ما أنا هنا إلا ناقل ﻹعترافات شارون بهزيمة إسرائيل في حرب أكتوبر ١٩٧٣ و التي أدلى بها في حديثه مع الصحفي البريطاني (لويس هال) لمجلة (Foreign Affairs) عدد يناير 1974 في حوار إستغرق ١٦ ساعة ليحكي قصة حرب أكتوبر ١٩٧٣. و هنا شهاداة دامغة على لسان شارون نفسه ﻷنه لا يصح أبداً أن تستمر مناقشة (أي مناقشة) إلى ما لا نهاية فتتحول هذه المناقشة إلى مناقشة عقيمة و سخيفة هدفها العناد و المكابرة بل و تسييس هذه المناقشة بما يفيد مصلحته الشخصية الذاتية فقط حتى لو إقتضى ذلك الكذب.
إعتراف شارون بفشل وهزيمة إسرائيل في حواره مع (لويس هال) من مجلة (Foreign Affairs) عدد يناير 1974 مترجم كذلك في مجلة روز اليوسف عدد ٢٨ يناير ١٩٧٤ صفحة ٢٨- ٢٩ ، و يستطيع أي إنسان الحصول عليه من مكتبة الميكرو فيلم للأهرام في مقرها بشارع الجلاء بالقاهرة. و أنا لدي نسخة منه، و أرجو أن لا يبخل أحد بوقته إن أراد اﻹطلاع على الحقيقة و يذهب إلى مقر اﻷهرام في شارع الجلاء و يطلب هذه النسخة.
سأنقل اﻹعتراف من مجلة (Foreign Affairs) ثم الترجمته النصية في مجلة روز اليوسف.
في فقرة بعنوان (Israel Lost) أو (خسرت إسرائيل) يصف شارون الوضع العسكري النهائي لإسرائيل عند توقف القتال أن إسرائيل خسرت الحرب في النهاية عندما وصف الوضع العسكري النهائي بعد وقف إطلاق الناركالتالي:
I’ve completely realized that all Israeli troops at the west cost of suez canal are hostages for the egyptian troops at war restoration, and the troops disengagement agreement was signed by Israel under the pressure of this point.
الترجمة النصية في مجلة روز اليوسف (باللون اﻷزرق):
خسرت إسرائيل:
إنني أدرك تماماً أن كل اﻹسرائيليين الموجودين في ضفة القناة رهينة لدى المصريين إذا تجدد القتال. و إتفاق الفصل بين القوات وقعته إسرائيل تحت ضغط هذه النقطة.
شهادة أخرى أضعها بين أيديكم هنا للمشير محمد الجمسي - رحمه الله - من كتابه (مذكرات الجمسي: حرب أكتوبر - الطبعة الثانية). يقول المشير الجمسي الصفحة ٤٢١ واصفا القرار الخاص للرئيس السادات بعدم سحب أي قوات من شرق القناة لغربها لمواجهة الثغرة:
"
لقد إلتزمت القيادة العامة بالقرار الذي إتخذه القائد العام مؤيداً بقرار من القائد اﻷعلى للقوات المسلحة في هذا الموقف. و مازلت أقول حتى اليوم أن هذا القرار - من وجهة نظري - كان صحيحاً و سليماً لمواجهة الموقف الذي كان يواجهنا. "
هاهو الرجل ينصف قرار الرئيس السادات و القائد العام - المشير أحمد إسماعيل علي -
على الرغم من خلافه المعروف مع الرئيس السادات ، لكن المشير الجمسي رحمه الله كما هو معروف عنه يأبى إلا أن يقول الحقائق كاملة و ينصف اﻵخرين مهما كانت خلافاته معهم، و هذا من شيم اﻷصلاء. و الجدير بالذكر أن كل القادة العسكريين الذين أدلوا برأيهم أمام الرئيس السادات و المشير أحمد إسماعيل وزير الدفاع في مؤتمر مركز العمليات الذي كان يبحث هذه النقطة يوم ٢٠ أكتوبر ١٩٧٣ كانوا يرفضون فكرة سحب أي قوات من شرق القناة بما فيهم المشير الجمسي - رحمه الله - ، إلا فرد واحد و هو الفريق الشاذلي كان يرى بعكس ذلك. مما جعل الرئيس السادات يقرر بعد سماعه للآراء عدم سحب أي قوات من شرق القناة، و لم يكن أبداً منفرداً في هذا القرار. و القصة الكاملة لهذا المؤتمر في نفس الكتاب صفحة ٤١٨. و كما قلت المشير الجمسي خلافه معروف مع الرئيس السادات، و
لكن الرجل بسبب شيمه الأصيلة يأبى إلا أن يقول الحقائق كاملة ﻹ نصاف الآخرين حتى وإن إختلفوا معه في الرأي.
أريد هنا أن أضيف شهادة وزير خارجية مصر اﻷسبق إسماعيل فهمي على قرار الرئيس السادات رحمه الله بطرد الخبراء السوفييت. و قيمة شهادة الوزير إسماعيل فهمي هي أنه كان معارضاً للسادات رحمه الله، لكنه هنا يقول الحقيقة و يعترف أن قرار الرئيس السادات بطرد الخبراء الروس هو قرار صائب. أنقل شهادته من كتابه (التفاوض من أجل السلام في الشرق اﻷوسط) صفحة ٢٤-٢٥ :
وكانت الخطوة التي قام بها السادات هي طرد الخبراء العسكريين السوفييت الذيين كانوا يعملون في الجيش المصري، و لم تكن هذه خطوة إقترحتها بالتحديد
غير أنه يتعين علي أن أعترف بأن قرار السادات كانت له نتائج إيجابية على المدى الطويل...... و بعد هذا بشهور قليلة أصبح الفريق أحمد إسماعيل وزيراً للدفاع و رأس وفداً بصفته هذه إلى موسكو في مارس ١٩٧٣ و نجح في اﻹتفاق بشأن صفقة أسلحة كبيرة. و كان من الواضح أن السوفييت فهموا ما تقصده مصر من أنه لا يمكنهم اﻹستخفاف بها و أنه يتعين عليهم أن يقوموا بأعمال إيجابية للمحافظة على العلاقات الطيبة معها. و
على الرغم من أن الثلث فقط من اﻷسلحة التي وعدوا بها سُلِّمَ بالفعل فإن هذا كان كافياً لمصر لتشن حرباً ضد إسرائيل في أكتوبر ١٩٧٣، و لم تسلم بقية اﻷسلحة إلاّ بعد هذا بسنتين كما سوف نرى فيما بعد. و كانت هناك فائدة أخرى لطرد السوفييت و هي أنه من الممكن لمصر أن تبني الثقة فيها كقوة عسكرية تستطيع تحدي إسرائيل بإعتمادها على نفسها، و ظهر ذلك خلال حرب أكتوبر. ﻷنه لو ظل السوفييت يعملون مع الجيش المصري حتى الحرب فإن ما حققناه من نصر سوف ينسب إليهم بكل تأكيد.
أرجو من الجميع تدبر هذه الشهادة و الجمل باللون اﻷزرق لنستبين الحق من الباطل و ليتقي الله من أراد العناد و المكابرة أو حتى تزييف الحقائق. فها هو أحد المعارضين للرأيس السادات - رحمه الله - ينصف الرئيس السادات لمجرد إحقاق الحق على الرغم من خلافه معه، و هذا هو شيم الرجال اﻷصلاء.
شهادة أخرى أضعها بين أيدي حضراتكم للمشير الجمسي - رحمه الله - في كتابه (مذكرات الجمسي: حرب أكتوبر - الطبعة الثانية) الصفحة ٣٨٨ لدحض كل المزاعم التي رمت مصر زوراً و بهتاناً بأنها خائنة أو تهاونت في تحالفها مع سوريا أثناء حرب ١٩٧٣. يقول المشير الجمسي - رحمه الله - بالحرف:
"و إني أهمس في أذن الشاذلي بكل الود و اﻹحترام و أقول له إن خطة حرب أكتوبر ١٩٧٣ قد وضعت بعد أن إستغرق العمل فيها وقتاً طويلاً بواسطة هيئة عمليات القوات المسلحة و إشتراك اﻷفرع الرئيسية لهذه القوات - جوية و بحرية و دفاع جوي - و اﻷجهزة و القيادات المختلفة، و وافق عليها الفريق الشاذلي رئيس اﻷركان و صدق عليها الفريق أول أحمد إسماعيل القائد العام - بتوقيع كل منهما مع توقيعي على وثائقها - قبل الحرب بوقت طويل. و طالما أن الخطة وضعت لتحقيق هدف إستراتيجي عسكري هو الوصول إلى المضايق، فليس من المستساغ أن يقول رئيس اﻷركان أنه ضد تطوير الهجوم إلى المضايق في مرحلة التخطيط. أما أثناء إدارة العمليات الحربية فقد تتغير المواقف عما هو مخطط لها، أو قد تظهر عوامل جديدة أثناء التنفيذ تستدعي مواجهتها بأساليب تناسب الموقف. و هنا تظهر كفاءة القائد و قيادته في إدارة العمليات - بمتغيراتها - لتحقيق الهدف اﻹستراتيجي. "
هاهي شهادة المشير الجمسي - رحمه الله - يؤكد أن الخطة المعتمدة أثناء مرحلة التخطيط و الموقع عليها الشاذلي بنفسه ((قبل الحرب بوقت طويل - كما ذكر الجمسي عالياً - )) هي الوصول للمضائق.
لن أزيد على ذلك سوى ماقاله الشاذلي نفسه في شهادته على العصر في قناة الجزيرة الحلقة السابعة والمؤرخة بتاريخ 26/3/1999 و الحلقة الثامنة بتاريخ 27/3/1999.. أعتقد أن الحوار يغني عن القراءة و الكتب.
هذه هي القصة كما رواها الفريق سعد الدين الشاذلي رئيس هيئة أركان الجيش المصري لمذيع الجزيرة و منها ما هو منقول حرفياً عنه .
- في العام 1971 قام الفريق سعد الشاذلي بوضع خطتين للحرب : الخطة الأولى ( المآذن العالية ) و هي الخطة الحقيقية أما الثانية ( الخطة 41 ) التي أعدها الشاذلي لتضليل السوفييت و تطورت فيما بعد و سميت ( جرانيت ) .
يقول الشاذلي :
- عندما اجتمع مجلس الدفاع العربي المشترك الذي يتكون من وزراء الدفاع ووزراء الخارجية في الدول العربية.. وأنا بصفتي رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية اعتبر سكرتير هذا المجلس، وأعرض عليهم الخطط العسكرية بعد التشاور مع رؤساء الأركان .. ففي هذا المؤتمر قلت –إحنا طبعاً بنتكلم على أساس إن إحنا نرغم العدو على أن يقاتل في جبهتين الجبهة الشرقية والجبهة الإيه؟ الغربية.. الجبهة المصرية- قلت ليكن معلوماً لدى الجميع أنه نظراً للوضع المركزي الذي تتمتع به إسرائيل ونظراً لتفوقها الساحق في الطيران فانه لا الجبهة المصرية تستطيع أن تخفف الضغط عن الجبهة السورية ولا الجبهة السورية تستطيع أن تخفف الضغط عن الجبهة المصرية فيما لو حصل أن العدو ركز على إحدى الجبهتين.. ولذلك طالبت بأن تكون كل جبهة لها القدرة على الصد، القدرة على الصد شيء، والقدرة على الهجوم شيء آخر، القدرة على الصد إنك أنت تكون أقل من العدو في القوة ولكن قادر على أن تمنعه.. على أن تصده وتمنعه. هذه المعلومات ثابتة يعني رأيي لم يتغير من 71، وبالتالي أنا ضد هذا التقدم إطلاقاً داخل سيناء في ظل تفوق جوي معادي..، خطأ.. خطأ عسكرياً، وخطأ علمياً، وخطأ من جميع الوجوه.. لقد ذكرت وقتها ان أنا مطمئن حالياً لقدرة الجبهة المصرية على الصد، ولكني غير مطمئن بالنسبة للجبهة الشرقية، ولذلك يجب أن يتم تدعيمها بكذا و كذا و كذا .. إذاً هناك معلومة علمية ثابتة واستراتيجية أنه في ظل تفوق جوي للعدو لا يمكن لأي جبهة أن تخفف الضغط عن الأخرى.
- في 26/10/1972 تم تعيين المشير أحمد إسماعيل وزيراً للحربية .. و طلب من الشاذلي الخطة -41- لعرضها على السوريين .. لكن الشاذلي رفض ان يتم عرضها على السوريين بدافع انها خطة غير حقيقية و لن يتم تنفيذها .. إلا ان إسماعيل طلب منه ان يعدها للعرض على السوريين لتشجيعهم على دخول الحرب ..
يقول الشاذلي : ( نص الحوار مع المذيع أحمد منصور )
(اعتباراً من مارس وإبريل اتوضعت الخطة التي هي عبارة عن الوصول إلى المضايق وأدمجنا فيها المآذن العالية، وسميناها المرحلة الأولى .. المرحلة الأولى هو عبور قناة السويس وتدمير خط بارليف واحتلال 10 –12 كيلو.. ثم بعد وقفة تعبوية تتقدم قواتنا للوصول إلى المضايق هذه هي المرحلة الثانية.. فالخطة بتعرض على السوريين كخطة واحدة على مرحلتين.. ولكن النية المبيتة عندنا في القيادة العامة للقوات المسلحة هو تنفيذ المرحلة الأولى فقط من هذه الخطة .. وهذا الكلام أيده السادات في حياته، وأحمد إسماعيل –وإن كان لم يعبر بنعم أو بلا- ثم قادة الجيوش، ودخل فيها أبو غزالة، ودخل فيها حافظ إسماعيل في كتابه كل هؤلاء قالوا إن هدف القوات المسلحة المصرية هو 10 إلى 12 كيلو) .
أحمد منصور: لماذا.. يعني قبل هذا عايز أسألك ليه أنت بترفض السوريين يشاركوكم؟ كانوا يشاركوا معكم في الحرب وتدخلوا حرب قوية تشتتوا فيها، جهود الإسرائيلين على جبهتين؟
سعد الدين الشاذلي: صح، بس بشرط ألا أعرض قواتي للخطر، لإن أنا شايف إن وصولي إلى المضايق هيفتح الأجناب بتاعتي ويدي الفرصة لإسرائيل إنها تستخدم الوسائل اللي هي متفوقة علينا فيها وهو الطيران الدبابات ، وتضرب الأجناب وتصل إلى المؤخرة.
أحمد منصور : في 13 أكتوبر حدث ما عرف باسم تطوير الهجوم والوصول إلى المضايق بعد الضغط اللي تم على الجبهة السورية، والذي أشرت سعادتك إلى تخوفك الأساسي منه حتى قبل بداية المعركة من ربط الجبهة المصرية بالجبهة السورية في المعركة.. عملية تطوير الهجوم هذه ماذا كان موقفك منها؟ وماذا كان موقف القادة العسكريين الآخرين؟
سعد الدين الشاذلي : أنا وصلت في الوضع اللي ليس أمامه خيار إلا الخيارين دول، لو استمر أنا عايز استنى في الوضع ده ست أشهر..
أحمد منصور: تتمركز؟
سعد الدين الشاذلي: آه زي ما أنا كده، هو إما إن هو يهجم وأحدث فيه خسائر أو إن هو ما يهاجمشي وتطال مدة الحرب، وفي الوقت ده يسقط كالثمرة العفنة من الشجرة، فأن.. ما إديناش فرصة لهذه الخطة أن تعمل، إنما البداية الافتتاحية بتاعتها نجحت نجاح باهر.. لما يجي بقى يوم 12 ويقول لي أيه؟ عايزين نطور الهجوم للمضايق.
أحمد منصور: ده طلب الرئيس السادات؟!
سعد الدين الشاذلي: لأ.. ده طلب أحمد إسماعيل. طلب أحمد إسماعيل يوم 12 صباحاً. قلت له: مش ممكن عشان كذا وكذا وكذا ..بعد ما رجعت الضهر كلمني أحمد إسماعيل لأول مرة إن إحنا عايزين إيه؟
أحمد منصور: نطور الهجوم.
سعد الدين الشاذلي: نطور الهجوم قلت له مش ممكن علشان كذا و كذا ، و قلت له: ألم نأخذ عبرة مما حدث للواء الأول إمبارح؟ سكت واتهيأ لي إنه هو اقتنع بهذا الموضوع. جه يوم 12 كرر الأيه؟ الطب مرة ثانية.. وزاد عليه بإنه إيه؟ قرار سياسي إنه هو لتخفيف الضغط عن سوريا، قلت له: برضه مش ممكن، ومش هنخفف الضغط عن سوريا، يعني قواتنا هتتدمر ومش هنأيه؟
أحمد منصور: مش هنخفف الضغط عن سوريا.
سعد الدين الشاذلي: مش هنخفف الضغط عن سوريا يبقى ما هي النتيجة، سكت برضه.. دليل على إن هو نفسه مش مقتنع أو هو نفسه متردد..
أحمد منصور: لكن ينفذ أمر سياسي..
سعد الدين الشاذلي: ينفذ أمر سياسي يضيع القوات المسلحة علشان ينفذ أمر سياسي؟! مش ممكن هذا خطأ طبعاً هو يتحمل المسؤولية.
أحمد منصور: معنى ذلك أنكم كعسكريين قمتم بتطوير الهجوم، وأنتم لستم على قناعة لا بالخطة ولا بنجاحها؟
سعد الدين الشاذلي: صحيح.. تماماً كده.
أحمد منصور: وهذا ما أدى إلى كارثة الثغرة.
سعد الدين الشاذلي: طبعاً.. طبعاً
هذا يا سادة ما قاله الفريق سعد الدين الشاذلي .. و بالشرح المبسط يمكننا ان نقول بأن السادات طلب من سعد الشاذلي خطتين .. واحده كمرحلة أولى و الثانية تكون تطور للأولى لعرضها على السوريين، و هي الخطة التي وقع عليها الشاذلي و كل قادة القوات المسلحة قبل الحرب بوقت طويل كما قال الجمسي في كتابه كما نقلته لكم.
و بعدما تحققت المرحلة الأولى من الخطة بنجاح .. طلب السادات من الشاذلي ان يقوم بالمرحلة الثانية منها بحجة تخفيف الضغط على الجبهه السورية .. وهنا رفض الشاذلي تطبيق المرحلة الثانية لأنه يعلم الجانب الفني في الخطة أكثر من السادات .. إلا ان السادات أصر على موقفه من أجل مساعدة السوريين. وهذا الموقف ما عبر به المشير الجمسي فيما قاله في كتابه ص ٣٨٨ كما نقلت لكم عندما قال " أما أثناء إدارة العمليات الحربية فقد تتغير المواقف عما هو مخطط لها، أو قد تظهر عوامل جديدة أثناء التنفيذ تستدعي مواجهتها بأساليب تناسب الموقف. و هنا تظهر كفاءة القائد و قيادته في إدارة العمليات - بمتغيراتها - لتحقيق الهدف اﻹستراتيجي "
و من كل ما تقدم يتضح لنا أن السادات إن كان قد قام بخديعة أحد .. فإن الخديعة لم تكن أبداً للسوريين .. لأنه و بكل بساطة إلتزم بالخطة التي أقرها معهم قبل الحرب و قام بتطوير الهجوم حسب الخطة .. لكن حقيقة اﻷمر أن الفريق سعد الدين الشاذلي وجد نفسه أمام متغيرات في المواقف العسكرية على اﻷرض جعله يشعر أنه أمام أمر كان يخشاه و هو إرتباط الجبهتين عسكرياً و هو ما كان يحذر منه كما قال هو بلسانه، و لكنه (أي الشاذلي) لم يتخذ اﻷساليب المناسبة لمعالجة الموقف في الثغرة بإقتراحه بسحب قوات من شرق القناة لغربها و هو ما رفضه كل القادة بما فيهم المشير الجمسي، و كان من نتائج صحة القرار الذي إتخذه الرئيس السادات (بعد مشورة قادته في مؤتمر مركز العمليات في ٢٠ أكتوبر) أن إعترف شارون بلسانه في الحديث الصحفي مع لويس هال الذي نشر في مجلة (Foreign Affairs) و ترجم في عدد روز اليوسف ٢٨ يناير ١٩٧٤ بأن إسرائيل إنسحبت في فض اﻹشتباك اﻷول يناير عام ١٩٧٤ تحت ضغط ان القوات اﻹسرائيلية محاصرة و أنها رهينة لدى القوات المصرية حال تجدد القتال، مما جعل نتيجة الحرب النهائية في صالح مصر و كان هذا بفضل من الله أولاً ثم بفضل اﻵراء السديدة لمعظم القادة في مؤتمر ٢٠ أكتوبر ١٩٧٣ و التي أخذ بها السادات - رحمه الله -
و الحقيقة اﻷخيرة أن السادات ضحى بالجيش و بمصر من أجل الوفاء بإلتزامه مع السوريين (بالقرار السياسي بتطوير الهجوم) ..
يا من تنصحني بقراءة التاريخ .. إقرأ انت تاريخك و إبتعد عن التاريخ المزور .. و حكم عقلك فيما تقرأ .. و إستشهد بالواقع ستفهم الحقيقة .. ولا تلقى الناس بالتهم جزافاً لمجرد انك فشلت في تحقيق هدفك كما فعل الرئيس السوري السابق الذي قام بعملية تضليل للشعب السورى و الشعب العربي كله .. من خلال إدعائه الكاذب بأن السادات خانه في الحرب مما أدى لهزيمته امام الصهاينة .. الحمد لله .. مرت الأيام و ظهر الحق على لسان أهم مصدر معلومات عن تلك الحرب .. و من حسن حظ السادات ان المعلومات ألقيت بغرض الإساءة له .. لكن لأن الله تعالى عادل .. تأتي الإساءة كإحسان للرجل .
و برغم كل إختلافاتي مع السادات إلا أنني حينما اتناول مسيرته لابد لي ان اكون موضوعياً .. و ذلك للأمانة أولاً ثم للإنصاف. و هاهي شهادة إثنين من كبار القادة العسكريين (المشير الجمسي) و السياسيين (إسماعيل فهمي) ينصف الرئيس السادات على الرغم من خلافهم معه، و لكن من صفات الناس اﻷصيلة أن تقول الحق و تنصف اﻵخرين حتى و إن كان هناك خلاف معهم. بل إن إعترافات شارون نفسه التي وضعتها بين أيديكم لهي خير دليل على حسم النتيجة النهائية لحرب أكتوبر ١٩٧٣ لصالح مصر بصورة لا لبس فيها، فلا مجال للشك هنا أو الجدال السخيف طالما إعترف العدو بلسانه.
و كما قلت يستطيع أي أحد أن يذهب لقسم الميكروفيلم في جريدة اﻷهرام و يستخلص النص المترجم ﻹعترافات شارون لمجلة (Foreign Affairs) .
أما الحديث عن كامب ديفيد فأرجو أن يطلع أولاً كل اﻷعزاء للموضوع الذي كتبته بعنوان ( الدبلوماسية في اﻹسلام ) :
http://www.egyptiant...showtopic=75481
في النهاية أدعو اﻷخوة جميعاً أن يترحموا على شهادائنا اﻷبرار الذين ضحوا بدمائهم لنعيش نحن في هذا الوطن الغالي، و لنقرأ الفاتحة على أرواحهم في ذكرى تحرير سيناء التي تهل علينا في مثل تلك اﻷيام. و لنتذكر ذكرى أبطالنا في هذه الحرب المجيدة..