دير الزور أمام 6 سيناريوهات بعد نهاية معركة البادية السورية
===================
زمان الوصل | 2017-07-14 19:59:40
الدراسة صادرة عن مركز "جسور للدراسات"
لخصت دراسة "تقدير موقف" رؤيتها للمعركة في دير الزور والبادية السورية حيث تتصارع قوى متعددة للسيطرة على المنطقة التي تتوسط أهم معقلين لتنظيم "الدولة الإسلامية" في الرقة السورية والموصل العراقية.
وتبرز المنطقة كساحة صراع جديدة بين تشكيلات عسكرية معارضة مدعومة من قبل الولايات المتحدة والحالف الدولي ضد التنظيم وبين قوات الأسد وميليشياته الإيرانية وحلفائه الروس، وذلك بحسب الدراسة، لتأمين الطريق الواصل بين دمشق وبغداد من تنظيم "الدولة"، وهو يعكس طموح إيران بتأمين طريق بري يصل بين طهران وساحل المتوسط، ولهدف ثانٍ يتمثل بمنع تشكل منطقة عازلة مدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية شرق سوريا.
الدراسة الصادرة عن مركز "جسور للدراسات" ذكرت أن التحركات الفعلية بدأت حينما شن مقاتلو "جيش سورية الجديد" والمعروف حالياً بـ "مغاوير الثورة"، في أواخر أيار/ مايو 2016، هجوماً واسعاً انطلاقاً من قاعدة "التنف" عند الحدود المشتركة العراقية – الأردنية – السورية، باتجاه مدينة "البوكمال" الاستراتيجية التي تعتبر المعبر الرئيسي الذي يصل معاقل التنظيم بين سوريا والعراق.
روسيا وإيران، حسب الدراسة، أيقنتا أن التوجه شرقاً يحتاج إلى موارد كافية بشرية وعسكرية، ما يتطلب تجميد بقية الجبهات مع المعارضة السورية، ما استدعى الطرفان في أوائل أيار/ مايو 2017، لاقتراح إقامة عدة "مناطق لتخفيف حدة التصعيد".
ومنذ ذلك الحين أصبحت القوة العسكرية لميليشيا النظام السوري موجهة بشكل كبير باتجاه محاور البادية السورية التي تبدأ من شرقي حلب وشرقي حمص وشرقي دمشق وتنتهي في البوكمال بعد أن تمر بوادي الفرات.
وذكرت الدراسة بأن الصراع على البادية السورية الخاضعة لسيطرة تنظيم "الدولة"، لا يقتصر فقط على الفاعلين المتمثلين بالنظام السوري والمعارضة السورية المسلحة، بل يشمل "قوات سورية الديمقراطية" التي وضعت موطئ قدم لها في محافظة دير الزور، منذ أن سيطرت على محطة "الكبر" النووية مطلع آذار/ مارس 2017 والتي تقع في ريف دير الزور الشمالي.
*السيناريوهات المتوقعة
================
وتوقعت الدراسة ستة
سيناريوهات لمستقبل دير الزور ضمن السياق العسكري للمعركة بين الفاعلين المحليين والدوليين، وفي ظل الصراع على البادية السورية، وهي على النحو الآتي:
1. فك الحصار عن دير الزور من قبل ميليشيا النظام السوري على المدى البعيد، وذلك انطلاقاً من مدينة السخنة التي تحاول هذه الميليشيات السيطرة عليها، وتحقيق هذا السيناريو يحتاج إلى فترة زمنية بعيدة لا تقل عن عام نظراً لصعوبة السيطرة على السخنة نفسها هذا من طرف، ولصعوبة التقدم باتجاه دير الزور بشكل سريع بسبب وعورة المنطقة وعدم القدرة على تغطية المساحات الواسعة والمكشوفة من طرف آخر.
2. دخول ميليشيا النظام السوري بمعارك استنزاف طويلة الأمد في ريف محافظة دير الزور غربي الفرات، نظراً لوعورة المنطقة وصعوبة التمترس فيها ولعدم امتلاك أعداد وافية من المقاتلين لتغطية هذه المنطقة.
3. تجميد العمليات في محيط السخنة بعد السيطرة عليها وتركيز الجهود للوصول إلى البوكمال انطلاقاً من الحميمة، وحتى في هذا السيناريو، إن لم تستطيع ميليشيا النظام السوري الوصول للبوكمال فإن جميع المناطق التي يمكن أن تسيطر عليها في موازاة الحدود السورية العراقية لا تعني شيئاً ويمكن أن تخسرها خلال ساعات، في حال شن تنظيم "الدولة" أو فصائل المعارضة هجوماً على مواقعها.
4. أن تشن فصائل المعارضة المدعومة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية هجوماً واسعاً على مواقع ميليشيا النظام السوري شمال الزكف وسد الوعر عند المثلث الحدودي جنوب البلاد، وذلك بعد استنزاف قوتها من قبل التنظيم، لكن مثل هذا الاحتمال يحتاج إلى أعداد كبيرة من المقاتلين لأن مثل هذا الهجوم يحتاج للوصول إلى البوكمال وإلا ستدخل المعارضة بدورها في معركة استنزاف لقوتها في الوقت الذي لا تمتلك فيه عناصر كافية.
5. أن تقوم الولايات المتحدة الأمريكية بنقل أعداد من مقاتلي المعارضة الذين دربتهم في قواعدها جنوب البلاد، نحو جنوب محافظة الحسكة، تحضيراً لمعركة دير الزور وشن الهجوم على أهم محاور المحافظة، وبسبب عدم رغبتها في استنزاف مقاتلي الجيش السوري الحر في المحور الغربي الجنوبي حالياً، وجعل عملياته منصبة للدفاع عن مواقعه التي تحاول ميليشيا النظام التقدم نحوها شرقي محافظتي السويداء وريف دمشق.
6. أن تقوم قوات دولية مدعومة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية للتدخل ويمكن أن تشكل الأردن عمادها، وذلك من الجبهة الجنوبية انطلاقاً من قاعدة التنف، في حال اقتربت فعلاً ميليشيا النظام السوري من السيطرة على مدينة البوكمال، لعرقلة توسيع نطاق سيطرتها أو الوصول إلى الحدود العراقية.