مقاتلون من حركة النجباء العراقية الشيعية المدعومة من إيران وسط دمشق
الثلاثاء 24 أكتوبر / تشرين الأول 2017
تستغل إيران إفراغ المناطق التي كانت تسيطر عليها قوات المعارضة السورية، والتي هجّر نظام بشار الأسد والميليشيات الإيرانية سكانها، لتحقيق مزيد من التوسع وبسط النفوذ على محيط العاصمة دمشق.
وحظيت إيران بضوء أخضر لإعادة بناء والتمترس في مدن وبلدات في محيط دمشق وريفها، مستقدمةً المزيد من الإيرانيين إلى تلك المناطق، تحت ذريعة السياحة الدينية.
وفيما كانت إيران تنفي سابقاً اتهامات المعارضة لها بـ الاستيطان في دمشق ومحيطها، أصبحت الآن تكشف عن مشاريعها في العاصمة السورية، كما ورد على لسان رئيس لجنة "إعادة إعمار العتبات المقدسة" حسن بلارك، الذي قال في تصريح نقلته وكالة أنباء "
فارس (link is external)" الإيرانية، أمس الإثنين، أنه "يجري إعداد الأماكن الخاصة باستقبال الزوار وتقديم الخدمات لهم على وجه السرعة".
ولدى إيران حالياً مشروعين كبيرين للتوسع في محيط العاصمة دمشق، الأول في منطقة السيدة زينب التي تشهد انتشاراً مكثفاً للميليشيات الشيعية، وكانت هذه المنطقة بداية انطلاق النفوذ الإيراني على الأرض في سوريا، حيث استقدمت مقاتلي ميليشيات طائفية إلى تلك المنطقة بحجة حماية المراقد الدينية.
وفي هذا السياق، كشف بلارك أن إيران بدأت "العمليات بإعادة إعمار منطقة السيدة زينب في دمشق، وإعداد مشروع تطوير المرقد"، زاعمة أن جامعيين إيرانيين يقومون بهذه المهمة.
وتُخطط إيران لبقاء طويل الأمد في هذه المنطقة ما يبدو، إذ قال المسؤول الإيراني إن بلاده تُرمم "الأماكن المتضررة بما فيها القبة، والمنائر، وتستبدل أبواب المرقد وتؤهل شبكة الكهرباء والماء". واعترف بلارك أيضاً بأن إيران تقوم بشراء الأراضي المحيطة في "مرقد السيدة زينب".
توسع في داريا
======
المشروع الثاني لتوسيع النفوذ الإيراني في دمشق، هو في مدينة داريا التي كانت تسيطر عليها قوات المعارضة، والتي دمر النظام وميليشياته الجزء الأكبر منها، في عملية عسكرية عنيفة وحصار تعرضت له المدينة لمدة 4 سنوات، قبل أن يغادروها المقاتلون والمدنيون في أغسطس/ آب 2016، بموجب اتفاق تم التوصل إليه بين المعارضة والنظام.
وبحسب وكالة "فارس" الإيرانية، فإن "وفداً إيرانياً زار قبل أيام مدينة داريا (القريبة من وسط العاصمة)، للاطلاع على ما آل إليه مقام سكينة بعد المعارك الطويلة، والعمل على ترميمه".
وقالت صحيفة "
المدن (link is external)" اللبنانية أن "مشروع ترميم "مقام سكينة" في مدينة داريا، المهجورة بعد طرد سكانها، قد تم توكليه إلى المتعهد الإيراني رضا الواحدي، مشيرةً أنها لم تتمكن مع معرفة خلفية الواحدي، إن كان عسكرياً أو مدنياً.
ولفتت الوكالة إلى أن الوفد كان جزءاً من البعثة الإيرانية التي زارت دمشق مؤخراً، برئاسة رئيس "هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية" اللواء محمد باقري، الذي التقى بشار الأسد.
ومنذ وصول بشار الأسد في عام 2000 إلى رأس السلطة في سوريا، وسعت إيران من نشاطها الديني هناك، وعملت على نشر التشيع في عديد من المناطق السورية تحت مرأى سلطات النظام، إلا أنه مع بدء تقديم طهران الدعم العسكري والاقتصادي للنظام عقب اندلاع الثورة السورية منتصف مارس/ آذار 2011، تضاعف النشاط الإيراني لا سيما في العاصمة دمشق ومحيطها.
مزيد من الإيرانيين
=========
وقال مراسل "السورية نت" علي الأمين، إن دمشق شهدت دمشق مؤخراً، تزايداً ملحوظاً لوفود الزوار الإيرانيين، مشيراً أن مراسم "اللطميات" أصبحت منتشرة بشكل ملحوظ في أسواق الحميدية والحريقة ومدحت باشا، وداخل مسجد بني أمية (المسجد الأموي)، فضلاً عن ترديد عبارات طائفية.
وقال أحد التجار لـ"السورية نت" طالباً عدم ذكر اسمه خوفاً على سلامته، إن إيران تحاول "احتلال منطقة" دمشق القديمة، من خلال شراء عقارات فيها بمبالغ كبيرة.
وتتركز جهود إيران لشراء العقارات في منطقة دمشق القديمة، خصوصاً في محيط المسجد الأموي، والقيمرية، ومقابل مقام السيدة رقية، وفي حيي باب توما وباب شرقي.
وتعتمد إيران بشكل رئيسي على وسطاء موالون لها لشراء العقارات في دمشق، وباتت تملك عدداً منها. وبحسب معلومات حصل عليها مراسل "السورية نت" فإن فنادق "كالدة والإيوان وآسيا ودمشق الدولي وفينيسيا والبتراء" الموجودة قرب ساحة المرجة وسط دمشق، باتت جميعها ملكاً للسفارة الإيرانية، إضافة إلى امتلاكها أسهم في فندق "سميراميس".
يشار إلى أن صحيفة "الشرق الأوسط" نقلت مؤخراً عن مسؤول غربي قوله أن إيران لديها رغبة في توفير كتلة سكانية حول دمشق، والمنطقة الممتدة بين دمشق وحدود لبنان تكون موالية لطهران بحيث يجري التأثير على القرار السياسي في العاصمة بصرف النظر عن الحاكم.
المصدر:
السورية نت