عندما تسببت قرارات "المعتوه" بدمار الجيش المصري وتحويل نصر العبور إلى هزيمة الحرب...
في صباح يوم 14، ما بين 400 إلى 500 دبابة مصرية بمساندة 5000 من أفراد المشاة الآلي وعبر تضاريس مفتوحة وأشعة الشمس في عيونهم، تقدموا بحذر وتأني مع استخدام محدود لعنصري السرعة والمناورة. في المقابل، حشد الإسرائيليون ما يقارب 700 إلى 800 دبابة التي نصفها كان على خط المعركة والنصف الآخر وضع في الاحتياط.
هذه القوة كانت مدعومة بآلاف المشاة الذين جرى تسليح العديد منهم بمنصات إطلاق صواريخ TOW المضادة للدروع التي جرى وضعها في مواقع دفاعية مسبقة التحضير prepared positions ومرتفعة نسبيا (يبدو أن هناك من أخبر الجانب الإسرائيلي بتفاصيل وموعد خطة الهجوم المصرية، ولك أن تخمن من هو !!!) لتتحقق بعد ذلك أكبر معركة دبابات عرفها التاريخ منذ الحرب العالمية الثانية.
إذ وكما توقعت العديد من القيادات العسكرية المصرية، الهجوم فشل في تحقيق أياً من أهدافه وتكبد المصريين خسائر جسيمة heavy losses تجاوزت خسائرهم في الأيام السابقة لبدء الحرب مجتمعة (الفرقة المدرعة المصرية الثالثة دمرت تقريباً بالكامل، و120 أسير مصري أخذوا في المعركة. فقد المصريون أيضاً دعم قائد جيشهم الثاني، اللواء سعد مأمون، الذي أصيب بسكتة قلبية صباح يوم الهجوم بعد سماع أخبار هزيمة قواته) وتراجعت القوات المصرية ظهرا إلى خطوط انطلاقها عند شرق قناة السويس.
لقد تمكنت نيران مدافع الدبابات الإسرائيلية وضربات سلاح الجو والصواريخ الموجهة نوع TOW أن توقف الهجوم وتوقع خسائر شديدة في سلاح الدروع المصري الذي كان عليه أن يتحرك بشكل مكشوف وبعيداً عن مظلة دفاعه الجوي air defense umbrella. ومع منتصف النهار، فقد المصريين نحو 250 دبابة مع 200 عربة مدرعة أخرى وبعض قطع المدفعية خلال أقل من ساعتين، مقابل خسارة الإسرائيليون 50 دبابة ونحو 60 عربة مدرعة أو أكثر بقليل.
الفريق سعد الدين الشاذلي رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية أثناء حرب أكتوبر تحدث في مذكراته عن هذه الواقعة وذكر بالنص:
لقد نجح العدو في استدراج ألويتنا المهاجمة إلى مناطق قتال مختارة بعناية ونجح في تدمير معظم قواتنا.. لقد فقدنا في هذا اليوم الأسود 250 دبابة وهو رقم يزيد عن مجموع خسائرنا في الأيام الثمانية الأولى للحرب. وعند ظهر يوم 14، اضطرت قواتنا مرة أخرى للانسحاب إلى داخل رؤوس الكباري شرق القناة.