زعيم الصقور "يساعد الرئيس العظيم" بقطع الرؤوس في عاصفة الصحراء وقيادي بارز يرى النشر "خطأ كبيرا"
===========================
إيثار عبدالحق- زمان الوصل-خاص | 2017-07-05 05:25:22
جابر في صورتين.. الأولى يدوس على رأسين مقطوعين وفي الكادر يحمل رأسا مقطوع - زمان الوصل
عاد زعيم مليشيا "صقور الصحراء"، محمد جابر، إلى واجهة شدة الشناعة من جديد، عندما نشر "المكتب الإعلامي" التابع له صورا لهذا الزعيم ولأفراد من مليشياه مع رؤوس مقطوعة، تم الادعاء بأنها تعود إلى عناصر من تنظيم "الدولة"، في إطار معركة أطلقت عليها أتباع "جابر" اسم "عاصفة الصحراء"، وتدور رحاها في منطقة سلمية.
وأظهرت الصور عناصر من "صقور الصحراء" يحملون رأسين مفصولين كليا عن جسديهما، كما ظهر "جابر" في صورة مشوشة بعض الشيء وهو جالس على كرسي بين مرتزقته وتحت قدميه وُضع نفس الرأسين على ما يبدو، وفي صورة أخرى صغيرة المقاس بدا زعيم المليشيا وهو يحمل رأسا مقطوعة مع عبارة مرافقة تقول "هيهات منا الذلة"، وتوضح أن مكان التقاط الصورة هو "عقيربات" في ريف حماة الشرقي.
*"الأستاذ رفض وعاقب"
واستطاعت "زمان الوصل" أن تتواصل مع قيادي بارز للغاية في المليشيا (تتحفظ الجريدة على ذكر اسمه حاليا)، أقر بشكل غير مباشر بصدقية الصور وبواقعة قطع الرؤوس، واصفا نشر الصور بأنه "خطأ كبير"
بينما ادعى عنصر من المليشيا لجريدتنا أن "الأستاذ (يقصد جابر) رفض وعاقب الي عمل هيك"، وتابع: "الأستاذ قال إنو هاد الإنسان لو كان سيء بس مو من حقنا نعمل هيك (يقصد قطع الرؤوس)، والأستاذ يرفض هيك شي، لاصرنا (وإلا أصبحنا) متل هل القوم (هؤلاء الناس)"، وهذا الادعاء خلاف الواقع تماما، حيث ما زالت صور الرؤوس المقطوعة منشورة ومتاحة في صفحة "المكتب الإعلامي" للمليشيا.
وتحتفظ "زمان الوصل" بسجل المحادثات التي أجرتها مع القيادي البارز ومع عنصر مليشيا "صقور الصحراء" فيما يخص واقعة قطع الرؤوس وتصويرها.
*عدو "النمر"
وكان آخر ظهور إعلامي لافت لـ"محمد جابر" في 8 آذار/ مارس 2017، على صفحة مجلة "دير شبيجل" الألمانية الشهيرة، في تقرير تولت "زمان الوصل" ترجمته حينها.
وفي ذلك التقرير أبرزت الدورية الألمانية اتهامات "جابر" لمرتزقة "سهيل حسن" (الملقب بالنمر) بأنهم "مجرد خاطفين، لصوص وقتلة"، معيدة إلى الأذهان الاشتباك الذي وقع بين مرتزقة الطرفين (جابر وحسن) على هامش معركة تدمر ربيع 2016، حيث تبادل الطرفان إطلاق النار، واضطر النظام إلى إيفاد مبعوثين رفيعي المستوى لفض الاشتباك، ومنذ ذلك الحين يتم فرز "النمور" و"الصقور" إلى جبهات قتال مختلفة.
وسرد التقرير جانبا معروفا عن "محمد جابر" وشقيقه المتمول "أيمن"، قائلا إنهما بدءا في تكوين ثروتهما من العمل في نشاطات غير مشروعة، وفي تسعينات القرن الفائت مارسا تهريب النفط من العراق نحو سوريا، قبل أن يشرع "أيمن" باستثمار الملايين في صناعة الصلب، وعندما اندلعت الثورة ربيع 2011 وتعرض النظام لعقوبات دولية نتيجة قمعه ووحشيته، لجا النظام إلى الشقيقين طالبا استخدام علاقاتهما في مجال التهريب لضمان تزويده بالنفط.
التقرير الذي حرص على تصوير هنجعية "جابر" وتسلطه سواء عبر الوصف الكلامي أو عبر الصورة المرافقة، نقل عن هذا الزعيم المليشياوي قوله إنه لا يهتم لأي سلطة أو مال، وكل ما يريده فقط "مساعدة الرئيس العظيم بشار الأسد"، منوها في نفس الوقت: "يمكننا السيطرة على أكثر من 60 ) انظر أدناه في المئة من البلاد، إذا أذنوا لنا" (للاستزادة
*بحاجتهم
يحاول "محمد جابر" وشقيقه "أيمن" فرض نفسيهما كزعيمين مطلقي اليد والصلاحيات في اللاذقية التي يأبى آل الأسد -منذ استيلائهم على السلطة قبل عقود- أن يروها سوى مزرعة خاصة لهم، وفي هذا السياق حصلت معركة دامية صيف 2016، كشف ما تسرب من أخبارها بتناطح بين حافظ ابن منذر الأسد مع أيمن جابر، في معركة خاضها أتباعهما بالوكالة، وأوقعت نحو 20 شبيحا بين قتيل وجريح.
وكانت المعركة حلقة في سلسلة كسر العظم بين آل جابر وآل الأسد، لاسيما أن الأخيرين كانوا يحسون أن أيمن ومحمد جابر قد كبرا للغاية وتمردا على حكام المحافظة الفعليين، وأن الحرب أعطت للشقيقين مزيدا من الحظوة والسطوة، فـغدا "أيمن" ملك البراميل المتفجرة في سوريا ومصنّعها الأول، فضلا عن كونه حوت الأعمال، وبات "محمد" القائد العسكري الذي يتولى زمام اثنتين من كبرى المليشيات في اللاذقية وعموم البلاد (صقور الصحراء، مغاوير البحر)، حتى بلغ من سطوة هذين التشكيلين أن أسندت لهما مهمة "حماية" المحافظة ومعاقل العلويين وحتى آل الأسد في مناطقهم.
ومع اضطرام نار العداوة واستعار غريزة "الكباش" بين الأسديين والجابريين، وصل "البل" إلى ذقن بشار الأسد نفسه، حين كان مارا بموكبه في اللاذقية (قبل عدة أشهر)، فاعترضه "إبراهيم جابر" شقيق أيمن ومحمد، وكال لقائد موكب "الرئيس" السباب.
لم يكن "إبراهيم" يعرف طبعا أن الموكب هو موكب بشار، ولكنه كان يدرك على الأرجح أنه موكب لعضو من عائلة الأسد، ولهذا تقصد اعتراضه، وقد كانت هذه الحادثة كافية ليقنع آل الأسد المستوطنون في اللاذقية "كبيرهم" في دمشق، أن آل جابر بالفعل يشكلون تهديدا لحكم آل الأسد، وأنهم تمادوا كثيرا ولابد من تأديبهم.
وقد جاء التأديب حينها، عبر إعطاء الأوامر بسحب نحو ألف عنصر مسلح من المليشيات التابعة للجابريين، فضلا عن اعتقال "إبراهيم" والاستيلاء على سياراته التي كان يستقلها وعناصره.
لكن عودة "الصقور" بقيادة "محمد جابر" للمشاركة في معارك السلمية الدائرة حاليا، كشفت أن النظام -وبشار شخصيا- لا يستطيع الاستغناء عنهم، وأنه ما يزال بأمس الحاجة لكل مرتزق، في ظل استمرار نزيف قواته البشري، فكيف إن كان هؤلاء المرتزقة من الطراز الدموي "المميز"، ومن الذين خاضوا معارك ضارية ومفصلية في ريف اللاذقية وتدمر وحلب.
زعيم الصقور وشقيق ملك البراميل.. "قوات النمر" لصوص وقتلة أما نحن فنريد مساعدة "الرئيس العظيم"