ما كان اهتمامها منصباً نحو إحداث خلخلة في الصف الوطني المعارض لسلطة الانتداب الفرنسي ,( ١) وكانت سياستهم متباينة بحسب تغير الظروف وتباين الولاءات.

فخلال الحرب العالمية الأولى كان الجنرال أللنبي قد استحوذ على تأييد الجيوش العربية ولم يكن يسمح للفرنسيين بتجنيد أبناء السنة في صفوف
الجيش السوري التابع لفرنسا, فاعتمد الفرنسيون على الأرمن والمورانة.

وفي غضون الفترة 1924-1927 لم يكن الفرنسيون قادرين على تجنيد أبناء السنة لانعدام المصداقية وفقدان الثقة بين الطرفين, ولكن عندما هدأت الأمور في المرحلة التي أعقبت القضاءعلى الثورة الكبرى شرعت سلطة الانتداب تجنِّد عدداً من أبناء العوائل السنية في المدن وكذلك أبناء السنة القادمين من الأرياف الذين يبحثون عن الرقي المادي والمكانة الاجتماعية.

ويدلل بوناكلي على ذلك بأن الفرنسيين على سبيل المثال قد اعتمدوا على النصيريين بصورة ملحوظة طوال فترة الانتداب, ولكنهم لم يمنحوهم أي مناصب عليا في المؤسسة العسكرية. فبالرغم من أن النصيريين كانوا يشكلون حوالي نصف فرق المشاة الثمانية في القوات الخاصة إلا أنهم لم يتمتعوا بأي تمثيل في فرق الخيالة أو قوات الدرك,وحتى في الفرق التي كانت لهم الأغلبية فيها فإنهم لم يستلموا أي مواقع قيادية.

ويلاحظ كذلك بأن الفرنسيين لم يجندوا أبناء القبائل النصيرية التي تمردت عليهم كعشيرة البشاغرة على سبيل المثال, بل كان التجنيد محصوراً في العشائر التي أظهرت الولاء للفرنسيين أو كانت محايدة على أقل تقدير.

وبناء على ذلك يقرر بوناكلي بأن الفرنسيين قد استخدموا العنصر الطائفي في الفرق العسكرية لضمان ولائها, ونظراً لأن النصارى كانوا أكثر الفئات التي يمكن الاعتماد عليها من ناحية الولاء والتأهيل العلمي فقد استحوذوا على الرتب العليا في الجيش,وشغلوا المناصب الإدارية والفنية, وقد انسجموا مع الفرنسيين بسبب تربيتهم الغربية والعلاقات التجارية والتعليمية التي كانت تربطهم مع فرنسا منذ عام 1860

وبينما كان الدروز والنصيريون يستحوذون على فرق المشاة في القوات الخاصةوالقوات الإضافية, كان تمثيل الأكراد والشركس عالياً في قوات الدرك. أما في جهاز الشرطة فقد اعتمد الفرنسيون على النصارى الذين بلغت نسبتهم ٦٥ بالمائة, ثم جاءت نسبة الإسماعيليين في المرتبة الثانية, حيث كان تمثيلهم يقدر بحوالي ٠.١٧ رغم أنهم لم يكونوا يمثلون أكثر من ٠.٠٧ بالمائة من سكان الإقليم.


٣



تطور جيش الشرق الموالي لفرنسة خلال فترة الثلاثينيات
======================


نظراً لهيمنة العنصر الطائفي على القوات المسلحة واستبعاد العنصر السني خلال الفترة 1920 - 1929 فقد انضوى غالبية أبناء السنة القادرين على حمل السلاح تحت راية إبراهيم هنانو وحسن الخراط وغيرهم من قادة الثورات التي اندلعت في دمشق وحلب وحماة وحمص وتلكلخ وحوران خلال الفترة 1921- ١٩٢٧ .

ونتيجة لهذه الخلفية العدائية فقد كان أبناء السنة يعتبرون الانضمام إلى الفرق العسكرية التي شكلها الفرنسيون نوعاً من الخيانة. وانحصرت عضوية هذه الفرق في العناصر الطائفية المعادية للحكم الفيصلي, وكان يجمعهم كذلك عامل الحقد على العوائل الإقطاعية السنية التي
هيمنت على العمل السياسي وملكية الأرض.

ولكن هذه السياسة تغيرت بصورة كبيرة خلال فترة الثلاثينيات. فقد ناءت خزينة السلطة المركزية بتكاليف الدويلات الطائفية المتعددة, وبدأت همة الفرنسيين تضعف إزاء الاستمرار في تكريس انفصال الساحل السوري وجبل الدروز عن المنطقة الداخلية,− وتزامن ذلك مع قيام المفوض السامي بونسو (1926 -1933) ومن بعده دومارتيل (1933-1938) بمحاولات لإبرام معاهدة مع الوطنيين وإقرار دستور للجمهورية وترتيب الأوضاع في سورية ولبنان على صيغة تحفظ المصالح الفرنسية بعد الانتداب

وكانت أول خطوة اتخذها الفرنسيون على الصعيد العسكري هي ضم الجيش السوري مع القوات الاضافية لتشكيل القوات الخاصة للشرق التي أصبحت نواة الجيشين السوري واللبناني فيما بعد.

وتزامن هذا الإجراء مع تسريح عدد كبير من القوات الإضافية سيئة السمعة, في حين أخذ يتزايد عدد المجندين من أبناء السنة بحيث تراوحت نسبة تمثيلهم بين 30 -50% خلال الفترة من 1930-1943 .

وفي عام 1932 أسست الأكاديمية العسكرية في حمص والتي كان أكثر خريجيها من الضباط السنة والنصارى ومن ثم حافظت على نسب محددة من أبناء الطوائف.(

ويذكر الضابط النصيري محمد معروف بأن الفرنسيين كانوا يتخيرون طلاب الكلية العسكرية حسب الطائفة والمحافظة, وكانوا يراعون تمثيل جميع الطوائف والمحافظات فيها, فقد كانت الدورة التي سجل فيها سنة ١٩٣٩ , من أصغر الدورات, وشارك معه فيها: أنطوان خوري عن الموارنة في اللاذقية, فيليب صوايا عنالأرثوذكس في اللاذقية, محمد معروف وحسن مهنا عن العلويين في اللاذقية, شارل جان عن الكاثوليك فيحماة, أنور تامر عن الإسماعيليين في حماة, وجيه حداد عن السنة في اللاذقية, كمال ماظ من دمشق, سهيل برازيعن حماة, زهير الصلح من بيروت, وعن الدروز: مفيد غصن حلاوي من لبنان, خطار حمزة وعبد الكريم زهرالدين من دروز جبل الدروز, وكذلك بيرميان عن الأرمن ونظام الدين عن الشيعة وخالد جادا عن الشركس.

وقد أشار إلى هذا التغير في سياسة التجنيد الضابط السوري أحمد عبد الكريم في مذكراته, فذكر بأن الفرنسيين في المرحلة الأولى:

(( أخذوا يختارون الجنود وعدداً من ضباط الصف والضباط من بين أبناء الأقليات القومية في سورية كالأرمن والأكراد والشراكسة والآشوريين والأقليات الطائفية الأخرى, ثم عمدوا في مرحلة تالية إلى انتقاء بعض الأسر الموالية لهم ليكونوا ضباطاً بصرف النظر عن توفر الشروط الثقافية فيهم. أما الكوادر الأساسية والمراكز الحساسة فكانت بين الضباط وضباط الصف الفرنسيين وكانت قيادات المواقعوالمناطق وضباط الأركان وضباط حرس البادية على الأخص معالفرنسيين... وفي أواخر الثلاثينيات عندما بدأت تظهر في الأفق دلائل اقتراب نشوب الحرب العالمية الثانية اضطرت فرنسا لتعزيزوحدات جيش الشرق ليسهم بالدفاع عن منطقة الشرق الأوسطفأنشأوا كلية حربية في حمص − وتخفيض شروط الانتساب للمواطنين السوريين واللبنانيين − الأمر الذي أفسح المجال لدخول العناصر الوطنية لهذه الكلية. وهكذا لم تنته الحرب حتى ضم جيش الشرق عشرات الضباط السوريين برتب مختلفة ولكن معظمهم كانوا من الضباط الأعوان ))

ولم تكن زيادة المجندين من أبناء السنة على حساب تناقص الطوائف الأخرى بل استمرت الزيادة المطّردة في تعداد الجيش بصورة عامة نتيجة لسباق التسلح الذي بدأتهألمانيا في النصف الثاني من الثلاثينيات, فقد حافظ النصيريون على التفوق العددي فيالقوات الخاصة ولكن انحصر دورهم فيالخدمات الوضيعة بسبب تدني المستوىالتعليمي لديهم. وتشير المصادر الى أن الفرقتين في القوات الخاصة كانت ضمن الفرق العلوية الخالصة التي سرحت بسبب تدني مستوى مجنديها فيما بعد.

لاحظ محمد معروف الضابط العلوي في مرحلة الأربعينات من القرن الماضي في مذكراته بأن أفراد السرية التي كانت تحت إمرته في البوكمال سنة ١٩٤٣ , كانوا جميعهم من العلويين وكانوا تحت إمرته, وقد تولى اختيارهم وتدريبهم بنفسه, ولم يكن الحال مختلفاً عندما عين آمراً على سرية في تلكلخ حيث كانت الغالبية العظمى من الجنود والرقباء في السرية من العلويين

ويلاحظ في هذه الفترة كذلك ارتفاع مستوى تمثيل النصارى بشكل ملحوظ, فقد زاد الأرمن خلال الفترة بنسبة ٣٠٠ بالمائة من 1930 الى 1944 ولكن اقتصر دورهم على الأعمال الخدمية والإدارية ولم تنشأ فرق أرمنية خلال تلك المرحلة على الإطلاق .

لقد تبنت سلطة الانتداب سياسة تجنيد السنة لكسب المزيد من الشرعية في محاولتها وضع أسس الجمهورية الحديثة بصورة تكفل المصالح الفرنسية عقب الاستقلال,وكانت السلطات الفرنسية تجد في صفوف السنة من العوائل الأرستقراطية ومن أبناءالريف من يمكن أن يتعامل معها طمعاً في تحقيق المصالح الشخصية وتحسين مستوىالدخل, وكان هؤلاء يتبوأون المناصب العالية ويضعهم الفرنسيون في واجهة المؤسسةالعسكرية في مرحلة اتخاذ القرار,

ولذلك فإنه من الملاحظ بأن عدد أبناء السنة من خريجي الأكاديمية العسكرية كان يفوق أي طائفة أخرى. ولكن ولاء الضباط السنة لميكن مضموناً بأي حال ولذلك فقد كان يتم التخلص منهم بصورة دورية, وقد شهدت الفترة 1943 - 1944 بالتحديد تسريح أعداد كبيرة من السنة بسبب تمردهم على القيادة الفرنسية ورفضهم المساهمة في ضرب الثورة التي اندلعت عام ١٩٤٤

ويمكن تلخيص نظرية بوناكلي بأن سياسة القوات الخاصة للشرق لم تكن طائفية بالمعنى الصحيح وإنما كانت تهدف بالدرجة الأولى إلى تجنيد العناصر الموالية لفرنساوالتي كانت تنحصر في الموارنة والأرمن قبل عام ١٩٢٠ , ثم توسعت لتشمل الأقلياتالدينية والعرقية في العشرينيات, وفي المرحلة التالية تحول الاهتمام نحو جذب العناصرالسنية لتحقيق نوع من التوازن داخل القوات المسلحة.

ولكن هذه السياسة لم تكن تخل من المنغصات فقد ضطر الفرنسيون إلى تسريح جميع الفرق الأرمنية بعد تمردها عام 1921, واضطرت بعد ذلك إلى استبعاد شق من الطرشان في دولة الدروز, وإلى استبعادقبيلة البشاغرة في الدولة العلوية بسبب تمردهم على الحكام الفرنسيين, واضطرت كذلك إلى تطهير صفوف الجيش من العناصر السنية بشكل دوري وخاصة خلال السنواتالأخيرة من الحرب العالمية الثانية.

وبالتالي فإن السياسة الطائفية في الجيش لم تكن في حقيقتها تحمل بعداً عقائدياً, بلكانت محاولة سياسية لترجيح موازين القوى تبعاً لتغير الظروف خلال فترة الانتداب.ولم تكن تهدف فرنسا من سياستها هذه إلى إنشاء جيش طائفي بل كانت تحاول أن تطبقالسياسة التي انتهجتها في المغرب العربي عن طريق اجتذاب الأقليات الأكثر ولاء للمستعمر والتي تشترك في تميزها الديني والعرقي عن الأغلبية, وفي مطالبتها بالانفصال عن السلطة المركزية


ويمكن اختتام هذا الفصل بعنصر أخير أضافه دريسدل إلى سياسة التجنيد في القوات الخاصة للشرق, وهو الاهتمام الذي أبداه الفرنسيون في مستوى التسلح والاستعداد الطبيعي لدى أبناء الطوائف للقتال,

فقد صرح حاكم دولة العلويين الفرنسي دي لاروشيه, في معرض حديثه عن النصيريين:

(( سيكون العلويون مفيدين جداً بالنسبة لنا, ولا يمكننا الاستغناء عنهم, فجميعهم مسلحون ويمكنهم أن يشكلوا معارضة قويةضدنا, ولذلك فإنه من مصلحتنا أن نحظى بتعاطفهم, وأن نفضلهم على غيرهم ))


وفي تقرير آخر لأحد المسؤولينالفرنسيين; فإن سكان سورية ليسوا أهل حرب وقتال ولكن توجد استثناءات لهذه القاعدة,

فقد وصفت المصادر الفرنسية الدروز بأنهم « جبليون ميالون للقتال » :وبأنهم مقاتلون بالفطرة ومتعصبون بكل ما تحمله الكلمة من معنى ))

وفي معرض آخر تصف الوثائق الفرنسية النصيريين بأنهم ((همج وقطاع طرق ولكن حتى في عمليات النهب وقطع الطرق تجد فيهم صفات الرجولة وحسن التحكم بالنفس ))


وتعرضت المصادر للشراكسة كذلك بأنهم مقاتلون بالفطرة, مفترسون كالنسور ويتمتعون بموهبة فطرية للقتال ))

ووصفت الإسماعيليين الذين استخدموا بصورة ملحوظة في قمع المظاهرات الوطنية بدمشق بأنهم (( محاربون قساة ))

ويمكن القول بأن العنصر الجبلي من أبناء الأقليات قد استهوى الفرنسيين نظراً لماكان يتوفر فيهم من استعداد طبيعي للقتال بالإضافة إلى ميلهم للتمرد وكراهيتهم للسلطة المركزية, فبادرت سلطة الانتداب بضمهم إلى مختلف الفرق العسكرية التي حافظت على هذه المزايا لدى انضمام أفرادها إلى الجيش السوري, ليشكلوا بعد ذلك نواة الحركات الانقلابية التي عصفت بالسلطة المركزية ورسخت حكم العسكر خلال الفترة
التي أعقبت الاستقلال.

 

صحيفة: الأسد أمر بسحب البطاقات الأمنية عدا الصادرة عن “الأمن الوطني”
=====================
ذكرت صحيفة “بلدنا نيوز”، المقربة من النظام السوري، أن الأسد أمر بسحب البطاقات الأمنية للحاصلين عليها من الأفرع المنتشرة في المحافظات السورية.

ووفق ما رصدت عنب بلدي على صفحات مولية للنظام السوري، فإن البطاقات الأمنية المُصدرة من الأفرع تسحب جميعها، عدا الصادرة عن مكتب “الأمن الوطني”.


ونقل الخبر إعلاميون ومراسلون حربيون، يعملون مع قوات الأسد، ومنهم الإعلامي الحربي جعفر يونس.

ولاقى الخبر جملة التعليقات في “فيس بوك”، وكتبت فيروز داوود “حلو هالحكي.. لازم ينوضع حد لجماعة البطاقات الأمنية يلي بيستخدموها على كيفهن”.

بينما دعت نسرين كامل “يارب وع قبال منع ارتداء اللباس العسكري، إلا لعناصر الجيش العربي السوري”، وردت “بشرى حزن” عليها، “قرار صائب بركي بينضبطوا الزعران”.

فادي مكانسي علق على الخبر وكتب “إلقوا إذا بتلقوا لسى كل واحد ناتعلي ألف بطاقة عسكرية، وعاملي فيها هو الدولة كل وحدة شاريها من محل”.

بينما تساءل أيهم سعيد “يعني المتطوع واخد بطاقة من الفرع شو وضعو؟”.

وتوجه بعض السوريين إلى استصدار بطاقة أمنية “لتسيير أمورهم”، بينما استخدمها آخرون لفرض أنفسهم كقياديين في ميليشات وبناء ممالكهم في الحرب.

وبحسب الصفحات الموالية للنظام، فإن التجار “الكبار” يحملون بطاقات يبرزونها على الحواجز المنتشرة في معظم المحافظات السورية، والتي تتيح لهم المرور دون تفتيش أو تُسهّل عبورهم على الأقل.

 

رئيس الأركان الأردني: الجيش لن يدخل سوريا
============
قال رئيس هيئة الأركان المشتركة الأردني، محمود فريحات، إن القوات المسلحة الأردنية لن يكون لها أي وجود أو دخول للأراضي السورية.

وأضاف فريحات خلال مأدبة إفطار أمس، الأربعاء 31 أيار، أن ما يقال عبر وسائل الإعلام المختلفة، حول دخول الجيش الأردني لسوريا هو إشاعات.

مسؤولون أردنيون أكّدوا في تصريحات سابقة أن “الأردن موقفها ثابت من سياسة الدفاع بالعمق السوري، دون الحاجة لتدخل عسكري”.

وكان رئيس النظام السوري، بشار الأسد، قال في مقابلة مع “سبوتنيك”، في نيسان الماضي، إن لديه معلومات حول وجود خطط لدى الأردن، لإرسال قوات إلى جنوب سوريا بالتنسيق مع أمريكا.

وتوعد الأسد الأردن بالقول “في حال دخولها لا نناقشها كدولة، بل كأرض”.

واعتبر الأسد أن “الأردن وفي كل الأحوال كان جزءًا من المخطط الأمريكي منذ بداية الحرب في سوريا، فالأردن ليس بلدًا مستقلًا على أي حال، وكل ما يريده الأمريكيون منه سيحدث”.

لكن وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق باسم الحكومة الأردنية، محمد المومني، رد على تصريحات الأسد، بـ “المنسلخة عن الواقع”.

وقال مومني إن “تصريحات الأسد مرفوضة وادعاءات، ومؤسف أن يتحدث الرئيس السوري عن موقف الأردن، وهو لا يسيطر على غالبية أراضي بلاده”.

ويأتي ذلك في ظل الحديث عن تفاهم أمريكي روسي لإقامة منطقة آمنة في جنوب سوريا، بحسب ما قاله مسؤول غربي لصحيفة “الشرق الأوسط”، الاثنين الماضي.

وأضاف المسؤول إن “درعا قد تكون المنطقة الأنسب لبدء تنفيذ تفاهم بين واشنطن وموسكو لتخفيف التصعيد، عبر وقف القصف على ريف درعا قرب حدود الأردن، والسماح بمجالس محلية ومساعدات إنسانية، باعتبار أن هذه المنطقة ليست تحت نفوذ إيران”.

 
قبل اشهر او عام كانت الاخبار كثيرة و المعارك و التحركات و الحشود.... و المتابعين حتى، موضوع الثورة اصبح مهجور.

العبرة بمن صدق لا من سبق.. بمن منذ اول يوم لازال يحتفظ بنفس المبادئ و القيم و يقاتل لاجلها بلا هوادة و لا ملل و لا كلل و لا شكوى...
 
مقتل القيادي في حزب الله اللبناني عبدالحميد محمود شري والملقب ب (أبو المهدي) خلال المعارك الدائرة في بادية الشام
 
"قسد" تطرد النازحين العرب من منبج
مهلت ميليشيات قوات سوريا الديمقراطية "قسد" منتصف ليلة أمس، مدّة أقصاها 48 ساعة لعشرات العائلات النازحة لمغادرة مدينة منبج، والتي تبعد عن مدينة حلب 80 كم.
وفي التفاصيل، قامت ميليشيا قوات سوريا الديمقراطية "قسد" بإنذار 58 عائلة في حي "السبع بحرات" في مدينة منبج، وهم نازحون من مناطق "الباب والسفيرة وتيارة والباب والرقة والقرى المجاورة لهما"، لمغادرة المدينة في مدة أقصاها 48 ساعة "ابتداءً من منتصف ليلة أمس الأربعاء".
وأشارت مصادر محلية إلى أن معظم الأهالي الذين يتم طردهم هم من السكان الذين تعود أصولهم إلى خارج المدينة ومن لديهم أقارب في صفوف الجيش السوري الحر.
وتسببت حملة "غضب الفرات" التي تشنها "قسد" ضد تنظيم "الدولة" في مدينة الرقة بنزوح عشرات الآلاف من المدنيين، يتوجه الكثير منهم إلى مناطق سيطرة "قسد" والجيش السوري الحر في الشمال السوري.
يشار إلى أن ممارسات "قسد" بحق النازحين يأتي في إطار "سياسة التهجير للعرب" من المناطق التي تسيطر عليها بهدف "تحقيق التغيير الديمغرافي"، وفق مصادر سياسية وقبلية.
يذكر أن قوات "قسد" سيطرت عل مدينة منبج في صيف عام 2016 بعد مواجهات مع تنظيم "الدولة" بدعم من التحالف الدولي، بالتزامن مع سيطرة الجيش السوري الحر على مدينة جرابلس ومناطق واسعة في ريف حلب الشرفي في إطار عملية "درع الفرات".​
 
معركة البادية السورية.. حرب المصير
تشهد المعركة الدائرة في البادية السورية تطورات محمومة بين أطراف المواجهة تجسدها منعطفات غامضة, تتمدد معها مساحة السيطرة حينا وتتقلص أحيانا, تتشابك فيها قواعد الصراع, تتعاظم الخلافات على المكان والاتجاه, وبين هذا وذاك, تتباعد الفجوات بين المتصارعين في صحراء تلتهم رمالها كل يوم عشرات القتلى لتموت معها مشاريع وتطفو على السطح أخرى إيذانا لتفاهمات قد تطول أو تقصر أو تصحو على قرع طبول حرب مديدة.
تقدم هذه الورقة وصفًا موجزًا للمعركة الناشبة في البادية السورية بين فصائل الجيش السوري الحر, والميليشيات الشيعية الإيرانية التي يساندها الروس, بالإضافة إلى تنظيم "الدولة" المتقهقر, ونوطئ لهذه الورقة باستعراض تحليلي موجز لأهمية البادية السورية في بعدها العسكري المتصل بنتائج المعركة وأهدافها، وما يرافق ذلك من تحولات كبيرة بين أطراف الصراع الدولي في خطط المواجهة والأهداف المتباينة في السباق إلى منطقة وادي الفرات, مع رصد أطراف الصراع عددا وعدة, وآفاق القادم بين المتصارعين حسب وجهة عجلة المعارك, وما يمكن أن تؤول إليه الأحداث بكل تشابكاتها المعقدة.
وتستعرض هذه الورقة أبرز التطورات وأكثرها تأثيرا في مسرح المعركة, كما تناقش المحركات الدافعة لكل الأطراف التي فرضت مراجعة الخطط استجابة للتطورات المتماهية مع الانعطاف الأميركي بعد قرع طبول الحرب في الرياض ضد تنظيم "الدولة" وإيران, والتوقف عند حالة الإرباك الروسية المعتادة على تخاذل إدارة أوباما في الملف السوري, وأخيرا تحاول الورقة تصوير المشهد وفقا لشكل البادية بدروبها وممراتها المتغيرة واستنتاج المعطيات في شكلها المتوقع.
مقدمة
احتدم وطيس الحرب على البادية السورية بين قوى الصراع المحلية والإقليمية والدولية كنتيجة طبيعية لمفرزات اجتماعي آستانة والرياض, وعلا غبار الحرب واشتد أوارها لتكون الحدث الأكبر على الساحة السورية. ولما تزل المعارك في تمدد مستمر على خريطة البادية المتبدلة بين وقت وآخر.
أمام استمرار المعارك طرأت تغيرات على نمط القتال وخططه وإمكانياته ومواقف الأطراف في التحالفات والتكتلات, وما يشكل السيطرة عليها من قوة دفع لعجلة الحرب وتأثيرا مهما في الجبهات الأخرى يجني ثمارها الفائز وصولا للهدف الأبرز المتمثل في السيطرة على منطقة وادي الفرات الغنية بنفطها وثرواتها وجغرافيتها.
الأهمية الإستراتيجية للبادية السورية
يمكن وصف البادية التي تشكل 40 بالمئة من مساحة سورية, والبالغة 74 ألف كيلومتر مربع, بأنها تشكل منطقة حيوية، تدفع جميع أطراف الصراع للسيطرة عليها.
يسمى القسم الجنوبي الأوسط منها "الحماد" وتتميز بمعدلات منخفضة من الأمطار سنوياً تقدر بحوالي 127 مم فقط.. وتعتبر الجزء الأكثر حساسية وتأثيرا في قلب سورية باعتبارها بوابة العراق عبر منفذ "التنف", وتتصل بالمملكة الأردنية بحدود طويلة, وتجوب ثراها قبائل عربية عريقة مثل "بني خالد والفواعرة والعمور"، وعلى حوافها الغربية تتموضع قبائل الجبل وتعتبر مدينة تدمر حاضرتها ومركز استقطاب كبير في زمن الحرب والسلم, وفيها منطقة خنيفيس الغنية بالفوسفات.
ومنها يمر خط القوس الفارسي أو ما يسمى الهلال الشيعي معبر إيران البري الوحيد عبر "التنف" وصولا إلى دمشق فاللاذقية وبيروت على البحر المتوسط, وإلى الجنوب والغرب منها تقع معاقل الجيش السوري الحر التي تقاتل تنظيم "الدولة" والميليشيات الإيرانية منذ ثلاث سنوات, وتتواجد على أطرافها أكبر المطارات الحربية التابعة للأسد (التيفور والشعيرات والسين والناصرية). والذي يسيطر على فيافيها ووهادها, يضع نهاية لتنظيم "الدولة" في منطقة وادي الفرات.
ويتبع ذلك قيمة إستراتيجية وجيوإستراتيجية للبادية من خلال تنوع تضاريسها بين السهلية والهضبية التي تضم سلاسل جبال القلمون الشرقي, وسلسلة جبال تدمر, ويخترقها وديان شهيرة كوادي المياه الذي ينتهي بنهر الفرات مما جعلها حظيرة مفتوحة للثروة الحيوانية من أغنام وإبل أعطاها ميزة اقتصادية لها أهميتها الكبيرة في ظروف السلم والحرب .
لذلك انطلقت القوى المتصارعة لتلتقي في هذه الفيافي المتباعدة, فالجيش الحر أطلق معركة كبيرة تحت مسمى "بركان البادية", وأطلق على أخرى "الأرض لنا".
وتكمن أهمية البادية في كونها أهم نقطة وصل وفصل جغرافي بين العراق وسورية وهو ما يضعها في خريطة من يسعى لتحقيق نصر عسكري ضامن لوحدة سورية أو تقسيمها.
وعسكريا, يكتسب معبر "التنف" الواصل بين طهران وبغداد ودمشق فبيروت أهمية استراتيجية بعد إغلاق فصائل الثورة لهذا الممر الدولي الهام.
ويعتبر التحكم بطرق إمدادات الميليشيات الشيعية الإيرانية وتحركاتهم, تهديدا لتماسكهم والتأثير على أفكار قادتهم ومقاتليهم, فيربك حساباتهم ويحد من خياراتهم, وحجم التأثير يتوقف على طبيعة التحكم بها وطرق توظيفها. كما أن مسار فصائل الجيش الحر باتجاه مدينة البوكمال وتحرير مناطق وادي الفرات من بين أهدافه المعلنة.
هنا تجدر الإشارة إلى أن من بين ما ركزت عليه الميليشيات الشيعية التحرك إلى عمق البادية بعد أوامر صدرت من طهران في سباق محموم للسيطرة على تركة تنظيم "الدولة" المتقهقر والسيطرة على معبر "التنف", وسعيها لإخضاع كامل البادية السورية بوصفها ثقلاً جغرافياً واستراتيجياً.
في ظل هذه المعطيات, يمكن تفسير التعامل المبكر مع معبر "التنف" من قبل فصائل الثورة حيث هاجمتها بالتعاون مع التحالف في العام 2014م وطردت منه تنظيم "الدولة", وهي خطوة عسكرية قطعت الطريق مبكرا أمام أية محاولة لجعل المعبر نقطة استراتيجية لإيران وميليشياتها.
المشهد الميداني القائم
تكشف المعارك الجارية في البادية السورية عن وجود اندفاعة إيرانية شيعية غير منضبطة باتجاه معبر "التنف" الاستراتيجي, مما حدا بفصائل الجيش السوري الحر بالتحرك عسكريا لصد هذه الهجمة غير المسبوقة بتنسيق عالي المستوى بين تكتل "جيش أسود الشرقية" وتجمع "الشهيد أحمد العبدو" و"شهداء القريتين", قدمت خططا تكتيكية أبهرت نتائجها المراقبين بكسر القوس الدفاعي الاستراتيجي الذي أنشأته الميليشيات الشيعية على الطريق الدولي دمشق - بغداد رغم انكشافها الجوي أمام الطيران الحربي الروسي وذاك التابع لنظام الأسد.
ولرصد سير المعارك وتفاعلاتها المهمة لابد من معرفة أطراف القتال .
أولا: فصائل الجيش الحر
- جيش أسود الشرقية: أحد أهم وأقوى فصائل الجيش الحر في منطقة البادية السورية, تشكل في العام 2014م بعد انفصاله عن جبهة الأصالة والتنمية, له نفوذ وسيطرة واسعة في البادية السورية يقوده طلاس السلامة أبو فيصل.
- لواء شهداء القريتين: يضم ثوار القريتين والمناطق المحيطة بها, وله دور فاعل وأساسي في محاربة نظام الأسد وتنظيم "الدولة", يقوده أبو حسام.
- جيش مغاوير الثورة: تشكيل عسكري, يعرف سابقا باسم جيش سورية الجديد ينتشر في البادية السورية بالقرب من معبر التنف الحدودي مع العراق تشكل أواخر العام 2016م بدعم من التحالف الدولي, وأهم أهدافه محاربة تنظيم "الدولة" وطرده من مناطق البادية ووادي الفرات, يقوده المقدم مهند الطلاع.
-تجمع الشهيد أحمد العبدو: فصيل عسكري مقاتل يتألف من تجمع عدة ألوية وكتائب وسرايا, أسسها العقيد بكور السليم الذي اغتاله تنظيم "الدولة" إثر عملية انتحارية في البادية السورية يسيطر على مناطق واسعة في القلمون الشرقي ومنطقة الضمير.
- جيش العشائر: فصيل مسلح ينتمي للجيش الحر يقوده أبو راكان, ويتألف من أبناء العشائر, مهمتهم قتال نظام الأسد وتنظيم "الدولة"، تربطه مع الأردن علاقة وطيدة, ينتشر عناصره على الحدود مع الأردن وفي ريف السويداء الشرقي.
ثانيا: قوات نظام الأسد وميليشيا الشبيحة والميليشيات الشيعية
مثل هذه التشكيلات الطرف المواجه لفصائل المعارضة المسلحة, وهي:
- الميليشيات الإيرانية: مجموعة من المقاتلين الشيعة زجت بهم إيران في معارك البادية لمواجهة فصائل الجيش السوري الحر مقابل مبالغ مالية وتجييش طائفي لقتال أهل السنة, يطلق على تشكيلاتها أسماء إيديولوجية مثل (حركة الأبدال العراقية, والقوة الجعفرية, وميليشيا سيد الشهداء, وميليشيا محمد الباقر, وحزب الله اللبناني, وكتائب أبي الفضل العباس الشيعية العراقية, ولواء فاطميون العراقي). إضافة لمجاميع الحرس الثوري الإيراني، وتمتلك إيران قاعدة عسكرية مركزية بالقرب من مطار دمشق الدولي وفروع أخرى في مطاري الضمير والناصرية, ولقي العديد من قادة وعناصر الميليشيات مصرعهم في المعركة الدائرة.
- قوات نظام الأسد: تتكون من بقايا الجيش وتمتلك عدة قواعد عسكرية في ريف دمشق الشمالي الشرقي, أهمها التجمع العسكري في منطقة القطيفة مركز الفرقة الثالثة وبعض القطع العسكرية المنهكة المتناثرة حول مطار السين. وباتت جميعها تحت إمرة ضباط وخبراء روس عسكريين .
- ميليشيا الشبيحة المشاركة في معركة البادية: وهي جماعة مسلحة شكلها أمن نظام الأسد لقمع المتظاهرين، من أصحاب السوابق الجنائية التي أفرج عنهم الأسد في بداية الثورة يرفعون شعار "شبيحة للأبد كرمى لعيونك يا أسد". يتخذون من السويداء مركزا لهم, أطلقوا معركة "لبيك يا سلمان" وهو أحد الشخصيات الدينية الدرزية, ومنهم مجموعة وئام وهاب اللبناني, مهمتهم قمع أحرار محافظة السويداء, زج بهم الإيرانيون في معارك الجبل, يرفعون العلم الروسي, ويتحدر غالبيتهم من أهالي محافظة السويداء, بالإضافة إلى شبيحة السوتورو الآشورية.
- تنظيم "الدولة": العدو المشترك لجميع الأطراف المتصارعة, يسيطر على مساحة كبيرة من البادية السورية, وبات في وضعية متقهقرة بعد خسارته مناطق شاسعة لصالح الميليشيات الشيعية الإيرانية.

دوائر الاشتباك وتكتيك المعركة
تجري معارك البادية السورية وفق خطط تفرضها الأحداث العسكرية على كل طرف وسط صحراء مترامية الأطراف, ولا يمكن فصلها عما يجري في ريف السويداء أو منطقة التنف, أو الرحيبة وجيرود, بمعنى أن الصورة هنا وهناك تصعيد عسكري واستماتة لكسب مزيد من الأرض يقابله تصعيد واستماتة للتشبث بالأرض واستردادها, وفي جانب التكتيك المتبع في معارك البادية, فالملاحظ أن فصائل الجيش الحر في معركة "سرجنا الجياد لتطهير الحماد" التي أطلقها جيش أسود الشرقية كانت قد تحولت من وضعية الدفاع إلى الهجوم وتطويره مما مهد عمليا لتحرير منطقة واسعة بعد أن كسرت في المرحلة الأولى من المعارك خطوط دفاع النظام والتنظيم في مناطق "ظاظا والسبع بيار والشحمي" على أتوستراد دمشق بغداد, وفي منطقة الزلف بريف السويداء الشرقي، وفي المرحلة الثانية قامت إيران بزج ميليشياتها الشيعية المتعددة الجنسيات وإطلاق سلسلة عمليات على محاور عدة بهدف إبعاد الجيش الحر عن طريق بغداد - دمشق, وتمكنت من السيطرة على مناطق واسعة على جانبي الطريق, واقتربت من قاعدة التنف العسكرية بهدف فتح الممر الإيراني الواصل بين طهران والبحر المتوسط مرورا ببغداد ودمشق, وأتاحت سيطرة الميليشيات الشيعية على مواقع إستراتيجية واقعة على الطريق الدولي دمشق- بغداد، فرصة تقطيع مناطق سيطرة فصائل الجيش الحر إلى جزر يسهل الإطباق عليها وحصارها بعدما تقدمت من عدة محاور في جنوب شرق مطار السين تزامنا مع الاندفاعة في شرق السويداء، وفي حال اتصال ميليشيات الشيعة ببعضها سيتم حصار مناطق فصائل الجيش الحر أسود الشرقية وجيش العشائر في محيط بئر القصب، شرق مطار خلخلة, مثلما أطبق الحصار الكامل على منطقتي جيرود والرحيبة, مما جعل تجمع أحرار العشائر يطلق معركة "بركان البادية", وكذلك أسود الشرقية في معركة "الأرض لنا".
الجيش الحر والانكشاف الجوي
إن تضاريس البادية السورية الجرداء الواسعة والمفتوحة لا توفر مخابئ وملاذات آمنة في حال استهدافها بالطيران الحربي, وعندما أعلنت فصائل الجيش الحر الأربعاء31 أيار/مايو، طرد قوات النظام والميليشيات الإيرانية من عدة مواقع في البادية السورية، أفاد سعدي الحاج لشبكة بلدي نيوز, وهو الناطق باسم المكتب الإعلامي لـ (جيش أسود الشرقية) "بتشكيل غرفة عمليات جديدة تحت مسمى (الأرض لنا)، تضم كلاً من جيش أسود الشرقية وتجمع الشهيد أحمد العبدو. والتي شنّت فجر الأربعاء هجوماً واسعاً على مواقع المليشيات الشيعية الإيرانية في البادية السورية، واستطاعت كسر خطوط الدفاع الأولى للمليشيات، والسيطرة على نقاط متقدمة بالقرب من حاجز ظاظا والسبع بيار في البادية السورية", وأكد الحاج "انسحاب سيارات محملة بقتلى من المليشيات الإيرانية باتجاه مطار السين، وتصاعد ألسنة اللهب داخل مواقعهم بعد استهدافها براجمات الصواريخ والمدفعية".
فكثف الطيران الحربي الروسي وذاك التابع للأسد غاراته الجوية على المنطقة المذكورة, وكذلك على منطقة بئر القصب وتل دكوة بهدف "الشلل الاستراتيجي" للجيش الحر وحرمانهم من استخدام قدراتهم الهجومية والدفاعية في منطقة مفتوحة ومكشوفة جوا لعدم امتلاك فصائل الثوار لمضادات دفاع جوي ذات أمدية تطال الطائرات الحربية الروسية التي تحلق على ارتفاعات شاهقة.
بصورة عامة، يمكن القول إن الضربات الجوية الروسية المستمرة ضد فصائل الجيش الحر تأتي لتغطية تقدم الميليشيات الشيعية, ولو توفر للجيش الحر غطاء جوي لدارت رحى الحرب بطريقة مغايرة لعلها تمكن الثوار من حسمها بأيام قليلة.

الضربة الأميركية اليتيمة وفشل احتواء الميليشيات الشيعية
شنت الميليشيات الشيعية الإيرانية هجوما باتجاه معبر التنف الحدودي مع العراق مركز تجمع جيش مغاوير الثورة القريب من قاعدة عسكرية للتحالف الدولي, وجاء الهجوم تزامنا مع اجتماع عسكريين ودبلوماسيين أميركيين وروس في العاصمة الأردنية عمان لبحث إقامة "منطقة آمنة" تقع بين دمشق والأردن، فأبلغ االبنتاغون عبر قناة الاتصال مع وزارة الدفاع الروسية ضمن اتفاق "منع الصدام" رسالة عاجلة مفادها بوجوب وقف تقدم رتل عسكري قادم باتجاه التنف, وجاء الرد الروسي بأن الميليشيات الإيرانية مستمرة بالتقدم, فوجهت القاذفات الأميركية في البداية ضربات تحذيرية, ثم دمرت الرتل بكامله.
وتعد هذه الضربة اليتيمة والوحيدة من نوعها في دفاع قوات التحالف عن أرض تخضع لسيطرة فصائل الجيش السوري الحر المدعومة من البنتاغون.
ومن خلال المتابعة وتطورات الأحداث المتلاحقة تبين أن الضربة موجهة ضد الميليشيات الإيرانية, وتحذيرها من تجاوز الخطوط الحمراء التي رسمتها إدارة الرئيس ترامب, واختبار مقدرة موسكو على احتواء الميليشيات الشيعية ومدى قدرتها على الانفكاك عنها في حال التفاهم على إقامة منطقة آمنة في الجنوب السوري.
بالمقابل تلقت إيران الرسالة الأميركية بإصدار أوامر لميليشياتها اللبنانية والعراقية الاستمرار في التقدم عبر محاور عدة على جبهات سيطرة الجيش السوري الحر, وتوقف عملياتها العسكرية على جبهة تدمر- السخنة ضد تنظيم "الدولة", والتقدم البطيء باتجاه معبر التنف لاختبار جدية واشنطن التي تنأى بنفسها عن المواجهة الميدانية في سورية.
السباق إلى المعابر.. ومعركة كسر العظم
لا تزال طهران مستمرة في الضغط على الطريق الدولي بغداد- دمشق بتحرك بطيء باتجاه معبر التنف، لانتزاعه من سيطرة فصيل جيش المغاوير التابع للجيش السوري الحر, لاستكمال رسم القوس الفارسي, ضمانا لاستمرار شريان تدفق الإمدادات لميليشياتها اللبنانية والعراقية والأفغانية الخاضعة عسكريًا وعقائديًا لها, وللتوغل باتجاه محافظة دير الزور من بوابة البوكمال لقطع الطريق أمام فصائل الجيش الحر المدعومة من التحالف الدولي بالسيطرة على معبر القائم العراقي - البوكمال السوري بالتعاون بين الميليشيات الشيعية العاملة في الأراضي السورية, وميليشيا "الحشد الشيعي" من الجانب العراقي, مما يجعل إيران تبدي اندفاعا كبيرا للوصول إلى معبر التنف أولا.
تزامن التمدد الإيراني مع ظهور قوات أميركية وبريطانية علناً إلى جانب فصيل مغاوير الثورة خلال تقدمها باتجاه معبر التنف، إذ قام التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن بقصف رتل عسكري لهذه القوات المتقدمة، في رسالة واضحة الدلالات، بأن التحالف لن يسمح للمليشيات الإيرانية بالوصول إلى المعبر, وتعاظمت لغة التصعيد ضد إيران في لقاء الرياض وما استولد عنه من حلف جديد, عبر عنه الرئيس دونالد ترامب في إظهاره عداء علنيا للسياسة الإيرانية التي تحاول جس نبض جدية واشنطن فزجت بقواتها باتجاه عدة محاور, وجعلت محور التنف رأس الحربة غير آبهة بقصف رتل ميليشياتها ما دام القتلى مرتزقة وعملاء, وشددت واشنطن عبر مناشير ألقتها من طائراتها بعدم تجاوز "حاجز ظاظا" الذي يبعد مسافة 55 كم من معبر التنف, وبذلك ستتوقف إيران عن مواجهة الولايات المتحدة إن اقترنت تحذيرات واشنطن المتتالية من المساس بمصالحها في هذه المنطقة الحيوية, من هنا يبدو المشهد كسر عظم في السباق إلى المعابر التي تشكل لكلا الطرفين أهمية إستراتيجية, تتوقف على مدى تفعيل إدارة ترامب لآلية مواجهة طهران في هذه المنطقة التي ستكون مفصلية في إطار الصراع على سورية.
تفاعلات معركة البادية وآفاقها المحتملة
تعمل فصائل الجيش السوري الحر وبالأخص (جيش أسود الشرقية, وتجمع الشهيد أحمد العبدو وتجمع شهداء القريتين) بالتنسيق والتعاون فيما بينها على زيادة رصيدها, فتمكنت منذ انطلاقة المعركة الأخيرة من تحرير مناطق إستراتيجية مهمة (ظاظا والسبع بيار والشحمي على أتوستراد دمشق بغداد, وفي منطقة الزلف بريف السويداء الشرقي). محققة نتائج كبيرة يمكن رصدها من خلال امتلاك هذه الفصائل المبادرة والمبادأة, وباتت الميليشيات الشيعية الإيرانية تعتمد بشكل رئيسي على سلاح الطيران الروسي, بعد أن عطلت قوى الثوار جزئيا تقدم القوات المعادية، وبعد زج إيران بكامل ميليشياتها في المعركة الدائرة اتسعت يمينا وشمالا ما يعني دخول مناطق أخرى ضمن دوائر المعركة مثل معبر التنف على الحدود العراقية, وكذلك الشريط الحدودي مع الأردن, مما يضطر الميليشيات الشيعية, وقوات نظام الأسد لاستقدام أعدادا كبيرة من التعزيزات عدا عن تشتت سلاح الطيران, علاوة على اشتداد المواجهة التي تبديها فصائل الثورة, مما يعطي المجال لتنظيم "الدولة" للملمة صفوفه والعودة من جديد لخلط الأوراق في البادية السورية في حال إصرار واشنطن على وقف تمدد إيران في المنطقة وإغلاق الحدود السورية العراقية في وجهها, لذلك تستميت إيران ومعها نظام الأسد درءا لمثل هذا المصير, حيث تعتبر السيطرة على منطقة الحدود السورية العراقية توسيعا للمنطقة المحررة وتحولها لمعسكرات داعمة للثورة بالمقاتلين ومؤن الحرب, وستخسر إيران منفذها البري الوحيد نحو البحر المتوسط. لذلك فإن فصائل الثورة المسلحة تشن هجوما بشكل يومي على قواعد الميليشيات الشيعية الإيرانية سواء على أوتوستراد بغداد أو في ريف السويداء الشمالي الشرقي, وتعمل على التشبث بالأرض التي حررتها وتأمينها وتحصينها, خاصة أن عددا من الاعتبارات المهمة تدفع الطرف الآخر للقتال باستماتة في محاولة الوصول إلى معبر التنف. غير أن اتساع المساحات الصحراوية من طريق بغداد شمالا, ولغاية ريف السويداء الشرقي, يضخم حجم حاجة فصائل الثورة، من عناصر إلى خطوط إمداد وشبكة اتصالات ونفقات, وتأمين أكبر ضد ضربات الطيران الروسي وذاك التابع للأسد، فاتساع المساحات الجغرافية في ظل حرب طويلة يدخل في رهانات غامضة في حسابات الخطط العسكرية للتركيز على الميدان الجغرافي المهدد الفعلي لأهداف إيران المتمثلة في السيطرة على الشريط الحدودي مع العراق.
وفي تفاعلات المعركة في جانبها العملياتي تفتقد فصائل الثورة وبالأخص جيش العشائر الذي أطلق معركة "بركان البادية" للتنسيق مع باقي الفصائل الأخرى لسد الثغرات التي فتحتها الميليشيات الإيرانية لعزل فصائل الثورة في جزر جغرافية واسعة لا تملك حرية الحركة بعد قطع طرق إمدادها كما حدث في الرحيبة وجيرود على أطراف البادية من الجهة الغربية.
ويتوقف استثمار معركة البادية على مدى التفاهم البيني لفصائل الثورة المسلحة, وامتلاك الإرادة السياسية التي عليها التخلص من ارتهانها الخارجي وحساباتها المجانية الضيقة.
ولعل المصالح المتضاربة بين واشنطن وطهران ومن خلفهما روسيا تعمل على وقف واستئناف المعارك تحقيقا لمكاسب سياسية, وستبقى هكذا إلى أن تتوافق مختلف القوى الإقليمية والدولية إلى حد أدنى من التفاهم على شكل تقاسم النفوذ بعد التخلص من تنظيم "الدولة".​
 
جيش الإسلام - ريف دمشق / المجاهدون يتصدّون لمحاولة عصابات الأسد التقدم بقوة مدعومة بـعدة مدرّعات على جبهة حوش الضواهرة
DBOiJF5XoAEEgp2.jpg
 
جيش الإسلام - هروب جماعي لميليشيات الأسد على جبهة حوش الضواهرة وسقوط قذائف المجاهدين بينهم
 
الإحصائية الشهرية لشهداء محافظة دير الزور 303 شهيداً قضوا بالشهر الخامس " أيار" على يد مختلف القوى المتصارعة
DBQo9LLXkAUMZ7Y.jpg
 
مقتل ٣ عناصر بينهم قيادي في مليشيا حزبالله الإرهابي على يد الجيش الحر في منطقة البادية بريف درعا
 
عودة
أعلى