الصاروخ الهندي Astra
صاروخ Astra هو صاروخ جو-جو بعيد المدى (Beyond Visual Range - BVRAAM) تم تطويره محليًا بواسطة منظمة الأبحاث والتطوير الدفاعية الهندية (DRDO) لصالح القوات الجوية الهندية (IAF) والبحرية الهندية (IN).
يُعد الصاروخ أول صاروخ جو-جو بصري بعيد المدى يتم تطويره في الهند، ويهدف إلى تعزيز قدرات القتال الجوي للطائرات المقاتلة الهندية مثل Sukhoi Su-30MKI، HAL Tejas، وMiG-29K، مع خطط لدمجه مع منصات أخرى. تم تصميم Astra لمواجهة الأهداف عالية المناورة والطائرات التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، مع القدرة على العمل في جميع الظروف الجوية، نهارًا وليلًا.
يتميز بمدى يتراوح بين 80-110 كم للنسخة Mk-1،
مع تطوير نسخ متقدمة (Mk-2 وMk-3) لتصل إلى مدى 160-350 كم، مما يجعله منافسًا لصواريخ عالمية مثل AIM-120 AMRAAM وMBDA Meteor. بدأت رحلة تطويره في التسعينيات، وأصبح جاهزًا للإنتاج الكامل في 2024، مع نشره التشغيلي الأول في 2019.
التاريخ والتطوير
النشأة: بدأت فكرة تطوير Astra كرد فعل على الحاجة إلى صاروخ جو-جو بعيد المدى محلي الصنع بعد مواجهات جوية، مثل حادثة 27 فبراير 2019، حيث استخدمت باكستان صواريخ AIM-120 AMRAAM ضد طائرات Su-30MKI الهندية. كان الهدف تقليل الاعتماد على الصواريخ الأجنبية (مثل الروسية R-77) وتعزيز الاكتفاء الذاتي في تكنولوجيا الدفاع.
الإصدارات:
Astra Mk-1: النسخة الأساسية،
مدى 80-110 كم، مُدمج مع Su-30MKI ويجري دمجه مع Tejas وMiG-29K. أكمل التجارب النهائية في سبتمبر 2017 وأُجيز للإنتاج في 2024.
Astra Mk-2: تحت التطوير،
مدى مُوسع إلى 160 كم، يستخدم محرك صاروخي ثنائي النبض (Dual-Pulse Rocket Motor) ويحتوي على باحث رادار AESA وصمام ليزري قريب.
Astra Mk-3: نسخة متقدمة بمحرك نفاث مدمج بالوقود الصلب (Solid Fuel Ducted Ramjet - SFDR)،
مدى 270-350 كم، تُطوّر بالتعاون مع روسيا، وتُعتبر منافسة لـ MBDA Meteor.
Astra IR: نسخة تعتمد على التوجيه بالأشعة تحت الحمراء (Infrared) للاشتباكات قصيرة المدى (تحت التطوير).
VL-SRSAM: نسخة سطح-جو مستندة إلى Astra،
مدى 40-80 كم، لتحل محل نظام Barak-1 في البحرية الهندية.
الصانع: Bharat Dynamics Limited (BDL)، بالتعاون مع DRDO، Hindustan Aeronautics Limited (HAL)، وElectronics Corporation of India Limited (ECIL).
الجدول الزمني:
1990: بدء الأعمال الأولية بدراسة جدوى مسبقة.
1998: الكشف عن الصاروخ لأول مرة في معرض Aero India.
2003: أول اختبار باليستي من منصة أرضية في Balasore.
2004: الموافقة الرسمية على المشروع بميزانية 955 كرور روبية (حوالي 400 مليون دولار أمريكي في 2023).
2006-2008: إعادة تصميم الصاروخ بسبب مشكلات التحكم وأداء الارتفاع العالي، مع استبدال الأجنحة الصليبية بأجنحة دلتا مقصوصة.
2012: تجارب توجيه ناجحة من Su-30MKI.
2017: اكتمال تجارب التطوير النهائية لـ Mk-1، بدء الإنتاج المحدود (50 وحدة).
2019: النشر التشغيلي الأول مع القوات الجوية الهندية.
2023: اختبار ناجح من طائرة Tejas في أغسطس.
2024: الموافقة على الإنتاج الكامل (248 وحدة: 200 للقوات الجوية، 48 للبحرية).
مارس 2025: اختباران ناجحان (FT-01 وFT-02) لتجربة آليات الفصل لـ Mk-3، مع خطط لإطلاق تجارب من Su-30MKI وTejas.
الاستخدام التاريخي:
لم يُستخدم في القتال بعد، لكنه نُشر في أعداد محدودة على خط المواجهة الفعلية (LAC) منذ 2020 بسبب التوترات مع الصين.
صُمم لمواجهة أهداف عالية المناورة مثل المقاتلات (مثل JF-17 الباكستانية أو J-10 الصينية)، طائرات الإنذار المبكر (AWACS)، والصواريخ المضادة للسفن.
التصدير: أُشير إلى إمكانية تصدير Astra إلى دول صديقة، ولكن لم تُصرح خطط محددة حتى مايو 2025. يُعتبر سعره المنخفض (7-8 كرور روبية، أي حوالي 850,000-1 مليون دولار) ميزة تنافسية مقارنة بـ MBDA Meteor (25 كرور روبية).
التمويل: المشروع بميزانية 955 كرور روبية (2004)، مع تخصيص 2,971 كرور روبية في 2022 لإنتاج 248 وحدة. التكلفة لكل وحدة تُقدر بحوالي 7-8 كرور روبية، مما يجعله اقتصاديًا مقارنة بالصواريخ المستوردة.
منصات الإطلاق
صاروخ Astra صُمم للاندماج مع مجموعة واسعة من طائرات القوات الجوية والبحرية الهندية:
المنصات الحالية:
Sukhoi Su-30MKI: المنصة الأساسية، مُدمج بالكامل منذ 2019، يمكن حمل ما يصل إلى 4 صواريخ Astra مع صواريخ أخرى مثل R-73 أو R-77.
HAL Tejas Mk-1/1A: اختبارات ناجحة في أغسطس 2023 ومارس 2025، مع خطط للدمج الكامل بحلول نهاية 2025.
MiG-29K (البحرية): يجري الدمج للاستخدام على حاملات الطائرات مثل INS Vikramaditya.
MiG-29UPG: دمج جارٍ مع القوات الجوية الهندية.
المنصات المستقبلية:
Dassault Rafale: اختبارات محتملة للدمج، على الرغم من أن Rafale تستخدم حاليًا MBDA Meteor.
Advanced Medium Combat Aircraft (AMCA): خطط لدمج Astra Mk-2 وMk-3 مع هذه الطائرة الشبحية المستقبلية.
Twin Engine Deck Based Fighter (TEDBF): نسخة بحرية مستقبلية للدمج مع Astra.
الميزات:
الصاروخ خفيف الوزن (154 كجم لـ Mk-1) مقارنة بصواريخ مثل AIM-120 (161 كجم) أو AIM-174B (860 كجم)، مما يتيح حمله بأعداد أكبر (حتى 6-8 صواريخ على Su-30MKI).
يدعم الإطلاق خارج محور الرؤية (Off-Boresight) بزاوية تصل إلى 45 درجة، مما يعزز المرونة في الاشتباك.
متوافق مع نظام الإطلاق في الوضع الذاتي (Autonomous) أو الوضع التعاوني (Buddy Mode)، حيث يمكن للطائرة الأم توجيه الصاروخ حتى القفل على الهدف.
يحقق أقصى مدى عند الإطلاق من ارتفاعات عالية (15-20 كم)، حيث تقل مقاومة الهواء.
القيود:
المدى الحالي لـ Mk-1 (110 كم) أقل من بعض المنافسين مثل PL-15 الصيني (200 كم) أو AIM-174B (400+ كم)، على الرغم من أن Mk-2 وMk-3 سيغطيان هذه الفجوة.
الاعتماد الأولي على باحث روسي (Agat 9B1103M) حتى 2017، لكن الباحث المحلي (Ku/X-band RF) أثبت فعاليته في التجارب.
غير مُدمج حاليًا مع Mirage 2000 أو Rafale، مما يحد من انتشاره عبر الأسطول الهندي الكامل.
جدول مواصفات صاروخ Astra Mk-1 BVRAAM
الخاصية |
التفاصيل |
الكتلة |
154 كجم (340 رطل) |
الطول |
3.6 م (12 قدم) |
القطر |
178 مم (7.0 بوصة) |
امتداد الجناح |
حوالي 254 مم (10 بوصات)، أجنحة دلتا مقصوصة |
الرأس الحربي |
متشظي عالي الانفجار، 15 كجم (33 رطل) |
قوة الانفجار |
معادل حوالي 7-10 كجم من TNT (تقديري) |
آلية الانفجار |
صمام قريب راداري، فترة تفعيل 1-2 ثانية |
المحرك |
محرك صاروخي صلب خالٍ من الدخان |
المدى |
80-110 كم (50-68 ميل، 43-59 ميل بحري) في وضع المطاردة الأمامية، 20 كم في وضع المطاردة الخلفية |
السرعة القصوى |
ماخ 4.5 (حوالي 1,500 م/ثانية) |
نظام التوجيه |
منتصف المسار: ملاحة قصورية مع جيروسكوب ألياف بصرية، وصلة بيانات آمنة
المرحلة النهائية: باحث رادار نشط (Ku/X-band RF)
|
منطق التوجيه |
خوارزميات رقمية، إطلاق خارج محور الرؤية (45 درجة)، قفل قبل أو بعد الإطلاق |
الباحث |
رادار أحادي النبض Ku/X-band، مدى كشف 25 كم، قفل على هدف بمقطع راداري 5 م² من 15 كم، مقاوم للتشويش |
منصات الإطلاق |
Sukhoi Su-30MKI (مؤكد)، HAL Tejas Mk-1/1A، MiG-29K، MiG-29UPG (جارٍ)، Rafale، AMCA، TEDBF (محتمل) |
وصلة البيانات |
ثنائية الاتجاه، تدعم استهداف خارج خط الرؤية عبر Su-30MKI، AWACS، أو رادارات أرضية |
الأهمية الاستراتيجية
صاروخ Astra يمثل ركيزة أساسية في استراتيجية الهند لتحقيق الاكتفاء الذاتي في تكنولوجيا الدفاع (Aatmanirbhar Bharat) وتعزيز قدراتها الجوية:
مواجهة التهديدات الإقليمية:
يهدف إلى مواجهة صواريخ مثل PL-15 (200 كم) وPL-17 (400 كم) الصينية، وAIM-120 AMRAAM (161 كم) الباكستانية، مما يعزز التفوق الجوي للهند في مواجهة الصين وباكستان.
فعال ضد أهداف عالية القيمة مثل طائرات AWACS، طائرات التزود بالوقود، أو المقاتلات مثل JF-17 وJ-10.
تعزيز الدفاع البحري:
نسخة VL-SRSAM توفر دفاعًا بحريًا متوسط المدى (40-80 كم) ضد الطائرات والصواريخ المضادة للسفن، مع تكامل على المدمرات، الفرقاطات، والحاملات.
قدرات متعددة المهام:
جو-جو: استهداف المقاتلات عالية المناورة والطائرات الكبيرة.
سطح-جو (VL-SRSAM): اعتراض الطائرات والصواريخ القادمة من جميع الاتجاهات بزاوية 360 درجة.
القدرة على العمل في بيئات مشوشة إلكترونيًا بفضل تقنيات مضادة للتدابير الإلكترونية (ECCM).
التأثير في التطوير:
يُعتبر استجابة مباشرة لاستراتيجيات الصين وباكستان المضادة للوصول/منع المنطقة (A2/AD) في منطقة الهيمالايا والمحيط الهندي.
يكمل صواريخ أخرى مثل MBDA Meteor (على Rafale) وR-77 (على Su-30MKI)، مع خطط لاستبدال الصواريخ الروسية بالكامل بحلول 2030.
يدفع باتجاه تطوير صواريخ أكثر تقدمًا، مثل Astra Mk-3، التي تتفوق على Meteor في الكفاءة بنسبة 20% في الدفع النفاث و18% في زمن الاحتراق.
القيود:
المدى المحدود لـ Mk-1 مقارنة بالصواريخ الحديثة مثل PL-17 أو AIM-174B، مما يتطلب الاعتماد على Mk-2 وMk-3 لسد الفجوة.
التكلفة الاقتصادية (7-8 كرور روبية) تجعله مناسبًا للإنتاج الضخم، لكن التطوير المستمر لـ Mk-2 وMk-3 قد يرفع التكاليف.
احتمالية التهرب منه بواسطة مقاتلات شبحية مثل J-20 الصينية، مما يجعله أكثر فعالية ضد أهداف تقليدية.
السياق: استخدامه في التوترات الهندية-الصينية (2020) على خط المواجهة الفعلية يعكس أهميته في ردع الصين. كما أن اختباره من Tejas في مارس 2025 يدعم استراتيجية الهند لتطوير أسطول مقاتل محلي (Tejas Mk-1A).
صاروخ Astra يعتمد على نظام توجيه متقدم يجمع بين الملاحة القصورية والبحث الراداري النشط:
المرحلة الأولية (إطلاق ومنتصف المسار):
الملاحة القصورية مع جيروسكوب الألياف البصرية: يوجه الصاروخ إلى منطقة الهدف بدقة عالية باستخدام نظام ملاحة قصورية.
وصلة بيانات آمنة: يتلقى تحديثات منتصف المسار من الطائرة الأم أو منصات أخرى (مثل AWACS أو رادارات أرضية)، مما يتيح استهداف أهداف خارج خط الرؤية.
المرحلة النهائية:
باحث رادار نشط (Active Radar Homing): يستخدم باحث رادار Ku/X-band أحادي النبض (Monopulse RF) بمدى كشف 25 كم، قادر على قفل الهدف برادار مقطع عرضي 5 أمتار مربعة من مسافة 15 كم.
الباحث المحلي: تم استبدال الباحث الروسي (Agat 9B1103M) بباحث محلي مطور بواسطة Research Center Imarat في 2017-2018، مع تحسينات في مقاومة التشويش.
التوجيه عالي الزاوية: يدعم إطلاقات خارج محور الرؤية (Off-Boresight) بزاوية 45 درجة، مما يتيح الاشتباك مع أهداف في زوايا غير تقليدية.
منطق التوجيه:
يدعم الإطلاق في وضع القفل قبل الإطلاق (Lock-On Before Launch) أو بعد الإطلاق (Lock-On After Launch)، مما يزيد من المرونة.
مزود بتقنيات مضادة للتدابير الإلكترونية (ECCM) لمقاومة التشويش، مع خوارزميات رقمية لتتبع الأهداف المناورة.
آلية التفجير: صمام قريب راداري (Proximity Fuse) يُفعّل رأسًا حربيًا متشظيًا عالي الانفجار بوزن 15 كجم، مع فترة تفعيل تُقدر بـ 1-2 ثانية.
الميزات:
السرعة العالية (ماخ 4.5، حوالي 1,500 م/ث) تجعل اعتراضه صعبًا.
القدرة على الاشتباك مع أهداف متعددة بفضل باحثه النشط وقدرات الشبكة.
تصميم خفيف (154 كجم) مع دفع خالٍ من الدخان (Smokeless Propulsion) يقلل من الكشف البصري.
القيود:
مدى الباحث (25 كم) أقل من بعض الصواريخ المنافسة مثل AIM-174B (20-30 كم)، مما قد يتطلب تحديثات مستمرة من الطائرة الأم.
الاعتماد على وصلة بيانات قد يُعرضه للتشويش في بيئات الحرب الإلكترونية المتقدمة.
أداء الباحث ضد الأهداف الشبحية (مثل J-20) قد يكون محدودًا مقارنة بأهداف تقليدية.
خاتمة
صاروخ Astra هو إنجاز كبير في مسيرة الهند نحو الاكتفاء الذاتي في تكنولوجيا الدفاع، حيث يوفر قدرات قتال جوي متقدمة بتكلفة اقتصادية. نسخة Mk-1، بمدى 110 كم وسرعة ماخ 4.5، تُعد خطوة أولى فعالة لمواجهة التهديدات الإقليمية من الصين وباكستان، بينما تَعِد النسخ المستقبلية (Mk-2 وMk-3) بمدى يصل إلى 350 كم وأداء ينافس أفضل الصواريخ العالمية مثل MBDA Meteor. تكامله مع منصات محلية مثل Tejas يعزز استراتيجية الهند لتطوير أسطول مقاتل محلي، بينما توفر نسخة VL-SRSAM حماية بحرية مرنة. مع استمرار التوترات في منطقة الهيمالايا والمحيط الهندي، يُمثل Astra ركيزة أساسية في تعزيز التفوق الجوي والبحري للهند.