الــثــورة الــســوريــة ( متجدد )

تحرير الشام تستعيد مواقعها غرب حلب، وتحرير سوريا “تكتيك عسكري جديد”

ستيب نيوز
استعادت “هيئة تحرير الشام” مساء اليوم الاثنين السادس عشر من أبريل / نيسان، جميع القرى والمواقع التي خسرتها صباح اليوم، غرب حلب بعد معارك مع “جبهة تحرير سوريا”.

وأكد عضو المكتب الإعلامي لـ “جبهة تحرير سوريا”، محمد أديب، لوكالة “ستيب الإخبارية” أنّ مقاتلي الجبهة انسحبوا مساء اليوم من جمعيتي “الفرسان والسعدية” وقرية “عاجل” وتلتي “النعمان والضبعة” موضحاً أنّ الانسحاب جاء بعد قصف مدفعي مكثّف لتحرير الشام على تلك المواقع المتقدّمة والتجمعات السكنية. بهدف “تقليل الخسائر”، وهو تكتيك عسكري جديد تتبعه الجبهة، للحدّ من الخسائر بصفوفها وبصفوف المدنيين.

وأفاد أديب، بأنّ العملية اليوم، حقّقت النتائج المرجوة منها، وهي تشتيت قوّات الهيئة وتخفيف الضغط عن جبهات جنوب إدلب، فضلاً عن اغتنام كميات كبيرة من الذخائر وضرب القوّة العسكرية للهيئة، بالإضافة إلى مقتل وجرح عدّة عناصر وعطب بيك آب دفع رباعي، وأسر مجموعة من الحزب الإسلامي التركستاني، مكوّنة من نحو ستة أفراد، مما يُثبت مشاركتهم في الاقتتال، وليس الهدف للجبهة “التمدد الجغرافي”. مشيراً إلى استمرار المناوشات على عدّة جبهات في المنطقة ولم يقع خسائر بصفوف الجبهة سوى بعض الإصابات الطفيفة.

في حين ذكر مراسل ستيب، أنّ “هيئة تحرير الشام” استهدفت، اليوم، معمل “حميكو” بقذائف الهاون مما تسبّب باحتراق المعمل الذي يقوم بتشغيل الكثير من العمال البسطاء وبكفالة أكثر من (١٥٠) أرملة في مدينة دارة عزة.

وفي ريف إدلب الجنوبي، أفاد مراسلنا بأنّ الاشتباكات مستمرّة بين تحرير الشام وتحرير سوريا وصقور الشام على أطراف بلدات “موقا و جبالا وحيش”. بينما تحدّث مصدر عسكري في الهيئة لإباء، عن “صد محاولة تقدّم لتحرير سوريا على قرية (صهيان) ومصادرة سيارة نوع فان وبيك آب نوع شاص”.

 
تجدد الاقتتال بين تحريري الشام وسوريا والأخيرة تتقدم بشكل متسارع غربي حلب


أحرزت جبهة تحرير سوريا تقدماً على حساب هيئة تحرير الشام في ريف حلب الغربي ظهر اليوم الإثنين الموافق لـ السادس عشر من أبريل /نيسان الجاري، وذلك بعد تجدد الاقتتال بين الطرفين منذ أمس البارحة، حيث قامت الهيئة منتصف ليلة أمس بقصف بلدتي “مكلبيس ، عينجارة” بريف حلب الغربي بالقذائف المدفعية، وسط قصف متبادل بين الطرفين على محاور مدينة “دارة عزة”، يأتي ذلك بالتزامن اندلاع اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة بين الطرفين على محاور كل من قرى “عاجل، عويجل، السعدية، بسرطون، عنجارة” بالريف الغربي لمحافظة حلب، وفقاً لمراسل وكالة “ستيب الإخبارية” في المنطقة.

وأضاف مراسل الوكالة، تمكّنت جبهة تحرير سوريا صباح اليوم من بسط سيطرتها على قرية “عاجل” وجمعية السعدية وجمعية الفرسان وتلتي النعمان والضبعة في ريف حلب الغربي، بعد معارك عنيفة مع هيئة تحرير الشام، كما استطاعت الجبهة من أسر مجموعة تابعة لـ الحزب الإسلامي التركستاني (المساند لـ هيئة تحرير الشام) في جمعية السعدية بعد السيطرة عليها.

ومن جانبه، صرّح محمد أديب عضو المكتب الإعلامي لجبهة تحرير سوريا وقال لوكالة ستيب الإخبارية: ” قامت هيئة تحرير الشام يوم أمس بشنّ هجوم على مقاتلينا وعلى مقاتلي صقور الشام معلنةً انتهاء الهدنة ووقف كل المحاولات بالتوصل إلى اتفاق يقضي بالهدنة بين الطرفين، حيث هاجمت مواقع جبهة تحرير سوريا في ريف مدينة معرة النعمان وريف إدلب الجنوبي، ما استدعى مقاتلي الجبهة لـ صدّ الهجوم، كما استطاعت قواتنا السيطرة على عدة مواقع في ريف حلب الغربي أهمها قرية عاجل وجمعية السعدية بالإضافة لتلتين استراتيجيتين، في حين ما زالت المعارك مستمرة وقد نشهد تقدّم جديد لـ تحرير سوريا خلال الساعات القادمة “.

وقالت مصادر مطلّعة، عن اتهام وسيط وقف الاقتتال بين الطرفين “الشيخ عمر حذيفة” التابع لـ تحرير الشام أمس الأحد، بإفشال التوصل لحل بعد التوافق على أمور محددة في الجلسة الأخيرة، وقال حذيفة عبر قناته على التيلغرام أنّ الجلسة الأخيرة التي جرت الخميس الماضي، تمثلت بتحديد أمور توافقية بين تحرير الشام و تحرير سوريا، حيث قالت الهيئة في بيان لها عن طلب تحرير سوريا التشارك بإدارة المحرر، حيث تذرعت الهيئة أنها سلمتهم لإدارة حكومة الإنقاذ.




 
1523913121998.png
 
الوعي العربي
فصائل إدلب تتناحر من جديد. أجزم أنهم كانوا يحضرون ضد بعضهم في وقتٍ كانت جبهات أخرى تتوسل عونهم. لا تحزن عليهم فزوالهم بداية نهاية النظام !
 
اللواء 105 حرس جمهوري بعد أن حمل جيش الاسلام في الباصات يتوجه ليقاتل داعش في جنوب دمشق (يرموك, حجر أسود حي القدم).
Da2jeGBW4AAaFiR.jpg
 
"لن ندافع عنكم إذا بادرتم إلى عمل عسكري": أمريكا تحذر فصائل "الجبهة الجنوبية" من "استفزاز" نظام الأسد

كتب الصحفي السوري، مدير مكتب صحيفة "الحياة" سابقا في دمشق، إبراهيم حميدي، أنه بعد مرور يومين على الضربات، يمكن الحديث عن قراءتين للغارات التي حصلت بعد مرور سنة على الضربات الأميركية على قاعدة الشعيرات بعد هجوم بالسارين على خان شيخون في ريف إدلب الذي قالت واشنطن بأن الحكومة السورية مسؤولة عنه ونفت دمشق مسؤوليتها.
القراءة الأولى، وفقا لما أورده، أن الضربات الثلاثية لا تعكس تغييرا في موقف واشنطن وقد تصب في مصلحة دمشق. إذ بعثت السفارة الأميركية في عمان رسالة إلى قادة فصائل "الجبهة الجنوبية" في "الجيش الحر"، جاء فيها أن الضربات "لا تعني بأي شكل من الأشكال نهاية اتفاق خفض التصعيد الموقع بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والأردن ولا تشير إلى أي تغيير في سياستنا العامة تجاه سوريا".
وأضافت الرسالة: "باعتبارنا دولة ضامنة لاتفاق خفض التصعيد لا نرغب في أن نرى النظام يأخذ أراضيكم في الجنوب ونريد حفظ حقكم بالمطالبة بدولة الحرية والعدالة، لذلك نطلب منكم الحرص الكامل على عدم إعطاء النظام وحلفائه أي فرصة للانقضاض عليكم أو يقوم في درعا والقنيطرة بما قام به في الغوطة الشرقية". وفي تحذير واضح، جاء في الرسالة: "إذا بادرتم إلى عمل عسكري ينتهك خفض التصعيد لن نستطيع أن ندافع عنكم، وإن بادر النظام بانتهاك الاتفاق سنفعل أقصى ما بوسعنا لوقف الانتهاك وضمان استمرار اتفاقية خفض التصعيد".
وتشير التوقعات، وفقا للكاتب، إلى أن نظام دمشق سيركز بعد غوطة دمشق على الأحياء الجنوبية للعاصمة ومخيم اليرموك قبل الانتقال إلى ريف حمص، على أن يترك ملفا إدلب وجنوب البلاد لمرحلة لاحقة باعتبار أن هاتين المنطقتين تتعلقان بتفاهمات روسيا مع تركيا وأميركا والأردن وإسرائيل.
ونقل الكاتب عن رئيس مجلس العلاقات الخارجية، ريتشارد هاس، قوله إنه "ليس هناك تغيير ملحوظ في السياسة الأميركية حيال سوريا". وأكد هذا الدبلوماسي السابق الذي يحظى باحترام كبير "أن الأميركيين لم يتحركوا لإضعاف النظام".
ويعتقد محللون أن الضربات لم تعكس تغييرا في سياسة واشنطن وحسب، بل إن التأخر في توجيهها أعطى وقتا لدمشق كي تخلي مواقعها والمراكز الثلاثة المستهدفة "بحيث تفرغ الضربات من أي مضمون جدي على البرنامج البحثي الكيماوي"، كما تحدث دبلوماسي. وقال: "الضربات لم تغير جوهريا في المشروع ولن تلعب دور الرادع".
وعرض الصحفي السوري قراءة أخرى للضربات الثلاثية، ملخصها عدم التقليل من البعد الإستراتيجي لها، فإذا كان الرئيس فلاديمير بوتين عقد قمة ثلاثية مع نظيره التركي رجب طيب إردوغان والإيراني حسن روحاني في أنقرة الأسبوع الماضي، فإن "حلفا ثلاثيا" جديدا برز عبر الضربات ودفع إردوغان إلى التريث في الاندفاع نحو تعزيز علاقته الاقتصادية والعسكرية والسياسية مع بوتين الذي يرمي إلى إضعاف "حلف شمال الأطلسي" (ناتو) من البوابة التركية. ودعا المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأميركية نيكولاس بيرنز إلى إقامة "تحالف دبلوماسي أميركي - عربي – أوروبي" يهدف إلى "موازنة النفوذ السلبي للثلاثي الروسي - الإيراني – السوري" التركي.
وأظهرت الضربات الفرق بين القدرات العسكرية الأميركية والروسية وأنه عندما تتحرك الماكينة الأميركية يظهر ضعف إمكانات موسكو، ومن شأن هذه الضربات أن تعزز الداعمين لبقاء القوات الأميركية شرق نهر الفرات بعدما طلب ترمب قبل أسابيع من مستشاريه تقديم خطط بعد ستة أشهر وعشية الانتخابات النصفية للكونغرس في نوفمبر لسحب ألفي جندي أمريكي.
وفي هذا السياق، نقل الكاتب عن مسؤول غربي قوله: "التحرك الثلاثي سيضعف الأصوات في الاتحاد الأوروبي والمنطقة التي كانت تدعو إلى التطبيع مع دمشق والمشاركة في إعادة الإعمار". وباتت الغلبة حالياً للمطالبين بفرض عقوبات إضافية على دمشق سواء في الاتحاد الأوروبي أو واشنطن، ويتوقع أن يتضمن مجلس الوزراء الأوروبي المقبل فرض عقوبات إضافية.
وقد تستعمل الدول الثلاث الضربات لممارسة ضغوط سياسية على موسكو للانتقال إلى بحث العملية السياسية والمفاوضات في جنيف. كما ستعمل لندن وباريس للضغط على واشنطن لتبني إستراتيجية أوضح في سوريا.

 
إسرائيل تعترف بقصف قاعدة (T4): "لقد كانت المرة الأولى التي نهاجم فيها أهدافا إيرانية مباشرة"

كتبت صحيفة "هآرتس" العبرية أن مسؤولا عسكريا إسرائيليا رفيع المستوى كشف للكاتب في صحيفة "نيويورك تايمز"، توماس فريدمان، أنها "كانت هذه هي المرة الأولى التي نهاجم فيها أهدافًا إيرانية مباشرة، سواء المرافق أو الأشخاص"، والحديث هنا عن القصف الإسرائيلي الأخير لأكبر قاعدة عسكرية في سوريا (T4) شرق حمص، وقُتل فيها جنود إيرانيون.

ونقل التقرير أن مسؤولا عسكريا إسرائيليا رفيع المستوى اعترف لصحيفة "نيويورك تايمز" بأن إسرائيل استهدفت القاعدة الجوية الإيرانية "تي 4" في سوريا الأسبوع الماضي. وقال المصدر العسكري الإسرائيلي: "كانت هذه هي المرة الأولى التي نهاجم فيها أهدافًا إيرانية مباشرة: سواء المرافق أو الأشخاص".

وأشار المسؤول إلى أن الطائرة الإيرانية من دون طيار المسلحة التي اخترقت المجال الجوي الإسرائيلي هي بدابة لـ"حقبة جديدة"، قائلا إن "هذه هي المرة الأولى التي نرى فيها إيران تفعل شيئًا ضد إسرائيل وليس بالوكالة". وذكر التقرير أن الهجوم الإسرائيلي خلف سبعة قتلى من أعضاء فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، ومنهم العقيد مهدي دهقان، الذي قاد وحدة الطائرات من دون طيار خارج القاعدة الجوية السورية T4، شرق حمص في وسط سوريا.

وهذه هي المرة الثانية في خلال شهرين التي تتعرض فيها القاعدة العسكرية للقصف والهجوم من قبل الطيران الإسرائيلي، ففي المرة السابقة، في فبراير الماضي، قُصفت بعد إطلاق طائرة إيرانية بدون طيار منها، والتي اخترقت الأجواء الإسرائيلية وتم إسقاطها بواسطة مروحية تابعة للسلاح الحربي الإسرائيلي.

وردا على ذلك، تم تفجير مقرات التحكم الإيرانية في قاعدة الـ"تيفور"، ولكن النظام الدفاعي لقوات النظام السوري نجح، حسب وسائل إعلام النظام، بإسقاط إحدى الطائرات الإسرائيلية المقاتلة التي شاركت في الهجوم، إذ تحطمت طائرة إسرائيلية من طراز "أف 16"، والتي أصيب فيها طياران، ما حفز لتحرك واسع للجيش الإسرائيلي في اليوم نفسه عبر تنفيذ سلسلة من الغارات ومهاجمة أهداف إيرانية وسورية.

وتعرضت قاعدة الـ"تيفور" قبل أيام مجددا لقصف ولهجوم نسبته روسيا إلى السلاح الحربي الإسرائيلي، حيث أسفر القصف عن مقتل 14 عسكريا، سبعة منهم من الحرس الثوري الإيراني. وقد زعم الجيش الإسرائيلي ولتبرير استهدافه للقاعدة العسكرية المذكورة أن الطائرة الإيرانية المسيرة التي تم إسقاطها كانت مسلحة وموجهة لتنفجر في إسرائيل.
 
مزمجر الشام
فصائل الجنوب عامة وعلى رأسها أحرار الشام تلقت أموالاً لفتح معركة في درعا أبان هجوم النظام على الغوطة .. ثم ظلوا يماطلون حتى سقطت الغوطة وأكلوا الأموال !
فصائل العار والخيانة !
 
مسح مشاركتي بخصوص حقيقة خليل المقداد وبقية المرتزقه لماذا ؟
 
اتمنى من الادارة مسح المشاركات التي تتحدث عن الاديان وتعمم وصف اتابعهم على شئ معين. فهي ليس فقط كذب تاريخي ولكن ايضا لان التعميم اصلا خاطئ ويتبعه من لا علم له.
 
الحرب في سوريا
الضربات الصاروخية ضد سوريا

بعد الضربة الجوية الصاروخية الئلاثية ( امريكا - بريطانيا - فرنسا ) والضربة على جبل عزان ( ااسرائيل ) الليلة الماضية تعرض مطار الضمير قرب دمشق ومطار الشعيرات قرب حمص يعتقد انها اسرائيلية وحالة استنفار في الجولان المحتل تحسبا لاي رد فعل سوري .

الضمير والشعرات.png
 
الحرب في سوريا
الصراع الايراني الاسرائيلي على الاراضي السورية

نقلا عن موقع ( southfront.org ) الروسي المقرب من النظام السوري نشر خارطة من الصحافة الاسرائيلية تحدد فيها اهم ئلاثة قواعد ايرانية على الاراضي السورية وهي ( مطار التي فور - مطار السين - مطار دير الزور )

1-181.jpg

 
الحرب في سوريا
الصراع الايراني الاسرائيلي على الاراضي السورية

نقلا عن موقع ( southfront.org ) الروسي المقرب من النظام السوري نشر خارطة من الصحافة الاسرائيلية تحدد فيها اهم ئلاثة قواعد ايرانية على الاراضي السورية وهي ( مطار التي فور - مطار السين - مطار دير الزور )

مشاهدة المرفق 112683

بسام جعارة :

تل أبيب تنشر صوراََ للمطارات التي يسيطر عليها الأيرانيون بسوريا

Da-iC_BX4AAZnmb.jpg
 
جمال سلطان :

رويترز: إنذار خاطئ أدى إلى إطلاق الدفاع الجوي السوري صواريخ ، ولم يكن هناك أي هجوم ، ....
وكان إعلام الحكومة السورية قد أعلن عن نجاح الجيش في إسقاط عدد من الصواريخ المعادية ، وهو ما ثبت عدم صحته ـ

عادي يا جماعة أين الخطأ
 
مسرحية الكيميائي السورية الترامبية

د. فيصل القاسم


لا يسعك إلا أن تحترم الأنظمة الغربية وعلى رأسها أمريكا عندما يتعلق الأمر بسياساتها الداخلية تجاه شعوبها، فهي تفعل أقصى ما بوسعها عادة لإرضاء مجتمعاتها، وهي تقتصد كثيراً في ممارسة الكذب والدجل داخل بلادها. والحكومات الغربية الديمقراطية تتصرف تاريخياً كالوحوش الضارية التي تراها تصطاد الحيوانات الأخرى، وتأتي بها لجرائها بكل حنان. قبل لحظات نشاهدها وهي تمزق أجساد الفرائس، وعندما تصل إلى صغارها نجدها تتصرف معها بغاية الرأفة والدماثة. وقد شاهدنا رد فعل الحكومة البريطانية وبقية الدول الأوروبية ضد روسيا لمجرد أنها اشتبهت بمحاولة الروس اغتيال جاسوس روسي في بريطانيا، فطردوا مئات الدبلوماسيين الروس، وفرضوا عقوبات رهيبة على موسكو من أجل مواطن روسي يعيش على الأرض البريطانية. وهكذا طبيعة الغرب، فهو يتعامل دائماً مع الداخل بمنتهى العناية والرقة ومع الخارج بعقلية الضباع والذئاب. لا تهمه الشعوب الأخرى أبداً، وإذا ما تعاطف معها، فلغاية في نفس يعقوب، وليس دفاعاً عن حقوق الإنسان كما يدعي.
وقد شاهدنا ذلك عدة مرات في التصرفات الأمريكية تجاه الشعب السوري الذي استخدم النظام وحلفاؤه ضده كل الأسلحة المحرمة دولية بما فيها السلاح الكيماوي. وكل ما تفعله أمريكا كل مرة هو إطلاق التهديدات الجوفاء وابتزاز النظام السوري لأغراض لا علاقة لها مطلقاً بالجريمة الكيماوية.
في عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، أطلق الرئيس الكثير من التهديدات، ووضع الخطوط الحمراء إزاء استخدام الغازات السامة في سوريا، لكنه لم يفعل شيئاً لصالح الضحايا مطلقاً. وعندما هدد باستخدام القوة ضد النظام السوري، وحشد البوارج الأمريكية للبدء بقصف النظام لم يكن يريد أن يعاقب الأسد على فعلته النازية، بل كان يستغل أرواح الضحايا لتحقيق مكاسب عسكرية وسياسية لصالح أمريكا وإسرائيل تحديداً في المنطقة. لقد حبس العالم أنفاسه في أيام أوباما انتظاراً لضربة أمريكية قاصمة تنتقم لمئات الأطفال الذين ماتوا اختناقاً بغازات الأسد السامة. لكن فجأة سحب أوباما بوارجه وطائراته، وأعلن أنه تراجع عن الضربة بعد أن توسط الروس بين النظام من جهة وأمريكا وإسرائيل من جهة أخرى. وقد أنتجت الوساطة الروسية إقناع النظام بالتخلي عن السلاح الاستراتيجي السوري ألا وهو السلاح الكيماوي الذي تخشاه إسرائيل. ونسيت أمريكا صور الأطفال المرعبة وهم يموتون اختناقاً. لقد تم تجريد النظام من ترسانته الكيماوية ليس حفاظاً على أرواح الشعب السوري، بل كي لا يستخدمها مستقبلاً ضد إسرائيل.
وبما أن النظام وحلفاءه الروس والإيرانيين يعرفون العقلية الأمريكية التجارية جيداً البعيدة عن الأخلاق بعد الشمس عن الأرض، راح يستخدم السلاح الكيماوي عمال على بطال في كل المناطق التي استعصت عليه. ولا يمر شهر إلا وتظهر صور الأبرياء المختنقين بالغازات السامة، ولا أحد ينتبه إليها أو يعيرها اهتماماً إعلامياً لا في أمريكا ولا في أوروبا. لكن فجأة قبل أيام راح الإعلام الأمريكي والأوروبي يتحدث عن جريمة كيماوية في غوطة دمشق. وقد كشر الرئيس الأمريكي ترامب عن أنيابه هذه المرة بطريقة صارخة، ووصف الرئيس السوري بالحيوان في أكثر من تغريدة. وظن العالم أن ترامب سيثأر للضحايا هذه المرة على عكس سلفه أوباما الذي اتهمه ترمب بالتردد والضعف والتغاضي عن جرائم الأسد. هنا أيضاً حبس العالم أنفاسه، خاصة بعد أن أعربت فرنسا وبريطانيا عن استعدادهما لدك الجيش السوري عقاباً على فعلته الكيماوية الجديدة. لا بل إن ترامب نفسه وعد بإطلاق الصواريخ الذكية لتطال كل مواقع النظام رغماً عن أنف روسيا. ووعد بأن العالم سيشهد حدثاً عظيماً، لكنه فجأة كتب تغريدة جديدة ناقضت كل تغريداته السابقة التي جعلت العالم يقف على رؤوس أصابعه لأيام وليال. قال: نحن لم نقرر موعد الضربة، وقد تكون قريبة وقد لا تكون أبداً. واضح تماماً هنا أن شيئاً ما دار خلف الكواليس بين الروس من جهة والإسرائيليين والأمريكيين من جهة أخرى، خاصة وأن الرئيس الروسي اتصل برئيس الوزراء الإسرائيلي وتباحثا طويلاً حول الضربة الأمريكية المزعومة. ويبدو كما في المرة السابقة مع أوباما، توصل الطرفان إلى صفقة جديدة لصالح أمريكا وإسرائيل في سوريا. في المرة الأولى جردوا النظام من السلاح الكيماوي كما قلنا، وهذه المرة لا بد وأن الثمن الذي قبضته أمريكا وإسرائيل مقابل التغريدات العنترية التي أطلقها ترامب كبير جداً، خاصة وأن الرئيس الأمريكي تعهد هذه المرة بأنه لن يكتفي بقصف مطار سوري واحد كما فعل من قبل في مطار الشعيرات، بل سيدمر كل الدفاعات والطائرات الأسدية. وبناء على التهديد الكبير، لا شك أن أمريكا كانت تبحث هذه المرة عن ثمن أكبر من الثمن الذي قبضه أوباما مقابل الصفح عن الأسد وعدم معاقبته على قصف السوريين بالغازات السامة.
واضح تماماً أن إثارة الغرب الاستغلالي لقضية السلاح الكيماوي في سوريا مؤخراً لم تكن أبداً من أجل الضحايا، بل استخدمه هذه المرة لأغراض ومصالح غربية بحتة ربما ضد الروس والإيرانيين. ولم يأخذ في الحسبان عذابات الشعب السوري مطلقاً. لقد كانت هيصة الكيماوي الترامبية الأخيرة مجرد لعبة قذرة ستظهر نتائجها قريباً، وعندها سنعرف الثمن الجديد الذي قبضته أمريكا وإسرائيل في سوريا مقابل الصفقة الكيماوية الأخيرة.


عن القدس العربي
 
عودة
أعلى