المسلمون المنسيون !!؟؟

رد: المسلمون المنسيون !!؟؟

مسلمون بين الثلوج... الإسلام في سيبيريا


الاحد 10 يوليو 2011
version4_%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3%20%D8%B1%D9%88%D8%B3%D9%8A%D8%A7_340_309_.jpg


يبلغ عدد المسلمين في العالم نحو 1.57مليار نسمة وهم لا يعيشون جميعاً في دول إسلامية بل إن عشرات الملايين منهم يعيشون كأقليات في دول ذات أغلبية من ديانات أخرى.
وإذا كانت هناك الكثير من المعلومات المتوفرة عن كثير من الأقليات المسلمة الكبيرة العدد فإن هناك دولاً يوجد بها الملايين من المسلمين الذين لا يعرف أحد عنهم شيئاً فعلى سبيل المثال هل تعرف أن في سيبيريا نحو 5 ملايين مسلم؟

إخوتي أخواتي هيا بنا نجوب صحارى سيبيريا الجليدية بحثاً عن إخوة لنا في الدين ننتفقد أحوالهم ونقف على أخبارهم, ونرى على تأثر إسلامهم بثلوج سيبيريا وصقيعها.

سيبيريا كلمة أصلها من كلمة الصبر في اللغة العربية, وهناك مئات المعاني لكلمة سيبيريا وعدد أكبر للآراء حول مصدر هذه الكلمة فمثلاً من قال بأن سيبيريانتشيك إسم لزهرة يقول البعض أن المنطقة سُميت كنية بها ويرى آخرون أن الزهرة حملت اسم المنطقة وغير واضح لأحد حتى اللحظة من سُمي قبل الآخر .
ورأي آخر يقول أن ُترجمة كلمة سيبير إلى الروسية "أنت الأول أو أنت الرئيسي"، ويُقال حسب المصدر الذي وردت فيه هذه المعلومة أن أصل كلمة سيبير جاء نسبة إلى شعوب (شيبير) التي ورد ذكرها في المؤلفات التاريخية للدول التتار-مغولية على أنها شعوب غابات مقيمة في المنطقة المسماة حالياً سيبيريا، ووقعوا تحت سيطرة الحملة التتار-مغولية.
وقد جاء في مصدر آخر أن أصل كلمة سيبير جاء من كلمة- اسم قبائل شعوب استقرت في المنطقة نهاية القرن الأول قبل الميلاد، وكانت تعيش تحديداً في مناطق الغابات،
وأيضاً كلمة سيبير باللغة التتارية تعني أكنس) أي ما يمكن فهمه (الرياح تعصف بالمكان وتكنسه) ولما كانت سيبريا معرفة برياحها التي تدوي أحياناً على هذه المنطقة السهلية فقد قرر البعض أن منشأ كلمة سيبير يعود إلى الكلمة التتارية التي تعني (أكنس).وأخيراً هناك اعتقاد بأن أصل تسمية سيبيريا يعود إلى كلمة سيبير و هي اسم لواحدة من قبائل الأغروف القديمة.
هذا و تنسب بعض المصادر التسمية إلى التوركية وتعني "الأرض النائمة"،وتنسبها مصادر أخرى إلى قبائل التتار التي كانت تعيش في المنطقة.

سيبيريا هي الجزء الشرقي والشمال الشرقي من روسيا و تعد سيبيريا من أوسع المساحات الجغرافية في روسيا الاتحادية التي تنتمي إلى القارة الآسيوية، وهي تفوق مساحة قارة أوروبا، تمتد من الأورال غرباً وحتى مشارف المحيط الهادئ شرقاً، ومن شواطيء المحيط المتجمد الشمالي شمالاً وحتى هضاب البادية الكازاخية والحدود مع منغوليا و الصين جنوباً.كما أنها تجاور إقليم وسط آسيا أو التركستان, وهي من حيث الإطلاق العام مقسمة إلى ثلاث مناطق هي ( سيبيريا الغربية ، سيبريا الشرقية ، الشرق الأقصى).
شتاء سيبريا شديد البرودة تتجاوز برودة المناخ في بعض الأحيان الخمسين درجة تحت الصفر ، وتشتد البرودة كلما اتجهت إلى الشمال ،وأما في فترة الصيف فالمناخ معتدل في الغالب ،وهو يميل إلى الدفء في المناطق الجنوبية ،وإلى البرودة في المناطق الشمالية ،وأما إذا أوغلت في الشمال فإن المناخ يكون بارداً حتى في الصيف.

وأما طبيعة سيبريا فهي جميلة في فصل الصيف ، حيث ترى الغابات الخضراء تغطي الأرض ، وترى البحيرات الكثيرة الراكدة ، والأنهار الجارية ،إلا أن كثرة المياه والبحيرات تعيق التنقل داخل الغابات.هذا و يعود تاريخ ظهور الإنسان في المنطقة إلى العصور الحجرية..
العاصمة: كتوبولسك.

المساحة : وأما مساحة سيبريا بمناطقها الثلاث فتقدر بـ (12.675.000 كلم2) وتمثل 77% من مساحة روسيا.

السكان :يقدر عدد سكان سيبريا بـ (39.000.000) نسمة. عدد سكانها يمثل 27% من سكان روسيا.
اللغة:تعتبر الروسية هي لغة البلاد الرسمية إلى جانب بعض اللغات السلافية ولهجات أخرى.


الديانة: يوجد في سيبريا العديد من الديانات بما فيهم الأرثوذوكسية ، الإسلام ، البوذية ، وطوائف مسيحية متعددة. ويعيش في سيبريا حوالي 70.000 يهودي.
عدد السكان المسلمين: يقدر بحوالي 5مليون نسمة.


المجموعات العرقية: وأما أجناسهم وقومياتهم فمتعددة وكثيرة من أبرزها:

- الروس وغالبهم نصارى ، ويقل فيهم المسلمون.

- التتار ، وغالبهم مسلمون .

- القوميات القوقازية ، وغالبهم مسلمون.

- الكازاخ ، وغالبهم مسلمون,

- قومية ألتاي ، وغالبهم وثنيون ، ومنهم مسلمون.

- قوميات أخرى من الصين ومنغوليا ، وجمهوريات آسيا الوسطى.
المؤسسات الإسلامية والمساجد والمدارس والجامعات: يوجد جامع في مدينة (أومسك) في سيبيريا ,كما يوجد آخر في العاصمة توبولسكوهو مسجد تاريخي, كما يوجد مسجدان تحت الإنشاء. و هناك مركز إسلامي,وأهم الإدارات اليوم في سيبيريا هي الإدارة الدينية ودار الإفتاء,كما توجد بعض المعاهد والمدارس الإسلامية
نبذة تاريخية:

سيبيريا كانت مأهولة بمجموعات مختلفة من البدو ذوي الأصول التركية مثل الهان والأويغور. وفي القرن الثالث عشر تعرضت للغزو المغولي وفي القرن السادس عشر مع نمو القوة الروسية واتجاهها للشرق بدأ التجار وجنود الكوساكس بدخول سيبيريا ثم قام الجيش الروسي بإقامة القلاع والمدن كتوبولسك التي أصبحت فيما بعد عاصمة سيبيريا, في منتصف القرن السابع عشر وصلت السيطرة الروسية إلى المحيط الهادي.
وقع الغزو الروسي في سيبيريا في القرن 16، عندما أصبح خانات سيبيريا ضعافا ومقوضين بأنشطة المستكشفين الروس الذين، وإن كانوا قليلين، أرغموا القبائل الأسرية إلى تغيير ولائهم وإقامة الحصون البعيدة وقاموا بشن غارات وهجومات. لمواجهة هذا قام الخان كوشوم بمحاولة لتركيز حكمه من خلال فرض الإسلام على رعاياه، وإصلاح جهاز جمع الضرائب.
بدأت غزو سيبيريا في يوليو 1580 عندما قام نحو 540 قوزاق تحت إمرة يرمك تيموفيفيتش بغزو أراضي شعب المانسي، رعايا كوشوم، خان سيبيريا. كانوا برفقة 300 ليتواني وعمال-عبيد ألمان، ومنهم من اشتراه ستروغانوف من القيصر. في 1581 اجتازت هذه القوة الأرض المعروفة باسم أوكروغ خانتي-مانسي ذاتية الحكم وهزمت المناسي والأوستياك. في هذا الوقت استولت على جامع ضرائب تابع لكوشوم. في أعقاب سلسلة من غارات التتار للانتقام قامت قوات يرمك الروسية بالاستعداد لحملة للاستيلاء على قشليق، عاصمة سيبيريا. شرعت القوة في التحرك في مايو 1582. بعد ثلاثة ايام من المعارك على ضفاف نهر إرتيش، انتصر يرمك ضد قوة مشتركة من الخان كوشوم وستة أمراء متحالفين من التتار. يوم 29 يونيو تعر القوزاق لهجوم من قبل قوات التتار ولكن مرة أخرى تم صدهم.
في سبتمبر 1582 جميع أنحاء الخان تجمع قواتاه للدفاع عن قشليق. حشد من قوات تتار سيبيريا، المانسي والأوستياك احتشدت على جبل شوفاش للدفاع ضد غزو القوزاق. في 1 أكتوبر انتهت محاولة القوزاق لاقتحام حصن التتار في جبل شوفاش. في 23 تشرين الأول حاول القوزاق اقتحام حصن التتار في جبل شوفاش للمرة الرابعة عندما قام التتار بهجوم مضاد. قتل أكثر من مائة من القوزاق ولكن بإطلاق النار تراجع التتار وسمح ذلك بالقبض على اثنين من المدافع التتارية. تراجعت قوات الخان ودخل يرمك قشليق في معركة شوفاش في أكتوبر 1582.
تراجع كوشوم في السهوب وعلى مدى السنوات القليلة المقبلة سيجمع قواته. فجأة هاجم يرمك يوم 6 أغسطس 1584 في جنح الليل، وقتل معظم جيشه. التفاصيل متنازع عليها فالمصادر الروسية تدعي ان يرمك اصيب بجروح وحاول الفرار سباحة عبر نهر واغاي وهو رافد من روافد إرتيش)، ولكنه غرق بفل ثقل معداته الخاصة. تدعي المصادر التتارية ان هذه القصة اخترعت لإنقاذ شرفه، والواقع انه كان قد ذبح مع بقية جنوده أو قتل بفعل مجهولين. تراجع ما تبقى من قوات يرمك تحت قيادة مشرياك من قشليق، ودمرت المدينة بينما كانت مغادرة. في 1586 عاد الروس وبعد إخضاع شعبي الخانتي والمانسي والناس من خلال استخدام المدفعية أقاموا حصنا في تيومن قريبة من انقاض قشليق. القبائل التترية التي كانت خاضعة لكوشوم عانت من عدة هجمات من قبل الروس بين 1584-1595، ومع ذلك، لم يتم القبض عليه. أخيرا، هزم كوشوم في أغسطس 1598 في معركة أورمين بالقرب من نهر أوبي. في سياق الحرب على سيبيريا اعتقلت العائلة المالكة من قبل الروس. ومع ذلك، نجا كوشوم مرة أخرى. رحل الروس أفراد الأسرة كوشوم إلى موسكو وبقوا هناك كرهائن. المتحدرين من عائلة الخان أصبحو يعرفون باسم أمراء سيبرسكي واستمرت الأسرة على الأقل حتى أواخر القرن 19.
على الرغم من شخصيته الهروبية، انهى إلقاء القبض على أفراد أسرته أنشطة كوشوم السياسية والعسكرية ومن المفهوم أن كان قد تراجع إلى أراضي قبيلة نوغاي في جنوب سيبيريا. كما كان من المعروف أنه كان على اتصال مع القيصر، وكانت قد طلب منه منطقة صغيرة تقع على ضفاف نهر إرتيش لتصبح في سلطانه. رفض القيصر ذلك واقترح على كوشوم المجيء إلى موسكو و"اراحة نفسه" في خدمة القيصر. ومع ذلك، الخان القديم لا يريد أن يعاني من مثل هذا الازدراء ويفضل البقاء في أرضه الخاصة عوض "اراحة نفسه" في موسكو. يعتقد أن كوشوم انتقل إلى بخارى، وأصبح رجلا عجوزا أعمى، ومات في المنفى مع أقاربه البعيدين في وقت ما حوالي 1605.
بعد وفاة كوشوم وانحلال أي مقاومة منظمة في سيبيريا، تقدم الروس أولا نحو بحيرة بايكال ثم بحر أوخوتسك فنهر آمور. ومع ذلك، عندما وصلوا إلى الحدود الصينية واجهوا الناس جنودا مجهزين بقطع من المدفعية وهناك توقفوا.
وصل الروس إلى المحيط الهادئ في 1639.[1] بعد غزو خانات سيبيريا في شمال قارة آسيا—مساحة أكبر بكثير من الخانات القديمة—أصبحت تعرف باسم سيبيريا وبحلول 1640 كانت الحدود الشرقية لروسيا قد توسعت بأكثر من عدة ملايين من الكيلومترات المربعة. العديد من المدن الحديثة الروسية في غرب سيبيريا قد تم تأسيسها خلال فترة خانات سيبيريا، بما في ذلك تيومن وتوبولسك. بمعنى من المعاني، عاش الخانات بعنوان "قيصر سيبيريا" التي أصبحت جزءا من النمط الامبراطوري الروسي الكامل الأوتوقراطي.
وهكذا ظلت سيبيريا لعدة قرون منطقة غير مستكشفة وغير مأهولة إلا من الحملات الاستكشافية والسجناء المنفبين من روسيا الغربية والأقاليم التابعة لها كبولندا، ولكن بعد إنشاء سكة الحديد التي ربطت موسكو مع سيبيريا في عهد القيصر نيكولاس الثاني (1916م) واكتشاف الثروات الطبيعية انتشرت المدن الصناعية وازداد عدد السكان.
انتهى حديثنا اليوم مع وعد باستكمال الرحلة في حلقة قادمة إن شاء الله فإلى الملتقى.
 
رد: المسلمون المنسيون !!؟؟

مسلمون بين الثلوج...الإسلام في سيبيريا (2)


الاحد 10 يوليو 2011
version4_rusiatrain_340_309_.jpg


إخوتي أخواتي كما وعدنا من قبل في الحلقة السابقة بمتابعة رحلتنا على أرضي سيبيريا ,وها نحن نفي بالوعد ونقتفي في حلقة اليوم خطى الإسلام على الأراضي السيبيرية,لنعلم في بداية حلقتنا أن الإسلام هو أول رسالة سماوية تعتنق في سيبيريا.وقد تأسست أول جالية إسلامية في سيبيريا كان في النصف الثاني من القرن الهجري الأول أي بعد ربما 75 عاما من الهجرة فقط. قدموا من بخارى وسمرقند وقازان بآسيا الوسطى وعملوا على نشر الإسلام بين قبائل الإسكيمو.هذا وقد أدت الهجرات التي تلت ذلك التاريخ حتى القرن الثالث الهجري لظهور حضارة إسلامية لسيبيريا في منطقة السهول الغربية وحول بحيرة بيكال وفي شبه جزيرة كومتشا.

إن أول دولة إسلامية خالصة قامت عام 978 هجرية أي ما يقابل 1570 ميلادية في عهد الإمبراطوركوشيم خان,و قد طبق مبدأ المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار كما في العهد النبوي حين هجر الإتحاد السوفيتي ملايين البشر بين أرجاءه فاحتضن المسلمون في سيبيريا أفواج من المسلمين المهجرين في بيوتهم واقتسموامعهم لقمة العيش وخفوا عنهم قسوة الغربة حتى اندمجوا في المجتمع الإسلامي هناك.ودام حكم هذه الدولة المسلمة لعشر سنوات حتى احتل الروس القياصرة عاصمتها سيبر 988هجرية ورفضوا إقامة أي كيان سياسي لها فظلت حتى اليوم كإقليم تابع لجمهوريات روسيا الإتحادية.

وبعد أن رسخ الروس القياصرة دينهم في المنطقة قدأعلنوا مبدأ للتسامح الديني عام 1323 هجرية ما يوافق 1905 ميلادية يضمن حرية الاعتقاد ففوجئوا بأن سكان المدن والقرى قد دخلوا في دين الله أفواجا الأمرالذي يؤكد أن دين الله باق في صدور العباد برغم سياط الجلادين,حتى أن مسلمي سيبيريا احتالوا على قانون منع تأدية الشعائر الدينية في العهد الشيوعي الذي أعاق حركة الدعاة والدعوة الإسلامية بصياغة أحكام الدين والمبادئ الإسلامية والقرآنية على هيئة أناشيد تتردد في كل وقت دون أن يقع مسلم واحد تحت طائلة المسؤولية.

هذه الملامح الإسلامية في المدينة التي عرفت التوحيد في النصف الثاني من القرن الأول الهجري ليست إلا مؤشراً على تاريخ عريق للمسلمين في سيبيريا التي شهدت قيام دولة إسلامية في القرن السادس عشر استمرت عشر سنوات تحت حكم الإمبراطور "كوشيم خان".وبنيت مدينة توبولسك في عهد "كوشيم خان" على جزأين، جزء في الجبال، والآخر في التلال، أما الجزء الجبلي فقد تغيرت معالمه عبر السنوات، لكن الجزء الآخر الذي يوجد محصوراً بين نهري إرتيش و غُرُويْ، فقد بقي على هيئته القديمة تقريباً.

وفي حديثه عن تاريخ "توبولسك" في ظل دولة المسلمين السابقة بسيبيريا استشهد المؤرخ الروسي ألكسيف بما ذكره رحالة دنماركي زار توبولسك قائلا: "لقد كانوا يحصلون على أرباح كبيرة، إنهم يعيشون في حرية، لا يدفعون مكوسا لأحد، يبيعون الكثير من الحبوب، والزبدة، والأسماك والبط والطيور الأخرى التي كانوا يصطادونها عند الأنهار بالفخاخ وصنارات الصيد".

وتابع قائلا: "الحياة هناك كانت مليئة بالحركة والنشاط، فالحركة التجارية والاقتصادية كانت مبهرة، أسواق تعمل ليلاً ونهاراً، وفيها ما تلذ الأعين ومن كل ما تشتهيه الأنفس في تلك الأحياء كانت هناك محلات عديدة، وسوق كبير يعمل صباحاً ومساءً بأسعار مناسبة".
وأوضح أن: "لغة المسلمين في تلك الحقبة، وفي عاصمة الدولة المسلمة كانت تكتب بالأحرف العربية، كما كان الحال في جميع الدول الإسلامية".

وعن الجانب الديني كتب: "أما أذانهم للصلاة فيذكرك بالأتراك المسلمين الذين يعتقدون أن المسيح كان نبياً،ويعرفون عن آدم،وإبراهيم، فضلاً عن الأسلاف من الآباء والأنبياء".ولكن تغير حال المدينة بعد سقوط الدولة في يد روسيا القيصرية، حيث يقول أحد المؤرخين في تاريخ المسلمين بروسيا "لقد كانت هناك مقولة مشهورة في التاريخ تقول: حتى لا يكون بين الكنائس مسجد.. وقد قصد به في الفترة القيصرية أن لا يكون المسجد معلماً ظاهراً في المدينة، كما اتخذت المقولة حجة لهدم المساجد في تلك الحقبة التاريخية".

ويضيف قائلا: "وعليه فقد كانت المساجد التي بنيت في الحقبة القيصرية لا تكاد تظهر فيها المآذن،في حين كانت الكنائس ترتفع شامخة في السماء".ويوضح: "كان يمنع قبل القرن التاسع عشر بناء المساجد من الحجارة، حتى لا تصبح معالم أثرية مع الزمن،وحتى تتعرض إلى التلف بعد فترة زمنية معينة".

وهكذا وفي ظل حكم القياصرة أيضاً عمل رهبان الكنيسة في مدينة توبولسك محاولات عديدة لطرد المسلمين بل حاولوا أيضاً إخراج المسيحيين الذين يعيشون بين المسلمين حتى لا يتأثروا بالمسلمين بحسب ما جاء في خطاب كبيرهم لموسكو عام 1643م. وبعد أن رفضت حكومة موسكو طلباً تقدموا به؛ لتدمير المساجد وطرد التتار المسلمين من المدينة، تقدموا بطلب آخر لمنع بناء المساجد بين الكنائس.

ومع أن مطالب الرهبان لم تتحقق على الفور، فقد ذكرت مصادر تاريخية أن اللجنة المتخصصة بتنصير المسلمين في كنيسة الدولة القيصرية قامت في منتصف القرن الثامن عشر بهدم 98 مسجداً في توبولسك من 133 مسجداً،وإن كانت جميع المحاولات التي اتخذت من طرف رجال الدين، في عام 1745 م لطرد التتار والبخاريين وفرض المسيحية عليهم لم تنجح.في المقابل نظم علماء المسلمين احتجاجات أوصلوها إلى القيصر آنذاك لكن الأمر لم يتغير على أرض الواقع، وبقي المسلمون ينظرون كيف تسقط مساجدهم وتظهر كنائس أخرى في أماكنها.

و في مقولة أخرى أن الإسلام دخل إلى سيبريا في تاريخ مبكر ، ولا يعلم متى كان ذلك ، وقد قدره بعضهم بالقرن السادس الهجري ، إلا أنه من المؤكد أن الإسلام دخل إلى سيبريا على يد الدعاة والتجار من آسيا الوسطى ، ومنطقة حوض الفولكا،وليعلم الجميع أن عددا من هؤلاء الدعاة الأول لم يتحملوا قسوة المناخ واستشهدوا أثناء قطع الصحاري المتجمدة ويتم الاحتفاظ بأسمائهم اليوم في قسم الإدارة الدينية في سيبيريا اليوم وقد وجدت آثار لبعض المساجد الصغيرة التي بنيت وفقا للبيئة السيبيرية كما وجدت قبور أخرى لبعض الدعاة الأولين.
هذا وقد دخل الإسلام إلى غرب سيبريا وانتشر في صفوف تتر سيبريا ، وكانت مناطق غرب سيبريا تابعة من حيث الولاء لمملكة قازان ، ولما سقطت مملكة قازان المسلمة في يد المحتل الروسي عام (1552م) قامت في سيبريا الغربية مملكة مسلمة عرفت بمملكة خانات سيبريا ، واستمرت هذه المملكة إلى أن التهمها الدب الروسي عام (1592م) ، ثم رُحِّلَ كثيرٌ من مسلمي تترستان وما حولها إلى سيبريا بهدف إضعاف المسلمين والقضاء عليهم في سلسلة من الظلم والتعسف والقهر الذي لحق بالمسلمين منذ سقوط مملكة قازان.

وقد حاول هؤلاء المسلمون الحفاظ على هويتهم ،والتمسك بدينهم ، في صراع دائم مع قساوة المناخ ، وتعسف وظلم الروس ، وقد بنوا المساجد والمدارس ، وحافظوا على هويتهم الدينية ، إلا أن وضعهم الاجتماعي والاقتصادي في أغلب الأحيان كان متردياً ، ولهذا فهم يعيشون في الغالب في القرى ، والأرياف ، ويمتهنون الزراعة .

أما في العهد البلشفي من عام (1917م) إلى عام (1987م) فقد تعرض المسلمون في سيبريا لما تعرض له بقية المسلمين في روسيا من إبادة وطمس هوية ، فقد هدمت مساجدهم ، وما لم يهدم منها استولى عليه الشيوعيون وحولوه إلى ملاهي أو مصانع أو أسواق أو دوائر حكومية ، وقتل مشايخهم وعلماؤهم ، وكبارهم ، وأبعدوا عن دينهم حتى نشأ جيل لا يعرف شيئاً عن الإسلام ، حتى أذن الله بزوال الحكم الشيوعي فتنفس المسلمون الصعداء وعاد كثير منهم يبحث عن هويته وسط ركام هائل من الجهل والإلحاد ، فرجع كثير من المسلمين إلى دينهم وبنيت المساجد والمدارس الدينية ، واسترجع المسلمون بعض الأوقاف التي اغتصبها البلاشفة ، ولا يزال الكثير منها في يد الحكومة حتى اليوم.

لقد توارت تعاليم الدين ، وطمست معالمه لدى كثير من المسلمين في روسيا ؛ نتيجة لسياسة التجهيل وتجفيف المنابع التي مورست ضد المسلمين لأزمنة طويلة اختتمت بالعهد البلشفي الذي أهلك الحرث والنسل وسعى لطمس هوية المسلمين وإبادتهم ، وأصبح المسلمون بعد أن سقطت الشيوعية لا يعرف الكثير منهم من الإسلام إلا اسمه ، لكن سرعان ما أقبل كثير منهم على الإسلام رغبة فيه ، وحرصاً على تعلمه ، ولاسيما من فئة الشباب ، حيث إن أكثر المقبلين على الإسلام الحريصين على تعلمه هم من الشباب.

لما سقطت الشيوعية توجهت همة كثير من المسلمين داخل روسيا وخارجها إلى إعادة بنا المساجد ، وترميمها. ولكن بقي الجهل يغرق بظلماته كثيراً من المسلمين في سيبريا ، بسبب ندرة المدارس الشرعية ، و قلة المتعلمين من المسلمين ، فبقية نتيجة لذلك كثيرٌ من هذه المساجد التي بنيت وشيدت شبه مهجورة ، لا تكاد تقام فيها إلا الجمعة ، مع كونها بنيت بين المسلمين وفي مناطقهم ؛ بسبب الجهل وقلة الدعاة.
وأخيراً فإنه رغم صعوبة الظروف التي مر بها الإسلام والمسلمون في سيبيريا فإن عدد المسلمين اليوم هو 5 ملايين مسلم بعد أن كانوا قبل عدة سنوات أقل من مليون, ومسلمو سيبيريا من قوميات التتار والمغول والأوردية وقوميات أخرى منتشرة في بلاد التركستان بالإضافة للسيبيريين من أهل المنطقة.
إلى هنا نتوقف ونلتقي لنكمل رحلتنا في حلقة أخرى إن شاء الله.
 
رد: المسلمون المنسيون !!؟؟

مسلمون بين الثلوج...الإسلام في سيبيريا (3)


الاحد 10 يوليو 2011
version4__101722_muslim-11_340_309_.jpg


في حلقة اليوم نواصل المسير بين دروب سيبيريا لنتعرف أكثر على أحوال الإسلام والمسلمين,برغم المحاولات الكثيرة التي بذلت في مراحل مختلفة من تاريخ روسيا لطمس معالم الهوية الإسلامية في منطقة سيبيريا،فإن ذلك لم يقض على نور الإسلام في تلك المنطقة الجليدية الواقعة شمال شرق روسيا,وما يدعو للفخر والسعادة أنه مع بداية هذا العام 2011م تدخل الذكرى 617 لدخول الإسلام في سيبيريا و تثبيت دعائمه.

وكما علمنا من قبل أن الجالية الإسلامية في سيبيريا تتكون من المغول والتتار والأوزبك، وقد عثر في سيبيريا على مقابر سبعة من دعاة الإسلام الأول، وعلى آثار مساجد صغيرة شيدت وفقا للتكنولوجيا المحلية التي استخدمت المواد المتاحة لإقامة هذه المساجد والتي بنيت وفقا للطراز المعماري البسيط.
ونتيجة مباشرة لتعدد القوميات الإسلامية التي تم تهجيرها إلى سيبيريا؛ برزت أول دعوة نادت بضرورة وحدة المسلمين في المناطق والأقاليم التابعة لروسيا في دولة إسلامية واحدة، ولكن هذه الدعوة لاقت معارضة شديدة من الروس، واستمر منهج المعارضة الروسي حتى وقتنا الحاضر، وعموماً نحن نهتم بالاستقلال العقدي.

وللمسلمين وجود في كل مناطق سيبريا ، إلا أن هذا الوجود يكثر في غرب سيبريا،وجنوبها الغربي فتصل نسبة المسلمين في بعض المناطق إلى 40%،ويقل كلما اتجهت إلى الشرق،فترتفع نسبة المسلمين في محافظة تومين -منطقة تيومين في سيبيريا هي أقصى منطقة شمالية في العالم محاذية للقطب الشمالي فيها وجود للمسلمين التتار- وأومسك ، ويقل في سيبريا الشرقية إلى 10% ، وأما في الشرق الأقصى فلا تكاد تتجاوز 5%.

ففي مدينة "توبولسك" على سبيل المثال التي نالت حظاً بالغاً من تلك الجهود، لا يزال مسجد "توختاسين" قائماً يدوي أذانه في سماء المدينة، التي كانت تعج بعشرات المساجد قبل أن تتعرض للهدم لصالح الكنائس التي صار عددها الآن 40 كنيسة.

كما لا يزال مسجدان آخران تحت الإنشاء، أحدهما وضع حجر أساسه في أغسطس من العام الماضي شمال المدينة، بينما الثاني في مرحلة جمع تبرعات لبنائه .ولا يعد أذان المسجد الدليل الوحيد حالياً على الوجود الإسلامي بسيبيريا، فشوارع توبولسك وسكانها توحي إلى الزائر في الوهلة الأولى أن الشعب المسلم الذي تسود فيه اللكنة التركية يمثل أغلبية المدينة، وإن كانت الإحصائيات الرسمية تقول إن نسبة المسلمين لا تتجاوز الـ30%..

والشعب المسلم في سيبيريا حريص على الدين حرصا شديدا وعلى تربية أبنائه التربية الإسلامية كما أنه ليس بعيداعن قضايا أمته الإسلامية كما أن هناك اهتمام في نشراللغة العربية بين أبناءه عن طرق الاهتمام بنشر الحلقات القرآنية في المساجدوبناء مدارس القرآن والاهتمام بإعداد نسخ مترجمة من القرآن للغات الأوردية والتترية والروسية لتسهيل القراءة والفهم.
كما أن الدين الإسلامي ينتشر بسرعة هناك بسبب سهوله تعاليمه وطباع الناس الطيبة ألا أن العائق المادي ونقص الموارد العلمية الشرعية والبشرية تقف عائقا في انتشار الدعوة ففي حين أنآخر النسخ المترجمة من القرآن للغات المحلية تصل من المملكة العربية السعودية إلا أنهم في انتظار الدعاة المؤهلين لإتقان العمل بها.

وقد حققت الجالية الإسلامية في سيبيريا العديد من المكاسب الإيجابية لصالح الدعوة الإسلامية، حتى تأسست هناك دولة إسلامية خالصة منذ عام 978هجرية (1570ميلادية)، قصدها العلماء من المدن ذات الشهرة في التاريخ الإسلامي بمنطقة آسيا الوسطى.
ويؤكد الشيخ طاهر عبد الرحمنوف" مفتي المسلمين" في سيبيريا أن المسلمين في بلده ليسوا في منأى عن قضايا المسلمين العالمية،وأنهم يؤيدون حقوق كافة الشعوب المسلمة؛ فيؤيدون حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته علي تراب الوطن الفلسطيني، ويؤيدون حق تقرير المصير في كشمير، وضد تهجير المسلمين عن أوطانهم مهما كانت المبررات التي ترددها الكيانات التي تضطهد المسلمين.

وأوضح مفتي سيبيريا في حوار له:" أن عدد المسلمين في بلاده في تزايد مستمر بسبب سهولة تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، وبسبب جهود مؤسسات الدعوة والتعليم الإسلامي في سيبيريا، حتى بلغ عدد المسلمين السيبيريين أكثر من 4 ملايين نسمة من إجمالي عدد السكان البالغ أكثر من 39 مليون نسمة،وتوقع زيادة أعداد المسلمين في سيبيريا خلال السنوات القليلة المقبلة.

كما أضاف أن:"الأقلية المسلمة في بلاده قد حافظت علي هويتها العقائدية،رغم كافة الضغوط التي مارسها الروس عبر المراحل التاريخية المختلفة،فكلمة المسلمين واحدة،ولا توجد بينهم خلافات مذهبية أو سياسية حتى انصهروا جميعاً في بوتقة الدين الإسلامي الحنيف."
وقال: "أن الأسر المسلمة تحرض على تربية أولادها تربية إسلامية صحيحة،حيث توجد في البلاد مؤسسات إسلامية نشطت في إبلاغ دعوة الإسلام،ونشر الثقافة الإسلامية الصحيحة بين المسلمين."

واستطرد: "وفي مقدمة هذه المؤسسات الإدارة الدينية، ودار الإفتاء، والمعاهد والمدارس الإسلامية، بالإضافة إلى المساجد المنتشرة في البلاد، والتي تعتبر من أهم المؤسسات الإسلامية، ونحن نعمل علي إحياء رسالة المسجد باعتباره داراً للعبادة والتثقيف، ودراسة أمور الدين والدنيا، والتعرّف على قضايا أمتنا الإسلامية حتى لا يكون المسلم السيبيري في منأى عن قضايا أمته."

وأضاف مفتي سيبريا:أن مؤسساتهم الإسلامية قد نجحت في تزويد المسلمين بالزاد الثقافي الوفير،و أنهم تعاملوا مع كافة القوانين السوفيتية بذكاء فطري،فحين وضعت العراقيل أمام تحركات الدعاة،وحظرت تلاوة القرآن الكريم؛ صاغ المسلمون قيم الإسلام وتعاليمه،وأوامره ونواهيه في هيئة أناشيد شعبية،تتردد في كل وقت،دون أن يقع مسلم واحد في سيبيريا تحت طائلة القانون الجائر الذي بمقتضاه منع المسلمين من تأدية شعائر دينهم في حرية وعلنية.

وهناك بعض الإنجازات الملموسة كخُطى التعريب التي ما زالت في المهد،رغم وجود مساعي كبيرة لنشر اللغة العربية بين النشء المسلم عن طريق التوسع في إنشاء المدارس القرآنية والاهتمام بنشر حلقات تحفيظ القرآن الكريم بجميع المساجد.
ولقد أنجز علماء الإسلام في سيبريا بالتعاون مع المؤسسات الإسلامية العالمية ترجمات معاصرة لمعاني القرآن الكريم باللغات المتداولة في البلاد،مثل اللغة الروسية واللغة التترية واللغة الأوزبكية وغيرها لتسهيل القراءة والفهم.
وبجانب ذلك ترد أعداد كبيرة من المصاحف الشريفة وترجمات معانيها باللغات المحلية من الدول الإسلامية لدعم الثقافة الإسلامية.

التحديات والعقبات التي يواجهها المسلمون في سيبيريا:
المسلمون يعيشون في أغلب أراضي روسيا إما في مناطق إسلامية خالصة أو وجها لوجه مع الصليبين الأرثوذكس والإنجيليين والملاحدة وعجائز الشيوعيين،كما يجاور المسلمون في سيبيريا أكبر عدد من الديانات الوثنية في آسيا،وتأتي "الشمانية" على رأس القائمة, لذلك يعتبر التنصير أهم عقبة يواجهها مسلمو سيبيريا.


• تعتبر منطقة سيبيريا منطقة مثالية للنشاط التنصيري. فهنا يعيش مسلمون منسيون، ووثنيون يسهل سحبهم إلى الدين الجديد، وكنيسة روسية غائبة عن الفعل أو عاجزة عن حماية رعاياها الأرثوذكس من التحول إلى البروتستانتية.

وطبقا للمعلومات الرسمية من كبريات جهات التنصير العالمية فإن معهد الإنجيل نجح بالسنوات العشر الأخيرة في تخريج نحو مائتي مُنصر وشماس وقسيس من أبناء المنطقة. ويدرس فيه كل سنة نحو مائة طالب من الجنسين، ليس فقط في كرسنايرسك بل وفي المدن المحيطة.

وتعد مدارس "يوم الأحد" أحد أهم الأنشطة التنصيرية التي يقوم بها المعهد في الفترة الأخيرة، ويتراوح عدد تلك المدارس ما بين خمسين وسبعين مدرسة في مدينة كرسنايرسك وحدها.

وتعتمد خطة معهد الإنجيل على تشكيل قوة عمل محلية للتخلص من شكوى المنصرين المتطوعين من الولايات المتحدة وكندا ودول شرق أوروبا من قسوة المناخ في سيبيريا.

كما أن الهيئات التنصيرية هنا تتحمل نفقات مرتفعة من الإعاشة والسكن وبدلات السفر والعطلات للمنصرين الشبان بما يزيد بعشرين مرة عما يتقاضاه المنصر المحلي.

ويأتي عامل اللغة ليدعم من هذا الخطة، فاللغة الروسية الصعبة تحتاج إلى 2-4 سنوات حتى يتمكن المنصر من استخدامها بسلاسة لتوصيل الأفكار، فضلا عن صعوبة فهم التفاصيل الثقافية للشعوب الوثنية في هذه المنطقة لغير أبنائها.

وفي هذه المنطقة قليلة التنمية في روسيا تلعب الكنائس الجديدة مراكز هامة لتقديم الخدمات الطبية والتعليمية والإعانات المالية بل والخدمات الترفيهية التي يحتاجها السكان.

وقد تم خلال السنوات العشر الماضية زرع أكثر من ثمانين كنيسة إنجيلية جديدة بعد أن كان الرقم لا يتجاوز ثلاثين كنيسة في الأعوام الأولى من سقوط الشيوعية. ولعل في هذا تدعيم للخطة المعلنة الساعية لإقامة خمسمائة كنيسة إنجيلية على الأراضي الروسية.

يهتم الكثيرون ولا يحذرون لما تقوم به عمليات التنصير الإنجيلي من محاولات التغلغل بين سكان المنطقة الإسلامية في سيبيريا الواقعة على نهر أوب. فهناك المزيد من الكنائس التي تزرع في مدينتي تيومين وأومسك أشهر وأقدم المراكز الإسلامية التاريخية في سيبيريا.

وتمثل القرى والمدن التي ينتشر فيها المسلمون في حوض نهر الأوب محطة مهمة للتنصير الإنجيلي، مستغلة صعوبة الظروف الاقتصادية التي يعيشها المسلمون هناك.

ويبدو لافتاً للغاية ما أعلنته إحدى الهيئات التنصيرية الإنجيلية من أنها قامت بتوزيع هدايا وإعانات في مدينة تيومين أقدم المدن الإسلامية غربي سيبيريا.

وحينما وجدت الكنيسة الإنجيلية أن سكان المدينة غير مهتمين وحال ذلك دون الالتقاء بهم في مناطق عامة، اتبعت سياسة "الطرق على الأبواب" للوصول إلى الناس في بيوتهم.
الكنائس الإنجيلية تخفي ما تعلنه من نشاطات بين مسلمي سيبيريا, وتعترف هيئة تنصيرية كبرى مثل سيند (SEND) بأن عملها في المناطق الإسلامية بسيبيريا وغيرها من مناطق تركز المسلمين يتم في سرية تامة خوفاً من الصدام.
• استمد مسلمو سيبيريا تعاليمهم الدينية ومبادئ الإسلام نتيجة الجهود النشطة اتي بذلتها المراكز الإسلامية في آسيا الوسطى وبصفة خاصة في سمرقند وبخارى، كما هاجرت إلى سيبيريا قوافل من طلائع الصوفية ومن الطريقة النقشبندية على وجه الخصوص وهذه تعتبر من المشكلات التي تقف أمام نشر الدين الإسلامي الحق.

• لا نبالغ إذا قلنا إن انتشار ديانات مثل البوذية والهندوسية في سيبيريا لا يسبب قلقا للكنيسة أو الحكومة الروسية بقدر ما يمثل انتشار الأنشطة الدعوية الإسلامية التي تعاني من قصر النفس وغموض التواصل مع الدول الإسلامية فضلا عن التجريم من قبل الحكومة الروسية.

• لم تعن منطقة سيبريا باهتمام المؤسسات الإسلامية،ولا سيما في مجال الدعوة والتعليم ،ففي الوقت الحالي لا يعمل في مناطق سيبريا إلا الندوة العالمية للشباب الإسلامي،والهيئة العالمية لتحفيظ القرآن،وما يقومان به عمل يسير جداً لا يكاد يذكر مع الحاجة الشديدة إلى تكثيف العمل الدعوي حيث ترى إقبالا متزايداً من طبقة الشباب وحرصاً على تعلم علوم الشريعة ومعرفة الدين،يصاحب ذلك التزام بشعائره الظاهرة،ورغبة في التمسك بالسنة.

• المنطقة بحاجة ماسة إلى المدارس الإسلامية،والبرامج التعليمية التي تنير للمسلمين هناك طريقهم،وترشدهم إلى معالم الهدى ، وتحيي فيهم محبة الإسلام،والرغبة الصادقة في حمل رسالته.

وأخيراً هذه لمحة موجزة عن تلك البلاد،يمكن القول إنه في ظل الواقع القائم الذي تسيطر عليه الإدارات الدينية ومناصب الإفتاء –وكلها معينة من قبل الكرملين- فإنه ليس بوسعنا توقع تغيير في الشعور المتزايد لدى مسلمي سيبيريا وروسيا بشكل عام من تهديد الهوية نتيجة علمنة المجتمع وتعرضه لآلية حياتية صنعها هجين بين النسختين الروسية المعدلة عن الشيوعية والنظام الرأسمالي الغربي.

فكيف السبيل إلى تدعيم الهوية الإسلامية في مجتمع ما بعد الشيوعية؟ وهل بوسع مسلمي روسيا عامة وسيبيريا خاصة تحقيق ذلك دون أية إمدادات علمية وأدبية ومادية من الدول الإسلامية ترى هل سنجد جواب لتلك التساؤلات ؟

وفقنا الله وإياكم إلى ما فيه خيري الدنيا والآخرة وإلى الملتقى في قضية أخرى ومع أقلية جديدة من الأقليات الإسلامية المنسية في القريب إن شاء الله.
 
رد: المسلمون المنسيون !!؟؟

نور الإسلام يسطع على هسبانيولا


السبت 14 مايو 2011
version4_southAmrica_340_309_.jpg


لقد ضرب الإسلام بجذوره شرقاً وغرباً,كما أشرقت شمسه ساطعة فنشرت نورها على كافة أرجاء المعمورة فما من دولة أو جزيرة كبر حجمها أو صغر إلا وبها مسلم يقيم عقيدة التوحيد الغراء. فلم تقف المسافات الشاسعة ولا المحيطات الواسعة عقبة في سبيل امتداد الإسلام، فله صلات بالعالم الجديد سبقت الأوربيين إلى اكتشاف نصف الكرة الغربي حيث وصل المسلمون إلى أمريكا اللاتينية وجزر الكاريبي قبل وصول الأسبان إلى العالم الجديد، وكان هذا الوصول المبكر من مسلمي شمال وغربي أفريقيا،ومن مسلمي الأندلس.

في حلقتنا اليوم سنقوم بزيارة إحدى جزر الأنتيل,و هي مجموعة جزر تكون الجزء الأكبر من جزر الهند الغربية,وتقسم جزر الأنتيل إلى مجموعتين رئيسيتين:"جزر الأنتيل الكبرى والواقعة شمالاً وتضم كوبا وجامايكا وهسبانيولا وبويرتوريكو- وجزر الأنتيل الصغرى وتتكون من مجموعة جزر ليوارد وجزر وندوارد وجزر فنزويلا الشاطئية. يستثنى من الأنتيل جزر البهاماس بالرغم من أنها تتبع جزر الهند الغربية. جغرافيا تتبع جزر الأنتيل قارة أمريكا الشمالية. أحيانا تلحق كل من جزر كوبا وبيورتوريكو والدومانيكان بأمريكا اللاتينية بسبب تحدث أهلها بالإسبانية.
ونخص بالذكر في تلك الحلقة جزيرة هسبانيولا وهي ثانية كبريات جزر الهند الغربية، وتقع بين كوبا وبُورتُوريكُو في البحر الكاريبي.وتبعد حوالي970كم جنوب شرقي فلوريدا في الولايات المتحدة الأمريكية,وإلى الشمال الغربي من جزيرة هيسبانيولا تقع كوبا ويفصل بينهما ممر وندوارد وإلى الجنوب الشرقي منها تقع جامايكا ويفصل بينهما قناة جامايكا.بينما تقع جزر البهاماس شمال الجزيرة.جزر كوبا وجامايكا وهسبانيولا وبورتوريكو مجمتعة يشكلوا ما يعرف باسم جزر الأنتيل الكبرى المكونة من الصخور القارية.
تحتل جمهورية هاييتي الثلث الغربي من هسْبَانيُولا،في حين تُغَطِي جمهورية الدومينيكان ثلثيها الشرقيين،يطلق سكان الجزيرة الأصليين على الجزيرة اسم كويسكويا. مسمى هايتي أطلق في الأصل على اسم الجزيرة كلها ولم يقصد بها جزؤها الغربي فقط. و قد كان اسم جمهورية الدومنيكان لمدة من الزمن هايتي الإسبانية.
جزيرة هيسبانيولا
• الموقع:البحر الكاريبي.
• المساحة: مساحة الجزيرة الكلية هي حوالي 76,480 كم2.
• عدد السكان:يبلغ عدد سكان الجزيرة18,466,497حسب تقديرات 2005 م ,منهم 8ملايين في هاييتي9,7 ملايين في الدومنيكان. وكلهم تقريبًا إما سود، وإما ينحدرون من أصول مختلطة من البيض والسود. ويعيش أكثر من نصف السكان في المناطق الريفية.
• والجزيرة تتوزع بين جمهورية هاييتي و جمهورية الدومينيكان.
• هاييتي:أكبر مدينة بورت أوبرنس.
• الدومينيكان:أكبر مدينة سانتو دومينجو.
نبذة تاريخية:
ففي الأمريكتين أو العالم الجديد كما يسمى، أو نصف الكرة الغربي كما يطلق عليه أحياناً يوجد الإسلام ممثلاً في عدد يزيد على أربعة ملايين ونصف المليون من المسلمين ، وقد دلت العديد من الأدلة على ذلك،منها على سبيل المثال التقاليد الموروثة عند الهنود بالأمريكتين،ومنها التأثير الأفريقي في الصناعة التقليدية لدى الهنود الأمريكيين،ومنها ما عثر عليه من آثار مكتوبة في الصخر في 90 موقعاً بأمريكا الجنوبية والوسطى- التي تقع بها جزر هسبانيولا- كتبت بحروف من لغة الماندنج بغرب أفريقيا،ومن الأدلة تلكم البعثات الكشفية التي أرسلها ملوك دولة مالي الإسلامية في غربي أفريقيا في عهد مانس أبو بكر،وحكى قصتها السلطان مانسي في حجه إلى البقاع المقدسة، حيث مر بالقاهرة، وقص هذا على سلطان مصر، وأشار إليها المؤرخ العمري.
ولقد سبقت هذه الرحلات الكشفية الإسلامية وصول كولمبس بـ180 سنةحسبما أثبتت دراسات تاريخية لعلماء غربيين، حيث وجدت عملة معدنية عربية صكت سنة 800هـ، واكتشفت في سواحل أمريكا الجنوبية. وترجع إلى الأندلس، مما يثبت أن مسلمي قرطبة،وصلوا إلى العالم الجديد قبل كولمبس،ولقد أشار المسعودي في مروج الذهب (كتب سنة 339هـ-956م) إلى كتاب له (اكبار الزمان) أشار إلى رحلات مسلمي قرطبة عبر المحيط الأطلنطي (بحر الظلمات).
ولقد استفاد كولمبس من رحلات المسلمين عبر الأطلنطي إلى العالم الجديد في رحلاته الكشفية، فلقد ذكر في سجلات رحلاته : أن الهنود الأمريكيين حدثوه عن علاقات تجارية سابقة مع الأفريقيين، ولقد شاهد امريجو فسبوشي في وسط الأطلنطي في عودته، زوارق الماندينج من غامبيا في غربي أفريقيا،وهكذا كان الوصول الأول للإسلام إلى العالم الجديد مبكراً، وتلى ذلك وصول آخر تمثل في المسلمين الذين قدموا مع الأسبان والبرتغاليين،أولئك الذين كانوا يكتمون إسلامهم خوفاً من بطش محاكم التفتيش الأسبانية والبرتغالية، وكذلك تمثل هذا الوصول فيما جلبه الأوربيون من رقيق إلى الأمريكتين.
علمنا أن الأوربيين نقلوا الملايين من الزنوج الأفريقيين،وهذه الأعداد الهائلة من الأفريقيين بالأمريكتين هم أحفاد أولئك الأجداد، ففي الولايات المتحدة وحدها ما ينيف على 27 مليوناً من الأفارقة، فإذا أضفنا إليهم ما يوجد منهم بأمريكا الوسطىوالبحر الكاريبي وأمريكا الجنوبية، تكون المحصلة قريبة من مائة مليون أفريقي، مما لاشك فيه أن المسلمين شكلوا قطاعاً كبيراً من بين تلك الأفواج من الأفارقة التي جلبها الغربيون إلى العالم الجديد، وحركة العودة إلى الإسلام بين الأفارقة بالعالم الجديد تعطي مؤشراً عجيباً، فإذا كانت الصفات الوراثية تورث في الأجنة، فنحن نقف أمام مثيل لها في هذا الدين العظيم، فلقد أخذ الأحفاد من الأفارقة بالعالم الجديد يعودون إلى دين الأجداد.و تشير الإحصاءات السكانية في سنة 1400-1401هـ 1980-1981م إلى أن سكان الأمريكتين والبحر الكاريبي قد تجاوزوا 614 مليون نسمة ومن هذا العدد 4.6 مليون مسلم، أي أن نسبتهم 0.7% من جملة السكان، وإن ظهرت هذه النسبة ضئيلة الحجم، إلا أنها نامية، تزيد مع مرور الزمن.
جملة القول أن الأفارقة هم أول من اكتشفوا هذه الجزيرة واستقرّوا بها.فعندما توجهت حَمَلات الكشوف الجغرافية في عام 898 هجرية (1492 ميلادية) بقيادة كولمبس استقبله المسلمون الأفارقة وعاونوه في اكتشاف مجاهل هذه الجزيرة ومعالمها الجغرافية وسماها أيلا إسبانيولا أي الجزيرة الأسبانية وهكذا أسس أول مستعمرةأسبانية في العالم.
وهكذا تدفق عدد من العبيد المسلمين إلى الجزيرة على يد الإسبان فقاموا بثورة ضدهم في 1522 م فقامت إسبانيا بمعاونة السكان الأصليين بقمعها. وفيها قال دييجو كولومبوس «إن لم تقمع الثورة بسرعة لكانت قد أريقت دماء المزيد من المسيحيين». قامت إسبانيا بإجلاء المسلمين عن الجزيرة وإبعادهم عنها.
وقد خضعت هسبانيولا للاستعمار الأسباني منذ هذا الوقت, فقامت أسبانيا بتقسيم الجزيرة في محاولة لتفرقة المسلمين .. وأطلقت على الجزء الشرقي من هسبانيولا اسم " الدومينكان" وخصصت لها ثلثي مساحة الجزيرة .. كما اختارت مدينة " سانت دمنجو" عاصمة لها .. وقد حصلت الدومينكان على استقلالها عن الاستعمار الأسباني ثم الفرنسي وذلك في عام 1260 هجرية.
أما الجزء الغربي من جزيرة هسبانيولا فقد تأسست به دولة "هايتي".. وقد احتلتها فرنسا عام 1036 هجرية ( 1626ميلادية ) وطردت أسبانيا منها .. حتى حصلت هايتي على استقلالها في عام 1219 هجرية ( 1804 ميلادية ) فكانت أول جمهورية زنجية في العالم كله.
وأغلب سكان " هايتي" من الزنوج الأفارقة الذين استقروا في جزيرة هسبانيولا منذ نهاية القرن الخامس الهجرى بالإضافة إلى عدد آخر من الأفارقة الذين جلبتهم فرنسا من غرب أفريقيا.
إلى هنا نتوقف مع وعد بمواصلة رحلتنا في الحلقة القادمة إن شاء الله لنتعرف حال الإسلام في هسبانيولاو وكذلك نحاول تفقد أحوال المسلمين هناك والتعرف على مشاكلهم وأبرز التحديات التي تواجههم فإلى الملتقى.
 
رد: المسلمون المنسيون !!؟؟

نور الإسلام يسطع على هسبانيولا (2)


الاثنين 13 يونيو 2011
version4_travelusa2_340_309_.jpg

أحبتي في الله تحدثنا في الحلقة السابقة عن ملامح جغرافية وتاريخية لجزيرة هسبانيولا,ومن المعلوم للمطلع على أحداث تلك المنطقة أن الهجرات الإسلامية المعاصرة إليها أدّت إلى تنشيط دور المسلمين في جزيرة هسبانيولا - إحدى جزر البحر الكاريبي - ويسعى المسلمون حالياً لاسترداد أمجاد أجدادهم الذين هاجروا من دول غرب أفريقيا منذ القرن الخامس الهجري إلى الجزيرة، ونشروا الإسلام بين الهنود الحمر منذ فجر الدعوة الإسلامية في هذا الجزء من العالم,هيا بنا إخوتي لنكمل مسيرتنا على أرض تلك الجزيرة لتفقد أحوال الإسلام والمسلمين هناك.

و بالرغم من أن جزيرة هسبانيولا مقسمة إلى قسمين: الجزء الشرقي وتحتله "الدومينكان"، والجزء الغربي الذي تشغله " هايتي"، إلا أن روح الأخوة تسود بين المسلمين هناك إذ آخى الإسلام بينهم. غن المصادر التاريخية تذكر أن الأفارقة قد تمكّنوا من اكتشاف جزيرة هسبانيولا بالبحر الكاريبي منذ نهاية القرن الخامس الهجري، وذلك عندما هاجر إلى هناك عدد لا بأس به من الأفارقة من دول غرب أفريقيا خاصة من السنغال وبنين.

ولم يشعر الهنود الحمر - سكان الجزيرة - بأن هؤلاء المهاجرين الأفارقة غرباء عنهم وذلك نتيجة لتشابه العادات القبلية بين الطرفين، فقد تعايش الجميع في وفاق، وأسهم ذلك بشكل إيجابي في نشر الإسلام بين الهنود الحمر.

هذا و يخبر إيفان سيرتيما صاحب كتاب هم قدموا قبل كولومبوس:الوجود الإسلامي في أمريكا القديمة بأن المسلمين الأفارقة قدموا إلى الجزيرة قبل كريستوف كولومبوس وأن السكان الأصليين الحاليين يعترفون بأن أول من قدم إلى الجزيرة هم الأفارقة. كما أن المسلمين الأفارقة اندمجوا مع السكان الأصليين للبلاد ودخل منهم عدد كبير فيه.

بعد ذلك تدفق عدد من العبيد المسلمين إلى الجزيرة على يد الإسبان فقاموا بثورة ضدهم في 1522 م فقامت إسبانيا بمعاونة السكان الأصليين بقمعها. وفيها قال دييجو كولومبوس «إن لم تقمع الثورة بسرعة لكانت قد أريقت دماء المزيد من المسيحيين». قامت إسبانيا بإجلاء المسلمين عن الجزيرة وإبعادهم عنها.

وخلال عدة سنوات اعتنق عدد كبير من سكان الجزيرة الإسلام حتى صار دين الغالبية هناك، وقد شارك الجميع في تشييد المساجد، وعقد حلقات التلاوة القرآنية، وتأسس لأول مرة مجتمع إسلامي تسوده الأخوة والصدق في المعاملات، والبعد عن الرذائل.
كما قامت بين الأفارقة والهنود الحمر علاقات تزاوج ومصاهرة أدّت إلى نشوء جيل جديد من المسلمين، وأدّى هذا التجانس البشري إلى نشوء لغة جديدة سادت بالجزيرة، اختلطت فيها المفردات اللغوية الأفريقية ولهجات الهنود الحمر باللغة العربية باعتبارها لغة القرآن الكريم.

هذا وتحتل جمهورية الدومنيكان الجزء الشرقي من هسبانيولا وغالبية سكان الدومنيكان من المسلمين الأفارقة، وللحد من التفوق البشرى الإسلامي قامت أسبانيا بتهجير عدد كبير من سكان الأندلس، واتضح لأسبانيا بعد تهجيرهم أنهم من المسلمين، وهكذا زادت أعداد المسلمين، فقررت أسبانيا وقف ومنع هجرة المسلمين إلى الجزيرة، ومع تزايد انتشار الإسلام قررت أسبانيا طرد المسلمين من الجزيرة ومن كل مستعمراتها في جزر البحر الكاريبي، وهكذا تقلص الوجود الإسلامي في الجزء الشرقي.

أما الجزء الغربي من جزيرة هسبانيولا فقد تأسست به دولة "هايتي"، وقد احتلتها فرنسا عام 1036 هجرية ( 1626ميلادية ) وطردت أسبانيا منها، حتى حصلت هايتي على استقلالها في عام 1219 هجرية ( 1804 ميلادية )، فكانت أول جمهورية زنجية في العالم كله.
وأغلب سكان " هايتي" من الزنوج الأفارقة الذين استقروا في جزيرة هسبانيولا منذ نهاية القرن الخامس الهجري، بالإضافة إلى عدد آخر من الأفارقة الذين جلبتهم فرنسا من غرب أفريقيا.

لقد عانى المسلمون في هايتي - أو الجزء الغربي من هسبانيولا - من الاضطهاد الديني، حيث وضعت فرنسا العديد من العراقيل لمنع المسلمين من ممارسة شعائر دينهم الإسلامي الحنيف، فاضطر عدد كبير منهم للهجرة إلى جزيرة " جوناف" المجاورة.
ونتيجة لاستمرار الاضطهاد قامت ثورات إسلامية للمطالبة بتقرير حق المسلمين في ممارسة شعائر دينهم، وقد سجل التاريخ الإسلامي لجزيرة "هسبانيولا" جهاد المسلمين بقيادة الشيخ محمد ماكندال الذي حُكم عليه بالموت حرقاً لإخماد صوت المسلمين، ومنعهم من المطالبة بحقوقهم المشروعة.

لقد أدّت سياسة القمع في " هسبانيولا" إلى تقلّص أعداد المسلمين في الدومنيكان وهايتي وجوناف، فمن سبعة ملايين نسمة في هايتي يوجد الآن تسعة آلاف نسمة من المسلمين فقط، ومن بين نحو ثمانية ملايين نسمة في الدومنيكان يوجد بينهم سبعة آلاف نسمة من المسلمين، أي أن 15 مليون نسمة هم سكان هسبانيولا يوجد 17 ألف مسلم فقط يمثلون أكثر من 1% من إجمالي عدد السكان.

ويسعى المسلمون في هسبانيولا لاسترداد أمجادهم الإسلامية، كما أنهم يطالبون بعودتهم لأصولهم التاريخية الإسلامية بعد أن سرقها البرتغاليون ردحاً من الزمن ,لذلك فقد بدؤوا حركة نشطة لنشر الإسلام في الجزيرة من جديد، وإنشاء مراكز إسلامية في " سانت دمنجو" و" بورت أو برنس" وبعض المدن الأخرى.حيث أنه كان لا يوجد إلا هيئة وحيدة تمثل المسلمين في تلك البقاع وهي المنظمة الإسلامية لأميركا اللاتينية والبحر الكاريبي و تمثل 33 دولة من أميركا اللاتينية والبحر الكاريبي، وأميركا الوسطى، وتأسست منذ 15 عاماً.

هذا و تعتبر تلك المنظمة الصوت الوحيد، الذي يمثل المسلمين هناك، وكل عام تنظم مؤتمراً في كل دولة من دول الكاريبي أو أميركا اللاتينية، والمنظمة عضو في رابطة العالم الإسلامي، وعضو في المجلس الإسلامي العالمي.

وتعتبر الجهود المبذولة لخدمة المسلمين ذاتية وقائمة على جهود فردية، إضافة لأن عملية التواصل مع الدول الإسلامية ضعيفة وشبه مفقودة؛ لذلك فإن كثيرا منهم يتعرضون لعلميات التنصير أو تغيير لمذاهب منحرفة بعد أن يتم إرسال البعض من أصحاب هذه المذاهب لبلدانهم لتغييرها في ظل غياب التواصل مع المسلمين من أصحاب العقيدة الصحيحة، فليس هناك برامج للمسلمين الجدد تعلمهم دينهم بشكل صحيح فالناس هناك يدخلون الإسلام ثم يتركون وهذا أمر خاطئ،وهم أيضاً بحاجة لميزانيات حتى تعمل لهم برامج تشكل نواحي تعليمية وصحية وإسكانية.

والمطلوب مع زيادة الميزانيات الموجهة للدعوة تخفيف الجهود الغير مثمرة مثل عمل المؤتمرات الدورية التي لا تقدم للمسلمين شيئا فمعظم هذه المؤتمرات ذات فائدة محدودة ويصرف عليها المال، والمشكلة أن بعض رؤساء المراكز الإسلامية في تلك المناطق لايدعون للتباحث مع نظرائهم والاستفادة من الخبرات وتنسيق العمل الدعوي في المنطقة نظرا لتشابه البيئة والسكان والأوضاع الاجتماعية والثقافية.كما يجب أن يعاد تشكيل العمل الإداري الإسلامي ويصبح هناك مؤتمرات يتم فيها تبادل الخبرات وتنسيق العمل الدعوي الذي يفتقد كثير من التنظيم والتنسيق؛ لأن المراكز الإسلامية في أمريكا الجنوبية والكاريبي تقوم على الاجتهادات الفردية، وهناك البعض لا يملكون الخبرة الكافية والقدرة على التواصل مع أجهزة الدولة لنيل أكبر قدر من المكاسب السياسية والاجتماعية التي توطد دعائم الإسلام وترفع من قدر المسلمين.

وقد كشف تقرير معاصر عن حاجة المسلمين هناك المدارس والكتب الإسلامية, و إلى ترجمات معاني القرآن الكريم باللغتين الأسبانية والفرنسية، ومكتبات دينية، ودُعاة لتبصير المسلمين هناك بأحكام وهدايات الدين الإسلامي الحنيف لتصحيح مسار العقيدة, فهل من نهضة وهمة إسلامية تتبنى حقوق المسلمين التاريخية في ملايين من الكيلو مترات الأرضية التي نهبت من المسلمين عبر القرون الثلاثة الماضية وتحديدا مع سقوط الأندلس وتغير المسلمين من قوة عظمى إلى انحطاط حضاري.

أخيراً لقد أسس المسلمون في تلك المنطقة حضارة إسلامية راقية،وانتشروا في معظم بلدان القارة،وحقّقوا نجاحات،ووصلوا إلى أعلى المناصب السياسية في القارة على الرغم من تنامي النفوذ الصهيوني في القارة,على ذلك فلهم علينا حقوق. فيا ترى بماذا سنجيب الله حينما يسألنا ماذا قدمنا لإخواننا المسلمين في بقاع الأرض؟ خاصة في الدول غير الناطقة بالعربية مثل الجزر المتناثرة في أمريكا الوسطى واللاتينية والكاريبي، تلك المناطق التي ما زالت بعيدة عن اهتمامات المسلمين إلى حد كبير.
هذه محاولة متواضعة لتعريف أبناء العالم الإسلامي بأخوة لهم في الغرب الأقصي،لكي يمد العالم الإسلامي لهم يد العون ويشد من أزرهم، وليسمع أبناء الإسلام صوتاً منبثقاً من عقيدة التوحيد يأتي عبر المحيطات الشاسعة من النصف الغربي من الأرض عله يجيب ذلك الصوت ويهب لنصرته ومساعدته على غرس الإسلام وتثبيت دعائمه في هذه الأرض الخصبة.
 
رد: المسلمون المنسيون !!؟؟

الإسلام في لاتفيا


الاربعاء 27 ابريل 2011
version4_%D8%AC%D8%A7%D9%85%D8%B9%D8%A9%20%D8%A3%D9%88%D8%B1%D9%88%D8%A8%D8%A7%20%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9_340_309_.jpg

[FONT=&quot]الحديث عن المسلمين في أوروبا الشرقية والبلقان لاشك أنه مختلف ؛ إذ أن الغالبية الساحقة من المسلمين هم أبناء البلاد الأصليين الذين اعتنقوا الإسلام منذ قرون طويلة ترجع إلى ما قبل دخول الأتراك العثمانيين وإن كانت الغالبية منهم قد استقر بهم المقام مع وجود العثمانيين لمدة تزيد عن خمسة قرون في جل بلدان أوربا الشرقية والبلقان.[/FONT]
[FONT=&quot]ولقد واجه هؤلاء المسلمون ظروف بالغة الصعوبة خلال الحروب المتواصلة بين العثمانيين وأوربا وروسيا وكذلك بعد انحسار قوة الدولة العثمانية ولقد بلغت تلك الظروف مداها بعد دخول دول أوربا الشرقية والبلقان تحت الحكم الشيوعي وهو ما أجبر بعضهم على الهجرة إلى البلاد الإسلامية وتركيا على وجه التحديد,وربما إلى بعض بلدان أوربا الغربية, هذا إضافة إلى ما يمكن اعتباره نوعاً من الإبادة الجماعية التي حلت ببعض مسلمي الاتحاد السوفييتي سابقاً كما أن هناك هجرات للعرب والمسلمين خلال العقود الماضية وبعد الحرب العالمية الثانية على وجه التحديد, ونحن في موضوعنا اليوم نتحدث عن دولة لاتفيا وهي إحدى دول أوروبا الشرقية.[/FONT]
[FONT=&quot]جمهورية لاتفيا:هي أحد جمهوريات البلطيق الثلاث وإحدى جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق. ولها حدود مع إستونيا وليتوانيا وبيلاروسيا، وقد أصبحت لاتفيا عضواً في الإتحاد الأوروبي منذ 1 مايو 2004م وعضواً في حلف الناتو منذ 29 مارس 2004م.[/FONT]
[FONT=&quot]لغة البلاد الرسمية هي اللاتفية. تتبع مجموعة اللغات البلطيقية التي بدورها تنحدر من اللغات الهندو-أوروبية، ولكنها ليست جرمانية ولا سلافية.وفي لاتفيا يوجد ما يقارب 1.4 مليون نسمة يتحدثون اللاتفية كلغة أم، وما يقارب 150,000 يعيشون خارج لاتفيا. [/FONT]
[FONT=&quot]كما إن اللاتفية يتكلمها عدد كبير كلغة ثانية. وخاصة الجاليات كالجالية الروسية التي تعيش في لاتفيا.وتكتب اللغة اللاتفية بالأبجدية اللاتفية المتفرعة من الأبجدية اللاتينية مع بعض الحروف المميزة.تركيبة لاتفيا السكانية أصبحت مختلطة منذ زمن طويل من ناحية القومية أو الدين.[/FONT]
[FONT=&quot]هذا ويعتبر حوالي 60%فقط من السكان هم لاتفيون،بينما يشكل الروس بنسبة 29% أكبر جالية أجنبية، لدرجة أنهم في بعض المدن يشكلون غالبية السكان. وهناك أقليات من روسيا البيضاء وأوكرانيا وبولندا وليتوانيا. التنوع العرقي في البلاد يرجع إلى حقبة الاتحاد السوفيتي. الروسية تستعمل بين أبناء الجالية الروسية في البلاد.[/FONT]

[FONT=&quot]لاتفيا: [/FONT]
[FONT=&quot]• العاصمة: ريجا. [/FONT]
[FONT=&quot]• المساحة:يبلغ إجمالي مساحة لاتفيا 64,589 كم2. [/FONT]
[FONT=&quot]• عددالسكان: يبلغ إجمالي عدد سكان 2,377,383 نسمة حسب إحصائية لعام 2009م.[/FONT]
[FONT=&quot]• الديانة:تعتبر أكبر طائفة دينية في لاتفيا هي المسيحية. وحسب إحصائات عام 2006 م أكبر الطوائف في لاتفيا:الكنيسة الرومانية الكاثوليكية 500,000 نسمة,450,000نسمة الكنيسة اللوثرية – 350,000نسمة الكنيسة الأرثوذكسية.وفي إحصاء 2006م أيضا ذُكر أن هناك 9743 يهودي وما يزيد على 10000مسلم في لاتفيا. [/FONT]
[FONT=&quot]• عددالمسلمين:في الوقت الحالي لا يوجد إحصاء رسمي دقيق لأعداد المسلمين ولكن بحسب قول رئيسة الشؤون الدينية والاجتماعية التابعة لوزارة العدل في "لاتفيا" فإن عد المسلمين 10000مسلم وربما يزيد العدد على ذلك.[/FONT]
[FONT=&quot]• اللغة: اللغة الرسمية اللاتيفية وتبلغ نسبة المتحدثين بها 58,2%من السكان,تليها الروسية37,5%وهناك الليتوانية ولغات أخرى 4,3% بحسب إحصائية لعام 2000م. [/FONT]
[FONT=&quot]• المجموعات العرقية: هناك أعراق مختلفة في لاتفيا منها59,2لاتفيون, 28%روس و3,7%بيلاروس و2,5% أوكرانيون إلى جانب 2,4% بولنديون, 1,3% ليتوانيون و3,1% آخرون.[/FONT]
[FONT=&quot]• عدد المساجد والمدارس والجامعات الإسلامية:هناك 3 منظمات إسلامية وهي المركز الإسلامي الثقافي في العاصمة ريجا,والاتحاد العام للجاليات الإسلامية أيضا في العاصمة,وهناك مسجد أو مصلى السلام في مدينة فينتسبيلس والتي تعد أكبر ميناء في الدولة.بينما لا توجد مدارس ولا جامعات إسلامية بحسب المتاح من المعلومات.[/FONT]

[FONT=&quot]نبذة تاريخية:[/FONT]

[FONT=&quot]منطقة لاتفيا إستوطنت منذ 9000 ق.م بعد تراجع جليد العصر الجليدي، حوالي عام 3000 ق.م إستوطن البلطيقيون أجداد اللاتفيين الساحل الشرقي لبحر البطليق. وأسسوا طرق تجارية إلى روما وبيزنطة لاستبدال الكهرمان المحلي بالمعادن الثمينة. وبحلول عام 900 م، سكنت أربعة قبائل بلطيقية في لاتفيا، وهم الكورنيان واللاتجاليان، والسيلونيان، والسيميجاليان.[/FONT]
[FONT=&quot]و بالرغم من أن الناس المحليين في لاتفيا كانوا على اتصال بالعالم الخارجي على مدى قرون، لكنهم لم يندمجوا مع المجتمع الأوروبي إلا في القرن الثاني عشر الميلادي، المنصرون الأوائل الذين أرسلوا عن طريق بابا الفاتيكان أبحروا في نهرِ داوجافا في أواخر القرن الثاني عشرِ الميلادي، على أية حال لم يتحول السكان المحليين في لاتفيا إلى المسيحية كما كان يتمنى بابا الفاتيكان ولكن الصليبيين الألمان ذهبوا إلى لاتفيا لإدخال الناس في المسيحية وإجبارهم على ترك الوثنية بالقوة والسلاح والتهديد. [/FONT]

[FONT=&quot]هذا وفي بداية القرت الثالث عشر الميلادي سيطر الألمان على مساحات شاسعة من لاتفيا ومساحات أخرى من جنوب إستونيا وضمت هذه المناطق في الدولة التي تعرف باسم ليفونيا. وفي عام 1282 م دخلت ريجا -وهي العاصمة الحالية للاتفيا- ومدن أخرى مثل سيسيس وليمبازي وكوكنيس وفالميرا في الرابطة الهانزية. ومن هذا الوقت أصبحت ريجا مركزاً مهماً للتجارة بين الشرق والغرب، وهي مركز المنطقة البلطيقية الشرقية,و شكلت اتصالات ثقافية مع أوروبا الغربية.وقد كانت الفترة ما بين القرن السادس العشر والثامن عشر الميلاديين فترة تغيير رائعة لسكان لاتفيا، وتضمنت هذه الفترة إصلاحات كبيرة في لاتفيا، وانهيار دولة ليفونيا، وتقاسم القوى الأجنبية للأراضي اللاتفية.[/FONT]

[FONT=&quot]بعد الحرب الليفونية 1558م-1583م سقطت ليفونيا (لاتفيا) تحت سيطرة بولندا وليتوانيا، وقد ضمت الأراضي الشمالية من لاتفيا والجنوبية من إستونيا إلى إمارة ليتوانيا الكبرى وشكلوا معاً ذوقية ليفونيا. جوتهارد كيتلر آخر قائد في ليفونيا شكل ذوقية كورلاند وسميجالا وكانت هذه الذوقية تابعة لبولندا،وعاشت عصراً ذهبياً من الحكم الذاتي في القرن السابع عشر الميلادي. منطقة لاتجاليا التي تقع في أقصى شرق لاتفيا أصبحت جزءاً من المنطقة البولندية.[/FONT]
[FONT=&quot]في القرن السابع عشر وبدايات القرن الثامن عشر الميلاديين حدث صراع بين اتحاد بولندا وليتوانيا مع السويد وروسيا لفرض السيادة على منطقة شرق البلطيق، وبعد الحرب البولندية-السويدية 1600–1611م أصبحت منطقة شمال ليفونيا تحت سيطرة السويد، وقد استمر الصراع بين بولندا والسويد بشكل متقطع إلى هدنة ألتمارك عام 1629م، في لاتفيا تذكر الحقبة السويدية بـ"الأوقات السويدية الجيدة" التي خفت فيها القنانة, وأسست شبكة من المدارس لطبقة الفلاحين، كما خفت قوة البارونات الإقليميين.[/FONT]

[FONT=&quot]بعد ذلك حدثت العديد من التغييرات الثقافية في هذا الوقت، تحت الحكم السويدي والألماني، منطقة غرب لاتفيا تبنت اللوثرية كدين أساسي، القبائل القديمة الكورنيان واللاتجاليان، والسيلونيان، والسيميجاليان شكلت شعب يتكلم لغة واحدة اللاتفية .[/FONT]
[FONT=&quot]في هذه الأثناء عزلت المنطقة الجنوبية عن بقية لاتفيا، وتبنت القبائل اللاتفية الجنوبية الكاثوليكية تحت التأثير البولندي، وقد بقت اللهجة الجنوبية متميزة بالرغم من أنها إستعارت العديد من الكلمات الروسية.[/FONT]
[FONT=&quot]حدثت العديد من المعاهدات لتنهي الحرب الشمالية عام 1721 م لتعطي روسيا مساحات واسعة من ريغا، وبقيت منطقة لاتفيا جزءاً من اتحاد بولندا-ليتوانيا حتى عام 1772 م التي دمجت مع الإمبراطورية الروسية، وأصبحت لاتفيا محافظة روسية مستقلة ذاتياً، لها لغة رسمية محلية وبرلمان خاص.[/FONT]

[FONT=&quot]وفي القرن الثامن عشر الميلادي كان أصعب الفترات الزمنية التي مرت على طبقة الفلاحين الذين كانو يعالجون المنقولات وليس لديهم أي حقوق وتعليم، وكحل لمشاكلهم إتجه العديد من الفلاحين إلى تزويد البارونات المحليين بالكحول، وإستغل الفلاحين ذلك لتحقيق مكاسب اقتصادية أخرى، وتلك الأيام عرفت ب"أيام الخبز السائل".وبعد ذلك ألغيت العبودية عام 1817م في بعض المناطق وعام 1819م في مناطق أخرى.[/FONT]
[FONT=&quot]بينما في القرن التاسع العشر الميلادي، تغير الهيكل الاجتماعي بشكل مثير، حيث أعاد قسم كبير من الفلاحين المستقلين تأسيس كيانه، بعد أن سمُح للفلاحين بشراء أراضيهم مرة أخرى، لكن الفلاحين الذين لا يمتلكون أراضي استمروا. هناك أيضا وضع حداً للبروليتاريا الحضرية المتنامية وتزايد نفوذ البرجوازية اللاتفية. أرست حركة الشباب اللاتفي الأساس للقومية من منتصف القرن. كثير من زعماء الحركة تطلعوا إلى مؤيدي العبودية للحصول على الدعم ضد السيادة الألمانية التي يهيمن عليها النظام الاجتماعي، الزيادة في استخدام اللغة اللاتفية في الأدب والمجتمع أصبحت تعرف باسم الصحوة الوطنية الأولى، بدأ فرض اللغة الروسية في لاتفيا بعد أن قاد البولنديون انتفاضة يناير في 1863، هذا الانتشار الموجود في لاتفيا الآن بدأ في 1880-1889م. قضيت حركة التيار الجديد على حركة الشباب اللاتفي. إنفجر السخط الشعبي في ثورة 1905 الذي أخذ طابع قومي في المحافظات البلطيقية.[/FONT]

[FONT=&quot]دمرت الحرب العالمية الأولى أرض لاتفيا المُنتظرة مع قسم كبير من الأجزاء الغربية من الإمبراطورية الروسية، وإقتصرت طلبات تقرير المصير في باديء الأمر على الحكم الذاتي فقط وإقامة هدنة تحالف مع ألمانيا في 11 نوفمبر/تشرين الثاني 1918 م، من الأسباب التي خلقت فراغاً في السلطة. وقد أعلن مجلس الشعب اللاتفي استقلال البلاد في ريجا في 18 نوفمبر 1918 م.وكانت حرب الاستقلال جزءاً من فترة الفوضى العامة من حروب الحدود المدنية والجديدة في أوروبا الشرقية، بحلول ربيع عام 1919،و كانت هناك ثلاث حكومات، حكومة أولمانيس، وحكومة لاتفيا السوفيتية بقيادة بطرس ستوشكا المحمية من قبل الجيش الأحمر، وحكومة الألمان البلطيقيين.[/FONT]
[FONT=&quot]في أعقاب ذلك هزمت القوات الإستونية واللاتفية الألمان في معركة ويندن في يونيو 1919،وانعقدت جمعية تأسيسية منتخبة بحرية في 1 مايو 1920،مع اعتماد دستور ليبرالي وقد سمي الدستور اللاتفي في 15 فبراير 1922 وقد عُلق هذا الدستور بعد انقلاب يلمانيس عام 1934، ولكنه أعيد مرة أخرى عام 1990م، ومنذ ذلك الوقت تم تعديل الدستور، وهو الدستور المعتمد في لاتفيا الآن.[/FONT]

[FONT=&quot]إلى هنا نتوقف لنعاود المسير في ربوع لاتفيا ونتعرف كيف وصل الإسلام إليها وماهي حال المسلمين هناك وذلك في الحلقة القادمة إن شاء الله.[/FONT]
 
رد: المسلمون المنسيون !!؟؟

الإسلام في لاتفيا (2)


الخميس 05 مايو 2011
version4_6816_340_309_.jpg


[FONT=&quot]نعرض في حلقتنا اليوم إلى حال الإسلام ومن ثم المسلمين في لاتفيا, تعتبر لاتفيا إحدى دول أوروبا الشرقية و البلطيق كما ذكرنا من قبل,ولقد طرق الإسلام أبواب قارة أوربا من الجهة الشرقية، وذلك بمحاولات المسلمين المتكررة لفتح القسطنطينية منذ خلافة معاوية بن أبي سفيان(41- 60هـ).[/FONT]
[FONT=&quot]دخل العرب إلى أوروبا الشرقية من ناحية دربند في القرن الأول الهجري/ السابع الميلادي ففي عام119هـ-737م غزا مروان بن محمد أرمينية فدخل من باب اللان، ومر بأرض اللان كلها حتى خرج منها إلى بلاد الخزر. وبرغم الحروب الطويلة بين الدولة العباسية والدولة الخزرية، دامت العلاقات التجارية بين الدولتين، وتوسعت حتى زار تجار المسلمين المدن الخزرية في شمال بحر الخزر، وحلوا بها وبنوا بها دورهم ومساجدهم.[/FONT]
[FONT=&quot]وكانت دولة الخزر على جزء صغير من شرق أوروبا، وانتشر الإسلام في جزء منه أوسع، إذ تكونت دولة إسلامية باسم بلغار في مجمع نهري كاما (جلمان) والفولجا (إتل) في أواخر القرن الثالث الهجري، وبداية القرن الرابع الهجري - التاسع والعاشر الميلاديين-. [/FONT]
[FONT=&quot]وتمت مراسلات ومفاوضات مع الخليفة المقتدر بالله العباسي، وزارت بلاد البلغار بعثة من قبل الخليفة المقتدر،وحافظت بلاد البلغار على علاقاتها التجارية النشيطة بالبلاد الإسلامية المجاورة لها في الجنوب لمدة ثلاثمائة عام، واستفادت بطرق التجارة والسفن التي تتصل بالقوقاز وخوارزم، هذا وما يعرف عن المجتمع البلغاري وسياسة المملكة البلغارية وثقافتها وعلمائها قليل، وقد فوجئ المسلمون وغيرهم من القاطنين في شرق أوروبا بفطاحل المغول من أقاصي آسيا في القرن السابع الهجري - الثالث عشر الميلادي،وغلبوهم في أكثر من موقعة, واستولوا على أراضي البلغار والروس الصقالبة حتى وصلوا إلى حدود أوروبا الغربية. [/FONT]

[FONT=&quot]وأعطى الغزو المغولي لأوروبا الشرقية في العقدين الثالث والرابع من القرن الثالث عشر الميلادي إطاراً سياسيا لشعوب السهوب الذين اجتمعوا في تلك المنطقة، فأقام المغول عاصمة على نهر الفولجا الأسفل، وأسسوا أسرة حاكمة من نسل باتوخان الذي فتح روسيا وهو حفيد (جنكيز خان)، وكان المغول قليلي العدد، وكانوا يعتمدون اعتماداً كبيراً على (القبجاق)، ومع الوقت تحدثوا بلغتهم واندمجوا فيهم، وقد عرفت دولتهم في المصطلح الروسي وبالتالي الأوروبي باسم القبيلة الذهبية: الجيش الذهبي.[/FONT]

[FONT=&quot]ومع تحول هذه الدولة إلى الإسلام في أواخر القرنين السابع والثامن الهجريين-الثالث عشر والرابع عشر من الميلاد,أصبحت هناك دولة إسلامية تسيطر على كل أوروبا الشرقية من البلطيق إلى البحر الأسود، وفي شبه جزيرة القرم، وفي وديان الأنهار الكبيرة، وخصوصاً على طول نهر الفولجا، وأدت موجات الاستيطان والدخول إلى إيجاد شعب إسلامي ضخم ونشيط يقطن مدناً مزدهرة.[/FONT]

[FONT=&quot]وتعتبر منطقة شرق أوروبا أرض خصبة للدعوة الاسلامية وطالب المشايخ والدعاة المعروفين بتوجيه جانب من نشاطهم لهذه المنطقة التى تمتد جغرافيا لتشمل أكثر من 18 دولة تقع لاتفيا ضمنها.[/FONT]
[FONT=&quot]أوضح مدير مكتب شرق أوروبا بالاتحاد أن عدد المسلمين فى دول شرق أوروبا يتجاوز 35 مليون مسلم،كلهم من أهل البلاد الاصليين،عدا أقل من نصف مليون من الوافدين من ذوى الأصول العربية, وتختص دولة لاتفيا بحوالي 10000مسلم .[/FONT]

[FONT=&quot]وأضاف:" أن منطقة شرق أوروبا سقطت فترة من الحسابات الدعوية ل" سبب تاريخى يرجع إلى سقوط الخلافة الإسلامية -التى ربطت الجزء الاساسى وهو دول الشرق الاسلامى بالاطراف التى تمثل دول وسط اسيا ودول شرق أوروبا-،وحينما سقطت الخلافة انفرط هذا العقد فضاعت هذه البلاد وراء أسوار الشيوعية"،وقال:" إن أسلوب الدعوة فى شرق أوروبا يعتمد على تأهيل المسلمين المحليين لبناء تلك البلاد.....".ويعرف عن اللاتفيون أنهم متحفظين ورسميين ,إضافة إلى أنهم ودودين,لذلك يذكر أن عدد الأشخاص الذين يعتنقون الإسلام ويدخلون فيه يزداد.[/FONT]

[FONT=&quot]هذا وتذكر رئيسة الشؤون الدينية والاجتماعية التابعة لوزارة العدل في "لاتفيا": إن رؤساء الجاليات الإسلامية الحاليين في "لاتفيا" يذكرون أنه يعيش في "لاتفيا" حوالى 10 آلاف شخص يعتنقون الإسلام، ولكن البيانات المتاحة لدينا تشير إلى أنه - على سبيل المثال - في عام 2009 تم تسجيل 300 شخص فقط في 15 جالية.إلا أنها أضافت:" أن البيانات الرسمية لدينا لا تسجل هذه الزيادة.ولم يلاحظ تزايد عدد الجاليات الإسلامية,حيث كانت المرة الأخيرة التي سجل فيها تزايد عدد الجاليات الإسلامية في عام 2005.[/FONT]

[FONT=&quot]أما عن المؤسسات و المنظمات الإسلامية فهناك المركز الثقافي الإسلامي ,واتحاد الجاليات الإسلامية في العاصمة ريجا,ويوجد مسجد السلام في فينتسبيلس,وهناك بعض المواقع الإلكترونية التي تخدم الجالية الإسلامية على سبيل المثال موقع ومنتدى اللغة اللاتفية و الموقع الرسمي للجالية الإسلامية, ومما يؤسف له عدم وجود مدارس ولا جامعات تخدم المسلمين.[/FONT]

[FONT=&quot]ومن ناحية أخرى وافق برلمان جمهورية "لاتفيا"على تذكية اللحوم بالطريقة الإسلامية الشرعية،التي ترفض الصعق قبل الذبح،ثم القيام بتصدير تلك اللحوم إلى "السويد" التي تمنع من التذكية الشرعية بناء على مزاعم حقوق الحيوان التي ترى أن هذه الطريقة الشرعية في التذكية لا تتناسب مع الرفق بالحيوان.[/FONT]

[FONT=&quot]ولكن من جهة أخرى تعاني الأقليات في أوروبا الشرقية عموماً وفي لاتفيا خاصة من مشكلات مشتركة وهي:[/FONT]

[FONT=&quot]• التمييز العنصي والديني والذي جر معه إشكالات اقتصادية بسبب التمييز في الحصول على فرص عمل مما أثر ذلك في التعليم والثقافة إذ فرضت القوانين التعسفية على أبناء الأقلية المسلمة مما منعها من الإلتحاق بالمدارس والجامعات الحكومية.[/FONT]

[FONT=&quot]• غياب الهوية الأسلامية: إذ يشعر الكثيرون بفقدان التمييز في الشخصية الاسلامية وضعف التأثير الإيجابي على قضاياومتطلبات البلاد.[/FONT]

[FONT=&quot]• الاضطهاد الشيوعي للمسلمين: والذي منع المسلمين من الإتصال بأخوانهم في أرجاء العالم حسيّاً ومعنوياً ومحاولة الحكومات الشيوعية مع الهوية الاسلامية للمسلمين.[/FONT]

[FONT=&quot]• الكراهية فمعظم بلاد أوروبا الشرقية حكمها المسلمون زمنا طويلاً ثم انتهى الحكم الاسلامي فيها والأنظمة الحالية تعمل على رسم صورة مشوهة للفترة التي حكم فيها المسلمون أوروبا الشرقية مستندين لبعض الأخطاء التي وقعت من الأتراك والتتار آنذاك.[/FONT]
[FONT=&quot]• العمل من أجل الكسب المادي . وقد أدى التركيز على هذا الهدف إلى إغفال العديد من المهام الأخرى التربوية والتنشيئية والاجتماعية والدينية.[/FONT]
[FONT=&quot]• التمسك بمعتقدات لا تطابق بالضرورة حقائق الإسلام ومبادئه الحق.[/FONT]
[FONT=&quot]• غياب رؤية موحدة بين الجاليات المسلمة، وغياب التنسيق اللازم لتحقيق الأهداف المشتركة على المستوى التربوي أو الاجتماعي أو الديني، وسيادة خلافات تعود لتنوع الجنسيات الأصلية.كما أن المسلمين يعانون تعدد الأطراف التي تتجاذبهم، "فالمسلم مطالب بالانتماء إلى عقيدته.[/FONT]
[FONT=&quot]• لا تتوفر مصادر تمويل محلية رسمية أو أوقاف المراكز الإسلامية بالمقارنة بما عليه الحال فى هذا الشأن فى الدول الاسلامية.[/FONT]
[FONT=&quot] وأخيراً فإن النهوض بالأقليات المسلمة لا بد أن يبدأ من داخل هذه الأقليات، التي يجب أن تنظم صفوفها، وتوحد كلمتها، وتعمل على تقوية نفسها، والمشاركة في صنع القرار داخل الدولة التي تعيش فيها، وذلك باستغلال الظروف المحيطة بها بذكاء، كما فعلت الأقلية اليهودية في الغرب,ويجب على العالم الإسلامي دعم هذه الأقليات والدفاع عن حقوقها؛لتقف في وجه التحديات التي تواجهها.[/FONT]
[FONT=&quot]فالدين الإسلامي دين واحد للجميع, وإذا أردنا التطور والتقدم فعلينا أن نتلاحم وننسى أحقادنا الداخلية، متعاونين مع المؤسسات الحكومية لخلق مناهج نستطيع أن نبني بها جالية إسلامية متآخية, والفرصة متاحة أمام الإسلام اليوم ليصبح الديانة الأولى للقرن الجديد في العالم كله،لكن هذه الفرصة تظل قابلة للضياع إذا لم نضطلع نحن المسلمون بوضع الأساس القوي لعمل تعاوني مخلص بين علماء الإسلام، مهمته إحداث تغيرات رئيسة في المواقف والمداخل تُبنى على أساس عقدي،وتجعل الحركة الإسلامية أكثر حيوية،وتزيل الصدأ الذي علا الدعوة الإسلامية من خارجها،وبذلك يستعيد الإسلام مكانته الأولى في العالم كله.[/FONT]
[FONT=&quot]وفقنا الله جميعاً إلى ما فيه خير ديننا ودنيانا وإلى الملتقى في موضوع آخر إن شاء الله.[/FONT]
 
رد: المسلمون المنسيون !!؟؟

هنا تسكب العبرات...الإسلام في السلفادور


الاحد 27 مارس 2011
version4_%D9%85%D8%B3%D8%AC%D8%AF%20%D8%A3%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D9%8A_340_309_.jpg


إخوتي أخواتي عادة ما تسكب العبرات إما فرحاً بالنعم أو حزناً من المصائب عياذاً بالله, سواء كانت هذه المصائب فقد عزيز أو ضياع غالي نفيس, وأحياناً تسكب لقلة الحيلة, وهنا في موضوع اليوم تسكب لكل ما سبق وسنتعرف كيف ذلك حين استطرادنا في الحديث في موضوع اليوم والذي سنتحدث فيه بإذن الله عن الإسلام في السلفادور.

جمهورية السلفادور :أصغر دولة في أمريكا الوسطى, يحدها من الشرق والشمال الهندوراس، ومن الغرب والشمال الغربي غواتيمالا، ومن الجنوب المحيط الهادئ الشمالي. أقصى مسافة من الغرب إلى الشرق 262كم2، ومن الشمال إلى الجنوب 142كم2، وطول الساحل 304كم2.
أراضي السلفادور معظمها جبلية بركانية وعرة، وفيها مناظر طبيعية خلابة، والسلفادور تعني، لغوياً، الأرض الوعرة، وإذا كانت براكين السلفادور في معظمها خامدة حالياً، فإن البلاد كثيراً ما تتعرض للزلازل نتيجة وقوعها في منطقة غير مستقرة من الناحية الجيولوجية، وقد تعرضت لزلزال كبير عام 1986م، وآخر عام 2001م، أحدث كل منهما خسائر بشرية واقتصادية كبيرة، كما تتعرض للأعاصير، مثل إعصار ميتش.

تقسم السلفادور إلى ثلاثة أقاليم جغرافية و هي, إقليم الأراضي الساحلية المنخفضة، يقع هذا الإقليم في جنوبي البلاد, الإقليم الأوسط، ويشمل وسط السلفادور و إقليم المرتفعات الداخلية، ويقع في شمالي البلاد. مناخ السلفادور مداري، يختلف نسبياً بين منطقة وأخرى، وفيه تمايز واضح بين الفصول.

هذا وتعد السلفادور من أكثر بلدان نصف الكرة الأرضية الغربي كثافة سكانية,كما تعاني السلفادور تفاوتاً طبقياً كبيراً، ويعيش نحو نصف سكان السلفادور في مزارع أو في مدن صغيرة ويعملون في الزراعة، وتختلف بيوتهم اختلافاً كبيراً، إذ يسكن الفقراء غالباً في بيوت من الطين والقش، في حين يسكن الأغنياء من ملاك مزارع البن في بيوت كبيرة ومريحة، وهذا التفاوت ينطبق على سكان المدن أيضاً. ويعيش نحو نصف السكان تحت خط الفقر ويعانون من سوء التغذية ومن انتشار الأمراض.

أهم مدن السلفادور العاصمة سان سلفادور، ويبلغ عدد سكانها نحو 700 ألف نسمة مع الضواحي، ومدينة سان سلفادور الجديدة، وعدد سكانها نحو 200 ألف نسمة. إضافة إلى مدن أخرى مثل وسانتا أنا ,وسان ميغيل وغيرها.

جمهورية السلفادور:

العاصمة: سان سلفادور وهي أيضاً أكبر المدن.

المساحة:تبلغ مساحة جمهورية السلفادور حوالي21,04كم².

عدد السكان: قُدِّر عددهم في آخر إحصائيات حسب حوليات الأمم المتحدة بنحو 6,507,000 نسمة.

عدد السكان المسلمين:يبلغ عدد السكان المسلمين حوالي 26ألف مسلم و يشكلون 1% من السكان تقريباً.

اللغة الرسمية: الإسبانية هي اللغة الرسمية، ويتحدث بها جميع السكان تقريبا -بعض السكان الأصليين ما زالوا يتحدثون بلغتهم الأصلية التي هي العامية الإسبانية المحلية و تعرف باسم كاليشه. ناهوات و هي اللغة الأصلية الناجية، وإن كانت تستخدم فقط من قبل المجتمعات المحلية الصغيرة من السلفادوريين المسنين غرب السلفادور-,ولكن الجميع يتكلم الإسبانية. والبعض يتحدث الإنجليزية، حيث درس العديد من السلفادوريين أو عاشوا في بلدان ناطقة باللغة الإنجليزية، بما في ذلك العديد من السلفادوريين الشباب في الولايات المتحدة، كثير منهم ولد وتربى هناك ويتحدث الإنجليزية فقط. علاوة على ذلك، تدرس جميع المدارس الحكومية اليوم اللغة الإنجليزية كلغة أساسية في كل المدارس الابتدائية والثانوية. كما تدرس الألمانية والفرنسية كلغات ثانوية.

الديانة: المسيحية هي الديانة الرسمية للبلاد,وهناك تنوع في الجماعات الدينية في السلفادور . ووفقاً لإحصاء عام 2008م فإن غالبية السكان المسيحيين من الروم الكاثوليك وتصل نسبتهم إلى 52.5 ٪،في حين تمثل البروتستانتية 27،6 ٪ من السكان.و تعتبر المورمونية و الخمسينيه هما من أبرز العقائد البروتستانتية في السلفادور,وهناك أيضاً الكنائس الأنجليكانية، المشيخية، الميثودية، والسبتية,إلى جانب ديانات أخرىموجودة أيضا كاليهودية ،وشهود يهوه نسبتها0.4 ٪,هذا ويمثل الإسلام1%, 11,1% جماعات غير منتمية إلى أي دين.

المجموعات العرقية: 92% من سلالة مختلطة من الهنود والبيض، و5% من البيض، والباقي من الهنود، ومعظم السكان 83% من المسيحيين الكاثوليك، و8% من البروتستنت، وهم في تزايد بسبب النشاط التبشيري الذي تقوم به مجموعات بروتستنتية،والباقي من أديان أخرى.

عدد المساجد و المؤسسات الإسلامية: عدد المساجد في السلفادور وصل إلى نحو 45 مسجداً وزاوية ويعد مسجد دار إبراهيم أكبرها, بينما يوجد هناك 3 مراكز إسلامية.

عدد المدارس والجامعات الإسلامية:مما يؤسف له أنه لاتوجد جامعات ومدارس إسلامية في السلفادور.

نبذة تاريخية:
كان الهنود الحمر أول شعب سكن هذه المنطقة التي تشغلها اليوم السلفادور، وقد قدموا إليها من المكسيك منذ بداية الألف الثالث قبل الميلاد، ثم قدمت إلى هذه المنطقة جماعات أخرى من الهنود الحمر، وأقاموا فيها حضارة مستقرة تدل عليها بقايا الأهرامات التي بناها هنود المايا من الحجر الجيري بين عامي 100 و1000م-أي أن تاريخها يرجع إلى ماقبل استعمار أمريكا-، كما أن هؤلاء الهنود بنوا المدن وزرعوا المحاصيل الزراعية المختلفة.

وقد كانت السلفادور التي هي إحدى دول أمريكا اللاتينية غير معروفة كغيرها من دول أمريكا الجنوبية والشمالية منذ ما يقرب من 500 عام حين اكتشفهما الأسبان.

في عام 1525م احتل الإسبان السلفادور، وفي العام نفسه بدئ ببناء مدينة سان سلفادور العاصمة الحالية للبلاد. وبقيت البلاد مستعمرة إسبانية حتى 1821م، وبعد الاستقلال شكلت السلفادور مع غيرها من دول أمريكا الوسطى ما عرف باسم الولايات المتحدة لأمريكا الوسطى، ولكن هذا الاتحاد أخذ بالتصدع بدءاً من عام 1838م،وأعلنت السلفادور انفصالها عن هذا الاتحاد رسمياً عام 1841م، وأصبحت دولة مستقلة ذات سيادة، ولكنها عانت من عدم الاستقرار السياسي، وقد هزها العنف السياسي بقوة في السنوات الأخيرة من القرن التاسع عشر الميلادي.

ومنذ بداية القرن العشرين أخذ هذا الوضع بالتحسن قليلاً، وفي عام 1992م توقفت الحرب الأهلية في السلفادور والتي راح ضحيتها نحو 75 ألف مواطن، وتسببت بأضرار بالغة في الاقتصاد الوطني.

ولكن السلفادور ما تزال تعاني من مشكلات كثيرة، اجتماعية واقتصادية وسياسية، منها سوء توزيع الثروات الوطنية، واحتكار الزعماء السياسيين والعسكريين وعدد قليل من الأسر لمعظم الأراضي الزراعية في البلاد، وهذا أدى إلى ظهور حركات مسلحة مناهضة للحكومة ـ يسارية في غالبيتها ـ واحتجاجات شعبية تطالب بالتوزيع العادل للأراضي الزراعية وتوفير العمل للفقراء، كما تعاني البلاد من مشكلات بيئية خطيرة،منها تلوث الماء،وتلوث التربة وانجرافها،وقطع الأشجار وغير ذلك.

ينص دستور السلفادور الحالي الذي اعتمد عام 1983م،على أن الدولة جمهورية ديمقراطية، يُنتخب الرئيس فيها من قبل المواطنين ممن بلغوا سن 18 عاماً، وذلك لمدة خمس سنوات غير قابلة للتجديد، ويعين الرئيس مجلس الوزراء وحاكماً لكل قسم، ويوجد في السلفادور برلمان عدد أعضائه 84 عضواً، يتم انتخابهم من قبل المواطنين، لمدة ثلاث سنوات.

وفي السلفادور عدد كبير من الأحزاب منها: الحزب الديمقراطي المسيحي وحزب التحالف الجمهوري الوطني وحزب المصالحة الوطني والحزب الشيوعي والحزب الديمقراطي التحرري وغيرها، ويوجد عدد من المنظمات الشعبية والنقابات، وهذه الأحزاب والمنظمات في معظمها تعمل من أجل حل المسائل الداخلية بالطرق السلمية ووقف الحروب الأهلية ومعالجة آثارها.

وهكذا نكون قد تعرفنا في هذه الحلقة عن أهم السمات العامة والتاريخية لجمهورية السلفادور, وفي الحلقة القادمة نواصل حديثنا لنصل إلى بغيتنا وهي معرفة أحوال الإسلام والأقلية افسلامية في السلفادور.

إلى اللقاء في حلقتنا القادمة في القريب العاجل إن شاء الله.
 
رد: المسلمون المنسيون !!؟؟

هنا تسكب العبرات الإسلام في السلفادور (2)


الاحد 27 مارس 2011
noimage.jpg

أحبتي في الله ...في الحلقة الماضية تحدثنا عن السمات العامة لدولة السلفادور وتناولنا باختصار نبذة عن تاريخها, واليوم نواصل الحديث في نفس الموضوع,ولكننا نعرض في تلك الحلقة إلى الهدف الرئيس من زيارتنا لتلك الدولة وهو التعرف عن أحوال الإسلام والمسلمين بها فهيا بنا.
علمنا في الحلقة الماضية أن دولة السلفادور هي إحدى دول وسط أمريكا اللاتينية,وقد كانت هذه القارة قارة إسلامية تحكم بالإسلام وهذه حقيقة عميت عمداً عن المسلمين, وما يعنينا هنا أنه بالتبعية فإن جمهورية السلفادور التي هي من دول أمريكا اللاتينية كانت مسلمة في فترة سابقة من التاريخ وحكمت بالإسلام كغيرها من دول القارة.

كيف وصل الإسلام إلى جمهورية السلفادور:

تشير كثير من الدراسات إلى أن المسلمين سبقوا كولومبوس في الوصول إلى أمريكا اللاتينية، فبعد عدة سنوات من البحث والدارسة في تاريخ أمريكا اللاتينية كشف النقاب عن جوانب تشابه في طرق المعيشة التي كان يمارسها السكان الأصليون من الهنود الحمر (المعروفون تاريخيًا بقبائل الآزتك) مع المسلمين، كما عرض عددًا من الوثائق التي تناقلتها أجيال متعاقبة من الآزتك ظهر فيها إشارات واضحة إلى آثار إسلامية كانت موجودة في أمريكا قبل وصول كريستوفر كولومبوس والمستكشفين الأوروبيين إليها.
مما يعد دليلاً على أن الإسلام وصل إلى أفراد تلك القبائل الهندية في الأمريكتين قبل وصول النصرانية التي جاء بها الأوروبيون إلى تلك الأرض بعد ذلك بعدة قرون.

كما تشير دراسات أخرى أن عددًا من البحارة المسلمين من بقايا الممالك الأندلسية كانوا من أفراد البعثة الاستكشافية التي قادها كولومبوس نحو الأمريكتين في عام 1492م، نظرًا لتفوقهم في علوم الفلك والملاحة وصناعة السفن. إضافة إلى ذلك، فقد كانت نسبة كبيرة من العبيد الأفارقة الذين أتى بهم إلى أمريكا اللاتينية من شمال إفريقيا وشرقها كانوا من المسلمين.

وهناك رواية مفادها أن الأمريكتين كانتا غير معروفتين منذ أكثر من 500 سنة, واكتشفهما الأسبان عن طريق عدة رحلات, كانت أهمهم عندما استطاعوا بناء أكبر أسطول بحري في هذا الزمن بعد سنوات من العمل المتواصل,ثم دعوا الناس للإبحار إلى الأمريكتين فلم يجدوا استجابة,وكان الاقتراح بإخراج المسلمين القابعين في السجون بسبب محاكم التفتيش في أسبانيا, وقد كان من بينهم علماء في الفلك و ذهبوا في هذه السفينة إلى اكتشاف القارتين,وهكذا كانت أول أقدام وطأت أمريكا اللاتينية ومنها السلفادور أقدام المسلمين.

وقد بدأ هؤلاء المسلمين ينشرون الإسلام ويقيمون المساجد,حتى عم الدين الإسلامي بلدان القارة, ولكن للأسف بعد هذا الانتشار طال الإهمال الدعوة الإسلامية وذهب الجيل الأول والثاني- الذين كانوا يعرفون تعاليم الإسلام حق المعرفة ويقيون شرائعه-وعاش الناس بعد ذلك في جهل لسنوات طويلة ثم أجهزت النصرانية على تلك البلاد,وكثفت جهودها في غيبة من العالم الإسلامي حتى تنصرت القارة ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. ومع ذلك، فإن شعوب أمريكا اللاتينية تعيش حاليًا فراغًا روحيًا كبيرًا لم تستطع الكنيسة الكاثوليكية أن تملأه،ولا يزال عدد كبير منهم يبحث عن الدين القادر على تلبية حاجاتهم العقائدية والروحانية.

هذا ويقدر عدد المسلمين في أمريكا اللاتينية اليوم بأربعة ملايين مسلم، منهم 26 ألف في السلفادور,وقد كان غالب المسلمين من الهجرات الأولى للعرب والمسلمين لأمريكا اللاتينية والتي في غالبها كانت هربًا من الظروف السياسية السيئة التي كانت تعيشها المنطقة العربية والإسلامية في أواخر الحكم العثماني وأيام الاحتلال الإنجليزي والفرنسي،كما أن بعضهم أتى لأمريكا اللاتينية رغبة في الحصول على فرص معيشة أفضل عن طريق العمل أو التجارة.

وعلى الرغم من أن المسلمين الأوائل واجهوا صعوبات بالغة،من أهمها كونهم أرقاء أو غرباء مهاجرين،إلا أن السنوات الأخيرة شهدت تقدمًا ملحوظًا في الدعوة الإسلامية هناك وأحوالها تتمثل في زيادة أعداد المسلمين والمساجد والمراكز الإسلامية التي تخدمهم.

على أية حال يوجد جالية إسلامية لا بأس بها في السلفادور، تشمل المهاجرين العرب وكذلك عدد كبير من أهل البلاد, فعلى سبيل المثال رئيس المركز الإسلامي هناك وهو سلفادوري الأصل وقد أسلم منذ وقت ليس بالبعيد ومعه دكتوراه في الصيدلة وكذلك في علم اللاهوت حيث أنه كان قساً من كبار القساوسة, و قد ساهم هذا الرجل الفاضل في إنشاء ثلاث مراكز إسلامية في ثلاث مدن كبرى في السلفادور منها العاصمة, وكذلك أنشأ مجلة أسبوعية إسلامية,و قام بحجز أربع صفحات في أكبر جريدة يومية توزع في السلفادور وعلى مستوى القارة -ولكن للأسف لا تجد هذه الصفحات المادة الإسلامية الصحيحة المترجمة بلغة أهل البلاد الكافية لملئها-,كما أن كبار رجال الدولة يأتون إلى المركز الإسلامي في المناسبات الإسلامية بسبب جهد ونشاط هذا الرجل.

هذا وتشارك المراكز الإسلامية عموما في أداء صلاة الجمعة, وتقوم بكثير من الأنشطة الخيرية ، والتبرع لنشر مواد إعلامية عن الإسلام على الإنترنت في مختلف المؤسسات الدينية والثقافية في جميع أنحاء البلاد. ومن المعلوم أيضاً أنه كما توجد مراكز إسلامية توجد مساجد ومصليات تصل إلى 45,بينما لا توجد مدارس ولا جامعات إسلامية,وكذلك لا توجد محال تجارية إسلامية تخص المسلمين.

ولكن ما يعتصر القلب أنه رغم خصوبة أرض تلك البلاد لنمو الإسلام فيها وكذلك الحجة المقامة علينا من مما قاله رئيس تلك الدولة لأحد وكالات الأنباء حيث أكد أن هجوم وسائل الإعلام على الإسلام أو على غيره من الأديان في أي مكان، يعتبر خطأ وجهلاً، ويجب تجريم هذا عن طريق الأمم المتحدة،كما يجب أيضاً تجريم الهجوم على الأنبياء والرسل.
وقال: "إن المسلمين في بلاده يعيشون مع الجاليات الأخرى في سلم وأمان"،وأضاف: "إن الحوار بين الحضارات يجب أن يأخذ طريقة، ويكون موضع الجد حتى لا يتزايد الهجوم على الديانات الأخرى واتهام الآخر بالخطأ، دون فهم لدينه أو الإلمام بهذا الدين".
ومع ذلك فإن هناك معوقات كثيرة تقف في طريق الدعوة الإسلامية وهناك أيضاً عقبات كثيرة يعاني منه المسلمين هناك ومنها على سبيل المثال:
• جهل كثير من المسلمين بتعاليم الإسلام الأساسية،وكذلك قلة الاهتمام باللغة العربية.
• قلة الكتب والأشرطة التي تشرح مبادئ الإسلام بالغة الأسبانية التي يفهمها المسلمون من أبناء تلك البلاد.
• ضعف أو قل غياب التنسيق والتعاون بين الجمعيات والمراكز الإسلامية وقلة برامج التوعية،خصوصًا الموجهة للشباب.
• قلة الموارد البشرية: مثل قلة عدد الدعاة المجيدين للغات المحلية مع دراية كافية بعادات شعوب تلك الدول وتقاليدها، وقلة الكوادر القادرة على التفاعل مع وسائل الإعلام المحلية للتعريف بالإسلام والرد على دعاوى التضليل الإعلامي المعادي للإسلام والمسلمين.
• قلة الموارد المالية: مما يؤثر سلبًا على الدعوة وإنشاء المراكز اللازمة للتعليم والتدريب والتأهيل،إضافة إلى دعم طباعة الكتب وتوظيف الدعاة والأئمة.
• غياب برامج رعاية المرأة والطفل: وهذه تضعف بناء الأجيال التالية للمهاجرين، نظرًا لكون الأطفال يتأثرون أكثر ببيئتهم المحيطة وبأمهاتهم، خصوصًا إذا كنَّ غير مسلمات أو اعتنقن الإسلام حديثًا.
• كثرة زواج الشباب بغير المسلمات أو بالمسلمات اسماً وهذا بدوره يؤثر في مستوى التزام الشباب أنفسهم بالإسلام وأبنائهم بعد ذلك،ويزداد الأمر سوءًا عندما ينفصل الزوجان وتتولى الأم حضانة أبنائها فتنشئهم بعيدًا عن تعاليم الإسلام.

وأخيراًهمسة في أذن من يهمه الأمر إن هذه البلاد تتميز بأنك لا تشعر بالغربة وسط سكانها,وأنه ليس بيننا وبينهم أية صراعات كما هو الحال مع الغرب, لذلك فإن الظروف متاحة في تلك القارة للدعوة إلى الله على نطاق واسع لتقريبهم إلى الدين الإسلامي،كما أن العمل الإسلامي المؤسسي ميسر لإنقاذ المسلمين من الذوبان واحتضان أبنائهم لحمايتهم من الضياع.

ولكن بكل أسف هذه البلد من أفقر البلاد إسلاماً كغيرها من دول أمريكا اللاتينية برغم أنها خصبة ثرية لقبول الإسلام ولكن هناك الجهود الدعوية فردية وهذا يعتبر من تقصير العالم الإسلامي تجاه واجب من أهم واجباته وهو الدعوة الإسلامية فهل من مشمر.

انتهت رحلتنا في السلفادور وإلى الملتقى في بلد آخر إن شاء الله.
 
رد: المسلمون المنسيون !!؟؟

تقرير: الأقلية المسلمة في إريتريا


عرفت بلاد الحبشة قديمًا ببلاد كوش، وعرفها العرب بالحبشة، وهذا يعني الخليط البشري، وأطلق عليها حديثًا إثيوبيا، ومعناها الوجه المحروق عند الإغريق، وتضم منطقة الحبشة إثيوبيا وجيرانها من الشعوب التي استولت عليها، وهما إرتريا وأوجادين. ولتشعب المشاكل التي تواجه المسلمين بالحبشة وتعدد جوانبها، سيتم تناول كل وحدة سياسية على حدة، مبتدئين بإثيوبيا، ثم إرتريا، فالأوجادين.(وسنتناول في هذه الحلقة المسلمون في إرتريا).
اشتق اسمها من الاسم القديم للبحر الأحمر (سينوس ارتريوس )، وعرفت في العصور الوسطى باسم (ميدري بحري) أي البلاد المطلة على البحر، وسمي حاكمها (بحر نجش) أي ملك الإقليم المطل على البحر، وعرفت حتى عهد قريب ببلاد (البوغوص)، وأطلق عليها اسم (ميدري جيلتي)، أي أرض الأحرار، وقد ظلت لإرتريا شخصيتها المستقلة عبر مختلف العصور، ولم تسيطر الحبشة على الأراضي الإرترية إلا في فترات نادرة في حالة ضعفها وفي غفلة من الزمن.
الموقع:
تحدها السودان من الشمال الغربي والشمال، وإثيوبيا من الغرب، وعفار وعيسى (جيبوتي) من الجنوب، وتطل من الشرق على البحر الأحمر بساحل يبلغ طوله حوالي 1000 كيلو متر، وتصل في الجنوب إلى قرب باب المندب، أي إنها في مواجهة دولتين من دول الجزيرة العربية، حيث اليمن، وقسم من الساحل الغربي للملكة العربية السعودية.
الأرض:
تبلغ مساحة إرتريا حوالي (117.400) كيلو متر مربع، وتبدأ أرضها بسهول ساحلية تطل على البحر الأحمر، تضيق في الشمال وتتسع في الجنوب، وتنحدر إليها بعض المجاري المائية مثل كميلي، هواش، وعلجدي، وتلي السهول الساحلية هضبة تتخللها بعض الجبال الشاهقة الارتفاع.
المناخ:
يختلف وفقًا لظروف التضاريس، ففي النطاق السهلي المنخفض ترتفع الحرارة، وتقل الأمطار، وتزيد الرطوبة في المناطق الساحلية، ويعتدل المناخ فوق المناطق المرتفعة، وتزيد الأمطار نسبيًّا.
السكان:
قدرت السلطات الإيطالية التي كانت تحتل إرتريا قبل الحرب العالمية الثانية سكانها بمليون نسمة، وقدرتهم السلطات البريطانية التي خلفت إيطاليا في الحكم قدرتهم 1.031.000 نسمة في سنة 1372هـ - 1952م، وذكر تقدير البريطانيين أن المسلمين أكثر من نصف السكان، وينتمي السكان حسب التقرير إلى عناصر التجرينا، وغالبيتهم من المسيحيين، والتجري والأغلبية العظمى منهم تعتنق الإسلام، وباريا، وكانوما، وغالبيتهم من المسلمين، والدناكل وكلهم يعتنقون الإسلام، وساهو والغالبية العظمى منهم تعتنق الإسلام، والبيلين وغالبيتهم من المسلمين، ولم يذكر التقرير البجاة، وكذلك العناصر العربية؛ لذلك يحتمل أن يكون العدد الإجمالي حوالي مليون ونصف، بدلًا من التقدير السابق، وتقدرهم المصادر الغربية حديثًا بمليونين ونصف.
أما مصادر الثوار بإرتريا فقدرت عدد السكان بأربعة ملايين نسمة، ويحتمل أن يكون العدد الإجمالي 4.250.000 نسمة في سنة 1408هـ -1988م، ونسبة المسلمين بينهم 80%، أي حوالي 3.400.000 نسمة، ولقد توافدت عدة هجرات بشرية إلى إرتريا، فلقد هاجرت عناصر عربية عديدة إلى سواحل إرتريا، وأغفلتها التقارير البريطانية والإيطالية في تقدير السكان عن عمد مقصود، وفي إرتريا ثماني لهجات، واللغتان الرسميتان لإرتريا التجرينية والعربية.
النشاط البشري:
تبلغ مساحة الأراضي القابلة للزراعة بإرتريا 1.652.000 فدان، لا يزرع منها غير الثلث تقريبًا، وتستخدم الطرق البدائية، وتقوم الزراعة على نشاط المرأة الإرترية، والحاصلات تقليدية، وتتمثل في الحبوب الغذائية، ولا يتجاوز الإنتاج (الاقتصاد المعيشي)، وهناك حاصلات نقدية كالقطن، والبن، ويمثل الرعي حرفة هامة في الاقتصاد الإرتري، ويقوم به الرجال، وتربى الأبقار والإبل والأغنام والماعز.
كيف وصل الإسلام إلى إرتريا؟
وصلها الإسلام مبكرًا، ففي القرن الهجري الأول وصلت ساحل إرتريا هجرات عربية، حملت الدعوة الإسلامية إلى شواطئها، وتمثلت في استيلاء الأمويين على جزر دهلك في سنة 83هـ، لتأديب القراصنة الأحباش على إثر هجماتهم على سواحل الجزيرة العربية، وانتقل الإسلام إلى مصوع، وأخذ يمتد جنوبًا حتى شمل سواحل البحر الأحمر والقرن الأفريقي، ثم ازدهرت التجارة بين الجزيرة العربية والساحل الأفريقي، وكثر عدد الوافدين على باضع وغيرها من المدن الساحلية في القرن الثالث الهجري، وتوطد وجود الإسلام في السهول الساحلية الإرترية، وأخذ الإسلام في الانتشار بين الصوماليين، والدناقل، والبجاة سكان المناطق السهلية الإرترية، وتجاوز انتشار الإسلام السهول الإرترية، فوصل المرتفعات، وعندما قامت الإمارات الإسلامية في جنوب وشرقي الحبشة، امتد نفوذها إلى إرتريا، وعندما خاض الأئمة المسلمون حروبهم ضد الحبشة، اشترك الإرتريون في الجهاد، ولقد نالهم من تحالف البرتغاليين مع الأحباش الشيء الكثير من التدمير، وتخريب المدن الساحلية، كان هذا أثر المحور الشرقي الذي وصل الإسلام عن طريقه إلى إرتريا.
ومن الشمال والغرب محور آخر حمل الدعوة الإسلامية إلى إرتريا، حيث كان الدعاة من بين البجاة، فلقد وصلهم الإسلام عن طريق شمالي السودان، ونشط الدعاة البجاة، وحمل هؤلاء الإسلام إلى المناطق التي هاجروا إليها لا سيما (بنو عامر) وهم فرع من البجاة، تمتد مضاربهم في شمال، ووسط إرتريا، وأصبحت إرتريا معقلًا من معاقل الإسلام، وانتشر الإسلام بين العديد من القبائل مثل (بيت معلا) في شمالي إرتريا، وبعض قبائل التيجري، وقبائل تاكلية (بنات يسوع)، وهبتية (عطية يسوع)، وتماديام (عطية مريم)، وهكذا أصبحت غالبية السكان في إرتريا مسلمة.
وعلى إثر النزاع الذي دار بين البرتغاليين والأحباش من ناحية، والأتراك من ناحية أخرى، دارت معارك على سواحل البحر الأحمر، وبسط الأتراك نفوذهم على إرتريا في سنة 965هـ - 1557م، واستمر الحكم التركي إلى سنة 1263هـ - 1846م، وحلت مصر محل الأتراك، فسيطرت على مصوع والمناطق الساحلية الإرترية، وكان والأحباش يطمعون في السيطرة على الساحل الإرتري، ثم انسحب الجيش المصري بعد أن احتلت بريطانيا مصر سنة 1300هـ - 1882م، كان هذا إبان الصراع الاستعماري على شرقي أفريقيا، وسواحل البحر الأحمر، وظهرت إيطاليا كأحد أطراف هذا الصراع، فاحتلت مصوع وعصب في سنة 1303هـ - 1885م، ومكث الاستعمار الإيطالي في إرتريا (51 عامًا) حتى سنة 1360هـ - 1941م، وكانت إثيوبيا لا تخفي أطماعها في إرتريا، ودارت معارك حربية بين إثيوبيا وإيطاليا، ورغم هزيمة الإيطاليين إلا أن إثيوبيا وقعت معهم معاهدة في سنة 1314هـ - 1896م، واعترف منليك إمبراطور إثيوبيا آنذاك بنفوذ إيطاليا على إرتريا، ثم عادت الحبشة فاعترفت بهذا في سنة 1321هـ - 1903م.
وظل الإيطاليون في إرتريا إلى أن قامت الحرب بينهم وبين الأحباش في سنة 1352هـ - 1933م، وسيطرت إيطاليا على إثيوبيا، وهرب إمبراطورها هيلاسلاسي، وظل خارج إثيوبيا إلى أن عاونه البريطانيون في الاستيلاء على إثيوبيا في سنة 1360هـ - 1941م.
فما موقف الحبشة من إرتريا بعد هزيمة الإيطاليين؟ تجيب معاهدة سنة 1361هـ - 1942م بين بريطانيا والحبشة على هذا، فلقد نصت على أن تبقى منطقة أوجادين وإرتريا تحت الحكم البريطاني، ثم دب الخلاف بين الحبشة وبريطانيا، فعقدت بينهما معاهدة 1364هـ - 1944م، ونصت أيضًا على أنم يظل وضع الأوجادين وإرتريا تحت الحكم البريطاني.
وفي سنة 1367هـ - 1947م، تألفت لجنة من دول الحلفاء لبحث مستقبل المستعمرات الإيطالية، على أثر توقيع معاهدة الصلح، وظهرت المؤامرات ولعبت بريطانيا دورًا هامًّا في التآمر على استقلال إرتريا، فشجعت المسيحيين على تكوين حزب لهم ينادي بضم إرتريا إلى الحبشة رغم أنهم أقلية، ودام الخلاف فترة مرهقة حيث ظهرت عدة اتجاهات، كان منها مشروع تقسيم إرتريا، وكان منها المناداة باستقلالها.وكانت تحقيقات لجنة دول الحلفاء منحازة إلى جانب الحبشة، نتيجة تمهيد بريطانيا واستغلال الرشوة من جانب إثيوبيا واتخاذ الاغتيالات والإرهاب كوسيلة لكبت أصوات المسلمين بإرتريا، فوافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة في سنة 1372هـ - 1952م، على أن تكون إرتريا وحدة ذات استقلال ذاتي في اتحاد فيدرالي مع الحبشة، وأصدرت هيئة الأمم المتحدة مبادئ وثيقة حكم إثيوبيا لإرتريا.وتنكر هيلاسلاسي لوثيقة الحكم الفيدرالي، فأعلنت في سنة 1375هـ - 1955م، أن إرتريا جزء من إثيوبيا، وضمها إلى إثيوبيا.
فماذا تم بعد دمج إرتريا؟
استخدم هيلاسلاسي أسلوبًا تعسفيًا في حكم إرتريا، فعين المسيحيين في المناصب الهامة، وحرم المسلمين من معظم الوظائف، وألغى الأحزاب الإرترية التي كانت في عهد إيطاليا، وقيد حرية الكلمة، وضرب ستارًا كثيفًا حول المسلمين، وساد الظلم، والبطش، ومصادرة الحريات، فكانت الثورة الإرترية طريق الشعب للخلاص من الاستبداد.
عدة جبهات:
تكونت جبهة تحرير إرتريا في بيان صدر في سنة 1381هـ - 1961م بالقاهرة، ومنطقة الجاش، وانتقلت إلى جبال إرتريا، وبدأت الثورة بسبعين مقاتلًا، ووصلوا إلى 40 ألف مقاتل بعد ذلك، وتزايد الكفاح، وكتبت صفحات من البطولة، وتكونت في إرتريا ثلاث جبهات هي: جبهة التحرير الإرترية، والجبهة الشعبية الإرترية، وقوات التحرير الشعبية الإرترية، وفي هذا ضعف للكفاح، وتشتيت للجهود، غير أن توحيد الجبهات أمر حتمي لصالح الثورة الإرترية، ولقد واجه الثوار ضغطا عنيفا من هيلاسلاسي، ولكن الثورة الإرترية أخذت ظهيرها من الشعب الإرتري، وحققت نجاحًا لم يكن متوقعًا.
وظل التفوق حتى حدث بإثيوبيا انقلاب 1394هـ - 1974م، وأطاح بهيلاسلاسي، وسادت فترة من التفاؤل والأمل في إحلال السلام بإرتريا، بددها طغيان المجلس العسكري الذي تولى حكم الحبشة، وبدأ التحدي، وواجهت الثورة الإرترية قتالًا ضاريًا في معارك أسمرة في سنة 1395هـ - 1975م، وبدأت تحقق العديد من الانتصارات، فحررت الريف الإرتري بأكمله، ومع مطلع عام 1397هـ - 1977م، بدأت مرحلة تحرير المدن الإرترية، واحتد القتال في جبهتين هما: جبهة (نفقة)، والجبهة الشمالية، فدارت معركة مدينة (أغردات) عاصمة المنطقة الغربية من إرتريا، واستمرت 30 يومًا، وانتصرت قوات التحرير الإرترية فيها، وحررت مدن أخرى يبلغ عددها 14 مدينة، وقد أدى هذا النصر إلى استعانة المجلس العسكري الحاكم في إثيوبيا بالكوبيين والروس، فحدث تغيير في ميزان القوى، ولقد تكونت في سنة 1401هـ - 1981م، منظمة الرواد المسلمين، وتعمل هذه المنظمة على رفعة شأن الإسلام والمسلمين في البلاد، ولهذه المنظمة متطلبات منها:
1- الاهتمام بالتعليم والتربية الإسلامية.
2- المشاركة في النشاطات الوطنية.
3 - تحقيق الوحدة والوطنية.
4- الهوية الإسلامية.
بدأ الروس والكوبيون يلقون بثقلهم في المعركة ضد الثورة الإرترية، فأشرفوا على القتال وغرف العمليات، وبدأ ضرب الثوار بالطائرات، ونتج عن هذا محو عدة قرى من الوجود، وتدفق اللاجئون على السودان، والمناطق المحررة من إرتريا، وشهد عام 1399هـ هجومًا إثيوبيًّا مكثفًا، استمر على عدة مراحل، وشهدت المرحلة الرابعة من هذا الهجوم تدخل 40 ألف جندي إثيوبي بقيادة ضباط سوفييت، واستمر كفاح الشعب الإرتري إلى الآن، ولقد بدأت بوادر محاولات لإحلال السلام في إرتريا بعد سقوط نظام الحكم في إثيوبيا.
اللاجئون:
بعد اتساع العمليات العسكرية ضد ثوار إرتريا، واستخدام طرق الإبادة الجماعية، أرغم سكان القرى والمدن على الخروج من مواطنهم، لا سيما الشيوخ والأطفال والنساء، وأصبح الأمر محزنًا بعد بلوغ عدد اللاجئين 400 ألف، ولقد بدأ تدفق المهاجرين الإرتريين على شرقي السودان منذ سنة 1387هـ - 1967م، ووصل الآن قرابة نصف مليون، ولا تصل المعونة إلى هذه الأعداد إلا بما يكفي 25% من احتياجاتهم، وقد أصدرت وكالة غوث اللاجئين الإرترية عدة نداءات تناشد فيها العالم بتقديم العون لهذا العدد الكبير من اللاجئين الإرتريين، فإذا ما أضفنا إلى هذا العدد حوالي مليون لاجئ في الأوجادين، أدركنا مدى خطورة الحرب التي تشنها أثيوبيا في المنطقتين، وهنا يقفز سؤال للذهن، تفرضه طبيعة الموقف، وتمليه المشاعر الإنسانية دون تحيز أو تعصب.
أين مساعدات غوث اللاجئين الدولية؟
أين المساعدات الدولية التي تتدفق لغوث المنكوبين؟
أين إنسانية المتجمع الدولي؟
أين الإعلام الشريف الذي يتبنى قضية مليون وربع مليون لاجئ لا ذنب لهم سوى التعبير عن إراداتهم فأصبحوا ضحية التآمر الدولي والمجاعات، والجهل، والمرض.ولقد عصفت الحروب بموت نصف مليون، وتهدد المجاعات مليون نسمة بالموت جوعًا.
التحديات:
أبرزها تلكم الحروب الصليبية التي أنهكت المنطقة لعدة قرون، وقدم الطرفان ثمنًا باهظًا من الضحايا، والسبب المباشر في طول مدتها تأتي من استمرار محاولة الأقلية فرض سيطرتها على الأغلبية، ولقد خلف هذا الصراع إرثًا مشحونًا بالكراهية والحقد تتوارثه الأجيال.
ومن التحديات تدخل القوى العالمية في الصراع الدائر، فلقد شهد النصف الثاني من القرن الماضي، وكذلك النصف الأول من القرن العشرين تدخل القوى الاستعمارية، في تكالب محموم لاقتناص أراضي شعوب المنطقة، ورسم الخرائط السياسية لمستعمراتها، وتقسيم شعوبها دون وازع من ضمير، فكبتت أصوات أبنائها، فلا حق لهم في تقرير مصيرهم، وكان من السهل وضع خطوط الحدود السياسية على صفحات الخرائط، وتنفيذها على الواقع الأرضي، بغض النظر عن تقسيم الشعب الواحد بين دول ثلاث كما حدث للصومال وما يكاد يخرج مستعمر من المنطقة حتى يحل محله مستعمر آخر يخلفه في حكم الشعوب المقهورة.
وشهد النصف الثاني من القرن العشرين، سلسلة لا تنتهي من التآمر على حرية الشعوب، بدأت بتآمر بريطانيا مع هيلاسلاسي على حرية شعب إرتريا، وكذلك شعب الأوجادين، واختفى الإمبراطور، وحل محله المجلس العسكري الحاكم في إثيوبيا، واستبدل التآمر البريطاني بتآمر سوفييتي، فكان التدخل العسكري لسحق حرية الإرتريين والصوماليين، وإلى متى هذا؟ وقد أوشك قرن ونصف قرن من التآمر على الاكتمال.إنها أطول سلسلة من التآمر على حرية شعوب أفريقيا، ولقد انتهى الأمر بسقوط هيلا مريم ونظامه في إثيوبيا، وانهيار الاتحاد السوفيتي.
ومن التحديات تعدد جبهات التحرير في إرتريا، وعدم توحيد جهدها لتصل إلى غايتها التي ينشدها الشعب الإرتري، وتدخل قوى مختلفة في زيادة الهوة بين جبهات التحرير، فما أحوج الجهاد إلى توحيد الكلمة وتكتل الصفوف.
ومن التحديات تجاهل الرأي العام العالمي، لما يدور في القرن الأفريقي أو بالقرب منه، هذا التجاهل المقصود يلقي ستارًا على جرائم ترتكب ضد الإنسانية، ولا يصلنا إلا القليل من أخبار الصراع، وكأنه يحدث فوق كوكب آخر، لذا يطول عمر المعاناة ويواجها المجتمع العالمي بعدم الاكتراث.
ولقد وجدت قضية الشعب الإرتري استجابة من المؤتمرات الإسلامية، فلقد طالبت الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي في مذكرتها إلى مؤتمر وزراء خارجية الدول الإسلامية الحادي عشر، والذي عقد في الباكستان في سنة 1400هـ، طالبت بمساندة قضية الشعب الإرتري، باستنكار لأعمال إثيوبيا في إرتريا، وحث الدول الإسلامية على تقديم المساعدة للشعب الإرتري، واللاجئين الإرتريين، وقد صدرت توصية المؤتمر متضمنة الفقرات السابقة.

وأصدر مؤتمر القمة الإسلامي والذي عقد بمكة المكرمة في سنة 1401هـ قرارًا يدعو إلى حل عادل وسلمي للقضية الإرترية، وتشكلت لجنة من السنغال، وغينيا، والأمانة العامة للمؤتمر لأجراء الاتصالات اللازمة لذلك، وعرض نتائج عملها على مؤتمر وزراء خارجية العالم الإسلامي، واستمر تداول قضية إرتريا في المحافل الإسلامية.
التعليم الإسلامي في إرتريا:
يكاد يكون التعليم الإسلامي في إرتريا معطلًا، بسبب الحرب الدائرة بين الثوار وسلطات الاحتلال الإثيوبي، وشارك في هذا هروب السكان إلى خارج البلاد، ورغم هذه الظروف توجد عدة مدارس ومعاهد إسلامية موزعة على بعض الأقاليم، ويبلغ عددها حوالي 24 معهدًا إسلاميًّا، منها:
معهد الضياء الإسلامي في كرن.
المعهد الديني الإسلامي بجندوع.
معهد علنسبا في كرن.
المعهد الديني الإسلامي في كرن.
معهد أصحاب اليمين.
معهد الإرشاد الديني.
المعهد الإسلامي في أغوردات.
أما خارج إرتريا وفي مناطق اللاجئين الإرتريين، فهناك مدارس قرآنية (خلاوي)، وهناك بعض المدارس المتوسطة، إلا أنها غير كافية لاستيعاب أبناء اللاجئين.
ومن المتطلبات الملحة إنشاء المدارس وتوفير الكتب الدراسية في مناطق اللاجئين.
ورغم ما بذل من جهود للمصالحة وحل المشكلة، إلا أنها فشلت، وازدادت حدة القتال بين الجبهات الثورية، وحكومة أثيوبيا مما أدى إلى انهيار النظام الماركسي.
ومن التحديات تعطيل العمل الإسلامي داخل أثيوبيا، ومنها تدهور الأحوال الاقتصادية للشعب الإرتري، وانتشار الفقر والمجاعات داخل البلاد، وتوجيه الدخل القومي إلى الحرب ولمدة طويلة بدأت من سنة 1961م، أي منذ 30 عامًا، مما جعل المجاعات تعصف بالشعب الإرتري.
المؤسسات الإسلامية الإرترية:
رغم الظروف التي يمر بها الشعب الإرتري من مسخ وإبادة وطمس للهوية الإسلامية، إلا أنه توجد بعض الهيئات الإسلامية التي تعمل في الخفاء في ظل الحكم الماركسي، منها:
1- حركة الجهاد الإسلامية.
2- الاتحاد الإسلامي للطلبة والشباب الإرتري، وتصدر مجلة البشير.
3- منظمة الرواد المسلمين، ولقد تم توحيد هذه الهيئات تحت اسم اللجنة العليا الانتقالية، لتوحيد العمل الإسلامي بإرتريا في سنة 1407هـ.المتطلبات:
1- توحيد الجبهات.
2- التركيز الإعلامي على ما يحدث داخل إرتريا.
3- الدعم المادي للعمل الإسلامي داخل إرتريا.
4- تقديم العون المادي والتعليمي للاجئين الإرتريين في مناطق تواجدهم في السودان، والصومال، وجيبوتي.
5- حاجة المنطقة إلى الدعاة ورجال الدين، سواء على الصعيد الداخلي أوفي مناطق اللاجئين.
6- مقاومة التنصير في داخل معسكرات اللاجئين.
7- الاهتمام بالتعليم الإسلامي داخل معسكرات اللاجئين.
المصدر: موقع الإسلام.
 
رد: المسلمون المنسيون !!؟؟

اخي الرياضي

عسى ان يقويني ربي على دعوه لك في كل صلاه

بالفعل انت مكتبه اسلاميه متحركه فأسأل الله ان يثيبك على كل حرف بمليارات الحسنات يا اكرم الاكرمين
 
رد: المسلمون المنسيون !!؟؟

واحد من اجمل الموضوعات اللى قرأتها ويستاهل التثبيت
 
رد: المسلمون المنسيون !!؟؟

أخي الرياضي احبك في الله


لك من المواضيع الرائعه في القسم الاسلامي مايجبرني على محبتك من غير ان اراك او حتى اعرف اسمك


بارك الله في عمرك ونفعك بما نقلت وجعلها في موازين حسناتك يارب

اسال الله ان يجعل عملك خالصا لوجهه قول آمين
 
رد: المسلمون المنسيون !!؟؟

بارك الله في كل الاخوة
والله حتى انا مثلكم هناك اماكن لجاليات مسلمة في اقصى العالم اول مرة اسمع بها
الله يهدينا كلنا
بما اننا مسلمين ان شاء الله فيجب ان نعرفهم
 
رد: المسلمون المنسيون !!؟؟

الإسلام في أندورا (1)

الخميس 20 يناير 2011
version4_MoslemsinFrance_340_309_.jpg

















في عصرنا الحالي يعيش المسلمون في القارة الأوربية على هيئة أقليات متناثرة، يختلف حجمها من دولة أوربية إلى الأخرى ما بين الآلاف والملايين.فيُقدَّر تعداد المسلمين بالملايين في روسيا الاتحادية، وبعض بلاد أوربا الشرقية، وهناك دولة واحدة يشكِّل المسلمون فيها الأغلبية الساحقة من السكان وهي ألبانيا.أمَّا المسلمون في بلاد أوربا الغربية فأحوالهم مختلفة، ذلك أن عددهم في أيٍّ من هذه البلاد يبدأ بالمئات في بعضها، وينمو حتى يقارب بضعة ملايين في بعضها الآخر.ونحن اليوم بصدد الحديث عن إحدى دول أوروبا الغربية وهي أصغر دولة في العالم,تلك هي دولة أندورا.

إمارة أندوراهي دولة داخلية صغيرة حبيسة ومعزولة للغاية، وموقعها بين جنوب فرنسا وشمال أسبانيا وبالتحديد في شرق جبال البرانس في جنوب غرب القارة الأوروبية. اقتصاد هذه الدولة المزدهر يعتمد بشكل رئيسي على السياحة وهي لا تفرض ضرائب على الدخل، وهذا عامل جذب كبير للسياح والمهاجرين.بينما لا توجد مطارات دولية ولا سكك حديدية في الإمارة. هناك طرق عدة تربط أندورا بفرنسا وإسبانيا.وتعد أندورا سادس أصغر دولة في أوروبا.
وترجع تسمية أندورا إلى عدة فرضيات تحاول تفسيره، منها أنها باللغة الكتالونية, ومنها أيضاً أن اسم أندورا هو اسم عربي محور من كلمة (الدرة).

تتكون أندورا من ستة وديان رئيسية تصب في نهر فاليرا في النهاية الشرقية لجبال البرانس المرتفعة المركزية, وتعتبرهذه البلاد ذات طبيعة جبلية فهي تقع على الجهة الشرقية لجبال البرانس ومعدل ارتفاعها يبلغ 1,996م،بينما تبلغ أعلى قمة 2,946م. يمر نهر فاليرا في أندورا.مناخ الإمارة معتدل بشكل عام، ولكن ارتفاعها يجعل نزول الثلوج وخاصة في فصل الشتاء شئ معتاد.مناخها أبرد بقليل في الصيف من دول الجوار وتهطل الثلوج بشكل أكبر في الشتاء من دول الجوار.وتتكون أندورا من سبعة مناطق " أندورا لافيلا ,كانيلو ,انكامب ,اسكالدس انجوردنى ,لامسانا أوردينو ,سانت جوليا دي لوريا".

هذا ويشكل الأندوريون أقلية في بلدهم,بينما يعد الإسبان هم أكبر جالية في أندورا,وتعتبر اللغة الرسمية والقديمة للأندويون الأصل هي الكتلانية,وبسبب الهجرة، والصلات التاريخية، والموقع الجغرافي القريب، فأصبحوا يتحدثوا بلغات أخرى مثل الفرنسية والأسبانية والبرتغالية.
ويقر الدستور الأندوري علاقة خاصة مع الكنيسة الكاثوليكية "وفقا لتقاليد أندورا" وتعترف "الأهلية القانونية الكاملة" بالهيئات التابعة للكنيسة الكاثوليكية، ومنحها الوضع القانوني "وفقا لقواعد خاصة بها". واحد من اثنين من الدستور يعين حاكم البلد (الذي يعمل على قدم المساواة مع رئيس دولة مشتركة مع رئيس فرنسا) وهو القديس جون إينريك حاكم أسبانيا مع حاكم أرجيل.

دولة أندورا:

• العاصمة:أندورا-لافيلا.

• المساحة:تبلغ مساحة الدولة 470 كم2.

• عدد السكان:قُدر عدد سكانها ب 84.484 نسمة في عام 2009 م.

• عدد المسلمين: يبلغ تعداد المسلمين التقديري حوالي 2000 مسلم.

• المجموعات العرقية: الأندوريين الذين يمثلون فئة الكتالونيين يشكلون أقلية في بلدهم بنسبة31.36%، أما الأسبان 27،30%, والبرتغاليون 13,79%، والفرنسيون5,21%، والبريطانيون 1،085% , والإيطاليون شكلوا 67.7 ٪ من سكان أندورا.
• اللغة الرسمية:اللغة الوطنية هي الكتلانية، وهي لغة رومانسية. ولكن معظم الأندوريين يتكلمون الأسبانية، والفرنسية أو كليهما.
• الديانة:إن الدستور ينص على حرية الدين، والحكومة تحترم بشكل عام ممارسة هذا الحق. حيث لا يوجد دين محدد للدولة، ومع ذلك، فإن الدستور يعترف بعلاقة خاصة مع الكنيسة الكاثوليكية، التي تحصل على بعض الامتيازات، رغم عدم وجود دعم مباشر لغيرها من الجماعات الدينية.ويعتبر أغلب سكان أندورا من الروم الكاثوليك.وتبلغ نسبة الكاثوليك حوالي 90% من السكان.وتشمل المجموعات المسيحية الأخرى الكنيسة الرسولية الجديدة ؛ كنيسة يسوع المسيح ليوم القديسين الأخير(المورمون) ؛ ويوجد العديد من الطوائف البروتستانتية، ومنها الكنيسة الأنجليكانية,وهناك المجموعات الدينية الأخرى مثل اليهود ولا يتعدى عددهم المائة والمسلمين, والهندوس.وينشط المبشرين الأجانب ويعملون بدون قيود.
• عدد المساجد والمراكز الإسلامية والمدارس والجامعات الإسلامية:هناك المركز الثقافي الإسلامي ولا توجد مساجد وإنما مصليات أو أماكن يسمح فيها بالصلاة,والمؤسسة الاجتماعية الثقافية في العاصمة,ولا توجد مدارس ولا جامعات إسلامية.
نبذة تاريخية: تحكي بعض النقول التاريخية أن الملك شارلمان عقد ميثاق مع الشعب الأندوري مقابل القتال ضد المورس,ثم أنشأ أندورا وهو أول حاكم لها وكان ذلك في القرن التاسع الميلادي . وكان كونت أرجيل النبيل هو القائد الأعلى للسلطة ويأول الأمر إلى أسقف الأبريشية لأرجيل.وفي عام 988 م قام الكونت بوريل الثاني وهو كونت أرجيل بإعطاء أبريشية أرجيل أودية أندورا عندما توسع إلى الجنوب.ومنذ ذلك الحين تُعرف أسقف أرجيل بأسقف سو أرجيل، التي تملك أندورا. ولم يكن لدى أندورا أي نوع من الحماية وكان أسقف أرجيل والمعروف باسم كونت أرجيل، يريد استصلاح أودية أندورا فقرر طلب المساعدة والحماية من حاكم كابوت.وفي 1095م، وقع حاكم كابوت قسم مع كونت أرجيل لوضع أندورا تحت سيادته.وتزوجت أرنالدا ابنة أرنو حاكم كابوت من فيكونت كاستيبلو وأصبحا فيكونتا كاستيبلو وسردنيا.وبعد ذلك بسنوات تزوجت أبنتهما إيرمسندا من كونت الفويكس الفرنسي روجر برنر الثاني.وأصبح الكونتان روجر الثاني وأمرساندا الأولى فيكونتا كاستيبلو وسردنياو مالكى أندورا بالمشاركة مع أسقف أرجيل.
و في القرن الحادى عشر نشأ نزاع بين أسقف أرجيل وكونت الفويكس. وتمت تسوية النزاع في 1278 بالتوقيع على أول معاهدة بوساطة أراجون، والتي تنص على أن تكون أندورا سيادة مشتركة بين كونت الفويكس (و الذي نقل لقبة في نهاية الأمر إلى رئيس الدولة الفرنسية)، وأسقف أورجيل في كاتالونيا. وذلك أعطى لتلك الولاية الصغيرة سيادتها ووضعها السياسى.
انتقل اللقب على مدى سنوات مرت إلى ملوك نافار. بعد أن أصبح هنري نافارا الملك هنري الرابع ملك فرنسا وأصدر مرسوماً 1607م الذي أقر أن رئيس الدولة الفرنسية وأسقف أورغيل يكونا أمراء مشاركين في أندورا. وفي 1812م- 1813م، قامت الإمبراطورية الفرنسية الأولى بالاستيلاء على كاتلونيا وقسمتها إلى أربعة أقاليم. وقُسمت أيضا أندورا وأصبحت جزء من منطقة بويجسردا (مقاطعة سيجرى).ثم أعلنت أندورا الحرب على الامبراطورية الألمانية خلال الحرب العالمية الأولى، لكنها لم تشارك فعليا في القتال. وكانت رسميا في حالة حرب حتى عام 1957 لأنها لم ترد في معاهدة فرساي.
و في عام 1933م احتلت فرنسا أندورا نتيجة لاضطرابات اجتماعية قبل الانتخابات. وفي 1934م أصدر بوريس اسكوسرف إعلانا في أورجيل معلناً نفسه بوريس الأول، أمير أندورا وذلك بإعلان الحرب على أسقف أرجيل. وتم اعتقاله من قبل السلطات الأسبانية في 20 يوليو، وطُرد من أسبانيا في النهاية. وفي الفترة من 1936م إلى 1940م، كان هناك حامية فرنسية في أندورا لمنع تأثيرات الحرب الأهلية الأسبانية والفرنسية أسبانية. ووصلت القوات الفرنسية الحدود الأندورية في مراحل لاحقة من الحرب. وخلال الحرب العالمية الثانية، ظلت أندورا محايدة وطريق هام للتهريب بين فيشي الفرنسية وأسبانيا.
أندورا هي آخر إمارة بقيت من ضمن مجموعة إمارات قام بإنشائها شارلمان ملك فرنسا 747م - 814م لتكون حاجزاً بين فرنسا والمسلمين في الأندلس،ومنذ عام 1278م وحتى 1993م حكمت أندورا بشكل مشترك بين رئيس الإمارة الفرنسي وأسقف الأرغول الإسباني، وفي عام 1993م تم الانتقال من هذا الحكم الإقطاعي إلى ملكية ديموقراطية وبرلمان، حيث يرأس الإمارة أميران ليس لهما سلطة تنفيذية، ويرأس الحكومة رئيس الوزراء.

ومازالت أندورا تتبع فرنسا جمركياً.كما تدير إسبانيا بريد أندورا وذلك لكونها تقع ضمن جبال البرانس على الحدود الفرنسية الإسبانية.كما أن موقع أندورا يساعد سكانها على احتراف التهريب.
يعد النظام السياسي الأندوري فريد من نوعه في العالم حيث أن هناك شخصان اثنان يحتلان منصب الأمير النائب : الأول هو رئيس الجمهورية الفرنسية والثاني هو مطران الكنيسة الكاثوليكية لمدينة إقليمية في إسبانيا.والبرلمان الأندوري له مجلس واحد و28 عضوا ينتخبون مباشرة.كما تقوم كل من فرنسا وإسبانيا بمسألة الدفاع عن أندورا.

إلى هنا نتوقف مع وعد باستكمال المسير على أرض أندورا في الحلقة القادمة إن شاء الله.
 
رد: المسلمون المنسيون !!؟؟

الإسلام في أندورا (2)

الخميس 27 يناير 2011
version4_MoslemsinEngland_340_309_.jpg















إن أكثر ما يقلق الغربيين اليوم هو الانتشار الواسع للإسلام فى شتى بقاع العالم,حيث أن المبشرات بالنصر للإسلام والمسلمين كثيرة.
هذا ويعيش المسلمون في القارة الأوربية على هيئة أقليات متناثرة، يختلف حجمها من دولة أوربية إلى أخرى؛وقد وَفَد السواد الأعظم من المسلمين إلى أوربا بحكم الصلات السياسية التي كانت تربط بلدانهم بالبلدان الأوربية المستعمرة لها. كما أن أعدادًا كبيرة من سكان أوربا دخلت الإسلام بحكم الصلات التاريخية مع العالم الإسلامي؛مما أدَّى إلى ازدياد فرص التفهم لطبيعة الإسلام عند هؤلاء الأوربيين على اختلاف نزعاتهم الفكرية ومستوياتهم الاجتماعية.
ونحن اليوم في هذه الحلقة التي نستكمل بها ما بدأناه في الحلقة السابقة عن الإسلام في أندورا, نتعرض بالحديث إلى الكيفية التي وصل بها لإسلام إلى أوروبا الغربية عامة, وإلى أندورا خاصة كأحد دول أوروبا الغربية.
دخل الإسلام إلى أوروبا منذ سنة 652 بعد الميلاد. لكن لم يكن هناك انتشارا واسعا جدا له،إلا بعد أن تم فتح الأندلس مما ساهم في انتشاره،ثم جاءت بعد ذلك الإمبراطورية العثمانية التي فتحت شبه جزيرة البلقان مما جعل الناس يدخلون في هذا الدين لأنهم رؤوا مدى صدق وأمانة وكل الخصال الحميدة في المسلمين.وقد تمكَّن القائد المسلم طارق بن زياد من فتح الأندلس في عام 91هـ- 710م،وتوغَّل المسلمون في شبه جزيرة الأندلس وعبروها لفتح فرنسا، حيث اجتازت جيوش المسلمين جبال البيرنييه الفاصلة بين الأندلس وبين فرنسا، وتقدموا شمالاً إلى أن وصلوا إلى مدينة بواتييه الفرنسية، والتي جرت على مشارفها معركة بلاط الشهداء في عام 114هـ- 723م، وقد انهزم جيش المسلمين في هذه المعركة هزيمة قاسية وقُتِل منه الكثير،وبهذه المعركة توقف المدّ الإسلامي للقارة الأوربية من هذه الجهة.لم يساهم دخول المسلمين للأندلس في انتشار الإسلام في أوروبا الغربية بالشكل المتصور,وخصوصا بعد انهيار حكم المسلمين فيها.
ومع ذلك يلاحظ ازدياد عدد المسلمين في أوربا،وازدياد شعورهم بالانتماء للإسلام؛ حيث يتمتع المسلمون في أوربا بصفة عامة بحقوق عديدة، مثل حق ممارسة شعائرهم الدينية بحرية وطمأنينة، وحرية إنشاء المؤسسات الإسلامية وبناء المساجد على الرغم من مواجهة بعض المصاعب الإدارية، ومع ذلك يواجه المسلمون صعوبات في تطبيق دينهم في ظلِّ مجتمع صناعي علماني اختفت منه المظاهر الدينية والروحية.
أما بالنسبة لأندورا فقد وصلها الإسلام بعد إشراقه على أوروبا الغربية,ففي حوالي عام 700م قام المسلمون بدخول أندورا بدلاً من القوط الغربيين. لم يمكث المسلمون في أندورا؛ولكن اتخذوها ممرًا للوصول إلى تولوز،ناربون،كاركاسون ونيم.وقد مثلت معركة بلاط الشهداء نهاية عهد محاولة اختراق الجانب آخر لجبال البرانس.
ومن الملاحظ أن الجاليات المختلفة للدول هي التي تشكل الغالبية العظمى للجاليات الإسلامية في بلاد أوربا الغربية-كما هو الحال في أندورا- وقد انضم إليها مهاجرون من بلاد إسلامية أخرى.
ووفقًا لتقرير الحريات الدينية الأمريكي لعام 2006م،فإنه يوجد في أندورا حوالي 2000 شمال أفريقي يتواجدون من إجمالي عدد السكان البالغ 84.484 نسمة,ويعتبرون الجالية الأكبر بين المسلمين في البلاد.
ولكن ما يؤسف له أنه لا يمكن الجزم التام بأعداد أو أحوال المسلمين على وجه الدقة حيث لا يوجد قانون واضح أو تسجيل قانوني للجماعات والعبادات الدينية. فقانون الجماعات عام جداً لا يذكر على وجه التحديد منظمة دينية.ويوجد سجل موحد لجميع أنواع الجماعات، بما في ذلك الجماعات الدينية. والتسجيل ليس إلزامياً،ومع ذلك يجب أن تسجل مجموعات أو تسجل أسماء من أجل النظر في الدعم الذي توفره الحكومة للمنظمات غير الحكومية.
لذلك يجب ألا يفوتنا في حديثنا اليوم العروج على المشكلات التي يواجهها المسلمون في أوروبا عموما وأوروبا الغربية خاصة والتي منها أندورا,فما زالت الغالبية العظمى من المهاجرين المسلمين الذين يعيشون في أوربا يجهلون كل شيء عن واقع وتاريخ أوربا التي يعيشون فيها، فهذه الغالبية لا تعرف تاريخ البلد الذي تعيش فيه ولا مؤسَّساته ولا رموزه الفكرية ولا المسئولين عنه؛ الأمر الذي يحرمهم من التكيف مع هذا المجتمع والاندماج فيه. كما نجد أنَّ الأغلبية العظمى من أبناء الجالية الإسلامية ليست مثقَّفة، سواء ثقافة إسلامية دينية أو حتى ثقافة غربية، وتفتقد الجالية المسلمة في نفس الوقت القيادة الفكرية المستنيرة الناضجة التي تستطيع احتواء المهاجر المسلم وإرشاده إلى الطريق القويم.
كما تعاني الجاليات الإسلامية من خلافاتها الداخلية مثل الخلافات العرقية أو المذهبية. ومن أخطر المشاكل التي يعاني منها المسلمون في أوربا تلك التي يواجهها الجيلان الثاني والثالث على نحو خاصٍّ،فبينما تنحصر مشكلة الجيل الأول غالبًا في الغُربة عن وطنه،نجد الجيلين الآخرين يعانيان من مخاطر الاغتراب الفكري والروحي,وذلك بسبب غياب الاتصال بثقافة البلد الأصلي فينشأ جيل حائر متذبذب،بل وأحيانًا رافض لانتمائه الأصلي ومتطلِّع إلى الانصهار في مجتمعه الجديد،وتبلغ المعاناة أَوْجَهَا حين يتبرَّأ هذا الجيل من بيئته الأصلية انحيازًا إلى بيئتة الجديدة ولكنها ترفضه بدورها.
ويعتبر من أهم المشاكل والمعوقات التي تواجه المسلمين والمؤسسات الإسلامية في القارة الأوربية - وهي مشكلة لها رواسب تاريخية - مشكلة التمييز العنصري والديني الذي ينتشر بين بعض شرائح المجتمعات الأوربية، وأثره في عدم استقرار الجالية المسلمة وخوفها من المستقبل، إضافةً إلى ضعف التواصل بين الأجيال، وأثر الجهل وضعف المستوى الثقافي والحضاري لجيل الآباء، وعدم قدرة الكثيرين منهم على توريث الهوية والقيم الإسلامية لأجيالهم الجديدة، وتأثير آفات المجتمع الأوربي المادية في المسلمين المقيمين في أوربا وخاصةً على الأجيال الجديدة، مثل التفكك العائلي والانحلال الجنسي وانتشار المخدرات.
كما تحتل مشكلة الفقر وضعف الموارد المالية مكانًا بارزًا في قائمة المشاكل التي تواجه المسلمين والمؤسسات الإسلامية، حيث إنَّ الأعداد الهائلة للمسلمين في الغرب ما جاءت إلى أوربا -في الغالب - إلا طلبًا للعمل وبحثًا عن مصادر الرزق؛ ولهذا يشكِّل الهاجس الاقتصادي لدى المهاجرين عامل تحدٍّ كبير في بقائهم أو رجوعهم إلى أوطانهم،وتعيش النسبة الكبرى من هؤلاء المهاجرين حياة الكفاف،وتعاني من مختلف الضغوط الاجتماعية والنفسية، إضافةً إلى الضغوط السياسية أحيانًا.
وكذلك لا نستطيع أن نُهمِل الانعكاسات السلبية الناتجة عن الخلافات العِرْقية والمذهبية والحركية للمسلمين في أوربا، والتي انتقلت إليهم من بلاد المشرق الإسلامي وتُسهِم بدرجة كبيرة في عرقلة القيام بدور ريادي متكامل للعمل الإسلامي والمؤسسات الإسلامية في أوربا.
ويواجه المسلمون في أوربا الكثير من المشكلات، يأتي على رأسها جهل المسلمين هناك بكل شيء عن واقع وتاريخ أوربا التي يعيشون فيها، وافتقاد الجاليات المسلمة للقيادة الفكرية المستنيرة الناضجة التي تستطيع احتواء المهاجر المسلم وإرشاده إلى الطريق القويم. كما تعاني الجاليات الإسلامية من خلافاتها الداخلية مثل الخلافات العرقية والمذهبية، وتعاني أيضًا من مخاطر الاغتراب الفكري والروحي.
وإذا عدنا لتخصيص الحديث عن أندورا فإنه على الرغم من المفاوضات بين المجتمع المسلم والحكومة لعدة سنوات،إلا أنه لم يبني مسجداً واحداً. ومع ذلك فإن 2،000 مسلم على الأقل حسب الاحصائيات غير المؤكدة يجدوا أماكن للصلاة، ويبدو أنه لايوجد أي قيود على أماكن العبادة المنتشرة في جميع أنحاء البلاد.و رغم أنه من الملاحظ أن تعليم مبادئ المذهب الكاثوليكي متوفره في المدارس العامة على أساس اختياري،وخارج ساعات الدراسة العادية على أنه المذهب السائد بالرغم من عدم اعتماد ديانة رسمية. كما تقدم الكنيسة الكاثوليكية لمعلمي الصفوف الدين،وتدفع الحكومة لهم رواتبهم.و قد قدم المركز الثقافي الإسلامي ما يقرب من 50 طالباً مع الدروس العربية.والحكومة والجالية المغربية لم يتفقا بعد على نظام من شأنه أن يسمح للأطفال لتلقي دروس في المدارس العربية خارج المدارس العادية. والحكومة مستعدة لتقديم دروس العربية،ولكن الجالية المسلمة لم تتمكن من العثور على المدرسين الأكفاء للتدريس. وأمين المظالم لم يتلق أي شكاوى من الجالية المسلمة في هذه القضية وذلك مما يدعو للعجب.مع أنه في بعض الأحيان تعلن الحكومة التسهيلات المتاحة لمختلف المنظمات الدينية لأغراض دينية.
والسياسات والممارسات الحكومية ساهمت بشكل عام لممارسة الشعائر الدينية بحرية. ولم ترد تقارير عن سحناء أو محتجزين في هذا البلد نظرا لمعتقادتهم.ولم ترد تقارير عن التحويل القسري للأديان.ولكن كان هناك عدد قليل من تقارير الانتهاكات المجتمعية أو التمييز الديني والممارسات الدينية. فالمواقف الاجتماعية بين الجماعات الدينية يغلب عليها الطابع الودى والتسامح.ومع أن دخول الإسلام إلى أوربا كان له أعظم الأثر علميًّا وحضاريًّا وأخلاقيًّا في قارة أوربا،فإننا نتعجب من هذا العداء الدفين في نفوس بعض الأوربيين للإسلام,ما يضع كثير من المشكلات والعراقيل أمام إخواننا من أبناء الأقليات الإسلامية.
وأخيراً فبالرغم من أن أعدادًا كبيرة من سكان أوربا دخلت الإسلام بحكم الصلات التاريخية مع العالم الإسلامي مما أدَّى إلى ازدياد فرص التفهم لطبيعة الإسلام عند هؤلاء الأوربيين على اختلاف نزعاتهم الفكرية ومستوياتهم الاجتماعية،وكذلك إتاحة الفرصة للأوربيين للقراءة عن الإسلام في مصادره الأصلية،بعيدًا عن تشويه المستشرقين ومغالطاتهم التي حاولت الأجيال السابقة منهم أن تروِّجها عن الإسلام بين الأوربيين.ولكن مازالت الحاجة مُلِحَّة إلى فقهٍ للأقليات الإسلامية في الخارج،يدرس أحوال المهاجرين،ويحصر أمرها لتجد سبيلها إلى أحكام فقهية تيسِّر حياة إخواننا في الخارج.
انتهت رحلتنا اليوم ونعدكم بلقاء آخر إن شاء الله على أرض جديدة إن أحيانا الله عز وجل.


 
رد: المسلمون المنسيون !!؟؟

هناك عضو مرة قال لي لماذا لم يبقى مسلمون في الاندلس
مثل شمال افريقيا واسيا
وقد وجدت جواب له على الاقلية المسلمة الباقية في اسبانيا من عهد الاندلس في
اندورا تحديدا
الحمد لله
هل هناك من سمع بها اخوان
 
رد: المسلمون المنسيون !!؟؟

موضوع غاية في روعة مسلمين موجودون في جميع أنحاء عالم
ليس في أوغندا فقط حتي في تشاد ونيجر ومالي ونيجريا ويتكلمون العربية بذات في تشاد ليس كل لكن أغلبية ساحقة
 
رد: المسلمون المنسيون !!؟؟

جُزيت الخير والجنة يا أخي... بالفعل هناك الكثير من المسلمين المنسيين ،والذين لم يزالوا يتعرضون للإطضهاد أن قالو ربنا الله...
مجهود مبارك إن شاء الله​
 
عودة
أعلى