لماذا لم تشتعل شرارة الحرب في الخليج بعد !!!!

"المغوار"

راقب كلماتك .. فهي دليل شخصيتك
عضو مميز
إنضم
27 أغسطس 2010
المشاركات
9,928
التفاعل
21,904 10 0
الدولة
Jordan
هل تعلم لماذا لا تشتعل مواجهة عسكرية بين أمريكا وإيران؟ فتِّش عن «الحرب الهجينة»
عربي بوست
ترجمة
تم النشر: AST 30/08/2019 16:02
تم التحديث: AST 30/08/2019 18:13

المعارك الصغيرة أحد أفرع الحرب الهجينة - ذا ناشيونا إنتريست
email.svg
fb.svg
tw.svg







الحرب الهجينة هي أداة فعالة في الصراعات لا تكون فيها القوة العسكرية ولا السياسية ولا حتى الاقتصادية للدولة هي المقياس في قدرتها على إلحاق الضرر بأعدائها، فماذا تعني؟ وكيف أتقنتها روسيا واستفادت منها إيران؟
الإجابة جاءت في تقرير مطول الأمريكي، تحت عنوان “كيف ستستخدم إيران استراتيجية الحرب الهجينة الروسية في الخليج؟”.
بدأتها روسيا في أوكرانيا
يقول بعض المسؤولين والمحللين العسكريين إن التوتر العسكري الأخير بين الولايات المتحدة وإيران يمثل حقبة جديدة من الصراع، لم تعد فيها قوة الدولة على المسرح العالمي تُقاس بالنفوذ الاقتصادي أو القوة العسكرية أو حتى التأثير الدبلوماسي فحسب.
وإنما أصبح الاستخدام الفج للمعلومات المضللة لتشكيل الرأي العام في الداخل والخارج يمكّن دولاً مثل إيران وروسيا من الاضطلاع بدور يتجاوز القدر الحقيقي لقوتها الخشنة والناعمة في تشكيل الأحداث العالمية.
ولتحقيق هذه الغاية، يقول الخبراء إن إيران طبقت دروساً في الحرب الهجينة اختبرتها موسكو ميدانياً في ساحات القتال في أوكرانيا ثم استخدمتها ضد الديمقراطيات الغربية في وقت لاحق.
وقالت ناتاليا بوغايوفا، الباحثة في الشؤون الروسية في معهد دراسات الحرب، وهو مركز بحثي أمريكي: “هجمات إيران على ناقلات النفط في الخليج تشبه، في غرضها، عمليات الحرب الهجينة التي شهدناها في أوكرانيا وأماكن أخرى”.
وقالت ناتاليا: “تستخدم روسيا وإيران عمليات الحرب الهجينة لتعزيز أهدافهما الأشمل فيما تحاولان إرباك الواقع على الأرض ومنع الغرب من اتخاذ إجراءات للدفاع عن مصالحه”، مضيفة أن لإيران “تاريخاً من التعلم من روسيا في ساحة المعركة”.
العمل العسكري المباشر؟
في هذا العصر الجديد من الحرب الهجينة، يستطيع الأعداء تهديد المصالح الأمنية الأمريكية وتقويض العالم الديمقراطي الذي تقوده الولايات المتحدة دون اللجوء إلى العمل العسكري المباشر.
ولكن بإلقائهم عبء تصعيد النزاع على كاهل الولايات المتحدة، يختبر مطبّقو استراتيجية الحرب الهجينة ما إذا كان الزعماء الأمريكيون مستعدين للرد على أنشطة “المنطقة الرمادية” غير القاتلة بالقوة العسكرية القاتلة أم لا.
كتب لواء البحرية الأمريكي، جيفري شيريكو، نائب مدير العمليات العالمية في هيئة الأركان المشتركة، في تقييم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) غير السري الذي أصدرته مؤخراً عن نوايا روسيا الاستراتيجية قائلاً: “قد تحدث المواجهات المستقبلية بين القوى الكبرى في معظم الأحيان دون مستوى النزاع المسلح. وفي هذه البيئة، من المحتمل أن تصبح المنافسة الاقتصادية، وحملات التأثير، والإجراءات شبه النظامية، والتدخلات الإلكترونية، والحرب السياسية أكثر شيوعاً”.
حقل تجارب روسي
منذ عام 2014، جعلت روسيا من أوكرانيا حقل تجارب لمذهبيها في الحرب التقليدية والهجينة، مما وفر دراسة حالة عن الأشكال الجديدة من التهديدات الأمنية التي يمكن للولايات المتحدة وحلفائها الغربيين توقعها من خصومهم.
russia-ukraine-war.jpg
طبقت روسيا استراتيجية الحرب الهجينة في أوكرانيا – رويترز
تحولت إيران أيضاً إلى تكتيكات المنطقة الرمادية لتعويض نقص قوتها العسكرية التقليدية أمام الولايات المتحدة.
تشمل أنشطة طهران الأخيرة في المنطقة الرمادية هجمات غير اعتيادية ينفذها وكلاؤها، بالإضافة إلى أعمال عدائية غير قاتلة مثل تدمير ناقلات النفط وخطوط الأنابيب.
غطاء إعلامي
عند كل منعطف، تخفي إيران عملياتها وراء غطاء من الروايات الإعلامية التي يصعب تصديقها، وهو مبدأ رئيسي في الحرب الهجينة الروسية. وكذلك فكرة لعب دور الضحية -أي تصنُّع دور الضحية لتبرير السلوك المشين- وهو الأسلوب الذي لجأت إليه روسيا مراراً لتبرير هجومها العالمي القائم على استراتيجية الحرب الهجينة باعتباره موازناً شرعياً للإمبريالية الأمريكية المزعومة.
وقال يوجين تشاوسوفسكي، المحلل الجيوسياسي المتخصص في الاتحاد السوفيتي السابق في مركز ستراتفور الأمريكي للدراسات الأمنية والاستراتيجية: “هناك بالتأكيد أوجه تشابه بين أنشطة إيران في الخليج وأنشطة روسيا في أوكرانيا، من حيث أن كلتاهما تنفذان عمليات في الخفاء في إطار صراع أكبر”.
يقول القادة الأمريكيون والإيرانيون إنهم لا يريدون الحرب، لكن خبراء يحذرون من تنامي احتمال نشوب صراع عرضي.
وكان هذا التوقع على وشك التحقق في 20 يونيو/حزيران حينما أسقطت إيران طائرة مسيرة أمريكية من طراز RQ-4A Global Hawk بصاروخ أرض جو. وقد احتج المسؤولون الأمريكيون، قائلين إن طائرة الاستطلاع كانت تحلق في المجال الجوي الدولي فوق مضيق هرمز.
وأعطى الرئيس دونالد ترامب الإذن بشن غارات جوية انتقامية، لكن تقارير أوردت أنه ألغاها قبل عشر دقائق فقط من انطلاقها. وفي النهاية، فضلت الولايات المتحدة أن تلجأ للهجمات الإلكترونية رداً على الهجوم الإيراني.
ويوم الأربعاء، اشتعلت التوترات مرة أخرى بعد أن ذكرت تقارير أن زوارق حربية إيرانية هاجمت ناقلة نفط بريطانية في الخليج، وقال تشاوسوفسكي: “من المرجح أن يزداد هذا النوع من العمليات غير التقليدية السرية”.
“المعركة العميقة”
في عام 2014، فرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات اقتصادية تأديبية على موسكو بسبب عدوانها على أوكرانيا. ومن حينها، أصبحت العلاقات بين روسيا والغرب تمر بواحدة من أسوأ مراحلها في فترة ما بعد الحرب الباردة.
باستخدام الحرب الإلكترونية وإمبراطورية من الدعاية المسلحة، شرعت روسيا في هجوم شامل قائم على استراتيجية الحرب الهجينة على الديمقراطيات الغربية. وإذا نظرنا إلى الوراء، من الواضح أن أوكرانيا كانت نقطة الانطلاق الأولى لحرب روسيا القائمة على النظام العالمي الديمقراطي الذي تقوده الولايات المتحدة.
“تنظر القيادة الروسية لنفسها على أنها في حرب مع الولايات المتحدة والغرب ككل”، كما تقول نيكول بيتيرسون، المحلل الأمني في الورقة البيضاء الصادرة عن البنتاغون حول النوايا الاستراتيجية الروسية.
وأضافت: “من المنظور الروسي، هذه الحرب ليست شاملة وإنما جوهرية؛ وهي نوعية من الحروب تختلف عن الفهم الأمريكي العام للحرب”.
وتعد الاستراتيجية الهجينة للحرب النسخة المعاصرة التي يتبعها الكرملين من العقيدة العسكرية السوفيتية المعروفة بـ “المعركة العميقة”، التي تُدعم فيها عمليات القتالة على الجبهة الأمامية بأفعال أخرى يُقصد بها نشر الفوضى والاضطراب داخل أراضي العدو.
وعلى اعتبار أنَّ هذه الاستراتيجية متطورة وتشمل كل مجال من مجالات النزاع، فهي تجمع بين القوة العسكرية التقليدية وما يُسمى بأنشطة “المنطقة الرمادية”، مثل الدعاية والهجمات السيبرانية، على أرض المعركة وفي العمق أبعد من الخطوط الأمامية.
من بين السمات الأكثر خطورة لاستراتيجية الحرب الهجينة هي أنها تحول كثيراً من مشارب الحياة اليومية إلى أسلحة، بما في ذلك الهواتف الذكية وشبكات التواصل الاجتماعية وبرمجيات الكمبيوتر المتوفرة للبيع التجاري – والصحافة.
وفي هذا الصدد تقول ألكسندرا جادزالا، استشارية الأمن المستقلة والزميلة الأولى في المجلس الأطلسي، لصحيفة Daily Signal: “أظن أننا بشكل عام نتجه نحو واقع تكون فيه استراتيجية الحرب الهجينة أسلوب العمل المفضل لدى دول من قبيل روسيا والصين وإيران، بشكل يفوق استراتيجية الحرب التقليدية”.
وتقول جادزالا، مشيرة إلى الثورة الأوكرانية المؤيدة للغرب عام 2014: “الطريقة التي تشن بها موسكو حربها الهجينة قد تطورت وتمددت بشكل أكثر من اللازم منذ الثورة الأوكرانية، وكذلك فإن التكتيكات الصينية قد تطورت منذ تولي الرئيس الصيني الحالي شي بينغ رئاسة الصين. والأمر لا يختلف كثيراً في إيران”.
حرب الفقراء
تتقزم القدرات العسكرية الروسية إذا ما قورنت بنظيرتها الأمريكية، إذ بلغ الإنفاق على الدفاع في الولايات المتحدة عام 2018 مقدار 649 مليار دولار أمريكي مقارنة بمبلغ 61 مليار دولار أمريكي في العام نفسه، وفقاً لتقرير نُشر في أبريل/نيسان وصدر عن معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام.
علاوة على أن روسيا تعد من الناحية الاقتصادية أيضاً، أبعد ما تكون عن أن تكون نداً للولايات المتحدة. إذ يبلغ إجمالي الناتج المحلي الاسمي لروسيا حوالي نصف إجمالي الناتج المحلي الاسمي لولاية كاليفورنيا – أي بما يقارب كوريا الجنوبية.
2019-08-15t102859z_1743571560_rc1ec7c2ed00_rtrmadp_3_mideast-iran-tanker-usa-1024x683.jpg
قوات المارينز الأمريكية تراقب سفن إيرانية/ رويترز
إذا ما أخذنا ذلك في الاعتبار، فإن استراتيجية الحرب الهجينة التي تتبعها روسيا هي في المقام الأول “حرب الرجل الفقير”، وفقاً لتقرير صادر في يونيو/حزيران الماضي عن معهد دراسات الحروب.
وفي هذا الصدد، يذكر مؤلفو التقرير: “لدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتصالٌ كافٍ بالواقع، يجعله يدرك أنه سيخفق إذا حاول استعادة أي شيء يقترب من كونه تعادلاً عسكرياً تقليدياً مع الغرب”. وأضافوا: “لدى بوتين جميع الأسباب ليعتقد أن المواجهة المباشرة مع الجيش الأمريكي ستكون لها نهاية وخيمة عليه”.
ورغم حالة الضعف التقليدية التي تعيشها روسيا، فإن البلاد قوة عظمى هجينة لديها قدرةٌ لا تُضاهى على التحكم في اقتصاد الانتباه في العالم.
حولت روسيا الإعلام إلى سلاح من خلال استخدام منظماتها الإعلامية الحكومية لتقويض المجتمعات الغربية والمؤسسات الديمقراطية.
وبالاستفادة من انخفاض مستوى ثقة الأمريكيين في الصحافة إلى مستويات لم يسبق لها مثيل في التاريخ، فإن الحرب الإعلامية الروسية موجهة بدقة نحو الشعب الأمريكي من خلال الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي. وبموجب هذه الأنشطة، يجرى التلاعب في حالات الانقسام بين الأمريكيين وتأججيها؛ وغالباً ما ينتهي الأمر بإحداث شقاق بينهم.
ووفقاً لتقرير معهد دراسة الحروب، فإن “تشكيل الفضاء المعلوماتي جهدٌ أساسي تتجه نحوه العمليات العسكرية الروسية، وحتى العمليات العسكرية التقليدية باتت موجهة بشكل كبير في هذا الاتجاه من الحرب”. ويضيف التقرير أن “روسيا تشوش على أنشطتها وتحدث حالة من الارتباك في النقاش الدائر حولها، بحيث يُسلم العديد من الناس في نهاية المطاف أن حقيقة ما إذا كنت روسيا قد قامت بذلك بالفعل أم لا أمرٌ غير مسلم به، وكذلك ما إذا كان ما تقوم به روسيا قانونياً من الأساس؟” وهو ما يشل حركة استجابة الغرب لتلك الأنشطة”.
وفي 19 يونيو/حزيران، أي اليوم الذي سبق هجوم إيران على الطائرات بدون طيار الأمريكية، اتهم محققون دوليون ثلاثة روس وأوكرانياً بالقتل لدورهم في استخدام صاروخ أرض جو روسي من طراز بوك لإسقاط رحلة الطيران الماليزية 17 في شهر يوليو/تموز 2014، مما أسفر عن مقتل جميع الركاب وطاقم الطائرة.
أطلق الصاروخ من داخل الأراضي الخاضعة لسيطرة الانفصاليين الموالين لروسيا، كما أن المركبة المتنقلة التي أطقلته مملوكة للولاء الدفاع الجوي الروسي رقم 53، وأعيدت إلى روسيا في اليوم التالي، حسبما أفاد التقرير، ونفى بوتين التهم، وقال للصحفيين: “ليس ثمة دليل على إدانة روسيا بإسقاط الطائرة MH17″، وأشارت التقارير إلى أن بوتين قال: “روسيا لديها تفسيرها الخاص لسقوط الطائرة، ولكن لا أحد يستمع إلينا”.
“كن على حذر”
انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي المبرم مع إيران عام 2015 في شهر مايو/أيار 2018. ومنذ ذلك الحين، تجددت العقوبات الأمريكية التي استهدفت القطاعين المالي والصناعي لطهران، فيما يعد ضربة قاصمة لاقتصاد البلاد.
وفي ظل انخفاض صادرات طهران من النفط بمقدار 90%، بدأت الأموال المتوفرة لدى طهران تقل تدريجياً في الوقت الذي ارتفعت فيه معدلات التضخم ارتفاعاً مهولاً. ويتوقع صندوق النقد الدولي أن الاقتصاد الإيراني سينكمش بمقدار حوالي 6% خلال العام الجاري؛ في انعكاس مفاجئ عن معدل النمو البالغ 4% للجمهورية الإسلامية خلال العام المالي الماضي.
وفي ظل الضغوط التي تعيشها البلاد بسبب العقوبات الأمريكية، يقول المحللون إن إيران تعمدت زيادة أنشطة المنطقة الرمادية لديها لإخافة القادة الأوروبيين وإجبارهم على تقديم تنازلات فيما يتعلق بالعقوبات.
d14c6ee4-dac8-4a11-a25e-2ede2bc865c9_cx0_cy5_cw0_w1023_r1_s.jpg
جانب من مناورات إيرانية سابقة في مضيق هرمز/ AFP
وكان يوم 6 يوليو/تموز نهاية المهلة المحددة بستين يوماً التي منحتها إيران للدول الأوروبية لتخفيف ضغوط العقوبات الأمريكية عليها. وفي ظل غياب أي مساعدة من جانب أوروبا، أعلنت إيران يوم السابع من يوليو/تموز أنها ستمضي قدماً في تخصيب اليورانيوم، بما يخرق بنود الاتفاق النووي الإيراني. وبالتالي فإن المسؤولين الأمريكيين بدأوا يفكرون بدورهم في فرض عقوبات إضافية على إيران.
ويقال إن الرئيس دونالد ترامب قال عن التطورات الأخيرة “من الأفضل أن تكون إيران حذرة”، في عام 2015، وقعت إيران وروسيا على اتفاقية للدفاع العسكري، للتأكيد على وجود علاقة عسكرية أوثق تهدف إلى مواجهة النفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط.
تجدر الإشارة إلى أن روسيا تزود إيران بالمعدات العسكرية، بما في ذلك أنظمة الصواريخ أرض – جو المتقدمة. كما ساعدت روسيا أيضاً في بناء بعض مفاعلات إيران النووية.
يقول بعض الخبراء، من الواضح أن روسيا قد تحالفت أيضاً مع إيران في حرب المعلومات لتصوير الولايات المتحدة كمعتدٍ عالمي.
وقال نيكولاي باتروشيف، سكرتير مجلس الأمن الروسي ومساعد مقرب لبوتين، في حديثه إلى الصحفيين في القدس يوم 25 يونيو/حزيران 2019، إن لدى روسيا معلومات استخباراتية لإثبات أن الطائرة الأمريكية بدون طيار التي أسقطت كانت تحلق في المجال الجوي الإيراني.
ورفض باتروشيف إثبات المخابرات الأمريكية بأن إيران كانت مسؤولة عن سلسلة من الهجمات الأخيرة على ناقلات النفط في الشرق الأوسط.
وقال بوجايوفا، زميل معهد دراسة الحرب: “إن روسيا وإيران مترابطتان بشكل وثيق وتعملان على تمكين وحماية جهود بعضهم البعض. في هذه الحالة، كان الكرملين في الطليعة من خلال شن حملة إعلامية أوسع تدعم الرواية الكاذبة للنظام الإيراني بأن إيران هي الضحية وليس المعتدي”.
يذكر أن روسيا ضمت شبه جزيرة القرم في أوكرانيا في مارس/آذار 2014. وفي أبريل/نيسان التالي، قام عملاء الاستخبارات الروسية وقوات العمليات الخاصة بتدبير انتفاضة انفصالية في منطقة دونباس الشرقية في أوكرانيا، مما أدى إلى وجود جمهوريتين منشقتين.
وقال الكرملين إن الاستيلاء على شبه جزيرة القرم عام 2014 والصراع الذي تلا ذلك في دونباس كانا مدفوعين بالانتفاضات الشعبية التي أوجدها وقادها الأوكرانيون الساخطون الناطقون بالروسية والذين اعتقدوا أن الحكومة الجديدة في كييف كانت غير شرعية – ناتجة عن انقلاب مدبر من قبل وكالة المخابرات المركزية الأمريكية لتثبيت حكومة فاشية ونازية جديدة موالية للولايات المتحدة في كييف.
كانت موسكو قد خططت لعملية دونباس منذ سنوات، وكانت هناك العديد من القطع العسكرية موجودة بالفعل قبل ثورة أوكرانيا 2014. نتيجة لذلك، في الأشهر الأولى، كان هجوم روسيا المختلط قد حقق تقدماً ملحوظاً، حيث تجاوز دونباس، واتجه للاستيلاء على البلدات واحدة تلو الأخرى.
في ذلك الوقت، كان جيش أوكرانيا النظامي متأخراً ويسير خلف الجيش الروسي. بعد استنزافه لعقود من الفساد، كان لدى الجيش الأوكراني حوالي 6000 جندي فقط جاهزين للقتال عندما بدأت الحرب. لذلك، للدفاع عن وطنهم، ملأ الأوكرانيون كل يوم صفوف الوحدات القتالية المدنية غير النظامية وانطلقوا في الخطوط الأمامية.
لقد كان مجهوداً حربياً على مستوى القاعدة – مثالًا على مجتمع لا يحتاج إلى التحريض على الحرب من خلال الدعاية. بدلاً من ذلك، حمل الأوكرانيون من جميع الأطياف السلاح ببساطة، بدون تدريب عسكري رسمي يذكر، وقاتلوا للدفاع عن وطنهم.
في نهاية المطاف، أوقف هذا التحالف من القوات النظامية وغير النظامية في أوكرانيا التقدم الانفصالي الروسي المشترك باستخدام ما وصفته مؤسسة راند بأنها “حملة حربية حصارية، مع الاستفادة من أعداد الأوكرانيين الفائقة للغاية والمدفعية والقوة الجوية لتطويق ودفع الانفصاليون للخروج من التضاريس المحصنة”.
بحلول يوليو/تموز 2014، بعد ثلاثة أشهر فقط من النزاع، استعادت القوات الأوكرانية 23 من أصل 36 مقاطعة خضعت سابقاً لسيطرة القوات الانفصالية الروسية المشتركة. ثم في أغسطس/آب 2014، مع عمليتها المختلطة أثناء الفوضى، غزت روسيا شرق أوكرانيا مباشرة.
وفي النهاية، سعت أوكرانيا للسلام بعد المعركة الكارثية في مدينة إلوفيسك، والتي قتلت فيها الوحدات الروسية النظامية مئات من القوات الأوكرانية.
وأدي وقف إطلاق النار اللاحق في سبتمبر/أيلول 2014 إلى وقف تصعيد الحرب. وجرى توقيع وقف إطلاق النار الثاني، المعروف باسم مينسك الثاني، في فبراير/شباط 2015.
ومع ذلك، من وجهة نظر عملياتية، كانت خطة الحرب المختلطة الأصلية لروسيا في دونباس فاشلة. في دراسة أجريت عام 2017، خلصت مؤسسة راند إلى أن روسيا في شرق أوكرانيا “فشلت في تحقيق النفوذ اللازم دون اللجوء إلى الحرب التقليدية والغزو المباشر”.
يقول مؤلفو الدراسة: “إن أوكرانيا هي دراسة حالة ليس في ريادة نُهج غير خطية جديدة ولكن في فشل الحرب المختلطة في تحقيق الأهداف السياسية المطلوبة لروسيا”.
اليوم، لا تزال الحرب في شرق أوكرانيا صراعاً تقليدياً محدوداً. إنها حرب خنادق ثابتة، حيث يطلق المعسكران النار على بعضهما البعض بطريقة غير مباشرة – ولا يزال الجنود والمدنيون يموتون فيها. مات أكثر من 13000 أوكراني حتى الآن بسبب الصراع.
في الوقت الذي لا يزال فيه أكبر جيشين بريين في أوروبا يتبادلان إطلاق النار يومياً على طول خطوط الخنادق في دونباس، هناك دائماً فرصة لحدث غير متوقع – ما يسمى سيناريو فرانز فرديناند – إطلاق سلسلة دومينو تصاعدية تؤدي إلى كارثة أشد فتكاً.
مثال على ذلك – اشتباك بحري في نوفمبر/تشرين الثاني 2018 بين روسيا وأوكرانيا في البحر الأسود أدى إلى اندلاع حرب أكبر.
خارج منطقة الحرب في دونباس، تواصل روسيا استخدام تكتيكات الحرب المختلطة في جميع أنحاء أوكرانيا. وبالتالي، لا يكاد يكون هناك جزء من الحياة الأوكرانية لم يتأثر.
ضربت الهجمات الإلكترونية الروسية شبكة الكهرباء في أوكرانيا، وأنظمة إمدادات المياه، والنظام المصرفي في البلاد (إغلاق أجهزة الصراف الآلي)، وأكبر مطار دولي في البلاد، وعطلت العملية الانتخابية.
لسنوات، ذكر الجنود الأوكرانيون أنهم تلقوا تهديدات ومطالب باستسلامهم من أعدائهم الروس عبر رسائل نصية للهاتف المحمول.
دمرت الطائرات بدون طيار الروسية مستودعات الأسلحة الأوكرانية، وشن العملاء الروس مذبحة اغتيال سرية عبر أوكرانيا، استهدفت كبار رجال الأمن الأوكرانيين والخائنين الروس.
سوء تقدير
باستخدام تكتيكات الحرب المختلطة، يستهدف المخططون العسكريون الروس المعاصرون نقطة الضعف لأي عدو ديمقراطي – الرأي العام.
كان مفهوم “هيمنة التصعيد” أحد المبادئ الأساسية لاستراتيجية الردع النووي التي وضعها الناتو ضد الاتحاد السوفيتي. من الناحية النظرية، فإن التفوق العسكري الأمريكي سيردع الاتحاد السوفيتي بطبيعته من الذهاب إلى الحرب.
المشكلة في مفهوم هيمنة التصعيد هي أن الرأي العام الأمريكي قد ينقلب ضد الصراع قبل استغلال الجيش لقدرته الكاملة على إثارة العنف.
بدون الدعم الشعبي، لا تكفي المزايا المادية لأمريكا لإجبار خصم على الاستسلام دون قتال.
وقال فاسيل ميروشينشنكو، مدير المركز الإعلامي للأزمات في أوكرانيا، ومقره كييف، إن الرأي العام “عموماً يمثل نقطة ضعف لأي ديمقراطية”. وقال ميروشينشنكو: “بمجرد أن تتعلم قوة معادية كيف تؤثر على الرأي العام، تكون لها اليد العليا”.
ومع ذلك، فإن الحرب المختلطة ليست صيغة تناسب الجميع. بدلاً من ذلك، يصمم الكرملين تكتيكات الحرب المختلطة وفقاً لضعف كل خصم.
وكتب شيريكو من هيئة الأركان المشتركة في دراسة البنتاغون الأخيرة حول روسيا: “إن تكتيكات المنطقة الرمادية لروسيا أكثر فاعلية عندما يكون الهدف مستقطباً بعمق أو يفتقر إلى القدرة على مقاومة العدوان الروسي والتصدي له بفعالية”.
تنقل حاملة طائرات US US John C. Stennis مضيق هرمز ، بينما يتم نشرها في منطقة عمليات الأسطول الأمريكي الخامس 20 يناير 2019.
تنقل حاملة طائرات US US John C. Stennis مضيق هرمز ، بينما يتم نشرها في منطقة عمليات الأسطول الأمريكي الخامس.
يذكر أن أنشطة المنطقة الرمادية ليست بالضرورة أي شيء جديد، سواء من حيث تاريخ الحرب. على الرغم من أنه من المهم الإشارة إلى ذلك، إلا أن العديد من الخبراء يقولون إن الحرب المختلطة أصبحت الإستراتيجية الناجحة للقضاء على أعداء أمريكا في الوقت الراهن أو في المستقبل.
بالنسبة للأنظمة الاستبدادية مثل تلك الموجودة في روسيا وإيران والصين – التي تعتمد على القومية للحفاظ على سيطرتها على السلطة – تقدم تكتيكات الحرب المختلطة طريقة احتفالية للرد على الولايات المتحدة للاستهلاك المحلي بينما يتم التلويح بحرب تقليدية.
وقال غادزالا، زميل مؤسسة أتلتنك كونسيل: “إن سلوكاً مثل ذلك الصادر من إيران في الأسابيع الأخيرة، والذي ما زلنا نراه من روسيا والصين، هو سلوك الحكومات الضعيفة التي تتوق إلى إظهار أهميتها الدولية وبالتالي تعزيز شرعيتها المحلية”.
في بعض النواحي، يجري تحدي النماذج القديمة لعدالة الحرب – والتي تشمل مقاييس محترمة زمنياً، مثل تناسق استخدام القوة المميتة – في عصر الحرب المختلطة.
على سبيل المثال، في أي نقطة يستحق هجوم إلكتروني رد فعل عسكري فتاك؟ أم هل من الأخلاق الدفاعية شن غارات جوية فتاكة رداً على هجوم على طائرة استطلاع بدون طيار؟
ومما يضاعف من هذه المعضلات الأخلاقية، صُممت الحرب المختلطة بطبيعتها لخلق ارتباك في ساحة المعركة، في المقام الأول في عملية القيادة والسيطرة، مما يعرقل الوعي الظرفي لكل من الأفراد في القتال وقادتهم الذين يتحكمون في المجهود الحربي من بعيد. بالنسبة للجيوش الغربية، التي تفضل الضربات الدقيقة مع الحد الأدنى من خطر الأضرار الجانبية، يمكن أن يكون هذا النوع من الارتباك مسبباً للشلل.
تحذيرات من أن القادة الروس والإيرانيين يلعبون بالنار
في الممارسة العملية، فإن فائدة الحرب المختلطة تتوقف على قدرة أي بلد على الحكم بدقة على تحمل الخصم لاستفزازات المنطقة الرمادية. ليس من السهل القيام بذلك بالضرورة – خاصة أن الولايات المتحدة وحلفاءها لم يضعوا بعد قواعدهم الخاصة بشأن متى تستحق أنشطة المنطقة الرمادية غير المميتة رداً عسكرياً قاتلاً.
أمريكا وروسيا تسعيان لتقسيم الكعكة الاقتصادية السورية
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره الإيراني حسن روحاني/ رويترز
تشير دراسة البنتاغون إلى أن “التناقض بين فهم روسيا والولايات المتحدة لـ” النزاع “و “الحرب” سيستمر في النمو، مما يؤدي إلى زيادة خطر التصعيد في المواقف المستقبلية التي تشمل كلا البلدين”.
وتقول الدراسة أيضاً: “من الضروري أن تضع الولايات المتحدة تعريفاً إجماعياً لـ” المنطقة الرمادية “وأن تعيد تقييم النماذج القديمة التي تحدد الحرب والسلام، ونحن ندخل حقبة جديدة من السياسة الدولية التي يجري تحديدها بظلال رمادية”.
في هجومها على الطائرة الأمريكية بدون طيار، أخطأت إيران في قراءة الخط الأحمر لترامب وذهب البلدان إلى حافة الحرب المطلقة. من جانبها، ثبت أن سوء تقدير موسكو الفادح لعزم الأوكرانيين على القتال في عام 2014 يمثل خطأ فادحاً لخطة الحرب المختلطة الروسية في دونباس.
يقول محللون إن المخاطر لا يمكن أن تكون أعلى. إذا تجاوزت روسيا، عن قصد أم لا، الخط الأحمر لأمريكا للتسامح مع عدوان المنطقة الرمادية – فقد يؤدي ذلك إلى نشوب حرب نووية. كما أن حملة حافة الهاوية التي تشنها إيران ضد المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط تحوم حول حافة إشعال حرب إقليمية.
يحذر المحللون أيضاً من أن استخدام إيران للقوات بالوكالة يمثل مصدر قلق كبير. أحد الدروس المستفادة من العملية الروسية في شرق أوكرانيا هو كيف يمكن أن تكون هذه القوات بالوكالة غير منتظمة – وكيف يمكن لعنصر مارق أن يؤدي إلى تصعيد غير مخطط له.
وفقًا لذلك، أوضح المسؤولون الأمريكيون موقفهم بشكل واضح، وحذروا إيران مراراً وتكراراً من أن هجوماً من قِبل إحدى قواتها بالوكالة لن يمر دون عقاب.
وقال بريان هوك، الممثل الخاص للولايات المتحدة في إيران، للصحفيين خلال مؤتمر صحفي هاتفي في 24 يونيو/حزيران: “إذا نظمت إيران ودرّبت وقدمت المساعدة المستهدفة لعملية ما وفعلت كل شيء ما عدا سحب الزناد، فإنهم مسؤولون عن تلك العملية”.
وقال هوك: “نحن لا نفرق بين الحكومة الإيرانية والوكلاء الذين تدعمهم بمساعدات فتاكة وتدريب وتمويل”.
 
الامر جد بسيط يا عزيزي الان ايران ليست من سنة العرب لو كانت لفعلو لها مثل العراق ولانها تحارب السنة وتسير في فلكهم .
 
المقال طويل جدا ممكن تختصره لنا في عشره اسطر؟
 
عودة
أعلى