محتويات هذا المقال ☟
من سرب الوثائق السرية الأمريكية وهل أرادت أمريكا نشر التضليل عبرها؟
أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أن الولايات المتحدة تقيم المخاطر المترتبة على أمنها القومي، والتي نجمت عن تسريب وثائق سرية . تتعلق خصوصا بالحرب في أوكرانيا
وأكد خبراء أمن غربيون ومسؤولون أميركيون الاشتباه في ضلوع شخص من الولايات المتحدة في تسريب الوثائق . التي انتشرت على الإنترنت وتضمنت تفاصيل تتعلق بالحرب في أوكرانيا وبجهاز المخابرات الإسرائيلي.
وتحاول وزارة العدل الأميركية التي فتحت تحقيقا بشأن الوثائق تحديد مصدر التسريبات.
شكوك بشأن “معركة الربيع”
في الأثناء، تحوم الشكوك حول عزم الجيش الأوكراني إطلاق “معركة الربيع” أو الهجوم المضاد ضد الجيش الروسي،. بعد أن كشفت وثائق أميركية مسربة عن خطط الاستعداد للمعركة وطبيعة الدعم العسكري الغربي.
يأتي ذلك في وقت أكدت فيه مجموعة فاغنر الروسية أن الجيش الأوكراني يستعد لمعركة الربيع وحشد ما بين 200 إلى 400 ألف عنصر لذلك.
هل يصبح الهجوم المضاد مجرد سراب؟
سؤال يلفه الغموض في ضوء تقارير أكدت أن القوات الأوكرانية لا تملك من الموارد ما يكفي للدخول في معركة كبيرة.
وكانت الوثائق الأميركية المسربة كشفت جوانب من خبايا الحرب وكيفية الاستعداد لها بما يشمل برامج تدريب وتسليح للجيش الأوكراني. بمعدات حديثة من قبل حلف الناتو والولايات المتحدة. وهو ما من شأنه أن يفيد روسيا ويمكنها من الوقوف . على تفاصيل المعركة وتحسين التحضيرات لمواجهتها.
وهناك ما يشير إلى خلل آخر في الاستعداد للهجوم الأوكراني المضاد، فصحيفة وول ستريت جورنال أشارت إلى أن الدفاعات الجوية. في أوكرانيا قد تستنفد أخر احتياطياتها من صواريخ إس 300 بحلول مايو المقبل، وبالتالي قد تخسر كييف. معركة السماء، الأمر الذي يسمح للطيران الروسي بتنفيذ ضربات في العمق الأوكراني بحرية كاملة عوضا عن إطلاق الصواريخ من أعالي البحار.
وثمة مشكلة أخرى تعترض الهجوم المضاد، وهي نقص القذائف، حيث شككت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية . في قدرة الاتحاد الأوروبي على إنتاج ما يقرب من مليون قذيفة سنويا لتوفير خط إمداد للجيش الأوكراني.
والإجابة وفق تقديرات الخبراء، أنه من الصعب جدا توفير مثل هذا العدد من القذائف على الأقل في المدى القريب.
وفي ضوء ما سبق من معطيات غربية، نجد رواية زعيم مجموعة فاغنر الروسية يفغيني بريغوجين تسير في اتجاه آخر.
حيث أفاد بأن كييف، جمعت بين 200 ألف إلى 400 ألف جندي تحضيرا لهجوم الربيع، مشددا على ضرورة عدم الاستهانة بالأمر.
وما بين غياب أفق معركة الربيع وتصريحات فاغنر، تظل المعارك مستمرة في شرق أوكرانيا وسط ضبابية في مسار الحرب.
محتوى التسريبات
في أحدث معلومات ظهرت من الوثائق الأميركية السرية المسربة بشأن حرب أوكرانيا، ورد أن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن،. أمر بمنع تحليق الطيران قرب أجواء شبه جزيرة القرم، وأن طائرات أميركية وفرنسية وبريطانية نفذت مهام استطلاع فوق البحر الأسود.
تسريبات اعتبرها محللان روسيان دليلا على حجم المساعدة التي تقدمها واشنطن لكييف، بينما يتهم محلل أوكراني موسكو. بالوقوف وراء هذا التسريبات لإفشال الهجوم المضاد الذي تجهز له بلاده ضد روسيا، وذلك خلال تعليقهم لموقع “سكاي نيوز عربية”.
التسريبات الجديدة
جاء في الوثائق الجديدة التي ظهرت في الساعات الأخيرة، أن أوستن أمر القوات الأميركية بالبقاء على مسافة 80 كيلومترا من شبه جزيرة القرم.
طائرات أميركية بدون طيار، وطائرات فرنسية وبريطانية مأهولة نفذت مهام استطلاع فوق البحر الأسود. بين 29 سبتمبر 2022، و26 فبراير 2023، وفق ما نقلته وسائل إعلام روسية.
سبق أن نشرت صور لا تقل عن 10 صفحات من مستندات عالية السرية، يرجح أنها طبعت في 28 فبراير و2 مارس،. على Discord، وهي منصة دردشة يرتادها لاعبو الألعاب الإلكترونية، قبل أن يجري تداولها على منصتي تويتر وتلغرام.
كشفت الوثائق تفاصيل تتعلق بالهجوم الأوكراني المضاد المتوقع هذا الربيع، والجدول الزمني لتسليم الأسلحة الغربية لكييف،. وقائمة بوحدات الجيش والتمركزات.
زيلينسكي مُتهم
مُهوّنا من شأن الوثائق، يقول الدكتور آصف ملحم، مدير مركز “جي سي إم” للدراسات ومقره موسكو، إن التسريبات. التي تحدثت عن الهجوم المضاد أو تمركزات الجيش الأوكراني، ليست جديدة، فالجميع يعلم أن كييف تعد لهذا الهجوم.
في رأي ملحم، فإنه “بالنظر في تلك التسريبات نجد أن المستفيد منها بشكل كبير هو الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وقيادات الجيش”. وذلك لسببين:
الأول: ابتزاز الولايات المتحدة، فالعلاقات بين واشنطن وكييف ليست في أفضل أحوالها نتيجة تأخر تسليم الأسلحة للجيش الأوكراني.
الآخر: التحضير قبل الهزيمة.. فزيلينسكي يلجأ لما يسمى بـ”الاستحواط”؛ أي أنه حال الهزيمة في الهجوم المضاد سيُرجع ذلك. إلى التسريبات؛ خاصة أن كييف تعلم جيدًا أن هذا الهجوم لن يؤتي ثماره في ظل الوضع الحالي الميداني.
الهدف الحقيقي للتسريبات
“التضليل الإعلامي” يراه ألكسندر هوفمان، المستشار الروسي في الاتصالات والسياسات الاستراتيجية، الهدف الأساسي وراء التسريبات، . مستدلا بأن:
الوثائق تعود إلى 1 مارس، فهي قديمة ولا تتوافق مع الوضع الحالي، متسائلًا ما الهدف من تسريب الخطط التي عفا عليها الزمن نسبيا؟
يُجيب هوفمان، بأنه في هذه الظروف، تندرج “التسريبات” تحت معايير الامتثال لعملية مضبوطة من المعلومات المضللة . باستخدام معلومات يفترض أنها حساسة، بغرض توصيل رسالة للجمهور بأن “كل شيء تحت سيطرتنا. لكن أوكرانيا بحاجة إلى المزيد من المساعدات العسكرية“.
التسريبات هدفها أيضًا الرأي العام الداخلي في أميركا، وتصوير الأمر أن هناك خطرا على الأمن القومي، وتابع: “حسنا، إذا كان هذا صحيحا،. فهل سيتحمل ممثلو القيادة العسكرية الأميركية المسؤولية عن ذلك؟ هل وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن مستعد للاستقالة.
الموقع العربي للدفاع والتسليح | Facebook