العنصرية مرض شيطاني يهودي

رد: العنصرية مرض شيطاني يهودي

( خُلق التــواضع في الإسلام )

هذا الخُلق العظيم الذي عرفهُ العلماء بقولهم :

التواضع هو طريقٌ يدلُ على طهارة النفس وسلامة الثوب

وطهارتها من الخبائث والأدران وأمراض الغلو

وكم رفع التواضع أقواماً

وخسف الكبر آخرين فباءوا بغضبٍ من الرحمن وخسرانٍ مبين ,

وقد ذم الله عزوجل المتكبرين في القرأن الكريم ,

في كثيرٍ من الأيات القرأنية ,

وبين للمتكبرين أن عاقبتهم وخيمة وعذاب جهنم وبئس المصير,

( فبئس مثوي المتكبرين )
الزمر 72

أما سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقد بين لنا في كثيرٍ من الأحاديث

أهمية التواضع

وأهمية هذا الخُلق العظيم

في تكوين شخصية المسلم

وفي معاملة المسلم لأخوانهِ من الناس

وقد قال :

( ماتواضع أحد لله إلا رفعه )
رواه مسلم 6535 و الترمذي 2029
وقال أيضاً :
(لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر

قال رجل :إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة

قال عليه الصلاة والسلام
(إن الله جميل يحب الجمال الكبر بطر الحق وغمط الناس)
رواه مسلم (91) عن عبد الله بن مسعود

أي الكبر أن تعرض عن الحق وأن تحتقر الناس ,

وقد قال الله تعالى في القرأن الكريم :

(إنه لا يحب المستكبرين)
النحل23
وقد قال االله تعالى:

(فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك )
سورة آل عمران 159

وقال سبحانه وتعالى في القرأن الكريم
:
على لسان لقمان الحكيم عليه السلام ,

(ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحا، إن الله لا يحب كل مختال فخور )
لقمان 18

وقال أيضاً :

(ولا تمش في الأرض مرحا،*إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا)
الإسراء36-37

أيها الأخوات والأخوة :

الكبر صفة من صفات الربوبية

لا يليق بالعبد الفقير إلى مولاه

الذي إذا اغفل عنه مولاه لحظةً أصبح في ضياع وهباء

لا يليق بالعبد أن يتكبر

عن أبي هريرة قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
قال الله عز وجل بالحديث القدسي :

(الكبرياء ردائي ، والعظمة إزاري ، فمن نازعني واحداً منهما قذفته في النار )
رواه مسلم

إذا أراد العبد أن يتكبرعلى الناس بعلمه فلينظر إلى الذي علمه ,

فالذي علمه هو الله تعالى,

قال الله سبحانه وتعالى :

( والله اخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والابصار والافئده لعلكم تشكرون )
النحل 78

وقال العلماء (السمع والأبصار والأفئدة)
هي أدوات العلم ,

وإذا أردت أن تتعالى على الناس بذاتك ,

فالذي رفعك هو الله تعالى,

(يؤتي الملك من يشاء، وينزع الملك ممن يشاء ويعز من يشاء

ويذل من يشاء بيده الخير وهو على كل شيء قدير)


وإذا أردت أن تتعالى على الناس بمالك,
فالذي أعطاكَ هو الله تعالى,

(المعطي والمانع هو الله )

وعلى المؤمن أن يضع نصب عينيه دائماً :
قوله سبحانه وتعالى :

( وما بكم من نعمه فمن الله ثم اذا مسكم الضر فاليه تجارون )
النحل 53
من هذا المنطلق ومن تلك الأيات القرأنية

نجد رسول الله صلى الله عليه وسلم :
كان إماماً للتواضع والمتواضعين

وكان سيداً للترافع والمترفعين

وقد مدحه الله سبحانه وتعالى :

( وإنكَ لعلى خُلقٍ عظيم )
القلم 4

تعالوا لننظر نظرةً عابرة إلى سيرة رسول الله صلى عليه وسلم

نستشف بعضاَ من خُلقِ التواضع الذي كان يتصفُ بهِ
إمام الأنبياء والمرسلين محمد إبن عبد الله صلى الله عليه وسلم ,

يقول أبو سعيد الخدري رضي الله عنه :

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم

يعلف الناطح ويعقل البعير، ويقم البيت، ويحلب الشاة، ويخصف النعل، ويرقع الثوب،

ويأكل مع خادمه، ويطحن عنه اذا تعب، ويشتري الشيء من السوق فيحمله الى اهله،
ويركب الحمار ( لايركب الفرس كي لايتعالى على عامة الناس )

ويصافح الغني والفقير والكبير والصغير ويسلم مبتدئا على كل من استقبله،

من صغير أو كبير واسود واحمر، وحر وعبد,

حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن عاصم بن عبيد الله

عن سالم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما

عن النبي صلى الله عليه وسلم انه‏:‏

‏( ‏استأذنه في العمرة فأذن له فقال‏:‏ يا أخي لا تنسانا من دعائك وقال بعد في المدينة
يا أخي أشركنا في دعائك فقال عمر‏:‏
ما أحب أن لي بها ما طلعت عليه الشمس لقوله يا أخي‏)‏‏
مسند الامام احمد

وكان إذا دخل اعرابي المسجد وهو لا يعرف

رسول الله صلى الله عليه وسلم

يلتفت يمينا ويسارا ويقول

( أيكم محمد )

وهذا دليل على أن رسول صلى الله عليه وسلم ,

يلبس كما يلبس أصحابه

يجلس كما يجلس أصحابه

يأكل مما يأكل أصحابه

لا يتميز عنهم بشيء

لا يضع على بابه حاجبا أو حارسا

ولا يأمر الناس بخدمته

إينما كان سيداً لنفسه

خادماً لنفسه

كان أسوة للناس

(لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا)
الأحزاب 21

أما الذي يرجو الدنيا وزينتها وزخارفها ومظاهرها

فإنه يسلكُ مسلك الشيطان

يسلك مسلك المتكبرين

عن أبي مسعود قال :

أن رجلا كلم النبي صلى الله عليه و سلم يوم الفتح فأخذته الرعدة

فقال له النبي صلى الله عليه و سلم :

(هون عليك فإنما أنا ابن إمرأة من قريش كانت تأكل القديد بمكة)
رواه بن ماجة
والحاكم في المستدرك

الله أكبر ماهذا التواضع الرفيع

أنا ابن إمرأة من قريش تأكل الخبز اليابس بمكة

وعلى هذا الخُلق العظيم

إقتدى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ,

أبو بكر الصديق رضي الله عنه عندما ولي الخلافة ومدحه الناس

قال
(اللهم اجعلني خيراً مما يظنون ، ولا تؤاخذني بما يقولون ، واغفر لي ما لا يعلمون)

وعمر بن الخطاب رضي الله عنه :

رأه عروة بن الزبير يحمل قدرة ماء على عاتقه

فقال له عروة :يا أمير المؤمنين أنتَ الخليفة وتحملُ الماء على عاتقك ,

فقال عمر :
لما أتاني الوفود سامعين مطيعين ,دخلت في نفسي نخوة فأحببت أن أكسرها
(النخوة هنا أقرب شيء إلى الكبر)

يقولُ عروة :فرأيت عمر مضى بالقربة إلى حجرة إمرأة من الأنصار فأفرغها في إنائها ,
قال الشاعر :
عجبتُ من معجبٍ بصورتهِ وكان بالأمس نطفة مذرة

وفي غدٍ لا بد صورتهِ تصير قذرة اللحد جيفة قذرة

وهو على تيهه ونخوته مابين ثوبيه يحملُ العذرة


وقال الشاعر أيضاً:
وأقبح شيء أن يرى المرء نفسه رفيعاً وعند العالمين وضيعُ

تواضع تكن النجم لاح لناظرٍ على طبقات الماء وهو رفيعُ

ولا تكُن كالدخان يعلو بنفسهِ على طبقات الجو وهو وضيع


يقولُ الأحنف بن قيس :

عجبتُ لمن جرى في مجرى البول مرتين كيف يتكبر

وقال بعض الحكماء :
تاج المرء التواضع

سئل أبو يزيد البسطامي ر حمه الله:

متى يكون المرء متواضعا

قال :عندما لا يرى لنفسه مقاما ولا حالا

وقال بعض الحكماء :
(التواضع في غير موضعه مذلة)

وَصف أبي سعيد الخدري رضي الله عنه

رسول الله صلى الله عليه وسلم

فقال (متواضعاً في غير مذلة)

هناك بعض الناس يتكبرون على اهل العلم

يتكبرون على المصلحين في المجتمع والمستقيمين بين الناس

فينظرون إليهم بازدراء

هنا لا ينبغي علينا أن نتواضع

بل ينبغي علينا أن نتكبر عليهم

لأن العلماء قالوا التكبر على المتكبر ( صدقة )

لأنه إذا تواضعنا له تمادى في ضلاله وإذا تكبرنا عليه ننبهُ ,

وأخيراً قال بعض الحكماء من برىء من ثلاث نال ثلاثا:


من برئ من الترف نال العز
ومن برئ من البخل نال الشرف

ومن برئ من الكِبر نال الكرامة


أدعوا الله أن يجعلنا وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ,

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين ,
 
رد: العنصرية مرض شيطاني يهودي

أنواع التواضع وأقسامه



الحمد لله
التواضع أعظم نعمة أنعم الله بها على العبد ، قال تعالى : { فبما رحمة من الله لنتَ لهم ولو كنتَ فظّاً غليظ القلب لانفضوا من حولك } آل عمران / 159 ، وقال تعالى : { وإنك لعلى خلقٍ عظيم } القلم / 4 ، وهو قيامه صلى الله عليه وسلم بعبودية الله المتنوعة ، وبالإحسان الكامل للخلق ، فكان خلُقه صلى الله عليه وسلم التواضع التام الذي روحه الإخلاص لله والحنو على عباد الله ، ضد أوصاف المتكبرين من كل وجه .
" المجموعة الكاملة لمؤلفات الشيخ السعدي " ( 5 / 442 ، 443 ) .
وللتواضع أسباب لا يكون المسلم متخلقّاً به إلا بتحصيلها ، وقد بيَّنها الإمام ابن القيم بقوله :
التواضع يتولد من العلم بالله سبحانه ، ومعرفة أسمائه وصفاته ، ونعوت جلاله ، وتعظيمه ، ومحبته وإجلاله ، ومن معرفته بنفسه وتفاصيلها ، وعيوب عملها وآفاتها ، فيتولد من بين ذلك كله خلق هو " التواضع " ، وهو انكسار القلب لله ، وخفض جناح الذل والرحمة بعباده ، فلا يرى له على أحدٍ فضلاً ، ولا يرى له عند أحدٍ حقّاً ، بل يرى الفضل للناس عليه ، والحقوق لهم قِبَلَه ، وهذا خلُق إنما يعطيه الله عز وجل من يحبُّه ، ويكرمه ، ويقربه .
" الروح " ( ص 233 ) .
وقد جاء في ثواب التواضع الفضل الكبير ، ومنه :
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ما نقصت صدقةٌ من مال ، وما زاد الله عبداً بعفوٍ إلا عزّاً ، وما تواضع أحدٌ لله إلا رفعه الله " .
رواه مسلم ( 2588 ) وبوَّب عليه النووي بقوله " استحباب العفو والتواضع .
قال النووي :
قوله صلى الله عليه وسلم : " وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله " : فيه وجهان : أحدهما : يرفعه في الدنيا , ويثبت له بتواضعه في القلوب منزلة , ويرفعه الله عند الناس , ويجل مكانه .
والثاني : أن المراد ثوابه في الآخرة , ورفعه فيها بتواضعه في الدنيا .
قال العلماء : وقد يكون المراد الوجهين معا في جميعها في الدنيا والآخرة ، والله أعلم .
" شرح مسلم " ( 16 / 142 ) .
والتواضع يكون في أشياء ، منها :
1. تواضع العبد عند أمر الله امتثالاً وعند نهيه اجتناباً .
قال ابن القيم :
فإن النفس لطلب الراحة تتلكأ في أمره ، فيبدو منها نوع إباء هرباً من العبودية ، وتتوقف عند نهيه طلباً للظفر بما منع منه ، فإذا وضع العبد نفسه لأمر الله ونهيه : فقد تواضع للعبودية .
" الروح " ( ص 233 ) بتصرف .
2. تواضعه لعظمة الرب وجلاله وخضوعه لعزته وكبريائه .
قال ابن القيم :
فكلما شمخت نفسُه : ذَكَر عظمة الرب تعالى ، وتفرده بذلك ، وغضبه الشديد على من نازعه ذلك ، فتواضعت إليه نفسه ، وانكسر لعظمة الله قلبه ، واطمأن لهيبته ، وأخْبت لسلطانه ، فهذا غاية التواضع ، وهو يستلزم الأول من غير عكس . ( أي يستلزم التواضع لأمر الله ونهيه ، وقد يتواضع لأمر الله ونهيه من لم يتواضع لعظمته )
والمتواضع حقيقة : من رزق الأمرين ، والله المستعان .
" الروح " ( ص 233 ) .
3. التواضع في اللباس والمشية .
عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " بينما رجل يجرُّ إزاره من الخيلاء خُسف به فهو يتجلجل في الأرض إلى يوم القيامة " .
رواه البخاري ( 3297 ) .
ورواه البخاري ( 5452 ) ومسلم ( 2088 ) من حديث أبي هريرة ، ولفظ البخاري : " بينما رجل يمشي في حلُّة تعجبه نفسه مرجِّل جمَُّته إذ خَسف الله به فهو يتجلجل إلى يوم القيامة " .
يتجلجل : ينزل في الأرض مضطرباً متدافعاً .
مرجل جمته : الترجيل هو تسريح الشعر ودهنه .
والجمة : هي الشعر المتدلي من الرأس إلى المنكبين .
4. التواضع مع المفضول فيعمل معه ويعينه .
عن البراء بن عازب قال كان النبي صلى الله عليه وسلم ينقل معنا التراب يوم الأحزاب ولقد رأيته وارى التراب بياض بطنه يقول : لولا أنت ما اهتدينا نحن ولا تصدقنا ولا صلينا فأنزلن سكينة علينا إن الألى وربما قال الملا قد بغوا علينا إذا أرادوا فتنة أبينا أبينا يرفع بها صوته .
رواه البخاري ( 6809 ) ومسلم ( 1803 ) .
5. التواضع في التعامل مع الزوجة وإعانتها .
عن الأسود قال : سألتُ عائشة ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته ؟ قالت : كان يكون في مهنة أهله - تعني : خدمة أهله - ، فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة .
رواه البخاري ( 644 ) .
قال الحافظ ابن حجر :
وفيه : الترغيب في التواضع وترك التكبر ، وخدمة الرجل أهله .
" فتح الباري " ( 2 / 163 ) .
6. التواضع مع الصغار وممازحتهم
عن أنس قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسنَ الناس خلُقاً ، وكان لي أخ يقال له " أبو عمير " - قال : أحسبه فطيماً - وكان إذا جاء قال : يا أبا عمير ما فعل النغير .
رواه البخاري ( 5850 ) ومسلم ( 2150 ) .
قال النووي :
" النُّغيْر " وهو طائر صغير .
و" الفطيم " بمعنى المفطوم .
وفي هذا الحديث فوائد كثيرة جدّاً منها : ... ملاطفة الصبيان وتأنيسهم , وبيان ما كان النبي صلى الله عليه وسلم عليه من حسن الخلُق وكرم الشمائل والتواضع .
" شرح مسلم " ( 14 / 129 ) .
7. التواضع مع الخدم والعبيد .
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إذا أتى أحدَكم خادمُه بطعامه فإن لم يجلسه معه فليناوله لقمة أو لقمتين أو أكلة أو أكلتين فإنه وليَ حرَّه وعلاجَه .
رواه البخاري ( 2418 ) و ( 5144 ) ومسلم ( 1663 ) .
ومعنى " ولي حرَّه وعلاجه " : أي عانى مشقة صُنع الطعام والقيام على تقديمه ، وفي رواية مسلم " وليَ حرَّه ودخانه " .
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من المتواضعين لعظمته .
والله أعلم .
 
رد: العنصرية مرض شيطاني يهودي

التواضع
يحكى أن ضيفًا نزل يومًا على الخليفة عمر بن عبد العزيز، وأثناء جلوسهما انطفأ المصباح، فقام الخليفة عمر بنفسه فأصلحه، فقال له الضيف: يا أمير المؤمنين، لِمَ لَمْ تأمرني بذلك، أو دعوت من يصلحه من الخدم، فقال الخليفة له: قمتُ وأنا عمر، ورجعتُ وأنا عمر ما نقص مني شيء، وخير الناس عند الله من كان متواضعًا.
*يحكى أن أبا بكر الصديق -رضي الله عنه- كان يحلب الغنم لبعض فتيات المدينة، فلما تولى الخلافة قالت الفتيات: لقد أصبح الآن خليفة، ولن يحلب لنا، لكنه استمر على مساعدته لهن، ولم يتغير بسبب منصبه الجديد. وكان أبو بكر
-رضي الله عنه- يذهب إلى كوخ امرأة عجوز فقيرة، فيكنس لها كوخها، وينظفه، ويعد لها طعامها، ويقضي حاجتها.
وقد خرج -رضي الله عنه- يودع جيش المسلمين الذي سيحارب الروم بقيادة أسامة بن زيد -رضي الله عنه- وكان أسامة راكبًا، والخليفة أبو بكر يمشي، فقال له أسامة: يا خليفة رسول الله، لَتَرْكَبَنَّ أو لأنزلنَّ، فقال أبو بكر: والله لا أركبن ولا تنزلن، وما على أن أُغَبِّرَ قدمي ساعة في سبيل الله.
*وقد حمل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- الدقيق على ظهره، وذهب به إلى بيت امرأة لا تجد طعامًا لأطفالها اليتامى، وأشعل النار،وظل ينفخ حتى نضج الطعام، ولم ينصرف حتى أكل الأطفال وشبعوا.
*ويحكى أن رجلا من بلاد الفرس جاء برسالة من كسرى ملك الفرس إلى الخليفة عمر، وحينما دخل المدينة سأل عن قصر الخليفة، فأخبروه بأنه ليس له قصر فتعجب الرجل من ذلك، وخرج معه أحد المسلمين ليرشده إلى مكانه. وبينما هما يبحثان عنه في ضواحي المدينة، وجدا رجلا نائمًا تحت شجرة، فقال المسلم لرسول كسرى: هذا هو أمير المؤمنين عمر بن الخطاب. فازداد تعجب الرجل من خليفة المسلمين الذي خضعت له ملوك الفرس والروم، ثم قال الرجل: حكمتَ فعدلتَ فأمنتَ فنمتَ يا عمر.
*جلست قريش تتفاخر يومًا في حضور سلمان الفارسي، وكان أميرًا على المدائن، فأخذ كل رجل منهم يذكر ما عنده من أموال أو حسب أو نسب أو جاه، فقال لهم سلمان: أما أنا فأوَّلي نطفة قذرة، ثم أصير جيفة منتَنة، ثم آتي الميزان، فإن ثَقُل فأنا كريم، وإن خَفَّ فأنا لئيم.
*ما هو التواضع؟
التواضع هو عدم التعالي والتكبر على أحد من الناس، بل على المسلم أن يحترم الجميع مهما كانوا فقراء أو ضعفاء أو أقل منزلة منه. وقد أمرنا الله -تعالى- بالتواضع، فقال: {واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين} [الشعراء: 215]، أي تواضع للناس جميعًا. وقال تعالى: {تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوًا في الأرض ولا فسادًا والعاقبة للمتقين} [القصص: 83].
وسئل الفضيل بن عياض عن التواضع، فقال: أن تخضع للحق وتنقاد إليه، ولو سمعته من صبي قبلتَه، ولو سمعتَه من أجهل الناس قبلته. وقد قال أبو بكر -رضي الله عنه-: لا يحْقِرَنَّ أحدٌ أحدًا من المسلمين، فإن صغير المسلمين عند الله كبير.
وكما قيل: تاج المرء التواضع.
تواضع الرسول صلى الله عليه وسلم:
خير الله -سبحانه- نبيه صلى الله عليه وسلم بين أن يكون عبدًا رسولا، أو ملكًا رسولا، فاختار النبي صلى الله عليه وسلم أن يكون عبدًا رسولا؛ تواضعًا
لله -عز وجل-.
والتواضع من أبرز أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم، والنماذج التي تدل على تواضعه صلى الله عليه وسلم كثيرة، منها:
أن السيدة عائشة -رضي الله عنها- سُئِلَتْ: ما كان النبي يصنع في أهله؟ فقالت: كان في مهنة أهله (يساعدهم)، فإذا حضرت الصلاة قام إلى الصلاة. [البخاري].
وكان يحلب الشاة، ويخيط النعل، ويُرَقِّع الثوب، ويأكل مع خادمه، ويشتري الشيء من السوق بنفسه، ويحمله بيديه، ويبدأ من يقابله بالسلام ويصافحه، ولا يفرق في ذلك بين صغير وكبير أو أسود وأحمر أو حر وعبد، وكان صلى الله عليه وسلم لا يتميز على أصحابه، بل يشاركهم العمل ما قل منه وما كثر.
وعندما فتح النبي صلى الله عليه وسلم مكة، دخلها صلى الله عليه وسلم خافضًا رأسه تواضعًا لله رب العالمين، حتى إن رأسه صلى الله عليه وسلم كادت أن تمس ظهر ناقته. ثم عفا صلى الله عليه وسلم عن أهل مكة وسامحهم وقال لهم: (اذهبوا فأنتم الطلقاء) [سيرة ابن هشام].
أنواع التواضع:
والتواضع يكون مع الله ومع رسوله ومع الخلق أجمعين؛ فالمسلم يتواضع مع الله بأن يتقبل دينه، ويخضع له سبحانه، ولا يجادل ولا يعترض على أوامر الله برأيه أو هواه، ويتواضع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يتمسك بسنته وهديه، فيقتدي به في أدب وطاعة، ودون مخالفة لأوامره ونواهيه.
والمسلم يتواضع مع الخلق بألا يتكبر عليهم، وأن يعرف حقوقهم، ويؤديها إليهم مهما كانت درجتهم، وأن يعود إلى الحق ويرضى به مهما كان مصدره.
فضل التواضع:
التواضع صفة محمودة تدل على طهارة النفس، وتدعو إلى المودة والمحبة والمساواة بين الناس، وينشر الترابط بينهم، ويمحو الحسد والبغض والكراهية من قلوب الناس، وفوق هذا كله فإن التواضع يؤدي إلى رضا المولى -سبحانه-.
قال الله صلى الله عليه وسلم: (ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدًا بعفو إلا عزًّا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله) [مسلم]، وقال الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ تواضع لله رفعه الله) [أبو نعيم]. وقال الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله تعالى أوحى إلى أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغي أحد على أحد) [مسلم].
وقال الشاعر:
إذا شــِئْتَ أن تَـزْدَادَ قَـدْرًا ورِفْـــعَــةً
فَلِنْ وتواضعْ واتْرُكِ الْكِبْـرَ والْعُجْـــبَا
التكبر:
لا يجوز لإنسان أن يتكبر أبدًا؛ لأن الكبرياء لله وحده، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي: (قال الله -عز وجل-: الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني واحدًا منهما قذفته في النار) [مسلم وأبو داود والترمذي].
فالإنسان المتكبر يشعر بأن منزلته ومكانته أعلى من منزلة غيره؛ مما يجعل الناس يكرهونه ويبغضونه وينصرفون عنه، كما أن الكبر يكسب صاحبه كثيرًا من الرذائل، فلا يُصْغِي لنصح، ولا يقبل رأيا، ويصير من المنبوذين.
قال الله -تعالى-: {ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحًا إن الله لا يحب كل مختال فخور} [لقمان: 18]، وتوعد الله المتكبرين بالعذاب الشديد، فقال: {سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير حق}
[الأعراف: 146]، وقال تعالى: {كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار} [غافر: 35].
والله -تعالى- يبغض المتكبرين ولا يحبهم، ويجعل النار مثواهم وجزاءهم، يقول تعالى: {إن الله لا يحب المستكبرين} [النحل: 23]، ويقول تعالى: {أليس في جهنم مثوى للمتكبرين} [الزمر: 60].
صور التكبر:
ومن الناس من يتكبر بعلمه، ويحتقر غيره، ويغضب إذا رده أحد أو نصحه، فيهلك نفسه، ولا ينفعه علمه، ومنهم من يتكبر بحسبه ونسبه، فيفتخر بمنزلة آبائه وأجداده، ويرى الناس جميعًا أقل منزلة منه؛ فيكتسب بذلك الذل والهوان من الله.
ومن الناس من يتكبر بالسلطان والجاه والقوة فيعجب بقوته، ويغتر بها، ويعتدي ويظلم، فيكون في ذلك هلاكه ووباله.
ومنهم من يتكبر بكثرة ماله، فيبذِّر ويسرف ويتعالى على الناس؛ فيكتسب بذلك الإثم من الله ولا ينفعه ماله.
جزاء المتكبر:
حذَّرنا النبي صلى الله عليه وسلم من الكبر، وأمرنا بالابتعاد عنه؛ حتى لا نُحْرَمَ من الجنة فقال: (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر)
[مسلم وأبو داود والترمذي]. وقد خسف الله الأرض برجل لتكبره، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (بينما رجل يمشي في حُلَّة (ثوب) تعجبه نفسه، مُرَجِّل جُمَّتَه (صفف شعر رأسه ودهنه)، إذ خسف الله به، فهو يتجلجل إلى يوم القيامة) [متفق عليه].
ويقول صلى الله عليه وسلم: (يُحْشَرُ المتكبرون يـوم القيامة أمثـال الذَّرِّ (النمل الصغير) في صور الرجال، يغشاهم الذل من كل مكان، فيساقون إلى سجن في جهنم يسمى بُولُس، تعلوهم نار الأنيار، يُسقَون عصارة أهل النار طِينَةَ الخبال) [الترمذي]، ويقول صلى الله عليه وسلم : (حق على الله أن لا يرتفع شيء من الدنيا إلا وضعه) [البخاري].
فليحرص كل منا أن يكون متواضعًا في معاملته للناس، ولا يتكبر على أحد مهما بلـغ منـصبه أو مالـه أو جاهه؛ فإن التواضع من أخلاق الكرام، والكبر من أخلاق اللئام، يقول الشاعر:
تَوَاضَعْ تَكُنْ كالنَّجْمِ لاح لِنَاظـِـــرِ على صفحـات المــاء وَهْوَ رَفِيــعُ

ولا تَكُ كالدُّخَانِ يَعْلُـــو بَنَفْسـِـــهِ على طبقــات الجـوِّ وَهْوَ وَضِيــعُ.
 
رد: العنصرية مرض شيطاني يهودي

الموضوع طويل نوعاما
لان مصاب الامة للاسف اصبح كبير ويتهددنا بكل فئاتنا هذا مرض العنصرية والتكبر على خلق الله
لكن مايعجبك انو هؤلاءان لم يعالجوا انفسهم او يتوبو فان نهايتهم تكون حقيرة ولايجدون حتى من يعيطهم شربةماء
وقدى حكى لنا الناس الكبار وشافوها باأعينهم ان العنصريين والمتكبرين تكون نهايته قاسية وشديدة حتى انه يتمنى لول لم يخلقه الله لساعة
وكما يقو ل المثل عندنا
محتقرالرجال يموت ذليلا
فلعينا بوقاية التواضع فانه لقاح فعال ومضاد لهذا الجرثوم
 
عودة
أعلى