كل حرب لها أهداف و نهاية..
مشكلة الروس مثل مشكل أي قوة تسعى لاحتلال بلد , هل نسقط النظام ؟ أو نضغط عسكريا فقط على النظام ؟ هل نأخذ جزء من الأرض وننفصل ؟ وان أسقطنا النظام من سيتكفل بالمهام الشرطية لحفظ الأمن العام وتسيير حركة المرور ومنع أعمال النهب والفوضى التي تشيع في ظل انهيار النظام السياسي ؟
ميدانيا ضاع الروس حرفيا في الاجابة على هذه الأسئلة, وأعدد الأسباب لكل موضع كالآتي :
هل نسقط النظام ؟
زج الروس بداية الغزو بمئات العناصر من المخابرات العسكرية متنكرين الى تخوم وضواحي كييف عملا بقاعدة "الأنظمة تسقط من عواصمها" لكنهم تعرضو لمكائد أوكرانية متفوقة جدا منطلقة من معرفة الأوكران جيدا بالروس ثقافيا ولغويا مما سهل كشف العملاء..بالتالي الضربات الصاروخية كانت عمياء لحد بعيد ولم تمس أي من العقد الدفاعية الأوكرانية,وترسم انكسار الروس في اسقاط زيلنسكي في معركة بوتشا التي أظهر فيها الأوكران بأس شديد و بلاء حسن جدا من خلال الكمن والالتفاف حول القوات الروسية المتوغلة التي علقت في قرى بوتشا.
هل نضغط عسكريا فقط على النظام ؟
بعد فشل اسقاط كييف , انتقل الروس الى الضغط مجددا عبر محاول هوستوميل و المدن الاقتصادية المهمة مثل ماريوبل وخاركييف و حتى استهداف المنفذ الآمن في لفيف..أمام هذا الضغط لم يسلم الأوكران ماريوبل الا بعد معركة ضارية في أزوفستال وبأثمان مرتفعة جدا في صمود انتحاري وتسلم الروس المصنع والمرفأ والمدينة مدمرين تماما ويعجز الروس عن بنائها أو استرجاع أي من خدماتها..وتراجع الروس في خاركييف بعد هجوم مضاد مفاجئ و خسروا هوستوميل بسبب عدم تأمين بوتشا المقابلة لها.
هل نأخذ جزء من الأرض وننفصل ؟
بعد استنفاذ الذخائر و بأثمان بشرية هائلة وسلسلة عقوبات مدمرة , عاد الروس الى المربع الأول..لوهانسك و دونيتسك و القرم أي الى الواقع الأمني الموجود أصلا منذ 2016..
في المجمل :
1- الزج بالوحدات الغير نظامية (فاغنر) في مقابل وحدات نظامية أوكرانية كان له أثر بالغ , الوحدات الغير نظامية عبر التاريخ مهمتها الدفاع الشبحي وليس الهجوم اذ أنها لا تمتلك القوة النارية الكافية.
اختلال كبير جدا في سلاسل الانتاج والتخزين والنقل للقذائف المدفعية المتطلبة للنهج الروسي في القصف البساطي أو تسطيح المدن.
2-كسر سلسلة القيادة في كثير من العمليات بسبب تداخل القوات النظامية مع القوات الغير نظامية (الانفصاليين في لوهانسك و فاغنر)
3-العقوبات الاقتصادية المسلطة على تصدير و توريد الأسلحة وما يرتبط بانتاجها
4-القصر التكنولوجي البالغ جدا في الأسلحة الصاروخية و نظم التوجيه المرتبطة بها
5-تشتت القيادة السياسية والعسكرية جراء تعدد الأهداف وتغيرها باستمرار نتيجة الفشل المتكرر
6-عدم توفر العدد الكافي من الوحدات لتغطية الأراضي المسيطر عليها (باخموت كمثال)