وقد اختلفت الآراء في هذه المسألة على ثلاثة أقوال، نسردها على النَّحو التالي:
1- اللُّغة العربيَّة أصلُ اللغات الساميَّة.
2- اللغة الساميَّة الأم أصلُ اللغات السامية، ومنها اللغة العربية.
3- اللغة العربيَّة هي اللُّغة السامية الأم.
أما عن القول الأول، وهو القائل بأنَّ اللُّغة العربية أصلُ اللغات السامية، فقد ذُكِر في كتاب "اللغة العربية التحديات والمواجهة، (1 / 6 - 7)"، وأيَّده كثيرٌ من الباحثين منهم - على سبيل المثال - إبراهيم كايد، وسالم سليمان الخماش، واستُدلَّ لهذا القول بالآتي:
1- اللُّغة العربية أقدم اللُّغات التي ما زالت تتمتَّع بخصائصها من ألفاظ وتراكيب وصرف ونحو وأدب وخيال، مع الاستطاعة في التَّعبير عن مَدَارك العلم المختلفة.
2- نظرًا لتمام القاموس العربي وكمال الصَّرف والنَّحو؛ فإنَّها تُعدُّ أمَّ مجموعة من اللُّغات تُعرف باللُّغات الأعرابية - أيْ: التي نشأت في شبه جزيرة العرب - أو العربيَّات من حِميريَّة وبابلية وآرامية وعبرية وحبشية.
3- تصنيفُ عُلماء اللُّغة حديثًا كلَّ السُّلالات اللُّغوية والعودة بها إلى لُغةٍ أُم، أطلقوا عليها اللُّغة الساميَّة - تصنيفٌ مُفترض، ولا يقومُ على أساس صحيح؛ إذ أول من أطلق هذه التَّسمية هو العالم النمساوي "شولتزر" عام 1781م، وواضحٌ أنَّها تسمية عُنصريَّة اقتبسها من نصٍّ من نُصُوص التَّوراة المكتوبة بأيدي الأحبار "العهد القديم، الإصحاح 10، سِفْر التَّكوين"، في ظِلِّ تقسيم وهْمي للأجناس البشريَّة، مُستمد من أبناء نُوح وهم: سام، وحام، ويافث؛ إذ كيف ينشأ ثلاثة إخْوة في بيت واحد، ويتكلمون ثلاث لغات؟
4- من الخطأ القولُ بأنَّ العرب ساميُّون، والصحيحُ هو القول أنَّ الساميِّين عرب؛ لأنَّ السامي والساميَّة والساميِّين تعريفٌ يُطلقُ على التَّجمعات والكيانات البشريَّة، التي تواجدت في فِلسطين وغور الأردن وجنوب العراق وشبه الجزيرة العربية، باعتبار أنَّ كلَّ هذه المناطق، تُشكِّل وَحدة جغرافية واحدة، والمعروف أنَّ الجميع جاؤوا من شبه الجزيرة العربيَّة، وبالتَّالي فقد ذهبوا إلى أطْراف شِبْه الجزيرة العربيَّة، في هجرات عديدة مُتتالية، وقد استحالت لُغةُ وألسنةُ هذه الأقوام إلى اللُّغة العربية واللغة العبرية واللغة السريانية.
5- إنَّ الموروث الكتابي العربي أعمقُ جُذورًا مما يُظنُّ حتَّى الآن، فلو أضفنا إليه موروثَ الكتابة العربيَّة كما كتبها الأكاديون - بابليون وآشوريون - بالخطِّ المسماري، وما كتبه الكنعانيُّون على سواحل الشام، وكذلك مَخطوطات أوغاريت وتل العمارنة، ومَخطوطات البحر الميت - لاتَّصل تاريخُ كتابة العربيَّة ببضع آلاف قبل الميلاد.
6- إنَّ هذه الشُّعوب التي أطلق عليها خطأً اسمُ "السَّاميِّين" هي في حقيقة الأمر قبائل عربيَّة، هاجرت بفعل العوامل الطبيعية من جزيرة العرب؛ بحثًا عن الماء والكلأ، ومنها تَفَرَّعت الأقوامُ الأخرى، يُؤكد هذا القول ما ذَهب إليه كثير من العلماء الباحثين في أصْلِ الأجناس والسُّلالات من أنَّ العرب هم أصْل العرق السَّامي، ومن أرومتهم تفرعت الأقوامُ الأخرى وتشعَّبت قبائلها، ولهذا الفريق شواهدُ تاريخيَّة وعرقية ولغوية يدعم بها حُجته ويثبتُ آراءه.
وهناك أدلة أخرى كثيرة، ضربنا عنها صفحًا؛ خشية الإطالة.
أما عن القول الثاني، وهو أنَّ اللغة الساميَّة الأم أصل اللُّغات السامية ومنها اللغة العربية، فقد جاء هذا الرَّأي نتيجة لمُقارنة اللُّغات بعضها ببعض؛ واسْتَدَلَّ أصحابُ هذا القول عليه بما وجدوه من خصائصَ مُشتركة بينها؛ فقد افترض علماء اللغة المُحدَثون - خاصة في علم اللغة المقارن - وجود لغة أم - أطلقوا عليها اللُّغة الساميَّة الأم - هي أصل تلك اللغات التي تشترك في مجموعة من الخصائص اللُّغوية الصوتيَّة والصرفيَّة والنَّحوية، ولا تُوجد نُصوص أو نُقوش بهذه اللُّغة المُفترضة، ولكن يرجح العلماء وجودها في الألفيَّة الرَّابعة قبل الميلاد، وأخذ هؤلاء العلماء يسجلون الخصائص اللغوية المُشتركة بين كلِّ لغة وأخرى، ويسجلون كذلك الفُرُوق بين كلٍّ منها؛ كما هو الشأن في كُتُب علم اللغة المقارن وفقه اللغة وغيرها، وإليك - مثلاً - كتاب "علم اللغة العربية" لمحمود فهمي حجازي، و"بحوث في اللغة" لاتحاد كُتَّاب العرب،و"بحوث ودراسات في اللَّهجات العربيَّة" من إصدارات مَجمع اللُّغة العربيَّة بالقاهرة، و"دراسات في النَّحو" لصلاح الدين الزَّعبلاوي، و"مجلة مَجمع اللُّغة العربية بالقاهرة" الأعداد (81 - 102) وغيرها.
أمَّا عن القول الثالث القائل بأنَّ اللُّغة العربيَّة هي اللغة السامية الأم، فقد استدل أصاحبه بما يلي:
أ - يوجد إجماع نظريٌّ وعمليٌّ بين دارسي اللُّغات السَّامية، مفادُه أنَّ معرفة العربيَّة شرطٌ رئيسٌ لمعرفة اللغات السامية، بما في ذلك العبرية والسريانية، واللغة السامية الأم، وهي لُغة افتراضيَّة، تُوصِّل إليها بمقارنة اللغات السامية على المستوى الصَّوتي والمستوى الصرفي والمستوى النحوي والمستوى المعجمي - تبدو للباحث أنَّها العربيَّة، بل إنَّها في حقيقة الأمر ليست إلاَّ العربيَّة تقريبًا، وليس مَرَدُّ هذا الكلام إلى قناعات عُرُوبيَّة أو قوميَّة، بلْ إلى العلم والدَّرس المنهجي والتَّحقيق؛ فلقد أثْبَت البحثُ العلميُّ في علم اللُّغة المُقارن أنَّ العربيَّة - وحدها، بعكس كلِّ اللُّغات السامية - احتفظت:
1- على المستوى الصوتي: بكُلِّ الأصوات السامية الأصليَّة، إلاَّ حرفًا واحدًا احتفظت به الحِميَريَّة.
2- على المستوى الصرفي: بكل الأبنية السامية الأصليَّة بناءً ولفظًا، وكذلك صيغ الأفعال، وقد أضافت العربيَّة إليها صيغ المجهول باطِّراد، وهذا تطور مخصوصٌ بها.
3- على المستوى النَّحوي: بالإعراب؛ بالتنوين وأصله بالتمِّيم، ما عدا في المُثنَّى فأصله بالتنوين.
4- على المستوى المعجمي: بكل الجُذُور السامية الأصليَّة تقريبًا.
ب - والنَّاظر في اللُّغات الساميَّة وفي السَّاميَّة الأم كما تَمَّ تصوُّرُها، وإعادةُ بنائها في كُتُب بروكلمان، ونولدكه، ورايت، وموسكاتي، وغيرهم، وهي الكُتُب المَرجعيَّة في هذا المجال - يَجدُ أنَّها لا شيْءَ إلاَّ العربيَّة تقريبًا، والمُتمعِّن في ذلك يرى بوُضُوح أنَّ العلاقة التَّاريخيَّة بين العربيَّة الفصيحة من جهة، وبين اللُّغات الساميَّة مُجتمعة - ما عدا الأكاديَّة في عُهُودها الأولى، أيْ: من حوالي 2800 إلى 2000 قبل الميلاد - من جِهَة أخرى؛ ليست أكثر أو أقل من العلاقة الحاليَّة بين العربيَّة الفصيحة من جهة، واللَّهجات العربيَّة الحاليَّة من جهة أخرى، وهذه المُقارنة مُثيرة للاهتمام حقًّا.
ولقد تَمَّ لنا ما ذكرنا بعد أنْ أجرى العُلماء مُقارنات دقيقة جدًّا بين العربيَّة الفصيحة من جهة، وبين العِبْرية والسريانية واللهجتين الشاميَّة والمصريَّة من جهة أخرى، وما ينطبق على المُقارنة بين العربيَّة الفصيحة والعبريَّة والسريانية من جهة، وبين العربية الفصيحة واللهجتين الشامية والمصرية من جهة أخرى - ينطبقُ على كلِّ اللُّغات السامية - ما عدا الأكاديَّة في عُهُودها الأولى، أيْ: من حوالي 2800 إلى 2000 قبل الميلاد - وكُلِّ اللهجات العربية.
ج - والملاحظ أنَّ العربيَّة والأكادية لُغتان مُعربتان، وأنَّ الإعراب في الأكاديَّة بالميم "تـمِّيم" وفي العربية بالنون "تنوين"، أمَّا العبريَّة فأهملت الإعراب مِثلما أهملته اللَّهجتان المصرية والسوريَّة، والنَّتيجة هي التقاء السَّاكنين الباء والدال في "عَبْد"، وهذا لا يجوز في كُلِّ اللُّغات الساميَّة؛ لذلك استغنت اللُّغات الساميَّة التي أهملت الإعرابَ من جهة، واللهجتان المصرية والسوريَّة اللتان أهملتا الإعراب أيضًا من جهة أخرى - عن مَخرج الإعراب "um/un" بإضافة كسرة خفيفة ممالة نحو الـ "e" بين الباء والدال "ebed/ abed" للتَّخلُّص من التقاء الساكنين، وتشذُّ السريانيَّة عن ذلك لجعلها أداة التعريف - وهي ألف المد - آخر الكلمة؛ فيقال: عَبْدا = ab-dā مِمَّا يُلغي مُشكلة التقاء الساكنين مع الإشارة إلى أنَّ السِّريانيَّة ليس فيها إعراب.
أدَّت هذه العلاقة بالمشتغلين بالساميَّات من المُستشرقين إلى استنتاجِ أنَّ جزيرة العرب مهدُ القبائل السامية، وأنَّ العربية حافظت على خصائص السامية الأم حتَّى كادت أن تكون إيَّاها.
د - وقد ألهم هذا الاستنتاج القوميِّين العرب المتأخرين القول: إنَّ العربيَّة أمُّ اللغات السامية، وهذا القولُ على الرَّغم من أن الذين أطلقوه في بداية الأمر هم قوميُّون عرب درسوا اللغات الساميات واتقنوها جيدا بسبب معرفتهم العميقة في اللغة العربية وبما ان أقوالهم لا يمكن دحضها إلا أنها واجهة صدمات سياسية بسبب تداخلات عرقيات أخرى في شؤون العرب اهمهم الفرس والترك الذي يرفضون تلك الاراء لأسباب سياسية وقومية بل انتحلوا هذا القول انتحالاً وروَّجوا له لأسبابٍ قوميَّة واصطموا بان قول القوميين العرب لا يخلو من حقٍّ، بل يكادُ أن يكون حقًّا كلَّه؛ فلقد أثبت الأبحاث العلميُّة في الدول العربية وأوروبا والولايات المتحدة أنَّ العربية هي الأم للساميَّات.
هذه بعض أدلة أصحاب القول الثالث، ولهم أدلَّة أخرى رأينا أنَّ المقام لا يتَّسع لذكرها.
وبعد سرد هذه الأقوال أرجح الرأي الأول القائل بأنَّ اللغة العربية أصل اللغات الساميَّة؛ للأسباب الآتية:
1- قُوَّة أدلته من ناحية، ومن ناحية أخرى القول الثالث يؤيده؛ إذ يرى أنه مع افتراض وجود لُغة أم أطلقوا عليها الساميَّة الأم فهي اللغة العربيَّة؛ فهو يصل في النهاية إلى أن اللغة العربية أصلُ اللُّغات السامية، وهو ما يقول به الرأي الأول.
2- كما يدُلُّ على قدم اللغة العربية، وأنَّها كانت قبل ما يُعرف باللُّغات الساميَّة؛ مما يرجح أنها أصلٌ لها - ما جاء في "صحيح البخاري": "قال ابن عباس: قال النَّبي - صلى الله عليه وسلم -: ((فألفى ذلك أمَّ إسماعيل وهي تحب الأنس))؛ فنزلوا وأرسلوا إلى أهليهم، فنزلوا معهم، حتَّى إذا كان بها أهلُ أبيات منهم، وشَبَّ الغلام، وتعلَّم العربيَّة منهم، وأنفسهم وأعْجَبهم حين شبَّ، فلمَّا أدرك زوَّجوه امرأة منهم"؛ "صحيح البخاري، (3/ 1227)"، وما جاء في "صحيح كُنُوز السنة النبوية": "قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أوَّل من فُتِق لسانُه بالعربيَّة إسماعيل، وهو ابنُ أربعَ عشرة سَنَة))؛ صحيح الطبراني والديلمي"؛ "صحيح كنوز السنة النبوية، (1/ 128)"، قال ابن حجر: إسنادُه حسن؛ فهذا الذي جاء على لسان مَن لا ينطقُ عن الهوى يدُلُّ على وجود العربيَّة قبل إسماعيل - عليه السلام - وإنْ كان هو أوَّل من فُتِق لسانه بها، أي: برع وأبان؛ فقد جاء في "الصِّحاح في اللغة، (2/ 33)": "رجلٌ فَتيقُ اللِّسان، أيْ: حديد اللسان".
3- هذا بالإضافة إلى ضعف الرأي الثاني؛ إذ هو مجرد افتراض قائم على المقارنة، ولم يستطع القائلون به إلى الآن أن يقيموا صُلبَ تلك اللغة المفترضة.
لذلك
فان الساميين عرباً عرقا ولغة يعرفهم ذلك العلم والتاريخ تحاول السياسة الاستعمارية تطمس ان شبه القارة العربية تعتبر مهد الجنس العربي القديم، وأنها كانت تمثل خزانًا بشريًّا هائلاً يفيض كلَّ بضعة قرون، فيُلقي إلى حدوده البعيدة بمجموعات من المهاجرين أو المستوطنين الجدد بسبب تغير المناخ والصراعات ومن اهم مستوطنات الأولى للعرب القدماء العراق والشام فأما سكان العراق القديم ومن اهمهم العبيديين الآشوريين والبابليين و الأكديين والأموريين والأراميين وأما السومريين فمختلف في نسبتهم للعرب القدماء ويعرفهم أنهم خليط بين العرب وأقوام أخرى اما الشام وهضبة الأناضول وقبرص وما حولها ارض للعرب منذ زمن بعيد ومن اهم تلك الأقوام الكنعانيين والأموريين والأراميين والمديانيين والموءابيين والعمونيين والعماليق وغيرهم
العرب البائدة
على أن هناك شعوبًا عربية قديمة لم تهاجر شبهة الجزيرة العربية وتكيفت فيها وتركت آثارًا ونقوشًا تشير إلى بقايا حضاراتهم القديمة، وفي هذا يقول موسكاتي: الذي يشير عليهم يقاس الساميين "ابتداءً من حوالي القرن الخامس قبل الميلاد بدأ يظهر على الحوائط الصخرية في شبه الجزيرة العربية آلافٌ من النقوش، هي عبارة عن كتابة للغة الشمال، مستخدمة حروف لغة الجنوب العربي؛ ذلك أن كلاًّ من اللغة والحروف التي تكتب بها تختلف نوعًا ما من مكان إلى آخر، إلا أنها تكون بوجه عام وحدة مترابطة.
وتؤكد الاكتشافات الحديثة ذلك، وخاصة بعثة ريكمنز، وتُعرَفُ هذه النقوش المنتشرة في وسط شبه الجزيرة العربية وشمالها بالنقوش الثمودية؛ وذلك نسبة إلى قبيلة ثمود التي تكلم عنها القرآن، وكما هو مذكور ضمن هذه النقوش ذاتها.
هل ثمود قبيلة او مملكة عربية قديمة
أدَّتْ سَعَة انتشار النقوش الثمودية في شبه الجزيرة العربية إلى قيام حوار بين العلماء عما إذا كانت ثمود قبيلة واحدة، أم مجموعة من القبائل تحمل ذلك الاسم وتستخدم تلك اللغة؟
وعلى أي حال، فإن انتشار النقوش الثمودية على تلك الصورة إنما يدل على وجود وحدة ثقافية وفكرية سادت بين قبائل العربية تلك المناطق لفترة من الزمن.
هنا نجد ان تقسيمات العرب اكثر مما هو متعارف عليه
فالتقسيم الصحيح أمة عربية قديمة وأمه عربية بائدة وأمه عربية باقية
ويذكر فيليب حتى ما هو معروف من تقسيم عرب شبه الجزيرة إلى فرعين، هما:
أولاً: العرب البائدة: ومنهم عاد وثمود، والعماليق وغيرهم إلا عاد وثمود قد ورد ذكرهما في القرآن والعماليق وطسم وجديس وسبا وجرهم وغيرهم تشتت في الأرض واختفاء ذكرهم
ثانيًا: العرب الباقية.
وهم الباقون الذينا بقوا في شبه الجزيرة العربية ومنهم القبائل التي تمنتني إلى ذرية النبي إسماعيل واختلط معهم من تبقى من القبائل العربية البائدة حتى أتت الرسالة الإسلامية ووثق العرب انساب تلك القبائل وتتبعوا اخبارهم
ثمود
ثمود ليست مجرد قبيلة بل من المحاربين العظماء لهم تاريخ عظيم وحضارات وقد سجلتهم النقوش والكتب القديمه و عرفهم التاريخ؛ فقد ذكرتهم الخطوط الإسفينية في مدونات سرجون الثاني، وعرفهم أيضًا كتاب اليونان والرومان باسم ثموداي، والتحق بجيش بيزنطة في القرن الخامس للميلاد فيلق من الخيالة الثمودية، أما بنو عاد سنسرد اهم سرد آخر وهم من سكنوا حضرموت القديمة.
تقسيمات العرب الباقية
عرب الشمال وعرب جنوب
يقسم النسابون العرب الباقية إلى دوحتين مختلفتين عرب الجنوب وهم القحطانيين وعرب الشمال وهم العدنانيين
الجنوبيين في رأيهم: هم أهل اليمن، الذي نسلوا من قحطان، وهم سكان البلاد الأصليون من نسل إسماعيل واختلط معهم قبائل من العرب البائدة
أما الشماليين : فالحجازيون، والنجديون، والأنباط، وأهل تدمر، وجمعيهم من سلالة عدنان، وهو من سلالة إسماعيل وهم فصيحي اللسان بسبب جمعهم اللغات العربية الشمالية والجنوبية ونطقوا بها فكانوا اكثر فصاحة من غيرهم
القحطانيون بنات المدن والحضارات
يقول سيديو: "استقر بنو قحطان باليمن، فأقاموا دولة سبأ ودولة حِمْيَر
وكان أهل المدن في اليمن يتكلمون بلغة حِمْيَر التي تعلمها بنو قحطان القدماء من أجدادهم لذلك حافظوا على اللغات العربية القديمه بينما ظهور العرب الإسماعيليين بعد بني قحطان القديمة بزمن طويل ومنهم ذرية قحطان بن ادد بن إسماعيل فغلب اسم اليمن عليهم و عدنان بن ادد بن إسماعيل ومن إسماعيل نزار بن معد فغلب اسم معد على ذرية عدنان
هجرة إبراهيم
أُوحي إلى إبراهيم أن يقيم في مكة معبدًا مقدَّسًا، فغادر سوريا ممتثِلاً أوامر الله القادر، وهبط إلى بلاد عرب الحجاز ، حيث بنى الكعبة التي غدت محل تعظيم العرب مدة طويلة، وأوجبت أعمال البيت إبراهيم بالحجاز عدة سنوات، وأعانه عليها ابنه إسماعيل.
غزاة العرب القدماء
يروى في التاريخ ان عاد جابوا - غالبين - بقيادة شداد ولقمان بلادَ العراق والهند قبل الميلاد بأكثر من ألفي سنة، واستولَوْا على مصر في ذلك الحين باسم الرعاة أو الهكسوس.
ويظهر أن العمالقة الذين يعدون من قبائل الهكسوس قد انتشروا في العصور الخالية في جميع أجزاء بلاد العرب، وكانت خاتمة الطواف أن تجمَّعوا في شمال جزيرة العرب مع الأدوميين والموءابيين والعمونيين، واستولوا على سهول بلاد الحجر العربية، وعلى سهول بلاد العرب الصحراوية المجاورة لفلسطين وسورية ودمشق، فحالوا دون دخول العبريين (الإسرائيليين) أرض كنعان"
ويمكن تلخيص الحجج والبيانات التي استند إليها هؤلاء العلماء لإثبات نظريتهم في الأمور الآتية:
١- لا يعقل أن ينتقل سكان الجبال والمزارعون من حياة الحضارة والاستقرار إلى البداوة، بل يحدث العكس. ولما كانت الشعوب السامية قد قضت في أطوارها الأولى حياة بدوية، فلا بد أن يكون وطنها الأول وطنًا صحراويًّا، وجزيرة العرب تصلح أن تكون ذلك الوطن أكثر من أي مكان آخر.
٢- ثبت أن معظم المدن والقرى التي تكوّنت في العراق أو الشام إنما كوّنتا عناصر بدوية استقرار في مواضعها، واشتغلت بإصلاح أراضيها وعمرانها، واشتغلت بالتجارة، فنشأت من ذلك تلك المدن والقرى. ولما كانت أكثر هذه العناصر البدوية قد جاءت من جزيرة العرب، فتكون الجزيرة قياسا على ذلك الموطن الذي غذّى العراق وبادية الشام وبلاد الشام بالساميين، وأرسل عليها موجات متوالية منها.
٣- هناك أدلة دينية ولغوية، وتأريخية وجغرافية، تشير بوضوح إلى أن جزيرة العرب هي مهد السامية ووطن الساميين٢.
٤- إننا نرى أن جزيرة العرب قد أمدّت العراق وبلاد الشام بالسكان، وأن القبائل الضاربة في الهلال الخصيب قد جاءت من جزيرة العرب، فليس بمستبعد إذن أن يكون الساميون قد هاجروا منها إلى الهلال الخصيب.
تقول كل النظريات التي رأيناها عن أصل الوطن كل الشعوب العربية القديمة التي يطلق عليها مسمى الساميين، هاجرة من من ذلك الوطن الأم إلى أوطان أخرى في أزمان مختلفة متباينة، وذلك لأسباب عديدة منها: ضيق أرض الوطن من تحمل عدد كبير من الناس، وتزاحم الناس على الرزق، مما دعاهم إلى التحاسد والتباغض والتفتيش عن وطن جديد، وظهور تغيّرات في طبيعة ذلك الإقليم، إلى عوامل أخرى.
ويجمع الكثير من التاريخ والآثار والأنثربولوجيين ان شبة جزيرة العربة هي مهد الشعوب العربية القديمة (الشعب السامي)، حيث تأكد النقوش والآثار والحفريات المكتشفة قديما وحديثاً وما يظهر من معالم على جيولوجيا الأرض ان شبة الجزيرة العربية كانت مهد للتكثير من الأمم وبالأخص السامية وكانت في ما مضى خزَّان هائل يفيض في حِقَب متعاقبة، تبلغ الحُقبة منها زهاء ألف عام، بما يزيد على طاقته من البشر إلى الخارج، يقذف بهم موجات أطلقوا عليها الموجات العربية القديمة وفي العلم الحديث الهجرات السامية وقد سلك المهاجرون طريق الهجرات إلى الأماكن الخِصْبَة في الشمال. وقد كانت الطرق الساحلية من أهم المسالك التي أوصلت المهاجرين إلى أهدافهم.
وفي جملة أسباب ضيق جزيرة العرب عن استيعاب العدد الكبير من السكان تغيّر مستمر طرأ عليها، أدى إلى انحباس الأمطار عنها وشيوع الجفاف فيها مما أثّر على قشرتها وعلى أحيائها، فهلك من هلك وهاجر من هاجر من جزيرة العرب، وقد استمر هذا التغير آلافا من السنين حتى حوّل بلاد العرب أرضين غلبت عليها الطبيعة الصحراوية، وقلّت فيها الرطوبة، وغلب على أكثر بقاعها الجفاف.
وقد رأى بعض العلماء أن جزيرة العرب كانت في عصر "البلايستوسين" "pleistocene" خصبة جدًّا كثيرة المياه، تتساقط عليها الأمطار بغزارة في جميع فصول السنة، وذات غابات كبيرة وأشجار ضخمة، كالأشجار التي نجدها في الزمان
بص انا هعمل معك الصح يا صحبي وهخليك تبطله عشان انته بتدحك كتير وده مش حلو ليك اصلا لما واحد يقرا كلام في التاريخ وبيدحك ده برشام مش اصلي ده ولا ماخزه ضريبة المرور من وراء مصنع الكر....سي اللي بسبب عوامل نفسية زي حلاتك
انت تاخز بعزك وتهاقر لاي مخروبه تمسح فيها الارزيات والصحون
واوعا تارب من الكر....سي لانه بتفكرك بحقات مش كويسه
تجمع معظم النظريات المتعلقة بأصل الشعوب العربية القديمة التي يطلق عليها مسمى الشعوب السامية على أنها خرجت من وطن أم واحد ثم انتشرت في أقاليم مختلفة في أزمنة متباينة وكانت تلك الهجرات نتيجة أسباب متعددة من أهمها ضيق الأرض عن استيعاب الأعداد المتزايدة من السكان وتزاحم الناس على موارد الرزق وما ينشأ عن ذلك من منافسة وصراع يدفعهم إلى التفتيش عن أوطان جديدة كما ترتبط تلك الهجرات بتغيرات مناخية طرأت على الإقليم الأم وأثرت في بيئته الطبيعية
ويرى عدد كبير من المؤرخين وعلماء الآثار والأنثروبولوجيا أن شبه الجزيرة العربية هي الموطن الأول للشعوب العربية القديمة أو ما يعرف بالشعب السامي وتؤكد النقوش والآثار والحفريات الحديثة والقديمة ومعالم جيولوجيا الأرض أن الجزيرة كانت مهدًا لتكاثر الأمم السامية وكانت في عصور سابقة بمثابة خزان بشري ضخم يفيض في حقب متتابعة تبلغ كل حقبة منها نحو ألف عام فيخرج منها عدد يفوق قدرة الإقليم على استيعابه على هيئة موجات عرفها الباحثون بالموجات العربية القديمة ويطلق عليها في الدراسات الحديثة الهجرات السامية وكانت هذه الموجات تتجه شمالًا نحو الأراضي الخصبة وكانت الطرق الساحلية من أهم المسارات التي استخدمها المهاجرون للوصول إلى وجهاتهم
ومن أبرز أسباب ضيق الجزيرة العربية عن استيعاب السكان ما طرأ عليها من تغيرات مناخية مستمرة أدت إلى انحباس الأمطار وشيوع الجفاف وانعكس ذلك على تربتها وكائناتها الحية فهلك من هلك وهاجر من استطاع الخروج وقد استمر هذا التحول آلاف السنين حتى أصبحت معظم بلاد العرب ذات طبيعة صحراوية يغلب عليها الجفاف وتقل فيها الرطوبة
ويرى بعض العلماء أن الجزيرة العربية كانت في عصر البلايستوسين عصر كانت فيه الأرض أكثر رطوبة خصبة كثيرة المياه تتساقط عليها الأمطار في جميع فصول السنة وكانت مكسوة بالغابات والأشجار الضخمة التي تشبه ما نراه اليوم في المناطق ذات المناخ المعتدل قبل أن تتعرض لتحولات مناخية كبرى غيرت وجهها عبر الزمن
١ Montgomery, Arabia and the Bible, P., ٢١. حتى ص١٣
٢ Montgomery, Arabia and the Bible, PP., ٩٠, < The Problem of the Physical change in Arabia
كان الحاضر في الهند وإفريقية في ذلك الزمن يشير إلى أن مناخ الجزيرة العربية كان أطيب من مناخ تلك الأرض اما أوروبا في العصور الجليدية التي غطّت الثلوج معظم أجزائها ثم بدأ المناخ العالمي يتغير فانحسرت الثلوج تدريجيًا ورافق ذلك تغير طبيعي في مناخ بلاد العرب فدخلت مرحلة جديدة من التحول المناخي خلال عصر النيوليتك أو الكالكوليتك ولم يكن هذا التغير في صالح الجزيرة العربية إذ أخذ يقلل من الرطوبة ويزيد من الجفاف ويحيل التربة من خصوبة إلى يبوسة فتذبل النباتات شيئًا فشيئًا وتتآكل القشرة السطحية وتتحول إلى رمال وتراب ثم إلى صحارى واسعة لا تصلح للزرع ولا لمعاش البشر
وبفعل هذا التحول اضطر سكان الجزيرة الذين كانوا يعتمدون على الصيد إلى التكيف مع البيئة الجديدة فهاجر فريق منهم إلى مناطق أكثر اعتدالًا تلائم حياتهم وطباعهم بينما اتجه فريق آخر إلى الزراعة وتدجين الحيوانات واعتمدوا على الصيد المحدود للحيوانات التي استطاعت التأقلم مع المناخ الجاف متنقلين من موضع إلى آخر طلبًا للكلأ والماء وهكذا خضعت الحياة النباتية والحيوانية في الجزيرة إلى تغيرات تدريجية مستمرة فرضها تبدل المناخ وتحول مسارات الأمطار
وقد أدى انحباس المطر واشتداد الجفاف إلى انخفاض الرطوبة على سطح الأرض وهبوط مستوى المياه الجوفية وظهور الأملاح في الآبار وجفاف عدد منها فاضطر الناس إلى ترك تلك المواضع بعد أن عجزوا عن استغلالها بالزراعة أو إصلاحها بحفر آبار جديدة لا تصلح مياهها المالحة لنمو النبات ولا لمعاش الحيوان واستمر هذا الوضع حتى في العصور الإسلامية حيث تذكر المصادر شكاوى كثيرة من هذه الظواهر الطبيعية التي أثرت في حياة الناس ومعايشهم
...................................................
١ BOASOR, Suppl., No. ٧-٩, P, ٤١, "١٩٥٠", Discoveries, P. ٨٢, A. Grohmann., Arabien,
S. ٥, B. Thomas, Anthropological Observations in South Arabia, Proceedings
of the Royal Anthropological Institute.
٢ تجد أمثلة كثيرة وبحثا قيما في هذا الموضوع كتبه "موريتس B. Moritz"
في كتابه:
Arabien, Studien Zur PhysikaMschen und Historischen Geographie des Landes
استمرار الجفاف
تحدّث فلبي عن هبوط مستوى مياه بعض الآبار التي زارها في الخرج عام 1917م، كما ذكر غيره من الرحّالة حوادث مشابهة شهدتها مناطق تهامة والحجاز وغيرها.
ويُعزو علماء طبقات الأرض انخفاض مستوى المياه الجوفية في جزيرة العرب إلى عوامل إضافية غير الجفاف، منها تغيّر الضغط الواقع على القشرة الأرضية. وقد رأى الخبير الأمريكي تويتشل Twitchell أن مستوى الماء قد انخفض نحو سبعٍ وعشرين قدمًا عمّا كان عليه قبل ألفَي عام.
كذلك يرى بعض العلماء أن مستوى سطح الماء في البحر الأحمر والخليج العربي قد هبط أيضًا. فذهب بعض باحثي دراسات التوراة إلى أن مستوى الماء في خليج السويس قد انخفض نحو 25 قدمًا عمّا كان عليه في أيام الخروج Exodus، بينما يرى آخرون أن مقدار الهبوط كان أقل من ذلك، لا يتعدّى ست أقدام خلال ثلاثة آلاف سنة.
أما مستوى سطح الخليج العربي، فقد هبط – على رأي بعضهم – ما بين خمسٍ إلى عشر أقدام خلال ألفَي عام، وأن البحر قد تراجع خلال هذه المدة. ويدعمون رأيهم بوجود السباخ في الأحساء والقطيف، معتبرين أنها من بقايا تأثير البحر في تلك الأراضي. وقد ذهب بعض الباحثين إلى أن الربع الخالي كان في زمن ما متصلًا بالبحر العربي، اعتمادًا على العثور على دلائل تشير إلى وجود بحر واسع قديم في السهل المنخفض المعروف بـ أبو بحر.
ومهما يكن مقدار هذا الهبوط، فإنه قد ترك أثرًا واضحًا في طبيعة سطح الأرض.
وقد عثر الرحّالة في بعض المناطق الصحراوية على محارٍ من نوع يعيش في المياه العذبة، وعلى أدوات من الصوان تعود إلى عصور ما قبل التاريخ والعصور الحجرية، إضافة إلى بقايا عظام ترجع إلى تلك الأزمنة. وكل ذلك يدل على أن تلك المناطق كانت مأهولة في يوم من الأيام، وأن هجرها لم يكن إلا نتيجة عوارض طبيعية قاهرة لم يكن بالإمكان التغلب عليها، فحوّلت الأراضي الخصبة إلى صحراء.
تلك المناطق الخصبة في ألوف من السنين على مناطق لا تتوفر فيها شروط الحياة، فهُجِرت١.
كما أننا نجد في الكتب العربية ذكر أشجار ضخمة كانت تنمو في مناطق لا تُنْبِت شيئًا ما في الزمان الحاضر، وذكر مناطق كان تحمي، يقال لها "الحمى" وقد جفّ معظمها، وعاد أرضين قفرة جرداء، فهلاك هذه النباتات وجفاف هذه الأرضين، لا يمكن أن يعزى إلى سوء الأوضاع السياسية وهجرة القبائل والمزارعين إلى أماكن أخرى لفساد الإدارة في الأماكن البعيدة حسب، بل لا بد أن يكون للطبيعة يد في هذا التحوّل ونصيب. إن هذا التغيّر الذي حدث في جوّ جزيرة العرب، فساعد على ازدياد الجفاف وانحباس الأمطار، قد أباد النباتات، وقاوم نموّ المزروعات، وعفى على الأشجار الضخمة التي كانت تعيش من امتصاص جذورها العميقة للرطوبة من أعماق الأرض، كما أثّر في حياة الحيوان كالأسد الذي قلّ وجوده، وقد كان كثير الوجود، ويدل على كثرة وجوده هذه الأسماء الكثيرة التي وضعت له وحفظت في كتب اللغة٢. وحمار الوحش وقد كان من الحيوانات التي يخرج الناس لصيدها في الحجاز وفي نجد، والنعامة٣. والرّئْم أو بقر الوحش، والفهد، والنَّسر٤.
ومن العلماء الذين نسبوا هجرة السامين من جزيرة العرب إلى خارجها، إلى عامل الجفاف والتغيّر الذي وقع في جوّ جزيرة العرب، العالم الإيطالي "كيتاني" "l.caetani". لقد تصوّر "كيتاني" بلاد العرب في الدورة الجليدية جنة، بقيت محافظة على بهجتها ونضارتها مدة طويلة وكانت سببًا في رسم تلك الصورة البديعة في مَخِيلَة كتّاب التوراة عن "جنة عدن". وجنة عدن المذكورة في العهد القديم هي هذه الجنة التي كانت في نظر "كيتاني" في جزيرة العرب،