بسم الله الرحمن الرحيم
حين نتأمل نشأة الدعوة الإسلامية وانتقالها من مكة إلى أنحاء العالم، يبرز سؤال جوهري: لماذا كانت الجزيرة العربية دون غيرها من بقاع الأرض هي المهد الذي اختاره الله لرسالته الخاتمة؟ لماذا لم تكن فارس، أو الروم، أو الهند، أو وادي النيل؟ هذا السؤال لا يفتح فقط بابًا لفهم خصوصية المكان، بل يقودنا لاستكشاف أوضاع الأمم الكبرى في ذلك العصر – سياسيًا، اجتماعيًا، ودينيًا – ولماذا كانت جميعها، رغم حضاراتها العريقة، غير مؤهلة لاحتضان رسالة عالمية تهدف لإخراج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد.
في هذا الموضوع، سنستعرض الظروف التاريخية العامة التي سادت العالم قبل بعثة النبي ﷺ، ثم نقارن بينها وبين الوضع الخاص للجزيرة العربية في ذلك الزمن، بما في ذلك سماتها الجغرافية والاجتماعية، وواقع القبائل، وأثر ذلك على تقبّل الرسالة وانتشارها.وسنُظهر كذلك كيف أن الدعوة الإسلامية واجهت صعوبات حقيقية داخل الجزيرة نفسها، لكنها استطاعت أن تتحول من دعوة في قلب الصحراء إلى رسالة للعالمين، وذلك بفضل خصوصيات المكان والإنسان، وأيضًا بفضل انفتاح الدعوة على غير العرب، الذين أسهموا بفعالية في بناء الدولة الإسلامية، بدءًا من الحبشة وفارس والروم، وانتهاءً بكل الشعوب التي انضوت تحت راية التوحيد.
ونؤكد منذ البداية أن هذا الطرح ليس لتفضيل جنس على آخر، ولا لادعاء تفوّق العرب، بل لتوضيح أن البيئة كانت عاملاً مساعدًا فقط، وأن الفضل الحقيقي يعود إلى الرسالة نفسها وعدالتها وصدقها، لا إلى عنصرٍ أو نسب. فكما علمنا الإسلام: "لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى."
حين نتأمل نشأة الدعوة الإسلامية وانتقالها من مكة إلى أنحاء العالم، يبرز سؤال جوهري: لماذا كانت الجزيرة العربية دون غيرها من بقاع الأرض هي المهد الذي اختاره الله لرسالته الخاتمة؟ لماذا لم تكن فارس، أو الروم، أو الهند، أو وادي النيل؟ هذا السؤال لا يفتح فقط بابًا لفهم خصوصية المكان، بل يقودنا لاستكشاف أوضاع الأمم الكبرى في ذلك العصر – سياسيًا، اجتماعيًا، ودينيًا – ولماذا كانت جميعها، رغم حضاراتها العريقة، غير مؤهلة لاحتضان رسالة عالمية تهدف لإخراج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد.
في هذا الموضوع، سنستعرض الظروف التاريخية العامة التي سادت العالم قبل بعثة النبي ﷺ، ثم نقارن بينها وبين الوضع الخاص للجزيرة العربية في ذلك الزمن، بما في ذلك سماتها الجغرافية والاجتماعية، وواقع القبائل، وأثر ذلك على تقبّل الرسالة وانتشارها.وسنُظهر كذلك كيف أن الدعوة الإسلامية واجهت صعوبات حقيقية داخل الجزيرة نفسها، لكنها استطاعت أن تتحول من دعوة في قلب الصحراء إلى رسالة للعالمين، وذلك بفضل خصوصيات المكان والإنسان، وأيضًا بفضل انفتاح الدعوة على غير العرب، الذين أسهموا بفعالية في بناء الدولة الإسلامية، بدءًا من الحبشة وفارس والروم، وانتهاءً بكل الشعوب التي انضوت تحت راية التوحيد.
ونؤكد منذ البداية أن هذا الطرح ليس لتفضيل جنس على آخر، ولا لادعاء تفوّق العرب، بل لتوضيح أن البيئة كانت عاملاً مساعدًا فقط، وأن الفضل الحقيقي يعود إلى الرسالة نفسها وعدالتها وصدقها، لا إلى عنصرٍ أو نسب. فكما علمنا الإسلام: "لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى."