واشنطن ترى نفسها "سيدة الملعب" في الشرق السوري
===================
2017-6-23 |
خدمة العصر
أورد أحد الكتاب العرب المقيمين في واشنطن أن المسؤولين الأمريكيين يعتقدون أن إيران تنبهت إلى أن انهيار "داعش" وحلول قوات موالية للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، بدلاً من مقاتلي التنظ
سيحرم الميليشيات الإيرانية الممر الذي يربط خط طهران - بيروت عبر بغداد ودمشق.
وهذا هو السبب الذي دفع الميليشيات الموالية لإيران إلى محاولة طرد الميليشيات الموالية لواشنطن من البادية شرق سورية، لكن الولايات المتحدة لا تبدو أنها تنوي التنازل أو التراجع هذه المرة، وفقا لتقديراته.
ونقل عن مطلعين أن وزارة الدفاع (البنتاغون) صنفت عملية السيطرة على المساحة الممتدة من عين العرب (كوباني) على الحدود التركية - السورية شمالاً، إلى التنف على الحدود العراقية - السورية - الأردنية جنوباً، على أنها "مصلحة إستراتيجية للولايات المتحدة".
وكتب أن التطور المتسارع في الموقف الأميركي شرق سورية ينبع من التغير الطارئ على موقف واشنطن من طهران، إذ لا يبدو أن "ديريك هارفي"، المستشار الأقرب إلى الرئيس دونالد ترامب، يعتقد أن سياسة الرئيس السابق باراك أوباما، والتي كانت تقضي بالاشتراك مع إيران للقضاء على "داعش"، هي سياسة ناجحة. وينقل المقربون عن "هارفي" قوله إن إشراك إيران في الحرب ضد "تنظيم الدولة" أعطى طهران نفوذاً إقليمياً وأهمية لا تستحقها، وأن الطريقة الأمثل للتعامل مع الإيرانيين تتمثل في "إعادتهم إلى حجمهم الحقيقي".
ورغم أن وزير الدفاع جيمس ماتيس خرج من إدارة أوباما بسبب معارضته ليونة الرئيس السابق تجاه الإيرانيين، وفقا لما أورده، إلا أن ماتيس لا يرغب في تصعيد الوضع تجاه إيران. وينقل مقربون من ماتيس عنه قوله إن "أميركا تقوم بما عليها أن تقوم به، وفي الحالة السورية السيطرة على الشرق السوري من شماله إلى جنوبه، بغض النظر عن الموقف الإيراني"، و"إذا ما حاولت إيران التدخل، تردعها أميركا بالقوة".
وينقل أن "هارفي" يعتقد أن المواجهات في المساحات المفتوحة وغير المأهولة بالسكان، مثل البادية السورية، هي في مصلحة القوة العسكرية الأمريكية.
وكتب أنه في "السباق نحو الرقة" بين أميركا وحلفائها، من جهة، وإيران وحلفائها، من جهة ثانية، تحاول روسيا أن تظهر وكأنها سيدة الموقف السوري، وهي محاولة صار الأميركيون، ومعهم الإسرائيليون الذين راهنوا في الماضي القريب على مقدرة روسية للسيطرة على الأسد من دون إيران، يعتقدون أنها كلامية لا تأثير لها على الأرض. كما لم تتأثر واشنطن بالتهديدات الروسية، إذ قال مسؤولون عسكريون إنه "يمكن لأميركا استهداف مواقع أرضية ومقاتلات غرب الفرات من دون أن تدخل المقاتلات الأميركية المجال الجوي الذي يدعي الروس أنهم يقفلونه للمرة الثالثة على الأقل في 3 أشهر".
لكن أميركا، وخصوصاً ماتيس، وفقا لتقديرات الكاتب، لا ترغب في التصعيد عسكرياً لا مع الروس ولا مع الإيرانيين، بل تنوي الاستيلاء على أراضي "داعش" والمناطق الحدودية السورية مع العراق، سواء وافقت موسكو وطهران أم لم توافقا.
وفي هذا السياق، كما نقل الكاتب، يقول المسؤولون العسكريون الأميركيون إنهم يسعون لإعادة فتح القناة العسكرية مع الروس، وتكريس مناطق "خفض التوتر" المحددة في اتفاق أستانة، لكن ذلك لا يعني أن تهديدات الروس ستعيق الخطة الأميركية أو تؤخر واشنطن وحلفاءها في "السباق إلى الرقة".
ويأمل معظم المسؤولين الأميركيين المعنيين بالحرب السورية، والكلام للكاتب، أن تفهم إيران أن أميركا مصممة على السيطرة على الشرق السوري، وأن تتوقف روسيا عن البطولات الكلامية.