بعض ما قاله الاسرائيليون عن
معركة السلطان يعقوب
تحدث
قائد إحدى وحدات الدبابات الإسرائيلية إلى صحيفة معاريف الإسرائيلية عن أحداث 14 ساعة بين الموت والحياة قال: «وحدتنا هي كتيبة دبابات،حاربنا ضدّ السوريين في القطاع الأوسط من سهل البقاع. واصلنا التقدم في منطقة هادئة تقريباً، لكن بعد تحرك استمر بضعة كيلومترات، وجدنا أنفسنا محاصرين من جميع الجهات من قبل السوريين، وكان الوقت متأخراً في الليل، عندما بدأت أصعب اللحظات في حياتنا.. فجأة، تعرضنا لعشرات الصواريخ، وبدأنا ندرك أننا في ضائقة كبرى. إنها فوضى عارمة ولم يكن بمقدورنا أن نتحرك،
كان السوريين يطلقون النار علينا وكأنهم في ميدان رماية.
لقد كانوا من المشاة المزودين بأسلحة صاروخية مضادة للدبابات. وبعد جهود كبيرة تمّ الاتصال بقواتنا ومباشرة فتحت دبابتي فشاهدت كومة من القتلى فوق بعضهم البعض، ولكن الحقيقة واحدة وهي أنّ الكتيبة التي كانت بالأمس وحدة متكاملة لم تعد كتيبة، فقد نقص جنودها، ونقصت دباباتها وانهارت معنوياتها وأصبحت بحاجة إلى إعادة تنظيم لأنّ الحرب قد تنتهي وقد لا تنتهي، مثلما كنا تماماً نفكر الليلة الماضية بأنّ هذه الليلة قد تنتهي وقد لا تنتهي».
=
الضابط الاسرائيلي الذي شارك بالمعركة ( آفي راط ) : وجدنا أنفسنا مطوقين من كل جانب ، وتلقينا عشرات الصواريخ من كل الاتجاهات ،وقد عمّت الفوضى والارتباك حين انفصلت السرايا عن قيادة الكتيبة، وكذلك كان حال قادة الفصائل مع قادة السرايا. وأغلق محور حركة الكتيبة بسبب الدبابات المصابة، وأسهم الظلام في اختلاط السرايا بعضها مع بعض، ولم يعرف القادة أين يوجد جنودهم؟ فجرت محاولات لجمع القوات ولكن دون جدوى
ولخّص قائد السرية الوضع بأنه كان داخل الدبابة محاطاً بقوات سورية تطلق النار عليه من كل الاتجاهات ومن مسافة قريبة جداً، وأنّ بعض جنود سلاح المشاة السوريين كانوا على مسافة ثلاثة أو أربعة أمتار من الدبابة فقال: لقد كان ذلك سيئاً . وظلّت حالة الارتباك سائدة في الليل، وقبل بزوغ الفجر أوعز قائد اللواء إلى كتيبة أخرى تابعة له بتخليص الكتيبة المحاصرة، فأرسلت سرية لهذه المهمة، ولكنها اصطدمت بنيران القوات السورية ولم تنفذ المهمة التي أوكلت إليها ، ومع بزوغ الفجر أدركت الكتيبة أنها حوصرت داخل منطقة سورية فحاول قائد الكتيبة عيرا تهدئة الجنود الذين واجهوا مع طلوع الفجر ظروفاً صعبة، فأشعة الشمس اخترقت أبصار طواقم الدبابات ، والقوات السورية المتمركزة بين السلاسل الصخرية تطلق الصواريخ ونيران المدفعية وقذائف الدبابات على الكتيبة التي كانت مقدمتها على مسافة حوالي أربعة كيلومترات إلى الشمال من مثلث الطرق..أما مؤخرتها فكانت موزعة على المحور إلى الجنوب من هذا المثلث.
ومع تقدّم النهار اشتدت وطأة القوات السورية، وأدرك قادة الكتيبة أن التعزيزات لن تصل إليهم، وأن الذخيرة بدأت بالنفاد والجنود يشعرون بالتعب والاستنـزاف بعد ليلة كانت معركتها قاسية حتى اعتقد بعضهم أن نهايتهم أصبحت قريبة.
وأدركت قيادة الفرقة صعوبة الموقف عندما قال ضابط العمليات في الكتيبة لقائد الفرقة، أن الإمكانيات التي بقيت هي الاستسلام، أو الانتحار، أو الانسحاب. وعندها وضعت خطة الإنقاذ، إذ بدأت المدفعية الاسرائيلية بإسقاط نيران كثيفة ثقيلة على المنطقة السورية، واستطاعت الكتيبة تحت غطاء هذه النيران الانسحاب إلى الوراء محاولة الوصول إلى الطريق والسير باتجاه الجنوب على متن دبابات هم التي تحرّكت بسرعة جنونية. وكانت القوات السورية المتمركزة على مسافة م عن الطريق تطلق النار عليهم، فأصيبت عدة آليات خلال الفرارمخلفين وراءهم في المنطقة ثماني دبابات، وعدداً من العربات المدرعة والقتلى والجرحى،
وقد وصف ضابط الاستخبارات عيرون ما جرى بقوله:لم تكن تلك معركة، حيث رغبنا فقط بالخروج من المكان على قيد الحياة .
بعد هذه المعاناة القاسية، وصلت الفلول الباقية من الكتيبة المنسحبة إلى الفرقة وهنا تساءل قائد السرية نير لماذا لم يأت كل هذا الجيش الكبير لمساعدتنا وقال عن خلاصهم: خرجنا من نار جهنم
(في الواقع هم خمسة مفقودين ...في عام 1984 أعيد إثنان في إطار عملية لتبادل الأسرىو لا يزال هناك ثلاثة مفقودين حتى الآن و إلى جانب المفقودين و الأسرى اعترف الإسرائيليين بمقتل 18 جندي آخر) ، وخمسة دبابات جديدة صالحة للخدمة .
ويقول آفي راط: بعد المغرب، وهم ما زالوا في حالة ارتباك، بدأ جنود الكتيبة فجأة بالرقص مثلما رقصوا قبل الخروج إلى المعركة وكانت دائرة الرقص ناقصة عدة جنود،بكيناهم ونحن نرقص لأننا عرفنا أننا نرقص بفضل أولئك الذين ماتوا، وكانت تلك أنشودة صعبة ونابعة من أعماق القلب الحرب بدأت بالرقص وانتهت بالرقص .
جنود سوريون من وحدات الـ م/د في لبنان