"دراسات الحرب": تركيا تحاول كبح هجوم الأسد والروس على إدلب وتربط دعمها لسوتشي بوقف العملية
أشارت تقديرات "معهد دراسات الحرب" إلى أن تركيا تستخدم مجموعة من الضغوط العسكرية والدبلوماسية لإجبار روسيا وإيران على وقف المضي في العمليات الهجومية ضد مقاطعة إدلب التي تسيطر عليها هيئة تحرير الشام.
وكتب المعهد أن روسيا وإيران ونظام الأسد قد بدأوا عملية مشتركة في شمال غرب سوريا ضد إدلب في نوفمبر 2017، وهدفها العملي هو السيطرة على قاعدة أبو الضهور الجوية جنوب غرب مدينة حلب. وقد مهَدت الضربات الجوية الروسية على ريفي حماة وإدلب الطريق لتقدم بري. وهجوم ميلشيات النظام ينتهك اتفاق منطقة "تخفيض التصعيد" في محافظة إدلب. واتفقت روسيا وإيران وتركيا على نشر قوات مراقبة لإنفاذ منطقة التصعيد في سبتمبر 2017. وانتشرت الشرطة العسكرية الروسية في الضواحي الجنوبية لمقاطعة إدلب في 13 سبتمبر. وأما القوات التركية، فانتشرت في الضواحي الشمالية لمقاطعة إدلب على طول خط المواجهة بين وحدات حماية الشعب الكردية السورية ومجموعات الثوار التي تقودها "هيئة تحرير الشام" في منتصف أكتوبر 2017.
وهجوم ميلشيات النظام وإيران بإسناد وتمهيد جوي روسي للسيطرة على قاعدة أبو الضهور الجوية يقوي خط الجبهة الموالي للنظام في شرق إدلب بتمديده إلى محيط أكثر قابلية للدفاع، بما يمكنه من فرض شروطه لاحتمال وقوع هجوم لاحق في عمق إدلب.
ولكن تركيا استخدمت، كما أورد تحليل "المعهد"، مجموعة من الضغوط العسكرية والدبلوماسية لإجبار روسيا وإيران على وقف هجومهما على القاعدة الجوية. ورأى أنه من الممكن أن تدعم تركيا بشكل غير مباشر أو سرا هذه الهجمات المضادة للثوار لاسترجاع ما سيطرت ميلشيات النظام في تقدمها البري في الفترة الأخيرة. وقد طالبت روسيا، مؤخرا، من المخابرات التركية زيادة سيطرتها على الجماعات المناهضة للأسد في شمال غرب سوريا.
وأفاد تحليل المعهد أن التهديد العسكري الأخير بهجمات لطائرات من دون طيار على قاعدة حميميم يقوض رواية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن النصر العسكري في سوريا. وقد تؤدي الهجمات المستمرة أيضا إلى زيادة تكلفة العمليات الروسية في سوريا. واستخدمت بعض المجموعات التي تشارك في دحر ميلشيات النظام في ريفي إدلب وحماة أيضا أنظمة أسلحة متطورة بما في ذلك منظومات الدفاع الجوي المحمولة وغيرها من الصواريخ الموجهة ضد تقدم القوات الموالية للنظام، وربما تكون تركيا قد جهزت فصائل ببعض هذا السلاح.
ويرجح تحليل "معهد دراسات الحرب" أن تربط تركيا دعمها للعملية الدبلوماسية المدعومة من روسيا، محادثات سوتشي تحديدا، بوقف عملية إدلب. ويعضد هذا ما صرحب به اليوم الرئاسة التركية أن أردوغان أبلغ بوتين أن وقف التصعيد بإدلب والغوطة ضروري لإنجاح سوتشي".
وتحليل "دراسات الحرب" يقول به محللون ومراقبون، فقد تكون تركيا وراء مشاركة بعض الفصائل في استعادة المبادرة العسكرية في ريفي إدلب وحماة بعد خمول وجمود، لكن ما يثير القلق والخوف هو ربط تركيا دعمها لسوتشي بوقف الروس لعملية إدلب، بمعنى إذا أوقف الروس هجومهم ستعود الفصائل إلى ما كانت عليه؟؟
وهذه إحدى مصائب فصائل الارتباط المصيري بتركيا، وهذا يحولها إلى أداة ويبعدها عن الحالة الثورية، يعني مخابرات تركيا تربط جدول أعمال الفصائل بالمصلحة التركية، فإذا غضبت أنقرة من موسكو حركت الفصائل وإذا تفاهمت مع موسكو أخمدت جبهاتهم؟ فسوتشي الآن ربطته تركيا بوقف عملية إدلب وهذه إهانة كبيرة للفصائل المرتبطة بها تسوقها في الاتجاه الذي تريده.
وفي السياق ذاته، أشارت صحيفة "لوموند" الفرنسية إلى أن "التحالف الروسي الإيراني التركي في سوريا أكثر هشاشة اليوم من أي وقت مضى منذ بدء الهجوم الذي تشنه قوات النظام السوري مدعومة بالطيران الروسي على مناطق سيطرة المعارضة في ادلب"، لافتة الى أن "الأتراك منزعجون جدا من هذا الهجوم المتواصل منذ أكتوبر 2017 على المنطقة الجنوبية الشرقية من محافظة إدلب، الأمر الذي دفع أنقرة لاستدعاء سفيري روسيا وإيران وإبلاغهما برغبة تركيا في ممارسة حكومتي البلدين ضغوطا على النظام السوري لوقف عملياته العسكرية في إدلب، التي هي إحدى مناطق خفض التوتر الأربع المتفق عليها خلال محادثات استانة في ربيع العام الماضي".
وكتبت أنه "من المقرر عقد قمة سوتشي يومي 29 و30 يناير الحالي، غير أن هذا الاجتماع يأتي في وقت يبدو فيه الحلف الروسي الإيراني التركي أكثر هشاشة من أي وقت مضى، إذ إن تركيا تعتبر هذا الهجوم خرقا لاتفاق "مناطق خفض التوتر"، بينما اشتد غضب الروس، خصوصا بعد أن استهدفت طائرات قاعدتيها في حميميم وطرطوس".