رد: أحداث الثغرة , أسباب حدوثها
فكرتني مشاركتك بنقطة نسيت ان ارد عليها ، بالنسبة لمسالة انتصار مصر في الحرب فانا لم اعترض عليها .
وبالمناسبة فانا لم اخذ اقوالي من كتاب الشاذلي فقط ، بل ومن كتاب جمال حماد ايضا ، بل على العكس فغالبية ما اقول جئت به من كتاب جمال حماد ، والسبب الحقيقي وراء عدم فاعلية خطة الشاذلي في سحب الالوية المدرع من الشرق طبقا لجمال حماد كان عدم وجود الوية يمكن سحبها فعليا ، حيث كانت غالبية هذه الالوية قد فقدت قدراتها القتالية نتيجة لخسائر الدبابات الفادحة فيها وعدم وجود احتياطي دبابات يمكنه تعويض هذه الخسائر .
تلخيصاً لما قمت بعرضه:
١- إعتراف شارون بلسانه في الإعلام بهزيمة إسرائيل في نهاية الحرب ﻷن مصر حققت الهدف اﻹستراتيجي من الخطة ((بالحرب)) و هو اﻹنسحاب اﻹسرائيلي إلى المضائق و الذي كانت إسرائيل مجبرة عليه بتوقيعها فض اﻹشتباك اﻷول ﻷن قواتها كانت محاصرة و بتعبير شارون في إعترافاته ((أن القوات اﻹسرائيلية رهائن في أيدي القوات المصرية إذا تجدد القتال)). أما الهدف السياسي للحرب (و هو اﻹنسحاب الكامل من سيناء ، ﻷن أي حرب لها هدفان إستراتيجيان: اﻷول عسكري، و الثاني سياسي يتحقق بتحقق الهدف العسكري ﻷنه يبنى عليه). فقد تحقق الهدف السياسي بالبناء على الهدف العسكري الإستراتيجي - المُتحَقق بالحرب - بواسطة مفاوضات سياسية مع إسرائيل. و كما قلت أرجو مراجعة موضوعي (الدبلوماسية في اﻹسلام) و الذي أعطيت رابطه في المداخلة قبل الأخيرة.
٢- أن الشاذلي لم يكن منصفاً أبداً في شرحه للوضع النهائي للقوات أو للحرب ، بل - سامحه الله - صَوّرَ رأيه في معالجة الثغرة بأنه هو الرأي الصائب مع أن كل القادة عارضوه في رأيه بما فيهم القادة الذين كانوا على خلاف مع السادات (مثل المشير الجمسي الذي كان على خلاف مع السادات و لكنه أنصف الرئيس السادات في كتابه و لم يأخذ الخلافات الشخصية ذريعة للإساءة للأشخاص و هذا من صفات الأصلاء) و أن رأي هؤلاء القادة كان هو الرأي السليم مما كان له من اﻷثر اﻹيجابي في النتيجة النهائية للحرب كما إعترف شارون بلسانه في حديثه الصحفي مع لويس هال (المترجم في روز اليوسف عدد ٢٨ يناير ١٩٧٤ صفحة ٢٨ - ٢٩ كما ذكرت) بأن القوات اﻹسرائيلية غرب القناة محاصرة حيث كانت مصر تحتفظ بالفرقتين الرابعة و الفرقة السادسة عشرة كاملتين أما في شرق القناة فإحتفظت مصر بكل قواتها على كل الأراضي التي حررتها في سيناء و ذلك بفضل رأي القادة جميعاً و على رأسهم المشير الجمسي ، و يشاء الله العلي القدير أن يستمع الرئيس السادات رحمه الله لرأي اﻷغلبية و يأخذ القرار السليم ويرفض رأي الشاذلي الذي كان وحيداً في موقفه، و الذي لو أخذ السادات برأيه لحدث إهتزاز في أوضاع القوات في سيناء و أثر على النصر الذي تحقق و أثر على الوضع النهائي للحرب و الذي إعترف فيه شارون بنفسه بأن قواته كانت كرهائن في أيدي القوات المصرية بنهاية الحرب مما أجبر إسرائيل على توقيع فض اﻹشتباك اﻷول و اﻹنسحاب للمضائق، وهذا يعني تحقيق مصر ((بالحرب)) للهدف اﻹستراتيجي العسكري للخطة الموضوعة و الموقع عليها من كل القادة العسكريين دون أي إستثناء وهو الوصول إلى المضائق، وهي الخطة التي عرضت على السوريين ((رسمياً)) كذلك بإعتراف الشاذلي نفسه ((الذي وقع عليها)) و المشير الجمسي. (ملاحظة: فض اﻹشتباك الثاني كان نتيجته إنسحاب إسرائيل لخط العريش رأس محمد، ثم بعد ذلك اﻹنسحاب الكامل من سيناء في المفاوضات).
٣- أن قرار الرئيس السادات رحمه الله في طرد السوفيت كان قرار سياسي صائب تماماً ، و ليس أدل على ذلك من شهادة وزير خارجية مصر اﻷسبق إسماعيل فهمي التي وضعت النص الحرفي لها من كتابه (التفاوض من أجل السلام في الشرق اﻷوسط) صفحة ٢٤-٢٥ ، و الرجل أنصف الرئيس السادات على الرغم من خلافه الشديد و الكبير و المعلن مع الرئيس السادات، و أنه إعترف أن هذا القرار لم يكن إقتراحه بل كان رأي خالص للسادات، و أنصف الرئيس السادات عندما قال في كتابه بالنص:
((غير أنه يتعين علي أن أعترف بأن قرار السادات كانت له نتائج إيجابية على المدى الطويل))
و ليعترف إسماعيل فهمي أن قرار السادات بطرد الخبراء السوفييت كان من أهم نتائجه قصيرة المدى أن النصر في أكتوبر الذي تحقق على اﻷرض هو خالصاً مُخلصاً ﻷداء الجيش المصري في ساحات القتال. و نتائجه بعيدة المدى هي : أن مصر أعطت صورة الثقة بها كقوة عسكرية في المنطقة. راجع ما نقلته حرفياً من شهادة إسماعيل فهمي في مشاركتي الثالثة.
بل و إعتراف إسماعيل فهمي بأن مصر لم تستلم كل اﻷسلحة التي طلبتها من اﻹتحاد السوفييتي قبل الحرب حيث إستلمت الثلث قبل الحرب و الثلثان بعد الحرب بسنتين. و هي شهادة حق تنصف الرئيس السادات ((كسياسي داهية)) يعلم كيف يتعامل مع مماطلات اﻹتحاد السوفييتي لتسليمه السلاح.
فكرتني مشاركتك بنقطة نسيت ان ارد عليها ، بالنسبة لمسالة انتصار مصر في الحرب فانا لم اعترض عليها .
وبالمناسبة فانا لم اخذ اقوالي من كتاب الشاذلي فقط ، بل ومن كتاب جمال حماد ايضا ، بل على العكس فغالبية ما اقول جئت به من كتاب جمال حماد ، والسبب الحقيقي وراء عدم فاعلية خطة الشاذلي في سحب الالوية المدرع من الشرق طبقا لجمال حماد كان عدم وجود الوية يمكن سحبها فعليا ، حيث كانت غالبية هذه الالوية قد فقدت قدراتها القتالية نتيجة لخسائر الدبابات الفادحة فيها وعدم وجود احتياطي دبابات يمكنه تعويض هذه الخسائر .