موسكو غاضبة..سبقها الأكراد: "سوريا المفيدة" اقتصاديا في قبضة حلفاء واشنطن
=================
2017-9-26 | خدمة العصر
كتب الصحفي السوري، إبراهيم حميدي، المدير السابق لمكتب صحيفة "الحياة" اللندنية، أن غارات روسيا على منشأة كونوكو، أمس، أظهرت غضب موسكو من سيطرة حلفاء واشنطن على معظم مصادر الطاقة والمصادر الطبيعية شرق نهر الفرات التي تعرف بـ"سوريا المفيدة اقتصاديا" بعيداً عن "سوريا المفيدة عسكرياً" الخاضعة لسيطرة قوات النظام غرب الفرات بوجود قاعدتين عسكريتين في اللاذقية وطرطوس غرب البلاد.
وقد دعم الجيش الروسي، وفقا لما أورده الكاتب، قوات النظام بالتمدد خارج "سوريا المفيدة" الواقعة غرب البلاد وشرق الطريق الرئيس بين دمشق وحلب. وبفضل الدعم الجوي الروسي والبري الإيراني، باتت قوات النظام تسيطر على نحو 45 في المائة من مساحة البلاد شملت استعادة حقول فوسفات ونفط وغاز ومحطات طاقة في حلب ووسط البلاد.
في المقابل، يقول الكاتب، ساعد دعم التحالف الدولي بقيادة أميركيا في سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" على معظم مصادر الطاقة شرق نهر الفرات التي تعرف بـ"سوريا المفيدة اقتصاديا".
وإذ تسيطر فصائل معارضة على نحو 15 في المائة من الأراضي لا تضم مصادر طاقة أو ثروة رئيسة، وفقا لما نقله الكاتب، يحتدم سباق بين أميركا وحلفائها من جهة وروسيا وأنصارها من جهة ثانية على 15 في المائة من الأراضي لا تزال تحت سيطرة "داعش" شرق البلاد، وتضم بعض حقول النفط بينها حقل عمر (كان ينتج 80 ألف برميل يومياً) قرب الحدود السورية - العراقية.
وآخر مثال على السباق الروسي - الأميركي، استنادا للكاتب، هو سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" السبت على منشأة غاز بدأت شركة "كونوكو" الأميركية تشغيلها قبل 15 سنة. وتشمل خطين لإنتاج الغاز الحر والمرافق لأغراض الاستخدام المنزلي، إضافة إلى توفير 145 مليون قدم يومياً إلى محطة جندر للكهرباء لإنتاج 400 ميغاواط من الكهرباء، أي 40 من الكهرباء المنتجة من الشبكة الغازية في سوريا.
ونقل الكاتب عن قيادي كردي ميداني، قوله إن روسيا كانت تريد السيطرة على المصنع و"قصف مواقع قوات سوريا الديمقراطية أمس تعبيرا عن الانزعاج لأننا سبقناهم". واستعجلت روسيا دعم قوات النظام و"حزب الله" للتقدم من تدمر وسط سوريا نحو دير الزور، ثم استعجلت العبور إلى الضفة الشرقية لنهر الفرات قبل أن تثبت مواقعها في مدينة دير الزور. وأضاف المسؤول: "أمران يحركان روسيا: الأول، تريد الحصول على انتصار رمزي ضد (داعش) مقابل الانتصارات الفعلية للأميركيين وحلفائهم. الثاني، السيطرة على منابع الثروة، حيث سوريا المفيدة اقتصاديا".
وأشار القيادي العسكري إلى وجود نحو ثلاثة آلاف مقاتل غير نظامي تابعين لروسيا، انتشروا لدعم السيطرة على منشآت النفط والغاز والفوسفات في سوريا. وأضاف أنه لاحظ "خلافات ميدانية" بين الروس من جهة وأطراف محسوبة على إيران وقوات النظام من جهة أخرى. وكانت طهران ودمشق وقعتا مذكرة تفاهم قضت باستثمار إيران لمناجم الفوسفات في خنيفيس قرب تدمر، لكن الجانب الروسي تدخل واستعجل استثمار الفوسفات.
وأوضح القيادي الكردي، وفقا لما أورده الكاتب، أن "قوات سوريا الديمقراطية" ستسيطر على جميع آبار النفط والغاز شرق نهر الفرات، بما في ذلك حقول الرميلان والشدادي وكونوكو والهول. كما إنها تسيطر على سدود المياه الكبرى في البلاد وتشمل "سد الثورة" في الطبقة و"سد تشرين" و"سد البعث"، إضافة إلى أرض زراعية واسعة.
وكتب الصحفي السوري المطلع أن هذه السيطرة ستعزز الموقف التفاوضي لـ"قوات سوريا الديمقراطية" مع دمشق مستقبلاً، ذلك أن مناطق سيطرة النظام ستكون في حاجة إلى تفاهم مع مناطق شرق البلاد للإبقاء على مصادر اقتصادية مقابل حاجة مناطق سيطرة الأكراد على منفذ إلى البحر المتوسط وطرق لمعالجة النفط وتشغيل محطات الكهرباء.