موضوع و جدته صدفة و انا ابحر في عالم الانترنت فاعجبني و اردت ان اشارككم به و بالطبع للامانة هو منقول من منتدي اخر اظنه و الله اعلم انه منتدي سعودي و للامانة ايضا من وضع الموضوع عضو اسمه abo-mohnad
القبائل التي سكنت الربع الخالي
صور تاريخية لبعض القبائل التي سكنت الربع الخالي
لا يهمنا من تكون هذه القبائل بقدر ما يهمنا
كيف كانت تلك الحياة
-
بين عام 1945م الى 1949م
قام السير "ولفريد سيثجر"
والذى سماه مرافقوه آنذاك بإسم (مبارك بن لندن)
بعبور الربع الخالي مرتين من الجنوب الغربي
إلى الشرق
احتل السير ويلفرد ثيسجر مكانه بين الأشخاص القلائل الذين جابوا شبه الجزيرة العربية ليس كمستكشف فقط وإنما ككاتب أيضا
فلقد وصف رحلاته بين عامي 1945و 1950 حول وعبر الربع الخالي تلك الصحراء التي تبلغ مساحتها نصف مليون ميل مربع
والتي تشكل واحدة من أقسى صحاري العالم
ولم يسبق برحاله قبله أوروبيا كان أو عربياً ماعدا البدو الذين يعيشون هناك أن تجرأ على عبور تلك الرمال الخاوية مرتين
وكان ثيسجر مقتنعاً بأنها " واحدة من أماكن قليلة باقية ترضي رغبتي الجامحة بأن أزور مناطق
لم يسبقني أحد إليها " وانها المكان الذي "
يوفر راحة البال النادرة التي تأتي مع الوحدة ووفاء البدو وسط ظروف بالغة القسوة "ولفرد ثيسجر " مبارك بن لندن "
ولد 1910م وتوفي عام 2003مويلفرد ثيسجر أو مبارك بن لندن كما سماه البدو المرافقين له من الرحالة الغربيين المشهورين
الذين زاروا الجزيرة العربية , وقام بعدة رحلات الى البلاد العربية ومنها رحلته المشهورة لعبور للربع الخالي مرتين ، ورغم ان ثيسجر لم يكن اول من قام بعبور الربع الخالي بل سبقه الى ذلك كل من الرحالة الرائد برترام توماس
والرحالة العظيم هاري سانت جون فلبي
الا ان ثسجر يعتبر افضل من وصف البدو وطبيعتهم ورمال الربع الخالي
لم يكتفي ثسجر بتسجيل الظواهر الجغرافية للمنطقة التي مر بها بل انه عايش وبعمق حياة البدو الرحل من قبائل (المشقا)
وهو الاسم الذي تطلقه القبائل الشمالية في نجد والربع الخالي على بدو المناصير وبني كثير والرواشد وغيرهم من بدو الجنوب
وهكذا تجرد ثيسجر من ثوبه الأوربي
ليعيش مع القبائل العربية حياتها الشاقة خلال الفترة من 1945م إلي 1950م
وليرتدي ملابس البدو والتي هي عبارة عن غترة وعقال بالاضافة الى خنجر عماني يلفه حول وسطه مع حزام من الرصاص
لقد أحب ثيسجر مزايا النبل والشجاعة والكرم في البدو وأقام معهم صدقات حميمة فاطلقوا عليه اسم مبارك بن لندن مما دفعة لتأليف كتابة المشهور(الرمال العربية)
يقول ويلفرد ثيسجر أو مبارك بن لندن عن الطبيعة القاسية للصحراءتتجمع سحابة ويتساقط المطر فيعيش الناس وتتبدد الغيوم بلا مطر فيموت أناس وحيوانات ففي صحاري جنوب الجزيرة العربية لا يوجد نظام للفصول فلا صعود ولا هبوط في النسغ بل قفار خالية حيث تشير الحرارة المتغيرة وحدها إلى مرور السنينانها أرض قاسية وجافة لا تعرف شيئاً عن اللطف أو الراحة ومع ذلك عاش فيها أناس منذ أقدم العصور أما الأجيال التي ولت فقد تركت حجارة سودتها النار في مواقع الخيام كما تركت بعض الآثار الواهنة للأقدام المطبوعة على ىسهول الحصباء وفي أماكن أخرى مسحت الرياح آثار أقدامهمصورة لعبور الربع الخالي - يناير 1948
يعيش الناس هناك لأنه العالم الذي ولدوا فيه والحياة التي يعيشونها هي الحياة التي عاشها أسلافهم من قبل فهم يتقبلون المشقات والحرمان ولا يعرفون سبيلاً آخر
ولقد كتب لورنس في كتابه (أعمدة الحكمة السبعة) يقول: «كانت أساليب حياة البدو قاسية حتى بالنسبة إلى الذين نشأوا فيها وفظيعة بالنسبة إلى الغرباء «موت في حياة» فليس بقدرة أي إنسانأن يحيا هذه الحياة من دون أن يتغير فهو سيتأثر ولو بصورة ضئيلة بالصحراء وبسمات البدو ستبقى فيها الحنين للعودة ضعيفاً كان أم قوياً حسب طبيعته فهذه الطبيعة القاسية في إمكانها أن تسحر المرء بصورة لا يستطيع أي طقس معتدل أن يضاهيها يقول ويلفرد ثيسجر عن قساوة حياة البدو والتباهي بها والحرية التي يعشقها البدوبيد أن تعالي البدو كان أخلاقيا وجسديا لانهم كانوا يقدرون الحرية أكثر من تقديرهم للراحة و الرفاهية ولأنهم لا يكترثون للشدائد وانما يتباهون بمشاق حياتهم القاسية فقد اجبروا القرويين وسكان المدن الذين كانوا يكرهونهم على أن يعترفوا بتفوقهمويقول ويلفرد ثيسجر عن المجتمع القبلي
كان البدو يعيشون في مجتمع قبلي فكل شخص ينتمي إلي قبيلة وكل أفراد القبيلة أقرباء ويتحدرون من سلف واحد . وكلما كان النسب اقرب كلما قوي الولاء الذي يشعر به المرء إزاء أفراد قبيلته . ويهيمن هذا الولاء على المشاعر الشخصية الا في حالات استثنائية جدا فعند الحاجة يقوم الفرد بصورة غريزية بمساندة أفراد قبيلته كما يساندونه بالمثل فلا أمن للفرد في الصحراء خارج إطار قبيلته وهذا يجعل القانون القبلي المبني على الرضي المفعول بين أكثر الأجناس وحدانية في العالم لأنه لا يجوز في آخر المطاف نبذ الرجل الذي يرفض قبول القرار القبلي . مبارك بن لندن مع بعض مرافقيه - 1946م
لذا فالحقيقة الغريبة أن القانون القبلي لا يسري مفعوله إلا في حالات الفوضى وينهارحالما يتم فرض السلام على الصحراء حيث انه في حالات السلم يمكن للرجل الذي يعترض على قرار ما أن يرفض الالتزام به . وعند الضرورة يمكن أن يترك قبيلته ويعيش وحيدا إذ لا توجد سلطة مركزية داخل القبيلة تستطيع أن تنفذ القرار
ماذا قال ويلفرد ثيسجر مبارك بن لندن عن صعوبة حياة البدو
كتب بن لندن ذات ليلة وهو يحدث نفسه ورفاقه البدو وقد تجمعوا للسمر فيما بينهم"حتى في هذه الليلة حيث يعتبر هؤلاء أنفسهم ميسورين فإنهم سينامون عراة على الرمال البارد وسيكون غطائهم مآزرهم الرقيقة فقط وفكرت أيضا بالآبار المرة في لهيب الصيف الحار حيث يروون مرة بعد أخري جمالهم العطشى إلي أن يجف أخر بئر فترغي القفار الموحشة وكم هي نفوسهم نبيلة وصبورة كنت أقارن وأنا اصغى إلى حديثهم وأراقب مجاملتهم الغريزية فادركت مدي فشلي المحزن وانانيتي الواضحة" .ماذا قال ويلفرد ثيسجر بن لندن عن أمانة البدوكنت أضع النقود في أكياس من الخيش مربوطة بخيوط ثخينه وكان الخرج مفكوكا ومع أن رفاقي كانوا في فقر مدقع فان النقود ظلت في آمان كما لو كانت مودعة في أحد المصارف لقد أمضيت خمس سنوات مع البدو ولم افقد مليماً واحداً أو حتى رصاصة مع أن قيمتها تفوق في نظرهم قيمة النقود
ماذا قال ويلفرد ثيسجر بن لندن عن تناقل البدو للأخبار
-
"ما هي الأخبار" هذا هو السؤال الذي يلاحقك في الصحراء ولو كنت بين غرباء وإذا سنحت الفرصة أمام البدو فإنهم على استعداد للتحدث لساعات . ولا وجود لتكتم في الصحراء فإذا تميز رجل فانه يعلم أن شهرته ستنتشر في كل مكان وإذا أساء لنفسه فهو يعلم بان قصته سوف تتردد في كل الخيام . إن هذا الخوف من الرأي العام هو الذي يفرض تقاليد الصحراء القاسية في جميع الأوقات . وإن وعيهم بأنهم دائما أمام جمهور من المستمعين هو الذي يجعل الكثير من تصرفاتهم متكلفةماذا قال ويلفرد ثيسجر عن الحياة القاسية للبدو وكرمهم رغم ذلك
في الصحراء يتقاسم البدو مع ثيسيجر أو (امبارك كما كانوا ينادونه) أي شيء لديهم: الماء الآسن .. و ..الخبز النيئ .. و .. لحم الجمال القاسي .. ويعلق ثيسيجر بأن قانون الصحراء كان يقضي بتقاسم الطعام بغض النظر عن ضآلته بالتساوي بين رفاق السفر . وقد حدث مرة أن اصطادوا أرنبا بريا صغيرا وبعد تقسيمه إلى الأجزاء المتساوية استدرك ابن كبينه الرفيق المقرب لثيسيجر قائلا: الله!! لقد نسيت تقسيم الكبد . لكن الآخرين أصروا على أن( امبارك) ينبغي أن يأخذه . وقد قبله أخيرا بعد الاعتراض أن الكبد كانت يجب أن تقسم أيضا . وفي مناسبة أخرى عندما أُسِرَ ثيسيجر من قبل الجنود في منطقة (السليل) في الأراضي السعودية فإن جون فيلبي الذي لعب دورا رئيسيا في تحريره أعطى رفاق ثيسيجر بعض النقود . وحين تركوا السليل أعطى محمد دليل القافلة ثيسيجر حصته من مال فيلبي وقال له: هذا خمسه لك نصيبك نحن رفاق سفر وينبغي أن نتقاسم كل الأشياء على حد سواء .
يتحدث ثيسيجر بشكل مدهش أكثر عن كرم البدو . يصور "حفاوتهم السخية" كأسطورة
في الصحراء رأى الشيخ الذي بدا فقير جدا وجلده ارتخى متغضنا على تجويف بطنه من الجوع . وقد كان الانطباع الأول لثيسيجر أن الرجل ربما كان "عجوزا شحاذا حقيقيا" لكنه علم فيما بعد أن العجوز كان أغنى رجل في قبيلته وقد أفقره كرمه لأن أحدا لم يأت إلى خيمته في أي وقت إلا نحر جملا لإطعامه .
لم يكن الرحالة "ولفريد ثيسجر" ليطلق على نفسه لقب "مبارك بن لندن" لو لم يجد من شخصية "مبارك" الفتى اليافع الذي رافقه في رحلته في الحجاز ذكاء وفطنة على الرغم من صغر سنه الذي لم يتجاوز الرابعة عشرة، والذي يعد أول دليل لثيسجر في الجزيرة العربية، وذلك عندما اختير ليكون رفيقا ودليلا لثيسجر في رحلته التاريخية التي بدأت من الحجاز وتحديدا من وادي الأحسبة بالمخواة في منتصف القرن الماضي.
مبارك الفتى اليافع هو من قرية بني شرفاء بالمخواة أعلى وادي الأحسبة كما ذكر ذلك ثيسجر الذي قال في شرحه للصور الملتقطة لرفيق دربه الأول إن الحكومة أوفدت فتى من بني شرفاء من وادي الأحسبة ليكون دليله في الحجاز.
أحمد مساعد العمري وعطية العمري من أهالي قرية بني شرفاء بمحافظة المخواة، قالا: مبارك أحد أبناء القرية إلا أنه عاش وتربى في مكة المكرمة وربما كان مقربا من الإمارة أو صبيا يعمل بها؛ الأمر الذي جعل الحكومة هناك تقرر مرافقته لثيسجر في رحلته.
ثيسجر ذي الثلاثة والعشرين سنة والمكلف من حكومة الملك عبد العزيز لدراسة الجراد 1945 سجل الكثير من الأحداث في رحلته التي بدأت من وادي الأحسبة وانتهت بعبور رمال الربع الخالي مرتين، التقط خلالها صورا في سوق الخميس بالمخواة كان من بينها صور لاثنين من أبناء شيخ قبيلة بني عمر العلي، ويظهر أن الصبيين قد حظيا بالرفاه كما يظهر من ارتدائهما ملابس الشيوخ وأبناء الذوات في ذلك الزمن. وظهر "مبارك" مرتديا الساعة الفاخرة والملابس الجميلة والعقال "المقصب" والجنبية.
ثيسجر شرح عددا من الصور التي التقطها في سوق الخميس، فإلى جانب صورة الصبيين هناك صورة لفتاة قال إنها من "هود" أتت من اليمن وربما عنى أنها جاءت من المناطق الجنوبية للمخواة؛ حيث كان الناس في المخواة وضواحيها يطلقون على البلاد الجنوبية منهم "يمن" كونها باتجاه دولة اليمن.
كما التقط صورا لكثير من الأودية والنواحي كوادي الأحسبة بالمخواة وجبل شدا الأسفل والذي قال عنه في كتابه "فوق الرمال العربية": "سلكنا وادي الأحسبة وسرعان ما دخلنا في طرق صخرية وعرة لا يوجد فيها إلا قرى قليلة. ثم قال: وفي طريقنا تراءت لنا أصدار جبال الحجاز وقمتان جرانيتان يصل ارتفاعهما إلى 8 آلاف قدم، هما جبل شدا اليماني وشدا الشامي، وهما من المعالم البارزة التي يسهل التعرف عليها من بعيد، وينمو شجر البن على هذين الجبلين".
كما ذكر ثيسجر وادي بطاط الذي تسكنه قبائل من غامد وبني سهيم ويعد رافدا من روافد وادي الأحسبة، ووادي قنونا، وبلاد بالعريان. كما وصف عملية الختان التي صادف أجراءها لأربعة صبيان في المجاردة والطقوس المصاحبة لذلك كالعرضة وغيرها والتي تستمر من أسبوعين إلى شهر احتفاء بشدة الصبيان وقوة تحملهم أثناء عملية الختان. قال ثيسجر: "وعند مغادرتنا المخواة، سرنا عبر تلال جبلية ذات حوائط عمودية شديدة الانحدار، يبلغ ارتفاعها فوقنا 3 آلاف قدم، وتتناثر المزارع على طول وادي بطاط، حيث اكتظت ضفتاه بالزراعة التي تروى من الآبار والسيول معاً، ثم اجتزنا وادي قنونا إلى الوراء من بطاط ودخلنا بلاد بلعريان وهي منطقة جرانيتية خصبة يقوم على حراستها العديد من أبراج المراقبة".
وفي وادي خاط بالمجاردة صادف الأهالي هناك يحتفلون بختان أربعة من الفتيان ما بين سن السادسة عشرة والخامسة والعشرين. ووصف ثيسجر الملابس التي يرتدونها أثناء عملية الختان وهي ثياب مميزة ـ كما قال ـ تتكون من سراويل ذي طرفين مشغولين بخيوط حمراء تلبس تحت تنورة بيضاء مشدودة بحزام على الوسط ومعاطف حمراء براقة (سديرية). وقال إن الأهل وعامة الناس يجتمعون كل عصرية وفي المساء أيضا ليرقصوا على صوت أدواتهم الموسيقية التي هي عبارة عن مزمار، وزلفة، وطبل واسع يضرب باليدين، واثنان من الأزيار يدقان بواسطة المضارب.
ثيسجر المتوفى عام 2003 عن عمر ناهز الخامسة والتسعين قال عن رحلته إلى البلاد العربية : ذهبت إلى الجزيرة العربية وسيذهب غيري بعدي لدراسة كل شيء هناك لكنهم سيتنقلون في سيارات وسيتصلون بالعالم الخارجي عن طريق الهاتف وسيأتون بنتائج أهم مما أتيت به لكنهم لن يعرفوا روح البلاد وعظمة العرب، ولو ذهب أحدهم هناك الآن بحثا عن الحياة التي عشتها فلن يجدها. وقال أيضا سافرت إلى كثير من الأماكن حول العالم وعشت بين قبائل عجيبة غير معروفة لكن واحدا من الأمكنة لم يهزني كما فعلت صحراء الجزيرة العربية.