نشاهد جميعا و نسمع هذه الايام تقارير صحفية و تليفزيونية عن الخلافات المحتدمة بين دول حوض النيل بين مصر من جهة و بين دول جنوب الحوض خاصة اثيوبيا , تمثلت هذه الخلافات في اعادة توزيع حصة مياه النيل علي الدول المطلة عليه و التي ان تم تنفيذها ستؤثر تاثير بالغ الخطورة علي حصة مصر من مياه النيل و ذلك برغبة اثيوبيا في اقامة عدة سدود علي مجي التيل فيها لتوليد الطاقة و التي ستحجب كميات ضخمة من المياه عن مصر ليس ذلك فقط بل انها تريد تحويل مجري النهر هناك ليصل لمناطق في اثيوبيا لا تصلها مياه النيل و هذا ان حدث نستطيع القول انه لن تصلنا نقطة واحدة من مياه النيل ذلك ان 85% من مياه النيل التي تصل من مصر مصدرها نيل اثيوبيا و من هنا يتبين خطورة ما فعله اثيوبيا علي حصة مصر من المياه و بالتاكيد اصابع اسرائيل ليست بعيدة عن ما يحدث و لكن الجديد ان اسرائيل ليست من تفعل ذلك فقط بل ايضا الصين و ايطاليا و الدولتان من الدول الصديقة لمصرخاصة الصين , فقد بن الصين في اثيوبيا اعلي سد في افريقيا علي الطلاق علي نهر النيل و ايطاليا تسعي لاقتناص مناقصات من الحكومة الاثيوبية لبناء مزيد من السدود التي تحتاجها اثيوبيا .
بعد هذه المقدمة الطويلة التي كان لابد منها , نتسائل عدة اسئلة:
1- هل تضطر مصر للتدخل عسكريا في اثيوبيا لحماية امنها القومي المتمثل في الحفاظ علي شريان الحياة لهذا البلد الذي بني حضارته التي لا يوجد لها مثيل علي ضفاف هذا النهر الخالد ؟
2- و ان تدخلت ما هي امكانياتها العسكرية التي تمكنها من هذا التدخل و حسم النزاع لصالحها ؟
3- و هل يتطور الامر الي مواجهة اسرائيل عسكريا لدورها في دعم دول حوض النيل في مواجهة مصر ؟
و قبل ا نجيب يجب ان نتذكر تصريحات السادات في اواخر السبعينات بقصف اي سد تنشئه اثيوبيا علي مجري نهر النيل , و هذا كان موقف شديد لا نجده من حكومة مصر الان , و ايضا ان هذا التصريح يفيد بان مصر كانت تمتلك الوسيلة العسكرية التي تمكنها من قصف السدود في اثيوبيا علي الرغم من البعد الهائل بين مصر و اثيوبيا , فهل تمتلك مصر هذه الوسائل الان لتنفيذ اي مخطط عسكري اذا ارادت مصر التدخل عسكريا في هذا النزاع , خاصة ان تصريحات السادات منذ فترة طويل جد و بديهي ان مصر تمتلك وسائل اشد مما كانت تمتكله اواخر السبعينات .
التعديل الأخير: