معركة قرقور أو معركة قرقر أو معركة قرقار دارت في 853 قبل الميلاد، بين الجيش الآشوري تحت قيادة الملك شلمنصر الثالث من ناحية، وجيش 12 ملك متحالف تحت قيادة حدادزير الدمشقي في بلدة قرقور
عندما كان الآشوريون يشنون هجماتهم على الآراميين في الشام قبل ٢٨٠٠ عام، توحد 12ملك واضعين اليد باليد على اختلاف أعراقهم وأصولهم لمواجهة هذا الآشوريين
هنا تمّ ذكر العرب للمرة الأولى في التاريخ وكان ذلك ضمن تحالفٍ يشمل مملكة إسرائيل وغيرها لمواجهة القوة الآشورية. وتكرس هذا الاتحاد في إحدى أقوى المعارك التي هزت العالم القديم ألا وهي معركة قرقر.
مع تصاعد القوة الآشورية في العالم القديم ووصول الملك الآشوري شلمنصر الثالث المعروف بقدراته القتالية والقيادية المتميزة كُرست كل الجهود لتوسع المملكة الآشورية نحو غرب نينوى حيث بلاد الشام، حتى كان الآشوريين في عام 857 ق.م يتجولون بحريةٍ في جبال أمانوس "تركيا الحالية" وشواطئ البحر الأبيض المتوسط.
توسع الآشوريون لم يجلب أيّ استقرار بل جعل المنطقة تغلي حيث وجد ملوك الحاضرات القديمة القريبة من الحدود الآشورية التوسعية أنّهم في خطرٍ وجودي. ونتيجةً لذلك تجمعت المدن والممالك وتعاهدت على أنّ يكونوا يداً واحدة في محاربة الآشوريين في واحدة من أوائل التحالفات الدولية في التاريخ.
عمل المتحالفون أيضاً على زعزعة الاستقرار في المدن الآشورية، الأمر الذي ازعج شلمنصر الذي قرر الدخول معهم في مواجهةٍ لإثبات من هو الأقوى في العالم القديم.
غادر شلمنصر على رأس جيوشه نينوى عام 853 ق.م لغزو الغرب فاكتسح كل ما أراد أن يكتسحه وسيطر على كل المدن التي أراد أن يسيطر عليها حتى عبر نهر الفرات، فتوافدت عليه الهدايا من المدن التي أعلنت الخضوع له بلا قتال.
سيطر بعدها على حلب وتسلق قلعتها الشهيرة وأطاح بالإله "حدد" الموجود على قمتها. وقاد الجيوش جنوباً نحو حماة المملكة المشاركة في التحالف ضده ليسيطروا على المدن القريبة منها ويحرقوا قصور ملكها العاصي لهيمنة آشور على العالم.
تُحدثنا الوثائق أنّ شلمنصر توجه بعد ذلك إلى قرقر وهي مدينةٌ تقع على نهر العاصي، وإذ كان الملك يهدف لغزو حماة فمن غير المنطقي أنْ يتجه إلى هناك، لكن يبدو أن شلمنصر قد علم أن قوات التحالف المضاد له قد تجمعت في قرقر لتحرير مدينة باتينا التي احتلها الآشوريون للتو، ونستنتج أنّه كان متحمساً لمواجهتم سريعاً.
القوات المحالفة ضد الآشوريين
* الملك حدادزير نفسه، ومعه 1200 عربة حربية، و 1200 فارس، و20000 جندي.
* الملك إروليني ملك حماة، ومعه 700 عربة حربية، و700 فارس و 10000 جندي.
* الملك أحاب ملك إسرائيل، أرسل 2000 عربة حربية و 10000 جندي.
* أرسلت مدينة جيل 500 جندي.
* أرسلت مدينة سومور 1000 جندي.
* أرسلت مدينة أركانتا (تل أركا) 10 عربات حربية، و10000 جندي.
* أرسلت مدينة أرواد 200 جندي.
* أرسلت مدينة أوسنطة 200 جندي.
* أرسلت مدينة شيانو 30 عربة.
* أرسل الملك جنديبو (قد يكون جندب) ملك العرب 1000 فارس (جمال).
* أرسل الملك بعشا بن روحوبي، ملك العمونيون المئات.
دخل الآشوريين في معركة طاحنة مع القوات المحالفة انتهت بنصر اشوري مدوي
اللافت في هذه المعركة هو أعداد المقاتلين المشاركين فيها، حيث فاقت أي معركة سابقة. ولكونها أيضا أول حادثة تأتي بالذكر لأول مرة في التاريخ للعرب.
يفتخر شلمنصر الثالث في وصفه للمعركة بأن قواته ألحقت خسائر تقدر بـ14000 جندي من جيش الحلفاء وأسره لعدد لا يحصى من العربات والخيول، ويصف الضرر الذي لحق بمعارضيه بتفاصيل شديدة .