الــثــورة الــســوريــة ( متجدد )

DL-DLOCW0AUqD11.jpg:small
 


=================


كشفت المعارك الدائرة في محيط مدينة دير الزور هشاشة التفاهمات بين موسكو وواشنطن، والتي تحدثت عن تحديد نقاط السيطرة والنفوذ في المحافظة، بحيث يتم إطلاق يد النظام وحلفائه في جنوب غرب النهر، وهي المنطقة التي يطلق عليها تسمية “الشامية”، فيما تسيطر “سوريا الديمقراطية” على منطقة “الجزيرة” شمال شرق نهر الفرات.

المقدمة

تشكل مدينة دير الزور حاليا مسرحا لعمليتين عسكريتين، الأولى يقودها جيش النظام بدعم من الجانب الروسي الذي أعلن أنه تم إبلاغ الطرف الأمريكي بأبعاد العملية العسكرية في منطقة دير الزور بشكل مسبق ، والهدف منها تثبيت أقدامه والسيطرة على المنطقة من جهتي الغرب والجنوب الغربي للمدينة، والثانية تشنها قوات سوريا الديمقراطية، والتي تقودها وتشكل عمودها الفقري وحدات حماية الشعب الكردية بدعم من التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد تنظيم الدولة”ISIS”في الريف الشرقي.

إن التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة “ISIS”رغم أنه لا يضم روسيا بين أعضائه، كما لا يضم التحالف الروسي – السوري – الإيراني – العراقي، إلا أنه رحب على لسان المتحدث باسمه، الكولونيل ريان ديلون، بالعمليات العسكرية التي تشنها قوات النظام والمليشيات الإيرانية ضد تنظيم “داعش” شرقي البلاد، معتبرا أن “هدف الولايات المتحدة هو هزيمة تنظيم الدولة أينما وجد، وإذا كان الآخرون بما فيهم النظام السوري وروسيا وإيران ينوون محاربة التنظيم فليس لدينا مشكلة” .

ونظرا للتقدم الذي حققته قوات النظام في البادية السورية كسيطرتها على سبع قرى تابعة لناحية جب الجراح التي تقع شرق مدينة حمص بـ(55كم) في 27 من أيلول ل عام2017م، بعد انسحاب تنظيم الدولة “ISIS” منها وريف الرقة الجنوبي الشرقي، جعل منها قوة متقدمة في الصراع على مدينة دير الزور.

أدت الاستراتيجية المتبعة منذ بداية التدخل العسكري الروسي في سورية واعتمادها المفرط على القوة من الناحية العسكرية إلى تحقيق مكاسب ميدانية لصالح النظام، كما أدت من الناحية السياسية، نظرا لإدراكها عدم قدرة النظام السوري على الاستئناف من دون غطائها، لفرض مسار أستانة وباشرت به لتحقيق الأجندة السياسية التي تلبي مصالحها دون إغفال مصالح بقية الفاعلين، إلا أنه بات يلوح في الأفق مع بدء معركة السيطرة على مدينة دير الزور وتحريرها من تنظيم الدولة “ISIS”عدم تبلور جدّية حيال شرقي سورية يحول دون تحقيق “انتصارات” على التنظيم ينهي وجوده في سورية.

نحاول في هذه الورقة البحثية استقراء مآلات الوضع الميداني المحيط بمدينة دير الزور في ضوء العلاقة بين الفاعِلَين الأبرز على الساحة السورية وأهداف كل منهما وبدء التنظيم بعملية عسكرية هي الأوسع من عام تقريبا باتجاه مناطق سيطرة النظام وتمكنه من السيطرة على مدينة القريتين.


أولا: طبيعة العلاقة بين روسيا وأمريكا

طرحت إحدى فصائل مدينة دير الزور عبر هيئتها السياسية التي يرأسها المنسق العام لـ “الهيئة العليا للمفاوضات”، رياض حجاب، على الأميركيين مشروعا متكاملا لتحرير دير الزور من “داعش”، وهو مقترح له شق عسكري وشق مدني لما بعد التخلص من التنظيم، ويبين شكل إدارة المحافظة. وحصلت على موافقة مشروطة بأن تستطيع جمع دعم شعبي لهذا المشروع من القوى على الأرض والشخصيات الاعتبارية وعموم الناس، وأن يتم تشكيل تحالف جديد للقوى، وبدء عملية طرد “داعش” من الشدادي جنوب الحسكة، حيث قام “التحالف الدولي” ببناء قاعدة لهذا الغرض.

من جانب آخر اعترفت القاعدة العسكرية الروسية في سوريا “حميميم” بانحسار تقدم قوات النظام السوري السريع في دير الزور، واتهمت قوات سوريا الديمقراطية ومن خلفها الولايات المتحدة الأمريكية بالوقوف أمام تقدم قوات النظام بالمنطقة، وأرجعت القاعدة أسباب انحسار التقدم السريع للقوات الحكومية السورية ضد تنظيم الدولة في دير الزور إلى المناوشات مع قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من واشنطن، وأن هذه المناوشات الناجمة عن قلة التنسيق والتعاون مع القوات الحكومية أعطت التنظيم المتشدد المزيد من الوقت لإعادة التقاط أنفاسه مجدداً، ما زاد الأمر تعقيداً ، ودفع هذا بمسؤولين عسكريين أمريكيين و روس للاجتماع في مسعى لتجنب الاشتباكات العرضية في وقت يقاتل فيه الطرفان لاستعادة ما تبقى من أراض تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، إلا أن هذا الوضع عكس التباين بين الاستراتيجيتين الروسية والأمريكية، وأن واشنطن بدأت بمرحلة جديدة أكثر جدية ضد موسكو، وهي حرب استنزاف، حيث يعتقد المسؤولون في البيت الأبيض أن الروس لم يعد باستطاعتهم مغادرة سوريا أو تقليص حجم نفوذهم فيها ،

ومن مؤشرات تباين الموقفين ما حصل للجنرال الروسي فاليري أسابوف، قائد غرفة عمليات دير الزور كأرفع رتبة منذ بدء التدخل الروسي، وكان يعمل برفقة الضباط والعسكريين السوريين في عدة مناطق كان آخرها دير الزور، لاسيما وأن التلميحات الروسية تحدثت في البداية عن تورط أميركي بقتله، وقد يكون ناتجا عن خيانة .حيث كشفت التحقيقات وجود من سرب معلومات حول إحداثيات مكان تواجده، لهذا علق سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية على مقتل أسابوف بقوله: إن ذلك هو “الثمن الذي تدفعه روسيا لازدواجية الولايات المتحدة في تسوية الأزمة في المنطقة” .

وبالتالي يشكل النزيف البشري إلى جانب النزيف المالي البالغ أكثر من ثلاثة مليارات دولار سنوياً، وهو ما يُرهق الموازنة الروسية ، والتشكيك الأمريكي بالخطوات الروسية “السياسية والعسكرية” المتعلقة بالوضع السوري، كالتصريح الصادر عن المتحدث باسم الخارجية الأمريكية مارك تونر في نيسان من العام الجاري فيما يتعلق بتقليص عدد القوات الروسية الذي أعلنت عنه موسكو: “بصدق، لم أر كمية (القوات الجوية الروسية المُقلصة في سوريا). وهذا ما يتوجب علينا رؤيته.” ليشير كل ذلك على أن الإدارة الأمريكية على الرغم من أن موسكو سعت لإقامة تعاون استراتيجي معها بهدف التوصل لحل الأزمة السورية المندلعة منذ ستة سنوات، أرادت أن تختبر قدرة القيادة الروسية على الحسم وهي تدرك أنها لن تكون أوفر حظا من الأسد وإيران اللذين اتبعا نفس الاستراتيجية، ولابد لها أن تستسلم على طاولة المفاوضات.



ثانيا: أبرز مظاهر الخلاف بين الطرفين

كشفت المعارك الدائرة في محيط مدينة دير الزور هشاشة التفاهمات بين موسكو وواشنطن، والتي تحدثت عن تحديد نقاط السيطرة والنفوذ في المحافظة، بحيث يتم إطلاق يد النظام وحلفائه في جنوب غرب النهر، وهي المنطقة التي يطلق عليها تسمية “الشامية”، فيما تسيطر “سوريا الديمقراطية” على منطقة “الجزيرة” شمال شرق نهر الفرات. وتتجلى أبرز مظاهرها فيما يلي:

1 – أعلنت القوات العسكرية الروسية في سوريا 26أيلول 2017م عن بناء جسر فوق نهر الفرات في محافظة دير الزور وبحسب فلاديمير بوروفتسيف، رئيس خدمة الطرق التابعة لوزارة الدفاع الروسية أن طول الجسر يبلغ 210 أمتار ، وتم تشييده لعبور 8 آلاف عربة يوميا لنقل المعدات العسكرية والجنود إلى الضفة الشرقية من النهر، حيث تعمل أمريكا على توسيع وجودها العسكري في المناطق الواقعة تحت سيطرة قوات سورية الديمقراطية، وهو ما كشفته وكالة “الأناضول” التركية بشأن السرية الـعشرة في تلك المناطق ، وهو ما أثار قلق موسكو وتركيا معا، فوجدت الأولى أن الوقت مناسب للتحرك لعرقلة المخططات الأمريكية الرامية إلى بسط نفوذها على كامل المنطقة.

2 –شنت قوات النظام المدعومة من قبل القوات الروسية هجوما على قوات سورية الديمقراطية في شركة غاز كونيكو ومحطة العزبة ومعمل النسيج، على الرغم من التنسيق مع قوات التحالف الدولي، التي وصفت في بيان لها أن هذه الهجمات العدائية للقوات الروسية وحلفائها على الأرض تخدم الإرهاب وتضر بالحرب ضد الإرهاب ، و في المقابل وجهت وزارة الدفاع الروسية تحذيراً حازماً وشديد اللهجة للقوات الأمريكية، طالبتها فيه بوقف عمليات قصف مواقع الجيش السوري في محيط نهر الفرات، وأبلغت ممثل قيادة القوات الأمريكية في قطر بعبارات لا تقبل اللبس، بوجوب وقف جميع محاولات قصف مواقع الجيش السوري من المناطق التي توجد فيها القوات الأمريكية الخاصة إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية شرق نهر الفرات”، كما أشارت إلى ارتفاع منسوب مياه نهر الفرات عند عبور الجيش السوري للنهر، حيث لا يمكن أن يحدث إلا في حال فتح السدود المشيدة عند منابع النهر والتي تسيطر عليها “قوات سورية الديموقراطية” .

3 – إفساح المجال لقوات النظام والقوات الروسية التقدم باتجاه الشرق وإغراؤها بذريعة محاربة الإرهاب، من خلال التسهيلات الأمريكية التي تمثلت بكبح جماح فصائل المعارضة السورية عن مواجهتها، وترك المجال مفتوحا لها لتصل إلى مشارف دير الزور، ومن ثم دفع تنظيم الدولة لاجتياز مسافة مكشوفة تصل إلى 255كم ومهاجمته لمدينة القريتين الخاضعة لسيطرة النظام دون أن تُستهدف أرتاله ومقاتلوه بالطيران من أي طرف يذكر.

4 – تشكل محافظة دير الزور والبادية السورية (البادية في كل من حمص ودير الزور) خزان النفط والغاز في سوريا، وتضم هذه المناطق أغلب حقول البترول والغاز في سورية، وبما أن الصراع على المستوى الاستراتيجي في سورية بالدرجة الأولى هو صراع خطوط الطاقة، فإن السيطرة على تلك المنطقة الجاري الخلاف عليها يحقق لكلا الطرفين ما يلي:

على المدى القريب:

أ – بالنسبة للنظام السوري والقوات الروسية:

تغطي السيطرة على تلك الآبار وإصلاحها الاحتياجات النفطية للحكومة السورية، وبالتالي سيخفف العبء عنها وعن حلفائها، باعتبار روسيا دعمت الحكومة السورية بالمشتقات النفطية مرات عديدة وفق الإعلام الرسمي للنظام السوري.

ب – بالنسبة للقيادة الأمريكية:

تبحث عن تمويل دائم للميليشيات التي تقودها إذا ما تم تقسيم سوريا في المستقبل بحيث يكون لتلك المنطقة مواردها الخاصة، وبالتالي فإن فرض السيطرة على حقول دير الزور (شرق الفرات) سيمّكن قوات سوريا الديمقراطية من الحصول على مصدر دخل للمقاتلين في صفوفها من خلال بيع النفط السوري.

على المدى البعيد:

تمثل منطقة شرق الفرات ممراً لخط غاز “نابوكو” بدءا من قطر مروراً بالسعودية فالأردن فسورية ومنها إلى أوروبا، ما سيؤدي إلى فك قبضة الطاقة الروسية عن أوروبا، وهو مطلب أمريكي بامتياز، خاصة أن الولايات المتحدة الأمريكية تحاول استكمال هذا المشروع من خلال الأراضي التي يسيطر عليها الكيان الإسرائيلي والطرق البحرية إلى أوروبا .


ثالثًا: السيناريوهات المحتملة‏

يقع على عاتق الأمم المتحدة والأمانة العامة لمجلس حقوق الإنسان وقيادة التحالف الدولي تحمل مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية في حماية المدنيين، وضرورة تعزيز تدابير حمايتهم وتحييدهم، في ضوء ما وصلت إليه محصلة قرابة 30 يوم من بدء هجوم قوات النظام السوري المدعومة من قوات الجو الروسية على مدينة دير الزور (445) قتيلا، و(1200) غارة جوية، ومقتل (105) أطفال، و(87) امرأة، وتهجير (180) ألف مدني باعتبار المنطقة قد تكون مفتوحة على السيناريوهات التالية:

1 –تعد مدينة دير الزور البوابة الرئيسية للحدود السورية مع العراق، والطريق الواصل بين بغداد ودمشق، وهي أكبر مدن الشرق السوري والبادية (جزء من الحدود مع العراق) وخاض النظام السوري وحلفاؤه العديد من المعارك للسيطرة على تلك الحدود، و تم استنزافه فيها من الناحية المادية والبشرية (من جهة البادية)، ولن يكون أفضل حالا في معاركه هنا، حيث أعلن الإعلام الحربي التابع لحزب الله مشاركة الميليشيات الشيعية في معركة “الفجر3″، “حزب الله اللبناني، لواء الحيدريون، لواء فاطميون الأفغاني، لواء زينبيون” بالإضافة إلى قوات الحرس الثوري الإيراني، وميليشيات سورية تتبع للنظام السوري ، كما أعلن العراق أن مقاتلاته شنت غارات جوية على أهداف لتنظيم “داعش” داخل الأراضي السورية على مقربة من حدود البلدين، مع زيادة النقمة الشعبية عليه جراء الغارات الجوية الروسية التي تعتبر إحدى الدول الضامنة لاتفاق مناطق خفض التصعيد.









2 –تشير التصريحات الصادرة عن وزير خارجية النظام السوري وليد المعلم، لإمكانية التفاوض مع الأكراد لمنحهم الحكم الذاتي ضمن حدود الجمهورية العربية السورية وقبول الميليشيات الكردية بهذا العرض، أن تفاهمات تمت بين الجانب الأمريكي والنظام السوري تقضي بمنح الأكراد الحكم الذاتي وسحب إيران وحزب الله قواتهما من سورية مقابل القبول بسوريا موحدة دون تغيير النظام وإبقاء القواعد العسكرية الأمريكية في منطقة استراتيجية على الحدود مع العراق وتركياوسورية، لتشكل تهديدا على تركيا بالدرجة الأولى وهو ما يريده كل من النظام السوري وأمريكا التي تسعى للاستغناء عن قاعدة أنجرليك في جنوب تركيا، حيث تفتح عملية تحرير الرقة من تنظيم الدولة والاقتراب من شرق دير الزور والتمدد شرق الفرات من قبل قوات سوريا الديمقراطية الطريق أمام ربط آبار النفط والتحاصص فيها مع النظام السوري وتعزيز حظوظ المساومة على الأرض لاحقا باتجاه رسم حدود الكيان الكردي. إلا أن هذا السيناريو قد يوقع النظام السوري في الخلاف مع حليفه الروسي.

3 –أن تشكل مجموعة من العوامل والتطورات دافعا ومحرضا لكل من الأطراف المتمثلة بــ (روسيا والميليشيات الإيرانية “المشاركة في معركة دير الزور”) من جانب، و(روسيا وتركيا وإيران “المشاركة في أستانة”) للتحرك لضم المنطقة الرابعة وفق اتفاقية مناطق خفض التصعيد وتعطيل المخطط الأمريكي، حيث تعمل أمريكا على تنفيذه بالتعاون مع الميليشيات الكردية في سورية وتتمثل هذه العوامل بــ:
  • بدء قوات سورية الديمقراطية مشاركتها في معركة السيطرة على مدينة دير الزور بهدف الوصول إلى كامل الضفة الشرقية لنهر الفرات وهو ما أثار قلق كل من روسيا وقوات النظام وإيران .
  • لم يعد الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة الأمريكية للميليشيات الكردية يخفى على أحد، وتخوف تلك الأطراف وعلى رأسها ” تركيا وإيران” من دعم الولايات المتحدة الأمريكية للميليشيات الكردية للسيطرة على عفرين – إدلب في سيناريو يشبه ما قامت به عندما سلمتها تل أبيض وعين العرب ومنبج . ويمكن اعتبار إنشاء روسيا قاعدة لقواتها في عفرين بمثابة حاجز يضع حدا للتمدد الأمريكي.
  • إعلان المفوضية العليا للانتخابات عن النتائج الأولية لاستفتاء إقليم كردستان العراق القاضية بنجاح عملية الاستفتاء وتأييد الأكراد لعملية الانفصال حيث بلغ عدد المصوتين بـ “نعم” 92%، وتخوف كل من إيران وتركيا بشكل خاص مما تمثله نتائج الاستفتاء من دفع معنوي للميليشيات الكردية في سورية، الساعية لإقامة كانتون خاص بها على غرار كردستان العراق.

الخاتمة

تدل تطورات الوضع الميداني في المنطقة الشرقية والتصريحات المرافقة لها على وجود سباق حقيقي، هدفه فوز كل فريق بمشروعه وتحقيق أجنداته ومصالحه، وليست الاتفاقات الحاصلة بين الطرفين الأقوى سوى خطوة تكتيكية وليست استراتيجية، وهو ما عكسه عبور قوات النظام إلى الجهة الشرقية لنهر الفرات، كما سبق لواشنطن أن خرقت الاتفاق في الطبقة ومنبج الواقعتين غرب النهر، وهو ما سينتج عنه التغيرات في خارطة التحالفات التي بدأت تظهر في التقارب الروسي الإيراني التركي في هذه المنطقة وما يمكن أن يتمخض عنه.

































 
الحرب في سوريا
شمال غرب سوريا ريف حلب الشمالي وشمال ادلب منطقة انتشار القوات التركية نقاط المراقبة الثلات التي انشأتها تركيا بالتنسيق مع هيئة تحرير الشام هل حقق اردوغان طموحاته ( حلمه ) بمراقبة المليشيات الكردية ومنعها من التمدد تجاه البحر المتوسط ربما حقق ذلك اما بصدد تمددها ( المليشيات الكردية ) شرقا والالتقاء مع شرق سوريا الرقة والقامشلي والحسكة ستبقى تؤرق منام اردوغان
ادلب 13 ت1 2017.png
 

‏.
====





 
النظام وافشال اتفاق القاهرة بالأمس


‏.



في أول قصف جوي بعد نحو عامين…ما لا يقل عن 15 ضربة جوية تطال مناطق في جنوب العاصمة دمشق
 

بينهم "مشايخ عقل الدروز "..

تنظيم "الدولة الاسلامية " يحتجز حافلة تقل مدنيين دروز بريف حماة متوجهة الى ريف ادلب
================

crop,750x427,1891388589.jpg


بلدي نيوز-(محمد وليد جبس)

يحتجز عناصر من تنظيم "الدولة" منذ ثلاثة أيام والذين تسللوا مؤخرا إلى المناطق المحررة من ريف حماة الشرقي، حافلة تقل أكثر من 40 مدنيا، ينتمون إلى الطائفة الدرزية في جبل السماق بريف إدلب الشمالي أثناء عودتهم من محافظة دمشق.

وأكدت مصادر خاصة لبلدي نيوز أن حافلة وسيارة وسيارة تكسي كانتا تقلان أكثر من 40 شخصاً من الطائفة الدرزية من جبل السماق في ريف إدلب، بينهم نساء وأطفال، احتجزتهم عناصر تنظيم "الدولة" في منطقة الرهجان بريف حماة الشرقي، أثناء عودتهم من محافظة دمشق ومدينة السويداء، بعد قضائهم لزيارات عائلية تخصهم هناك.

وأكدت ذات المصادر أن العوائل بينهم ثلاثة من "شيوخ العقل" ويتوزعون إلى قرى وبلدات، قلب لوزة، معرة الإخوان، كفرمارس، كفربنة، كفتين، بنابل، مضيفة أن مصيرهم مجهول حتى اللحظة، ولا أحد يعرف عنهم شيء، أو إلى أين تم اقتيادهم.

فيما أشارت مصادر أخرى إلى أن هناك مفاوضات، بين شخصيات بارزة من أبناء الطائفة الدرزية مع عناصر التنظيم لإطلاق سراحهم، لكن هذه المفاوضات لم تثمر أو تجدي نفعا بينما عناصر التنظيم يصرون على احتجازهم كورقة ضغط أو رسالة ما يريد توجيهها.

يذكر أن أكثر من 15 قرية من أبناء الطائفة الدرزية في جبل السماق بريف إدلب تعيش في محافظة إدلب، رغم كل ما تعرضت إليه المحافظة من قصف وتجويع وحصار، إلا أنهم يتنقلون بحرية وأريحية تامة في المناطق المحررة وبين المحافظات، دون أن يتعرض لهم أي أحد من الفصائل.​
 
هيئة تحرير الشام تأسر ستة من عناصر تنظيم الدولة في قرية الرهجان بريف الشرقي

عناصر تنظيم الدولة يحرقون آلياتهم لدى انسحابهم من قرية الرهجان بريف الشرقي

هيئة تحرير الشام تستعيد من تنظيم الدولة بلدة الرهجان بريف الشرقي
 
هيئة تحرير الشام تأسر ستة من عناصر تنظيم الدولة في قرية الرهجان بريف الشرقي

عناصر تنظيم الدولة يحرقون آلياتهم لدى انسحابهم من قرية الرهجان بريف الشرقي

هيئة تحرير الشام تستعيد من تنظيم الدولة بلدة الرهجان بريف الشرقي


الرهجان ...قرية تتبع لعشيرة الحديدين ...وهي قرية مسقط رأس وزير الدفاع الأسدي ---- الفريق جاسم الفريج --- وعشيرة الحديدين البدوية قدمت مجموعة من الضباط السفاحين مثل جاسم الفريج وزير الدفاع + اللواء جمعة الجاسم مدير ادارة المدفعية والصواريخ +

وشيخ عشيرة الحديدين " نايف نوري النواف الصالح” شيخ عشيرة “الحديديين” التي ينتمي إليها وزير الدفاع في حكومة النظام السوري “فهد جاسم الفريج”، وقالت جبهة النصرة في 2-6-2015 إنه قتل أثناء إدخال الماء والغذاء إلى جنود قوات النظام المحاصرين في مطار أبو الظهور العسكري في ريف إدلب الشرقي.

ويُعرف عن عشيرة الحديديين التي أُعدم شيخها وجود العشرات من الضباط المتنفذين لدى قوات النظام من أبنائها، ومن أبرزهم وزير الدفاع، واللواء ركن “جمعة محمد الجاسم”، الذين تبرأ منهما ثوار العشيرة منذ عام 2012 الماضي.
 
التعديل الأخير:
الرهجان ...قرية تتبع لعشيرة الحديدين ...وهي قرية مسقط رأس وزير الدفاع الأسدي ---- الفريق جاسم الفريج --- وعشيرة الحديدين البدوية قدمت مجموعة من الضباط السفاحين مثل جاسم الفريج وزير الدفاع + اللواء جمعة الجاسم مدير ادارة المدفعية والصواريخ +

وشيخ عشيرة الحديدين " نايف نوري النواف الصالح” شيخ عشيرة “الحديديين” التي ينتمي إليها وزير الدفاع في حكومة النظام السوري “فهد جاسم الفريج”، وقالت جبهة النصرة في 2-6-2015 إنه قتل أثناء إدخال الماء والغذاء إلى جنود قوات النظام المحاصرين في مطار أبو الظهور العسكري في ريف إدلب الشرقي.

ويُعرف عن عشيرة الحديديين التي أُعدم شيخها وجود العشرات من الضباط المتنفذين لدى قوات النظام من أبنائها، ومن أبرزهم وزير الدفاع، واللواء ركن “جمعة محمد الجاسم”، الذين تبرأ منهما ثوار العشيرة منذ عام 2012 الماضي.


رجل الظل.. اللواء جمعة الجاسم

"أبو محمد" ساهم في قتل عشرات آلاف السوريين وتدمير مدنهم وقراهم وتجاهلته لوائح العقوبات
=========================



| 2017-03-27 18:23:49
0cb13184752a940b0cd87997.jpg

جمعة الجاسم وابنه أحمد - زمان الوصل

في شقة بمنطقة العدوي في دمشق يقيم "أبو محمد"، أحد أشرس مجرمي نظام بشار الأسد وأكثرهم إيغالا في الدم السوري، ومع ذلك فإنه وللمفارقة العجيبة يعد "رجل الظل" في نظام الأسد، فهو من أقل ضباطه شهرة لدى معظم السوريين، وأندرهم ظهورا إلى درجة أن الحصول على خبر يخصه أو حتى صورة تكشف وجهه يعد أمرا عسيرا للغاية، يفوق العثور على صورة لضابط مخابرات رفيع.

إنه الرجل المساهم في قتل عشرات الآلاف من السوريين وتدمير أملاكهم ومسح بيوتهم عن وجه الأرض، باعتباره المسؤول المباشر عن إدارة المدفعية والصواريخ في جيش النظام، هذه الإدارة التي تمر كل قذيفة مدفع أو عملية إطلاق صاروخ عبر بوابة تعليماتها.

تقول معلومات "زمان الوصل" الموثوقة إن "اللواء جمعة الجاسم" الذي يتولى منصب مدير إدارة المدفعية والصواريخ، من مواليد قرية "صراع" التابعة لناحية سنجار (منطقة معرة النعمان- إدلب)، وقد كان من المفترض أن يحال إلى التقاعد سنة 2014، لكن ثقة النظام به وتعويله على إجرامه دفعاه للتمديد له على رأس عمله.

1490628469.gif


ولد "جمعة الجاسم" (مرفق صور) سنة 1954، لأب يدعى محمد وأم تدعى زهيدة، وهو ينتمي إلى عشيرة "الحديديين" التي ينتمي لها وزير دفاع النظام "فهد جاسم الفريج"، ابن بلدة رهجان بريف حماة.

ويرتبط "الفريج" و"الجاسم" بعلاقة عشائرية وعائلية، تبقى في النهاية مجرد تفصيل أمام تحالفهما الوثيق في إطار الولاء الشديد للنظام وتنفيذ أوامره بحذافيرها.

وقد سبق لأحرار عشيرة "الحديديين" أن حذروا كلا من "الفريج" و"الجاسم" من مغبة الاستمرار في خدمة النظام، لكن الرجلين لم يهتما بذلك مطلقا بل مضيا في محاربة وقتل الشعب السوري، ومن ضمنهم أبناء عشيرتهم الذين يتوزعون في مناطق واسعة من سوريا، لاسيما في ريفي إدلب وحماة.
ويشارك "الجاسم" حاليا في معارك ريف حماة الشمالي، حيث زج به النظام هناك كونه "الأجدر" في نظره لمحاربة أهل تلك المنطقة، والأعرف بتضاريس أرضها وطبيعة سكانها.

وقد سبق لـلنظام أن أسند لـ"الجاسم" قيادة ومعارك شديدة الحساسية، لاسيما في ريفي حمص وحماة.

ورغم موقعه الحساس جدا، ودوره في توجيه الأوامر بإطلاق المدافع والصواريخ في شتى أنحاء سوريا، فقد كان غريبا إلى حد بعيد ومثير للارتياب، أن لا يكون اسم "الجاسم" مدرجا على لوائح العقوبات الأوروبية أو الأمريكية، علما أن هذه اللوائح تخضع للتحديث كل حين، وهي تحوي أسماء مئات الكيانات والشخصيات المشتبه بتورطها في قتل السوريين، وقد يكون بين هذه الشخصيات من هو أقل رتبة ودورا من "الجاسم" نفسه.

ففي خريف 2016 توعدت واشنطن على لسان مندوبتها الدائمة في مجلس الأمن بملاحقة ومحاسبة مجرمي الحرب في سوريا، مشيرة إلى 12 ضابطا بالاسم، ومن بينهم 3 ضباط كبار ومؤثرين في سلاح الصواريخ وهم: اللواء طاهر حامد خليل، اللواء جودت مواس، والعميد عدنان حلوة، دون أن تأتي على ذكر "الجاسم" مطلقا.

لـ"اللواء جمعة الجاسم" ولدان أكبرهما يدعى "محمد" (مرفق صور) ويكنى "أبو جمعة" نسبة لأبيه، لكن لقبه المعروف به هو "أبو حيدر"، وقد تم زفافه في شهر شباط من سنة 2016، في فندق "داما روز" (مريديان سابقا) بقرب مبنى الأركان.

1490628379.gif


أما الولد الآخر فهو "أحمد" (مرفق صور)، ويخدم في جيش النظام، وقد ترفع إلى رتبة ملازم أول في نهاية السنة الفائتة، ويلقب "أحمد" نفسه بـ"أبو حافظ".

1490628399.gif


*النأي بالنفس

لطالما أثارت علاقة بعض زعماء القبائل و"وجهائها" بنظام الأسد الريبة والتساؤلات في نفوس السوريين، لاسيما بعد نشوب الثورة، التي كان من المفترض أن تضع هؤلاء الزعماء و"الوجهاء" تلقائيا في الجانب الصحيح، لكنهم آثروا تنكب صراط الشعب، ولم يعبؤوا حتى بشق صف عشائرهم.

وتعد "الحديديين" إحدى أبرز القبائل التي جنى عليها "كبراؤها" وشوهوا صورتها، من أمثال الفريج والجاسم، وابني زعيم "الحديديين" في عموم سوريا "نوري نواف صالح الجرخ"، اللذين أعدمتهما جبهة النصرة.

ففي صيف 2015، أقدمت جبهة النصرة على إعدام "نايف" و"عبدالحي" ابني شيخ مشايخ "الحديديين" بتهمة العمل على مدّ قوات النظام (المحاصرة حينها في مطار أبو ظهور العسكري) بالغذاء والماء.

وجاءت هذه الخطوة لتلقي مزيدا من الشكوك حول الانتماء الحقيقي لزعماء "الحديديين" وتعيد إلى الواجهة الحديث عن تشيعهم أسوة بـ"وجهاء" من قبائل أخرى، حيث يعد انتساب هؤلاء إلى "أهل البيت" –بغض النظر عن صدقية هذا الانتساب- مدخلا يسهل عملية تشييعهم، المؤدية حكما إلى وقوفهم في صف النظام، ودفاعهم عنه بكل قوة.. وقد عاين السوريون مثل هذا السلوك في تصرفات عدد من المحسوبين على قبائل مشهورة مثل البقارة والحديديين وأمثالهم، ممن صارت عروة الطائفية عندهم مقدمة على كل عروة.

ويعد "الحديديين" إحدى القبائل الوافدة إلى سوريا (بحدودها المعروفة حاليا)، حيث كانت منازلهم على تخوم الموصل، قبل أن ينتقلوا من هناك عقب نزاعات (يختلف الرواة فيها وفي أسبابها).

وبعيد تحولهم من منازلهم الأصلية، اختار "الحديديين" التوزع في أرياف محافظات سوريا مختلفة، مثل إدلب وحماة وحلب والحسكة، حيث توالى توريث "المشيخة" وصولا إلى "نوري نواف الصالح" الذي يقال إنه من مواليد 1922.

وفي أحدى مقالاتها المثيرة للانتباه، تتطرق الروائية السورية "لينا هويان الحسن" للصراع القديم المتجدد بين قبيلتي "الموالي" و"الحديديين"، ومنها الحرب الأشهر التي استمرت نحو 40 عاما، ولم تنته إلا بوساطات كثيرة تمت على عهد الفرنسيين أيام احتلالهم سوريا.

وتشير "الحسن" إلى النراع الحالي والمحتدم بين "الموالي" و"الحديديين"، على خلفية موقفهم المتعارض من النظام والثورة، حيث يتهم "الموالي" شيوخ "الحديديين" بموالاة النظام.

وتذكّر الروائية بسيرة والد شيخ الحديديين الحالي "نواف الصالح" المولود عام 1888، والذي تولى المشيخة عام 1915، وتصفه بأنه كان "ربيب القسطنطينية" وضابطا في الجيش التركي، ثم سعى إلى الالتحاق بالحكومة العربية التي تشكلت في سوريا عقب "الثورة العربية الكبرى" ونال عضوية الجمعية الوطنية السورية (البرلمان) عام 1928.

وتقول الحسن إن "نواف" كان يجيد الفرنسية والتركية بطلاقة، وإن تواصله مع الجنرال "غورو" أدى إلى تجنيب "الحديديين" بطش السلطات الفرنسية، لكنه قُتل على يد "أحد عبيد الموالي" في حلب عام 1949 عندما كان خارجا من فندق "بارون".

وفي نهاية مقالتها المنشورة عام 2013، تخلص "الحسن" إلى القول بأن الحديديين "اتبعوا سياسة النأي بالنفس، منذ العهد العثماني مرورا بالعهد الفرنسي وانتهاء بالنظام الحالي".

*توفير نصف القتل والدمار


هذا من ناحية امتداد "جمعة الجاسم" عشائريا، أما عسكريا فإن الضابط نادر الظهور يتولى رئاسة سلاحين من أشد أسلحة النظام فتكا وتدميرا، إلى درجة يمكننا القول -على سبيل التخيل- إن شطب هذين السلاحين (المدفعية والصواريخ) من معادلة حرب النظام ضد الشعب السوري، كان من شأنه أن يوفر على السوريين 50 بالمئة من الدمار الذي شهدوه، وينقذ نحو 50 بالمئة من الأرواح التي زهقت، هذا إن لم يكن أكثر.

فمن الثابت إحصائيا وميدانيا أن قوة النظام الضاربة هي في سلاحي المدفعية (المحمولة والمقطورة) والصواريخ (بأمديتها المختلفة).

وليس هناك أرقام دقيقة لعدد المدافع التي يمتلكها النظام، لكنها تقدر بالآلاف، ومنها على سبيل المثال 600 مدفع من عيار 130 الميداني الشديد التدمير، والذي عدل النظام في مداه حتى بات يقارب 40 كم، ولهذا المدفع قدرات على رمي مختلف أنواع القذائف بما فيها الكيماوية.

وإلى جانب مدفع الميدان 130، هناك نحو 400 مدفع من عيار 122 ملم ذاتي الحركة، ونحو 50 قطعة من الدفع العملاق 152 ملم، فضلا عن مئات المدافع المحمولة.

أما سلاح الصواريخ، فيقول العميد المنشق "أحمد بري" في استعراض موجز سبق له أن نشره، إن "سوريا تعد إحدى أكبر القوات الصاروخية في العالم النامي"، ولا يوجد عدد محدد لمختلف أنواع الصواريخ التي يمتلكها النظام، ولكن التقديرات تذهب إلى النظام كان يملك من صواريخ أرض- أرض (مداها بين 300 و700 كم) نحو 500 صاروخ، قبل أن يطلق نحو نصفها على المدن والبلدان السورية.

وهناك على جانب هذه الصواريخ صواريخ تكتيكية مثل لونا وتوتشكا يقدر أن النظام يملك منها نحو 500 صاروخ، ويعمد النظام إلى استخدامها في مختلف معاركه وقصفه الذي يشنه على المناطق خارج سيطرته، علاوة على ما لا يمكن حصره من راجمات الصواريخ.

واعتمد النظام على سلاحي المدفعية والصواريخ في كثير من هجماته المدمرة والقاتلة، ومنها مجزرة الكيماوي الرهيبة في الغوطة (صيف 2013)، حيث حمّل صواريخه رؤوسا تحوي غازات سامة، قبل أن يطلقها على المدنيين وهم نيام فيحصد أرواح نحو 1500 شخص.

أما إطلاق الصواريخ بعيد المدى على المدن السورية، لاسيما حلب، فما تزال آثاره ماثلة حتى اللحظة في صورة خراب واسع، يخيل لمن يناظره أنه يعاين منطقة ضربها زلزال شديد التدمير.


إيثار عبد الحق - زمان الوصل - خاص
 
راح نكمل عن لمحة عن الضباط البدوية الموالين للنصيرية ويشاركونهم تنفيذ المذابح ...تكلمنا عن بعض مجرمي الحديدين مثل وزير الدفاع جاسم الفريج + المجرم اللواء جمعة الجاسم + شيخ عشيرة الحديدين وابناؤه اللذين اعدمتهم جبهة النصرة بعد ثبوت وبالدليل القاطع تواطؤهم مع عصابات بشار بتهريب الطعام والماء لهم في مطار ابو الظهور ووادي الضيف ومعسكر الحامدية قبل تحريره 2014و 2015...

ثم تكلمنا عن جرائم احمد الدرويش شيخ عشيرة الموالي في ريف حماة الشمالي وتحويلها لعشيرته الى التشبيح ++ عشيرة البوحمد بريف حلب الشرقي وريف الرقة ++++ عشيرة البقارة ولواء الباقر من الشبيحة والمتشيعة


الدور القادم على المجرم السفاح اللواء جايز الموسى
 
التعديل الأخير:

سفاح الضمير والقلمون الشرقي اللواء جايز الموسى

بشار الأسد يعين صاحب مقولة “أكره الله لأنه لم يخلقني علويًا” محافظًا للحسكة
================

syria222.jpg

اللواء جايز الموسى وجانبه بيته المدمر في ريف حماة (زمان الوصل)

أصدر رئيس النظام السوري، بشار الأسد، مرسومًا عين فيه “جايز سوادة الحمود الموسى” محافظًا جديدًا لمحافظة الحسكة بدلًا من محمد زعال العلي، حسبما أوردت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) اليوم، الأحد 16 تشرين الأول”.

الخبر تناقلته صفحات التواصل الاجتماعي الموالية للنظام السوري، وعبر متابعو الصفحات عن استغرابهم من السبب الذي دفع الأسد لتعيين الموسى محافظًا للحسكة، بدلًا من العلي.

“جايز الموسى” ضابط سني، ورئيس أركان القوى الجوية والدفاع الجوي لدى النظام، وقائد الفرقة 20 التي تتألف من 6 مطارات حربية، ومركزه الضمير سابقًا

10350433_247099495493662_1115102435071856711_a.jpg

جايز الموسى

ينحدر الموسى من قبيلة “البومانع” في قرية دير الزور، لكنه يسكن في قرية “قليبب الثور” في ريف حماة الشرقي.

عرف الموسى بولائه المطلق للنظام وهو من رجال الأسد الأوفياء، وهو صاحب مقولته “أكره الله لأنه لم يخلقني علويًا”، التي دفعت النظام لتسريحه إثرها، بحسب موالين.

“أبو ريان”، هي كنية الموسى، نسبة لابنه الأكبر ريان، وهو ضابط برتبة نقيب في الحرس الجمهوري، ارتكب العديد من المجازر بحق المدنيين في منطقة القلمون بريف دمشق.

مع انطلاقة الثورة السورية كان الموسى نائبًا لقائد الفرقة 20، وكان من أشد الضباط دعوة إلى سحق الثورة، وفي 2012 تم تنصيبه قائدًا للفرقة الجوية 20، وقائدًا للمنطقة الأمنية في منطقة “الضمير”، والتي هدد بمسحها، إذا لم يسلمه “جيش الإسلام” الغنائم التي سيطر عليها من مستودعات التسليح بالضمير، بالإضافة إلى جثث قتلى النظام.

نفّذ الموسى “مجزرة مروعة” في الضمير، أسفرت عن مقتل 22 مدنيًا من بينهم 10 أطفال وامرأتان، عندما أمر بقصف المدينة بصواريخ أرض-أرض مترافقة مع ضربات جوية بالبراميل المتفجرة
.

يعتبر من أبرز الضباط المطلوبين لفصائل المعارضة، وتعرض لعدة عمليات اغتيال فاشلة في عام 2014، حين نسفت كتائب “الجيش الحر” العاملة في ريف حماة منزله الكائن في “قليب الثور”، وأعلن “جيش الإسلام” من العام نفسه عن اغتيال الموسى بمنطقة الضمير، ليتبين أنها مجرد إشاعة.



اتهم الموسى بتصفية العديد من الضباط “السنة”، ومنهم المقدم الطيار أحمد دياب من منطقة “حفير الفوقا”، عندما رفض إعطاءه أمرًا بالقذف،إذ تعطّل حينها محرّك طائرته “ميغ23” لتصطدم بالأرض.

في العام 2003 عين نائبًا لقائد اللواء 17 في مطار “السين” وتمت ترقيته إلى رتبة عميد، وفي 2004 تم تعيينه قائدًا للواء 30 في “الضمير”، وخلال فترة قيادته للواء أوقف العديد من الطيارين عن الطيران، وتمت معاقبة عدد كبير منهم بعقوبات مختلفة وصلت إلى تسريح بعضهم، وخلال فترة قصيرة لم يبق منصب في “اللواء 30” لا يقوده ضابط “علوي”.

بداية عام 2015 عين الموسى، رئيسًا لأركان القوى الجوية والدفاع الجوي، لتصبح الأوامر العسكرية التي تتلقاها المطارات العسكرية تصدر عنه، بالإضافة لتسلمه قيادة التنسيق الجوي مع الطيران الروسي في قاعدة “حميميم”.

نظام الأسد أحال اللواء الطيار “جايز الموسى” في آب الماضي2016 للتقاعد بعد 42 عامًا “قضاها في خدمة عائلة الأسد”، لكنه عيّنه اليوم محافظًا جديدًا للحسكة، منطلقًا من فرض الهيمنة والسيطرة العسكرية التي كان يتبعها على مفاصل الدولة.



 
سفاح الضمير والقلمون الشرقي اللواء جايز الموسى

بشار الأسد يعين صاحب مقولة “أكره الله لأنه لم يخلقني علويًا” محافظًا للحسكة
================

syria222.jpg

اللواء جايز الموسى وجانبه بيته المدمر في ريف حماة (زمان الوصل)

أصدر رئيس النظام السوري، بشار الأسد، مرسومًا عين فيه “جايز سوادة الحمود الموسى” محافظًا جديدًا لمحافظة الحسكة بدلًا من محمد زعال العلي، حسبما أوردت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) اليوم، الأحد 16 تشرين الأول”.

الخبر تناقلته صفحات التواصل الاجتماعي الموالية للنظام السوري، وعبر متابعو الصفحات عن استغرابهم من السبب الذي دفع الأسد لتعيين الموسى محافظًا للحسكة، بدلًا من العلي.

“جايز الموسى” ضابط سني، ورئيس أركان القوى الجوية والدفاع الجوي لدى النظام، وقائد الفرقة 20 التي تتألف من 6 مطارات حربية، ومركزه الضمير سابقًا

10350433_247099495493662_1115102435071856711_a.jpg

جايز الموسى

ينحدر الموسى من قبيلة “البومانع” في قرية دير الزور، لكنه يسكن في قرية “قليبب الثور” في ريف حماة الشرقي.

عرف الموسى بولائه المطلق للنظام وهو من رجال الأسد الأوفياء، وهو صاحب مقولته “أكره الله لأنه لم يخلقني علويًا”، التي دفعت النظام لتسريحه إثرها، بحسب موالين.

“أبو ريان”، هي كنية الموسى، نسبة لابنه الأكبر ريان، وهو ضابط برتبة نقيب في الحرس الجمهوري، ارتكب العديد من المجازر بحق المدنيين في منطقة القلمون بريف دمشق.

مع انطلاقة الثورة السورية كان الموسى نائبًا لقائد الفرقة 20، وكان من أشد الضباط دعوة إلى سحق الثورة، وفي 2012 تم تنصيبه قائدًا للفرقة الجوية 20، وقائدًا للمنطقة الأمنية في منطقة “الضمير”، والتي هدد بمسحها، إذا لم يسلمه “جيش الإسلام” الغنائم التي سيطر عليها من مستودعات التسليح بالضمير، بالإضافة إلى جثث قتلى النظام.

نفّذ الموسى “مجزرة مروعة” في الضمير، أسفرت عن مقتل 22 مدنيًا من بينهم 10 أطفال وامرأتان، عندما أمر بقصف المدينة بصواريخ أرض-أرض مترافقة مع ضربات جوية بالبراميل المتفجرة.

يعتبر من أبرز الضباط المطلوبين لفصائل المعارضة، وتعرض لعدة عمليات اغتيال فاشلة في عام 2014، حين نسفت كتائب “الجيش الحر” العاملة في ريف حماة منزله الكائن في “قليب الثور”، وأعلن “جيش الإسلام” من العام نفسه عن اغتيال الموسى بمنطقة الضمير، ليتبين أنها مجرد إشاعة.



اتهم الموسى بتصفية العديد من الضباط “السنة”، ومنهم المقدم الطيار أحمد دياب من منطقة “حفير الفوقا”، عندما رفض إعطاءه أمرًا بالقذف،إذ تعطّل حينها محرّك طائرته “ميغ23” لتصطدم بالأرض.

في العام 2003 عين نائبًا لقائد اللواء 17 في مطار “السين” وتمت ترقيته إلى رتبة عميد، وفي 2004 تم تعيينه قائدًا للواء 30 في “الضمير”، وخلال فترة قيادته للواء أوقف العديد من الطيارين عن الطيران، وتمت معاقبة عدد كبير منهم بعقوبات مختلفة وصلت إلى تسريح بعضهم، وخلال فترة قصيرة لم يبق منصب في “اللواء 30” لا يقوده ضابط “علوي”.

بداية عام 2015 عين الموسى، رئيسًا لأركان القوى الجوية والدفاع الجوي، لتصبح الأوامر العسكرية التي تتلقاها المطارات العسكرية تصدر عنه، بالإضافة لتسلمه قيادة التنسيق الجوي مع الطيران الروسي في قاعدة “حميميم”.

نظام الأسد أحال اللواء الطيار “جايز الموسى” في آب الماضي2016 للتقاعد بعد 42 عامًا “قضاها في خدمة عائلة الأسد”، لكنه عيّنه اليوم محافظًا جديدًا للحسكة، منطلقًا من فرض الهيمنة والسيطرة العسكرية التي كان يتبعها على مفاصل الدولة.





ضلوعه بأفعال إجرامية ضد المدن السورية الثائرة ضد حكم "بشار الأسد، فإدراج اسمه في العام 1989 ضمن لائحة الضباط الذين تم إيفادهم إلى روسيا للتدرب على طائرة "سوخوي 24"، يفسر وجوده كمسؤول التنسيق مع مركز "حميميم"، فهو تلميذ الروس النجيب، حيث يرى مراقبون أن إرساله إلى الحسكة جاء بطلب من الروس ليراقب ويشرف على تنفيذ "اتفاق حميميم" بين قوات النظام وحزب "الاتحاد الديمقراطي".
 

تمنى لو أن الله خلقه "علويا"..

سيرة ذاتية لقائد الحملة الجوية على حلب
=========================


| 2016-05-10 03:11:11
5e828eca1b7c13b95dc88378.jpg

جايز ومنزله الذي هدمه الثوار في قريته "قليب الثور" - زمان الوصل

اللواء "جايز الموسى"، قائد الحملة العسكرية الجوية على حلب، ورئيس أركان القوى الجوية والدفاع الجوي لدى النظام، الضابط السني الذي ما كان له أن يصل هذا المنصب إلا بعد أن قدم للنظام أوراق اعتماد وولاء، ممهورة بدماء آلاف الأبرياء من السوريين الذين قصفتهم طائرات النظام بإشرافه، وموقعة بسلوكات وممارسات استهدفت كل الضباط السنة الذين كانوا تحت إمرته، مقابل إظهار الولاء المطلق للضباط العلويين العلوية ممن يفوقونه رتبة، وتقريب الأدنى منهم رتبة على حساب الضباط السنة.

*إيفاد إلى روسيا


"زمان الوصل" ومن خلال معلومات حصلت عليها تضع بين يدي القارئ لمحة عن "الموسى" قائد الحملة الجوية على حلب.

يتحدر اللواء "جايز الموسى" من أسرة بدوية ميسورة من قبيلة "البومانع"، تعيش في قرية دير الزور وهو يسكن في ريف حماة، وهو متزوج من امرأتين ولديه 7 بنات وولدين، يخدم أكبرهما (ريان) برتبة نقيب في الحرس الجمهوري، حيث شارك في اقتحام عدد من المناطق، أهمها "رنكوس" في ريف دمشق.

تطوع "جايز" في الكلية الجوية عام 1974، وأمضى 3 سنوات فيها نفذ فيها الطيران على الطائرة "تشيكمان" والطائرة "ل29" ليتخرج برتبة ملازم طيار، مترقيا من رتبة إلى أخرى حتى بلغ رتبة رائد في عام 1986 إلى رتبة رائد، وخلال ترقيه نفذ عدد من الدورات منها دورة خاصة بالطائرة ميغ 25، لكنه فشل فها؛ الأمر الذي دفع إلى تخفيض مستوى طيرانه.

القدرة المالية لعائلة "جايز الموسى" كانت حاضرة دائما في مسيرته، إذ تم إدراج اسمه في العام 1989 ضمن لائحة الضباط الذين تم إيفادهم إلى روسيا للتدرب على طائرة "سوخوي 24"، بعد أن قدم والده رشوة إلى مجموعة من كبار ضباط الجيش.

أتقن "جايز الموسى" لعبة الرشى للتقرب من الشخصيات القيادة لاسيما "العلوية" منها، مثلما أتقن فن التزلف بواسطة التقارير الأمنية التي كان يقدمها بحق زملائه، وكانت الجائزة الأولى ترقيته إلى رتبة مقدم ووصوله إلى أول منصب قيادي، وهو قائد السرب 696 (سوخوي) في اللواء 17 بمطار السين، بحلول عام 1990، وبقي في هذا المنصب حتى بلوغه رتبة عقيد في عام 2002..

*ولاء أعمى


كانت فترة وجوده في السرب 696 فترة "اختبارية" لولائه للنظام، وهو ما نجح فيه "جايز الموسى"، إذ تؤكد المعلومات التي حصلت عليها "زمان الوصل" أنه خلال 12 عاما كان يظهر تسلطا على العناصر السنية من ضباط طيارين وفنيين، وحرم معظم الطيارين السنة من ذوي الرتب الصغيرة من التأهل ليغدو برتبة قائد طائرة، ومما يروى عن "جايز" أنه أجلس ذات مرة نقيباً في مكتبه وكان يخال أن هذا النقيب من الطائفة العلوية، فانطلق بحديثه دون قيود، حتى وصل "جايز" إلى شتم الله تعالى والكفر به، لأنه لم يخلقه علويا.

في 2003 عين "جايز" نائبا لقائد اللواء 17 في مطار "السين" وتمت ترقيته إلى رتبة عميد، وفي السنة اللاحقة سمي قائدا للواء 30 في "الضمير"، معتمدا النهج نفسه، حيث عين الضباط العلويين في كل المناصب التي يحق له تسميتها، وكان يغدق عليهم المكافآت جهارا، في الوقت الذي كان يضيق على الضباط السنة ويدرج ما يسيء لهم في تقاريره المرفوعة إلى إدارة المخابرات الجوية.

ومن الحوادث التي سجلت في عهده حينها، أنه كان سببا في مقتل المقدم الطيار أحمد دياب من "حفير الفوقا" عندما رفض إعطاءه أمرا بقذف نفسه، بعد أن تعطل محرك طائرته"ميغ23م ل" لتصطدم مقاتلته بالأرض وتتحطم.

وخلال فترة قيادته للواء 30 أوقف "جايز" عددا من الطيارين السنة عن الطيران، وعوقب عدد كبير منهم بعقوبات مختلفة وصلت إلى تسريح بعضهم، وخلال فترة قصيرة لم يبق منصب مهم في اللواء 30 لا يتولاه ضابط علوي.

قطف "جايز الموسى" ثمار الفترة السابقة، وقفز في2007 إلى منصب نائب قائد الفرقة الجوية 20 بمطار "الضمير"، وكان رئيسه المباشر آنذاك اللواء الطيار محسن جنيدي (علوي).

ومما تتناقله المصادر أن "جايز" قال في حفل مبايعة بشار الأسد لولاية ثانية: "أنا ربي بشار الأسد" وكرر هذه العبارة 3 مرات، بوجود من كان حاضرا حينها (صيف 2007) في ساحة اللواء 30.

وثق "جايز الموسى" علاقاته مع مدير إدارة المخابرات الجوية آنذاك اللواء عبد الفتاح قدسية، وتم اختياره للالتحاق بدورة أركان عليا، حيث غاب عن الفرقة سنة كاملة، ورقي في 2010 إلى رتبة لواء محتفظا بمنصبه في الفرقة 20.

* سحق الثورة قولا وفعلا


عندما اندلعت الثورة كان "جايز الموسى" نائباً لقائد الفرقة 20، وكان من أشد الضباط دعوة إلى سحق الثورة، وفي 1/1/2012 تم تنصيبه قائدا للفرقة الجوية 20 وقائدا للمنطقة الأمنية في منطقة "الضمير" وما حولها من القرى والبلدات وصولا إلى مشارف "دوما"، وكان نائبه ضابط أمن اللواء 30 العقيد "نديم أسعد" من "الدريكيش".

كانت أولى اقتراحات "جايز" على قيادة القوى الجوية والمخابرات الجوية أن تفتح مستودعات القنابل الجوية وتنفذ تمرينا بالذخائر الحية تشارك فيه كل طائرات ألوية الفرقة الجوية 20، استعدادا لأي أوامر تصدر عن القيادة باستخدام الطيران ضد المدن السورية الثائرة.

تم تنفيذ التمرين الذي اقترحه "جايز" بالذخيرة الحية في ميدان "السبع بيار" في شهر آذار/ مارس من عام 2012، ولأول مرة ظهرت القنبلة الصينية عيار 1000 والقنبلة الروسية "فاب 1500" التي تحملها طائرة "سوخوي 24".

لم يكن أهالي مدينة "الضمير" بمنأى عن أذى "الجايز"، إذ أشرف على قمع المظاهرات بقوة قوامها أكثر من 150 عنصرا وضعهم بين المطار ومساكن العسكريين، وقد نهبت هذه القوة بمساعدة قطعات الجيش التي أتت لمؤازرتها، الكثير من ممتلكات أهالي "الضمير"، فضلا عن القتل وتكسير الأيدي والأرجل بإشراف شخصي من "جايز" الذي افتتح سجنا مخصصا للمدنيين من "الضمير" في المطار المجاور، وبدأ في ابتزاز أهالي المعتقلين ومطالبتهم بملايين الليرات للإفراج عن أقاربهم، وقد ساعده على
ذلك المقدم "معتصم غزال".

*حصة الأسد


استخدم النظام الطائرات المروحية منذ اليوم الأول للثورة في درعا، بينما بدأ باستخدام الطيران الحربي في صيف 2012، وكان للفرقة 20 بقيادة "جايز" حصة الأسد من جرائم الطيران، إذ قاد العمليات الجوية بنفسه، منذ الشروع في استخدام المقاتلات الحربية ولمدة 4 سنوات كاملة، قضاها قائدا للفرقة الجوية 20.

وكان "جايز" يسند كل أوامر الطيران إلى الطيارين ضمن فرقته، إما بتعليمات شخصية مباشرة منه أو عبر نائبه اللواء "سجيع درويش" قائد الفرقة 22 حاليا، ونائبه الآخر اللواء "ميزر صوان" قائد الفرقة 20 حاليا.

وتكشف المصادر أن "جايز" هو من أمر باستخدام "القنابل الحمر"، ولم يكن يعلم ماهية هذه القنابل إلا عدد قليل جداً من الضباط الكبار في الفرقة، وكانت تستخدم بأمر من المخابرات الجوية عن طريق اللواء "جايز".

كما شاع في عهده استخدام قنابل أخرى ذات لون "فضي"، لم تدون عليها أي عبارة بأي لغة، ويعتقد أنها قنابل روسية أو إيرانية محرمة دوليا تمت تجربتها على الشعب السوري، حيث ألقيت بواسطة طائرات الفرقة 20، بأمر وإشراف "جايز".

وفي مطلع 2015، عين "جايز" رئيسا لأركان القوى الجوية والدفاع الجوي لدى النظام؛ ليقوم بمهمة إسناد الأوامر إلى كل مطارات سوريا العسكرية، ويتولى من خلال منصبه الجديد معظم العمليات الجوية، ومنها قيادة التنسيق الجوي مع الطيران الروسي في مطار "حميميم"، وقيادة العمليات الجوية على مدينة "الزبداني"، فضلا عن قيادة الحملة الجوية المركزة حاليا علىحلب وريفها.
مدينة

ويكشف الأرشيف المخابراتي الذي تملكه"زمان الوصل" أن "جايز الموسى" مولود في 1954 لأب يدعى "سوادة الحمود" وأم اسمها "غبشة"، وأنه "ممنوع من السفر" بموجب مذكرتين من المخابرات الجوية صدرتا عام 2014، كونه ضابطا في القوى الجوية التابعة للنظام.



مالك عقاب - زمان الوصل - خاص
 

مترجم: قبائل البدو في سورية، وتأثيرهم في الأزمة الحالية
========================
قبائل البدو في سورية


لعل أحد جوانب الصراع السوري الذي لم ينل نصيبه من البحث والدراسة هو دور المجتمعات البدوية فيه. فكلمة البدو (وهي مشتقة لغوياً من البادية أي الصحراء) كانت تدل عبر التاريخ على المجتمعات العربية المنحدرة من شبه جزيرة العرب، والتي تتبع العشائر في تنظيمها وتعتمد على تربية الماشية. وفيما أصبح البدو الرُحل جزءاً من الماضي بقي تراثهم حاضراً. ففي الكثير من مناطق الريف العربي السوري والمناطق التي تمدنت حديثاً ما زالت روابط الدم ضمن العشيرة والقبيلة والعائلة تلعب دوراً أساسياً 1

تسود جماعات البدو أو البدوية الأصل في المناطق منخفضة الكثافة السكانية الممتدة من حمص وحماة والقلمون في الغرب إلى تدمر والرقة والحسكة ودير الزور والحدود العراقية في الشرق. كذلك نجد المجتمعات القبلية متجذرة في ريف حلب في الشمال ومناطق من الغوطة حول دمشق ومنطقة حوران الجنوبية، بالإضافة إلى مدن مختلفة عبر سوريا حيث هاجر سكان الريف بحثاً عن العمل والتعليم عبر السنين.

وتصادف أن أصبحت جميع تلك المناطق تقريباً محط نزاعات كبيرة خلال الصراع للإطاحة بالرئيس بشار الأسد. وقد لعب السوريون ذوو الخلفيات القبلية دوراً كبيراً كقادة للمظاهرات وكثوار مسلحين وأفراد منشقين عن الجيش في عامي 2011 و 2012، كما أنهم ما زالوا حتى اليوم يتمتعون بتمثيل في الثورة يفوق عددهم بجميع المقاييس. لكن الرئيس الأسد لعب أيضاً على وتر القبائل، إذ جند مجموعات منتقاة من البدو في قواته المسلحة وعين شيوخاً من القبائل في مراكز مؤثرة في الحكومة.



الأستاذة دون الشطي مديرة سابقة لمركز دراسات اللاجئين في جامعة أكسفورد، وهي معروفة عالمياً بخبرتها ودراستها للتراث العربي القبلي والبدوي على مدى عقود، مع تركيز الكثير من أعمالها على سوريا ولبنان. تكرمت بالتحدث إلى "سوريا في أزمة" حول هذه المواضيع لمساعدتنا في فهم دور القبائل والقبلية في النزاع السوري.



أستاذة دون، هل لك أن تعطينا نبذة عن تاريخ مجتمعات البدو في سوريا؟

كما تعلم حوالي 80% من الأراضي السورية قاحلة، والمناطق الصحراوية فيها تعرف بالبادية. وهناك أيضاً مناطق "المعمورة" وهي أراضي شبه قاحلة تقع ما بين المناطق الزراعية والصحارى حيث تربية ورعي الأغنام والخراف مستمرة فيها منذ ألفي عام.

وقد عرفنا من مصادر حديثة أن بعض المجموعات القبلية المهمة كانت من ضمن رعاة الماشية، وهذا أيضاً ما جاءت به التقارير التي أعدها الجاسوس الدبلوماسي الألماني ماكس فون أوبنهايم في القرنين التاسع عشر والعشرين.

وحين أنشأت الامبراطورية العثمانية حكومة قوية في الشرق الأوسط خلال القرنين الخامس والسادس عشر، أصبح العديد من تلك القبائل يدفعون ضريبة للحكام العثمانيين في المدن الكبيرة من مثل حلب ودمشق. وبقيت الأمور على هذا الحال حتى نهاية القرن السابع عشر أو أواسط القرن الثامن عشر عندما هاجرت قبائل أخرى من شبه الجزيرة العربية شمالاً. ولا يعلم أحد بالضبط الأسباب وراء ذلك لكن يرجح أن الهجرة كانت بسبب وباء عظيم وبسبب الحركة الوهابية في المنطقة التي تقع فيها المملكة العربية السعودية اليوم.

كان المهاجرون ينتمون في معظمهم إلى قبيلتين رئيسيتين: شمر وعنزة. قطع معظم الشمريين نهر الفرات وأصبح لهم حضور قوي عبر التاريخ في العراق كما لعبوا دوراً في شمال سوريا الشرقي.

أما قبيلة عنزة التي سأركز حديثي عليها فقد انتشر أفرادها في مناطق البادية السورية. ومنها قبائل مثل الحسنة والرولة والعقيدات والفدعان والسبعة. وحافظت العديد من هذه القبائل المنحدرة من شمر وعنزة على صلات قوية مع شبه الجزيرة العربية. فالعائلة المالكة في السعودية تنحدر في الحقيقة من الحسنة، وحافظ الاثنان على صلاتهما بالتزاوج من بعضهم. كما قامت الرولة بالمثل إذ تربطها بآل سعود أكثر من صلة زواج.



على أية حال استغرق الأمر حوالي مائة عام حتى دفعت قبائل عنزة وشمر التي ترعى الإبل بالقبائل الراعية للغنم إلى مناطق أقرب للمدن. وغالباً ما قويت شوكة القبائل راعية الإبل واستقلت بنفسها عن السلطات العثمانية في المدن، فعرفوا بالقبائل الأصيلة "أو النبيلة"، أما قبائل رعاة الغنم التي استقرت حول المدن ووافقت على دفع الضرائب للحكام العثمانيين فأصبحوا يعرفون بالقبائل غير الأصيلة أو العامة.

ومع ظهور القبائل الأصيلة أصبح هناك خطر أمني على العثمانيين اضطروا بموجبه للمساومة معهم لضمان مسالك التجارة والحج إلى مكة. فالرولة مثلاً حصلوا على الكثير من الأموال مقابل حماية الحجاج المارين من مناطقهم.



كيف تعاملت هذه القبائل مع الحكم الفرنسي ومع سوريا كدولة مستقلة؟

بقيت سوريا تحت الحكم الفرنسي من عام 1920 حتى 1946 أبدى خلالها الفرنسيون حرصاً على كسب رضا القبائل لسببين: مساهمتهم بالثورات القومية كتلك التي قامت من 1925-1927، واقتتالهم الدائم فيما بينهم مما صعّب بناء الدولة على الفرنسيين. وقد وقعت آخر الحروب القبلية الكبيرة في منتصف الخمسينات من القرن الماضي بين قبيلتين غير أصيلتين: الحداديين والموالي، قامتا خلالها بتدمير خطوط السكك الحديدية في سوريا.

لذا حاول الفرنسيون التعامل مع القبائل بشكل عملي وواقعي، فحافظوا على الكثير من العهود التي أبرمت في الحقبة العثمانية وعدلوا أخرى. كما سجلوا قطاعات كبيرة من الأراضي بأسماء رؤساء القبائل الكبيرة الذين كانوا قد استحوذوا عليها تحت الحكم العثماني، ليصبحوا بذلك ملاكاً للأرض. وتم سن قوانين وأحكام خاصة للقبائل، فتم السماح للبدو مثلاً (وهم يشكلون معظم القبائل الأصيلة في ذلك الوقت) بحمل السلاح مع الالتزام بعدم إدخال هذا السلاح إلى المدن، كما خصص الفرنسيون تسعة مقاعد في مجلس الشعب السوري لممثلين عن قبائل معينة تتمتع بالنفوذ، علاوة على استمرار تدفق المعونات من السلطات إلى القبائل كما كان الحال من قبل، حيث قدم الفرنسيون المعونات إلى شيوخ القبائل مقابل الحفاظ على أمن واستقرار مناطقهم. فالرولة مثلاً عملوا على حماية خط لأنابيب النفط (غير مستعمل اليوم) يمتد من الخليج الفارسي إلى البحر المتوسط.



لقد أخذت سطوة القبائل تتضاءل عقب الاستقلال في 1946، فتقلص عدد مقاعدهم في مجلس الشعب من تسعة إلى ستة عندما تبنت سوريا دستور عام 1950. ومن هذه المقاعد الستة كان أربعة مخصصين لقبائل معينة: مقعدين لحلب من شيوخ الموالى والحداديين، ومقعد لعضو منطقة الجزيرة في شمال شرق سوريا من قبيلة شمر، ومقعد لعضو دمشق من قبيلة الحسنة.

وعند قيام الوحدة بين سوريا ومصر من 1958 إلى 1961 وتولي جمال عبد الناصر حكم سوريا ضمن الجمهورية العربية المتحدة، تم حل جميع القوانين الخاصة بالقبائل، ولم يبقَ للقبائل من مزايا سوى مقاعدهم في مجلس الشعب.

وعندما تولى حزب البعث السلطة في 1963 قرر إصلاح ملكية الأراضي، فخسر شيوخ القبائل أراضيهم التي صودرت واقتسمت لصالح عوائل البدو الأكثر فقراً في محاولة لدفعهم للتخلي عن حياة الترحال والاستقرار في الزراعة.

وهكذا شكل أول عقدين أو ثلاثة من حكم حزب البعث تغييراً كبيراً للبدو، فالعديد من شيوخهم القدامى اختفوا بعد أن فقدوا القدرة على توزيع العطايا وتوفير الرعاية بالطريقة المتوقعة منهم، وتحولت العلاقة ما بين أعضاء القبيلة وشيوخها من سلطة سياسية إلى سلطة أخلاقية، بمعنى أن فقط أولئك الذين يتمتعون بالشخصية الكاريزماتية الجذابة وحس الصواب والدراية بقوانين القبيلة هم من حافظوا على مراكزهم كقادة، ولنا في قبيلة الحسنة في منطقة حمص خير مثال على ذلك.

ففي عام 1946 خلَف تامر أباه شيخ القبيلة طراد الملحم، ثم توفي تامر في عام 1998. وكان ابنه المدعو طراد أيضاً قد قتل في تبادل لإطلاق النار عام 1979، لذا انتقلت زعامة الحسنة إلى أحد أولاده الأصغر سناً وهو عبد الإله الملحم الذي كان يمتلك الجاذبية اللازمة ليقوم بالمهمة. فأصبح الناس اليوم يقولون أنهم يتبعون لعبد الإله عوض القول أنهم من عائلة الملحم أو من قبيلة الحسنة، وهذا أمر متوقع. كذلك يقول أفراد قبيلة الرولة أنهم يتبعون عائلة شعلان وهي التي تمسك بالزعامة حالياً عوض القول أنهم من قبيلة الرولة.



إذاً ما هي أهمية الروابط القبلية في سوريا اليوم؟

أعمل على تحديد الحد الفاصل بين الأنساب، وهو صلة الدم حتى الجيل الخامس. إنها العلاقة الاجتماعية التي تربطك بأسلافك من جد جدك. وتبدو صلات النسب القبلية ما بعد ذلك زائفة، لأن الناس يتغيرون مع تغير الولاءات السياسية المرحلية. لكن صلات القربى والشخصيات القيادية الجذابة ضمن العائلة تظل على قدر كبير من الأهمية بالنسبة لهذه المجتمعات. وفي ذات الوقت، تغيرت المصطلحات والهويات كثيراً وأصبح للكلمات معانٍ مختلفة لمختلف الناس. فعندما يتحدث البدو عن أصولهم تجدهم يفخرون بالتعريف عن أنفسهم كبدو، ولكن غالباً ما تنطوي هذه الكلمة على شيء من التحقير عند استخدامها من قبل العرب الآخرين.

أما في لبنان فقد حبذ كثيرون ممن تحدثت إليهم بتسميتهم بالعشائر، وهي جمع عشيرة وتعني القبيلة الكبيرة، في حين أن تسمية قبيلة تعني مجموعة من القبائل الأصغر عدداً، وأراد البعض التعريف بأنفسهم على أنهم عرب. ولكن عندما تصف أحداً بأنه عربي في سوريا، فأنت تعني البدو الفقراء الذين يعملون في الزراعة الموسمية لكسب العيش. وعند انتقالي من لبنان إلى دمشق وسؤالي لبعض الأصدقاء البدو عما يفضلون أن أسميهم: عشائر أم عرب، قالوا: "لا.. لا.. نحن بدو!". إذاً تغيرت المصطلحات وكذلك هويات الناس.



ما هو عدد البدو في سوريا وهل هناك بدو رحل اليوم؟

أعتقد أنهم حوالي 12-15% من تعداد السكان، لكنه يعتمد على ما تعني بذلك. فالبعض امتنعوا عن التعريف بأنفسهم كبدو رغم أنهم حافظوا على التركيبة الاجتماعية للبدو. والعديد ممن يسمون أنفسهم بدواً استقروا في المدن. قد يملكون بعض الخراف، لكنهم لا يعتاشون من رعاية الماشية.

أنا أفضل تعبير الرعي المتنقل لكن حياة الترحال ما تزال موجودة (في سوريا)، وإن كانت الحياة القائمة على الترحال حصراً نادرة جداً اليوم. فجميع من يعرفون عن أنفسهم بأنهم بدو يملكون بيتاً في مكان ما ولو كان لقضاء فصل الشتاء فقط. في حين استقر البعض الآخر بشكل كامل مع ماشيتهم واستأجروا من ينقلها في فصل الربيع، وهناك حتماً ارتباط حضاري برعاية الماشية.

بتقديري هناك حوالي 20% ممن يعرفون بالبدو يرعون أعداداً كبيرة من الماشية تكفي ليعتمدوا عليها كدخل لهم، وذلك قبل أن تبدأ الحرب بالطبع. وهناك أيضاً حوالي 50% أخرى احتفظت ببعض الخراف لنفسها أو جعلتها ترعى مع مجموعات أخرى من الماشية، فمجموعة من الإخوة مثلاً يمكن أن يستأجروا شخصاً ليعتني بقطيع يمتلكه سبعة أو ثمانية أشخاص مختلفين.



يعارض حزب البعث بشكل رسمي البدوية والترحال لكن حكام سوريا تعاملوا معها كأمر واقع عندما تعارضت الأيديولوجية مع الواقع الاجتماعي. كيف تعامل حافظ وبشار الأسد مع مجتمعات البدو؟

لقد أُرغم العديد من البدو على الاستقرار في الستينات من القرن الماضي خلال فترة الإصلاحات الكبيرة التي قام بها حزب البعث فيما يتعلق بالأراضي، وكان ذلك قبل وصول حافظ الأسد إلى السلطة عام 1970، لكنه استمر خلال السنوات الأولى من حكمه. وخلال العقدين التاليين لم يعرّف السوريون من تلك المجتمعات عن أنفسهم كبدو بشكل علني، لكن ذلك لم يغير من حقيقة أصولهم الاجتماعية طبعاً. وغير الكثير منهم أسلوب حياتهم عندما انتقلوا إلى المدن، فلديك مثلاً البدو من منطقة السلمية شرق حمص إذ انتقلوا للعيش في حمص وحماة وحلب في مناطق معينة من كل منها، وكان حي بابا عمرو الواقع في جنوب مدينة حمص أحدها، سكنه العديد من أفراد عشيرة الحسنة أو الموالى.

ولم تكن الحكومة السورية تكترث لأمر البدو لفترة من الزمن، ففي السبعينات وأوائل الثمانينات من القرن الماضي تم السماح لي بالعمل مع البدو في سوريا لأن الحكومة لم تكن تعدهم خطراً عليها، في حين قوبلت طلبات بعض أصدقائي لدراسة التغيير المدني أو الأحوال الديموغرافية أو أي أمر له علاقة بالسياسة بالرفض. بل سُمح لي بالسفر على طائرات عسكرية إلى تدمر للقاء رؤساء القبائل الكبرى. طبعاً لم أدرك أن المنطقة المحصنة هناك هي سجن تدمر الشهير بفظاعته.



وفي أواخر التسعينات قال لي وزير الصحة السوري آنذاك الدكتور إياد الشطي أن عدد البدو في سوريا هو حوالي المليون أو ما بين 4 و5% من التعداد السكاني. لكن خلَفه في أواسط العقد الأول من هذا القرن الدكتور ماهر حسامي قال لي أن البدو لم يعد لهم وجود في سوريا إطلاقاً. إلا أنني تحدثت إلى رؤساء العشائر من منطقة سلمية شرقي حمص ومن دمشق الذين تربطني بهم معرفة وثيقة، وأجمعوا على أن الكثير من البدو السوريين امتنعوا عن التعريف بأنفسهم كبدو منذ العقود الأولى لحكم حزب البعث، ومن ثم عادوا يسمون أنفسهم بذلك في منتصف الثمانينات. وكان ذلك خلال الوقت الذي شجع فيه حافظ الأسد السوريين البدو الذين هاجروا إلى الأردن أو السعودية على العودة والاستثمار في اقتصاد البلد. كما حاول جمع كل الأقليات السورية تحت ظله واعتبر البدو إحداها رغم أنهم يشاطرون ثلثي سكان سوريا الخلفية العرقية والدينية ذاتها، فكلاهما عرب سنة.



وإن نظرنا إلى التمثيل الذي يحظى به البدو في مجلس الشعب نجد أنهم دائماً ما كانت لهم حصة فيه: ستة مقاعد محجوزة لممثلي قبائل معينة، مما يعني أن حوالي 3% من مجلس الشعب ذو أصل بدوي. لكننا شهدنا خلال السنوات الأخيرة من حكم عائلة الأسد زيادة في عدد الممثلين المنتخبين عن أولئك الست ليشمل ممثلين عن قبائل أخرى. وفي انتخابات عام 2010 أصبح 12% من أعضاء مجلس الشعب ذا أصل بدوي.

وعندما تولى بشار السلطة مع بداية هذا القرن، بدأت الحكومة بحثّ بعض القبائل على تبني دور أكبر في حزب البعث. فمع حلول عام 2010 مثلاً، لاحظتُ أن ثروة بعض رؤساء القبائل مثل قبيلتي الموالى والحديديين قد زادت. وكانت تلك القبائل متواجدة أيضاً في وادي البقاع في لبنان خلال الاحتلال السوري لتلك المنطقة، الأمر الذي استغله بعض القادة لمنفعتهم، فبدؤوا بتوظيف ثرواتهم للانضمام إلى حزب البعث.



كيف تصفين دور مجتمعات البدو خلال الصراع الحالي؟

لدينا بعض القبائل موالية للحكومة وأخرى موالية للمعارضة، ويتم توظيف بعض مسؤولي الحكومة بناء على ولاءاتهم القبلية. فوزير الدفاع الحالي اللواء فهد جاسم الفريج من قبيلة الحديديين من منطقة حماة، وهناك عدد من المسؤولين أصولهم مشابهة لأصله تجدهم في كل من حزب البعث والجيش ومجلس الشعب. ومن جهة أخرى أعتقد أن جل الثورة المسلحة في درعا وحمص ودير الزور وغيرهم من المناطق قد جاءت نتيجة رغبة أفراد القبائل المحليين بحماية ضواحيهم، وهم إما كانوا يملكون السلاح مسبقاً أو أنهم حصلوا عليه عبرصلاتهم خارج البلد.



وبشكل عام يميل العديد من أفراد قبيلة الأصيل المنحدرة من عنزة إلى المعارضة، إلا أننا دائماً ما نجد استثناءات. غالباً ما نجد القبائل غير الأصيلة مقسمة لأن الحكومة طالما عملت على إشعال الفتنة ما بين السلالات المختلفة، إذاً لديك الآن مجموعات متناحرة ضمن كل قبيلة اختارت كل منها جانباً مختلفاً في الثورة، الأمر ليس بسيطاً أبداً. ولكن عموماً بإمكاننا القول أن قبائل عنزة تتمتع بصلات دولية وهي قريبة تاريخياً من العائلة السعودية الحاكمة مما جعلها اقل اعتماداً على نظام الأسد. ومع تمويل السعودية للمعارضة وتوفيرها السلاح وما إلى ذلك، اندفع العديد منهم إلى جانب المعارضة.



كما انخرط بعض رؤساء القبائل في السياسة خلال الثورة، وأحد الأمثلة على ذلك هو عبد الإله الملحم من قبيلة الحسنة في حمص. كنت قد ذكرت سابقاً أنه قائد قوي تمكن من جمع أفراد الحسنة حوله، وكان من أول من نادى بالعدالة والحقوق في حمص في عام 2011، وقد قام حلفاؤه بإنشاء موقع إلكتروني كما ذهب أقرباؤه مع آخرين إلى المملكة السعودية لحشد الدعم من أقربائهم. إنه مثال لقائد القبيلة العصري الذي يلعب دوراً مهماً في الثورة.



وشهدنا أيضاً رؤساء قبائل أنشؤوا مؤسسات في اسطنبول وفي الأردن حيث هناك الكثير من اللاجئين السوريين من درعا ذوي الأصول القبلية. فأحمد الجربا مثلاً كان رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة (القيادة الرئيسية للمعارضة في الخارج) في الفترة ما بين تموز 2013 حتى تموز 2014. إنه شيخ قبلي وتربطه صلة قرابة بأحد أهم قادة شمر في تاريخها الحديث وهو عجيل الياور الذي كان حفيده غازي الياور قد تولى رئاسة العراق لفترة وجيزة خلال الاحتلال الأمريكي.

أما الآن فيبدو أن رؤساء القبائل في سوريا قد انسحبوا من المعارضة السياسية العلنية إلى حد ما. فلم نعد نسمع عنهم كما كنا من قبل. لكنهم رغم ذلك ما زالوا مهمين جداً في مجتمعاتهم ويعملون بشكل فعال جداً على المستوى المحلي، يديرون المجالس المحلية التي تعمل على جلب المعونات الإنسانية، وينظمون مجموعات إغاثية لانتشال الناس من تحت الأنقاض، ويعملون على توفير الطحين للمخابز. وحظي عملهم هذا بالكثير من الإعجاب لكن من الصعب توثيقه بسبب صعوبة الوصول إلى تلك المناطق والبحث فيها أو كتابة التقارير عنها. لكني أشعر أنهم بطريقة ما ربما يكونون ما سيُبقي سوريا متماسكة عندما يحين اليوم الذي يدرك فيه بشار الأسد أخيراً أنه لا بد من التفاوض.



1طبعاً هناك قبلية خارج مجتمعات العرب السنة، وتبرز عند الأكراد والأقليات الدينية الأخرى كالعلويين والدروز. لكن هذا موضوع بحث آخر.

منقووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووول
 
عودة
أعلى