أسعار النفط تبدد فرح إيران بقرب رفع العقوبات الاقتصادية
الأربعاء 2 ربيع الأول 1436 الموافق 24 كانون اﻷول (ديسمبر) 2014
دينا مصطفى - ترجمة (عاجل)
على الرغم من أن إيران أصبحت قاب قوسين أو أدنى من التوصل إلى تسوية دبلوماسية مع القوى العالمية الست (الصين وفرنسا وألمانيا وروسيا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية) بشأن برنامجها النووي، فإن ما تشهده أسواق النفط العالمية من انخفاض غير مسبوق لسعر برميل البترول، بدد فرحة الإيرانيين بقرب رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليهم.
وحسب موقع "استراتيجي باج" المعنيّ بتقديم تحليلات شاملة لما تشهده الساحة العالمية من تطورات سياسية وعسكرية، فإن الانخفاض الحالي وغير المتوقع لأسعار النفط العالمية، كان بمنزلة الضربة القاسمة التي بددت نشوة الانتصار التي بدأ الساسة الإيرانيون يشعرون بها مع قرب التوصل إلى تسوية دبلوماسية حول برنامج بلادهم النووي وجعلتهم يشعرون بمرارة الهزيمة التي لحقتهم بسبب المملكة.
وأوضح الموقع، في مقال تحليلي نشره بتاريخ (23 ديسمبر 2014)، أن الحكومة الإيرانية كانت تتطلع بفارغ الصبر إلى الوصول لتسوية حول برنامجها النووي لتبدأ حينها في الاستفادة من أسعار البترول المرتفعة لإنعاش اقتصادها وللإنفاق على حلفائها الذين تدعمهم في منطقة الشرق الأوسط، إلا أن انخفاض سعر برميل البترول إلى نصف ثمنه خلال سنة واحدة (من 110 دولارات للبرميل إلى 55 دولارًا للبرميل) جعل الحكومة الإيرانية في حيرة من أمرها.
وأشار الموقع إلى أن الحكومة الإيرانية تمكنت بالفعل من خفض ميزانيتها بما يتناسب مع مواردها حال انخفاض سعر برميل البترول إلى70 دولارًا. أما الآن ومع ظهور توقعات بأن يصل سعر البرميل إلى40 دولارًا، فإن هذا يعني أن الحكومة الإيرانية لن يكون لديها الميزانية الكافية للإنفاق على رفاهية مواطنيها. فهذا الانخفاض في أسعار البترول التي تشكل نصف دخل الحكومة الإيرانية، يعني أن الناتج المحلي الإجمالي سيشهد هو أيضًا انخفاضًا مماثلاً.
وأفاد الموقع بأنه على الرغم من توجيه عدد من الساسة الإيرانيين اللوم العلني إلى إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية والغرب على هذا الانخفاض غير المسبوق في أسعار البترول؛ نظرًا إلى ما سيجنيه الاقتصاد الغربي من مكاسب بسبب هذا الانخفاض، فإن الساسة الإيرانيين يعدون المملكة العربية السعودية هي المسؤول الأكبر عن ذلك الانخفاض؛ لكونها أكبر مصدّر للبترول في العالم.
وأكد الموقع أن هذا الانخفاض في أسعار البترول بدأ يظهر أثره فيما تقدمه إيران من دعم ومساعدات مادية لنظام بشار الأسد في سوريا؛ فإيران اعتادت أن تغدق العطايا المالية على الجنود السوريين الموالين لبشار الأسد لضمان استمرار ولائهم له. أما الآن ومع الانخفاض المستمر في أسعار البترول، فإن هذه الإمدادات لا تزال مستمرة، إلا إنها قلّت بعض الشيء عن السابق.